نشرت فى : يناير 2023

من لا حول لهم ولا قوة

الخميس 26 يناير 2023

عندما يعود الطفل الطبيعي من المدرسة، ويشتكي من تعنيف أو تنمر، يذهب والداه للتحقق من الأمر، والوقوف على أسباب وطرق حل المشكلة، وإن تعرض طفلهما لظلم أيًا كان نوعه، لن يسكتا أبدًا حتى يأخذا حقه، لكن، ما الذي سيقوله أطفال من ذوي الهمم لآبائهم، وكيف سيشكون ما يتعرضون له خلال ساعات تواجدهم في المراكز والمدارس التي ينتمون إليها؟ خصوصًا غير الناطقين، أو غير المدركين لما يحدث حولهم، كأطفال الشلل الدماغي مثلًا؟ كيف سيعبر هؤلاء عما تعرضوا له في تلك الفصول المغلقة؟

أن تكتشف الأم كدمة أو عضة أو سحجات في جسم ابنها المتوحد غير الناطق، يعني أن هناك من تعرض له! تستفسر تأتيها الردود ملتوية، يُرمى بالأمر على حادثٍ عرضي، أو مشاجرة بين الأطفال، وهو أمر طبيعي بين الأطفال، لكن أحيانًا التبريرات لا يمكن هضمها، خصوصًا مع ادعاء تلك المدرسة أنها توفر لكل طفل رعاية خاصة، إن لم تكن مدرسة مشرفة عليه، وإن الصف الواحد لا يزيد طلابه عن عدد أصابع اليد! وعلى أساسه تفرض إدارات تلك المدارس رسومًا باهظة شهريًا على أولياء الأمور! لابد من توفير رقابة صارمة على مدارس ذوي الهمم من قبل وزارة التربية والتعليم، أو من قبل وزارة التنمية الاجتماعية بالنسبة لمراكز التأهيل، وتفرض على إدارات تلك المدارس والمراكز تشغيل كاميرات مراقبة في جميع الفصول والردهات وفي جميع المرافق لمنع حدوث أية تجاوزات مع هذه الفئة من المجتمع الذين لا حول لهم ولا قوة، على أن تكون المراقبة بشكل يومي لا بشكل طارئ حال وجود شكوى أو حادث، فبعض البشر يتجردون من ضمائرهم، وقد يرتكبون ما قد يرتكبون دون أن يتركوا أثرًا يدينهم.

تلك الأم تؤكد أن المدرسة سبق وأن فرضت رسومًا إضافية لتوفير خدمة النقل المباشر لمتابعة طفلها، إلا أنها خدمة غير مفعلة ومؤجلة لأعذار واهية، ما يضعها في دائرة شك مما قد يحصل في تلك المدرسة.

ياسمينة: وفوق عين الكاميرات عين الله.

الخميس 26 يناير 2023عندما يعود الطفل الطبيعي من المدرسة، ويشتكي من تعنيف أو تنمر، يذهب والداه للتحقق من الأمر، والوقوف ع...

إقرأ المزيد »

دهنّا في مكبتنا”

الخميس 19 يناير 2023

“يفكر ابني جديًا في البحث عن فرصة عمل في إحدى دول الخليج، فلم تجد محاولات بحثه هنا أية نتيجة!”، لم تكن عبارة هذه الأم صادمة ولا مفاجئة لي على قرار ابنها العاطل عن العمل، فعدد ليس قليلا من الشباب البحريني، وجدوا فرصاً للعمل لهم في دول الخليج، وأثبتوا كفاءتهم وتميزهم في الوظائف التي حصلوا عليها.

مطلع الشهر الجاري، أقامت دولة الكويت الشقيقة معرضًا للتوظيف تحت وسم: “قدم.. قابل.. توظف”، شاركت فيه أكثر من 74 شركة في 14 قطاعا مختلفا، والجميل أنه أتاح الفرص للكفاءات الخليجية للتقدم لشواغر العمل المتاحة ولأولوية بالطبع للمواطن الكويتي. بادرة تذلل الصعاب ليس فقط أمام الشباب الكويتي الباحث عن العمل، بل أمام العاطلين من الشباب الخليجي كافة، وهذا ما يجب أن يكون.

