نشرت فى : أبريل 2016

كفتا البترول والتخلف

بقلم : ياسمين خلف

جدلي مع الأكاديمي العربي المقيم في خليجنا لم ينته بعد، خصوصاً أنه يجد أنه يشفق على الخليجيين المتخلفين أكثر من أنه يحسدهم على خيراتهم، بل وتمادى ليقول إنه لو وضع بترول الخليج في كفة، وتخلفهم وجهلهم في كفة أخرى لرجحت كفة تخلفهم وجهلهم!. وإن دول الخليج لولا اعتمادها على الأجانب لانهارت كونها تعتمد عليهم في كافة جوانب حياتها، متغاضياً ومتعامياً عن المثقفين والمتعلمين من أبناء دول الخليج الذين يعاني البعض منهم من بطالة لاستحواذ الأجنبي على حقهم في العمل في أوطانهم.

 مهلاً من قال إنّ دول الخليج غير قادرة على الاعتماد على سواعد أبنائها؟ الخليج العربي ثري بمواطنيه الأغنياء فكرياً وعلمياً وثقافياً، وما نحتاجه من عمالة، هو ما تحتاجه أي دول أخرى نهضتها متسارعة فتستورد العمال البسطاء للقيام بأعمال البناء والإنشاء وما في حكمها من الوظائف المكملة البسيطة، وبعضاً من الخبرات الأجنبية، للاستفادة من تجاربهم، وليس معنى ذلك أننا شعوب جاهلة غير متعلمة أو مثقفة، وتعاني من شلل رباعي في كفاءة وقدرات أبنائها.

لو أنه قال إن البلدان العربية كافة تعاني من الانحرافات الأخلاقية والجنسية لكان الأمر مختلفاً، ولكنه تطاول ورمى أهل الخليج كافة بهذه السلوكيات الشاذة، مبرئاً ساحة العرب الآخرين منها كنوع من الافتراء، وكأن الخليج ساحة دعارة وانحلال أخلاقي، والدول العربية الأخرى مدن فاضلة لا تأتيها الرذيلة من ورائها ولا من خلفها، بل مؤكداً أن القلة والنزر القليل من الخليجيين من نجا من الرذيلة وهذا ما لا يمكن أن يقبله عاقل، ويكفي أن نقارن بين دول الخليج والدول العربية من حولنا لنقف على هذا الافتراء الظالم.

لو كان كلام صاحبنا هذا حقاً لصفقت له حتى ولو كان الأمر ضد أهلي – أهل الخليج – ولكن الأمر لم يكن كذلك، فللأسف كلامه غير العلمي وغير الواقعي والمتحامل حتى النخاع على أهل الخليج، جعلني أدافع عن أهل الخليج رغم أنهم في غنى عن هذا الدفاع، خصوصاً أنه جعل من الشعوب الأخرى ملائكة، والشعوب الخليجية شياطين يستحقون النار كمستقر ومقام!.

لا أعرف المواقف التي مرّ بها هذا الأكاديمي حتى يشكل هذه الفكرة الظالمة عن الخليجيين، ولكن الذي أعرفه أنه عندما قال إن الأخيار قلة أمام الأشرار ركب سفينة التعميم الخطأ المهلكة، فاستحق مني هذا الرد.

 ياسمينة: إنّ كانت دول الخليج دولاً فاسدة، وأهلها منحرفين أخلاقياً ما الذي يجبرك على العيش على أرضها، ومعاشرة أهلها والنهل من خيراتها؟.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

 وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BEvJewiBbl39xoRfDMLunRZkybrUcwNzPpYiw00/

بقلم : ياسمين خلف جدلي مع الأكاديمي العربي المقيم في خليجنا لم ينته بعد، خصوصاً أنه يجد أنه يشفق على الخليجيين المتخلفين...

