التصنيفات:جريدة البلاد البحرينية

أين يذهب المتوحدون؟

الخميس 02 مارس 2023

السؤال المؤلم، كيف يبقى المتوحدون بعد سن الخامسة عشرة في منازلهم؟ لا مدرسة، ولا مركز ولا نادي يستقبلهم! إن كان وضع الطفل المتوحد في المدارس والمراكز الخاصة غير مرض، وأقل بكثير من الطموح، إلا أنه أرحم كذلك من مصيره كلما تقدم به العمر، ووجد نفسه دون أقرانه بين جدران أربع!

في الغرب، هناك من هو مؤمن بأن المتوحد بقدرات خارقة، يمكن استثمار تلك القدرات في أمور شتى، وعليه، تجد من يهتم باكتشاف قدرات كل طفل على حدة، ليستثمر كل طفل بشكل منفرد، فتُبهر بقدراتهم التي قد تفوق الأسوياء من أقرانهم بل وتفوق قدرات الأسوياء عموما، كمن يملك قدرات تنافس الآلات الحاسبة، وبرامج الكمبيوتر. إلا أننا مازلنا ننظر بعين العطف والشفقة على هؤلاء المتوحدين، بل وتعجز المراكز المتخصصة عن استقبالهم في سني المراهقة، فكلما كان المتوحد غير ناطق ويعاني من اضطرابات أكثر، كلما حُرم أكثر من التعليم والتأهيل، وكأننا نهمشهم من الحياة بالكامل.

نحن بحاجة ماسة إلى خطة وطنية، ومشروع حكومي لإنشاء مدرسة متعددة الأغراض تحتضن المتوحدين من جميع الأعمار، تؤهلهم للاعتماد على أنفسهم، وتعلمهم الحد الأقصى والممكن، وإن كانت الحجة أن فئة من المتوحدين يعانون من اضطرابات شديدة تعيق تعليمهم، فإنشاء ناد رياضي شامل قد يكون الحل الممكن، لاستثمار طاقاتهم الرياضية – والتي يبرع فيها كثيرون بالمناسبة، ناد يوفر الرياضات المختلفة، والعلاج الطبيعي، ليقضي فيه المتوحد ساعات، تكون له متنفساً، ويمارس فيه حقه من الحياة. كما سيكون مشروعاً يحتضن الباحثين عن العمل، ولأن هذا المشروع بحاجة إلى متخصصين، تربويين ونفسيين، لابد من فتح تخصصات بالجامعة لتعليم وتأهيل الشباب للتعامل مع الفئات الخاصة بشكل احترافي، كي نغلق الباب على المتربحين من وراء الفئات الخاصة في المراكز التجارية.

توفير ذلك لهذه الفئة من المجتمع، يعني أننا نحميهم من الأمراض الجسمية والنفسية التي قد تلحق بهم جراء بقائهم بالمنازل، وستوفر على الدولة كُلف علاجهم مستقبلا لا قدر الله.

ياسمينة: نحتاج خطة وطنية جادة.

الخميس 02 مارس 2023السؤال المؤلم، كيف يبقى المتوحدون بعد سن الخامسة عشرة في منازلهم؟ لا مدرسة، ولا مركز ولا نادي يستقبله...

إقرأ المزيد »

أين يذهب المتوحدون؟

الخميس 02 مارس 2023

السؤال المؤلم، كيف يبقى المتوحدون بعد سن الخامسة عشرة في منازلهم؟ لا مدرسة، ولا مركز ولا نادي يستقبلهم! إن كان وضع الطفل المتوحد في المدارس والمراكز الخاصة غير مرض، وأقل بكثير من الطموح، إلا أنه أرحم كذلك من مصيره كلما تقدم به العمر، ووجد نفسه دون أقرانه بين جدران أربع!

