“مأمون” المجرم الهارب

الأربعاء 15 أغسطس 2018

جريمة قتل إمام مسجد بن شدة في المحرق وتقطيع جسده إربا إربا، والتنكيل بجثته والتمثيل بها من أكثر الجرائم ترويعاً وإثارة للاستغراب بالنسبة لمجتمعنا البحريني، مؤذن يقتل إماماً! وأين؟ في بيت الله، وبعد إقامة صلاة الفجر. القضية التي اقشعر بدن كل من سمع عنها بيد القضاء الآن، وحتماً سيأخذ حق هذا الإمام، وحق أبنائه الذين تيتموا من بعده.لكن ما أثاره سفير جمهورية بنغلاديش لدى المملكة مثير للخوف حقاً، فقد قالها صراحة في مقابلة له مع صحيفة زميلة، إن عددا من رعايا جمهوريته مجرمون طلقاء في البحرين، وضرب مثلاً لمجرم إرهابي اسمه “مأمون” بين أكثر من 200 ألف بنغالي يستوطنون المملكة، وقال عنه إنه أُبعد عن البحرين ثلاث مرات ومازال يدخلها ليستأنف بحسب تعبيره أنشطته الإجرامية كونه إرهابيا ومتورطا بجرائم نصب واحتيال، ونهب وسلب، واتجار بالنساء والأشخاص، فإذا كانوا يعرفون أنه في البحرين، لماذا لم يتم القبض عليه حتى الآن؟ ولم لا تُشدد الرقابة على المنافذ لمنع هؤلاء من دخول بلادنا؟لن يكون “مأمون” هذا بالبراعة التي تمكنه من التخفي عن الجهات الأمنية، ولن يكون حتماً الممثل الأميركي جون ترافولتا في فيلمه الشهير Face off، والذي تقوم وكالة الاستخبارات الأميركية بنزع وجهه وزراعة آخر كي لا يتعرف عليه أحد لأداء مهمة ما، فمهما كان “مأمون” ذكياً ومحترفاً في التخفي، فالجهات الأمنية من المفترض أن تكون أكثر ذكاءً وحنكة في التعامل مع هذه الشخصيات الإجرامية، خصوصاً أن بلاده بشهادة السفير البنغالي تتأكد من بصمات رعاياها قبل السفر.إذا هناك مشكلة، بل طامة كبرى عندما يتعلق الأمر بدخول مجرمين خطرين أكثر من مرة إلى مملكتنا “بالحيلة والدغيلة” كما نقول، فمأمون المجرم الإرهابي كما وصفه السفير دخل ثلاث مرات ولا يزال يسرح ويمرح بيننا ولا نعلم متى ستدفعه نفسه الأمارة بالسوء إلى ارتكاب جريمة قد تكون بفظاعة وبشاعة قتل الإمام، هذا يعني أنه قد يكون “مغسل سيارتك، أو الزراع الذي يدخل بيتك، أو حتى البائع في البقالة التي يذهب إليها أطفالك”، هذا يعني أننا في خطر، ولا نعلم من الضحية هذه المرة، إذ لم نعد نأمن لا على أنفسنا ولا على أهلنا ولا على بحريننا من مجرمين طلقاء.ياسمينة:تشديد الرقابة على المنافذ، ووضع اشتراطات لدخول الوافدين البلاد أمر لا تهاون فيه ولا رحمة.

جريمة قتل إمام مسجد بن شدة في المحرق وتقطيع جسده إربا إربا، والتنكيل بجثته والتمثيل بها من أكثر الجرائم ترويعاً وإثارة للاستغراب بالنسبة لمجتمعنا البحريني، مؤذن يقتل إماماً! وأين؟ في بيت الله، وبعد إقامة صلاة الفجر. القضية التي اقشعر بدن كل من سمع عنها بيد القضاء الآن، وحتماً سيأخذ حق هذا الإمام، وحق أبنائه الذين تيتموا من بعده.لكن ما أثاره سفير جمهورية بنغلاديش لدى المملكة مثير للخوف حقاً، فقد قالها صراحة في مقابلة له مع صحيفة زميلة، إن عددا من رعايا جمهوريته مجرمون طلقاء في البحرين، وضرب مثلاً لمجرم إرهابي اسمه “مأمون” بين أكثر من 200 ألف بنغالي يستوطنون المملكة، وقال عنه إنه أُبعد عن البحرين ثلاث مرات ومازال يدخلها ليستأنف بحسب تعبيره أنشطته الإجرامية كونه إرهابيا ومتورطا بجرائم نصب واحتيال، ونهب وسلب، واتجار بالنساء والأشخاص، فإذا كانوا يعرفون أنه في البحرين، لماذا لم يتم القبض عليه حتى الآن؟ ولم لا تُشدد الرقابة على المنافذ لمنع هؤلاء من دخول بلادنا؟لن يكون “مأمون” هذا بالبراعة التي تمكنه من التخفي عن الجهات الأمنية، ولن يكون حتماً الممثل الأميركي جون ترافولتا في فيلمه الشهير Face off، والذي تقوم وكالة الاستخبارات الأميركية بنزع وجهه وزراعة آخر كي لا يتعرف عليه أحد لأداء مهمة ما، فمهما كان “مأمون” ذكياً ومحترفاً في التخفي، فالجهات الأمنية من المفترض أن تكون أكثر ذكاءً وحنكة في التعامل مع هذه الشخصيات الإجرامية، خصوصاً أن بلاده بشهادة السفير البنغالي تتأكد من بصمات رعاياها قبل السفر.إذا هناك مشكلة، بل طامة كبرى عندما يتعلق الأمر بدخول مجرمين خطرين أكثر من مرة إلى مملكتنا “بالحيلة والدغيلة” كما نقول، فمأمون المجرم الإرهابي كما وصفه السفير دخل ثلاث مرات ولا يزال يسرح ويمرح بيننا ولا نعلم متى ستدفعه نفسه الأمارة بالسوء إلى ارتكاب جريمة قد تكون بفظاعة وبشاعة قتل الإمام، هذا يعني أنه قد يكون “مغسل سيارتك، أو الزراع الذي يدخل بيتك، أو حتى البائع في البقالة التي يذهب إليها أطفالك”، هذا يعني أننا في خطر، ولا نعلم من الضحية هذه المرة، إذ لم نعد نأمن لا على أنفسنا ولا على أهلنا ولا على بحريننا من مجرمين طلقاء.

