نشرت فى : نوفمبر 2008

التدريس له أهله

ياسمينيات
التدريس له أهله
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ما علاقة أخصائيي الإرشاد الاجتماعي بالتدريس؟ وطرق الإدارة الصفية والقياس والتقويم للاختبارات؟ إن مهماتهم الوظيفية كما نعرف متعلقة بمتابعة الصحة النفسية للطلبة والتدخل لحل مشاكلهم والنظر في المعوقات الدراسية التي تواجههم أو السعي لخلق بيئة مثلى للدراسة والتوجيه والإرشاد؟ فلكل تخصص وظائف وتداخلها لا يخدم بقدر ما يخلق نوعا من تداخل الاختصاصات.
هذا ما جعل عددا ليس باليسير من الأخصائيين يتفاجأون من قرار وزارة التربية والتعليم باشتراط الحصول على ”دبلوم في التربية” لترقيتهم من الدرجة التعليمية الثالثة إلى الرابعة وإلا فإنهم ”ميتون” وهم على الدرجة الثالثة! رغم أن دفعات ما قبل 2006 حصلوا على الترقية وبطريقة أوتوماتيكية بعد إنهاء عامين من الخدمة، فالدرجة الفارقة ”هذه” تعني الكثير بالنسبة للأخصائيين إذ تزيد من رواتبهم أكثر من 80 ديناراً ”ومن حقهم المطالبة بالدرجة لتحسين رواتبهم”.
أقول لِمَ لمْ تشترط الوزارة مثلا على هؤلاء الأخصائيين الحصول على الدبلوم في الإرشاد النفسي أو الاجتماعي أو الأسري أي بما يخدم تخصصهم ووظيفتهم، لا أن يُزجوا في تخصص لا علاقة له ولا صلة بما يقدمونه من خدمات في المدارس، فالتدريس له أهله وهم المعنيون بالعملية التعليمية لا سواهم، وضياع الوقت والمال في تلقي تعليم لا يستفاد منه أمر غير عقلاني، بل ان الغريب في الأمر أن يجبر الأخصائيون الجدد ممن هم في الدفعة 2008 على التوقيع على تعهد بعدم المطالبة بالترقية، كما لو كانت القضية استغلال حاجتهم للوظيفة أولا ”وتسخيرهم” كالعبيد لتقديم خدمات دون المطالبة بالحقوق والتي منها بالتأكيد الترقية والدرجة الوظيفية ثانيا.
الأخصائيون المغبونون طالبوا مرات ومرات بإعادة النظر في هذا الشرط ”المجحف” في حقهم كما يرونه دون جدوى، وأضعف الإيمان أن يفرغوا لنيل هذا الدبلوم أسوة بغيرهم من الموظفين بالوزارة والذين منهم المديرون المساعدون الذين فرغِّوا لثلاثة أيام في الأسبوع لنيل الدبلوم في الإدارة، لا أن يطلب منهم الحصول على هذا الدبلوم في ضبابية وغير وضوح للمدة الزمنية لنيلها، وان كانت الوزارة جادة في تطوير موظفيها فعليها عدم تجاهل جميع دفعات المرشدين، أسوة بكما تفعل الآن مع المعلمين الجدد، الذين ابتعثتهم لدراسة دبلوم التربية في كلية المعلمين.

العدد 992 السبت 10 ذو القعدة 1429 هـ – 8 نوفمبر 2008

ياسمينيات التدريس له أهله ياسمين خلف ما علاقة أخصائيي الإرشاد الاجتماعي بالتدريس؟ وطرق الإدارة الصفية والقياس والتقويم ل...