في الغرب، هناك من هو مؤمن بأن المتوحد بقدرات خارقة، يمكن استثمار تلك القدرات في أمور شتى، وعليه، تجد من يهتم باكتشاف قدرات كل طفل على حدة، ليستثمر كل طفل بشكل منفرد، فتُبهر بقدراتهم التي قد تفوق الأسوياء من أقرانهم بل وتفوق قدرات الأسوياء عموما، كمن يملك قدرات تنافس الآلات الحاسبة، وبرامج الكمبيوتر. إلا أننا مازلنا ننظر بعين العطف والشفقة على هؤلاء المتوحدين، بل وتعجز المراكز المتخصصة عن استقبالهم في سني المراهقة، فكلما كان المتوحد غير ناطق ويعاني من اضطرابات أكثر، كلما حُرم أكثر من التعليم والتأهيل، وكأننا نهمشهم من الحياة بالكامل.

نحن بحاجة ماسة إلى خطة وطنية، ومشروع حكومي لإنشاء مدرسة متعددة الأغراض تحتضن المتوحدين من جميع الأعمار، تؤهلهم للاعتماد على أنفسهم، وتعلمهم الحد الأقصى والممكن، وإن كانت الحجة أن فئة من المتوحدين يعانون من اضطرابات شديدة تعيق تعليمهم، فإنشاء ناد رياضي شامل قد يكون الحل الممكن، لاستثمار طاقاتهم الرياضية – والتي يبرع فيها كثيرون بالمناسبة، ناد يوفر الرياضات المختلفة، والعلاج الطبيعي، ليقضي فيه المتوحد ساعات، تكون له متنفساً، ويمارس فيه حقه من الحياة. كما سيكون مشروعاً يحتضن الباحثين عن العمل، ولأن هذا المشروع بحاجة إلى متخصصين، تربويين ونفسيين، لابد من فتح تخصصات بالجامعة لتعليم وتأهيل الشباب للتعامل مع الفئات الخاصة بشكل احترافي، كي نغلق الباب على المتربحين من وراء الفئات الخاصة في المراكز التجارية.

توفير ذلك لهذه الفئة من المجتمع، يعني أننا نحميهم من الأمراض الجسمية والنفسية التي قد تلحق بهم جراء بقائهم بالمنازل، وستوفر على الدولة كُلف علاجهم مستقبلا لا قدر الله.

ياسمينة: نحتاج خطة وطنية جادة.

الخميس 02 مارس 2023السؤال المؤلم، كيف يبقى المتوحدون بعد سن الخامسة عشرة في منازلهم؟ لا مدرسة، ولا مركز ولا نادي يستقبله...

إقرأ المزيد »

“عابد” وحليبه الطازج

الخميس 23 فبراير 2023

في طفولتي، وفي فريق “المخارقة” بالمنامة بالتحديد، كان دكان “عابد” وجهتي طوال اليوم لشراء الحلويات والجبس والمينو، والحليب الطازج الذي تطلب مني أمي – رحمها الله – أحياناً شراءه منه، مازلت أتذكر برودة الكيس الذي يضعه فيه، وطعمه المميز، رغم كوني من غير محبي شرب الحليب.

مرت علي هذه الذكرى، وأنا أطالع قرار وزارة الصحة بمنع أصحاب المواشي من تسويق وبيع منتجاتهم المحلية من حليب “غير مبستر”، وألبان، وروب وقشطة وقيمر، واعتبار بيعه مخالفة سيحاسبون عليها، إن ما بيعت منتجاتهم في المزارع أو البيوت أو المحلات التي تسوق لهم!

ويعد هذا قرارا سيضيق على أرزاق ناس وسيضغط على ميزانيات أناس آخرين! فأصحاب المواشي الذين يجدون في بيع هذه المنتجات مصدراً للدخل، بين ليلة وضحاها أغلق عليهم هذا المصدر، ولا حاجة لنا أن نخوض في المستوى الاقتصادي المتواضع الذي ينحدر منه أصحاب هذه المواشي، والذي هو معلوم لوزارة الصحة، ما قد يضطر فيه أصحاب هذه المواشي إلى إهدار هذه “النعمة” في المجاري أعزكم الله إن فاضت عن حاجتهم، ومنعوا من تسويقها.

ومنع تسويق الحليب المحلي، يعني أن الناس ستضطر لشراء الحليب ومشتقاته من شركات الألبان والمصانع، الأغلى سعراً والمليئة بالمواد الحافظة!

