نشرت فى : مارس 2016

حظ البنات

بقلم : ياسمين خلف

عندما تدعو الأمّهات والجَدّات فأوّل ما يدْعُونَ لبناتهنّ به هو أنّ الله يرفع من حُظوظهنّ، هكذا كُن يقلنَ في جهرهنّ وفي سرّهنّ، وباقي الدعوات تأتي بعدها، ويقصدنَ بالحظّ هنا الزّواج، وكأنّ بالزّواج فقط يرتفع حظّ الأنثى، وبدونه فهي لا حظّ لها في الحياة ولا في السّعادة.

دعاء يُكرس ويؤطّر الحياة السّعيدة في الزّواج فقط، وبأنّ كل ما دونه تعاسة للفتاة. من تتزوّج فحظّها مُرتفع، ومن لم يكن لها نصيب في الزّواج، فهي باعتقاد البعض “طايحة حظّ” وتستحقّ الشّفقة. وكأنّ كلّ مَن تزوّجت سعيدة في حياتها، وأنّ كلّ مَن لم تتزوّج سواءً كان لنصيب قدّره الله عليها أو لقرار واختيار منها – ليس لقلّة الفرص مثلاً – تعيسة! فالميزان عندهم عقد الزواج، ولا يهمّهم ما سيأتي بعده.

من قال إنّ تلك غير المتزوّجة غير سعيدة؟ ربما هي أسعد من الكثيرات ممّن تزوّجن ويعانين من مشاكل وخلافات مع أزواجهنّ، وربّما مع أهل أزواجهنّ أو حتّى من أبنائهنّ العاقّين! إن لم يكن الله قد قسم لتلكَ الزّواج فأيقن بأنّ ذلك أصلح لها وأفضل، فالله لن يقدّر لها إلا ما هو في مصلحتها، فهو وحده الأعلم بما قد يكون عليه حالها لو هي تزوّجت. فلربّما سعادتها ليست في بناء أسرة، وإنّما في بناء شخصيّتها، ومُستقبلها كأن تكون فتاة مُستقلّة بذاتها، وأكثر عطاءً لمُجتمعها.

ولا يختلف الأمر كثيراً عندما تدعو إحداهنّ لفتاة بأنّ الله يسترها – أي يكتب لها الزّواج لتجد السّتر – وكأنّها غير مستورة ما دامت لم تتزوّج بعد!، وكأنّ البيت الذي أنجبها وربّاها عاجز على أن يوفّر لها الحماية والكفاية!.

تلك الدعوات قد ترسّخ فكرة عند الفتيات الصغيرات ممن مازالت مداركهنّ لا تتعدّى لبس الفستان الأبيض بأنّ الهدف الأسمى وجلّ سعادتها هو الجلوس على الكوشة، معتبرة أمر دراستها وبناء مُستقبلها أهدافاً كمالية لا ضرورة لها ولا أهمية إن ما هي قارنتها بأمر زواجها. شأنهنّ شأن أمّهات الخمسينيات أو ما قبلها، لا شأن فتيات من المُفترض أن يتربّين على أنّ سلاح المرأة علمها، وأنّ الأمّ المُتعلمة أقدر على تربية أبناء هذا العصر الذي فاقت سرعة تطوّره رمشات العيون.

ياسمينة: ستكون الدعوات أجمل لو دعوتنّ لهنّ بالتّوفيق، والنّجاح في جميع أمورهنّ، وأن يكتب الله لهنّ ما هو أصلح لهنّ دون تحديد أوجه تلك السّعادة، {وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} البقرة 216.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BDnUVlUhbs0JvrL7mOEjpEZ8Qe2lb8H7KBxujE0/

بقلم : ياسمين خلف عندما تدعو الأمّهات والجَدّات فأوّل ما يدْعُونَ لبناتهنّ به هو أنّ الله يرفع من حُظوظهنّ، هكذا كُن يقل...

