نشرت فى : ديسمبر 2008

لا ناقة لهم ولا جمل

ياسمينيات
لا ناقة لهم ولا جمل
ياسمين خلف

ياسمين خلف

المواجهات الثنائية بين مثيري الشغب وقوات مكافحتها أمر بات معتاداً في الكثير من القرى، وبعيداً عن أسبابها، وقريباً من آثارها، فإنه من غير المعقول أبداً أن يتضرر من ليس له ناقة فيها ولا جمل، فمسيلات الدموع لا تفرق بين هذا الذي قد خرج للتظاهر وبين ذاك الذي رماه قدره للعبور على ذات الشارع، فكم منهم كبار في السن لا يسعفهم سنهم ولا أرجلهم للهرب فيقعوا ضحية للاختناق، وهم الذين لا يخلون طبعاً من أمراض الشيخوخة، وبالمثل النساء والأطفال فمن منا ينسى تلك الطفلة التي دخلت في غيبوبة إثر استنشاقها مسيلات الدموع؟
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فتلك الغازات الخانقة لا تحوم فقط في الشوارع باعتبارها موقعاً للأحداث، بل في المنازل أيضاً فعدد منها تحرق أرضياتها وتخنق من بداخلها، أحد المواطنين أصيب بحالة اختناق في اليوم الذي تلى وصوله لداره من بيت الله الحرام بعد أن وصلت منزله 4 عبوات خانقة، احداها اختبأت داخل كيس سرعان ما انفجرت بعد أن حركه، بل إن عدداً من العبوات وصلت إلى سطح منزله.
هذه مسألة والسيارات المتوقفة في الشارع مسألة أخرى، إذ تنال ما تناله من التلف والخراب فشظايا المناوشات تتلاعب على سطوحها وهياكلها، من سيعوضهم عن تلك التلفيات؟ هل عليهم ترك بيوتهم والهجرة إلى أماكن أكثر هدوءاً مثلاً ؟ أم عليهم ملازمة منازلهم بل وفي غرف محكمة الإغلاق والمنافذ كي لا تصلهم تلك الغازات؟
حتى أرزاق الناس هددت بل وحرقت، فما حدث ”لفرشات” التجار في سوق جدحفص أمر لا يقبل به دين ولا عرف، من سيعوض هؤلاء التجار عن الخسائر الفادحة التي لحقت بهم؟ هل كانوا مشاركين في أعمال الشغب؟ هم كغيرهم كثيرون صاروا يخرجون من بيوتهم وهم يتوقعون أن يرجعوا بخسائر لا بأرباح، وبالمثل من يخرج من منزله ولا يعلم إن كان سيتمكن من العودة له أم يفاجأ بإغلاق الشوارع المؤدية إليه ليبقى ولساعات طوال هائما على وجهه في الشوارع لا يعلم متى سيتمكن من الدخول إلى أرض باتت تشتعل أكثر فأكثر يوما بعد يوم.
لست أناقش الأسباب، ولست أنا ألوم طرفاً على حساب طرف، ولكنني أنقل فقط معاناة الناس الذين لا ناقة لهم ولا جمل.

العدد 1034 السبت 22 ذو الحجة 1429 هـ – 20 ديسمبر 2008

ياسمينيات لا ناقة لهم ولا جمل ياسمين خلف المواجهات الثنائية بين مثيري الشغب وقوات مكافحتها أمر بات معتاداً في الكثير من...

إقرأ المزيد »

