نشرت فى : فبراير 2016

“العِشرة” تهون عند البعض

بقلم : ياسمين خلف

أكثر ما يمكن أن يسبب لك الألم النفسي أن تتوقع من شخص مقرّب موقفاً ويخذلك، فتصدم بأن “العِشرة” – بكسر العين- قد لا تشكّل أهمية عند البعض وإن امتدت لعشرات السنين. موظفة وبعد خدمة طويلة وصلت إلى أكثر من 40 عاماً تكتشف أن من اعتقدتهم أخوة وأخوات لم يكونوا إلا عابرين في مسيرة حياتها العملية، لا يحملون لها ود الأيام، ولا عِشرة سنوات طويلة ضحكوا فيها وبكوا، أكلوا فيها ونسوا ساعات ذروة العمل طعم الزاد. ففي آخر يوم لها معهم في العمل لم تنتظر حفل توديع، ولا معلقات ولا قصائد مدح وثناء، ولكنها صُدمت بردة فعل زملائها الرافض للمساهمة بالشيء اليسير من أموالهم بُغية شراء هدية رمزية عادة ما يُساهم فيها الموظفون للتعبير عن مشاعر الأخوة في العمل في مناسبات مختلفة كالتقاعد، والوضع، والزواج وغيرها من المناسبات.

الموظفون، وخصوصاً أصحاب سنوات العمل الطويلة، يرتبطون بوظائفهم، وبزملاء العمل ارتباطاً نفسياً كبيراً، حتى ليصعب على الكثيرين منهم تقبّل أن تشرق الشمس ولا يذهبون لمكاتبهم ويصبّحون على زملائهم. فالساعات الأخيرة لهم في العمل ليست بالهينة، وإن لم تروا أدمعهم على خدودهم فأيقنوا أنهم يبكون في قلوبهم، وليس من الذوق أن يخرجوا من باب عملهم كأي يوم مضى وكأن شيئاً لم يكن!. فإن لم تُقدّر المؤسسة التي يعملون فيها جهودهم وخدماتهم طوال عشرات السنين عبر إعداد حفل بسيط لتوديعهم ليستقبلوا حياة التقاعد الجديدة، يجب على زملاء العمل أن يقوموا بهذا الدور، كنوع من ترجمة العِشرة الطويلة بحفل صغير أو هدية رمزية تقول للمتقاعد: “مكانك سيحفظ في قلوبنا وإن هجرت مكتبك”.

صحيح أن البعض قد تثقل كواهلهم الالتزامات والديون، ولكن هدية بسيطة ورمزية لا أعتقد أنها ستخل من ميزانية أحد خصوصاً أن جميع الموظفين سيساهمون فيها. فالمسألة ليست في ثمن الهدية وقيمتها المالية، فكم من هدية رمزية بسيطة، تفوق في معناها وقيمتها النفسية هدية أخرى تفوقها في الثمن أضعافاً مضاعفة.

مؤسف أن يخرج موظف من عمله مكسور القلب مطأطأ الرأس لعدم إحساسه بأي تقدير لا من جهة عمله ولا من أصدقاء عدّهم طوال عمره أخوة وأبناء.

 

ياسمينة: في الحياة لا تعول على أحد، ولا تتوقع الكثير كي لا تصدم، وما تعتقده أمراً طبيعياً قد لا يكون كذلك في مصطلحات البعض.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BCMuHqChbruR1alk2Y-MIWR6jK8IP6FFV-sVWI0/

بقلم : ياسمين خلف أكثر ما يمكن أن يسبب لك الألم النفسي أن تتوقع من شخص مقرّب موقفاً ويخذلك، فتصدم بأن "العِشرة" - بكسر ا...

إقرأ المزيد »

أسلوبك.. أخلاقك

بقلم : ياسمين خلف

يقال أنك لو ضربت ابنك ضربة خفيفة وأنت توبّخه لبكى، ولو ضربته ضربة أقوى منها وأنت تمازحه لضحك. فالألم المعنوي أشد إيذاءً على النفس من الألم الجسدي بمرات.