إقرأ المزيد »

لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم

ياسمينيات
لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم
ياسمين خلف

ياسمين خلف

يبدو أن متوسط أعمار البحرينيين في طريقه إلى الانخفاض بل سيشهدون حالات الموت المبكر والمفاجئ بشكل مضاعف خلال السنوات القليلة المقبلة، فما يواجهونه من متطلبات والتزامات تفوق مرات رواتبهم التي يخفي الكثيرون حقيقتها خجلا لا خوفا من الحسد، والذي وإن زاد بضعة دنانير قابلها سيل من الالتزامات التي لا ترحم، فلا يجدون حلا عندها غير الاقتراض، وكلنا يعلم ما يحمله الاقتراض من أهوال.
الحرب العشوائية التي قامت بها هيئة الكهرباء والماء على المواطنين وإلزام المتخلفين منهم عن الدفع بتسديد المتأخرات وتهديدها بقطع الخدمة ودفع تكاليف إرجاعها والتي تصل في بعضها إلى 300 دينار، قضّ مضاجع الناس بل وأرعبهم حقا، لأنهم يعلمون حق اليقين بأن الهيئة ”جادة” فيما تقول، وطبقت فعلا كلامها على عدد من المنازل وقطعت الخدمة عنهم ليعيشوا لياليهم بظلمتها ”الخرمس”، وهل في تحصيل الأموال مزحة؟
لكن الهيئة في قرارها هذا تسرعت و ظلمت فلم تمهل الناس ولم تعطهم الفرصة الكافية لتدبير أمورهم، وهي تعلم أن السواد الأعظم من المتخلفين عن الدفع هم بصريح العبارة ”فقراء” وإن كان البعض الآخر يتخلف لا لضنك عيشه وإنما أملا في إسقاط تلك المستحقات بمكرمة، وإن كانوا بينهم وبين أنفسهم يعلمون أنها حدثت لمرة وتكرارها أمر أشبه بالمستحيل، فكان حري منها ”الهيئة” أن تحصر على الأقل المعدمين من المشتركين وتسقط عنهم ما تخلف من المستحقات لتبدأ معهم صفحة جديدة، وتلزم بالشكل الذي تريده المقتدرين منهم على الدفع، فأصابع اليد ليست متساوية.
”بس” وهي كلمة حق لا يمكن لأحد نكرانها، الهيئة تعرف حقها ولا يمكن أن تفرط فيه حتى وإن كانت ”10 فلوس” – لست أمزح طبعا!- ولكنها تغض الطرف وتجعل من نفسها ”لا أسمع لا أرى لا أتكلم” عندما يأتي الدور عليها ويطالبها المواطنون بخدمات نظير ”هبشة” الأموال التي تتحصلها منهم، هل تذكرون الانقطاعات المستمرة في الكهرباء في عز الحر ولساعات طويلة ومبيت الناس في الشوارع ”وسياسة الحكران” التي تتبعها عندما تنهال عليها المكالمات؟ هل عوضت أيا منهم عن ”ماجلة” البيت التي فسدت وكان مصيرها القمامة حتى وإن لم يمضِ على شرائها ساعات قليلة؟ ماذا فعلت عندما تأثرت درجات الطلبة في الامتحانات والاختبارات إثر قطع الخدمة؟ ومن من المواطنين حصل على تعويض عن الأجهزة الكهربائية التي عطبت جراء القطع والفتح المفاجئ للتيار الكهربائي؟ وهل فكرت في المرضى الذين لا يزالون يتنفسون بمساعدة الأجهزة الكهربائية ؟ أم أن ”الحق حق” إذ ما جاء الأمر على مصالحها، وتدير ظهرها عن التزاماتها. لن نختلف، عوّضي الناس يا هيئة عن تلك الأضرار بعدها أقطعي على من ترينه لا يستحق خدماتك.

العدد 991 الجمعة 9 ذو القعدة 1429 هـ – 7 نوفمبر 2008

ياسمينيات لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم ياسمين خلف يبدو أن متوسط أعمار البحرينيين في طريقه إلى الانخفاض بل سيشهدون حالات ا...

إقرأ المزيد »

