نشرت فى : نوفمبر 2015

من أولى بالتقاعد؟

بقلم : ياسمين خلف

الكثير من الدوائر الحكومية والمؤسسات والهيئات يعاني من بطالة مقنعة، شباب في عمر العطاء تضيع ساعات عملهم الثماني سدى دون إنتاجية تُذكر، العمل الذي يمكن أن يقوم به موظف واحد، تجد أن ثلاثة أو أكثر يشغلون مناصب لأدائه، وليس ذلك وحسب، بل بملل وتذمّر، في نوع من الإهدار المالي لميزانية تلك الوزارات والهيئات، ونوع من قتل الهمم، وإحلال البلادة والكسل محلها، ناهيك عن شغلهم لوظائف هناك من هم أحق منهم بها.

بعض من الشباب طاب لهم الأمر. تعب لا يكاد يُذكر، ورواتب آخر الشهر، وساعات العمل تذهب بين أحاديث الزملاء ونكاتهم، وبين مسجات الهواتف التي لا تتوقف، ومن سيرفض ذلك؟، هذا إن لم تجد من بينهم من يتسلل خلسة لينام هنا أو هناك، أو حتى تسجيل حضوره صباحًا لينصرف لبيته مباشرة، ولا يعود منه إلا مع اقتراب موعد الانصراف ليسجل انصرافه، “واللي يدري دري، واللي ما يدري ما يدري” في صورة من الفساد الإداري الذي وإن انكره البعض جهارًا، فإنه حتمًا سيقرّ به سرًا.

في المقابل، هناك من يُعطي العمل ربما أكثر مما هو مطلوب منه، يجري بالإضافة إلى مهامه، مهام أخرى إضافية، بل ويزيد عليها بإجراء الأبحاث والدراسات، ويشارك في المؤتمرات ويحصد الشهادات والجوائز، إلا أن بقاءه على رأس عمله مهدّد والسبب تقادم عمره واستحقاقه للتقاعد.

لست مع ربط الموظف بالسلاسل في مقعده إلى أن ينتهي عمره، وأنا وبقوة مع تجديد الدماء في المناصب والوظائف، خصوصًا تلك التي تتطلب التطوير والتجديد، والأفكار الإبداعيّة الخلاقة، ولكني بالمقابل لست مع التخلي عن الكفاءات المتميّزة فقط لتقدمهم في العمر، ليحلّ محلهم الأقل كفاءة والأقل إبداعًا.

أحيانًا هناك من هم أصغر سنًا أولى بالتقاعد المبكر من الأكبر سنًا، حينما تكون الإنتاجيّة والخبرة أكثر عند الثاني من الأول الذي هو أصغر سنًا، والذي لا يُضيف للعمل شيئًا غير أنه وبحسب شهادة ميلاده أصغر ولا يزال في سن العطاء.

لا بدّ من الاستفادة من بعض الشخصيات، من علمها وخبرتها حتى آخر رمق لهم في الحياة، خصوصًا إذا ما كانت تجد في عملها الحياة، إلا في حالة أن كان التقاعد برغبتها، وبمحض إرادتها، لا أن تُجبر عليه فقط لوصولها إلى سن التقاعد.

 ياسمينة: التقاعد لمن ينتهي عطاؤه، لا لمن يصل إلى سن وجده البعض بأنه نهاية للعطاء.

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/-i4_r3Bbq9eD_aIyh2kiELY3xAvpvrY6zAqU00/

بقلم : ياسمين خلف الكثير من الدوائر الحكومية والمؤسسات والهيئات يعاني من بطالة مقنعة، شباب في عمر العطاء تضيع ساعات عمله...

إقرأ المزيد »

حميدة بنت مريم

بقلم : ياسمين خلف

فضح إعصار “تشابالا” الذي ضرب جزيرة سقطري اليمنية شياطين الإنس عندما لفظ عدداً كبيراً من الأعمال السحرية على شواطئه، وكأن تلك المياه قد فاض بها الكيل من تلك الأعمال الشريرة التي اتخذت من البحر حجابًا تستر فيه شرورها، وبعد أن لجأوا إليه – السحرة – ليكون عونًا في تثبيت العمل وإحكامه، ها هو اليوم يكشف أسرارهم!.

صدمة كبيرة عاشها متناقلوا الخبر وصوره التي تم تداولها عبر وكالات الأنباء، والتي حمل السواد الأعظم منها أسماء لنساء، من ضحاياهن بشرى، وأميرة، وحميدة بنت مريم وغيرهن كثيرات، في دليل صارخ على أن أغلب من يلجأ إلى تلك الأعمال للأسف هم من “الجنس الناعم”!.

من يلجأ إلى المشعوذين والسحرة لإيقاع الضرر على غيره، كمن وضع وبكل فخر يده بيد الشيطان، متوجهًا معه في طريق إلى النار لا محالة. لم يستطع أن يعيش وهو يرى غريمه سعيداً في حياته، ناجحًا متفوقًا في عمله أو في دراسته، مستكثراً عليه نعم الله وخيراته، وبدلاً من السعي والعمل والدعاء بأن يرزقه الله كما رزقه، يلجأ إلى عرقلة حياة من اتخذه عدواً له، بأسلوب شيطاني عبر هدم حياته وبشتى الطرق كالتسبب له بالمرض أو الخلافات الزوجية والأسرية ومشاكل في العمل، ومنع من الزواج وتأخير في الحمل وغيرها الكثير من الأضرار التي نسمع عنها ونعايشها في حكايا البشر من حولنا.