ياسمينة:تشديد الرقابة على المنافذ، ووضع اشتراطات لدخول الوافدين البلاد أمر لا تهاون فيه ولا رحمة.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/Bml2dTjHxAW/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1ry57rkb36616

الأربعاء 15 أغسطس 2018 جريمة قتل إمام مسجد بن شدة في المحرق وتقطيع جسده إربا إربا، والتنكيل بجثته والتمثيل بها من أكثر ا...

إقرأ المزيد »

“ميمو وفهودي”

الخميس 09 أغسطس 2018

وصلنا إلى مرحلة مخيفة جداً من الفجور الأخلاقي العلني للأسف، ولابد من معاقبة مرتكبيه بأحكام قضائية مشددة، بدلاً من ترك الحبل على الغارب، فما يحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم عُهر إلكتروني ضحيته أجيال تفتحت أعينهم على هذه الأجهزة وباتوا يقلدون ويقتدون بأرذل الشخصيات وأسوأها، فالمغريات كثرت، والرقابة قلت، والأهالي هم الآخرون يلهثون وراء كل موضة جديدة في مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تعد التربية كما كانت.

ماذا يعني أن يظهر علينا ميمو مع فهودي ويحكيان لنا قصة حبهما؟ كيف التقيا بعد مواعدة على برنامج السناب شات، وكيف أنهما سافرا للخارج لعقد قرانهما، بل كيف طلب يده من أمه بعد أن بات عنده أسبوعا كاملا في بيته، وهي الأخرى – كما يبدو من حديث فهودي- فرحة بزواج ابنها على صديقه! والأنكى مباركة العائلتين لهما بهذه العلاقة المحرمة! وأين؟ في خليجنا المسلم أهله الذين عُرفوا بتمسكهم بالدين أولاً والعادات والتقاليد ثانياً، وكأنما زواج المثليين وعلاقتهم أمر طبيعي وعادي في مجتمعنا!

قوم لوط، منذ ذاك الزمان وحتى يومنا هذا في غيهم يعمهون، ويفسقون ويعيثون فساداً في الأرض، ولن تتوقف سلالتهم إلى يوم الدين، وليس بيدنا أن نكون عليهم الرقيب والحسيب، لكن أن يكون هذا الفسق والفجور علناً وجهاراً هكذا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أمر لابد أن يوضع له حد، خصوصاً أن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت أكبر مدمر للأخلاق والأسر والمجتمع بأكمله.

الأدهى والأمر كذلك جرأتهم و”قواة عينهم”، فهم يسرحون ويمرحون في الأسواق والمجمعات التجارية، لدرجة أن “ميمو” يجلس في حضن “فهودي” هكذا وأمام العالم، “واللي عاجبه عاجبه واللي مو عاجبه يطق راسه في أقرب حيط”، هكذا كانا يقولان من رسالتهما الصريحة التي خرجا بها للناس، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه، ولا يمكن أن نعتبره حرية شخصية، طالما أن ضررهم على المجتمع كبير وعلى الأطفال والمراهقين مدمر، فإن حاول الأهل بكل جهد أن يضبطوا عملية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ولم ير الأطفال هذه المناظر القبيحة والتصرفات المشينة، والكلام البذيء، سيرونها “لايف” ومباشرة وهم يتجولون في المجمعات التجارية! أهذه الحرية الشخصية التي أوجع البعض رؤوسنا بها في “السوشال ميديا”؟ أهذه النماذج التي يكبر أبناؤنا عليها؟.

ياسمينة: باتت الرقابة الحكومية ضرورة، طالما الرقابة الذاتية للناس بدأت تتآكل وتضمحل، بل انعدمت عند البعض.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BmQ88KdHoDT/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=gq3tz35wv41j

الخميس 09 أغسطس 2018 وصلنا إلى مرحلة مخيفة جداً من الفجور الأخلاقي العلني للأسف، ولابد من معاقبة مرتكبيه بأحكام قضائية م...

إقرأ المزيد »

