نشرت فى : أبريل 2017

لا تموت فقيراً 

مخطئ من يكرر على مسامع أطفاله جملة: أدرس كي تحصل على وظيفة جيدة في المستقبل!، فمن باب أولى بعد مرور الآباء بتجارب الحياة أن يكرروا على مسامع أطفالهم جملة «أدرس لتنهل العلم والمعرفة، ولتتعلم من أين يمكنك أن تحصل على المال كي لا تموت فقيراً»، فالوظيفة ما هي إلا مصدر للدخل، تؤمن له مصروفاته وتعيل عائلته وقد تمتعه حيناً من الزمن، ولكنها وفي نهاية المطاف وبعد الإحالة على التقاعد لن تكون إلا فتات من الأموال التي قد لا تكفي لقائمة الأدوية، ولحساب المستشفيات، وربما لراتب الخادم الذي سيحتاجه في مساعدته في تدبير أموره الحياتية، فالأجدى أن يعلم ابنه كيف لا يفني حياته في عمل أرباحه لغيره، فيموت فقيراً غير مأسوف عليه. لنعلم أطفالنا، بأن باب الرزق لا يتوقف عند مكتب، ووظيفة محددة بدوام رسمي، لنعلمهم بأن هكذا وظائف لا تنظر إلى الموظفين سوى جسراً يبلغ فيه صاحب العمل أهدافه ويراكم من خلاله أرباحه، وإن عقله سيبقى داخل الصندوق وسيحرم نفسه من الإبداع والانطلاق نحو حياة قد يتفاجأ هو من مدى جمالها لو خرج من إطار الصندوق الذي حصر نفسه بداخله. الخوف قد يكون هو السبب الرئيسي الذي يدفع الكثيرين إلى الجمود وتقبل الأمر الواقع، وهو الذي يمنع آخرين أيضاً من الإقدام على تغيير حياتهم، فيبقون في حالهم السيئ سنوات طويلة وربما حتى نهاية أعمارهم، دون أن يحاولوا ولو لمجرد محاولة أن يجدوا طريقاً آخر غير البقاء وانتظار وظيفة ما بعد التخرج من الجامعة. فالركون في زاوية والمشي بمحاذاة الحائط خوفاً من خسارة القليل الموجود، يخالف كل تجارب من نجد أسماءهم اليوم في قائمة الأغنياء أو حتى أثرياء العالم. كثيرة هي تجارب من حولنا، فمنهم من تنبه لهذا الأمر متأخراً بعض الشيء فتلاحق نفسه بالتجارة، ومنهم من فطن للأمر منذ البداية فنال ما نال من نصيبه من العلم وأسس مشروعه الخاص، وبدلاً من أن يكون موظفاً أصبح في مقتبل العمر صاحب عمل خاص! فتقدموا على أقرانهم من الموظفين بمراحل، فالحياة تحتاج منا المجازفة والمخاطرة، وألا نقيد أيدينا بأنفسنا وتبقى أعيننا تنظر للضفة الأخرى الأجمل دون أن نحاول أن نعبر الجسر حتى وإن كان مليئاً بالأشواك والعثرات. فكما يقول المؤلف روبرت تي في كتابه الأب الغني والأب الفقير، إن هناك أسرارا يعلّمها الأثرياء ولا يعلّمها الفقراء لأبنائهم عن المال، والتي منها ألا ينتظروا وظيفة ما بعد التخرج من الجامعة، بل يسعوا لخلق وظائفهم بأنفسهم. ياسمينة: قد فاز باللذات من كان جسورا.

وصلة فيديو المقال 
https://www.instagram.com/p/BSbFLSvjtb2/

مخطئ من يكرر على مسامع أطفاله جملة: أدرس كي تحصل على وظيفة جيدة في المستقبل!، فمن باب أولى بعد مرور الآباء بتجارب الحياة...

إقرأ المزيد »

هل قلتَ فاشلات ؟!

ياسمين خلف 
لا شيء يخجل صديقتي ويجعلها تنكمش على نفسها أكثر من سؤالها عن مهنتها أو الوظيفة التي تشغلها، فهي وبعد زواجها وأمومتها، تركت العمل مرغمة لتتفرغ لمسؤوليتها الجديدة. حاولت لفترة أن تجمع بين مسؤوليتها كزوجة وأم وبين العمل، ولكن ظروف قاهرة أجبرتها على ترك العمل لتحمل اليوم لقب ربة منزل.. إلا أنها لم تعد تحتمل كما تقول كلمات التجريح واللمز والهمز من البعض عندما تجيبهم بأنها «ربة منزل»، فتفكر ملياً في العودة للعمل لا لحاجة مادية، كما تقول وإنما لتعيد لنفسها المكانة الاجتماعية التي كانت تتمتع بها. 

مشكلة صديقتي هذه ليست من صنيع أفكارها، بل من صنيع فكر مجتمع ينظر للأسف إلى ربات البيوت نظرة لا أقول دونية، ولكن أقول بنظرة أقل مما يستحقن فعلاً، إذ تُبخس من حقها في مقابل تبجيل من تعمل، فتضع للأخيرة ألف حساب في حين لا تدير بالاً لربة المنزل، فتشعرها أنها وإن لم تكن من أولئك النساء الموظفات، فهي بلا قيمة ولا أهمية!. 

ولنقلها صراحة قد تُحترم الموظفة عند البعض أكثر من تلك ربة المنزل، حتى وإن كانت تلك الموظفة فاشلة في منزلها وفي وظيفتها كزوجة وأم.. فكثيرات لا يمكنهن التوفيق بين كفتي ميزان العمل والمنزل، وكثيرات منهن يجعلن من العمل أولوية، فيكون الزوج والأبناء الضحية، ولكن من يعلم بها وهي داخل جدرانها الأربع؟ فكل ما يعرفونه أنها موظفة ناجحة. 

من قال إن ربات البيوت نساء فاشلات؟ إن نظرنا خلفنا سنجد أن أكثر جداتنا وأمهاتنا قد قمن بمسؤوليات تعجز الكثير من الموظفات القيام بها، ومن ربط التخلف وحتى محدودية التعليم بمن وجدت من منزلها أولوية تستدعي منها التفرغ لها؟ فإن نظرنا حولنا سنجد أن بيننا ربات منازل يحملن شهادات أكاديمية عالية تصل حتى إلى الدراسات العليا، ولكنهن آثرن التفرغ لمسؤولياتهن كزوجات وأمهات، ما دام العمل لا يشكل لهن ضرورة، فيجبرن على الخروج للعمل. 

وظيفة الأم والزوجة أصعب من الكثير من الوظائف التي لا تتطلب الكثير من المجهود، فالعمل في المنزل لا يتوقف على مدار الساعة، فلا إجازات، ولا راتب، ولا مكافآت أو حوافز، ربة المنزل تدير كل الأمور مجتمعة التربوية منها والصحية، والنفسية، والاجتماعية، والغذائية، والسلوكية، والرجعي هو من ينتقص من دور ربات البيوت وليس تلك التي نذرت نفسها في بناء أمة. 

ياسمينة: لا تخجلي وأرفعي رأسك فوظيفتك مقدسة.
وصلة فيديو المقال 
https://www.instagram.com/p/BSG3FfMjoxn/

ياسمين خلف  لا شيء يخجل صديقتي ويجعلها تنكمش على نفسها أكثر من سؤالها عن مهنتها أو الوظيفة التي تشغلها، فهي وبعد زو...

إقرأ المزيد »