الخميس 28 مايو 2020
تبشرنا وزارة الصحة كل يوم بتعافي العشرات من المصابين بفيروس الكورونا (كوفيد 19) وتماثلهم للشفاء، ويحظى هذا الخبر بتداول واهتمام من الناس على اختلاف جنسياتهم وأعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، فهذا الفيروس الذي لم يعرف العنصرية ولا الطبقية ولا المذهبية أصبح العدو الذي اتحد الجميع على مواجهته.
ويمثل خبر تعافي المصابين وخروج آخرين من العزل الصحي الأمل الذي يتمسك فيه كثيرون، والذي يشكل الدليل المُطمئن على إمكانية مواجهة هذا الفيروس وعدم افتراسه المرضى أو القضاء عليهم، ورغم ذلك، هل فكرنا بمرحلة ما بعد الكورونا؟ ما بعد شفاء المرضى منه؟ ورجوعهم لمنازلهم، وأعمالهم أو حتى مدارسهم وجامعاتهم؟
ما يجب أن نؤكد عليه مرة ومرات، أن هذا المرض والذي هو من عائلة الأنفلونزا، ليس بالمرض المعيب ولا يستدعي من المصابين به، التستر أو الخوف من الإفصاح عن الإصابة به، وعلى الجانب الآخر يجب أن يدرك الجميع أن المصابين به، والذين تماثلوا للشفاء ليسوا إلا مرضى شأنهم شأن أي مريض يصاب بوعكة صحية ويتماثل للشفاء، ويعود إلى طبيعته وحياته الروتينية والعادية، وأن لا داعي أبداً إلى التهويل أو الوسوسة أو الخوف من التعامل مع أولئك الذين سبق أن أصيبوا بالعدوى بهذا الفيروس، وكأنه في ليلة وضحاها تحول من إنسان إلى فيروس متحرك!
يجب علينا جميعا مساندتهم، واحتضانهم نفسيا، لا أن نكون – بالإضافة إلى ما مروا به من رحلة علاجية استمرت لأسابيع – عليهم، فنظرات الخوف، أو الابتعاد من أماكن تواجدهم، وعدم الرغبة في مخالطتهم، أو حتى إلقاء كلمات أو عبارات في ظاهرها التندر وفي باطنها نوع من التوجس والخوف، كلها، يجب الحذر منها وتحاشيها، فلا مبرر لكل ذلك والمريض قد تماثل للشفاء ولم يعد يشكل أية خطورة لا على نفسه ولا على الآخرين.
ويكفي أن تضع نفسك في ذات الموقف، أفبعد أن تُصاب بالمرض هل عليك أن تتوقف عن التعامل مع الناس أو الخروج للشارع؟.
ياسمينة: فلنكن أكثر رُقي في التعامل مع المتعافين.
الخميس 28 مايو 2020 تبشرنا وزارة الصحة كل يوم بتعافي العشرات من المصابين بفيروس الكورونا (كوفيد 19) وتماثلهم للشفاء، ويح...
أحدث التعليقات