هيئة إرباك سوق العمل

ياسمينيات
هيئة إرباك سوق العمل
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ما يحدث في هيئة تنظيم سوق العمل لا يمكن السكوت عنها، فتعطل مصالح الناس وتكبدهم الخسائر أمر مرفوض ولا يمكن أعطاء التبريرات التي لن تصرف في أي بنك!! أفمن أجل تعديل وضع ندمر أوضاع الناس ونهدد أرزاقهم؟ ذلك ليس انتقاصا من جهود الحكومة في ما تقول بأنه تنظيم، ولكن لابد من التأكد من جهوزية الهيئة قبل البدء في هذا المشروع الكبير.
جولة قصيرة لمبنى الهيئة تكفي للوقوف على آهات المتعاملين معها، والذين عليهم أن يتواجدوا في المبنى من ”الغبشة” ليتمكنوا من أخذ رقم الطابور الكبير الذي ترى نهايته دون بدايته، تصوروا أن الوصول عند الساعة الثامنة صباحا يعني متأخراً جدا، فكل الأرقام تنفد، وعليك أن تعاود الكرة في اليوم التالي!، وان كنت محظوظا وحصلت على رقم فهذا يعني انتظارك لساعات تصل إلى وقت الظهيرة لتتمكن من البدء في إجراءاتك التي حتما لن تنتهي إلا بعد أشهر.
أحدهم وهو مقاول أحسست أنه لو تمكن لارتكب جريمة في المسؤول هناك والذي بحسبه ”يسوي روحه ما يعرف عربي ويتكلم بالإنجليزي! كل الناس تعرف إنجليزي.. يا أخي في ذوق في التعامل، خصوصا إذا كان طرفا الحوار عربيين” لندع ذلك لنقول الأهم بأن هذا المقاول مرتبط بعقود لبناء فلل بأكثر من 250 ألف دينار، وعليه البدء فيها هذه الأيام، رغم أن أحدا من العمّال ممن طلبهم لم يصل بعد وذلك للإرباك الذي أحدثته له الهيئة، إذ قيل له بعد أن أتم المتطلبات من تصوير جوازات العمّال، تمهيدا لاستصدار الفيزا، أن المعاملة تنتهي بعد 10 إلى 14 يوماً، انتظر أكثر من شهر ولا شيء مما قيل حدث، وبعد مراجعات مُرّة قالوا له ببرود: الموظف نقل اسم العامل خطأ فقدم طلباً جديداً، وبعد ذلك قالوا له إن الطلب الثاني ضائع ”يا سلام” لديه مصالح ولديه عقود مع خلق الله وهم يقولون ”عفوا حاول مرة أخرى”.
”اللهم طولك يا روح” وكأني أسمعه يقولها في نفسه.. أرسل الطلب من جديد والفيزا تتطلب منه دفع 200 دينار للعامل، والأخير ”العامل” يريد العمل في أي مكان فيرسل طلب العمل لعدد من المكاتب ليصل في النهاية إلى أن يخسر المقاول أمواله ويضيع وقته والعامل يذهب لغيره لا لشيء سوى أن موظف الهيئة نقل البيانات ”بالغلط”، وها هو يضع يده على قلبه عندما يرى التواريخ تجري والوقت يقترب من ساعة الصفر للبدء في العقود التي ابرمها مع الناس.
لا ننكر المهمات التي يقوم بها الموظفون فهي كثيرة، ولكن أليس الأجدى أن تجند الهيئة الموظفين قبل البدء في المشروع ”شغلوا العاطلين يا جماعة”، لا نلوم الموظفين كثيرا فهم بالتالي بشر ويخطئون، ومن يعمل كثيرا يخطئ كثيرا، ولكن التأخير الذي يعاني منه المتعاملون مع الهيئة غير مبرر، خصوصا أنهم اليوم استشعروا بأنهم في يوم من الأيام ظلموا وزارة العمل التي كانت تنجز ذات المهمة خلال أسبوعين لا شهرين أو ثلاثة، كما يحدث الآن في هيئة ”أرباك” عفواً تنظيم سوق العمل.

العدد 984 الجمعة 2 ذو القعدة 1429 هـ – 31 أكتوبر 2008

ياسمينيات هيئة إرباك سوق العمل ياسمين خلف ما يحدث في هيئة تنظيم سوق العمل لا يمكن السكوت عنها، فتعطل مصالح الناس وتكبدهم...