إقرأ المزيد »

أحبك بطريقتي

بقلم : ياسمين خلف

قبل ثلاثة أيام، مر يوم الأم ثقيلاً على من انتظرت حتى أسدل الليل ستاره ولم تجد من فلذات أكبادها تقديراً أو التفاتة، لا بهدية ولا بكلمة تقول لها أحبك يا أمي!. وربما مر وهو محمل بدموع أبناء لم تمهلهم الأيام ليعبروا عن حبهم لمن حملتهم تسعًا وسهرت عليهم السنوات الطوال، فلاكتهم الحسرة الممزوجة بحنين لا يعرف طعمه إلا من ذاق مرارة الفقد واليتم. ورغم كل ذلك احتفل الملايين حول العالم بيوم الأم بفرح وهدايا ودعوات على عشاء أنارته ابتسامة “ست الحبايب”.

أم حمد التي تلقت من جميع أبنائها هدايا لم تبكها إلا هدية ابنها أيمن، فهديته كانت من نوع مختلف، لم ترد على خاطرها، ولا على خاطر أحد من إخوته وأخواته. أيمن الذي كان يمر بضائقة مالية، ولم يتسلم راتبه الشهري بعد، قال لوالدته في عيدها: “سامحيني لم أملك مالاً لأشتري هدية تُليق بكِ، ولكني سأقوم بتنظيف المنزل بالكامل نيابة عنك كهدية متواضعة تترجم حبي وعرفاني لتضحياتك، وأتمنى أن تقبليها إلى أن أتسلم راتبي وأهديك ما يليق بمكانتك في قلبي”.

الأم، وكل الأمهات – هكذا أعتقد – لا ينتظرن الهدايا الغالية الثمن، ولا بهرجة الحفلات، فهن لسن بحاجة إليها أصلاً، هن يردن التقدير فقط، والتفاتة من الأبناء الغارقين في زحمة الحياة وانشغالاتها. هن يردن فقط أن يفاخرن بينهن وبين أنفسهن بأن من غذته من دمها، وأرضعته من صحتها، وسهرت عليه الليالي أثمر فيه تعبها. لتقول وبكل ثقة: “هذا هو ابني، وهذه هي ابنتي، لم تذهب زهرة حياتي سدى، فهم يستحقون كل عمري”، بل ستجدها متباهية بين معارفها وأهلها بأن أبناءها احتفلوا بها، وقدموا لها الهدايا. أنصتوا للأمهات بعد عيدهن وزنوا كلماتهن وستجدون كم هن فخورات بأبنائهن إن هم ذكروهن ولو بكلمة تهنئهن، وكم هن مكسورات وتتقاطر الدموع من كلماتهن إن أغفل أبناؤهن هذا العيد، ومر دونما هدية أو وصال أو كلمة حب.

ليس ليوم الأم توقيت نعم، وحب الأم غير مرتبط بيوم نعم، فكل الأيام واللحظات يوم للأم في قلوبنا، ولكنها تستحق أن تحتل يوماً في روزنامتنا يحسسها بتميزها وتفردها، وظالم من يحرم أمه فرحة هذا اليوم بحجة أنه بدعة من البدع، فكل كلمة حب وعرفان للأم ليس ببدعة وإنما نوع من البِر الذي يؤجر المرء عليه.

 

ياسمينة: مرضت يوماً.. فنام الجميع.. وبقيت أمي.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BDVOIcihbrHcTwHZR6UZAn7J2_z54vBcLYrjZY0/

بقلم : ياسمين خلف قبل ثلاثة أيام، مر يوم الأم ثقيلاً على من انتظرت حتى أسدل الليل ستاره ولم تجد من فلذات أكبادها تقديراً...

إقرأ المزيد »

أنا مش أنا !