القبور والبحور لو تكلمت لفضحت ضعاف الإيمان ممن لجأوا إلى دفن أعمالهم الشريرة في قعرها، منتهكين حرمات الأموات، ومتخذين من الليل ستاراً للتسلل للشواطىء لتبلع طلاسم ورموز لا يفهمها إلا هم والشياطين المسخرين لإيذاء البشر.

اظلم نفسك، حتى وإن تجاوزت بعض الفروض، فالله غفور رحيم، يتجاوز عن زلاتك، وأخطائك، فحقوق الله نفسها قد يتجاوزها لك – أليس الله بأرحم الراحمين؟- ولكن إياك ثم إياك وإلحاق الضرر بغيرك، فإن الله حينها يقتص من الظالم، وسيأخذ حق من اغتصبت حقه في يوم الفصل الذي لا مناص منه ولا فرار.

وليتذكر دائمًا من وقع في شرك عديمي الإيمان، أن الله خير حافظ ، ولن يحدث إلا ما قد كتبه الله لك، وأيقن أن الله أراد لك التمحيص في الدنيا لتنال الأجر في الآخرة، فتمسك بالإيمان ورتل القرآن فهو شفاء وحصن من كل شيطان، سواءً كان من الإنس أو من الجان.

ياسمينة: “وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ” البقرة 102

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/-Ql75PBbkNvPHQOhnTdCcsGbWL8Pi71M_32wg0/

بقلم : ياسمين خلف فضح إعصار "تشابالا" الذي ضرب جزيرة سقطري اليمنية شياطين الإنس عندما لفظ عدداً كبيراً من الأعمال السحري...

إقرأ المزيد »

لا تكونوا من المستهزئين

بقلم : ياسمين خلف

“تحدث حتى أراك” عبارة قالها الفيلسوف اليوناني أرسطو منذ قرون، ولعمري تكشف حقيقة مستوى الشخص ليس فقط من الناحية الثقافيّة، بل حتى من الناحية الأخلاقية، ومستوى التربية والتهذب في المعاملة، فكل ذلك لا يُقاس بمستوى الشهادات التي يملكها الفرد، ولا من نوع المدارس والجامعات التي تخرج منها، فهناك الأميّ الذي يتفوّق على صاحب الشهادات العُليا في مستوى الأخلاق والمعاملة، كما أن الأمر لا يُقاس كون “هذا مسلم وهذا كافر أو هذا عابد للأصنام”، فهناك مسلمون بلا أخلاق إسلاميّة، وهناك كفار بأخلاق إسلاميّة.

كل ذلك عصف بذهني عندما أرسل أحد معارفي واتس آب لطفلة تعاني من مرض متلازمة الداون – منغولية – إذ وكغيرها من الناس نشرت صورتها الشخصية في حسابها في الإنستجرام لتقيس مدى تقبّل الناس لها، ليتكشف ليس لها فقط، بل للعالم مدى الفرق الواضح في أخلاق المسلمين العرب، وبين أخلاق الأجانب في التعامل مع الحالات الإنسانية. وكل ذلك كان جليًا واضحًا من التعليقات التي ذيلوها أسفل صورتها.

فالعرب ماذا قالوا؟ “يا ربي أول ما فتحت الصورة تخرعت!”، “اللهم اكفني شر خلقك”، “أعوذ بالله”، “في دكتور اسمه عبدالله للعيون تبونه؟”، “شكلها عطست وما صكت عينها”، “وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا”، “استغفر الله وش ذا؟”، “والله صدق، لو أختي كذا تبرأت منها”.

وماذا قال الأجانب؟ “لم تكوني قبيحة يومًا”، “أنت رائعة وأنا أعني ما أقول لا تلتفتي لمن يجرحك، هم يغارون منك.”، “عيناك جميلتان”، “جميلة أنت، أحببت لون عينيك، كوني قوية يا صديقتي”، “أنت جميلة جدًا يا فتاة”، “أنت ملهمة كبيرة، كوني قوية ولا تعيري المُحبطين أي اهتمام، صدقي أو لا تصدقي هم ينظرون إليك بأنك قائدة وملهمة”.

للأسف من يُحسبون على الإسلام، ومن يدعون قراءة القرآن جعلوا من تلك الطفلة التي تعاني من مرض جيني سخرية، هم لم يستهزئوا بها بل استهزؤوا بخلق الله، أليست هي خلق الله؟ أكان بيدها أن تُصاب بهذا المرض؟ وهل كان بيدها اختيار شكلها؟ طفلة بعمرها – حتى لو كانت بالغة وراشدة – وتعاني ما تعاني، بحاجة إلى من يدعمها نفسيًا، إلى من يقول لها أنت إنسانة كغيرك، عيشي حياتك بطولها وبعرضها، ولا تسمحي لليأس أو الشعور بالنقص أن يتسلل إليك، نحن معك ونتعلم منك. لا أن تُكال عليها عبارات السخرية والانتقاص من شأنها، ولعمري لو كانت الصورة لممثلة أو حتى لامرأة “ساقطة” – أكرمكم الله – لرأيت العرب أول من سيُعلق – وبآلاف – وبأجمل عبارات المديح والثناء ليس فقط على جمالها بل وعلى تعريها.

