الخميس 26 يوليو 2018
أن تكون في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، يعني أنك في اختبار من جميع المقاييس: الصبر، الحلم، الحكمة، وحتى اللياقة النفسية والجسدية، إن فشلت في تجاوز كل ذلك فستحجز لك سريراً ملاصقاً لمريض السكلر الذي فقد الأمل، فلا يجد حينها غير البكاء مرة والتذمر مرة أخرى، وهو يعلم أن لا جدوى من كل ذلك، وأن عليه تحمل نوبة السكلر إلى أن يتجاوزها، أو أن تتجاوزه فتقضي عليه، وتتركه جثة مأسوفا عليها.فمع بكاء ابنتها ورجائها بأن تحصل على مسكن، أخذت الأم تبكي حرقة وتتحسب، فلم يكلف الأطباء أنفسهم إلقاء نظرة على فلذة كبدها التي تتلوى ألماً لساعات، دون أية وصفة علاجية! افترشت الأرض منهكة تعبة، خائرة القوى من الهم الذي يلفها ومن تردي صحتها بحكم تقدمها في السن، فهل سيكلف وزارة الصحة كرسي بالقرب من كل سرير؟ لا أقول أكثر من كرسي يرمي عليه المرافق جسده المنهك، وهو يرافق ذويه لإعانتهم على دخول دورة المياه – أجلكم الله – أو مساعدته على شرب الماء، حيث لا يتمكن بعضهم حتى من رفع القنينة أو فتحها، ولا تقل لي إنها مهمة الممرضات، عفواً… لا ترسم تلك الصورة التي تراها في الأفلام الأجنبية، فمع كل تلك المشاهد والمواقف لا يملك ذوو المرضى إلا الوقوف ساعات طويلة، متحملين كل التعب، فقط كي لا يجد مريضهم حاجة إلى مساعدة ولا يجدها.الفاصل بين السرير والآخر حكاية أخرى، فبالكاد تجد الممرضة متسعا لتباشر عملها وتضع الأدوية للمريض، أو تقيس له ضغط دمه، فلا مجال للتحرك أو حتى مساعدة المرضى على مغادرة أسرتهم إن هم احتاجوا دورة المياه، ولا يكاد المرافق حتى الوصول إلى مريضه بسهولة لإعانته إلا بمضايقة من يجاوره، ناهيك عن القضيب الحديدي الذي يحمل المغذي الوريدي والذي يصطدم ألف مرة بين أعمدة الأسرة لضيق المساحة… هل قلت حامل المغذي الوريدي؟ بالمناسبة ليس متوفرا لجميع المرضى، والمريض عاثر الحظ سيكون نصيبه ماسك حديدي مثبت في السقف ليحمل السيلان، وعلى المريض بعدها إن احتاج دورة المياه أن يصرخ مرات، ويطلب من هذا وذاك مساعدته لفصله ليتمكن من قضاء حاجته، وكم من مريضة بكت خجلاً وألماً وقلة حيلة على حظها العاثر الذي جعلها في موقف كهذا، وللحديث تتمة.ياسمينة: يخيل لي أحياناً أنني في أوقات الكوارث.
