بقلم : ياسمين خلف
الكثير من الدوائر الحكومية والمؤسسات والهيئات يعاني من بطالة مقنعة، شباب في عمر العطاء تضيع ساعات عملهم الثماني سدى دون إنتاجية تُذكر، العمل الذي يمكن أن يقوم به موظف واحد، تجد أن ثلاثة أو أكثر يشغلون مناصب لأدائه، وليس ذلك وحسب، بل بملل وتذمّر، في نوع من الإهدار المالي لميزانية تلك الوزارات والهيئات، ونوع من قتل الهمم، وإحلال البلادة والكسل محلها، ناهيك عن شغلهم لوظائف هناك من هم أحق منهم بها.
بعض من الشباب طاب لهم الأمر. تعب لا يكاد يُذكر، ورواتب آخر الشهر، وساعات العمل تذهب بين أحاديث الزملاء ونكاتهم، وبين مسجات الهواتف التي لا تتوقف، ومن سيرفض ذلك؟، هذا إن لم تجد من بينهم من يتسلل خلسة لينام هنا أو هناك، أو حتى تسجيل حضوره صباحًا لينصرف لبيته مباشرة، ولا يعود منه إلا مع اقتراب موعد الانصراف ليسجل انصرافه، “واللي يدري دري، واللي ما يدري ما يدري” في صورة من الفساد الإداري الذي وإن انكره البعض جهارًا، فإنه حتمًا سيقرّ به سرًا.
في المقابل، هناك من يُعطي العمل ربما أكثر مما هو مطلوب منه، يجري بالإضافة إلى مهامه، مهام أخرى إضافية، بل ويزيد عليها بإجراء الأبحاث والدراسات، ويشارك في المؤتمرات ويحصد الشهادات والجوائز، إلا أن بقاءه على رأس عمله مهدّد والسبب تقادم عمره واستحقاقه للتقاعد.
لست مع ربط الموظف بالسلاسل في مقعده إلى أن ينتهي عمره، وأنا وبقوة مع تجديد الدماء في المناصب والوظائف، خصوصًا تلك التي تتطلب التطوير والتجديد، والأفكار الإبداعيّة الخلاقة، ولكني بالمقابل لست مع التخلي عن الكفاءات المتميّزة فقط لتقدمهم في العمر، ليحلّ محلهم الأقل كفاءة والأقل إبداعًا.
أحيانًا هناك من هم أصغر سنًا أولى بالتقاعد المبكر من الأكبر سنًا، حينما تكون الإنتاجيّة والخبرة أكثر عند الثاني من الأول الذي هو أصغر سنًا، والذي لا يُضيف للعمل شيئًا غير أنه وبحسب شهادة ميلاده أصغر ولا يزال في سن العطاء.
لا بدّ من الاستفادة من بعض الشخصيات، من علمها وخبرتها حتى آخر رمق لهم في الحياة، خصوصًا إذا ما كانت تجد في عملها الحياة، إلا في حالة أن كان التقاعد برغبتها، وبمحض إرادتها، لا أن تُجبر عليه فقط لوصولها إلى سن التقاعد.
ياسمينة: التقاعد لمن ينتهي عطاؤه، لا لمن يصل إلى سن وجده البعض بأنه نهاية للعطاء.
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/-i4_r3Bbq9eD_aIyh2kiELY3xAvpvrY6zAqU00/
بقلم : ياسمين خلف
الكثير من الدوائر الحكومية والمؤسسات والهيئات يعاني من بطالة مقنعة، شباب في عمر العطاء تضيع ساعات عملهم الثماني سدى دون إنتاجية تُذكر، العمل الذي يمكن أن يقوم به موظف واحد، تجد أن ثلاثة أو أكثر يشغلون مناصب لأدائه، وليس ذلك وحسب، بل بملل وتذمّر، في نوع من الإهدار المالي لميزانية تلك الوزارات والهيئات، ونوع من قتل الهمم، وإحلال البلادة والكسل محلها، ناهيك عن شغلهم لوظائف هناك من هم أحق منهم بها.
بعض من الشباب طاب لهم الأمر. تعب لا يكاد يُذكر، ورواتب آخر الشهر، وساعات العمل تذهب بين أحاديث الزملاء ونكاتهم، وبين مسجات الهواتف التي لا تتوقف، ومن سيرفض ذلك؟، هذا إن لم تجد من بينهم من يتسلل خلسة لينام هنا أو هناك، أو حتى تسجيل حضوره صباحًا لينصرف لبيته مباشرة، ولا يعود منه إلا مع اقتراب موعد الانصراف ليسجل انصرافه، “واللي يدري دري، واللي ما يدري ما يدري” في صورة من الفساد الإداري الذي وإن انكره البعض جهارًا، فإنه حتمًا سيقرّ به سرًا.
في المقابل، هناك من يُعطي العمل ربما أكثر مما هو مطلوب منه، يجري بالإضافة إلى مهامه، مهام أخرى إضافية، بل ويزيد عليها بإجراء الأبحاث والدراسات، ويشارك في المؤتمرات ويحصد الشهادات والجوائز، إلا أن بقاءه على رأس عمله مهدّد والسبب تقادم عمره واستحقاقه للتقاعد.
لست مع ربط الموظف بالسلاسل في مقعده إلى أن ينتهي عمره، وأنا وبقوة مع تجديد الدماء في المناصب والوظائف، خصوصًا تلك التي تتطلب التطوير والتجديد، والأفكار الإبداعيّة الخلاقة، ولكني بالمقابل لست مع التخلي عن الكفاءات المتميّزة فقط لتقدمهم في العمر، ليحلّ محلهم الأقل كفاءة والأقل إبداعًا.
أحيانًا هناك من هم أصغر سنًا أولى بالتقاعد المبكر من الأكبر سنًا، حينما تكون الإنتاجيّة والخبرة أكثر عند الثاني من الأول الذي هو أصغر سنًا، والذي لا يُضيف للعمل شيئًا غير أنه وبحسب شهادة ميلاده أصغر ولا يزال في سن العطاء.
لا بدّ من الاستفادة من بعض الشخصيات، من علمها وخبرتها حتى آخر رمق لهم في الحياة، خصوصًا إذا ما كانت تجد في عملها الحياة، إلا في حالة أن كان التقاعد برغبتها، وبمحض إرادتها، لا أن تُجبر عليه فقط لوصولها إلى سن التقاعد.
ياسمينة: التقاعد لمن ينتهي عطاؤه، لا لمن يصل إلى سن وجده البعض بأنه نهاية للعطاء.
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/-i4_r3Bbq9eD_aIyh2kiELY3xAvpvrY6zAqU00/
One Comment on “من أولى بالتقاعد؟”
Ashraf Akhlaque
أهنئ الكاتبة على هذا المقال الممتاز وهذه الفكرة المبتكرة والجيدة التي من شأنها حل بعض المشاكل العائلية والإجتماعية التي لا زالت تتصاعد مع مر الزمن. كما أن المقال يوضح العوائق في طريق رفع مستوى الإنتاجية في مجتمعنا الراهن.