إقرأ المزيد »

«ظل الياسمين»

ياسمينيات
«ظل الياسمين»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا أنكر أن اسم مسلسل «ظل الياسمين» شدني منذ بداية الإعلان عنه في الصحافة، كيف لا وهو يحمل اسمي الذي هو هويتي في هذه الحياة؟ فظللت أترقب شهر رمضان المبارك لمتابعته، خصوصاً أنه من الأعمال الدرامية التي أحرص على متابعتها، بل أتوقع لها النجاح حتى قبل أن تعرض، أليس فيه خبرة وإبداع الثنائي البحريني القطري المخرج أحمد يعقوب المقلة والكاتبة وداد الكواري، اللذين أتحفانا في السنوات القليلة الماضية بأعمال لا تجد غير الانحناء احتراماً لها والتصفيق لهما ولمن شاركهما في تلك الأعمال من ممثلين وأبطال خلف الكواليس؟
القصة رائعة وحوادثها السريعة وغير المتوقعة في أغلبها كانت ترغم كل من تابعه على الاستمرار في المتابعة، وانغماس الممثلين في الدور حد التصديق كان بارزاً في الأداء «كم أبدع الممثل المخضرم إبراهيم الصلال»، حتى لتشعرك فعلاً أنهم من ذاك الزمن الذي ولّى من دون رجعة، بما يحمله من خير وشر وبما تشربه من أخلاق وشهامة قلما تجد لها نسخاً في حياتنا التي باتت تتعامل مع سياسة «شيلني وأشيلك»، وإن لم تكن قادراً على «الشيل» فلك الله من دون منازع.
كانت الكاتبة وداد الكواري نِعْم «الكاتبة» و«اللي على رأسه بطحة يتحسسها» كما يقول المثل، أخذت في التصاعد في الحوادث بشكل راقٍ مشهود له، لا حوادث مكررة/ ممططة لا داعي لها ولا ابتذال بحجة علاج قضايا مجتمعية، وأبدعت في طرح قضايا من صميم الحياة الطمع اغتصاب الحقوق، تضحية الأم بأعز ما تملك «عينها» جحود الأبناء، بذرة الشر والأكل الحرام والعاقين من الأبناء كنتيجة، الحب الحقيقي وكثير من الدروس والقيم التي طرحت بإبداع، واللافت القدرة المتميزة للمخرج المقلة الذي استطاع وبحرفنة أن يعيشنا في «الماضي».. الملابس الديكور والسيارات وحتى ماكياج الممثلات، اللهم هفوة أعتبرها «كبوة الحصان» التي تمنيت لو لم يقع فيها مخرج بحجمه، ألا وهو منزل «طلال» الفخم الذي اغتصبه من أخيه، فلا الديكور ولا طلاء الجدران ولا الأرضية تقنع بأنه منزل في حقبة الثمانينات من القرن الماضي مهما كان ثراء مالكه، ودون ذلك نقول «برافو» لكل من ساهم في هذا العمل الذي أعتبره الأول على مستوى الخليج في رمضاننا الماضي، على الأقل من وجهة نظري، التي ربما تكون ظالمة، خصوصاً أنني متابعة غير جيدة لجميع الأعمال، ولا أخفي عليكم إنْ قلت إني فضلت عدم متابعة بعض مسلسلاتنا التي بدا مستواها واضحاً من الحلقات الأولى والتي وبكل صراحة «تفشل»، وكأنما تعيد شريط مسلسلات الأعوام الماضية ضاربة عرض الحائط كل الانتقادات «البناءة» التي لم تعرها أي اهتمام فتجاهلتها حتى تجاهلها الجمهور في النهاية.

العدد 962 الخميس 10 شوال 1429 هـ – 9 أكتوبر 2008

ياسمينيات «ظل الياسمين» ياسمين خلف لا أنكر أن اسم مسلسل «ظل الياسمين» شدني منذ بداية الإعلان عنه في الصحافة، كيف لا وهو...

إقرأ المزيد »

