عضل البنات أو منع الفتيات من الزواج، والحجر عليهن من قبل ولي أمرهن، إن كانت من الشذوذ المجتمعي في أحد من المجتمعات الخليجية، إلا أنها ظاهرة، تئن منها الفتيات في مجتمعات أخرى. أغلبهن يخشين من الجأر والشكوى منها، حرجاً من نظرة المحيطين بهن، وكفاً لألسن من لا يرحم ولا يترك غيره أن يرحمهن، فيما يفضل البعض منهن السكوت على الظلم على أن يعتبرن من العاقات اللواتي يخرجن عن طوع آبائهن.
قصص سمعناها، وربما الأشهر منها تلك التي كانت لفتاة تجاوزت الأربعين من عمرها كان أبوها على فراش الموت يحتضر، وينتظر أن يسمع منها كلمة رحمة كآخر ما يسمع قبل أن يلقى وجه ربه، ليُصدم من ابنته وهي تطلب منه أن يكرر كلمة “آمين” ثلاثاً لتعقبها بالدعاء عليه بأن يحرمه الله من الجنة كما حرمها من الزواج!.
آباء يرفضن خطّاباً يتقدمن لبناتهم لأسباب جاهلية قبلية، ولتكبّر بالحسب والنسب، وآخرون سال لعابهم على رواتب بناتهم، فمنعهم جشعهم وطمعهم من قبول فكرة زواج بناتهم ومغادرة تلك الدراهم والدنانير محفظتهم مع مغادرة البنت لبيت والدها. هناك من يتحدى بناته ويحلف بأغلظ الأيمان بأنهن لن يغادرن بيته لبيوت الزوجية مادام حياً!، وبعضهم يراوغ فيضع شروطاً تعجيزية، يطرد فيها الخطاب إلى أن يأتي اليوم الذي تمتلئ شعورهن بالشيب فلا يطرق أحد بابه.
للأسف قد يكون الآباء سبباً لجر بناتهم لوحل الرذيلة وارتكاب الجرائم الأخلاقية، وارتكابهن الزنا، فلا يفيق الأب من غفلته، ومن جريمته إن صح لنا أن نقول إلا وقد قُبض على ابنته في شقة أو سيارة مع حبيبها أو عشيقها، والمشكلة إذا ما أقنع الرجل الفتاة بأنها الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تجبر بها أهلها للزواج منها، وبعد تلك المصيبة الأخلاقية يتخلى عنها، تاركاً إياها تصارع الحياة مع أب فضل لها العيش وحيدة، واختارت هي أن تبحث عن نصفها الآخر ولو بالحرام!.
الله جل وعلا نهى عن العضل حيث قال: “لا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ (البقرة:232) وقال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” (سورة النساء 19).
فلا تكونوا ظالمي أنفسكم، وظالمي بناتكم فالشرع منح المرأة حق الزواج، بل واختيار الزوج التي تسكن إليه نفسها..فإلى متى هذه الرجعية؟
ياسمينة: ليس تحريضاً، وإنما تذكير. الزواج حق من حقوقكن، فإذا عمد آباؤكن على عضلكن بغير سبب مقنع، فلا تترددن في اللجوء للقضاء للفصل العادل بينكما.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/5v6Gm1hbll/
بقلم : ياسمين خلف عضل البنات أو منع الفتيات من الزواج، والحجر عليهن من قبل ولي أمرهن، إن كانت من الشذوذ المجتمعي في أحد...
أحدث التعليقات