 

ياسمينة: لا شماتة ولا سخرية في موت أو مرض.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/9-8CpZhbmiNo5U_GGuSaTO2qjjLfjcJJD2tOw0/

بقلم : ياسمين خلف "تحدث حتى أراك" عبارة قالها الفيلسوف اليوناني أرسطو منذ قرون، ولعمري تكشف حقيقة مستوى الشخص ليس فقط من...

إقرأ المزيد »

بنت عمي وتشيل همي

بقلم : ياسمين خلف

عايشت فصول هذه الزيجة المرغمة عليها صديقتي العربية من ابن عمها بكل تفاصيلها، وبغض النظر عن كونه لا يتوافق معها في المستوى التعليمي والثقافي، إلا أن اعتراضها عليه حتى الاستماتة كان بسبب قرابتهما في الدم والنسب. رفضته مرارًا وتكرارًا خوفًا من انتقال الأمراض الوراثية لأبنائهما، خصوصًا أن أختها الكبرى قد زُوجت هي الأخرى لأخيه، ونتج عن تلك الزيجة طفلة معاقة فقدت حواسها الواحدة تلو الأخرى إلى أن توفاها الله في عمر الزهور.

أبدت لوالدها رفضها للزيجة، وواجهت ابن عمها، وصارحته عن مخاوفها، إلا أنه ولعادات قبيلتهم رفضا رفضها، وعُرض عليها إجراء فحوصات الجينات الوراثية، إن لم يكن فحص ما قبل الزواج الاعتيادي يبدّد من هواجسها ومخاوفها. سلّمت الأمر لله وقالت: “سيكون لفحص الجينات كلمته الأخيرة في هذا النزاع”، إلا أن الأمور لم تسر بالشكل الذي توقعت، وجاءت الفحوصات مطمئنة، فكان الزفاف على ابن عمها الواقع الذي لا مناص منه!.

لا يزال زواج الأقارب يُحكم قبضته على العديد من العوائل والقبائل، البنت لابن عمها، وابن الخال أولى ببنت خاله، وكأن الرجل لا يصون من سيتزوج بها إلا إذا كانت من سلالة عائلته، وأن المرأة لن تحصل على حقوقها الزوجية ولن تحفظ كرامتها إلا إذا تزوجت من ابن عمها!. متناسين بأن لزواج الأقارب سلبيات ومساوئ أكثرها ظلمًا للأبناء هو توارث الأمراض التي في بعضها خطيرة ومميتة، هذا إن لم يكن سببًا للتشوّهات الخلقية والأمراض العقلية، وإن كان مؤيدوه يرون إيجابياته أكثر كتماسك العائلة والمحافظة على خيراتها وأموالها داخل العائلة لمنع تبدّدها لعوائل الأخرى، و”دهنا في مكبتنا” كما يقال في الأمثال الشعبية المؤيدة لزواج الأقارب.

في حين الواقع يحدّثنا بأنه في حال عدم توافق الزوجين القريبين، لا يتوقف النزاع والاختلاف بين الزوجين فقط فيحدث الانفصال بينهما، بل تمتد النزاعات والخلافات لتتخطاهما وتصل إلى التناحر بين العائلة وقطيعة الرحم بينهما، وما أكثر الشواهد من حولنا، فيقطع الأخ علاقته بأخيه بعد طلاق ابنته من ابنه، أو حال زواج الابن بأخرى على ابنة عمه، وكأن لو كانت الزوجة من عائلة أخرى فمحلل الزواج عليها، ومحرّم على ابنة العم أن تكون زوجة أولى ولها ضُره!.

بالمناسبة، نسيت أن أقول لكم عن مصير صديقتي المتزوجة من ابن عمها. أنجبت طفلين، الأولى توفيت بعد أن عانت من إعاقات متعدّدة، والآخر بدأت تظهر عليه الإعاقات ذاتها، وهي اعتزلت العالم وبقيت أسيرة لدموعها وهمومها، مذكرة أهلها كل حين بالجريمة التي اقترفوها بحقها بإرغامها على الزواج من ابن عمها.

 

ياسمينة: إن كان لزواج الأقارب إيجابيات فإن سلبياته أكثر، فلا تجبورا أبناءكم عليه، فتتسببوا بهلاكهم وهلاك ذريتهم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/9slHzyBbmZt7XLFUGrzG7kBrXKTF8qBzJ2plc0/

بقلم : ياسمين خلف عايشت فصول هذه الزيجة المرغمة عليها صديقتي العربية من ابن عمها بكل تفاصيلها، وبغض النظر عن كونه لا يتو...

إقرأ المزيد »