والأسلوب في التحدّث، وفي المناصحة، وحتى في إلقاء الأوامر يُحدث فرقاً كبيراً في مدى تقبّله من الطرف الآخر، سواءً كان طفلاً أو شاباً أو حتى رجلاً كبيراً، فما تريد أن تقوله سيصل للطرف الآخر بأي أسلوب كان نعم، ولكن الفرق أن أسلوبك إما أن يجعل منك شخصاً قاسياً، عديم الرحمة، ومكروهاً أو أن يجعل منك شخصاً محبوباً تُلبى لك مطالبك حتى قبل أن تتحدّث، ومن ذلك نبرة الصوت وحدّته.

وأسوأ ما يكون أن تجرح بكلماتك وأسلوبك الفض طفلاً لا يُدرك بعد ماهية الحياة ولا أسلوب التعامل مع الكبار، ولا يعرف غير العفوية وحُسن النية. طفل في الصف الأول الابتدائي، فُك رباط حذائه، ولم يعرف كيف يعقد ربطاته، فيداه الصغيرتان الغضتان لم تتعودا بعد على ربط تلك الخيوط التي تشكّل له لغزاً، لا تعرف حله إلا والدته التي تعوّد أن يلجأ إليها، ولأنه في المدرسة، وكما علّمته والدته أن المعلمة أم ثانية له في المدرسة، طلب منها وبعفوية وببراءة مساعدته في ربط تلك الخيوط، فزجرته – ربما لاعتقادها أن دورها يقتصر على التدريس وليس أي شيء آخر- وطلبت منه وبأسلوب قاسٍ أن يطلب من والدته أن تشتري له حذاءً آخر بدون ربطات، وبحسب والدته، أن طفلها سرد لها الحادثة بقلب مكسور. أليس بمقدور هذه المعلّمة أن تطلب من ذاك الطفل بأسلوب آخر دون أن تجرحه أو تفطر قلبه؟، أتقبل هذه المعلمة ومن على شاكلتها أن يعامل أطفالهن بذات الأسلوب؟ وماذا ستكون ردة فعلها لو كان ذاك الطفل طفلها؟ تساؤلات نقلتها الأم بقلب محترق.

مهنة الرسل مهنة لابد أن تُحترم، وقبل أن نطلب من الآخرين احترامها يجب أن يحترم حامل رايتها مبادئ هذه المهنة، وأن يكون على قدر عالٍ من الأخلاق والتهذب، فالطفل يجد معلمه قدوة يحتذي بها، وإحداث شرخ في نفسية الطفل في سنوات عمره الأولى يبقى أثره طويلاً في نفسيته بل وحتى على سلوكه المستقبلي.

لا نعمِّم أبداً، فهناك مربون نرفع لهم قبعاتنا لما يتمتعون به من أخلاق وأسلوب راقٍ في التعامل مع الطلبة، إذ يعتبرونهم أبناء لهم لا طلبة، يخافون عليهم، ولا يبخلون عليهم لا بعلم ولا بعاطفة أو بحنان، كتلك المعلّمة التي وبعد أن قدّمت قطعة بسكويت لطفل لتهدئ من روعه، تفاجأت بعد نحو 20 عاماً من الحادثة يقول لها وعبر الفيسبوك “شكراً على معاملتك الحانية فلم أنس لطفك معي”.

ياسمينة: كاد المعلم أن يكون رسولاً.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BB7hsH-Bbkl1mM3r3uKxlcPFEvf2lQIP7ROrNI0/

بقلم : ياسمين خلف يقال أنك لو ضربت ابنك ضربة خفيفة وأنت توبّخه لبكى، ولو ضربته ضربة أقوى منها وأنت تمازحه لضحك. فالألم ا...