وشهاداتنا المزورة؟

الخميس 02 أغسطس 2018

طالما تعجبت وقبل سنوات من كثرة حملة الشهادات العليا من ماجستير ودكتوراه في البحرين، حتى وجدت أن من يحمل شهادة البكالوريوس شأنه لا يختلف عن شأن خريج الثانوية العامة إلا قليلا، وكأنما الشهادات العليا حلوى في يد الأغلبية! الوضع كان يشكل لغزاً أدخلني في موجة من التساؤلات، كيف أن فلانة التي خبرتها سنوات في المدرسة أو الجامعة بالكاد تنجح واليوم تحمل درجة الماجستير، ووضعت لها هدفاً لنيل درجة الدكتوراه؟ وذاك الذي قضى سبع سنوات لنيل درجة البكالوريوس، نال درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى؟ وليس هذا فحسب بل يؤكد أن إكمال الدراسات العليا ليس أمرا صعبا، وكأن الجميع مؤهل لنيل هذه الدرجات العلمية، وأن الدراسات العليا شأنها شأن الدراسة النظامية المدرسية!فضيحة الشهادات المزورة التي بدأت من الكويت وأخذت تتدحرج كرتها لتأخذ معها الآلاف في دول خليجية أخرى، فضيحة تأخر الكشف عنها سنوات طوال، ولكن الوقت لم يتأخر إن كانت هناك نيات صادقة للقضاء على هذه المفسدة العلمية، واجتثاث جذورها النتنة ورميها في مزابل كي لا تعود مرة أخرى على السطح، فنتيجة لهذه الشهادات المزورة، جلس الآلاف على “كراسي أكبر منهم”، ونال الآلاف درجات وظيفية غير مؤهلين لها، بل والطامة الكبرى مارسوا مهناً لا يفقهون فيها، وليست بعيدة عنا قصة ذاك الطبيب الذي مارس جراحة العيون في مركز طبي مشهور واكتشف أنه لا يملك أية شهادة تخوله لممارسة مهنة الطب، فعبث في أعين الناس! وأنا واحدة من الصحافيات اللواتي أجرين – قبل أن يكتشف أمره – مقابلة مع امرأة للأسف باتت عمياء بعد جراحة فاشلة في هذا المركز، وعُلق الأمر “لأنه خطأ طبي، وأنه أمر يحدث في أي مستشفى وفي أية دولة في العالم”، فمن سيعيد لها بصرها اليوم؟الرحمة في قضية الشهادات المزورة مرفوضة، فعلى الحكومة اليوم مهمة تنظيف كل وزاراتها ومؤسساتها وهيئاتها، وبالمثل في كل القطاعات الخاصة في المملكة، والتحقق من جميع الشهادات من البكالوريوس إلى الدكتوراه لكل الموظفين، ولتبدأ من المهن الحساسة وعلى رأسها المهن الطبية والتمريضية والعاملين في المجال الصحي، مروراً بالشهادات الهندسية وغيرها، ولتشمل الحملة الجميع، لا يستثنى منها أحد، على أن يحاسب كل مزور كذاب بالحبس والغرامة، والتجرد من المنصب، وإن كان بحرينياً حاملاً للجنسية يجرد منها، وإن كان أجنبياً يرحل ويوضع في قائمة سوداء لا عودة له بعدها للمملكة، على أن يعلن عن أسمائهم وصورهم بالصحف ليعتبر من يعتبر، وليكونوا درساً لأجيال بعدنا.ياسمينة:

كم من حامل لشهادة عليا وبجدارة يقبع في منزله عاطلاً عن العمل، وآخر مزور يهنأ في منصب غير كفء له.

طالما تعجبت وقبل سنوات من كثرة حملة الشهادات العليا من ماجستير ودكتوراه في البحرين، حتى وجدت أن من يحمل شهادة البكالوريوس شأنه لا يختلف عن شأن خريج الثانوية العامة إلا قليلا، وكأنما الشهادات العليا حلوى في يد الأغلبية! الوضع كان يشكل لغزاً أدخلني في موجة من التساؤلات، كيف أن فلانة التي خبرتها سنوات في المدرسة أو الجامعة بالكاد تنجح واليوم تحمل درجة الماجستير، ووضعت لها هدفاً لنيل درجة الدكتوراه؟ وذاك الذي قضى سبع سنوات لنيل درجة البكالوريوس، نال درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى؟ وليس هذا فحسب بل يؤكد أن إكمال الدراسات العليا ليس أمرا صعبا، وكأن الجميع مؤهل لنيل هذه الدرجات العلمية، وأن الدراسات العليا شأنها شأن الدراسة النظامية المدرسية!فضيحة الشهادات المزورة التي بدأت من الكويت وأخذت تتدحرج كرتها لتأخذ معها الآلاف في دول خليجية أخرى، فضيحة تأخر الكشف عنها سنوات طوال، ولكن الوقت لم يتأخر إن كانت هناك نيات صادقة للقضاء على هذه المفسدة العلمية، واجتثاث جذورها النتنة ورميها في مزابل كي لا تعود مرة أخرى على السطح، فنتيجة لهذه الشهادات المزورة، جلس الآلاف على “كراسي أكبر منهم”، ونال الآلاف درجات وظيفية غير مؤهلين لها، بل والطامة الكبرى مارسوا مهناً لا يفقهون فيها، وليست بعيدة عنا قصة ذاك الطبيب الذي مارس جراحة العيون في مركز طبي مشهور واكتشف أنه لا يملك أية شهادة تخوله لممارسة مهنة الطب، فعبث في أعين الناس! وأنا واحدة من الصحافيات اللواتي أجرين – قبل أن يكتشف أمره – مقابلة مع امرأة للأسف باتت عمياء بعد جراحة فاشلة في هذا المركز، وعُلق الأمر “لأنه خطأ طبي، وأنه أمر يحدث في أي مستشفى وفي أية دولة في العالم”، فمن سيعيد لها بصرها اليوم؟الرحمة في قضية الشهادات المزورة مرفوضة، فعلى الحكومة اليوم مهمة تنظيف كل وزاراتها ومؤسساتها وهيئاتها، وبالمثل في كل القطاعات الخاصة في المملكة، والتحقق من جميع الشهادات من البكالوريوس إلى الدكتوراه لكل الموظفين، ولتبدأ من المهن الحساسة وعلى رأسها المهن الطبية والتمريضية والعاملين في المجال الصحي، مروراً بالشهادات الهندسية وغيرها، ولتشمل الحملة الجميع، لا يستثنى منها أحد، على أن يحاسب كل مزور كذاب بالحبس والغرامة، والتجرد من المنصب، وإن كان بحرينياً حاملاً للجنسية يجرد منها، وإن كان أجنبياً يرحل ويوضع في قائمة سوداء لا عودة له بعدها للمملكة، على أن يعلن عن أسمائهم وصورهم بالصحف ليعتبر من يعتبر، وليكونوا درساً لأجيال بعدنا.ياسمينة:

كم من حامل لشهادة عليا وبجدارة يقبع في منزله عاطلاً عن العمل، وآخر مزور يهنأ في منصب غير كفء له.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/Bl9-_iXBnH8/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=wcqy6ya6budj

الخميس 02 أغسطس 2018 طالما تعجبت وقبل سنوات من كثرة حملة الشهادات العليا من ماجستير ودكتوراه في البحرين، حتى وجدت أن من...