الناس أعداء ما جهلوا

ياسمينيات
الناس أعداء ما جهلوا
ياسمين خلف

ياسمين خلف

اليوم فقط أدركت أنها ارتكبت جرماً في حق نفسها وفي حق أمثالها من النساء اللواتي تجرعن من كأس الظلم مراً وعلقماً، اليوم تعترف أنها لم تقرأ قانون الأحوال الشخصية، ولم تطّلع حتى على بعض بنوده، ولكنها أبت إلا أن تشارك في المسيرة الحاشدة قبل ثلاثة أعوام لتلعن من يتجرأ ويطالب بقانون يحميها ويحمي أطفالها، لا نلومها فقد أوهمت بأن هذا القانون يتطاول على الدين.. هكذا اعتقدت واعتقدت كثيرات أمثالها، وأغلبهن من المتعلمات.
لا أحد منا رجالاً أو نساء يدعو إلى المساس بالدين وشرع الله، ولا نشكك في معتقدات أي منهم، ولو كان كذلك لما تجرأ أي منّا برفع رأسه وصوته مطالبا بهكذا قانون، هل يرضينا ما نسمعه من قصص يدمى لها القلب قبل العين؟ تذوق فيها نساء هنّ أمهاتنا أو أخواتنا أو بناتنا صنوف العذاب والظلم، هل تريحنا دموع أطفال لا يجدون من ينفق عليهم ولا يجدون أبسط حقوقهم الحياتية؟ كم من القضايا تحوم في المحاكم ولا حكم صادر فيها إلا بعد أن تهلك المرأة وتتمنى الموت.
أن كنّا نغفل تلك الجوانب التي تقترب من خط الدين والشريعة فليبينها لنا رجال الدين ويتحفظوا على البنود التي يرونها كذلك، ولكن لا أن يدفن هذا القانون ”بالكامل” ونترك الأمور على عواهنها بسلبياتها ومآسيها و”الساكت عن الحق شيطان أخرس” كما يقال.
خذ مثلا، فتاة زوجت منذ كان عمرها 16 عاما نتيجة ظروف اقتصادية مؤلمة، طلبت الطلاق من زوجها بعد عام واحد لعدم توافقها، ورفض الزوج كما رفض أهلها، وقبلت بالاستمرار في حياتها بعد أن أحست بوجود روح في أحشائها، إلا أن حياتها كانت جحيما لا يطاق في الغربة، حيث كانت مع زوجها، كرهته كرها لا يسمح لها بالبقاء معه تحت سقف واحد وناضلت للفراق والتسريح بإحسان إلا أنها فشلت وبقيت على فشلها هذا ولمدة 12 عاما ”حفت” خلالهما رجلاها في المحاكم، خصوصا أن زوجها اختفى لفترة وهجرها وتبين لاحقاً أنه مسافر لدولة آسيوية.. فلو كان هناك قانون كقانون الأحوال الشخصية، ألم يكن للمرأة حق في الحصول على الطلاق لهجران زوجها وإلحاقه الضرر بها؟ هل نسينا قرار رسول الله ”ص” عندما جاءته سيدة تشكو كره زوجها فطلقها؟ فكيف به إذا اعتدى على سلامتها وهجرها، تلك قصة وهناك قصص أقسى منها تتحملها المرأة ولا سند قانونياً لها ولا حتى اجتماعي! الحديث عن هذا القانون يطول ولكن ما أردت قوله إن هذا القانون ليس عشوائياً ليلعن ويدفن قبل أن يولد، لنترك له الفرصة ليطرح للنقاش وإن كانت أحد بنوده أو حتى جميعها تمسُّ بالدين فكلنا دون استثناء سنقف ضده لا أن نقف دائما ضد ما نجهله، وكما قال الإمام علي عليه السلام ”الناس أعداء ما جهلوا”.

العدد 1033 الجمعة 21 ذو الحجة 1429 هـ – 19 ديسمبر 2008

ياسمينيات الناس أعداء ما جهلوا ياسمين خلف اليوم فقط أدركت أنها ارتكبت جرماً في حق نفسها وفي حق أمثالها من النساء اللواتي...

إقرأ المزيد »