إقرأ المزيد »

ماذا يحدث في الفصول الدراسية؟

بقلم : ياسمين خلف

عندما يرسل الأهالي أطفالهم للمدارس، فهم يفترضون أنهم في المكان الآمن الذي يحفظ سلامتهم من كل ما قد يهددها. ولكن ذلك ليس صحيحًا في مجمله، فما قد يحدث في الفصول الدراسية قد لا يعلم به الأهالي إلا إذا وصلت الأمور إلى حد لا يمكن للإدارة كتمانه.

حوادث وقصص قد تحدث بين الأطفال بعضهم البعض، يمكن كذلك تجاوزها من قبيل أنهم جميعًا أطفال، وما يحدث بينهم قد يحدث بين الإخوة في المنزل – هذا طبعًا في المشاكل الطلابية العادية وليست تلك التي لابد من وضع حد لها لإيقافها واقتلاعها من جذورها كحوادث التحرشات في المدارس – ولكن ما نتحدث عنه تصرفات بعض المدرسين والمدرسات التي قد تهدد سلامة الأطفال بل وتهدد حياتهم إذا ما استهتر المدرس، وكابر، وتكبر، واتخذ من دوره مهنة فقط لكسب قوته لا مربيا للأطفال بمقام والدهم أو والدتهن إن ما كانت مدرسة.

طفلة في الثامنة من عمرها، أحست بالبرودة تقرص جسدها، فطلبت من المعلمة أن توقف المراوح، فرمقتها المعلمة بنظرة ولم تعرها أي اهتمام وأكملت شرح الدرس، مرت دقائق فسقطت الطفلة مغشيا عليها، فنقلت مباشرة إلى غرفة التمريض. ومن الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة 12 ظهراً كانت الطفلة تتقيأ، وبعد كل تلك الساعات وعندما توقف القيء عنها اتصلت المشرفة بوالدتها طالبة منها أخذها للمنزل قبل نهاية الدوام المدرسي. وصلت الأم فهالها شكل طفلتها المرهق فنقلتها مباشرة إلى المستشفى، وبعد فحص الدم، تبين أنها تعاني من جفاف شديد، فأعطوها المغذي وإبرة مسكنة، وبقيت حرارتها مرتفعة لأيام.

رغم كل ما تعرضت له الطفلة من أذى بسبب عدم إعارة المعلمة الاهتمام لها عندما أشعرتها بإحساسها بالبرد، ورغم تأخر الإدارة في إبلاغ أهل الطفلة بحالتها السيئة، إلا أن المعلمة بقيت مكابرة لدرجة أنها أخذت تهدد أولياء الأمور عبر رسائل الواتساب برصد درجة صفر لكل طالبة تتخلف عن موعد الامتحان، مؤكدة بأن الخروج من المدرسة قبل نهاية الدوام الرسمي ممنوع منعًا باتًا لوجود دروس مهمة واختبارات، معللة ذلك بضيق وقتها ومعاناتها من ملاحقة الطالبات المتخلفات عن إجراء الاختبارات. ملقية المسؤولية على أولياء الأمور لتحملها إن ما تأثرت درجات بناتهن. مرجحة كفة إجراء الاختبارات على كفة سلامة الأطفال وصحتهم، فهل علينا تقبل فكرة أن أبناءنا ليسوا بأيد أمينة ولا آمنة في مدارسهم؟!

 

ياسمينة: قبل أن تكونوا معلمين كونوا آباءً لطلبتكم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BBo4smCBbi8_tWYT4_Z-efqepD5UPZaOlZhBCo0/

بقلم : ياسمين خلف عندما يرسل الأهالي أطفالهم للمدارس، فهم يفترضون أنهم في المكان الآمن الذي يحفظ سلامتهم من كل ما قد يهد...

