نشرت فى : أكتوبر 2016

أسرارك وزوج صديقتك!

بقلم : ياسمين خلف
تعتقد الكثير من النسوة أن صديقاتهن الوفيّات المُخلصات أو لنقل ممن رافقنهن دهراً وبينهن “عيش وملح” – كما نقول بالعامية – صندوق أسرارهن الأسود الذي سيدفن معهن ولن يعرف أحد ما فيه، فيسررن لصديقاتهن كل تفاصيل حياتهن والكثير الكثير من الأمور التي يخفينها ربما عن أخواتهن أو حتى عن أزواجهن، ولا يعرفن الحقيقة الصادمة أن كل سر وكل حديث تسرّه إلى صديقتها هو في الواقع موضوع جديد للنقاش بين تلك الصديقة وزوجها!، فالصديقة الوفيّة تلك ولتمثل دور الزوجة التي لا تخبئ شيئاً عن زوجها تنقل له وبالحرف جميع أخبار وقصص صديقاتها، هذا إن لم تزد عليه بهاراتها لتجمّل من نفسها أمام زوجها وتشوّه من صورة تلك الصديقة في عينه!.
هناك نسوة لا يملكن ميزان يقسن فيه الأمور، فلا يفرّقن بين ما يمكن قوله وما لا يجب أن يُقال، يتكلمن بسذاجة فينقلن كل ما يدور بينهن وبين صديقاتهن إلى أزواجهن بحسن نيّة، فتطالهن المعايرة من أزواجهن كلما احتدام الخلاف بينهما واستغل الأزواج تلك القصص ضدّهن، فيما البعض الآخر يملكن ذاك الميزان، ولا يملكن حسن النيّة، إذ لا تنقصهن الفطانة ولا حسن التصرّف، ولكنهن يستمتعن بنقل تلك الأخبار، ويُحدثن أزواجهن عن خصوصيات صديقاتهن وكأنه واحد من “الشلة”، باعتباره شريك حياتهن وشريكهن في كل ما يخصّهن وللأسف يتمادين إلى ما يخصّ صديقاتهن.
هناك فرق بين تلك الأحاديث التي تجري بينك وبين أختك، وبين تلك التي بينك وبين صديقاتك، وبطبيعة الحال تختلف هي الأخرى عن تلك التي بينك وبين زوجك، ومن العيب – ولا أقول من سوء التصرّف – أن تكوني آلة تسجيل تنقل كل شيء إلى أذنه، وفي الطرف الآخر هناك من أمنت لك وأفضت لك بخصوصياتها.
المُضحك المُبكي أن ما وقعت تلك الزوجة في شر لسانها، ومن حيث لا تعلم تجعل من تلك الصديقة القصة التي تثير فضول زوجها بل واهتمامه وإعجابه، ولأنه يعلم بكل تفاصيل حياة الصديقة قد يطلبها كزوجة إن لم تتزوّج بعد، والطامّة إن كانت تلك الصديقة هي الأخرى لم تصن العشرة والصداقة، فتقبل عرضه، فتستيقظ تلك الزوجة على خبر زواج صديقتها من زوجها والسبب أنها ومن البداية لم تحترم خصوصيات صديقتها ولم تحفظ أسرارها، فلم تستحق الاحترام من الطرفين.
 
ياسمينة: هناك أمور بين الصديقات، وأخرى بين الأخوات من العيب نقلها للأزواج.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BMD4rKmA_yipEr9M_jQCfqvzXElwdw281Z1oSY0/

بقلم : ياسمين خلف تعتقد الكثير من النسوة أن صديقاتهن الوفيّات المُخلصات أو لنقل ممن رافقنهن دهراً وبينهن "عيش وملح" - كم...

إقرأ المزيد »