مع احترامي للشباب

ياسمينيات
مع احترامي للشباب
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا شك أن من حق أي منا أن يسعى إلى زيادة دخله لينعم بحياة مستقرة هو وأسرته ويوفر لهم سبل الحياة المرفهة، ورغم أن بعض الناس يحمل شعار «الغاية تبرر الوسيلة»، إلا أن ذلك لا يعطيهم الحق أبداً أن يجنوا أرباح مضاعفة على حساب استقرار أسر وعائلات أخرى.
بيت القصيد، هناك بعض الأسر ممن اشتروا شقق التمليك الخاصة بوزارة الإسكان يشكون اليوم من جيرانهم، أو بالأحرى من كانوا في يوم من الأيام جيرانهم، والذين بعد أن منّ الله عليهم و«وسع عليهم» وبنوا لهم منازلهم الخاصة أجّروا شققهم على آخرين، و«ما الضير في ذلك؟» نقول وستقولون كذلك، فمن حقهم أن يتصرفوا بحلالهم بالشكل الذي يريحهم، ولكن المشكلة التي قد لا يعيها إلا من يعايش المشكلة هي أن أصحاب تلك الشقق «يسيل لعابهم» على من يدفع أكثر، ومن البديهي أن تكون مجموعة العزاب أقدر على الدفع من صاحب الأسرة، والعدّاد يرتفع أكثر وأكثر إذا ما كان المستأجر من الخليجيين، فـ 300 دينار بالنسبة إلى رب الأسرة البحريني كثيرة على شقة ولكنها تبدو بخسة في نظر الخليجيين الذين يدفعون عليها الضعف من دون جدال.
للعزاب حياتهم الخاصة، سهر وطرب و«هيصة وليصة» كما يقول إخواننا المصريون، وهم أحرار فيما يفعلون بشرط ألا يتعدوا على حرية الآخرين وإزعاجهم، إلا أن ذلك لا يروق طبعاً للعائلات التي تتحفظ على وجودهم بين نسائهم وأطفالهم، وخصوصاً إذا ما كانت تلك العائلات تضم فتيات مراهقات، قد تكون فريسة سهلة في حال وجود شيطان يحوم بين أولئك الشباب و«الشيطان شاطر»، فكلمة حلوة ونظرة «غير شكل» قد توهم تلك الصغيرة بحلم الحب السينمائي والبقية معروفة، ولا تقولوا إنهم سيغضون البصر عن مراهقة «راكبة نازلة» من الشقة، فتلك سذاجة لا تليق بما نسمعه من حوادث وقصص.
لابد من وجود قانون يردع من ينظر لمصلحته المادية أكثر من مصلحة الآخرين، ولاسيما الأمنية والاجتماعية، كأن يكون هناك بند يجرّم ويغرم من يؤجر مسكنه على عزاب بين العائلات، ويستثنى في ذلك الطالبات المغتربات واللواتي سيكوننّ في وضع أأمن بوجودهن بين العائلات، وبالعكس كذلك يجرم ويغرم من يؤجر لعائلة في عمارة تضم عزاباً.
هي ليست حرباً على العزاب أو دعوة إلى نبذهم، ولكن حفاظاً على حرمات البيوت ومنعاً لوقوع المحظور، فلا أعتقد أبداً أن أولئك أنفسهم ممن يؤجرون تلك الشقق على العزاب يقبلون لعائلاتهم أن يسكنوا قبالة شقق تعج بالشباب. مع احترامي الشديد للشباب.

العدد 1027 السبت 15 ذو الحجة 1429 هـ – 13 ديسمبر 2008

ياسمينيات مع احترامي للشباب ياسمين خلف لا شك أن من حق أي منا أن يسعى إلى زيادة دخله لينعم بحياة مستقرة هو وأسرته ويوفر ل...

إقرأ المزيد »