إقرأ المزيد »

ارحموهم… وارحموا ذويهم

الخميس 26 يوليو 2018
أن تكون في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، يعني أنك في اختبار من جميع المقاييس: الصبر، الحلم، الحكمة، وحتى اللياقة النفسية والجسدية، إن فشلت في تجاوز كل ذلك فستحجز لك سريراً ملاصقاً لمريض السكلر الذي فقد الأمل، فلا يجد حينها غير البكاء مرة والتذمر مرة أخرى، وهو يعلم أن لا جدوى من كل ذلك، وأن عليه تحمل نوبة السكلر إلى أن يتجاوزها، أو أن تتجاوزه فتقضي عليه، وتتركه جثة مأسوفا عليها.فمع بكاء ابنتها ورجائها بأن تحصل على مسكن، أخذت الأم تبكي حرقة وتتحسب، فلم يكلف الأطباء أنفسهم إلقاء نظرة على فلذة كبدها التي تتلوى ألماً لساعات، دون أية وصفة علاجية! افترشت الأرض منهكة تعبة، خائرة القوى من الهم الذي يلفها ومن تردي صحتها بحكم تقدمها في السن، فهل سيكلف وزارة الصحة كرسي بالقرب من كل سرير؟ لا أقول أكثر من كرسي يرمي عليه المرافق جسده المنهك، وهو يرافق ذويه لإعانتهم على دخول دورة المياه – أجلكم الله – أو مساعدته على شرب الماء، حيث لا يتمكن بعضهم حتى من رفع القنينة أو فتحها، ولا تقل لي إنها مهمة الممرضات، عفواً… لا ترسم تلك الصورة التي تراها في الأفلام الأجنبية، فمع كل تلك المشاهد والمواقف لا يملك ذوو المرضى إلا الوقوف ساعات طويلة، متحملين كل التعب، فقط كي لا يجد مريضهم حاجة إلى مساعدة ولا يجدها.الفاصل بين السرير والآخر حكاية أخرى، فبالكاد تجد الممرضة متسعا لتباشر عملها وتضع الأدوية للمريض، أو تقيس له ضغط دمه، فلا مجال للتحرك أو حتى مساعدة المرضى على مغادرة أسرتهم إن هم احتاجوا دورة المياه، ولا يكاد المرافق حتى الوصول إلى مريضه بسهولة لإعانته إلا بمضايقة من يجاوره، ناهيك عن القضيب الحديدي الذي يحمل المغذي الوريدي والذي يصطدم ألف مرة بين أعمدة الأسرة لضيق المساحة… هل قلت حامل المغذي الوريدي؟ بالمناسبة ليس متوفرا لجميع المرضى، والمريض عاثر الحظ سيكون نصيبه ماسك حديدي مثبت في السقف ليحمل السيلان، وعلى المريض بعدها إن احتاج دورة المياه أن يصرخ مرات، ويطلب من هذا وذاك مساعدته لفصله ليتمكن من قضاء حاجته، وكم من مريضة بكت خجلاً وألماً وقلة حيلة على حظها العاثر الذي جعلها في موقف كهذا، وللحديث تتمة.ياسمينة: يخيل لي أحياناً أنني في أوقات الكوارث.
أن تكون في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، يعني أنك في اختبار من جميع المقاييس: الصبر، الحلم، الحكمة، وحتى اللياقة النفسية والجسدية، إن فشلت في تجاوز كل ذلك فستحجز لك سريراً ملاصقاً لمريض السكلر الذي فقد الأمل، فلا يجد حينها غير البكاء مرة والتذمر مرة أخرى، وهو يعلم أن لا جدوى من كل ذلك، وأن عليه تحمل نوبة السكلر إلى أن يتجاوزها، أو أن تتجاوزه فتقضي عليه، وتتركه جثة مأسوفا عليها.فمع بكاء ابنتها ورجائها بأن تحصل على مسكن، أخذت الأم تبكي حرقة وتتحسب، فلم يكلف الأطباء أنفسهم إلقاء نظرة على فلذة كبدها التي تتلوى ألماً لساعات، دون أية وصفة علاجية! افترشت الأرض منهكة تعبة، خائرة القوى من الهم الذي يلفها ومن تردي صحتها بحكم تقدمها في السن، فهل سيكلف وزارة الصحة كرسي بالقرب من كل سرير؟ لا أقول أكثر من كرسي يرمي عليه المرافق جسده المنهك، وهو يرافق ذويه لإعانتهم على دخول دورة المياه – أجلكم الله – أو مساعدته على شرب الماء، حيث لا يتمكن بعضهم حتى من رفع القنينة أو فتحها، ولا تقل لي إنها مهمة الممرضات، عفواً… لا ترسم تلك الصورة التي تراها في الأفلام الأجنبية، فمع كل تلك المشاهد والمواقف لا يملك ذوو المرضى إلا الوقوف ساعات طويلة، متحملين كل التعب، فقط كي لا يجد مريضهم حاجة إلى مساعدة ولا يجدها.الفاصل بين السرير والآخر حكاية أخرى، فبالكاد تجد الممرضة متسعا لتباشر عملها وتضع الأدوية للمريض، أو تقيس له ضغط دمه، فلا مجال للتحرك أو حتى مساعدة المرضى على مغادرة أسرتهم إن هم احتاجوا دورة المياه، ولا يكاد المرافق حتى الوصول إلى مريضه بسهولة لإعانته إلا بمضايقة من يجاوره، ناهيك عن القضيب الحديدي الذي يحمل المغذي الوريدي والذي يصطدم ألف مرة بين أعمدة الأسرة لضيق المساحة… هل قلت حامل المغذي الوريدي؟ بالمناسبة ليس متوفرا لجميع المرضى، والمريض عاثر الحظ سيكون نصيبه ماسك حديدي مثبت في السقف ليحمل السيلان، وعلى المريض بعدها إن احتاج دورة المياه أن يصرخ مرات، ويطلب من هذا وذاك مساعدته لفصله ليتمكن من قضاء حاجته، وكم من مريضة بكت خجلاً وألماً وقلة حيلة على حظها العاثر الذي جعلها في موقف كهذا، وللحديث تتمة.ياسمينة: يخيل لي أحياناً أنني في أوقات الكوارث.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/Blry_J_n9Kb/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=h6ze1bsu52w4

الخميس 26 يوليو 2018 أن تكون في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، يعني أنك في اختبار من جميع المقاييس: الصبر...

