نشرت فى : مايو 2015

من يقتل اﻵخر ؟

بقلم : ياسمين خلف

هل فعلاً الزواج مُتهم بقتل الحب بين الزوجين؟ ومن يقتل الآخر، الحب أم الزواج؟ جدلية لا يمكن الوصول إلى حقيقة مطلقة حيالها، فالزواج قد يكون متهماً بقتله للحب، إنه ما أفشل الزوجين في الاستمرار معاً رغم قصة الحب الأسطورية التي عاشاها قبيل اقترانهما، وقد يكون الحب حيناً آخر هو المتهم بالتسبب في هدم الحياة الزوجية، خصوصاً إذا ما تحول الحب إلى تملك خانق مُنفر، أو تسببت الغيرة المرضية إلى الطلاق رغم حب الزوجين لبعضهما.

ولنحاول أن نكون منصفين، فكرة هل إن الزواج يقتل الحب، والتي قد تتوارد هنا وهناك بين عقول المترددين في الزواج، أو المتخوفين من الإقدام عليه كي لا يفقدوا حلاوة العشق والهيام، أمر لا يحدث إلا بتصرف الأفراد أنفسهم. فالحب والزواج بريئان من سلوكيات البشر.

فالحب مشاعر وأحاسيس وكيمياء، والزواج رباط مقدس يعطي الشرعية للتعبير عن هذا الحب في إطاره المحلل، والحب لا يتوقف عند أبيات شعرية، أو المعسول من الكلام، فالحب أفعال ولا نقلل بالطبع من وزن الأقوال. وما يغفل عنه البعض أن للحب مراحل وأوجها مختلفة، فحب العشاق مختلف عن حب الزوجين في سنوات حياتهما الزوجية الأولى، والحب الأخير مختلف عن حب الزوجين مثلاً بعد عشرين عاماً من العشرة والزواج وإنجاب الأبناء، ومن يبكي على أطلال حبه في بداياته كمن يقتل حبه الحالي مع سبق الإصرار والترصد.

من الطبيعي أن يكون عشق وحب الزوجين في بداية اقترانهما حالماً، ومتلهفاً بل وملائكياً أحياناً، خصوصاً أن كلا الزوجين يُظهر أفضل ما عنده للآخر، وقد يتجملان أو يكذبان أحياناً للخروج في صورة مثالية. ومع مرور الوقت والسنوات، من كان يلبس قناعاً سيمله وسيرميه ليعيش حياته التي تعود عليها. والمسؤوليات ستتضخم مع إنجاب الأبناء، ناهيك عن تطور عجلة الحياة، فيعتقد البعض خطأ بأن الزواج هو من قتل حبهما، لا.. إنهما هما من استصعبا الحياة ومسؤولياتها.

خفوت جذوة الحب أمر طبيعي في الحياة الزوجية، بيد الزوجين أن ينعشا نبض حبهما، أو أن يتعاونا على استمرار مرضه، وربما يسهمان معا في موته ودفنه، فالروتين عدو لكل أمر في حياتنا، ومن بينها الحياة الزوجية، فأحاديث الأمس والقصص المشوقة، ستكون مكررة مملة مع الأيام فستلقي بظلالها على العلاقة الزوجية، وسيتسلل الصمت الزواجي بينهما، حينها سيتدمر أحدهما أو كلاهما ثم يلقيان التهم الجزاف على الزواج إذا ما مات أو مرض حبهما.

ياسمينة: لو قُدر لقيس وليلى أو روميو وجوليت الزواج، وخوض دورة الحياة الزوجية بمسؤولياتها لما بقيت أسماؤهم مضرباً للحب ولم يكونوا يوماً أسطورة يترنم بها العشاق.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/3N-jNEhbuQ/

بقلم : ياسمين خلف هل فعلاً الزواج مُتهم بقتل الحب بين الزوجين؟ ومن يقتل الآخر، الحب أم الزواج؟ جدلية لا يمكن الوصول إلى...