بقلم: ياسمين خلف
الاسم اسمي، والصورة صورتي ولكنها ليست بأنا، فـ “أنا مش أنا” كما غنى كلماتها راغب علامة، هي أخرى تنتحل شخصيتي وتُوهم الآخرون بأنها الكاتبة الصحافية ياسمين خلف هي من تحدثهم من وراء الكيبورد، تتصيد الشباب، وتتبادل معهم البذيء المبتذل من الكلام! إلى أن وقع الحساب المزيف في يد أحدهم، والطريف الجميل إنه زميل لي في نفس المؤسسة، فما هي إلا دقائق حتى دخلت عليه مكتبه، لأرى بأم عيني وأنا واقفة امامه، “أنا” أحدثه من وراء الكيبورد!.
إنتحال الشخصيات، وإرتداء وجه آخر لأوناس آخرون، لا تصدر إلا من اشخاص لن اقول عنهم مرضى نفسانيون، فالمريض لا عليه حرج، ومسكين لا يملك من امره شيئًا باعتباره مصاب بمرض كغيره من الأمراض الفسيولوجية، بل إنهم أوناس مصنفون من أولئك الفقراء في التربية والأخلاق، ممن تمتلىء قلوبهم بالحقد والكره وتشتعل بنيران الغيرة، ناهيك عن الإحساس بالنقص وعدم الثقة بالنفس، مما يدفعهم إلى الخوف من الظهور باسمائهم واشكالهم وشخصياتهم الحقيقية. وربما هي الرغبة في القيام بأمور يجد أن المجتمع من حوله سيرفع عليه سيوفه إن ما هو جهر بها وأعلن، فلا يجد غير التلبس بلبوس أوناس آخرون. وليشفي غليله يلبس عباءة من يحقد عليه فينتقم منه ويشوه صورته وسمعته!.
إحداهن أسرت لي بأن صديقة لها كادت أن تتسبب في هدم منزلها وتشرد عائلتها بعدما انتحلت شخصيتها لولا ثقة زوجها بها، ولولا إنها كانت مع زوجها ساعة اتصال احدهم على هاتفها النقال فجراً لكانت اليوم رقمًا في سجلات المطلقات!.
محدثها كان يؤكد إنها وقبل دقائق كانت تحدثه في إحدى المنتديات، وإنها هي من اعطته رقمها ليتصل في حينه، فأعطاها مواصفات ومعلومات عن نفسها لا يمكن أن يعرفها إلا مقرب منها، فحذرها وملفتًا إنتباهها إلى إمكانية أن تكون إحدى صديقاتها هي من نتنحل شخصيتها، لتتذكر فجأة بأنه فعلاً إحدى صديقاتها المقربات سبق وأن حدثتها بأنها تُحدث الشباب في المنتديات باسماء مستعارة وعندما يطلبون التواصل معها هاتفيًا تعطيهم ارقام لمحلات ومطاعم وغيرها، متلذذة بالمقالب التي توقع الشباب فيها.
المسألة اليوم لم تعد صعبة مع وجود أقسام الجرائم الإلكترونية، التي يمكنها وخلال فترات قصيرة التوصل إلى تلك الأشباح المقيتة المتخفية وراء الكيبورد، ولكن ألم يسأل هؤلاء انفسهم ما الذي سيستفيدون منه من تلك التصرفات اللإخلاقية، وهدم البيوت وتشويه السمعات وتفكيك العلاقات؟

ياسمينة:  بعض البشر ملابسهم أنظف من أخلاقهم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BDQD9gPBbpNXRGTAlXb0HlEdHyyWbKXIQv3H_g0/

بقلم: ياسمين خلف الاسم اسمي، والصورة صورتي ولكنها ليست بأنا، فـ "أنا مش أنا" كما غنى كلماتها راغب علامة، هي أخرى تنتحل ش...