إقرأ المزيد »

البرزخ الدنيوي

الأربعاء 18 يوليو 2018

الطوارئ رحلة قاسية لوحدها، يصل مريض فقر الدم المنجلي “السكلر” إلى القسم، فإن كانت الدعوات تحفه سيوفق ويجد سريراً شاغراً ليرمي عليه جسده المنهك، وإن لم تحفه تلك الدعوات فعليه أن يصبر على مر الانتظار على كرسيه، تتراص الأسرة بعضها جنب بعض، حتى تكاد تجد في أحايين كثيرة الأسرة وقد وضعت في الممر، لا خصوصية للمريض، ولا بيئة علاجية ولا صحية ولا هم يحزنون، الصرخات تدوي في الحجرات، هذه تطلب جرعة المورفين، وذاك يطلب استبدال المغذي الوريدي “السيلان”، وتلك تترجى الممرضة أن تجد الاستشاري ليكتب لها جرعتها المسكنة، وتلك تبكي من شدة الألم، ليأتي لها صوت الممرضة الآسيوية بأن عليها الانتظار فلم تمر على تواجدها في “الطوارئ” ثماني ساعات، أي المدة المقررة للمرضى ضمن البروتوكول الذي ابتدعته وزارة الصحة في يوم أسود.

وحانت ساعة الفرج، بمرور ثلث يوم على الألم المبرح، لتبدأ معاناة أخرى عند غرز الإبر في أجساد أولئك المرضى، فحتى ذاك الجهاز المتنقل الذي سمعنا عنه مراراً وتكراراً بأنه يكشف موضع العروق بسهولة رغم ما دُفع فيه من أموال لم يتم استخدامه! ولو ألقيت نظرة على أجساد مرضى السكلر فلن تجد موضعاً إلا وازرق وتورم من كثرة الغرز المتكرر.

البقاء في قسم الطوارئ يعني أنك في “البرزخ الدنيوي” إلى أن يحين دورك وتجد سريراً شاغراً في الأجنحة، وهو بقاء تطول مدته وقد يصل إلى 10 أيام، وعليك طوال تلك الفترة أن تتحمل بالإضافة إلى الألم، السرير القاسي، الذي يخلو من وسادة، وإن كنت تسأل عن الاستشاري أو الطبيب المناوب فعليك، أو على أحد من أفراد عائلتك أن يبحث عنه هنا وهناك.

ياسمينة:

هل هذه معايير الصحة والسلامة في قسم للطوارئ في مجمع بحجم مجمع السلمانية الطبي، وفي دولة خليجية؟

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BlZ4pbRBMMv/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=14lnv38kac89r

الأربعاء 18 يوليو 2018 الطوارئ رحلة قاسية لوحدها، يصل مريض فقر الدم المنجلي “السكلر” إلى القسم، فإن كانت الدعوات تحفه سي...

إقرأ المزيد »

