نشرت فى : يونيو 2015

“هشك بشك” باسم الفوازير

بقلم : ياسمين خلف

يترقب الناس منذ شهر أو أكثر حلول شهر رمضان المبارك، يعدون الأيام تنازلياً. البعض تلهفاً لاستقبال خير الشهور وأعظمها لاستثماره في مضاعفة الأجر والثواب والتكفير عن الذنب، والبعض الآخر تلهفاً وشوقاً لمتابعة المسلسلات والبرامج والمسابقات، ولاسيما البرامج الفكاهية والتي أغلبها تافهة ولا يُجني من ورائها غير إضاعة الوقت الثمين، وساعات سنندم يوماً على إهدارها.

لا نلوم المحطات الفضائية، ولا نلوم المُنتجين الذين همهم الأول الأرباح وجني الأموال، ولا أولئك الممثلين والممثلات الذين أدوا أدوارهم وقبضوا أتعابهم، وعادوا لبيوتهم فرحين. لكن نلوم من يتسمر ليله كله أمام التلفاز حتى مطلع الفجر، لينام ساعتين أو أكثر بقليل ليذهب لعمله بعين نصف مغلقة، متململاً، متعباً، مقصراً في أداء عمله الذي سيحاسب عليه أمام الله، ليعود مرة أخرى لوسادته ظهراً إلى أن يحين وقت إفطاره لتبدأ دوامة البرامج التلفزيونية والمسلسلات لتدور رحاها ثانية. وهكذا إلى أن ينقضي خير الشهور دون عبادة وذكر إلا ما رحم ربي.

إحدى القنوات الفضائية لم تأل جهداً، ففي كل عام وما أن يبدأ الشهر الفضيل حتى لتجدها تلغي تماماً نشرات أخبارها لتحل محلها المسلسلات التي لا جديد فيها غير ملابس الممثلين ومساحيق تجميل الممثلات!. – فالجمهور عاوز كذا – كما يقال دائماً في العرف الإعلامي، فما دام الجمهور يريد المسلسلات وبرامج المسابقات، والبرامج الفكاهية، وبرامج “الهشك بشك” باسم الفوازير، فليكن، وسيقدم له ما يتمنى، لتسجل القناة أكثر نسبة مشاهدة، وسحقاً لنشرات الأخبار التي لا تجلب غير الهم والغم.

عدد ليس بقليل يستعظم ختم القرآن الكريم في شهر واحد، لكنه يجد من السهل عليه أن يعد جدولاً للمسلسلات، في عدد من القنوات، ليتابعها متنقلاً بين قناة وأخرى بكل نشاط وبكل انتباه كي لا تفوته الأحداث، وبدلاً من أن يسألك في أي جزء أنت في قراءتك للقرآن الكريم، أو كم مرة تختم القرآن الكريم في الشهر الفضيل، يبادرك بالسؤال عن عدد المسلسلات التي تتابعها؟ وفي أي قناة؟ وفي أي ساعة تُعرض؟ وما أكثر مسلسل أعجبك؟ وكأن رمضان شهر التلفاز لا شهر العبادة والقرآن.

عذراً ولكن أليس من المضحك المبكي أن يطلب المصلون في إحدى الدول الإسلامية من إمام المسجد أن يستعجل في إمامته لهم في صلاة التراويح فقط كي لا تفوتهم أحداث مسلسلهم المفضل!.

ياسمينة: كل المسلسلات والبرامج الرمضانية يمكنكم متابعتها طوال العام عبر الشبكة العنكبوتية، فلا تسرفوا أوقاتكم فيها فتندموا.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/4V3mQaBbsZ/

بقلم : ياسمين خلف يترقب الناس منذ شهر أو أكثر حلول شهر رمضان المبارك، يعدون الأيام تنازلياً. البعض تلهفاً لاستقبال خير ا...

إقرأ المزيد »

وصفدت الشياطين!

بقلم : ياسمين خلف

ليلة البارحة فقط صفدت الشياطين، تكبلت بالأغلال مرغمة لحلول الشهر الكريم، ستندحر إلى جحورها، وستنام ثلاثين يوماً بالتمام والكمال، على أمل أن تستأنف نشاطها ليلة العيد مباشرة!

لا ترتعد فرائصكم ولا تخافوا، فلست أتكلم عن شياطين الجن، بل شياطين الإنس الذين يفوقون مردة الجن بشاعة في أفعالهم، وينافسون الحرباء في تلونهم، فليلة البارحة اغتسل البعض من ذنوبهم، مرتدين رداء العفة، والطهارة، ولباس الملائكة وبدأوا في تدريب ألسنتهم على اللهج بأستغفر الله، اللهم إني صائم، وفرشوا سجادتهم، ونفضوا عن قرآنهم الغبار المتكدس أحد عشر شهراً!.

