نشرت فى : ديسمبر 2015

كحل عيوني

بقلم : ياسمين خلف

أسوأ ما يمكن أن يصدمك، أن صديقك المقرب والذي قد تعتبره أخا لك لا صديقا يسرق أفكارك وخططك ومشاريعك بعد أن تأتمنه على سرك!. “تسولف له” وتفتح له قبل عقلك قلبك، وتحدثه كما تحدث نفسك أمام المرآة عن كل ما يجول في بالك، وما جمعته من معلومات حول مشروع قد تعتبره مشروع حياتك، وفجأة تجده قد نفذ الفكرة وطبقها قبل أن تشرع أنت في تطبيقها!.

زميلة لك، تسرق جهدك وتعبك في ابتكار الدروس والتطبيقات التعليمية، فتحصل هي على الإشادة والترقية، وتظهرين أنت كما المستنسخه لفكرتها، والمطبقة لما تم ابتكاره، وهي التي مثلت دور الزميلة المحبة، الناصحة المرشدة لك، فقط لتحصل على كل التفاصيل! أمثل هذه تؤتمن على تربية أجيال؟!.

مشاريع كبرى، وبعد دراسات جدوى عديدة، وسعي متواصل بين الليل والنهار لدراسة كل إيجابياتها وسلبياتها، يحصل عليها “هوامير كبار” بعد مكيدة بالليل ورشوة في النهار.

البعض يجد أن الحياة تتطلب اللف والدوران، وأن الشاطر من يقتنص الفرص، وأن الأخلاقيات عملة لا تصرف إن ما كانت المصلحة الذاتية تقف ملوحة بكلتا يديها، فالأموال والمناصب تغري البعض أكثر من الصداقة وربما أكثر حتى من الأخوة. حقيقة مرة وعلينا تقبلها رغم قبحها للأسف!.

عليك أن لا يغيب عن بالك بأن أغلب البشر يضعون مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار، وأنهم وإن أحبوك، وأرادوا لك الخير فإنهم وفي نهاية المطاف يحبون أنفسهم أكثر!. وإن مسألة الثقة العمياء قد تكون سذاجة بل لنقل ودون مجاملة “غباء” من البعض لا يتفق مع حياتنا التي بات الأخ فيها ينهش لحم أخيه دونما رحمة.

هناك من يتمكن من سرقة الكحل من العين، كما يقول إخواننا المصريون في مثلهم الشعبي، فعلينا الحذر كل الحذر ممن لا يردعهم دين، وأهالوا التراب على ضمائرهم فأقبروها. فإن كانت تلك الأفكار، والمشاريع التجارية، والابتكارات يمكن كتمانها اكتمها، إلى أن تتم أو يحين وقت إشهارها. وحاول قدر الممكن الاستعجال في تطبيقها كي لا تفاجأ بتطبيقها من غيرك. أما إذا كانت من النوع الذي يتطلب مرورها على عدد من الأشخاص أو حتى على شخص واحد لتعتمد وتنفذ، فعليك أن تحفظ حقوقك كأن تبلغ مديرك العام بها، كي لا تضرب كفاً بكف وأنت ترى غيرك يكرم ويترقى على حساب جهدك.

 

ياسمينة: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/_8zIs1BblTh1xD6LOJBIdmzDsenvH_ahWf71U0/

بقلم : ياسمين خلف أسوأ ما يمكن أن يصدمك، أن صديقك المقرب والذي قد تعتبره أخا لك لا صديقا يسرق أفكارك وخططك ومشاريعك بعد...

إقرأ المزيد »

مديرون “حرامية”

بقلم : ياسمين خلف

مازلت أتذكر ذاك الشاب المتدرب في الصحيفة – التي أعمل فيها آنذاك – وهو يشكو متذمراً بغضب من مسؤوله الذي يسرق أفكاره وجهده. كان يعمل في قسم التحقيقات، وكان كلما انتهى من أحد التحقيقات الصحافية يؤجل مسؤوله نشره، ويركنه في الأدراج، لحين يقرأه ويستخلص منه زبدة الموضوع، ويطرحه في عموده اليومي، وبعد فترة ينشر تحقيق ذاك الصحافي المتدرب، وكأن من يقرأ التحقيق يظن بأن هذا الصحافي لم يتحرك على فكرة التحقيق إلا بعد أن قرأ عمود الرأي لذاك الصحافي المتمرس!.

بح صوت ذاك المتدرب من الشكوى، ولا من أذن سمعته، فكيف يقف هذا الصحافي المتدرب ويدعي بأن رئيس قسمه يسرق أفكاره؟ إلى أن فاض به الكيل ونشب خلاف كبير بينهما، سمع كل من في الجريدة صوتهما عالياً، وترك ذاك المتدرب العمل الصحافي بعدها!.