إقرأ المزيد »

متخلفون وأغبياء

بقلم : ياسمين خلف
وَصَفَ أكاديمي عربي مُقيم في أحد بلداننا الخليجية الخليجيين بالأغبياء والمتخلفين، مؤكداً بأن السواد الأعظم منهم أشرار، وإن لم ينكر أن من بينهم أخياراً، إلا أنه ومن وجهة نظره قلة قليلة. مشيراً إلى تعامله مع سيدات مجتمع في الخليج، ظاهرهن سيدات مجتمع وصاحبات مناصب، إلا أنهن يسلكن سلوك العاهرات في الخفاء. متوعداً بفضح الانحرافات الأخلاقية والجنسية والمالية لأهل الخليج في مؤلفات يتحيّن الفرصة المناسبة لنشرها لكشف الوجه الحقيقي لأهل الخليج- حسبما ذكر في عدد من المراسلات الإلكترونية- مؤكداً الانحرافات الأخلاقية والجنسية عند الخليجيين والتي تفوق بحسبه ما هو موجود في الدول الأوروبية!.

ووَجَد هذا الأكاديمي الحاصل على درجة دكتوراه أن عادات أهل الخليج عادات غبية وجاهلية، ومعتبراً أن نظام الكفالة نظام عبودية ووصمة عار على جبين أهل الخليج، ودليل صارخ على عدم إنسانية شعوب الخليج وتخلّفهم عن ركب الحضارة الإنسانية.

واستشهد بقول الرسول الأعظم أن “من علامات الساعة الكبرى تطاول الحفاة العراة في البنيان، وإنهم يصبحون سادة”، قائلاً: بأنه يراه عياناً بياناً في أهل الخليج! وإن من علامات الساعة الكبرى أيضاً خروج نار من أرض الحجاز إلى الشام، متسائلاً: أليست هذه النار دليلاً على غضب الله على أهل دول الخليج؟.

تُهم غير موضوعية ولا تليق بأكاديمي من المفترض أن يَرفض أية تعميمات لا تستند على قاعدة علمية أو إحصائية أو دراسة بحثية استطلاعية. رأيٌ يُجانبه الصواب وظالم في الكثير من جوانبه، وإن كنت أجد له المبرّرات التي جعلته متحاملاً كثيراً على أهل الخليج.

الانحرافات الأخلاقية والجنسية طبيعة بشرية لا جنسية لها ولا أرض واحدة تضمها، وكما هي موجودة عند الخليجيين فهي موجودة عند الشعوب العربية والغربية. وإن كانت دول الخليج من أكثر الدول التزاماً وتديّناً كشعوب أصيلة، وما نراه من انحرافات في أغلبها و”لا أعمّم” هي مستوردة من جاليات قطنت هذه الأراضي والتي وللأسف لم تأت فقط للنهل من خيرات هذه البلدان بل جاءت بكل تقاليدها وعاداتها، التي في كثير منها لا تمت لعادات الخليج ولا بتقاليدها بأي صلة. ونحن في الخليج نعاني من هذه الآفة الثقافية التي أخذت تغزو خليجنا.

نعت أهل الخليج بالأغبياء، ووصف عاداتهم بالعادات الجاهلية نعت تفوح منه رائحة الحسد والغيرة، فمعظم الشعوب وللأسف تستكثر الخير الذي أنعمه الله على أهل الخليج، وكأن الخليجيين قد سرقوه منهم، رغم أن أغلبهم يعيش على أرض الخليج ويتنعّم من خيراتها.

أهل الخليج ليسوا بأغبياء بل طيبتهم التي تفتقدها الشعوب الأخرى هي التي جعلت الآخرين ينظرون إليهم هذه النظرة التي كما أسلفت باطنها الحسد والغيرة منهم، وظاهرها من يحاول أن يجلدهم بترهات يدعي أنها وفق دراسات أكاديمية. فمن أهل الخليج الأطباء والمهندسون والخبراء.. وووو. والتخلف هو في عقول من وجدوا أنفسهم أعلى وأرقى من غيرهم.

أما عن الأدلة الدامغة على انحرافات أهل الخليج التي يدعي هذا الأكاديمي امتلاكها، فأنا أدعوه لنشرها -وله الحق في ذلك- ولكن في المقابل أدعوه لأن يكون مُنصفاً، ويقارن نسب انتشار تلك الانحرافات الأخلاقية والجنسية في البلدان العربية الأخرى لنقف على قاعدة علمية صلبة لا قاعدة رخوة غير علمية. مع التأكيد على الرجوع إلى أصل أصحاب هذه الانحرافات إن كانوا فعلاً من أبناء وبنات أهل الخليج -كما يدّعون- أم أنهم ممن استوطنوا خليجنا، ولصقوا أفعالهم وسلوكياتهم بأهل الخليج.