النساء كالفواكه

ياسمينيات
النساء كالفواكه
ياسمين خلف

ياسمين خلف

الذي أعرفه أن المرأة لا تقبل المشاطرة، وأنها تدخل بأسلحتها كافة، إن ما هي أحست، ولو لمجرد إحساس، أن هناك من تحاول أن تشاركها زوجها مهما كانت هذه الزوجة مسالمة هادئة، نعم لكل قاعدة شواذ، هناك من يقبلن كما نسمع من هنا وهناك بزواج أزواجهن عليهن، وقد تختار الزوجة لزوجها زوجة جديدة وعلى ”ذوقها”، ولكن ما أن تتبع قصصهن وحياتهن حتى تجد أن النهاية واحدة، حرب بلا هوادة بين امرأتين تستخدمان كل مكرهما للظفر بالزوج ،وإخراج الأخرى مهزومة مذمومة، حتى لا تجد أي فرصة أو منفذ للعودة إلى حياة المناصفة.
الله حلل لنا أربع. هكذا يتذرع الرجال دائما إن ما خطرت لهم بالبال فكرة الزواج الثاني، وغالبيتهم يمر بهكذا خاطر في مرحلة من مراحل حياتهم، البعض يقول عنها نزوة، إلا أنها في النهاية تهز استقرار بيت، عندما لا يرى الزوج إلا متعته ليبني سعادته على تعاسة امرأة، في أغلب الأحيان ولا أقول دائما، ضحت، وإن لم تضحِّ، أخلصت وقدمت ما بوسعها لتحافظ على حياتها واستقرار بيتها، ولا أدل على ذلك من زواج الرجل على امرأته بعد أن كافحت معه وصبرت على ضنك العيش وربت عياله، وبعد أن يوسع الله في رزقه لا يجد أمامه إلا الزواج الثاني، ليكسر قلب امرأة لم يخطر في بالها يوما أن يكون لها زوج غيره.
تجده مرتاحا ويمدح زوجته وبين ليلة وضحاها يختلق لنفسه الأعذار، بل ويرمي زوجته الأولى بأخس الأفعال ليخرج نفسه ”ملاكاً” لا يخطئ، وبخبث يستميل إليه تعاطف من حوله ليعذروه على إقدامه على الزواج الثاني ”مسكين حياته مرة ومن حقه أن يعيش” أليس ذلك ما يريد الزوج أن يسمعه من الآخرين؟
لا نختلف. الله والشرع حللا الزواج المتعدد ولكن لم يترك الله المسألة هكذا من دون ضوابط فهناك أسباب للزواج الثاني، وأكاد أجزم أن أغلب من تزوجوا على نسائهم لا يملكون أحدها، إلا فيما ندر، ويتناسون شرط ”العدل” ألم يقل الله عز وجل ”ولن تعدلوا” أهناك من سيملك هوى قلبه لينصفه ميزان العدل؟ فإن عدل بينهن في المأكل والملبس والمسكن، فلن و”ألف لن” يعدل في حبه الذي هو ليس ملكه وليس بهواه.
أقذر وصف سمعته من رجل مزواج يبرر سلوكه هو ”أن النساء كالفواكه أشكال وألوان، وكما المرء يحب أن يجرب طعم كل الفواكه، الرجل يحب أن يتزوج بأكثر من امرأة ” للأسف وإن كان هذا تبريره، إلا أنها الحقيقة التي يجب أن نواجهها بأن الرجل في أغلب الأحيان لا يتزوج إلا لمتعته، والقلة القليلة من يكون فعلا لم يفكر بالزواج على أم عياله، إلا لأسباب شرعية لا يملك المرء حيالها إلا الرضوخ، حينها فقط نقول نحن النسوة أعان الله قلبك يا الزوجة الأولى، لأنك ستذوقين طعم الحرة والغيرة وطعم الهزيمة مهما كنت الأفضل، هذا هو رأيي في زواج الرجل على زوجته الأولى يا ”بنت البحرين”.

العدد 1026 الجمعة 14 ذو الحجة 1429 هـ – 12 ديسمبر 2008

ياسمينيات النساء كالفواكه ياسمين خلف الذي أعرفه أن المرأة لا تقبل المشاطرة، وأنها تدخل بأسلحتها كافة، إن ما هي أحست، ولو...

إقرأ المزيد »

هو و«جدته»

