نشرت فى : مارس 2001

وما أدراك ما “كورونا”

١٧ مارس ٢٠٢٠م

ربما فات أوان ذلك، ولكن ولكي لا تتكرر الحادثة، علينا أن نقول أن من الخطأ الأكبر أن يتم السماح للمسافرين القادمين من الدول الموبؤة دخول المملكة قبل انقضاء فترة حضانة أي مرض معدي دون البقاء في الحجر الصحي، فما حدث بالنسبة للطلبة القادمين من الصين كان اشبه بالقنبلة الموقوتة التي حفظ الله أهاليهم قبل غيرهم من الإصابة بالمرض. إذ كان من الأحوط استقبالهم من باب الطائرة، ونقلهم مباشرة إلى العزل الصحي وخضوعهم للفحوصات اللازمة وبقائهم في الحجر حتى انتهاء فترة نشاط الفيروس بدلاً من توجههم لمنازلهم. نتفهم قسماً شوقهم لأهاليهم، ولكن الأهم من ذلك سلامتهم وحياتهم.


استعداد وزارة الصحة للتعامل مع الحالات ومواجهة هذا الوباء العالمي جميل، ولكن الأجمل لو فكرنا بالمستقبل، فبدلاً من أن يكون الحجر الصحي في العاصمة كمنطقة مأهولة بالسكان، لما لا يتم تجهيز مستشفى بعيد عن الناس، كاختيار جزيرة صغيرة من جزر المملكة البعيدة نسبياً، حيث تتوافر فيها الشمس التي يحتاجها المرضى، وتحيطهم المياه التي وبلاشك سترفع من معنوياتهم وتساهم في علاجهم. وتجهيز المستشفى بشكل لا يدفع الناس إلى الخوف من العزل والإحساس بالنبوذ، واعتبرها رحلة استجمام علاجية. ويمكن تفعيل خطة الوزارة في استخدام الهيلوكوبتر في نقل المصابين أو الطاقم الطبي والصحي منها وإليها. قد يكون اقتراحاً يجده البعض من الأمنيات التي ترتقي للأحلام بعيدة المنال، ولكنها ليست كذلك إن عزمت الوزارة في إحداث نقلة نوعية في خدماتها وتعاملها مع المرضى، خصوصاً أن الوزارة صرحت مؤخراً بوضع قائمة من 105 أمراض سارية، منها 7 أمراض تستوجب التعامل معها بشكل طارئ، بل وصارم لعزل المرضى، مع تحديد أماكن عزل خارج المستشفيات لخطورتها.


لا نقلل من خطورة المرض، ولكن حجم الرعب الذي دب في الناس قد يكون مبالغ فيه، خصوصاً إن التزم الناس بالاحتياطات الوقائية من المرض، كالابتعاد عن المصافحة، والأحضان والقبل التي هي وسيلة شعبية في الترحيب، وتكرار غسل اليدين بالطريقة الصحيحة، والتقليل من ارتياد المناطق المزدحمة وتغطية الفم والأنف عند العطاس أو السعال وتجنب لمس الوجه.


ياسمينة: حفظكم الله من كل مكروه.

١٧ مارس ٢٠٢٠م ربما فات أوان ذلك، ولكن ولكي لا تتكرر الحادثة، علينا أن نقول أن من الخطأ الأكبر أن يتم السماح للمسافرين ال...

إقرأ المزيد »