هل أصبحنا جميعا فقراء

ياسمينيات
هل أصبحنا جميعا فقراء
ياسمين خلف

ياسمين خلف

قبل سنوات لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، وعندما كنت أنقل معاناة أحد المواطنين عبر التقارير الإنسانية، كنت أجد سيلا من الاتصالات مبدية رغبتها في مساعدة أصحاب المشكلة أيا كان نوعها علاج، مساعدة مادية أو حتى عينية كالأجهزة الكهربائية، الملابس، القرطاسية، الأثاث، بل كان هناك من يبدي رغبته أيضا في دفع مصروف شهري لبعض العوائل الفقيرة، وأطرف وأغرب تلك المساعدات التي مرت علي، عرض البعض للزواج من أصحاب بعض المشكلات ولا أمزح أبدا في ذلك، ولا هم كذلك والذين كانوا جادين في عروضهم إذ كللت فعلا احداها بالزواج.
والكثير من المواطنين حينها كانوا يبدون تأييدهم لنشر تلك القضايا ليتمكن الميسورون مساعدتهم خصوصا من يعترف أنهم يجهلون وجود حالات كهذه في البحرين، وأن علموا بوجودها لا يعرفون أين وكيف يساعدونهم، فكانت تلك التقارير سبيلهم لنيل الأجر والثواب، ولكم تخيل سعادتي بسخاء الأيدي البيضاء، وإن كان البعض من الزملاء يسخر من استمراري في طرح هذه القضايا لدرجة الاستهزاء كأن عرضت إحداهن علي وضع حصالة على مكتبي لجمع التبرعات، وإن كنت حقيقة وجدتها فكرة لن أتورع عن تطبيقها إن كان وراءها مساعدة الغير ونيل للأجر.
اليوم ورغم استمرار بل وتفاقم المشكلات والمآسي إن صح لي التعبير عنها، لا أجد حقيقة ذات الروح المعطاء من الناس، يحز في النفس أن يلجأ أب مكسور إلى الصحف ليعينه الميسورون على مصاريف يعترف جهرا بأنه عاجز عن تلبيتها لفلذات كبده، وتفطر الفؤاد دموع الأمهات المذروفة على أبنائهن المرضى من دون أن يحرك أحد ساكنا حتى على أقل تقدير وزارة الصحة التي أخذت تتجاهل الكثير منها، لا أنكر أبدا وجود البعض وهم قلة، ولكن ما أردت إيصاله أن تلك الأيدي الممدودة في الخير لم تعد كما كانت.
شخصيا أرجع الأمر لعدة أسباب احدها وقد تكون أكثرها تأثيرا هي أن قاعدة الفقراء والقريبين من حد الفقر في توسع وازدياد، ومن كان بالأمس قادر على التبرع والمساعدة ولو بالنزر القليل لم يعد اليوم قادرا عليها، خصوصا مع الغلاء الفاحش وزيادة الضروريات بعد أن كانت كماليات، كما أن لتعدد الصحف دورا، إذ أوجدت خيارات أكثر للمواطنين المعوزين ووسع من قاعدة لجوئهم للصحف وبالمثل فإن القراء توزعوا ولم يعد السواد الأعظم يقرأ كل ما يكتب في الصحف الست اليومية ويكتفي بقراءة واحدة منها، فإن حدث وعرضت خلالها مشكلة وكان صاحبها محظوظا وجد من يساعده وإن لم يكن فستجده يهيم على وجهه من جريدة لأخرى، فاطنا إلى أن لكل صحيفة قراءها وقد يكون من بينهم من يمد له يد العون والمساعدة.
في خضم ذلك لا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أتقبل تصريح وزيرة التنمية الاجتماعية د. فاطمة البلوشي عندما أعلنت وبكل ثقة وجرأة بأن البحرين لم تعد تضم فقراء بين جنباتها، وكأننا جميعا في سبات عميق عمن حولنا، كيف أصدقها وقد دخلت عشرات البيوت المتهالكة التي يعيش بداخلها أشباه بشر؟ كيف أصدقها ولا يمر يوم إلا وتنازل رب أسرة عن كرامته ومد يده ” للي يسوى واللي ما يسوى”؟ وإن كذبت كل ذلك فهل تكذب سعادة الوزيرة الاف الطلبات التي أنهالت على مساعدة حكومية لا تتعدى الخمسين دينارا في الشهر! ما بالنا إذن لا نرحم بعضنا البعض ويساعد منا الآخر ولو بالقليل، أم أصبحنا جميعا فقراء، فقراء مال وفقراء أخلاق.

العدد 955 الخميس 3 شوال 1429 هـ – 2 أكتوبر 2008

ياسمينيات هل أصبحنا جميعا فقراء ياسمين خلف قبل سنوات لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، وعندما كنت أنقل معاناة أحد المواطن...

إقرأ المزيد »