أن تكون في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، يعني أنك في اختبار من جميع المقاييس: الصبر، الحلم، الحكمة، وحتى اللياقة النفسية والجسدية، إن فشلت في تجاوز كل ذلك فستحجز لك سريراً ملاصقاً لمريض السكلر الذي فقد الأمل، فلا يجد حينها غير البكاء مرة والتذمر مرة أخرى، وهو يعلم أن لا جدوى من كل ذلك، وأن عليه تحمل نوبة السكلر إلى أن يتجاوزها، أو أن تتجاوزه فتقضي عليه، وتتركه جثة مأسوفا عليها.فمع بكاء ابنتها ورجائها بأن تحصل على مسكن، أخذت الأم تبكي حرقة وتتحسب، فلم يكلف الأطباء أنفسهم إلقاء نظرة على فلذة كبدها التي تتلوى ألماً لساعات، دون أية وصفة علاجية! افترشت الأرض منهكة تعبة، خائرة القوى من الهم الذي يلفها ومن تردي صحتها بحكم تقدمها في السن، فهل سيكلف وزارة الصحة كرسي بالقرب من كل سرير؟ لا أقول أكثر من كرسي يرمي عليه المرافق جسده المنهك، وهو يرافق ذويه لإعانتهم على دخول دورة المياه – أجلكم الله – أو مساعدته على شرب الماء، حيث لا يتمكن بعضهم حتى من رفع القنينة أو فتحها، ولا تقل لي إنها مهمة الممرضات، عفواً… لا ترسم تلك الصورة التي تراها في الأفلام الأجنبية، فمع كل تلك المشاهد والمواقف لا يملك ذوو المرضى إلا الوقوف ساعات طويلة، متحملين كل التعب، فقط كي لا يجد مريضهم حاجة إلى مساعدة ولا يجدها.الفاصل بين السرير والآخر حكاية أخرى، فبالكاد تجد الممرضة متسعا لتباشر عملها وتضع الأدوية للمريض، أو تقيس له ضغط دمه، فلا مجال للتحرك أو حتى مساعدة المرضى على مغادرة أسرتهم إن هم احتاجوا دورة المياه، ولا يكاد المرافق حتى الوصول إلى مريضه بسهولة لإعانته إلا بمضايقة من يجاوره، ناهيك عن القضيب الحديدي الذي يحمل المغذي الوريدي والذي يصطدم ألف مرة بين أعمدة الأسرة لضيق المساحة… هل قلت حامل المغذي الوريدي؟ بالمناسبة ليس متوفرا لجميع المرضى، والمريض عاثر الحظ سيكون نصيبه ماسك حديدي مثبت في السقف ليحمل السيلان، وعلى المريض بعدها إن احتاج دورة المياه أن يصرخ مرات، ويطلب من هذا وذاك مساعدته لفصله ليتمكن من قضاء حاجته، وكم من مريضة بكت خجلاً وألماً وقلة حيلة على حظها العاثر الذي جعلها في موقف كهذا، وللحديث تتمة.ياسمينة: يخيل لي أحياناً أنني في أوقات الكوارث.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/Blry_J_n9Kb/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=h6ze1bsu52w4
الخميس 26 يوليو 2018
أن تكون في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، يعني أنك في اختبار من جميع المقاييس: الصبر، الحلم، الحكمة، وحتى اللياقة النفسية والجسدية، إن فشلت في تجاوز كل ذلك فستحجز لك سريراً ملاصقاً لمريض السكلر الذي فقد الأمل، فلا يجد حينها غير البكاء مرة والتذمر مرة أخرى، وهو يعلم أن لا جدوى من كل ذلك، وأن عليه تحمل نوبة السكلر إلى أن يتجاوزها، أو أن تتجاوزه فتقضي عليه، وتتركه جثة مأسوفا عليها.فمع بكاء ابنتها ورجائها بأن تحصل على مسكن، أخذت الأم تبكي حرقة وتتحسب، فلم يكلف الأطباء أنفسهم إلقاء نظرة على فلذة كبدها التي تتلوى ألماً لساعات، دون أية وصفة علاجية! افترشت الأرض منهكة تعبة، خائرة القوى من الهم الذي يلفها ومن تردي صحتها بحكم تقدمها في السن، فهل سيكلف وزارة الصحة كرسي بالقرب من كل سرير؟ لا أقول أكثر من كرسي يرمي عليه المرافق جسده المنهك، وهو يرافق ذويه لإعانتهم على دخول دورة المياه – أجلكم الله – أو مساعدته على شرب الماء، حيث لا يتمكن بعضهم حتى من رفع القنينة أو فتحها، ولا تقل لي إنها مهمة الممرضات، عفواً… لا ترسم تلك الصورة التي تراها في الأفلام الأجنبية، فمع كل تلك المشاهد والمواقف لا يملك ذوو المرضى إلا الوقوف ساعات طويلة، متحملين كل التعب، فقط كي لا يجد مريضهم حاجة إلى مساعدة ولا يجدها.الفاصل بين السرير والآخر حكاية أخرى، فبالكاد تجد الممرضة متسعا لتباشر عملها وتضع الأدوية للمريض، أو تقيس له ضغط دمه، فلا مجال للتحرك أو حتى مساعدة المرضى على مغادرة أسرتهم إن هم احتاجوا دورة المياه، ولا يكاد المرافق حتى الوصول إلى مريضه بسهولة لإعانته إلا بمضايقة من يجاوره، ناهيك عن القضيب الحديدي الذي يحمل المغذي الوريدي والذي يصطدم ألف مرة بين أعمدة الأسرة لضيق المساحة… هل قلت حامل المغذي الوريدي؟ بالمناسبة ليس متوفرا لجميع المرضى، والمريض عاثر الحظ سيكون نصيبه ماسك حديدي مثبت في السقف ليحمل السيلان، وعلى المريض بعدها إن احتاج دورة المياه أن يصرخ مرات، ويطلب من هذا وذاك مساعدته لفصله ليتمكن من قضاء حاجته، وكم من مريضة بكت خجلاً وألماً وقلة حيلة على حظها العاثر الذي جعلها في موقف كهذا، وللحديث تتمة.ياسمينة: يخيل لي أحياناً أنني في أوقات الكوارث.
