نشرت فى : مايو 2016

عمليات التشويه

بقلم : ياسمين خلف

هوس عمليات التجميل لا يقتصر على النساء فقط – رغم أن حب التَجمّل يُولد معهن بالفطرة – بل انتقلت عدواه إلى الرجال الذين باتوا اليوم ينافسون النساء في عالم التجميل. اسألوا أطباء التجميل عن عدد الرجال الزائرين لعياداتهم وستصدمون. كثيرون للأسف إن تحدّثوا عن التجميل يوجّهون نقدهم إلى النساء والفتيات، متناسين أن عدداً كبيراً من الرجال يُجرون كما النساء هذه العمليات، وكأن مجتمعنا حتى في هذا الموضوع ذكوري يحلل للرجل إجراءها ولا ينتقده عليها، ويحرّمها على النساء ولا يترك نقداً إلا ووجهه إليها.

لابد من التأكيد على أن بعض عمليات التجميل تعتبر ضرورية وملحّة، كأن يتم إجراؤها لمن يعاني من تشوهات خلقية، أو ندبات وحروق، أو حتى للمحافظة على الصحة العامة، كأولئك الذين تهدّد السمنة حياتهم. أو لترميم ما يُفسده الدهر مع التقدم في العمر، ولكنها ليست بكذلك بالنسبة لمن فقط يريد أن يظهر بشكل الفنان أو الفنانة الفلانية، أو تحشو جسمها للظهور بشكل أكثر فتنة وإغراء، فعمليات التجميل دوّامة إن دخلت في شباكها لن تخرج منها أبداً، فهي كالسلسلة تماماً عملية تجر بعدها عملية أخرى، ولن تعرف ما سيؤول إليه شكلك، ولن تعرف ما قد يُصيبك منها من مَضار ومَصائب، فكم من عمليات تشوِّه ولا تجمِّل. لن أضرب مثلاً على ممثلينا العرب رغم أن الأمثلة بينهم كثيرة، ولكن لننظر إلى ما وصلت إليه كيم كرديشيان من شكل بعد أن طمعت وبالغت في عمليات تجميلها حتى باتت مقزّزة.

الله جميل ويحب الجمال، والظهور بشكل مرتب وجميل ومهندم أمر ضروري، ليس فقط للظهور بشكل مقبول أمام الآخرين بل حتى لأثره على نفسية الشخص نفسه، ولكن ليس معنى هذا الجحود بنعمة الله علينا ورفض الشكل الذي خلقنا الله عليه. وليس معنى هذا أن يزاحم الرجال النساء في هذه العمليات، ليتعدوا الأمر إلى التجمّل اليومي بوضع مساحيق التجميل من بودرة وأحمر شفاة وحف للحواجب، ضاربين بالرجولة عرض الحائط، ليتباكى المجتمع يوماً بعد آخر بانقراض الرجولة بين ذكور هذا الجيل، الذي أصبح همّهم، كيف يبدو شكلهم أكثر من كيف تبدو أخلاقهم أو كيف يمكنهم أن يحققوا أعلى مراتب التفوق العلمي والعملي؟. فإن كان أول ما يلفت نظر الرجل جمال المرأة، فإن أول ما يلفت انتباه المرأة رجولة الرجل.

ياسمينة: كن جميلاً وملفتاً بأخلاقك وشهامتك، لا بشكل أنفك ولا برسمة حواجبك.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BFlF9-wBbraEMp3VkutvJKnFGn35HHqY5QlZK40/

بقلم : ياسمين خلف هوس عمليات التجميل لا يقتصر على النساء فقط - رغم أن حب التَجمّل يُولد معهن بالفطرة - بل انتقلت عدواه إ...

إقرأ المزيد »

أنت في أحسن تقويم

أنت في أحسن تقويم

بقلم : ياسمين خلف

بعد ولادتها لطفلها البكر وقبل أن يَحبو طفلها أسرعت الخُطى إلى أكبر جرّاح تجميل في بلدها طالبة منه شد الترهل الذي أصاب بطنها جرّاء مرورها بمرحلتي الحمل والولادة. توسّلته، إلا أنه رفض استغلال رغبتها في العودة إلى سابق جسمها والكسب المادي من ورائها، طالباً منها التريث وعدم إجراء العملية إلا بعد اكتمال عدد أفراد أسرتها وإنجاب العدد الذي تتمنى من الأبناء. “لا تصدّقي من ينصحك بإجراء هذه العملية وأنت في عمرك هذا”، هكذا قال لها.

اليوم هي تحمل جميل نصيحة هذا الطبيب الشريف، ومَدينة له على إخلاصه في عمله، بل وأخذت تنصح كل شابة بهذه النصيحة التي أغنتها عن الدخول في دوّامة عمليات التجميل وخصوصاً التجارية منها، والتي تستغل رغبات الفتيات في الوصول إلى الكمال الشكلي، لزيادة الأرباح دون الاكتراث بالنتائج الوخيمة التي قد تلحق بهن.

فتيات اليوم بتن متشابهات إلى حد بعيد، شفاه منتفخة، وجنات متورّمة، أنف بحد المسطرة، وأشياء أخرى لا داعي لذكرها!. إن مرّت مجازفة خوض هذه العمليات على خير وتغيّر شكلها إلى الأفضل فعليها أن تحمد ربها وتسجد له شاكرة، فهناك الكثيرات ممن وقعن في شراك أطباء يسيل لعابهم وراء الأموال والربح السريع للنقود، فلا تهمهم مصلحة المريض بقدر ما تهمهم حساباتهم البنكية، ومع ذلك هناك أطباء شرفاء وقسمهم يتردّد على أسماعهم كلما دخل عليهم مريض مراجعاً أو طالباً الاستشارة والنصح، فيكبح جماح من أصيب بلوثة تقليد المشاهير واللهاث وراء كل جديد في عالم التجميل، محاولاً ثنيه عن قرار قد تكون نتائجه أخطر مما يتوقع، خصوصاً إن كانت لمراهقين وشباب لم يصلوا بعد لسن ترميم ما أتلفه الدهر.