وللحديث صلة.

ياسمينة: أتساءل كم عدد من يمثلون وجهة نظر هذا العربي والمقيمين في خليجنا العربي؟

yasmeeniat@yasmeeniat.com

بقلم : ياسمين خلف وَصَفَ أكاديمي عربي مُقيم في أحد بلداننا الخليجية الخليجيين بالأغبياء والمتخلفين، مؤكداً بأن السواد ال...

إقرأ المزيد »

تحرشات الزملاء تابو مكهرب

بقلم : ياسمين خلف

تغاضت مرة، وأسرّت بامتعاضها مرّات لزميلتها، ورغم إبدائها الانزعاج من رسائله الإلكترونية الفاضحة إلا أنه استمرّ بالتحرّش بها بكل جرأة ووقاحة، مستأسداً عليها كونه مديرها بالعمل. حاولت زميلتها تشجيعها على رفع بلاغ لمركز الشرطة لتضع حداً لمضايقاته، إلا أنها رفضت الفكرة لحاجتها الماسّة للوظيفة!.

تتعرّض شريحة لا يُستهان بها من الموظفات إلى التحرّشات الجنسية اللفظية والإلكترونية وحتى تلك اللمسية من زملائهن الموظفين أو حتى رؤسائهن بالعمل. بعضها يتلبس بلبوس الملاطفة الكلاميّة بين الزملاء، رغم ما يحمله من تحرّش صلف بين طياته، وبعضها يأخذ منحى أكثر وقاحة عندما يبدأ الزميل في التحرّش اللمسي، الذي يحاول أن يظهره بالحادث الذي وقع بالخطأ، كأن يقترب منها أكثر من اللازم حال اقترابه من حاسبها الآلي متذرعاً بمساعدتها في مسألة ما، أو أن يلامس يدها إذ ما استلم منها أوراقاً وملفات مثلاً!. الخبيث منهم يبدي أسفه كونه أمراً حدث بالخطأ – رغم تكراره – والوقح منهم يتجاهل الأمر وكأنه أمر طبيعي أو أنه أمر لم يكن!.

تحرّشات الموظفين بزميلاتهم تابو محرّم ومكهرب، البعض ينكره، والبعض الآخر يخفي وجهه في الرمال خوفاً من التحدّث في المحظور، وإن كانت بعض الدول قد جرمت تلك التحرشات، ووضعت القوانين التي تدين المتحرشين من الموظفين، وتزجّ بهم في السجون وتُجبرهم على دفع الغرامات. إلا أنه وللأسف، القلة النادرة من الموظفات من يلجأن إلى القنوات القانونية للاقتصاص من هؤلاء المتحرشين، ووضع حد لتحرشاتهم ما يدفع بهم إلى التمادي، وإساءة الأدب.

كثيرات هن من يسكتن عن تلك التحرشات، لخوفهن من فقدان وظائفهن، ولخوفهن من نظرة المُحيطين بهن، أو حتى الخوف من ردة فعل أهاليهن لا سيما إن كنّ متزوجات، فيضعن عملهن واستمراريته في كفة، وكرامتهن وامتهانها في كفة أخرى، وغالباً ما يصمتن فيقبلن بالظلم وإهدار الكرامة على أن يبقين بلا عمل.

لا بد من تشجيع الموظفات على الجهر بالاعتراض على كل ما يمكن أن يخدش حياءهن أو يهدر كرامتهن أمام الآخرين أو حتى مع أنفسهن، فالمُجرم يأمن المجتمعات الصامتة، فيتشجع ويتمادى إن لم يجد من يردعه، وكلما وجد هؤلاء المتحرشون أن هناك من يجأر بالشكوى، وبالعلن، لن يتجرأ وسيحترم نفسه، وإن لم يكن من أهل الاحترام.

ما زلت أتذكر زميلة لي كيف أنها صفعت زميلنا أمام الجميع بعد أن تجرأ وتحرش لفظياً بها. هذا النموذج ما يجب أن يكون، ليس بالضرورة بالضرب طبعاً، فليست كل الصفعات باليد، فبعض الصفعات بالشكوى ضده، أو بفضح أمره.