أتكلم عن أولئك الذين لا يجدون غضاضة من أن يعاقروا الخمر قبل يوم واحد من الشهر الفضيل، ليعلنوا توبتهم منه مع إعلان المدافع دخول الشهر الكريم. أتكلم عن ذاك الذي يودع عشيقته، على أمل اللقاء بها في حفلات العيد أو أيام عطله الثلاثة. وعن ذاك الذي جمع أشرطة الأغاني وركنها في مكان بعيد، ولكنه قريب متى ما احتاجها وجدها ليعوض حرمانه منها لأيامه الثلاثين. أتكلم عن تلك التي نظفت علبة مكياجها، مفتية بحلال تبرجها طوال العام، ومحرمة تزينها في شهر واحد. وعن تلك التي ما فتئت تقرض وتنهش في عروض الناس، وتتذكر في شهر رمضان بأن الغيبة والنميمة كأكل لحم أخيها وهو نيء!

لا أدعو إلى عدم التوبة، فالرجوع إلى الله وتذكر حلاله وحرامه من خير الأمور، فالله تواب غفور، لكن المؤسف أن البعض يجعل من كل ذلك موضة، موسمها شهر رمضان، وينتهي وهج تلك التوبة بعد انقضاء أيامه الثلاثين، ليعودوا إلى سابق عهدهم، ولما اعتادوا عليه من حياة الهرج والمرج البقية الباقية من أيام سنتهم.

جميل ألا يحاول البعض أن لا يجرح صيامه، ويحاول أن يؤدي دينه لله بالصيام والقيام وقراءة القرآن الكريم، ومضاعفة الحسنات، ولكن من المخجل المخزي أن يكون المرء منافقاً ذا وجهين، ليرضي العبد أكثر من أن يرضي الرب.

إن قررت أن تُكبل شياطين نفسك وأهواءها لاستقبال شهر رمضان فلترمي بمفتاح زنزانة شيطانك في قعر عميق لا قرار له، كي لا تصل له نفسك، يوم يوسوس لك شيطانك للعودة إلى أهوائك. ومبارك عليكم الشهر الكريم.

 

ياسمينة: العبرة ليست فقط في التوبة في شهر رمضان، العبرة في الاستمرار فيها بقية الشهور والأعوام.

yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/4EBp8mhbtx/

بقلم : ياسمين خلف ليلة البارحة فقط صفدت الشياطين، تكبلت بالأغلال مرغمة لحلول الشهر الكريم، ستندحر إلى جحورها، وستنام ثلا...

إقرأ المزيد »

شبيك لبيك … زوجك بين إيديك

بقلم : ياسمين خلف

كانا في مرحلة الاستعداد والتجهيز للزواج، إلا أن الطلاق كان أسرع إليهما، فحدث بينهما أبغض الحلال، والسبب كثرة متطلبات الزوجة بحسب الزوج، وعدم مراعاة ظروفه ومستواه الاقتصادي، فكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير عندما طلبت استبدال غرفة نومها الجديدة – لم ترق لها بعد وصولها لعشهما الجديد رغم اختيارها بنفسها للغرفة – والتي بحسب الزوج سعرها بمقدار راتبه بالكامل! فوجد أن الحياة معها لا يمكن أن تكون هادئة مستقرة لأنها لا تقدر ظروفه. وقبل أن تكون الأمور أصعب وأكثر تعقيداً قرر الانفصال عنها.

كثرة متطلبات الفتيات أكثر إجابة يمكن أن تسمعها من الشباب إن ما وجهت إليهم سؤالا عن سبب عزوفهم عن الزواج، أو سبب زواجهم من الأجنبيات، وربما وجدها البعض منهم شماعة ليعلق عليها خيباته أو حتى نزواته التي تحول دونه ودون الزواج وتأسيس أسرة!.

قد يكون فعلاً سببا وجيها عند البعض ولكن مهلاً، أليس للمشكلة أسباب؟ فبعض الفتيات يعولن على الزوج تحقيق كل الأمنيات والأحلام، ويعتقدن أن الزواج فانوس سحري، ما إن تظفر به حتى تبدأ في سرد الأمنيات في انتظار تلبيتها وتحقيقها، إن كانت فعلاً محظوظة كان لها ما تمنت، والمأساة إن وقعت على صخرة الواقع ووجدت قلة حيلة الزوج أمام تحقيق تلك الرغبات والأماني، وهنا تبدأ فصول التذمر والإلحاح و”الحنة والرنة” في المنزل ليتحول بيتهما إلى ساحة حرب لا تهدأ.

في المقابل، معظم الشباب لا يدركون ماهية الحياة الزوجية وحقيقتها إلا بعد دخولهم القفص الذهبي، فمسؤوليات الزواج، والزوجة تكونان ثقيلتين بعض الشيء، حتى ولو كانت متطلبات الزوجة في حدود المعقول إلا أنها تبدو في أعين البعض مبالغا فيها.