والطامة الأكبر عندما يستغل البعض هذه “اللوثة” فيعرض تلك الخدمات التجميلية في صالونات التجميل على أيدي غير المتخصّصين، أو حتى عبر تسويق مساحيق وكريمات يدّعون كذباً نتائجها الخارقة خلال مدة وجيزة، وبسعر زهيد، ولا يُدرك البعض من النساء -أو حتى البعض من الرجال المهووسين بالجمال- حجم الجريمة التي يقترفنها في حق أنفسهن إلا بعد أن يتشوهن!، فبدلاً من التجمّل والتحوّل إلى الأفضل يُمسخن ويُصبن بمشاكل وحروق العلاج منها يستغرق وقتاً طويلاً، هذا إن لم يكن الرجوع إلى الشكل الطبيعي يصبح أمراً مستحيلاً. والمصيبة الأخرى أن كل عملية ستجر وراءها عملية أكبر وأخطر أملاً في الوصول إلى نتيجة قد تصيب وقد تخيب، متغافلين قوله تعالى: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” (4) سورة التين.

ياسمينة: يوماً ما ستحنين إلى صورك القديمة التي كنت يوماً تكرهينها، فلا ترم نفسك إلى التهلكة.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BFTaDc8BbjuybkayLdHwnFfzH807i2dcDDgP0Y0/

أنت في أحسن تقويم بقلم : ياسمين خلف بعد ولادتها لطفلها البكر وقبل أن يَحبو طفلها أسرعت الخُطى إلى أكبر جرّاح تجميل في بل...

إقرأ المزيد »

الرأفة بهؤلاء

بقلم : ياسمين خلف

فقدان قريب أو عزيز ليس بالأمر الهين أبداً، فمصيبة الموت قاهرة لقلوب الكبار فماذا نتوقع أن تفعله بقلوب الأطفال الصغار؟ يصحو الطفل يوماً فيجد نفسه فجأة يتيماً بعد أن مات والده أو لطيماً بعد أن مات والده وأمه، فيفقد جزءاً كبيراً من طفولته! بل ويفقد الأمان الذي كان يحيطه فيستشعر تلقائياً أو حتى فطرياً بيتمه، فالمصاب أكبر من قدرته على استيعاب المرحلة التي يمر فيها، وأكبر درس في الألم يمكن أن يأخذه؛ فاليتم يُضيف عمراً على عمر المرء مهما كان قوياً ومهما صغر عمره.

كثيرون هم الأطفال من بيننا من تجرعو مُر هذا الكأس في عمر لم يدرك أقرانهم إلا الفرح واللعب مع الأب أوالنوم بين أحضان الأم. هي أقدار مقدرة عند الله عز وجل، ولكن علينا أن ندرك دورنا جيداً في مساندة هؤلاء الأطفال ليجتازوا محنتهم بأقل ضرر ممكن، خصوصاً في الأيام أو حتى الأشهر الأولى من فقدانهم لأحد والديهم، إذ تكون الصدمة حينها لازالت تتملكهم فتُلقي بهم في دوامة من الحزن والألم التي قد تشُلهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية.

طلبة المدارس من هؤلاء الأطفال الذين قد يكونوا أكثر من يحتاج إلى المساندة المعنوية، كي لا تؤثر هذه المحنة سلباً لا على صحتهم النفسية ولا على مستوى تحصيلهم الدراسي. ولكم أن تتخيلوا الأمر عندما يفقد الطالب أحد والديه وهو في مرحلة الامتحانات النهائية أو حتى خلال الاختبارات الدورية!. فكيف نطالبه بإحراز أعلى الدرجات وأهم عامل مساعد مفقود وهو الحالة النفسية المستقرة!. على القائمين على المدارس من مشرفين ومعلمين أن يوفروا البيئة التعليمية الخاصة لهؤلاء الطلبة، وإن يكونوا أكثر رأفة وأكثر تفهماً للمرحلة الحرجة التي يمرون فيها. فمساواته مع الطلبة الآخرين ظلم بعينه، ومحاسبتهم على بعض التقصير أو التأخير في أداء الواجبات ليست من الإنسانية ولا حتى من الأسس التربوية. إذ لابد أن يكون هناك تعاملاً خاصاً يُشعر الطفل بأنه لايزال محاطاً بقلوب تحتضنه، وبها الدفء الذي يستشعر بفقده للأبد. لا أقول إن نمايز بينه وبين باقي الطلبة بشكل فج، ولكن حصوله على الاهتمام حق من حقوقه لنعدل بينه وبين أقرانه الذين يعيشون أياماً وحياة طبيعية في كنف آبائهم وأمهاتهم.

ياسمينة: لتكن المدارس فعلاً كما نهتف دائماً بأنها البيت الثاني للطفل، فكونوا لهم حقاً آباءً وأمهات خصوصاً عندما يفقدون آباءهم وأمهاتهم البيولوجيين.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BFBQyNJhbs52GlMVFSWcm-JA428uVMpt0_MMjI0/

بقلم : ياسمين خلف فقدان قريب أو عزيز ليس بالأمر الهين أبداً، فمصيبة الموت قاهرة لقلوب الكبار فماذا نتوقع أن تفعله بقلوب...

إقرأ المزيد »