أن تكون في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، يعني أنك في اختبار من جميع المقاييس: الصبر، الحلم، الحكمة، وحتى اللياقة النفسية والجسدية، إن فشلت في تجاوز كل ذلك فستحجز لك سريراً ملاصقاً لمريض السكلر الذي فقد الأمل، فلا يجد حينها غير البكاء مرة والتذمر مرة أخرى، وهو يعلم أن لا جدوى من كل ذلك، وأن عليه تحمل نوبة السكلر إلى أن يتجاوزها، أو أن تتجاوزه فتقضي عليه، وتتركه جثة مأسوفا عليها.فمع بكاء ابنتها ورجائها بأن تحصل على مسكن، أخذت الأم تبكي حرقة وتتحسب، فلم يكلف الأطباء أنفسهم إلقاء نظرة على فلذة كبدها التي تتلوى ألماً لساعات، دون أية وصفة علاجية! افترشت الأرض منهكة تعبة، خائرة القوى من الهم الذي يلفها ومن تردي صحتها بحكم تقدمها في السن، فهل سيكلف وزارة الصحة كرسي بالقرب من كل سرير؟ لا أقول أكثر من كرسي يرمي عليه المرافق جسده المنهك، وهو يرافق ذويه لإعانتهم على دخول دورة المياه – أجلكم الله – أو مساعدته على شرب الماء، حيث لا يتمكن بعضهم حتى من رفع القنينة أو فتحها، ولا تقل لي إنها مهمة الممرضات، عفواً… لا ترسم تلك الصورة التي تراها في الأفلام الأجنبية، فمع كل تلك المشاهد والمواقف لا يملك ذوو المرضى إلا الوقوف ساعات طويلة، متحملين كل التعب، فقط كي لا يجد مريضهم حاجة إلى مساعدة ولا يجدها.الفاصل بين السرير والآخر حكاية أخرى، فبالكاد تجد الممرضة متسعا لتباشر عملها وتضع الأدوية للمريض، أو تقيس له ضغط دمه، فلا مجال للتحرك أو حتى مساعدة المرضى على مغادرة أسرتهم إن هم احتاجوا دورة المياه، ولا يكاد المرافق حتى الوصول إلى مريضه بسهولة لإعانته إلا بمضايقة من يجاوره، ناهيك عن القضيب الحديدي الذي يحمل المغذي الوريدي والذي يصطدم ألف مرة بين أعمدة الأسرة لضيق المساحة… هل قلت حامل المغذي الوريدي؟ بالمناسبة ليس متوفرا لجميع المرضى، والمريض عاثر الحظ سيكون نصيبه ماسك حديدي مثبت في السقف ليحمل السيلان، وعلى المريض بعدها إن احتاج دورة المياه أن يصرخ مرات، ويطلب من هذا وذاك مساعدته لفصله ليتمكن من قضاء حاجته، وكم من مريضة بكت خجلاً وألماً وقلة حيلة على حظها العاثر الذي جعلها في موقف كهذا، وللحديث تتمة.ياسمينة: يخيل لي أحياناً أنني في أوقات الكوارث.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/Blry_J_n9Kb/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=h6ze1bsu52w4
أحدث التعليقات