رحلة إلى الموت

الخميس 12 يوليو 2018
مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد، والمئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا مرضى السكلر، وجميعهم لم تتعد أعمارهم الأربعين، ذاقوا ويلات الإهمال وجأروا بالشكوى عندما كانوا يتنفسون، إلى أن أخمدت أنفاسهم، ثم ووريت أجسادهم التراب.مرضى السكلر، أكثر من 9600 مصاب، ونحو 65 ألف حامل للمرض في البحرين، بحسب الإحصاءات الرسمية، أي أن 83 ألف مريض يعاني من هذا المرض اللعين، ألا تكفي هذه الأرقام لتستوعب وزارة الصحة حجم المشكلة وتعطيها الأهمية اللائقة؟ وتجد طريقة لرعايتهم وتوفير العناية الصحية والعلاج التسكيني لآلامهم؟ نعلم أنه لا يوجد علاج جذري للمرض، ولكن هذا لا يعني أن تُهمل قضيتهم، ويتركوا ليعانوا ويصارعوا المرض حتى آخر نفس لهم.نعم، لا رعاية صحية لائقة، ولا علاج مناسب، فقضيتهم لا تؤرق وزارة الصحة لتبذل الجهود للتقليل من عدد الذين يتساقطون في شهرياً من هذا المرض، لنبدأ رحلة مرضى السكلر منذ بداية افتراس المرض أجسادهم النحيلة، ثم تبدأ النوبة… إن كان قادراً على التحرك سيذهب بنفسه أو برفقة أحد من أهله إلى المركز الصحي ليحصل على إبرة تسكين الآلام، وأول ما يستقبله هو نظرات “البعض” التي تتحدث وتقول “مدمن” جاء لأخذ جرعته المخدرة، في أول ظلم يتلقاه في المركز، هذا إن لم يمتنع المركز عن إعطائه الجرعة ويطلب منه مراجعة قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.وإن كان في نوبة شديدة وعجز عن الحركة أو التنفس وطلب سيارة الإسعاف، فلا تستبعد أبداً أن يطلبوا منك الانتظار نصف ساعة أو ساعة كاملة لتصلك السيارة، وكأن المريض طلب خدمة سريعة وعاجلة، لا لأنه يجد الموت أقرب إليه من حبل الوريد بل يريد أن يأخذ جولة في سيارة الإسعاف! ولا تدعوا غير ذلك، ولا تكذبونا فعندنا حالات موثقة تشهد ضدكم، والأدهى والأمر أن يتم الرد بأسلوب غير لائق وهجومي على المتصل، دون أدنى مراعاة للحالة التي يكون عليها المريض وأهله في حالات النوبات الشديدة التي يرى المريض فيها الموت بأم عينيه.وبعد أن يصل الطوارئ، ورغم وصوله في سيارة الإسعاف لا يجد في حالات كثيرة من يعاين حالته، وينقل حيث هو إلى الأسرة البيضاء لينتظر مصيره.ياسمينة: الرحلة مازالت في أولها… فلنا تتمة في مقال مقبل.
مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد، والمئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا مرضى السكلر، وجميعهم لم تتعد أعمارهم الأربعين، ذاقوا ويلات الإهمال وجأروا بالشكوى عندما كانوا يتنفسون، إلى أن أخمدت أنفاسهم، ثم ووريت أجسادهم التراب.مرضى السكلر، أكثر من 9600 مصاب، ونحو 65 ألف حامل للمرض في البحرين، بحسب الإحصاءات الرسمية، أي أن 83 ألف مريض يعاني من هذا المرض اللعين، ألا تكفي هذه الأرقام لتستوعب وزارة الصحة حجم المشكلة وتعطيها الأهمية اللائقة؟ وتجد طريقة لرعايتهم وتوفير العناية الصحية والعلاج التسكيني لآلامهم؟ نعلم أنه لا يوجد علاج جذري للمرض، ولكن هذا لا يعني أن تُهمل قضيتهم، ويتركوا ليعانوا ويصارعوا المرض حتى آخر نفس لهم.نعم، لا رعاية صحية لائقة، ولا علاج مناسب، فقضيتهم لا تؤرق وزارة الصحة لتبذل الجهود للتقليل من عدد الذين يتساقطون في شهرياً من هذا المرض، لنبدأ رحلة مرضى السكلر منذ بداية افتراس المرض أجسادهم النحيلة، ثم تبدأ النوبة… إن كان قادراً على التحرك سيذهب بنفسه أو برفقة أحد من أهله إلى المركز الصحي ليحصل على إبرة تسكين الآلام، وأول ما يستقبله هو نظرات “البعض” التي تتحدث وتقول “مدمن” جاء لأخذ جرعته المخدرة، في أول ظلم يتلقاه في المركز، هذا إن لم يمتنع المركز عن إعطائه الجرعة ويطلب منه مراجعة قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.وإن كان في نوبة شديدة وعجز عن الحركة أو التنفس وطلب سيارة الإسعاف، فلا تستبعد أبداً أن يطلبوا منك الانتظار نصف ساعة أو ساعة كاملة لتصلك السيارة، وكأن المريض طلب خدمة سريعة وعاجلة، لا لأنه يجد الموت أقرب إليه من حبل الوريد بل يريد أن يأخذ جولة في سيارة الإسعاف! ولا تدعوا غير ذلك، ولا تكذبونا فعندنا حالات موثقة تشهد ضدكم، والأدهى والأمر أن يتم الرد بأسلوب غير لائق وهجومي على المتصل، دون أدنى مراعاة للحالة التي يكون عليها المريض وأهله في حالات النوبات الشديدة التي يرى المريض فيها الموت بأم عينيه.وبعد أن يصل الطوارئ، ورغم وصوله في سيارة الإسعاف لا يجد في حالات كثيرة من يعاين حالته، وينقل حيث هو إلى الأسرة البيضاء لينتظر مصيره.ياسمينة: الرحلة مازالت في أولها… فلنا تتمة في مقال مقبل.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BlIR0DJBCXq/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=ih9jxjrsiw2i

الخميس 12 يوليو 2018 مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد، والمئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا...

إقرأ المزيد »

أليس منكم رجل رشيد

الخميس 05 يوليو 2018

لا يمكن السكوت أكثر على ما يحدث في مجمع السلمانية الطبي من إهمال صارخ للمرضى عموماً، ولمرضى فقر الدم المنجلي “السكلر” خصوصاً، إهمال يتشارك فيه الجميع، فهناك تهاون في حل مشكلة آلاف من مرضى السكلر الذين يتألمون: “ارحمونا إننا نتألم حتى النخاع ولا نطلب منكم غير حقنا في العلاج، والباقي على الله فهو يشفينا”.سنويا نسجل عشرات الموتى من هذا المرض، ونتوقع كل حين سماع خبر سقوط ضحية جديدة من ضحايا مجمع السلمانية الطبي، وحتى الآن لا نجد حقاً من يقف وقفة مسؤولة ويحاول، ولو لمجرد المحاولة أن يبحث عن طريقة لتقليل نسبة وفيات مرضى السكلر، أليس منكم رجل رشيد؟المسؤولون كلما أفاقوا من سباتهم، تجملوا واحتسوا قهوتهم ليخرجوا لنا ببرتوكول جديد لعلاج مرضى السكلر، أكثر قسوة، وأقل احتراماً لإنسانية المرضى، أيعقل أن يطل علينا البروتوكول بوجهه القبيح ليقول: “لا علاج لمرضى الطوارئ إلا بعد مرور 8 ساعات من دخول المستشفى”؟ أيعقل أن ينقل المرضى بسيارات الإسعاف للطوارئ ولا يجدون العلاج إلا بعد مرور ثلث يوم!ألا تعلم وزارة الصحة أن في الثانية الواحدة يموت آلاف ويولد في المقابل آلاف، أي أن الثانية الواحدة تفصل بين الحياة والموت لا ثماني ساعات كاملة! هذا إن لم تطل الفترة حتى يتكرم أحد الأطباء ويتابع الحالة، تاركين المريض يصارع الآلام ويذوق طعم الموت مرات ومرات. ياسمينة

أنتم مدانون من رب السماء.