إقرأ المزيد »

مبروك ما جاكم

بقلم : ياسمين خلف

تسلمت الأسبوع الماضي رسالتي واتس اب تبشراني بولادة اثنتين من صديقاتي، فقررت أن أذهب في نفس اليوم لمباركة ما أنجبتا. دخلت على الأولى فإذا بالغرفة أشبه بكوشة “عروس” ليلة زفافها! لا ينتابك أي إحساس وأنت جالس فيها بأنك في غرفة ولادة ستمكث فيها الأم ليومين وستخرج منها لبيتها، بل تحسب أنها نقلت أثاث المنزل لتقيم بالمستشفى، فالبهرجة تستقبلك من باب الغرفة، ليبدأ داخلها مهرجان الاستقبال، ولا تخرج إلا وأنت محملاً بالتوزيعات المختلفة.

خرجت، ليتسنى لي زيارة صديقتي الأخرى التي أنجبت أنثى كفلقة القمر، على النقيض تماماً، غرفة بسيطة، واستقبال بسيط رغم كرم الضيافة الذي حافظوا عليه، من تقديم موالح وحلويات “سلامة الأم وطفلتها”، والمشروبات الساخنة والباردة، وهدية بسيطة ومتواضعة كتوزيعات للزائرات.

المقارنات بين هذه، وتلك، كانت أول ما خالجني، صحيح أن “مد رجلك على قد لحافك” كما نقول، ولكن لما كل هذه المبالغات التي تثقل كاهل الكثير من الأهالي؟ والتي تتعب الأم لتجهيزها قبل أشهر من ولادتها، في وقت هي في أمس الحاجة فيها إلى الراحة الجسدية!، إذ يكفيها تعب الحمل وتأمين مستلزمات الطفل الرئيسية.

المسألة بدأت كبدعة هدية بسيطة أو”توزيعات” ما قبل الخروج من الغرفة، وتسلسل الأمر إلى تأثيث الغرف، وتجهيز الأم والطفل بطقم واحد، وتصميم بوابة مبتكرة، ودفتر التبريكات، ما فتح باب التنافس، والتباهي بين العوائل، فيما يمكن أن يبتكروا من “فناتك” وبدع جديدة لم يسبقهم فيها أحد، فالأغلب الأعم إن بات الناس لا يمدون أرجلهم بحسب طول ألحفتهم، بل إنهم يسعون دائماً إلى إطالة ذاك اللحاف، حتى وإن اضطرهم ذلك إلى الاستدانة أو الاقتراض.

حسبت في البداية وقبل سنوات أنها “موضة” ستأخذ وقتها وتنتهي، ولم أحسب أن الأمر سيتطور وستدخل عليه التقليعات المبالغ فيها، توزيعات حفلات الزواج، والمواليد، والتخرج، القريقعان، وغيرها من المناسبات، وها هي مستمرة حتى اليوم بمبالغات وترف لا داعي له. حتى إن البعض عمد إلى وضع قطع من الذهب للمعازيم. ما خلق نوعا من الطبقية التي يمكن ملاحظتها وببداهة من خلال مستوى ما يتم توزيعه.

حقيقة لا يمكن نكرانها،أغلب ما يتم توزيعه، والتي تكلف الكثيرين الشيء الفلاني من المبالغ المالية، يتم وضعها على الطاولة لفترة زمنية قصيرة، لتجد بعدها طريقها إلى سلة المهملات، هذا طبعاً إن لم يتم الاستغناء عنها بعد استلامها مباشرة.

ياسمينة:إنفاق تلك المبالغ على هيئة صدقة للفقراء، للتعبير عن فرحة استقبال المولود الجديد أجدى في دفع البلاء عن الطفل ووالدته.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/2767OsBboe/

بقلم : ياسمين خلف تسلمت الأسبوع الماضي رسالتي واتس اب تبشراني بولادة اثنتين من صديقاتي، فقررت أن أذهب في نفس اليوم لمبار...