إقرأ المزيد »

عندما يتحول المريض لقتيل

بقلم : ياسمين خلف

مرعبة هي قصص حوادث الأخطاء الطبية، وأكثرها رعبًا تلك التي بسببها يفقد أحدهم حياته، حينها لا مقاضاة الطبيب ستنفع، ولن يكون للتعويض – مهما بلغ – أدنى أهمية، فالخسارة في الأرواح خسارة أبدية.

قبل مدة توفي شاب خليجي في الثلاثين من عمره، مُخلفاً وراءه طفلا لم يتجاوز العام من عمره، والسبب إبرة خاطئة باعتراف المستشفى!. ذهب بوعكة صحية لم تتعد ألماً ومغصاً في البطن، ولم يخرج من المشفى إلا وهو محمول على أربع!.

سيدة خمسينية ماتت سريرياً وكل ذلك بعد نصيحة فاشلة من طبيب التجميل لإجراء أكثر من عملية في وقت واحد للحصول على نتيجة مضاعفة!. ذهبت لتتجمل فماتت قبل أن ترى شكلها الجديد.

بعض الدراسات تؤكد أن أغلب من يتسببون في الأخطاء القاتلة للمرضى هم أطباء توقفوا عن التعليم المستمر، أو إنهم أطباء غير أكفاء تنقصهم الخبرة، جازفوا بإجراء عمليات في غير اختصاصهم، أو أكبر من قدراتهم، وبمعدات غير كافية، فيتساقط من بين أيديهم المرضى قتلى، ناهيك عن أولئك الأطباء الكبار ممن اتخذوا من المهنة تجارة فيستقبلون المرضى في عياداتهم، ويتركون أمر علاجهم للأطباء المتدربين تحت أيديهم رغم تكبد المرضى تكاليف باهظة فقط من أجل الحصول على علاج تحت يد ذاك الطبيب المتمرس.

الإنسان غير معصوم من الخطأ، ولكن بعض الأعمال والوظائف الحساسة لا تحتمل الخطأ، فالأخطاء حينها تكون مميتة كما يحدث بالنسبة للأخطاء الطبية، حيث الفاصل فيها ما بين الحياة والموت قرار متسرع، وعلاج في غير موضعه.

الكثير من أهالي ضحايا الأخطاء الطبية يتخاذلون في السعي وراء مقاضاة الأطباء والمستشفيات المتسببة في إزهاق أرواح لم تلق الرعاية المطلوبة أو تلك المفترض أن يحصل المريض عليها، إما لتجارب من سبقوهم من ضحايا، حيث لم يجنوا وراء مطالباتهم غير اللهاث في المحاكم وراء حق ضائع، وبين مطالبات لا طائل من ورائها من وزارات الصحة، والتي غالبًا ما تكون ممن ينطبق عليها عبارة “أقوال بدون أفعال” حيث تفتح ملفات وتقيم لجان تحقيق، ولا يجد المتضررون ولا من يتابع القضية من الرأي العام أي أفعال جادة تقاضي فيها الطبيب المخطئ أو المستشفى الذي يعمل فيه!. فتذهب حقوق المرضى أدراج الرياح.

فيما البعض الآخر يؤثر التحسب عند الله، وانتظار عقاب الآخرة لمن تسببوا في موت قريبه، تاركًا أمر حق الضحية على الله متوقعًا الأجر المضاعف له عنده. وهنا تكمن المشكلة حيث كلما أمن واطمأن المخطئ أن لا عقاب ولا حساب وراءه، تكرر خطؤه وكثر ضحاياه.

ياسمينة: لا تتهاونوا في المطالبة بمحاسبة من يتسبب في موت مرضاكم، لعل المستهتر من الأطباء يرتدع، وتنخفض نسب الأخطاء الطبية المميتة.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BDC3z-Yhbmk5BlqOec3FAwQIdU30thHcLfcD8U0/

بقلم : ياسمين خلف مرعبة هي قصص حوادث الأخطاء الطبية، وأكثرها رعبًا تلك التي بسببها يفقد أحدهم حياته، حينها لا مقاضاة الط...