ما المشكلة بالضبط؟ لنفهم سبب هذا القرار! هل الأبقار تعاني من مرض ما؟ جميع الأبقار تخضع لرقابة الثروة الحيوانية، وأصحابها يمتلكون جميع التراخيص لامتلاكها! هل هناك شكوى من شركات الألبان من عزوف الناس عن شراء منتجاتها؟ هي من جنت على نفسها بعد أن رفعت أسعارها وضغطت على ميزانيات الأسر، فدفعتهم لاختيار البديل المحلي الأرخص. وإن كان السبب – كلمة حق أريدَ بها باطل – أن الحليب غير مبستر وقد يكون ناقلاً للأمراض، فنحن نقول إن الناس هنا لا يشربون هذا الحليب إلا بعد غليه، ألا يكفي ذلك لقتل الجراثيم؟

كنا نتمنى دعم أصحاب المواشي لتأمين المملكة غذائياً، وتوفير حاجتنا من الحليب ومشتقاته عبر تشجيع المنتج المحلي، عوضاً عن هذا القرار!.

ياسمينة: أعيدوا النظر بالقرار.

الخميس 23 فبراير 2023في طفولتي، وفي فريق “المخارقة” بالمنامة بالتحديد، كان دكان “عابد” وجهتي طوال اليوم لشراء الحلويات و...

إقرأ المزيد »

البحريني “أولى”

الخميس 16 فبراير 2023

كل ما طالبت بالبحرنة في الوظائف، كلما وجدت الحنق والغضب من البعض من هذه المطالبة، وكأنني بتلك المطالبة قد ركنت إلى التمييز والعنصرية في طلبي! وإن كانت المطالبة بالبحرنة ستوصمني بالعنصرية، فأهلاً بهذا الوصم الذي أجده على النقيض وساماً وأتشرف به، فالبحريني أولى من غيره بالوظائف في وطنه.

لا يزال الآلاف يعانون من البطالة رغم مرور سنوات طويلة على تخرجهم من الجامعة، يحملون الشهادات الأكاديمية التي تؤهلهم للعمل، ولا يجدون فرصة واحدة للعمل، تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم، فيبقون تحت وصاية أهاليهم، إن لم نقل عالة على والديهم الذين وصل أغلبهم إلى سن التقاعد، ورواتبهم التقاعدية بالكاد يتدبرون فيها مصاريف معيشتهم! تتوقف دورة حياة أغلبهم إن لم يجدوا السند والمعونة من أهاليهم، فلا يمكنهم بعدها تكوين عائلة ولا التطور في حياتهم، فكيف سيصرفون على عائلة جديدة وهم لا يزالون يتسلمون مصروفهم من أهاليهم المتقاعدين!

سياسة إحلال المواطن مكان الأجنبي لابد من إقرارها وبقوة وضمن تشريع قانوني، فليس من المقبول أن يصطف المواطن في طابور العاطلين، وهناك أجنبي يتمتع بالوظيفة، والذي لا يتميز عنه بشيء! قال من قال: “لماذا لا يعمل البحريني في كل الوظائف والمهن، هو من تركها للأجنبي”! وأقول “البحريني لم يتوان يوماً عن العمل في كل الوظائف وحتى المهن البسيطة منها”، والمطالبة بالبحرنة تأتي بدءا بالوظائف العليا، والتي ولله الحمد هناك بحرينيون من حملة الشهادات العليا وفي تخصصات متعددة – بعضها نادرة – قادرون على الإمساك بزمام تلك الوظائف بل وتطويرها، مروراً بالمهن البسيطة التي لم يخجل البحريني يوماً من ممارستها بل ولم يتكبر عليها، إلا أنها هي الأخرى بدأ الأجنبي يزاحمه عليها! وإن حصحصنا الحق، فنحن لا نتكلم عن الأجنبي الذي امتهن المهن المتواضعة ذات الرواتب المتواضعة، بل نتكلم عن تلك المناصب العليا والوظائف المرموقة التي تخصص لها رواتب مجزية والبحريني أولى بها، طالما يملك المؤهلات التي تمكنه من توليها. ولا ينكر أحد أن هناك عاطلين يتمنون أبسط الوظائف ولا يجدونها.