إقرأ المزيد »

أنا حامل

بقلم : ياسمين خلف

لا أصعب على المرأة من مرحلتي الحمل والولادة، وأكبر دليل على ذلك قوله جل وعلا “حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ”، ورغم ذلك تُعامل المرأة الموظفة في هذه الفترة إما بسواسية مع تلك المرأة في ظروفها الطبيعية، وإما أن تحارب وكأنما اقترفت ذنباَ وتستحق عليه العقوبة!، فلا هي تُستثنى من بعض المهام، وتحصل على تعامل خاص ولا هي تعامل برأفة. بل على العكس من ذلك، ففي كثير من الأوقات تناط إليها مهام مضاعفة، كي تغطي النقص المحتمل أيام إجازة وضعها، وكأنها تعمل لأوقات إضافية دون أجر إضافي، فالعمل أهم من كل الاعتبارات الإنسانية عند البعض للأسف!.

قد نعذر الرجال بعض الشيء كونهم لم ولن يشعروا بتلك التحوّلات والتغيّرات التي تطرأ على المرأة خلال أشهر حملها التسعة، ولن يشعروا بما تلاقيه من تعب وثقل بالوزن، ناهيك عن المشاكل الصحية التي قد تتعرّض لها بشكل استثنائي، وعدم القدرة على النوم والراحة بشكل معقول طالما كان هناك إنسان آخر ينمو في أحشائها ولا يتوانى عن الحركة والركل – وإن كنا لا نعطيهم كل العذر- باعتبار أن الأمر قد شعروا به من خلال أقرب الناس إليهم، قد تكون أمهاتهم، أخواتهم، زوجاتهم، أو حتى بناتهم، إلا أن ما لا يمكن أن نعطي له العذر ولا يمكن أن نتفهمه أبداً أن لا تعذر المرأة شقيقتها المرأة في العمل، وهي التي قد مرّت بظروف مشابهة، أو تتوقع أن تمر بها إن ما هي تزوجت. والمفارقة أن رب العمل الرجل قد يكون أحن على المرأة الحامل من لو كانت رئيستها من بنات جنسها!.

من الإنسانية أن يشعر المرء بغيره، فما بال من عمل واجتهد بإخلاص طوال فترات سابقة، وظروفه الجديدة الطارئة والمؤقتة تجبره على التقصير حيناً، وعلى الاستسلام لأخذ إجازات مرضية متعدّدة أحايين أخرى.

إذ كيف ستُبنى الدول من غير أبنائها وأجيالها المتعاقبة؟، كيف لنا أن نطلب من النساء إمداد هذا الوطن بأجيال ترفع من شأنها وتبنيها لتكون عمدها دون أن نساندهن، ودعمهن، ونعاملهن بما يتناسب مع ظروفهن الصحية المؤقتة؟، فتحديد النسل أحد نتائج عدم وجود من يساند المرأة وهي التي باتت تقوم بدورين في المجتمع أو أكثر.

لابد من تشريع قوانين تجيز للمرأة أخذ إجازة مرضية حال معاناتها من مضاعفات الحمل، ولابد من تقليل ساعات عمل المرأة الحامل بشكل عام، نعم قد ينبري من يقول: إنه عمل، ومن لا تستطيع أن تعمل فلتلزم منزلها؟، وأقول: لولا حاجة هؤلاء النسوة للعمل لما تكبّدن عناء ومشقة العمل وخصوصاً خلال فترات حملهن ومن بعدها ولادتهن. فرفقاً بأمهات المستقبل.

ياسمينة: ارحم تُرحم، هي اليوم زميلتك بالعمل، وغداً تكون أختك، زوجتك، ابنتك، أو حتى أنت نفسك إن ما كنت امرأة، فـ”كوني عون لا فرعون”.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/2p1OCdBbky/

بقلم : ياسمين خلف لا أصعب على المرأة من مرحلتي الحمل والولادة، وأكبر دليل على ذلك قوله جل وعلا "حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْن...