سرقة الجهود والأفكار تكاد توجد في كل المؤسسات والوزارات، وتجد لها بيئة خصبة كلما كان الموظف من النوع الذي تؤكل حقوقه ولا يتكلم خوفاً من خسارة لقمة عيشه، وكلما كان المسؤول من أصحاب “الذمم الواسعة”، ممن لا يفرق عندهم لو تسلق على أكتاف غيره، ونال ما لا يستحقه.

وتزداد المشكلة كلما أُبعد الموظفون عن دائرة صَّناع القرار والمديرين، ووضعت الحواجز البيروقراطية أمامهم، والتي وإن تخطاها الموظف عُوقب بتخطي مسؤوليه، والذين بدورهم قد يتفاخرون أمام المديرين بأنهم هم أصحاب الاقتراحات والأفكار التي أسهمت في تطوير العمل وارتقائه، فيحصلون على الحوافز، والمكافآت، والدرجات والمناصب تلو المناصب، ويبقى ذاك الموظف البسيط صاحب “الأفكار والمقترحات” طوال عمره موظفاً بسيطاً لا يُلتفت إليه، هذا إن لم يُنظر إليه بنصف عين، وبأن وجوده في المؤسسة أو الشركة من عدمه سواء.

الكثير من أولئك الموظفين والذين غالباً ما يكونون في مقتبل العمر، يفقدون مع الوقت حماسهم الوظيفي، فتتبلد عقولهم وتتجمد أفكارهم، لعدم وجود التقدير الذي يحفزهم على تقديم الجديد، والغريب، والمبتكر الخلاق، خصوصاً إذا وجدوا ثمرة جهودهم يحصدها غيرهم!، وتنسب أفكارهم لرؤسائهم ولا يكاد تُذكر أسماؤهم عليها، فسرقة تلو سرقة للأفكار كفيلة بأن تمنع الموظف عن الإفصاح عن أفكاره، ومن يلومه على ذلك؟!.

لابد من فتح قنوات للتواصل بين الموظفين وبين المديرين، وإلغاء البيروقراطية التي تؤخر ولا تطور في العمل، وتبخس حق الكثير من الموظفين.

 

ياسمينة: سراقو الأفكار والجهود كثر، ولا محكمة تقتص منهم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/_q1F0kBbqvYeiSmi7Ua2GTHg_iAtBiTiAUQD40/

بقلم : ياسمين خلف مازلت أتذكر ذاك الشاب المتدرب في الصحيفة - التي أعمل فيها آنذاك - وهو يشكو متذمراً بغضب من مسؤوله الذي...

إقرأ المزيد »

السكوتر القاتل

بقلم: ياسمين خلف
للأسف دفع المراهق السعودي نواف الطويان حياته ثمنًا ليتعظ غيره من الأطفال والمراهقين، ليلتزموا باشتراطات السلامة في الطرقات أثناء قيادتهم للسكوتر الذكي، الذي بات الوسيلة الترفيهية الأولى عند الأطفال ليس في دول الخليج العربي فقط وإنما في أغلب دول العالم.

نواف ذو 15 ربيعًا، زهقت روحه تحت عجلات حافلة في الشارع وهو يتجوّل على السكوتر الذكي في أحد أحياء لندن، بعدما فقد توازنه، ولم يتمكن من التصرّف الصحيح في الوقت المناسب، حيث ترنح إلى الأمام والخلف وحاول تثبيت توازنه، فلم يتمكن، فسحقته عجلات حافلة قادمة من الاتجاه المعاكس، وجرّته 200 ياردة على طول الطريق، وتوفي في مكان الحادث بعد جهود الإسعاف الفاشلة في إنقاذه.

الحادثة هذه قد تتكرّر، وقد نسمع في القادم من الأيام عن ضحايا آخرين، فالأطفال اليوم يخرجون فجأة في الأحياء والطرقات أمام السيارات وهم على السكوتر، فرحين غير مبالين أو متصوّرين حجم الخطر المُحدق بهم إن هم سقطوا من عليه على أم رؤوسهم، لا يعرفون طبعًا أن إصابات الرأس إن لم تمتهم، ربما تتسبّب لهم بارتجاج في المخ أو نزيف في الدماغ، بل وقد يصل الأمر بهم إلى الإصابة بالشلل لا سمح الله. هم يعرفون فقط حجم المتعة التي سيشعرون بها، والضحكات التي يمكن أن تتعالى بها أصواتهم وهم يسخرون من ذاك الذي خانه السكوتر وسقط من عليه. الجروح والكدمات البسيطة يمكن أن تتلاشى وتختفي مع الأيام، ولكن تلك الإصابات الخطرة على الرأس قد تلازم المصاب حتى نهاية حياته، إن لم تكن سببًا ينهي حياته كما حدث للمراهق السعودي رحمه الله.