ياسمينة: “البحرنة” حق… ونطالب بالحق.

الخميس 16 فبراير 2023كل ما طالبت بالبحرنة في الوظائف، كلما وجدت الحنق والغضب من البعض من هذه المطالبة، وكأنني بتلك المطا...

إقرأ المزيد »

علياء… بذمة من؟

الخميس 09 فبراير 2023

عامان قد مضيا، منذ أن ناشدت أم علياء الجهات المسؤولة للنظر في محنتها دون أن تجد لها حلاً يطمئن قلبها، فكل يوم يمر على أم علياء يعني أن اليوم الذي تخافه قد اقترب. هي إنسانة مؤمنة بأن الموت حق، وأنها لا تعلم بأي يوم ستسلم روحها لبارئها.. هي لا تخاف الموت، إنما تخاف المصير المجهول الذي ينتظر ابنتها علياء المصابة بالتخلف الذهني، فلا معيل ولا راع لها غيرها اليوم، ولا حتى بعد أن يتوفاها الله أطال الله بعمرها.

أم علياء، أم لثلاثة أبناء مصابين بالتخلف الذهني، تولت هي وزوجها – رحمه الله – رعايتهم، إلى أن بدأت حالة أم علياء الصحية في التدهور، فألحقت أحد أبنائها مستشفى الطب النفسي – وتوفي فيه قبل أكثر من عام – والآخر ألحق بمركز تأهيل تابع لوزارة التنمية الاجتماعية، ولا يزال يعيش فيه، إلا أن طلب إلحاق ابنتها بأحد مراكز الرعاية الدائمة، قوبل بالرفض مرات ومرات، والسبب أن القانون لا يجيز قبول أخوين في الدار، ولعلياء أخ يعيش فيها! كما وعدت مرات بقبول طلبها إن توافرت الفرصة والشاغر، إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم يصل أم علياء خبر قبول ابنتها في إحدى هذه الدور.

همّ أم علياء الذي لا يبارحها ليلا ونهارا، هو أن تؤمن لابنتها المعاقة ذهنية مكاناً يؤويها، ويقوم برعايتها، فحتى أقرب الناس إليها، أوصتهم برعايتها إن ما قدر الله وتوفيت، إلا أنهم جميعاً اعتذروا، ولا يلومهم أحد، فرعاية شابة في الرابعة والثلاثين، ومعاقة ذهنياً وغير مسؤولة عن تصرفاتها، ولا يمكنها الاعتماد على نفسها في أبسط أمور حياتها، وبحاجة إلى رقابة ورعاية واهتمام أربع وعشرين ساعة في اليوم ليس بالأمر الهين، ولنكن أكثر صراحة، من سيتحمل مسؤولية معاق ذهنياً إن لم تكن أسرته!

من حق علياء، وجميع من هم في وضع علياء أن يحصلوا على الرعاية الدائمة في أحد المراكز الحكومية المتخصصة، إن لم تكن متاحة وميسرة في منازلهم لظروف شتى.

ياسمينة: علياء بذمة كل من يمكنه مساعدتها.. فخذلها.

الخميس 09 فبراير 2023عامان قد مضيا، منذ أن ناشدت أم علياء الجهات المسؤولة للنظر في محنتها دون أن تجد لها حلاً يطمئن قلبه...

إقرأ المزيد »

مركز عالية آخر

الخميس 02 فبراير 2023

ليس من المقبول أبداً، أن يبقى أطفال اضطراب التوحد بلا تأهيل ولا تعليم! يتقدم بهم العمر وهم يفتقدون أبسط مهارات الاعتماد على أنفسهم.. فهم كأقرانهم، وكأي مواطن آخر لهم حقوق. أبسطها وأهمها أن يحصلوا على الرعاية والاهتمام، والتعليم الذي يتناسب معهم.

