الأربعاء 28 أبريل 2021
ربما أقسى ما يمكن أن يعترض أيًا منا، أن تنقلب حياته رأسًا على عقب في ليلة وضحاها، والأكثر قساوة وألمًا أن ترى بصيص أمل العودة لحياتك كما كانت، إلا أن المال يقف حاجزًا بينك وبين ذاك الأمل.
سارة، شابة في التاسعة عشرة من عمرها، طالبة جامعية، أصيبت قبل سبعة أشهر بالتهاب حاد في الحبل الشوكي، تسبب لها بعدما كانت إنسانة طبيعية لا تعاني من أية مشكلة صحية بشلل نصفي، أقعدها الكرسي المتحرك منذ ذاك اليوم.
أصيبت باكتئاب حاد، فصدمة ما أصيبت به كانت أكبر من أن تحتمله شابة في فورة وعنفوان شبابها، قطعت علاقاتها مع كل من حولها، وغلقت الأبواب عليها، وباتت حبيسة الدار إلى أن استعادت قوتها وإيمانها بالله وتمسكت بالأمل، فبحثت عن العلاج الذي يمكنها من المشي على قدميها، بدلًا من الاستعانة بالكرسي المتحرك، فوجدت العلاج في مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية في المملكة العربية السعودية، إلا أن علاجها التأهيلي المقترح عليها مكلف ماديًا، ولا يقوى أهلها على توفير مصاريفه التي وبحسب الخطة المبدئية للعلاج تصل إلى 11 ألف دينار بحريني ولستة أسابيع فقط! وحالتها المرضية تستدعي علاجًا أطول من تلك المدة، وإن لم يقرر الأطباء كم ستستغرق رحلتها العلاجية.
ولثقتها بالله التي كانت أكبر من تلك المصيبة التي حلت عليها، طرقت عدة أبواب عسى أن تجد من يتكفل بعلاجها، إلا أنها وللأسف لم تجد من ينظر إليها بعين الرحمة، وبعين أحقيتها في العلاج الذي كفله لها الدستور. سارة اليوم طريحة الفراش أغلب وقتها، وإن اضطرت إلى مغادرة المنزل تستعين بكرسيها المتحرك، فالآلام التي تتعرض لها تقض مضجعها، ناهيك عن تسبب هذا الالتهاب في عدم قدرتها على التحكم في عملية التبول، ما يعرضها لمواقف محرجة. تأخر علاج سارة يعني احتمالية تطور حالتها المرضية، واحتمالية تعرضها لشلل كامل، ويكفي أن نضع أنفسنا مكانها، العلاج متوافر، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة كما يقال.
ياسمينة: هل ستقف سارة على رجليها من جديد؟
الأربعاء 28 أبريل 2021 ربما أقسى ما يمكن أن يعترض أيًا منا، أن تنقلب حياته رأسًا على عقب في ليلة وضحاها، والأكثر قساوة و...
أحدث التعليقات