المعضلة الأهم أن الشباب قد يسيئون اختيار شريكة الحياة الأنسب، فليس من الحكمة أن يرتبط شاب فقير أو متوسط الحال بفتاة من أسرة غنية جداً، فما اعتادت عليه في حياتها وتراه أمراً طبيعياً أو من أساسيات الحياة، سيجده هو من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، قد يحدث وتتزوج تلك المنحدرة من أسرة مخملية بذاك الذي لا يكفيه راتبه حتى منتصف الشهر، ولكن فرصة استمرار ونجاح حياتهما مرهونة بالصبر، والقناعة التي قلما تجدها هذه الأيام، فالاختيار الصحيح سيجنب الزوجين الكثير من هذه المنزلقات.

ياسمينة: أن يتزوج المقتدر بفتاة من مستواه أو حتى فقيرة أو متوسطة الحال ممكن، وفرصة استمرار علاقتهما أكبر من لو تزوجت امرأة غنية برجل من طبقة اقتصادية أقل منها.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/3x5yQBhbrd/

بقلم : ياسمين خلف كانا في مرحلة الاستعداد والتجهيز للزواج، إلا أن الطلاق كان أسرع إليهما، فحدث بينهما أبغض الحلال، والسب...

إقرأ المزيد »

مثنى وثلاث ورباع

بقلم : ياسمين خلف

أكثر عذر مستفز يتذرع به أغلب الرجال حال زواجهم من أخرى أو حال اتخاذهم قرار الزواج من أكثر من امرأة، هو أنهم يسعون لفعل الخير! وأنهم بزواجهم بمثنى وثلاث ورباع سيقضون على مشكلة العنوسة المستشرية في المجتمع!. وهم لعمري لم ولن يفكروا في أن يكونوا منقذي الفتيات من التأخر في الزواج، ولم يكن في حسبانهم أن يسهموا في حل المشاكل المجتمعية!. وكل ما في الأمر أنهم يتشبثون بالدين لتبرير رغبتهم في الزواج من أكثر من امرأة، ناسين أو متغاضين بأن التعدد له شروط وأحكام ونادراً ما يلتزم بها متعددو الزيجات.

“إذا حجى الشرع الكل يأكل تبن” ربما هي العبارة الأشهر التي يمكن أن يرددها أي رجل الآن تماماً كما يرددها الممثل الكويتي القدير عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية “مطلوب زوج حالاً”، وكأني أرى الغيظ الذي سيطر على بعض الرجال وهم يشرعون في قراءة المقال، وربما تمنى البعض منهم أن يرجمني على قولي هذا!. لكن أليس ذلك واقعاً نعيشه ونسمعه؟ أمن بين هؤلاء الرجال فعلاً رجل يتزوج بثانية، وثالثة ورابعة فقط لأنه وبنية صادقة يتزوجهن كي لا يستطففن في طابور العوانس، ويضفن رقماً تصاعدياً في نسب العنوسة، فيتزوجهن هكذا لله، طمعاً بأجره وطلباً لرضاه؟

عفواً، مهما حاول البعض منهم إقناعي بتلك الحجة لن أصدقه، وإن أراد أن يثبت لي حُسن نواياه فعلاً، فليتزوج من امرأة عمياء، أو مقعدة، أو تعاني مثلاً من تشوهات في الوجه والجسم، أو تلك التي تعرضت لحادث حرق فقدت على إثره جمالها، أو حتى أن يتزوج من امرأة كبيرة في السن لم يسبق لها الزواج. ألسن جميعاً نساء؟ أليس أغلبهن إن لم يكن جميعهن يسكن في بيوتهن دون أن يدق عليهن خاطب من الرجال؟ أليس أولئك أولى في فعل الخير الذي أرادوا أن يقوموا به، لتقليل نسبة العنوسة التي بدأت الدول العربية تجهر من تفاقمها؟ وفرصهن أقل بكثير من بنات جنسهن؟.

إن كنت ظالمة في حكمي هذا، فما مبرر المطالبين بالتعدد أو الساعين إليه إن كانت شروطهم حال قرارهم بالزواج من الثانية أن تكون شابة صغيرة في السن، وجميلة؟ ليس اعتراضاً “أبداً” على حكم الله عز وجل، ولكن ليعرف المنادون بالتعدد أن الله شرع لهم ذلك بشروط، وليكملوا الآية الكريمة ليدركوا المعنى من وراء كلمة “ولن تعدلوا”.

ياسمينة: افعل خيراً، وادفع مهراً لشاب فقير ليتزوج، فترمي حجراً باثنين، تصدقت على فقير من جهة، وأنقذت فتاة من العنوسة.. وكفاكم كذباً.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
 https://instagram.com/p/3fuIvWhboR/

بقلم : ياسمين خلف أكثر عذر مستفز يتذرع به أغلب الرجال حال زواجهم من أخرى أو حال اتخاذهم قرار الزواج من أكثر من امرأة، هو...

إقرأ المزيد »