الطلاق هو الحل

​ياسمينيات
بقلم : ياسمين خلف
أكثر ما كان يلفت انتباهي خلال زياراتي الصحافيّة للأسر ممن تعاني من بعض المشاكل الاجتماعيّة، هو أنها أسر تفتقد للترابط وتعاني من تفكّك وتصدّع أسري، وبصورة أدقّ أن الأم ممن يحملن لقب مطلقة!.
مهلاً، المشكلة ليست في كون أن الأم من المطلقات، فكثير من الأسر لا يمكن أن تستقيم حياتها إلا مع الانفصال، لكن المشكلة هي أن تجد أكثر من مطلقة في نفس المنزل، الأم وبناتها!، ليست واحدة أو اثنتين بل أحياناً ثلاث مطلقات تحت سقف واحد!، وإن كانت الأم لا تزال على ذمة الأب فإن عدداً من الأخوات أو جميعهن يحملن لقب “مطلقات” وهنا بيت القصيد.
لن أقول إن الطلاق رغم أنه يغضب الله حلال، فذلك أمر مفروغ منه، ولن أقول إن الله جل وعلا لم يشرّعه إلا لأنه العلاج والحل الوحيد لدرء المشاكل وحفظ الكرامة والحقوق، بل وحفاظاً على سلامة وحقوق الأبناء في حالات كثيرة منها. بل سأقول إن بعض حالات الطلاق خصوصاً تلك التي تتعدّد في نفس المنزل أمر يتركنا مع علامة استفهام كبيرة حول مدى صحة اتخاذ قرار الانفصال عند هذه الأسر؟ وهل الأم هنا وبدلاً من أن تقوم بدور المُصلح، والخائف على مصير الابنة، تقوم بدور المُشجع، الدافع إلى التعجيل من قرار الانفصال مع أية مشكلة زوجية تعترض حياة ابنتها؟
إن نظرنا وبشكل أعمق نفسياً، فسنجد أن بعض الأشخاص يتلذذون برؤية غيرهم خصوصاً المُحيطين بهم يمرّون بذات التجربة، والإحساس بذات المعاناة، حتى لا يشعروا بالغربة أو الإحساس بالنقص، فطالما الجميع حولي منفصل ومطلق، فلن يكون للقبي كمطلقة أي شذوذ، وطلاق بناتي أو أخواتي يعني أننا جميعاً سواسية ولن ينظر أحدنا للآخر بنظرة دونيّة، وهذا ما يمكن تفسيره من تشجيع بعض الأمهات المطلقات بناتهن لاتخاذ قرار الانفصال بشكل سريع دون اللجوء إلى الحلول الممكنة لحفظ الأسرة من الانهيار.
لنأخذ الأمر على محمل الخير كي لا نظلم بعض الأمهات، فالأم أم في النهاية، ولا يمكن أن تدفع ابنتها إلى التهلكة، وربما مرورها هي – الأم – بتجربة زواج قاسية وفاشلة قد لا تتمنى لابنتها أو – بناتها – المرور بنفس الطريق وما يحمله من ألم وعذاب نفسي أو حتى جسدي في بعض حالات العنف الزواجي، فهنا الأم قد تتسم بالصرامة فلا مجال عندها للتريّث أو حتى التعقل فتجد أن إنهاء العلاقة الزوجيّة وبأسرع وقت هو الحل الوحيد للخروج من العلاقة بأقل الخسائر الممكنة. فهنا على المحكمة الاطلاع على تاريخ الأسرة الزواجي، وأن لا تبتّ في حكم الطلاق إلا بعد التدخل لإصلاح ذات البين، فإن كانت أسرتا الزوجين لم تكترثا كثيراً في أمر الإصلاح فعليها أن تقوم هي بالدور وتمحّص في أسباب الطلاق.
 
ياسمينة: ليست جميع قرارات الطلاق صائبة.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BL1HEnpgMFyPkQLgA7hNm_Mts-GF56YhEh7mCY0/

​ياسمينيات بقلم : ياسمين خلف أكثر ما كان يلفت انتباهي خلال زياراتي الصحافيّة للأسر ممن تعاني من بعض المشاكل الاجتماعيّة،...

إقرأ المزيد »

شكراً 

بقلم : ياسمين خلف
قام صاحب مقهى إسباني بمبادرة لتخفيض الأسعار لأي زبون يقول كلمة “شكراً” لمقدمي الخدمات في المقهى، في لفتة أخلاقية تشجّع على المعاملة الجيدة ومؤصِّلة لحُسن الخلق. فارضاً عقوبات على من لا يقول كلمتَي “من فضلك” و”أرجوك”.
لا نعلم حقيقة ما هي تلك العقوبات، وليس من حقّ ذاك المقهى أن ينزل أيّ عقوبات تأديبية للأخلاق! ولكن من حيث فكرة تخفيض الأسعار وتشجيع الناس للتعوّد على التعبير عن مدى امتنانهم لمن يقدّم لهم أي خدمة فكرة جميلة ولطيفة بحدّ ذاتها، وإشارة فطنة لاستهتار البعض وعدم اكتراثهم بالالتزام بالذوق في المعاملة.
البعض وهم كُثر للأسف لا يعيرون اهتماماً لاستخدام هذه الكلمات البسيطة رغم مفعولها السحري على أي إنسان، فهؤلاء يرون أن تقديم الخدمات وخاصة إن كانت ضمن المهام الوظيفية هي واجب يتلقى الموظف عليه أجراً مادياً كراتب شهري فلا يستحقّ عليه كلمات الشكر والعرفان!. رغم أن جلّهم أو البعض ممن يحمل هذا المبدأ هم الآخرون موظفون مثلهم، وبلا شك ينتظرون من مسؤوليهم أو ممن يتعاملون معهم كلمة شكر وتقدير، وأسلوباً مهذباً في طلب الخدمات، لا أوامر صلفة تفتقد للذوق والاحترام، بحجة أنه دفع نظير ما يتلقاه من خدمة، وعلى الآخر أن يقدّمها غصباً عنه! وكأن الناس عبيد تحت إمرته.
طفلك سيتعلّم منك الذوق عندما يراك تشكر من يخدمك، وسيتشجّع على مواصلة أي عمل ترغب في تعزيزه إياه إن شكرته. وزوجتك ستنسى التعب إن أبديت لها عرفانك وامتنانك لما تقوم به تجاهك وتجاه أطفالكما. وزوجك سترين منه كل جميل إن سمع منك كلمة “شكراً”، وسيتعوّد عليها يوماً بعد آخر إن كنتِ ترين منه التجاهل، فكثير من الأحيان يحرج المرء من نفسه، فيبدأ في تغيير ذاته. وطلابك سيجتهدون أكثر، وسيبذلون قصارى جهدهم إن شكرتهم على أدائهم واجباتهم المدرسية، فليس من الضروري أن الأضعف والأقل شأناً ومقاماً هو من يقدّم شكره، فكلما تواضعت كان فعلك وكلامك أكثر وقعاً في النفس. والعامل البسيط الذي أنهكه التعب ستكسب أجر ابتسامته إن فاجأته بكلمة شكر مقدراً مجهوده، وستمدّه بطاقة لا يمكنك تخيلها.
فحياتنا ستكون أجمل لو قدّر كل واحد منا الآخر، وقدّم له كلمة طيبة لا تكلفه شيئاً. ولا ننسى أن ” لا يشكر الله من لا يشكر الناس”.
ياسمينة: شكراً لكل من يقرأ ما أكتب، ويتجشّم عناء الرد. شكراً لكم من أعماق قلبي.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BLf6QmfhMZH-0NcrYaKibbw_JsZRomtqg8ssAk0/