إقرأ المزيد »

لن اتزوج

بقلم : ياسمين خلف

ربما هو الخوف من الحسد الذي يدفع بالكثيرات من النساء إلى التظاهر بأن الزواج هو أكبر غلطة ارتكبنها في حياتهن، وأنهن لم يعدن سعيدات بعد توديعهن للعزوبية!. فالتذمر هو السَّمة الأغلب الأعم على النسوة في مجالسهن واجتماعاتهن، وأكاد أجزم أن كل واحدة منهن إن لم تكن تصدق فعلاً كذبتها، فإنهن يعرفن في قرارة أنفسهن بأن أغلبهن يكذبن على بعضهن البعض، وإلا فما الذي يجبرهن على الاستمرار في زواج يعتبرنه كابوس حياتهن، والمأساة الأكبر التي حلت عليهن؟.

لا يمكن التعميم، ربما البعض منهن غير سعيدات فعلاً، ولكن ليس من المعقول كذلك أن جميعهن يعشن جحيماً لا يطاق! ولعمري تجدهن مع أزواجهن أسعد ربما من حياتهن ما قبل الزواج، وإنهن لا يتصورن حياتهن من غير “أبوالعيال” وأن الجحيم الحقيقي هو لو فعلاً قرر أزواجهن الانفصال عنهن أو حتى الزواج عليهن بأخرى.

المشكلة أن أبعاد تكرار هذه الاسطوانة المشروخة على الدوام على مسامع الصغيرات في السن، والمقبلات على مرحلة الزواج، قد يسهم في رسم صورة ذهنية أن مع زواجهن ستبدأ المرحلة الأسوأ في حياتهن، وأن عليهن التمسك بحياة العزوبية لأطول فترة ممكنة لأنها الأجمل والأكثر سعادة، ما يجعلهن ينفرن من أي خاطب، إن لم يلغ البعض منهن فكرة الزواج من الأساس خشية التنازل عن الحياة الرغيدة السعيدة التي يعشنها في كنف عوائلهن، واستبدالها بالعناء والشقاء والتعاسة الموعودات بها، والطامة الكبرى لو كانت أمهاتهن يعشن فعلاً حياة ملؤها المشاكل والخلافات، فيعتقدن أنه الأمر الطبيعي والسائد فعلاً، وإن مهما حلمن وتمنين حياة سعيدة كما تصورها الأفلام والروايات فإنه من سابع المستحيلات.

لا نقول إن الحياة وردية كما تعكسها الفيديو كليبات، ولكن حتماً لن تكون بذات القتامة والسواد كما يصورها بعض النسوة الخائفات من العين الحاسدة التي قد تقلب سعادتهن فعلاً إلى جحيم، فإن خفتن يا نساء من الحسد – وهو حق – فالأحرى عدم التطرق لحياتكن الخاصة عوضاً عن تصويرها بأنها الأسوأ، فذاك يعني أنكن تظلمن أزواجكن بخلق صورة وسمعة سيئة عنهم رغم سعيهم لإسعادكن.

المضحك المبكي، أن واحدة من تلك النسوة، وخلال جلسة نسائية كالت ما استطاعت من تهم ضد زوجها، وبأنه السبب في تعاستها، ليرن هاتفها لتغير من نبرة صوتها وتتحول لامرأة حالمة تعيش قصة حب كالمراهقات مع زوجها، وما إن انتهت المكالمة حتى عادت لكيل السباب عليه وعلى عائلته، ولتعاسة حظها، هي اليوم في بيت أبيها بعد سماع زوجها كل تلك التُهم بعد أن نسيت إغلاق هاتفها.

ياسمينة: الزواج كأي علاقة إنسانية أخرى، تشوبها السعادة والحزن والكدر، ويتخللها الاتفاق والاختلاف، وهكذا هي الحياة، يوم في علو، ويوم في انخفاض تماماً كتخطيط القلب، فلا داعي للكذب.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/2X5wAuhbhD/

بقلم : ياسمين خلف ربما هو الخوف من الحسد الذي يدفع بالكثيرات من النساء إلى التظاهر بأن الزواج هو أكبر غلطة ارتكبنها في ح...

إقرأ المزيد »