لا يمكن السكوت أكثر على ما يحدث في مجمع السلمانية الطبي من إهمال صارخ للمرضى عموماً، ولمرضى فقر الدم المنجلي “السكلر” خصوصاً، إهمال يتشارك فيه الجميع، فهناك تهاون في حل مشكلة آلاف من مرضى السكلر الذين يتألمون: “ارحمونا إننا نتألم حتى النخاع ولا نطلب منكم غير حقنا في العلاج، والباقي على الله فهو يشفينا”.سنويا نسجل عشرات الموتى من هذا المرض، ونتوقع كل حين سماع خبر سقوط ضحية جديدة من ضحايا مجمع السلمانية الطبي، وحتى الآن لا نجد حقاً من يقف وقفة مسؤولة ويحاول، ولو لمجرد المحاولة أن يبحث عن طريقة لتقليل نسبة وفيات مرضى السكلر، أليس منكم رجل رشيد؟المسؤولون كلما أفاقوا من سباتهم، تجملوا واحتسوا قهوتهم ليخرجوا لنا ببرتوكول جديد لعلاج مرضى السكلر، أكثر قسوة، وأقل احتراماً لإنسانية المرضى، أيعقل أن يطل علينا البروتوكول بوجهه القبيح ليقول: “لا علاج لمرضى الطوارئ إلا بعد مرور 8 ساعات من دخول المستشفى”؟ أيعقل أن ينقل المرضى بسيارات الإسعاف للطوارئ ولا يجدون العلاج إلا بعد مرور ثلث يوم!ألا تعلم وزارة الصحة أن في الثانية الواحدة يموت آلاف ويولد في المقابل آلاف، أي أن الثانية الواحدة تفصل بين الحياة والموت لا ثماني ساعات كاملة! هذا إن لم تطل الفترة حتى يتكرم أحد الأطباء ويتابع الحالة، تاركين المريض يصارع الآلام ويذوق طعم الموت مرات ومرات. ياسمينة

أنتم مدانون من رب السماء.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/Bk2UnbnHhul/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=14fmv28fe8b7f

الخميس 05 يوليو 2018 لا يمكن السكوت أكثر على ما يحدث في مجمع السلمانية الطبي من إهمال صارخ للمرضى عموماً، ولمرضى فقر الد...

إقرأ المزيد »

“مرضى نفسيون”

الأربعاء 20 يونيو 2018

قالت منظمة الصحة العالمية في أحد بيناتها إن ربع سكان العالم يصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم، وأجدها من المعلومات الصحية ذات الأهمية الاجتماعية الكبيرة، لأننا نرى من واقع معاش لا يدع مجالاً للشك أبداً، أن ربع إن لم يكن ثلث سكان العالم يعانون اليوم من مشاكل نفسية.

مواقع التواصل الاجتماعي مرآة عكست لنا في السنوات الأخيرة وبالمجهر كما من المرضى النفسيين الذين يعيشون بيننا، ونحن اعتقدنا يوماً أنهم أصحاء، يأكلون بيننا، يزوروننا، نتحدث معهم ويناقشوننا، يشاركوننا مقاعد الدراسة، ونتقاسم عملنا معهم مثلهم مثل أي إنسان سوي، إلا أنهم حقيقة مرضى بحاجة إلى علاج لما يعانون منه من أمراض نفسية، ويحق لنا أن نشفق عليهم، وندعوا لهم بالشفاء مما هم عليه من حال ومرض.

المختل عقلياً لا يعلم أنه مختل، فهو يعتقد أنه إنسان طبيعي ووحدهم من يعاشرونه أو يرونه أو يصادفونه يعلمون أنه مريض، وأنه يعاني من خلل في تصرفاته وسلوكياته، فالمرضى النفسيون أو من يعاني من اضطرابات نفسية على اختلافها، مهما حاولت جهدك أن تقنعهم بأنهم مرضى فلن يصدقوك، وهم معذورون لأنهم في دائرة لا يرون فيها أنفسهم كما يراهم من هم خارج تلك الدائرة.

المشكلة أن المرضى العاديين يدركون أنهم يعانون مشكلة تحتاج إلى علاج، فكيف لنا أن نقنع من هم يظنون أنهم أصحاء أنهم بحاجة إلى علاج ضروري مما هم يعانون منه من مرض نفسي قد يتطور لا شعورياً لما هو أسوأ، ولربما تسبب لهم بأمراض “نفسجسمانية” أي بأمراض جسمية بسبب الأمراض النفسية، فتلك عملية صعبة، والأصعب مدى انتشارها وبشكل كبير في مجتمعاتنا اليوم.

والمشكلة الأخرى عندما يجدون من يشجعهم على الاستمرار في أمراضهم من خلال “اللايكات والمتابعات” والتعليقات التي أغلبها نفاق ومجاملة إن لم يكن استهزاء مبطن، ولا يعلمون أن هناك من يضحك أو يشمت عليهم من وراء تلك الأجهزة، بل يتخذهم “أرجوزات” لا أكثر، لمضيعة وقت فائض لا يعلم كيف وأين يهدره.

ياسمينة:

يا تُرى كم مريضا نفسيا حولكم؟.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkumAf_nAUF/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1ozc9kojvj1qi

الأربعاء 20 يونيو 2018 قالت منظمة الصحة العالمية في أحد بيناتها إن ربع سكان العالم يصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياته...

إقرأ المزيد »

“مهرج القعده”

الخميس 28 يونيو 2018

يتعمد البعض في الجلسات والتجمعات الرجالية منها وحتى النسائية – وإن كانت في الأولى أكثر – توجيه بعض الكلمات بأسلوب هزلي مبطن بما يحط من قدر وشأن أحد المشاركين في الجلسة ويدفع الآخرين للضحك، وربما المشاركة في الاستهزاء من قبيل النكتة والترفيه عن النفس كما لو كان الشخص المعني بالاستهزاء مهرجا مجانيا يشاركهم جلستهم، وكلما وجد المستظرف الآخرين يضحكون، كلما اعتقد أنه خفيف ظل وضاعف من استهزائه، على حِساب مكانة وقدر إنسان، تجرح مشاعره وتهان كرامته.