ياسمينيات
هو و«جدته»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

مسكينة جدة مصوّر الوقت، رغم أمراضها وسنها الطاعن، إلا أنها اضطرت إلى التنقل في السيارة ومن مكان لآخر ومن الصباح حتى ساعات الظهر لأيام لتحصل على تقارير طبية تؤكد خلوّها من الأمراض المعدية لتحصل على تلك الرعاية الصحية المتنقلة التي توفرها وزارة الصحة لكبار السن في منازلهم!
وبحسب القصة كان يا مكان وليس في قديم الزمان طبعا، ذهب المصور مع جدته لقسم الطوارئ حيث كانت تعاني من تقرحات الفراش كونها عجوزا مقعدة، وبعد ساعات طوال من الانتظار حوّلت للطبيب المختص في المركز الصحي لتوفير الرعاية المنزلية إلا أن القسم اعتذر ”ما عدنا وقت”!، هكذا قالوا ”إن أردتم الخدمة أنتم أحضروها، وبجهودكم الشخصية”، وبعد أسبوعين، نعم أسبوعين، جاءت الباحثة الاجتماعية للمنزل وحصلت على شرف مقابلة ”الجدة” إلا أنها طلبت من أهلها تقريرا طبيا يثبت أنها لا تعاني من أي أمراض معدية، وأنهم بعدها سيزورونها 3 أيام في الأسبوع للكشف على مستوى ضغطها ومستوى الهيموجلوبين في دمها إضافة إلى توفير الرعاية الشخصية لها، ”خير وبركة أفضل من عدم وجود رعاية بالمرة”، هكذا قال الأهل.
ذهب الأهل للمركز الصحي للحصول على هذا التقرير، إلا أنهم أصروا على تواجدها في المركز لأخذ تحاليل للدم. في اليوم التالي ”الجدة” في السيارة منذ الصباح الباكر، إلا أن المختبر بحسب المركز يفتح أبوابه عصرا، وبعد أن وصلوا عصرا قيل لهم ”لا يمكن أن نأخذ منها عينة الدم فغدا الجمعة وبعده السبت يوما الإجازة الأسبوعية، والمختبر مغلق”!.. هل هذا معقول؟ ”ما دريت إحنا في أفريقيا”، ونتيجة التحاليل لا يمكن الحصول عليها عبر الكمبيوتر.
المهم مصورنا وجدته الحنون كانا على موعد مع جولات وجولات، فأربعة أيام قضوها في التنقل من مخزن لآخر للحصول على أدوية وكريمات خاصة بتقرحات الفراش التي تعاني منها، ولما وصلوا للمخزن الأخير قيل لهم ”مطلبكم غير موجود في الوزارة حاليا”، يا جماعة ليش مو من أول قلتون هذا الكلام بدل ما الواحد يضيّع وقته وجهده ويتلف أعصابه ”ما في نظام كمبيوتري يكشف الأدوية المتوافرة أو تلك النافدة من أي مخزن كان؟”، من يسمع ما ينشر في الصحف من تطور الخدمات لا يمكن أبدا أن يصدّق أننا لازلنا نعاني من تخلف الإجراءات والتطويل اللي ما له أي داعي، وإن كان مصور الوقت حالة فإن هناك حالات أخرى مشابهة وأكثر تطويلا وتعقيدا. أتدرون ما كان يدور في ذهن مصورنا ”أن تموت جدته والإجراءات لم تنتهِ بعد”، أطال الله في عمرك يا جدته.

العدد 1020 السبت 8 ذو الحجة 1429 هـ – 6 ديسمبر 2008

ياسمينيات هو و«جدته» ياسمين خلف مسكينة جدة مصوّر الوقت، رغم أمراضها وسنها الطاعن، إلا أنها اضطرت إلى التنقل في السيارة و...

إقرأ المزيد »

قرأت .. تعلّمت … «كرفت»

ياسمينيات
قرأت .. تعلّمت … «كرفت»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لم تكن جميع النساء سعيدات بيومهن في يوم المرأة البحرينية، لم يكنّ راضيات بل بتن مكسورات الخاطر، لم يردن مكافآت مالية ولا أوسمة ولا جوائز بل كنّ ينتظرن التفاتة ولو مجرد التفاتة إعلامية تشيد بأسمائهن بعد أن قدمن وأسسن وعملن في ظروف قاسية قد لا يتحملنها نساء اليوم، هل ستقبل ممرضة من هذا الزمن مثلا أن تذهب وبقارب صغير إلى جزيرة ما لتقدم التطعيمات للأطفال؟ هذا جزء مما كابدنه ممرضات الأمس، ممرضات أسسن قواعد هذه المهنة لأيامنا هذه، فلم تكن العيادات الصحية آنذاك موجودة، ولم تكن هناك جسور للوصول إلى الجزر البحرينية البعيدة كالنبيه صالح مثلا، ورغم ذلك لم تُمنع المرأة البحرينية من دخول البحر للوصول إلى تلك الجزيرة عبر القوارب الصغيرة ”اللنج” واللواتي ما إن يصلن إليها حتى يتخذن من ظل شجرة مقراً لهن ومن الطابوق كرسيا، ليبدأن حملات التطعيم للأطفال.. وأمهات تلك الجزيرة يتوافدن مع أطفالهن بالقرب من الشجرة بعد أن يسمعن بوقا يدويا ”طوط طوط ” يستخدم كأسلوب للإعلان عن وصول الممرضات ، والأمر بالمثل بالنسبة لباقي القرى التي يجُبنها في سيارة ”جيب” من قرية لأخرى ليقدمن التطعيمات للأطفال.
رغم كل ما فعلنه نُسين وطواهنّ الزمان، بعضهن قضين نحبهن والبعض تألمن وبكين حسرة على تجاهل دورهن وتجاهلهن في يومهم، ما حزّ في نفوس هؤلاء الرائدات في مجالهن أنهن همشن وكرِّمت أخريات، ليس فقط ممرضات بل طبيبات وصيدلانيات، هن من قامت على سواعدهن بدايات هذه المهن، نحن لا نقلل من شأن من كُرِّم ولا من دور نساء اليوم، ولكن ألا تستحق أولئك النسوة تقديرا ولا بذكر أسمائهن في الصحف، تلك كانت صرختهن وأنا سأكرمهن بطريقتي الخاصة، وقبل ذلك أقول لكل امرأة قرأت .. تعلّمت.. ”كرفت” عفوا ”شاركت” كل عام وأنت بخير.
وشكر خاص لفاطمه عبدالكريم، أنيسه فرج، سبيكه الكويتى، شهربان الأنصاري، خيريه أسيرى، أمينه قمبر، صالحه خيري، شيخه الحرم، افتخار نسيمي ، حليمة أحمد – وهنّ جميعا عملن فترة ما قبل سبعينيات القرن الماضي ومتقاعدات.
أما عن ممرضات فترة السبعينات فهن: وداد القصاب أقدم ممرضة في صحة المجتمع وأقدم ضابطة تمريض وتعمل حاليا في الرعاية الصحية الأولية، وليلى مراد أول ممرضة أسست تراخيص التمريض على المستويين الخليجي والعربي وخديجة القعود أول ممرضة تترأس خدمات التمريض في المستشفيات وسهام الشيخ أول ممرضة تترأس خدمات التمريض في الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة ، وبدريه قمبر أول ممرض تترأس غرفة العمليات وخديجة القحطانى أول ممرضة تترأس برنامج صحة المجتمع في كلية العلوم الصحية، وسلوى الأنصاري أول ممرضة تترأس برنامج البكالوريوس في كلية العلوم الصحية وليلى عبدالرحمن كأول صيدلانية تعمل في وزارة الصحة وثريا مال الله أول صيدلانية في الرعاية الصحية الأولية وجميعهن متقاعدات اليوم.