هذه الفئة من المجتمع، المتزايدة في التوسع سنوياً إن لم نقل يومياً – مع اكتشاف حالات بشكل دوري مثير للقلق والاهتمام – لها حقوق، فأهالي هؤلاء الأطفال لا نبالغ إن قلنا إنهم يواجهون امتحانًا يوميًا صعبًا وقاسيًا، وهم يتعاملون مع أبنائهم المتوحدين، الذين للأسف يتعرضون لظلم وبخس في حقوقهم الإنسانية والمجتمعية، فلا مراكز تأهيل تخاف الله فيهم، لغلبة الربحية على أهدافها التربوية والتأهيلية، ولا مدرسة حكومية واحدة على الأقل تحتضنهم!

مركز عالية للتدخل المبكر، قد يكون المركز الوحيد الذي نفخر بأنه يحتضن هذه الفئة من المجتمع، ويقدم لهم الرعاية والاهتمام والتعليم الذي يستحقونه، والذي يسعى أهالي الأطفال المتوحدين الحصول على مقاعد لأبنائهم فيه، إلا أنه وللأسف ومنذ سنوات يعاني من عدم القدرة على احتضان جميع الأطفال المتوحدين في المملكة، فقائمة الانتظار تربو على 800 حالة، وأجزم بأن هذا العدد في تزايد مع اكتشاف حالات جديدة تضاف يومياً لهذه القائمة. فكم من المؤلم وأنت ترى أما تبكي حرقة وهي تقول: “خمس سنوات وأنا أنتظر مقعداً ولا أمل، والمراكز التأهيلية الأخرى تستغلنا”.

نحن بحاجة إلى مركز مماثل لمركز عالية، يستنسخ تجربته الناجحة في تأهيل المتوحدين، على أن يكون حكومياً، مركزًا أو مدرسة لا يهم، المهم أن يكون تحت إدارة وتنظيم وزارة التربية والتعليم، يقدم خدماته مجانًا للبحرينيين من المتوحدين، يضم كفاءات تربوية قادرة على التعامل مع الفئات الخاصة، فليس من المعقول أن يتخبط أهالي هؤلاء الأطفال من مركز تجاري لآخر يدعي أنه يقدم الخدمات التأهيلية والتربوية لهؤلاء الأطفال، وهم في الحقيقة يستنزفون ميزانيات أهاليهم الذين لا حول لهم ولا قوة سوى الاقتراض والاستدانة أو الدخول في جمعيات، لتوفير رسوم تلك المراكز الربحية.

ياسمينة: لنحترم اختلاف بعض البشر عنا.

الخميس 02 فبراير 2023ليس من المقبول أبداً، أن يبقى أطفال اضطراب التوحد بلا تأهيل ولا تعليم! يتقدم بهم العمر وهم يفتقدون...

إقرأ المزيد »

من لا حول لهم ولا قوة

الخميس 26 يناير 2023

عندما يعود الطفل الطبيعي من المدرسة، ويشتكي من تعنيف أو تنمر، يذهب والداه للتحقق من الأمر، والوقوف على أسباب وطرق حل المشكلة، وإن تعرض طفلهما لظلم أيًا كان نوعه، لن يسكتا أبدًا حتى يأخذا حقه، لكن، ما الذي سيقوله أطفال من ذوي الهمم لآبائهم، وكيف سيشكون ما يتعرضون له خلال ساعات تواجدهم في المراكز والمدارس التي ينتمون إليها؟ خصوصًا غير الناطقين، أو غير المدركين لما يحدث حولهم، كأطفال الشلل الدماغي مثلًا؟ كيف سيعبر هؤلاء عما تعرضوا له في تلك الفصول المغلقة؟