ياسمينة: لا تترددي، وضعي حداً للمتحرشين بكِ.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BELul_xhbtZ6rxw79JzuYsW-g_-kh-VfyGL5is0/

بقلم : ياسمين خلف تغاضت مرة، وأسرّت بامتعاضها مرّات لزميلتها، ورغم إبدائها الانزعاج من رسائله الإلكترونية الفاضحة إلا أن...

إقرأ المزيد »

عماة عين

بقلم : ياسمين خلف
قيل إن الدَّين همٌ في الليل، وذُل في النهار، يُلاحقك أينما كنت ويَقضي على مَضجعك. وما الحيلة إن ما وجدت نفسك واقفاً متحيّراً بين نارين، نار الدَّين المُحرقة، ونار الضروريات المُلحة، ولاسيما الحاجة إلى العلاج، أو الدراسة، أو لتوفير بعض من ضروريات العيش الكريم كتوفير منزل أو حتى سيارة!. فلا فرار للبعض من الاستدانة وتحمّل ثقل همه على كواهلهم، مع ضيق ذات اليد، والحاجة الملحة التي تجعل منه المُرّ الذي يُجبرهم عليه الأكثر مراً. لكن أن يلقي المرء بنفسه في النار طواعية ولأسباب تافهة فذاك الجنون بعينه!.

أستغرب من أولئك الذين يُقحمون أنفسهم في هذا الهم غير مُجبرين، كأن يقترض من أجل سيارة فارهة لا تتناسب مع مستواه الاقتصادي ولا مع مدخوله الشهري، فقط من أجل التباهي والتفاخر فيتحمّل هم القرض!. أو أن تقترض فلانة لشراء ساعات ومجوهرات هي في الأصل كماليات لا ضروريات ستموت إن لم تحصل عليها، أو لأن فلانة سافرت فلابد أن تسافر فلا أحد أفضل من أحد، فتستدين لتتباهى بأنها زارت تلك البلد وتجوّلت في شوارعه وتبضّعت من أسواقه!، أو أن يتحمّل الواحد منا مسؤولية دفع قرض لسنوات طوال فقط لإقامة حفل مدته ساعات قصار!.

الغريب أن البعض يعتاد على هذا المنوال في الحياة، فما أن ينتهي من قرض حتى يشرع في غيره، وكأنه استساغ أن يكون ملاحقاً بالديون أو أصبح جزءاً طبيعياً في حياته، ليصل الأمر ببعضهم إلى أن يتسبّبوا في تحميل أبنائهم هم تلك الديون والقروض بعد وفاتهم، فبدلاً من أن يورّثوهم الأملاك والأموال، يورّثونهم الديون والقروض وهمومها.

القروض البنكية لن تترك صاحبنا إن ما هو تخلّف عن سداد أقساطه، وستلاحقه قانونياً، وستضع يدها على أملاكه إن ما تعذر بضيق الحال وتعسّر أمره، لكن، ماذا عن تلك الديون التي يأخذها صاحبنا من فلان وعلان؟ والتي يتعذر عن سدادها متحججاً بالظروف؟ – هذا إن رأيته أصلاً بعد أن تُسلّمه تلك الريالات والدنانير- المضحك أن البعض ينسى سدادها فعلاً، ولا يتذكرها إلا بعد أن يَسمع خبر وفاة من أمن له فأقرضه، فإن كان من ذوي الأمانة سيسدّدها لأهله، وإن كان ذا ذمة “واسعة” سيتنفس الصعداء وسيكون له الفرج بطي الأمر ونسيان الدين!.

ياسمينة: لا ترق ماء وجهك إلا في الضرورة القصوى، فالسفر، والسيارات الفارهة والمجوهرات ليسوا بالضروريات التي تريق ماء وجهك لأجلها.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BD5LwwnhblBACOrgSEI4xOiZAxKoNeFYNq4RKA0/

بقلم : ياسمين خلف قيل إن الدَّين همٌ في الليل، وذُل في النهار، يُلاحقك أينما كنت ويَقضي على مَضجعك. وما الحيلة إن ما وجد...

إقرأ المزيد »