العدد 1019 الجمعة 7 ذو الحجة 1429 هـ – 5 ديسمبر 2008

ياسمينيات قرأت .. تعلّمت ... «كرفت» ياسمين خلف لم تكن جميع النساء سعيدات بيومهن في يوم المرأة البحرينية، لم يكنّ راضيات...

إقرأ المزيد »

مرضى ينقذون مرضى

ياسمينيات
مرضى ينقذون مرضى
ياسمين خلف

ياسمين خلف

‘’أقول شوفي أختك كم نسبة الهيموجلوبين في دمها، شكلها تعبانه، لونها أصفر وشفايفها بيضاء؟’’ هرعت تلك الأخت للممرضة التي بدأت على أثر ذاك السؤال ‘’وللتو فقط’’ في التأكد من النسبة وقالتها وكأن الأمر عادي لا يستدعي القلق، نسبة الهيموجلوبين ‘’9,’’3 خلينا نشوف الدكتور! 9,3 من أصل 12 أأنت متأكدة؟ قالتها وكأنما لم تفهم رغم وضوح الجملة، ومن تلك اللحظة حالة من الاستنفار دبت بين الأهل، منهم من انطلق كالصاروخ لأقرب محل عصائر ومنهم من أعد الخلطات التي تساعد على رفع نسبة الدم لمريضتهم التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت، ليأتي الخبر من الممرضة بأن الطبيب يرى ضرورة نقل وحدات الدم للمريضة وعلى وجه السرعة وإلا فإن المسؤولية لا يتحملها المستشفى.
هذا السيناريو ‘’المرعب’’ بلا شك والذي يعي من وطأت قدماه نار المصيبة، ليس من وحي الخيال إنما حدث في المستشفى ولربما يحدث عشرات بل مئات المرات من دون أن تحرك الوزارة طرفها، أتذكرون المرحومة فرح التي ضجت البحرين بعد وفاتها، والتي أصيبت في الجناح بغيبوبة سكر دخلت على أثرها في عدد من المضاعفات حتى لفظت أنفاسها الأخيرة مخلفة وراءها طفلين لطيمين يتيمين لا أم لهما ولا أب.
لا نريد تكرار المأساة، لا نريد ضحايا جدداً، يكفينا بلاوي من هذا المستشفى الحكومي، الذي لا يذهب إليه المرضى مقتنعين بل لعدم توافر البديل، في الحادثة السابقة مريضة تعاني من سكلر ودخلت الجناح بعد نوبة استهدفت قلبها أدخلت غرفة الإنعاش في الطوارئ، هل تترك هكذا دون مراقبة؟ وإن كانت أختها معها هل جميع ذوي المرضى ‘’أطباء أو ممرضين’’ يعرفون علامات تدهور حالة المريض؟ سلمنا أمرنا لكل ذلك، بعد أن تتم عملية أخذ عينة الدم لقياس نسبة الهيموجلوبين ألا يطلع عليها الممرضات أم تترك كمعلومة تطل من الحاسوب لتكون ذكرى للمريض بعد توديعه للدنيا؟ كيف يترك مريض بمثل هذه النسبة دون أن يستدعى الاستشاري؟ آمنا بالله كتب على مرضى السكلر التعرض فجأة ودون سابق إنذار لانتكاسات خطرة وحتى مميتة، لكن هل يتركون من دون ‘’نجدة’’ وهم في الأجنحة وبين الممرضات والأطباء، الذي أعرفه أن المرضى أي مرضى قد يصابون بوهن يمنعهم حتى من الكلام والحركة، والذي أعرفه كذلك أن مرضى السكلر من فئتهم إذ إن تأثير الألم بالإضافة إلى الأدوية التي تصرف لهم تدخل بعضهم في حالة أشبه بالإغماء أو حتى الهلوسة عند البعض الآخر، أيتركون من دون مراقبة ومن دون أكل طوال الصباح وحتى المساء،ألا يوجد من يطعم العاجز منهم والذي قد يصاب ‘’كمريضتنا’’ بتكسر حاد في الدم نتيجة قلة السوائل، بلغ السيل الزبى وبلغ الإهمال أوجه والمشكلة أن ‘’بعد ما يفوت الفوت ما ينفع الصوت’’ كما لا ينفع التحقيق في أسباب الوفاة أن ما سلم أحد المرضى روحه في الجناح وبين ‘’ملائكة الرحمة’’.