أن تكتشف الأم كدمة أو عضة أو سحجات في جسم ابنها المتوحد غير الناطق، يعني أن هناك من تعرض له! تستفسر تأتيها الردود ملتوية، يُرمى بالأمر على حادثٍ عرضي، أو مشاجرة بين الأطفال، وهو أمر طبيعي بين الأطفال، لكن أحيانًا التبريرات لا يمكن هضمها، خصوصًا مع ادعاء تلك المدرسة أنها توفر لكل طفل رعاية خاصة، إن لم تكن مدرسة مشرفة عليه، وإن الصف الواحد لا يزيد طلابه عن عدد أصابع اليد! وعلى أساسه تفرض إدارات تلك المدارس رسومًا باهظة شهريًا على أولياء الأمور! لابد من توفير رقابة صارمة على مدارس ذوي الهمم من قبل وزارة التربية والتعليم، أو من قبل وزارة التنمية الاجتماعية بالنسبة لمراكز التأهيل، وتفرض على إدارات تلك المدارس والمراكز تشغيل كاميرات مراقبة في جميع الفصول والردهات وفي جميع المرافق لمنع حدوث أية تجاوزات مع هذه الفئة من المجتمع الذين لا حول لهم ولا قوة، على أن تكون المراقبة بشكل يومي لا بشكل طارئ حال وجود شكوى أو حادث، فبعض البشر يتجردون من ضمائرهم، وقد يرتكبون ما قد يرتكبون دون أن يتركوا أثرًا يدينهم.

تلك الأم تؤكد أن المدرسة سبق وأن فرضت رسومًا إضافية لتوفير خدمة النقل المباشر لمتابعة طفلها، إلا أنها خدمة غير مفعلة ومؤجلة لأعذار واهية، ما يضعها في دائرة شك مما قد يحصل في تلك المدرسة.

ياسمينة: وفوق عين الكاميرات عين الله.

الخميس 26 يناير 2023عندما يعود الطفل الطبيعي من المدرسة، ويشتكي من تعنيف أو تنمر، يذهب والداه للتحقق من الأمر، والوقوف ع...

إقرأ المزيد »

دهنّا في مكبتنا”

الخميس 19 يناير 2023

“يفكر ابني جديًا في البحث عن فرصة عمل في إحدى دول الخليج، فلم تجد محاولات بحثه هنا أية نتيجة!”، لم تكن عبارة هذه الأم صادمة ولا مفاجئة لي على قرار ابنها العاطل عن العمل، فعدد ليس قليلا من الشباب البحريني، وجدوا فرصاً للعمل لهم في دول الخليج، وأثبتوا كفاءتهم وتميزهم في الوظائف التي حصلوا عليها.

مطلع الشهر الجاري، أقامت دولة الكويت الشقيقة معرضًا للتوظيف تحت وسم: “قدم.. قابل.. توظف”، شاركت فيه أكثر من 74 شركة في 14 قطاعا مختلفا، والجميل أنه أتاح الفرص للكفاءات الخليجية للتقدم لشواغر العمل المتاحة ولأولوية بالطبع للمواطن الكويتي. بادرة تذلل الصعاب ليس فقط أمام الشباب الكويتي الباحث عن العمل، بل أمام العاطلين من الشباب الخليجي كافة، وهذا ما يجب أن يكون.

على دول الخليج أن تسعى لأن تستثمر طاقات شبابها وكفاءتهم في خدمة دول الخليج نفسها، أن تحتضن كل دولة من دول الخليج الشباب الذين لم يحصلوا على فرص عمل في بلدانهم الأم، ليجدوا الفرص في بلدانهم الخليجية الأخرى، منعًا لهجرة العقول للخارج.

إن كانت فرص العمل قد شحت أو حتى انعدمت ولم تكن متوافرة في دولة خليجية، على الدولة الخليجية الأخرى أن تتيح فرصها للخليجيين بدلًا من إتاحتها للجنسيات الأخرى، كنوع من التعاون الاقتصادي بين دول الخليج العربي، و”دهّنا في مكبتنا” كما نقول في مثلنا الخليجي. بعض الشباب البحريني يتكبد عناء السفر يومياً إلى الشقيقة السعودية للعمل، ولم يكل ولم يمل الواحد منهم طالما قد وجد لقمة عيشه في مسافات أبعد.

ويمكن لدول الخليج أن تقرب تلك المسافات بإنشائها خطا لسكة قطار يمر على جميع دول الخليج، ليتمكن الموظفون الخليجيون من التنقل ولو بشكل أسبوعي من دولة خليجية لأخرى يعملون فيها، أو كأقل تقدير أن تطرح شركات الطيران الخليجية أسعاراً رمزية على تذاكر الموظفين، لنترجم فعلياً شعار: “خليجنا واحد”.