حوادث كثيرة تعرّض لها أطفال آخرون منها، كسر أنف طفلة بعد ارتطامها بجدار المنزل فتسبّب لها بتشوه في الأنف سيلازمها بقية حياتها، وانزلاق غضروفي ورضوض في الظهر لطفل آخر، كما تسبّب هذا الجهاز بحرق منزل بعدما انفجرت بطاريته.

أقل ما يمكن أن نفعله لأطفالنا الذين لا يمكن أن يتفهّموا أسباب اعتراضنا على عدم اقتنائهم لهذا السكوتر هو أن نوفّر لهم خوذة للرأس تحميهم من الإصابات المحتملة إن هم سقطوا من عليه، وتحذيرهم ومنعهم من استخدامه في الأحياء التي يمكن أن تفاجئهم، أو يفاجئوا هم السيارات، واستخدامه في الأماكن الأكثر أمنًا كالمجمّعات التجارية أو الساحات المخصّصة للمشي. مع ضرورة التدرّب على استخدامه في المنزل أو أي مكان آخر أكثر أمنًا قبل المجازفة والخروج به في الشارع.

 

ياسمينة: حتى لا تتحوّل الفرحة إلى حزن، اتخذوا احتياطات السلامة حفاظًا على أرواح أطفالكم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/_Y4BjthbpVIQIhsPEQpQGBIN2jI-FgWnBS-540/

بقلم: ياسمين خلف للأسف دفع المراهق السعودي نواف الطويان حياته ثمنًا ليتعظ غيره من الأطفال والمراهقين، ليلتزموا باشتراطات...

إقرأ المزيد »

لا تقل عن 5 سنوات

بقلم : ياسمين خلف

فرحة الخريج الجديد بنيله الشهادة الجامعية قصيرة جدًا، إذ سرعان ما تتبدل مشاعر الفرح بالإحباط واليأس، عندما يفتح عينيه على شروط المتقدمين للوظائف الشاغرة والتي وإن كان مستوفيًا لجميع متطلباتها إلا أنه يصطدم بحاجز أقوى من الإسمنت فتُحطم كل آماله في نيل وظيفة تليق بالجهد والتعب اللذين بذلهما طوال مراحل دراسته، عندما يجد أن الخبرة وبما لا يقل عن خمس سنوات متطلب رئيسي لها!.

لا خلاف ولا جدال هناك أن بعض الوظائف تستلزم توافر الخبرة والتمرس في من سيجلس على مقاعدها، ولكن الكثير الكثير من تلك الوظائف لا تجد داعيًا ملحًا لأن يكون من يتقلدها من ذوي الخبرات الطويلة، وبالعربي الفصيح إن أي خريج ومع تدريب بسيط وإرشادات أقل يمكنه أن يدفع بدفة العمل ويستمر فيه بل ويطوره مع الوقت، خصوصًا مع الحاجة الملحة إلى تجديد الدماء وإعادة النضارة للعمل بعد أن رزح أغلبها ردحًا من الزمن بنمط قديم يضر ولا ينفع، بل ولا يليق بالحياة التكنولوجية التي نعاصرها.

لا أبالغ إن قلت أحيانًا إن شروط الالتحاق ببعض الوظائف تثير الضحك من جهة، كونها بمقاس أكبر بكثير من نوعية العمل المطلوب، وتثير مشاعر الشفقة على الشباب الذي لا يجد من يمسك بيده وهو لا يزال على أول عتبة في الحياة العملية، فيتخبط هنا وهناك ولا يعرف إلى من يلجأ؟ وكيف، ومن أين يبدأ؟ وشبح الخبرة المسبقة يلاحقه أينما ولى بوجهه.

إذ وبكل واقعية، من أين سيأتي الخريج الجديد حتى وإن كانت شهادته من أعرق الجامعات بالخبرة إن لم تُسنح له الفرص للاحتكاك الفعلي ببيئة العمل، والخروج من نطاق التنظير من الكتب إلى التطبيق العملي؟.

خريجو الجامعات خاضوا التدريب العملي المتعلق بالتخصص الذي درسوه، كمتطلب أساسي للتخرج، وإذا كان هذا التدريب غير وافٍ وليس كافيًا بنظر المسؤولين في المؤسسات والشركات لما لا تُضاعف مدة التدريب هذه؟، أو لنقل تعدد وجهات العمل الذي يتلقون فيه تدريبهم ليشفع لهم عند التقدم للوظائف التي تشترط الخبرة للانضمام لهيكلها؟ .