العدد 1012 الجمعة 30 ذو القعدة 1429 هـ – 28 نوفمبر 2008

ياسمينيات مرضى ينقذون مرضى ياسمين خلف ‘’أقول شوفي أختك كم نسبة الهيموجلوبين في دمها، شكلها تعبانه، لونها أصفر وشفايفها ب...

إقرأ المزيد »

يا للعار

ياسمينيات
يا للعار
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ليلة الأربعاء كنت في طوارئ السلمانية ‘’وشفت وسمعت محد قال لي ‘’ما يرعب القلب وينذر بمصائب، طبيب استشاط غضبا على طبيب آخر بعد أن علم أنه لم يقم بأي فحوصات لمريضة سكلر كانت على ما يبدو تمر بنوبة شديدة ومضاعفات خطرة كان من المحتمل أن تصاب بها، الطبيب الآخر كان واقفا ولم ينبس ببنت شفة لإدراكه على ما يبدو’’الجرم’’ الذي ارتكبه بحق مريضة في الأربعين من عمرها،فيما كان الطبيب الأول يقول وبلهجة حادة وبالحرف ‘’كيف تترك مريضة سكلر تعاني من ألم حاد بدون أي فحوصات، ألا تعلم ما يعنيه مرض السكلر؟ ذات الحالة وبنفس الأعراض توفيت فتاة أصغر منها سنا في القسم أنا غير مسؤول عما قمت به’’ وترك له أوراق المريضة على الطاولة وذهب، مخلفا وراءه رعبا في قلوب المرضى ولاسيما أهالي مرضى السكلر الشاهدين على الموقف، والطبيب المعني يعرف نفسه تماما!
بالعربي الفصيح هناك أزمة عدم ثقافة لدى الأطباء بمرض السكلر الذي هو أحد أخطر الأمراض شيوعا بين البحرينيين، للأسف أن البعض يعتقد أن السكلر شأنه شأن آلام الروماتيزم، ولا يتصورون انه مرض مميت ويتسبب في تلف بعض الأجهزة الحيوية في الجسم إن لم يتم تدارك النوبة بالمسكنات أو بالمغذي الوريدي، ألا يعلم مثل هؤلاء الأطباء أنه مرض قد يؤدي إلى الجلطات أو توقف القلب ‘’يا للعار’’ إن كان المرضى أو عامة الناس يدركون ذلك وهم يجهلون.
خذ كذلك ما يحدث في الطوارئ ‘’مسؤولة تمريض’’ تعب المرضى وتعبت الصحافة من التنبيه لتصرفاتها ووزارة الصحة ‘’عمك أصمخ’’ تمنع أدوية ومسكنات عن مرضى السكلر في الوقت الذي يكون الأطباء هم من يصرفها لهم، تتركهم يصرخون من الوجع والألم الذي بحسب وصف المرضى ينخر العظم نخرا ويتنقل من منطقة لأخرى في الجسم دون هوادة، وبكل ‘’عنجهية’’ تغلق خزائن الأدوية بالمفتاح وتقول إن من يريد أخذ الحقن المسكنة فليأخذها في الأجنحة لا في قسم الطوارئ ‘’وعفية على ملاك الرحمة’’.
يعامل مرضى السكلر على أنهم مدمنون! بالله عليكم إن كانوا كذلك من أوصلهم إلى هذه المرحلة، وإن كانوا فعلا كذلك أليس المدمن بمريض لابد من علاجه؟ إذن عالجوهم من الإدمان ولا تشمتوا بهم أو تعايروهم.
‘’المسكلرين’’ كما يطلق المرضى على أنفسهم يعانون كذلك من قسوة الممرضات في الطوارئ والأجنحة، واللواتي يرفضن حتى مساعدتهم على النهوض من السرير للذهاب إلى دورة المياه! يعني بالمختصر المفيد المرضى يحسبون لدخولهم المستشفى ألف حساب لأنهم يدركون أن كل نوبة مرض هي موت جديد، وأبعد من ذلك يقولون بأنهم يدعون المرض ‘’ويتعايرون’’.