هناك من يستطيع الرد وهناك من تُلجم ألسنتهم فلا يقوون على رد اعتبارهم، فمن يرد إما أن يكون سريع بديهة ويرد الصاع صاعين، وإما أن يكون من أولئك الذين لا تستفزهم الكلمة ولا تجرهم إلى مستنقع قلة الذوق فيترفعون عن الكلم الذي لا طائل منه، فيردون بما يليق بمستواهم الأخلاقي، فيعطون درساً للمعتدي وغيره كي لا يتجرأ ويتمادى مستقبلاً.

فكم من صديق هجر صديقه بعد تماديه في النكات أمام الآخرين، وكم من أخ قسا قلبه على أخيه لعدم احترام أحدهم الآخر في حضرة الغريب، فما تجده أحياناً كلاماً عادياً ويمكن أن يقال بين الزملاء أو المعارف، هو ليس كذلك عند البعض، وليس من الذوق أصلاً توجيه الألفاظ السوقية – وفي بعض الأحيان البذيئة – للآخرين من قبيل أن البساط أحمدي كما نقول في العامي من الكلام، وأنه لا توجد حواجز بين الأصدقاء!

يعتقد البعض أن أسلوب النكتة الثقيلة يظهرهم بمظهر خفيف الظل، ولا يدركون أن هذا الأسلوب بالإضافة لكونه ثقيلا على السمع وساما للبدن والقلب، يؤدي إلى شرخ العلاقات وربما انتهائها في أغلب الأحيان، فللنكات حدود، وحفظ الألسن من البذيء من الكلام مرآة تعكس أخلاق قائلها ومستوى تربيته، ومن يشاركون في مثل هذه المهازل بالضحك والتشجيع وعدم احترام الآخرين ونفسياتهم، لا يختلفون عمن بدأها، وهم جميعاً لا يستحقون أن يشاركهم المرء مجلسا، ولا أن يهدر وقته الثمين معهم، فمن يحترم يُحترم وإلا فلا أسف ولا حزن على مفارقتهم.

ياسمينة:

الكلمات إما أن تعمر وإما أن تدمر، وللناس خواطر.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkkFAg-nHiJ/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=dy03euz6sfp4

الخميس 28 يونيو 2018 يتعمد البعض في الجلسات والتجمعات الرجالية منها وحتى النسائية - وإن كانت في الأولى أكثر - توجيه بعض...

إقرأ المزيد »

الناس يفسدون الأشياء الجميلة

الخميس 14 يونيو 2018

ماذا لو كان الراحل الكبير جبران خليل جبران يعيش بيننا وفي أيامنا هذه؟ هل سيعيد ترتيب حروفه، بعد أن تغزوه التكنولوجيا، ويدمن وسائل التواصل الاجتماعي، ويكون من الذين يخوضون مع كل خائض، فلا تبقى له خصوصية ولا مساحة غموض في حياته تحفظ له شؤون بيته واستقرار حياته؟ أم سيبقى على رأيه عندما قال: “سافر ولا تخبر أحداً، عش قصة حب صادقة ولا تخبر أحداً، عش سعيداً ولا تخبر أحداً، فالناس يفسدون الأشياء الجميلة!”، أم تراه تنبأ بما سيكون عليه حالنا اليوم، فقدم لنا نصيحته؟

اليوم لا يسافر أحد إلا وأخبر القاصي والداني أنه في المطار الفلاني، يصور تذكرته، يصور أمتعته، ولا يبقى علان ولا فلتان إلا وعنده خبر بتلك الرحلة، يعشق فلان فلانة، فيصور ويسجل لنا أفراحه وأحزانه، ويبث لنا ليلا ونهارا أشجانه، وكأن لنا الحق في قبول حبه أو نكرانه! تُصور أم سلمان هدايا أبوسلمان، وتؤكد لكومار وعدنان أنها بعيدة عن الأحزان، وأنها تنعم بحياة ملئها الفرح والسعادة وتتعوذ من الشيطان، وبعد كل ما يعلنونه وينشرونه للذي يعرفونه والذي لا يعرفونه، يطلبون من الناس ذكر الله ومحمد رسوله.

ربما علينا أن نعيد النظر في استعمال كلمتي حياتنا الشخصية، فحياتنا العامة تبدو أكثر قرباً لواقعنا، فالذي يعرفنا والذي لا يعرفنا، يعرف كل شيء عنا، وبإرادتنا الكاملة، التجسس أصبح عادة أغلبنا، والفضول أصبح داء يعاني منه الجميع، و”الفضاوه” سمحت لكل ذلك بأن ينتشر، تعاني من ملل “تتطمش على فلان وين راح”، “ما عندك سالفة تصور نفسك”!

وعجبي من أولئك الذين يضعون صور أطفالهم ويذيلونها بـ “قل هو الله”، و”ما شاء الله”، وهم الذين لم يحفظوا النعمة بنفسهم… يا أخي ويا أختي ذكر الله في كل حين وعلى كل ما نملك، ولكن ليس من المعقول عرض الحياة للذين يعنيهم الأمر والذين لا يعنيهم، وطلب ذكر الله، فمادمت تؤمن بأن العين حق، والحسد حق فلم لا تحمي نفسك وتطلب من الله حفظك وحفظ عيالك وحفظ نعمتك، بدلاً من نشر تفاصيل حياتك لمن لا تثق فيهم وتخاف شرر أعينهم؟ وكل عام وأنتم بخير.

ياسمينة: لا تفسدوا حياتكم بأيديكم.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkATtn7nzLF/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=dhmp3sibsd8x

الخميس 14 يونيو 2018 ماذا لو كان الراحل الكبير جبران خليل جبران يعيش بيننا وفي أيامنا هذه؟ هل سيعيد ترتيب حروفه، بعد أن...

إقرأ المزيد »