إقرأ المزيد »

فلنقاطع المسرحيات الخليجية

بقلم : ياسمين خلف

حري بالنساء الخليجيات أن يقاطعن المسرحيات الخليجية التي تتخذ منها مادة للسخرية فتحط من مكانتها وتشوه من صورتها عند المجتمعات العربية قاطبة، فمثل هذه المسرحيات لا تستحق أن تُهدِر الواحدة منا وقتها ومالها عليها، ليُدرك القائمون عليها بأنه ليس من المضحك أن تُصوَّر المرأة الخليجية دائماً بأنها متخلّفة أو قبيحة أو “دفشة” إذا ما قورنت بالنساء العربيات الأخريات، فالأمر وإن كان على سبيل اجترار الابتسامة والضحك من الجمهور، إلا أنه يخلق صورة ذهنية تترسّخ مع مرور الوقت في العقول بأن المرأة الخليجية امرأة مقلّة في الاهتمام بنفسها، وبأنها لا تعرف كيف تدلّل زوجها، وأنها نقمة على الرجل وليست بنعمة، وبأنها أكبر غلطة يمكن أن يرتكبها الرجل في حق نفسه إذا ما فكّر في الزواج منها!.

في الوقت نفسه وعلى النقيض تعكس هذه المسرحيات صورة ولا أروع عن النساء في المجتمعات العربية الأخرى، فتصوّرهن على أنهن من ذوات الحسن والجمال، ويعتنين بأنفسهن و”يغنجن” ويدللن أزواجهن، فأصبحن الحلم للكثير من الرجال الخليجيين، حتى باتت صورة المرأة الخليجية كـ”البعبع” أو الشيطان الذي يتعوذ منه قبل دخوله للمنزل.

أليس في ذلك إجحاف وإهانة للمرأة الخليجية؟ أليست هي أمك، أختك، وزوجتك، وابنتك وبنت بلدك؟ أيرضيك أن يُطلق على والدتك النعوت المحطة من مكانتها، والمقلّلة من مستوى جمالها؟ وأن تصوَّر على أنها أقرب للرجل في خشونتها من النساء الرقيقات الأخريات كما لو كانت لا تمت للأنوثة بصلة؟، أهذا ما يريد القائمون على تلك المسرحيات أن يوصلوه إلى الرجل الخليجي؟، الذي بدوره يضحك ملء فمه، ولا يعلم أنه بذلك يشجّع الشباب من حوله على التفكير بالزواج من العربيات وترك ابنة بلده طمعاً في الحُسن والجمال والدلال!.

إن كان ذلك ما يروق للرجل الخليجي، فلما لا يُسمح لها أن تتزين وتلبس ما تلبسه المرأة العربية، وأن تذهب أين ما تشاء وقتما تشاء؟، لما لا يُسمح لها أن تطلق العنان للأنوثة التي بداخلها ليرى بنفسه “غنجها” ودلعها بأم عينيه؟، فإن أراد أن يُقارنها بالمرأة العربية فليس من حقه حينها أن يرفع عليها عصى العادات والتقاليد، والعيب والحرام.

ليس تقليلاً من شأن، ولا من مكانة النساء العربيات، ولكن المرأة الخليجية لا ينقصها شيء، وهي ليست أقل من “حواء” من الجنسيات العربية الأخرى، المرأة الخليجية تملك من الجمال العربي الأصيل الذي يميّزها عن باقي نساء العالم، المرأة الخليجية تقدّر وتوقّر زوجها وتحفظه في غيبته وحضوره، وتعرف متى تكون أنثى، ومع من.

 

ياسمينة: لا فرق بين انثى وأخرى، الأنثى أنثى وإن كانت خليجية أو عربية، فأوقفوا حملات تشويه صورتها في الإعلام الخليجي.

yasmeenit@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BBZtysLhbqgv_OtPsuQnHJy3W6LPZjjH_uZgAU0/

بقلم : ياسمين خلف حري بالنساء الخليجيات أن يقاطعن المسرحيات الخليجية التي تتخذ منها مادة للسخرية فتحط من مكانتها وتشوه م...

إقرأ المزيد »