بقلم : ياسمين خلف قام صاحب مقهى إسباني بمبادرة لتخفيض الأسعار لأي زبون يقول كلمة "شكراً" لمقدمي الخدمات في المقهى، في لف...

إقرأ المزيد »

مهرجون وببلاش

بقلم: ياسمين خلف
خلال دراستي في الخارج، فكرت يوماً أن أفاجئ أهلي وأزورهم دون أن أبلغهم عن موعد رحلتي إليهم. كنوع من المفاجأة المُفرحة غير المتوقعة، فاتفقت مع إحدى شقيقاتي على الخُطة، والتي بدورها تشجعت لها فاستقبلتني في المطار وحدها، وعندما وصلت للمنزل، ودخلت على والدتي – رحمها الله – وهي للتو قد أنهت صلاتها كاد أن يتوقف قلبها من هول المفاجأة، إذ شهقت وصرخت من صميم قلبها، وأخذت تبكي فرحاً بشكل أرعبني خوفاً عليها، فأقسمت بعدها ألا أرتكب في حقها وحق أي من أهلي هذه الجريمة. فالمفاجآت والمقالب حتى وإن كانت مفرحة لا نعلم حقيقة مدى أبعادها، وكيف سيكون وقعها على الآخرين، فلسنا سواسية في تحمّل المفاجآت. أليس من المحتمل حينها أن يتوقف قلب والدتي وهي تراني بين يديها، وهي التي تعلم أن فلذة كبدها حينها في بلد آخر؟!.
ما يحدث اليوم من هوس على وسائل التواصل الاجتماعي في عمل المقالب للمقرّبين بهدف إضحاك المتابعين، والحصول على لايكات الإعجاب، وتداول وانتشار الفيديوهات على أكبر نطاق، أمر لا يدعو للضحك إن ما قسنا الأمر بالحالة النفسيّة التي يمرّ بها أولئك الضحايا – إن ما جاز لنا التعبير عنهم أو وصفهم – أضع والدي في موقف محرج أو موقف مرعب وأترك الناس تضحك عليه ملء الفم، يعني أن أجعل منه مسخرة ومهرجاً وببلاش، وكل ذلك فقط لأحصل على لايك من فلان أو من علان الذي حتى لا أعرف اسمه ولا حتى شكله. أجازف وأترك والدتي تعيش لحظات الإحساس بفقدي لأصوّر لحظات يعتقد البعض أنها مُضحكة ولكنها في الواقع مُحزنة إن ما قسنا الأمر بالفاجعة التي تعيشها تلك الأم في وقتها، والتي وفي لحظة قد تُصاب بجلطة أو توقف نبض القلب، فتتحوّل تلك المزحة إلى محنة وعزاء! اسألوا أي أم فقدت فلذة كبدها، وما الذي شعرت به حين تلقت الخبر، أو حين رأت الموت يخطف أمامها من حملته في أحشائها وكيف كان إحساسها وقتها؟
أوصلنا إلى مرحلة أنه لم نعد بحاجة إلى حضور سيرك للضحك أو حتى تتبع البرامج والأفلام الفكاهية، لنكتفي بمتابعة برامج التواصل الاجتماعي لنضحك على من جعل نفسه أو جعل من يحب مسخرة ليضحك الناس!. للأسف بات المسخرة والتافه يُتابع على هذه البرامج، ويحصل على أكبر عدد من المتابعين واللايكات أكثر من ذاك المثقف والعالم والمحترم!.
ياسمينة: لا تخسر إنساناً تعزّه، من أجل إضحاك إنسان لا تعرفه.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BLN80chABBmsg4Bc4zsnemwQNYqKk04UdZ9yhA0/

بقلم: ياسمين خلف خلال دراستي في الخارج، فكرت يوماً أن أفاجئ أهلي وأزورهم دون أن أبلغهم عن موعد رحلتي إليهم. كنوع من المف...

إقرأ المزيد »