ياسمينة: ليكن خير الخليج لأبنائها الخليجيين أولاً.

الخميس 19 يناير 2023 “يفكر ابني جديًا في البحث عن فرصة عمل في إحدى دول الخليج، فلم تجد محاولات بحثه هنا أية نتيجة!”، لم...

إقرأ المزيد »

ما بين حلو ومر

الخميس 12 يناير 2023

هي المرة الأولى، في حياتي المهنية التي أنقطع فيها فجأة عن الكتابة والتواصل مع قرائي، وأغيب عنهم نحو سبعة أشهر، فحتى إجازاتي السنوية كنت أحرص فيها أن لا أتوقف عن نشر المقالات، التي أعتبر استمراريتها جزءًا من احترامي لقرائي الذين ينفقون وقتًا من أوقاتهم في قراءة ما أكتب. نعم لم يكن الأمر علي سهلاً، ولم يكن الظرف الذي مررت فيه هينًا.

القدر ساقني خلال يوم وغده، بين حلو ومر… ففي التاسع عشر من شهر يونيو الفائت نلت جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة في فئة أفضل عمود صحافي لعام 2022، لأطير في اليوم التالي مباشرة في رحلة علاج مع شقيقي الذي اكتشفت إصابته بالسرطان فجأة، وتقرر سريعًا إجراء عملية عاجلة وخطيرة، ووضعت حياته على المحك، إما العملية ونسبة نجاحها لا تتجاوز 15 %، أو الوفاة في أية لحظة وفجأة، حيث استقر الورم الخبيث في قلبه، وانتشر في كليته، فكان القرار، التشبث بالأمل بالله عز وجل والأخذ بالأسباب وإجراء العملية لإنقاذ حياة أخي الشاب “لؤي”.

المصاب الذي كنت فيه أكبر من أي شعور آخر. رحلة علاج، إما أن أرجع بعدها ممسكة بيد شقيقي، أو أن أكون على مقعد الطائرة، ويرقد هو في نعشه مع الأمتعة! فكان قضاء الله وقدره أن يختاره ويستلم أمانته، وأرجع للبيت من دونه، ليستقر هو في بيته الأخير.

مقالي هذا خصصته، لأقول شكراً لكل من كان معي في حلو يوم فوزي، ومُر فقدان شقيقي، شكراً لكل كلمة مباركة أو معزية، شكراً لمن وقف معي في فرحتي وفي حزني، شكراً لمن صفق لي وأنا أستلم درع الجائزة وربت على كتفي وهو يعزيني في شقيقي. وعذراً لمن حاول الاتصال أو التواصل ولم أتمكن من الرد، ليس تجاهلًا وإنما للظروف أحكام. وها أنا اليوم أعود لكم مجدداً.

ياسمينة: رحمك الله يا أخي “لؤي” وأسكنك فردوسه الأعلى.

وصلة فيديو المقال

الخميس 12 يناير 2023 هي المرة الأولى، في حياتي المهنية التي أنقطع فيها فجأة عن الكتابة والتواصل مع قرائي، وأغيب عنهم نحو...

إقرأ المزيد »

جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة لعام 2022 (فئة أفضل عمود رأي)

عذرًا لمن هنئني ولم يتسنى لي الرد عليه… عذرًا لكل من أحب مشاركتي فرحة الفوز بجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة لعام 2022 (فئة أفضل عمود رأي) ولم تمكنني ظروفي القاهرة من اقتسام تلك الفرحة معه…

وحده الله يعلم ما أمر به … ومؤمنة بأنها غمامة وستزول قريبًا؛ بدعائكم المخلص النقي كقلوبكم…

أحبكم جميعًا… و لولا ذلك لما استمر عمود “ياسمينيات” ينبض بهمومكم؛ واهتماماتكم وبكل ما تختلج به قلوبكم ….

فشكرًا لكم من الأعماق احبتي

عذرًا لمن هنئني ولم يتسنى لي الرد عليه... عذرًا لكل من أحب مشاركتي فرحة الفوز بجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة لعام 2022...

إقرأ المزيد »