إقرأ المزيد »

أغار من ابنتي

بقلم : ياسمين خلف

عندما تجد بعض الأمهات أن خريف العمر قد أقبل، وربيع عمر بناتهن قد بدأ تشتعل نار الغيرة في قلوبهن، فتتحول علاقتهن ببناتهن إلى علاقة أشبه بتلك العلاقة الشائعة بين المرأة وضرتها. تغار منها، تحسدها، وفي كثير من الأحيان تبعدها حتى عن والدها خوفًا من أن تستأثر بحبه.

كثير من الفتيات ممن هن في سن المراهقة يشتكين من أمهات يغرن منهن، مما يدخلهن في حالة من الاضطراب النفسي، وعدم الثقة بالنفس، خصوصًا إن ما سعت الأم إلى أن تهز تلك الثقة عبر اللوم المستمر لتشعرها بالذنب، والتعليق الساخط على كل تصرفاتها.

بعض الأمهات يستكثرن على بناتهن نضارة الشباب وعنفوانه، وكأنهن لم يكن يومًا يتمتعن بتلك النضارة والعنفوان والقوة!. ويحسدنهن على الحياة الأكثر سهولة التي يعشن فيها، والتسهيلات المجتمعية التي أتاحتها الحياة بتطورها، فما كان ممنوعًا على الأم، لم يكن كذلك عند ابنتها بحكم اختلاف الأجيال، وما كان محرمًا على الأم في بيت والدها، هو ممكن ومتاح لابنتها بل وتجد الدعم الكامل من والدها. حينها تدفع البنت ضريبة تلك الفجوة، عندما تحاول الأم أن تُلقي بجام غضبها من المجتمع على ابنتها التي تتمتع بحياة أكثر تساهلاً.

حيل الأمهات العقلية والتي يقمن بها لا شعوريًا كثيرة، ولكنها تكشف الكثير من مكنونات النفس، كأن تحاول الأم أن تقلد ابنتها في لبسها، وحركاتها. وأن تحاول جاهدة خلق المشاكل المستمرة بينها وبين والدها بهدف إضعاف العلاقة بينهما. وتحميلها مسؤوليات قد تكون قبل أوانها، وكأنها تنتقم من فلذة كبدها.

أعلم غالبية من الأمهات ينفين كل ذلك، وأعذرهن كل العذر في الإنكار، فليس من السهل على أية أم أن تعترف بأنها تغار من ابنتها. لكن عليها أن تعالج هذه الغيرة قبل أن تفقد “حلاوة” العلاقة الطبيعية بين أي أم وابنتها. وأن تقنع نفسها بأن نجاح ابنتها يعني نجاحها. جمال ابنتها يعني أنها ورثت ذاك الجمال من أمها. وإن مدحوا ابنتها يعني أنهم يمدحون من ربّتها على تلك الأخلاق، وأن لا شيء يبقى على الدوام، فكما أنها مرت بمرحلة الشباب وأقبلت على سن الأمل – أو كما يحلو للبعض أن يطلق عليه سن اليأس- ستمر ابنتها بذات المراحل، فلا داعي لأن تفسد على ابنتها أجمل سنوات عمرها. فهي ابنتها وليست بعدوتها أو ضرتها.

 

ياسمينة: ابنتك يعني أنت والمرآة التي فيها تنظرين لنفسك. افرحي لهذا الانعكاس ولا تعكري صفو هذه الفرحة بالغيرة والحسد.

yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BCwxDzUBbuSzelYvKnxoZwrFILftGHB4nY1fR80/

بقلم : ياسمين خلف عندما تجد بعض الأمهات أن خريف العمر قد أقبل، وربيع عمر بناتهن قد بدأ تشتعل نار الغيرة في قلوبهن، فتتحو...