على دول الخليج أن تسعى لأن تستثمر طاقات شبابها وكفاءتهم في خدمة دول الخليج نفسها، أن تحتضن كل دولة من دول الخليج الشباب الذين لم يحصلوا على فرص عمل في بلدانهم الأم، ليجدوا الفرص في بلدانهم الخليجية الأخرى، منعًا لهجرة العقول للخارج.

إن كانت فرص العمل قد شحت أو حتى انعدمت ولم تكن متوافرة في دولة خليجية، على الدولة الخليجية الأخرى أن تتيح فرصها للخليجيين بدلًا من إتاحتها للجنسيات الأخرى، كنوع من التعاون الاقتصادي بين دول الخليج العربي، و”دهّنا في مكبتنا” كما نقول في مثلنا الخليجي. بعض الشباب البحريني يتكبد عناء السفر يومياً إلى الشقيقة السعودية للعمل، ولم يكل ولم يمل الواحد منهم طالما قد وجد لقمة عيشه في مسافات أبعد.

ويمكن لدول الخليج أن تقرب تلك المسافات بإنشائها خطا لسكة قطار يمر على جميع دول الخليج، ليتمكن الموظفون الخليجيون من التنقل ولو بشكل أسبوعي من دولة خليجية لأخرى يعملون فيها، أو كأقل تقدير أن تطرح شركات الطيران الخليجية أسعاراً رمزية على تذاكر الموظفين، لنترجم فعلياً شعار: “خليجنا واحد”.

ياسمينة: ليكن خير الخليج لأبنائها الخليجيين أولاً.

الخميس 19 يناير 2023 “يفكر ابني جديًا في البحث عن فرصة عمل في إحدى دول الخليج، فلم تجد محاولات بحثه هنا أية نتيجة!”، لم...

إقرأ المزيد »

ما بين حلو ومر

الخميس 12 يناير 2023

هي المرة الأولى، في حياتي المهنية التي أنقطع فيها فجأة عن الكتابة والتواصل مع قرائي، وأغيب عنهم نحو سبعة أشهر، فحتى إجازاتي السنوية كنت أحرص فيها أن لا أتوقف عن نشر المقالات، التي أعتبر استمراريتها جزءًا من احترامي لقرائي الذين ينفقون وقتًا من أوقاتهم في قراءة ما أكتب. نعم لم يكن الأمر علي سهلاً، ولم يكن الظرف الذي مررت فيه هينًا.

القدر ساقني خلال يوم وغده، بين حلو ومر… ففي التاسع عشر من شهر يونيو الفائت نلت جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة في فئة أفضل عمود صحافي لعام 2022، لأطير في اليوم التالي مباشرة في رحلة علاج مع شقيقي الذي اكتشفت إصابته بالسرطان فجأة، وتقرر سريعًا إجراء عملية عاجلة وخطيرة، ووضعت حياته على المحك، إما العملية ونسبة نجاحها لا تتجاوز 15 %، أو الوفاة في أية لحظة وفجأة، حيث استقر الورم الخبيث في قلبه، وانتشر في كليته، فكان القرار، التشبث بالأمل بالله عز وجل والأخذ بالأسباب وإجراء العملية لإنقاذ حياة أخي الشاب “لؤي”.

المصاب الذي كنت فيه أكبر من أي شعور آخر. رحلة علاج، إما أن أرجع بعدها ممسكة بيد شقيقي، أو أن أكون على مقعد الطائرة، ويرقد هو في نعشه مع الأمتعة! فكان قضاء الله وقدره أن يختاره ويستلم أمانته، وأرجع للبيت من دونه، ليستقر هو في بيته الأخير.

مقالي هذا خصصته، لأقول شكراً لكل من كان معي في حلو يوم فوزي، ومُر فقدان شقيقي، شكراً لكل كلمة مباركة أو معزية، شكراً لمن وقف معي في فرحتي وفي حزني، شكراً لمن صفق لي وأنا أستلم درع الجائزة وربت على كتفي وهو يعزيني في شقيقي. وعذراً لمن حاول الاتصال أو التواصل ولم أتمكن من الرد، ليس تجاهلًا وإنما للظروف أحكام. وها أنا اليوم أعود لكم مجدداً.

ياسمينة: رحمك الله يا أخي “لؤي” وأسكنك فردوسه الأعلى.

وصلة فيديو المقال

الخميس 12 يناير 2023 هي المرة الأولى، في حياتي المهنية التي أنقطع فيها فجأة عن الكتابة والتواصل مع قرائي، وأغيب عنهم نحو...

إقرأ المزيد »