نشرت فى : أغسطس 2009

ياسمينيات
مخابرات.. و«ببلاش»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

احترس.. هناك من يتربص بك، من يراقبك بعين الحاقد الحاسد، وربما بجشع وصولي يسعى إلى الترقي السريع على أكتافك، يحور، يضيف إلى كلامك، ويقولك ما لم تقله ولا حتى يخطر على بالك، هم كما يحلو لي أن أطلق عليهم «مخابرات وببلاش» يعينون أنفسهم كمراقبين لرؤسائهم تارة، وفي تارات أخرى يعينهم بعض الرؤساء على باقي الموظفين ليكونوا أعينهم التي تراقب في الخفاء في غيابهم «من دون أجر شهري طبعاً».
فمن المضحك فعلاً أن تجد رئيسك كما لو كان معك في المكتب عندما علقت عليه ولو عن طريق المزحة، أو أنه يعلم أنك لست على مكتبك وهو في دولة أخرى! حتى لتكاد تتلفت يمنة ويسرة إنْ كان واقفاً بجانبك ولا تعلم، أو تبحث عن كاميرا مخفية في مكتبك لربما من خلالها يراقبك في غيابه، بل الذي لا تعلمه أن أقرب المقربين إليك قد يكون الجاسوس الذي يلهث وراء الحصول على ترقية ولو على أكتاف آخرين هم زملاء له في العمل! وإنْ كان بعض آخر يسعى إلى التودد لرؤسائه فقط ليكون هو الأقرب إليه من دون غيره ضارباً عرض الحائط القيم الأخلاقية التي تدفع المسلم إلى إيجاد سبل تقريب الآخرين من بعضهم، لا أن تنفرهم من بعض وتخلق الضغائن في نفوسهم. وهنا الطامة الكبرى عندما يحاول هؤلاء إثارة الحقد والضغينة في نفس المدير ضد أحد الموظفين كأن «يقوّلونه» كلاماً أو ينسبون إليه أفعالاً لم يقم بها «ويا غافلين لكم الله»، ولا يدرون أنّ «من يحفر حفرة لأخيه يقع فيها» دائماً وإنْ طال الزمان، وأنّ عمر الظلم لقصير.
وعلى الكفة الأخرى، قد يعين الرئيس عيناً لتراقب موظفيه ويشعر ذاك الموظف «المخبر» بأنه الأقرب إليه من دون باقي الموظفين ومحل ثقته، ولذلك اختاره لهذه المهمة «الصعبة»، ولا يعلم ذاك المخبر أن هناك آخر يعمل على مراقبته، فالمديرون لا أقول «أخبث»، بل أقول «أذكى» من تلك الحركات.
لا علاج طبعاً لهذه الظاهرة التي لم تبدأ اليوم طبعاً، وإنما هي موجودة في كل زمان ومكان، فالمسألة تحكمها الأخلاق والمبادئ التي وإنْ لوثت لن يضير صاحبها القيام بأي فعل، خصوصاً عندما تغريه المناصب التي لا ينالها عن كفاءة واقتدار، وإنما بالإذلال والتنازل عن الأخلاق.

العدد 1089 الجمعة 18 صفر 1430 هـ – 13 فبراير 2009

ياسمينيات مخابرات.. و«ببلاش» ياسمين خلف احترس.. هناك من يتربص بك، من يراقبك بعين الحاقد الحاسد، وربما بجشع وصولي يسعى إل...

إقرأ المزيد »

ماذا لو استأجرت عمارة؟

ياسمينيات
ماذا لو استأجرت عمارة؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

واقع مؤلم هو الذي يعيشه مرضى السكلر في البحرين، أتذكرون بالأمس القريب حين طرحت فكرة جمع تبرعات من المرضى أنفسهم لبناء مركز متخصص لهم، أي ‘’منهم وإليهم’’ ؟ في اليوم ذاته توفي شاب في الخامسة والعشرين من عمره، إثر تأخر إدخاله لوحدة العناية المركزة لعدم وجود شواغر بين الأسرة، ففقد حياته وفجع أهله كما أبكى الكثيرين من حوله.
لا أخفي عليكم تضارب المشاعر عندي ذاك اليوم، حزن على الشاب المتوفى والفرح من ردة فعل القراء الذين أبدوا رغبتهم في التبرع لبناء المركز، فمنهم من قال إنه سيتبرع براتب يوم واحد، ومنهم من قال إنه على استعداد بسد النقص المتبقي من المبلغ المراد جمعه شهريا، ومنه من أعد خطة للبدء بحملة وطنية لجمع التبرعات بطريقة قانونية، فعلا وجدت شيمة أهل البحرين حينها تتجسد.
القضية تتطلب قراراً جريئاً وعاجلاً، مسلسل الوفيات مستمر ‘’6 حالات حتى الآن منذ بداية العام الجديد’’، أي فاقوا عدد ضحايا الحوادث المميتة!. والوضع يزداد سوءا ولا مبالاة من الجهات ذات العلاقة، أليس ما حدث لأحد المرضى استهتاراً؟، عندما صرفت له مهدئات مخصصة لمرضى الأعصاب بحجة أنه راجع الطوارئ لمرتين في اليوم، وما من سبيل للقضاء على أوجاعه سوى هذه المهدئات! حتى أنه أصيب كما ذكر بحالة غريبة جعلته يركض ويجهش بالبكاء، ويحاول الانتحار بعد أن هجمت عليه الأفكار السلبية كما يصف، وعندما واجه المسؤولين في الوزارة بدا عليهم المعرفة التامة بهذا العقار ومضاعفاته، والذي كما يبدو أسلوباً جديداً لعلاج مرضى السكلر، ‘’أهو ذاك البروتوكول الجديد لعلاج مرضى السكلر الذي جعلونا ننتظره ؟’’
لا تحتمل القضية السكوت أو التخاذل أكثر، التحرك السريع هو المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى، علاج مرضى السكلر غير مكلف البتة، فكل ما يحتاجونه هو المغذي الوريدي ‘’السيلان’’ والمهدئات وفي الحالات الأصعب بحاجة إلى نقل الدم، يعني بالمختصر المفيد إن كانت وزارة الصحة لا تستوعبهم بمبانيها وأجنحتها ولا تتمكن من بناء المركز، فبالإمكان ‘’استئجار عمارة ‘’ – ولو بشكل مؤقت – إلى حين بناء المركز ‘’الموعود’’ لتوفير الرعاية التي يحتاجها المرضى، بدلا من ترك الواحد تلو الآخر يفجع أهله وهو في عز شبابه.

 العدد 1084 الأحد 13 صفر 1430 هـ – 8 فبراير 2009

ياسمينيات ماذا لو استأجرت عمارة؟ ياسمين خلف واقع مؤلم هو الذي يعيشه مرضى السكلر في البحرين، أتذكرون بالأمس القريب حين طر...

إقرأ المزيد »