ليس من بيننا من دخل معترك الحياة العملية وهو صاحب خبرة وباع طويل في التخصص، كلنا خطونا درجات السلم الواحدة تلو الأخرى، الفرق والتميز يأتيان بعدها، ولا يمكن قياس ذلك إلا بالعمل الفعلي، والواقع خير شاهد.

ياسمينة: أعطوا الشباب الفرصة لينالوا الخبرة .

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/_G2WdXBbtvj3pvEsaeA0aVwVYQQO8Zds8lg240/

بقلم : ياسمين خلف فرحة الخريج الجديد بنيله الشهادة الجامعية قصيرة جدًا، إذ سرعان ما تتبدل مشاعر الفرح بالإحباط واليأس، ع...

إقرأ المزيد »

صورة جدي

بقلم : ياسمين خلف

زينت أختي حائط غرفة معيشتها بصورة قديمة لجدي المرحوم، كانت فرحة بها، فقد أهداها زوجها إياها بعد أن اشتراها من أحد المحلات الكبرى في أحد المجمعات التجارية!، نعم لم تكن الصورة ضمن إرث العائلة، ولم تنتقل من يد لأخرى، بل كانت كبضاعة تباع وتشترى!.

ماذا عن صورنا نحن؟ ما الذي سيحل بصورنا التي نلتقطها بداع وبدون داع؟ وماذا عن تلك الصور التي تلتقطها الفتيات في حفلاتهن الخاصة بملابسهن الفاضحة وشبه الفاضحة، أو تلك التي تلتقط في حفلات الزفاف؟ أين سيكون مصيرها؟ وبيد من ستكون في المستقبل؟

لنقل إننا سنحتفظ بكل هذا المخزون من صورنا في ألبوماتنا الخاصة، وسنكدسها في مكاتبنا التي لا تصل إليها يد مجهول، ولا تدقق فيها أعين الغرباء عنا والأجانب، وإن أبناءنا سيحتفظون بصورنا كذكرى يسترجعون فيها الماضي من الأيام الخوالي بعد أن نكون يوماً في عالم وهم في عالم آخر، وأن أحفادنا سيتصفحونها للضحك تارة علينا وعلى طرائق لبسنا وأسلوب حياتنا، وللتعرف على حقبة سبقتهم تارة أخرى، لكن إلى متى ستحتفظ الأجيال المتعاقبة على هذه الصور، وإلى متى ستُحفظ لها خصوصيتها وربما قدسيتها بالنسبة إلينا؟

كما هي صورة جدي، قد تباع صورنا يوماً في أحد المحلات، وقد نكون غلافاً لبطاقة معايدة ربما، والمحظوظ منا قد تُعرض صوره في المتاحف، هذا إن لم تكن مادة للبحث والتحليل تنشر في الصحف والمجلات!.

البعض سيجد أن الأمر لا يستحق كل هذه الهواجس والأفكار وربما القلق، وإن من كانوا بالصور سيكونوا حينها في عداد الأموات، وليس على الميت حرج!. لكن أليس لهذا الذي كان يوماً يتنفس الشهيق والزفير خصوصية؟ هل كان سيقبل أن تتداول صوره بين تلك الأيدي، وأن تنشر في وسائل الإعلام هكذا للقاصي والداني؟ أليس للناس والموتى حرمة لا بد من احترامها؟

وسائل التواصل الاجتماعي اليوم وخصوصاً الإنستجرام تعكس جزءاً من هذه المشكلة، عدد من الحسابات تهتم بنقل الصور القديمة لشخصيات منها المعروفة ومنها غير ذلك. قد يؤيد البعض توثيق التأريخ، والذي منه الصور، ولكن يجب أن لا يغيب عن بالنا أن البعض من شخوص تلك الصور لا يحبذون نشر صورهم للعامة، قد يراها البعض صوراً جميلة، ولكنها غير محببة للشخص صاحب الصورة، أو أنها صور تقلب عليه المواجع والذكريات لحوادث وأمور لا يعلم بها إلا الله. هذا ما يحدث في يومنا هذا، فما بال القادم من الأيام في المستقبل؟

 

ياسمينة: للصور حرمة، كما للناس حرماتها.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/-3kD0shbq4SB67hmT2Y-ymZZIeM-DXENASY4k0/

بقلم : ياسمين خلف زينت أختي حائط غرفة معيشتها بصورة قديمة لجدي المرحوم، كانت فرحة بها، فقد أهداها زوجها إياها بعد أن اشت...

إقرأ المزيد »