الخميس 26 مارس 2020
كثيرون هم من يشكون الوضع بتذمر، فلم يعتادوا على البقاء في المنزل، فوجدوا أن الدعوات الاحترازية للوقاية من الإصابة بمرض كورونا (كوفيد 19) في الحرص على عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة تخنقهم، ولو عرفوا السبب من هذه الدعوة لبقوا في منازلهم، فلماذا نعزل أنفسنا 14 يوماً؟
الناس من حولنا ينقسمون لأربع مجموعات (A, B, C, D)، فئة A أول من حملوا العدوى من المرض، وكان من السهل اكتشافهم لوجود الأعراض وأغلبهم تماثلوا أو يتماثلون للشفاء، يخرج A ويقابل C، ويمر في طريقه، في الأماكن العامة على شخص غريب هو B. وكل من A و B لا يعرفان بعضهما، ولأن A يتعامل مع C فمن السهل الوصول إليهم، إذ هم غالباً من أفراد العائلة والأصدقاء، والجيران، والباعة وغيرهم، وبذلك فمن السهل عزل C ووضعه تحت الملاحظة الطبية، والفئة الأخيرة وهي D تمكث في المنزل ولا تخرج منه.
المشكلة أننا لا نستطيع أن نجد B! فلا أحد يعلم من هو B، حتى B لا يعرف ولا يعلم أنه B! وهنا تكمن الخطورة على D الذي يخرج من منزله، وقد يتعامل أو يمر بالقرب من B! وعندها يتحول D السليم إلى B جديد دون أن يعلم.
فعندما تدعو السلطات في الدول إلى العزل المنزلي، فهي تسعى إلى اكتساب الوقت الكافي للعثور على مجموعة B المنتشرة في المجتمع، وهي لا تعلم أصلاً أنها مصابة بالمرض، كون احتضان الفايروس يستمر لـ 14 يوماً، وهي المدة التي من خلالها ستظهر الأعراض المرضية على فئة B الملتقطة للفايروس دون علمها، وبهذه الطريقة فقط يمكن الوصول إلى B وعزلهم ورعايتهم والحد من وجود B جدد، إلى أن تتم السيطرة والقضاء على انتشار الفايروس.
لا تجعل من البقاء في المنزل سجناً كي لا يكون كذلك، برمج نفسك ونفسيتك على أنها فترة زمنية وستنتهي، استثمرها في نفسك، وعائلتك، مارس الرياضة، اقرأ، شاهد الأفلام، شارك من تحب اللعب أو تبادل الأحاديث، اركن للراحة والاستجمام والهدوء النفسي، ولا تجعل من الأمر عذابا وجحيما.
ياسمينة: فلنتعاون ونمكث في منازلنا قدر المستطاع.
الخميس 26 مارس 2020 كثيرون هم من يشكون الوضع بتذمر، فلم يعتادوا على البقاء في المنزل، فوجدوا أن الدعوات الاحترازية للوقا...
أحدث التعليقات