الناس يفسدون الأشياء الجميلة

الخميس 14 يونيو 2018

ماذا لو كان الراحل الكبير جبران خليل جبران يعيش بيننا وفي أيامنا هذه؟ هل سيعيد ترتيب حروفه، بعد أن تغزوه التكنولوجيا، ويدمن وسائل التواصل الاجتماعي، ويكون من الذين يخوضون مع كل خائض، فلا تبقى له خصوصية ولا مساحة غموض في حياته تحفظ له شؤون بيته واستقرار حياته؟ أم سيبقى على رأيه عندما قال: “سافر ولا تخبر أحداً، عش قصة حب صادقة ولا تخبر أحداً، عش سعيداً ولا تخبر أحداً، فالناس يفسدون الأشياء الجميلة!”، أم تراه تنبأ بما سيكون عليه حالنا اليوم، فقدم لنا نصيحته؟

اليوم لا يسافر أحد إلا وأخبر القاصي والداني أنه في المطار الفلاني، يصور تذكرته، يصور أمتعته، ولا يبقى علان ولا فلتان إلا وعنده خبر بتلك الرحلة، يعشق فلان فلانة، فيصور ويسجل لنا أفراحه وأحزانه، ويبث لنا ليلا ونهارا أشجانه، وكأن لنا الحق في قبول حبه أو نكرانه! تُصور أم سلمان هدايا أبوسلمان، وتؤكد لكومار وعدنان أنها بعيدة عن الأحزان، وأنها تنعم بحياة ملئها الفرح والسعادة وتتعوذ من الشيطان، وبعد كل ما يعلنونه وينشرونه للذي يعرفونه والذي لا يعرفونه، يطلبون من الناس ذكر الله ومحمد رسوله.

ربما علينا أن نعيد النظر في استعمال كلمتي حياتنا الشخصية، فحياتنا العامة تبدو أكثر قرباً لواقعنا، فالذي يعرفنا والذي لا يعرفنا، يعرف كل شيء عنا، وبإرادتنا الكاملة، التجسس أصبح عادة أغلبنا، والفضول أصبح داء يعاني منه الجميع، و”الفضاوه” سمحت لكل ذلك بأن ينتشر، تعاني من ملل “تتطمش على فلان وين راح”، “ما عندك سالفة تصور نفسك”!

وعجبي من أولئك الذين يضعون صور أطفالهم ويذيلونها بـ “قل هو الله”، و”ما شاء الله”، وهم الذين لم يحفظوا النعمة بنفسهم… يا أخي ويا أختي ذكر الله في كل حين وعلى كل ما نملك، ولكن ليس من المعقول عرض الحياة للذين يعنيهم الأمر والذين لا يعنيهم، وطلب ذكر الله، فمادمت تؤمن بأن العين حق، والحسد حق فلم لا تحمي نفسك وتطلب من الله حفظك وحفظ عيالك وحفظ نعمتك، بدلاً من نشر تفاصيل حياتك لمن لا تثق فيهم وتخاف شرر أعينهم؟ وكل عام وأنتم بخير.

ياسمينة: لا تفسدوا حياتكم بأيديكم.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkATtn7nzLF/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=dhmp3sibsd8x

الخميس 14 يونيو 2018

ماذا لو كان الراحل الكبير جبران خليل جبران يعيش بيننا وفي أيامنا هذه؟ هل سيعيد ترتيب حروفه، بعد أن تغزوه التكنولوجيا، ويدمن وسائل التواصل الاجتماعي، ويكون من الذين يخوضون مع كل خائض، فلا تبقى له خصوصية ولا مساحة غموض في حياته تحفظ له شؤون بيته واستقرار حياته؟ أم سيبقى على رأيه عندما قال: “سافر ولا تخبر أحداً، عش قصة حب صادقة ولا تخبر أحداً، عش سعيداً ولا تخبر أحداً، فالناس يفسدون الأشياء الجميلة!”، أم تراه تنبأ بما سيكون عليه حالنا اليوم، فقدم لنا نصيحته؟

اليوم لا يسافر أحد إلا وأخبر القاصي والداني أنه في المطار الفلاني، يصور تذكرته، يصور أمتعته، ولا يبقى علان ولا فلتان إلا وعنده خبر بتلك الرحلة، يعشق فلان فلانة، فيصور ويسجل لنا أفراحه وأحزانه، ويبث لنا ليلا ونهارا أشجانه، وكأن لنا الحق في قبول حبه أو نكرانه! تُصور أم سلمان هدايا أبوسلمان، وتؤكد لكومار وعدنان أنها بعيدة عن الأحزان، وأنها تنعم بحياة ملئها الفرح والسعادة وتتعوذ من الشيطان، وبعد كل ما يعلنونه وينشرونه للذي يعرفونه والذي لا يعرفونه، يطلبون من الناس ذكر الله ومحمد رسوله.

ربما علينا أن نعيد النظر في استعمال كلمتي حياتنا الشخصية، فحياتنا العامة تبدو أكثر قرباً لواقعنا، فالذي يعرفنا والذي لا يعرفنا، يعرف كل شيء عنا، وبإرادتنا الكاملة، التجسس أصبح عادة أغلبنا، والفضول أصبح داء يعاني منه الجميع، و”الفضاوه” سمحت لكل ذلك بأن ينتشر، تعاني من ملل “تتطمش على فلان وين راح”، “ما عندك سالفة تصور نفسك”!

وعجبي من أولئك الذين يضعون صور أطفالهم ويذيلونها بـ “قل هو الله”، و”ما شاء الله”، وهم الذين لم يحفظوا النعمة بنفسهم… يا أخي ويا أختي ذكر الله في كل حين وعلى كل ما نملك، ولكن ليس من المعقول عرض الحياة للذين يعنيهم الأمر والذين لا يعنيهم، وطلب ذكر الله، فمادمت تؤمن بأن العين حق، والحسد حق فلم لا تحمي نفسك وتطلب من الله حفظك وحفظ عيالك وحفظ نعمتك، بدلاً من نشر تفاصيل حياتك لمن لا تثق فيهم وتخاف شرر أعينهم؟ وكل عام وأنتم بخير.

ياسمينة: لا تفسدوا حياتكم بأيديكم.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkATtn7nzLF/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=dhmp3sibsd8x

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.