إقرأ المزيد »

ولائم الموتى

بقلم : ياسمين خلف

لم يعد للموت هيبته، ولم تُعد مجالس العزاء ساحةً لتعظيم الأجر وتخفيف الحزن عن أهل المصاب، بل أصبحت فرصة للقاء من منعته ظروفه وانشغالاته عن التواصل مع معارفه وأهله وحتى جيرانه، فلا يتوانى حينها عن فتح ملفات للنقاش والحديث في كل ما يمر على خاطره من قضايا وأحداث! وكأنهم بديوانية لا بمجلس عزاء لتنفتح شهيتهم للكلام والنقاشات في شتى أمور الحياة ! فيسأل فلان عن آخر التطورات السياسية، والآخر يستفسر عن أسعار الأسهم في سوق البورصة!. وبدون أي إحساس تجلجل ضحكاتهم في المكان، بدلاً من أن تصدح المجالس بقراءة القرآن الكريم، لبث الطمأنينة والسكينة في نفوس أهل الفقيد، وتخفيف الحزن عليهم بتذكيرهم بأن الموت حق، وأن الميت في رحمة أرحم الراحمين، وإهداء ثواب ما يُقرأ لروح الميت.

مجالس العزاء اليوم أصبحت أقرب لمجالس الاحتفالات منها من العزاء، فتوزع “البوظة”، وأفخم الحلويات، وتحرص النساء والفتيات على لبس أغلى الإكسسوارات والحقائب، وبلا أي خجل ولا أدنى احترام لأهل الفقيد يخرجن عدة مساحيق تجميلهن لمعالجة ما قد بهت لونه واختفى! متناسين ومتغاضين عن أن هناك من يلوكه الحزن ومرارة الفقد.

كل ذلك كما نقول في “كوم” وولائم الموتى في “كوم”آخر، ففي الوقت الذي يجب أن يُراعى فيه حجم الحزن الذي يعاني منه أهل الفقيد، وحجم الصدمة التي هم في دوامتها، نجدهم مشغولين في إعداد وترتيب ولائم الغداء والعشاء، وتوابعه من أمور الضيافة والاستقبال، وكأنه احتفال وفرح، لا عزاء وحزن.

نعم، عُرف العرب بالضيافة والكرم، لكن أليس من واجب المعزين أن يراعوا نفسيات وظروف أهل المتوفى وما هم فيه من مصاب؟ وأن يحرصوا على ألا يرهقوهم مادياً ولا حتى جسدياً، حتى لا يكون الموت رديفاً لخراب بيوت البعض ودمارها، خصوصاً إذا ما اضطر البعض إلى الاستدانة لتغطية تكاليف الدفن وإقامة مجالس العزاء الرجالية والنسائية على حد سواء ولأيام متتالية !.

جميلة تلك العادة ببعض الدول، والتي وبدلاً أن يكون واجب الضيافة على أهل الفقيد، يتناوب الأهل والجيران في إعداد وجبات الغداء والعشاء لأهل الميت، كنوع من التعاون والتكافل الأهلي، مقدرين الظرف والحزن الذي هم فيه، والأجمل من كل ذلك أن تكون تلك المجالس، مجالس ذكر، لها هيبتها، لتُشعر أهل الفقيد بمدى معزة من فُقد، لا كمن انتظروا بفارغ الصبر وفاته، فيُقام على ذكره احتفال لا عزاء.

لا أحزن الله قلوبكم على عزيزٍ عليكم.

 

ياسمينة: قليل من الاحترام، وقليل من الذوق هو كل ما يطلبه أهل المتوفى من المعزين، فلا تكونوا هماً يُضاف إلى همهم.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BCexB13hbgfhHowjSe1qWYPY9pqc4ksdCtpCmM0/

بقلم : ياسمين خلف لم يعد للموت هيبته، ولم تُعد مجالس العزاء ساحةً لتعظيم الأجر وتخفيف الحزن عن أهل المصاب، بل أصبحت فرصة...

إقرأ المزيد »