العدد 1006 السبت 24 ذو القعدة 1429 هـ – 22 نوفمبر 2008

ياسمينيات يا للعار ياسمين خلف ليلة الأربعاء كنت في طوارئ السلمانية ‘’وشفت وسمعت محد قال لي ‘’ما يرعب القلب وينذر بمصائب،...

إقرأ المزيد »

هل يشبهني أخي؟

ياسمينيات
هل يشبهني أخي؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ليس دفاعاً عن الزواج الثاني، بل دفاعاً عن ثمرة هذا الزواج، دفاعا عن الأبناء الذين لا ذنب لهم في هذه الحياة سوى أنهم فتحوا أعينهم وهم أبناء للزوجة الثانية، يسمعون أن لهم إخوة من زوجة أبيهم الأولى ولا يرونهم، لا يشعرون برابط الأخوة بينهم وإن كانوا يحنون إليه، يتمنون اللقاء بهم، يحتفلون معهم في أفراحهم ويشاركونهم أحزانهم ”وكأن الأمر أبعد إليهم من النجوم! هل يشبهوننا؟ هل هم طيبون؟ كيف ستكون ردة فعلهم اتجاهنا؟” أسئلة قد تنهمر في عقولهم ولا يجدون لها إجابة.
قد يقول قائل ”أنا لي أخوة غير أشقاء وعلاقتنا أحلى من العسل” وأنا أقول لننظر في الضفة الأخرى التي يتألم فيها إخوة من معاملة أخوتهم، ولنكن أكثر واقعية، فهناك إخوة لا يرون أخوتهم إلا في وفاة من يربطهم ”الأب”، وقد لا يرونهم أبدا إذا ما رفض الإخوة والزوجة الأولى اللقاء بهم، وكأن الحرب قائمة إلى يوم يبعثون!
أقدر تعاطف الأبناء مع أمهم ”الزوجة الأولى” وتآزرهم معها، فجرح مشاعرها وزواج أبيهم عليها جرح كبير وألم في الخاصرة، فلا امرأة في العالم تقبل أن يتزوج عليها زوجها، وأن كابرن بعضهن فأعتبرهن شواذ عن القاعدة، هكذا أرى، ولا ألومهم ”الأبناء” أبداً إن حقدوا وكرهوا الزوجة الثانية، ”فخاطر أمهم يسوى الدنيا” ولكن أن يكرهوا إخوتهم غير الأشقاء، هذا ما لا أستسيغه أبداً، خصوصاً أن ما كانوا أصغر منهم ”بكثير” – حتى أن بعضهم اقرب سنا لأبنائهم أو حتى أصغر منهم، والطامة الكبرى إن ما استغلوا صغر سنهم وقلة حيلتهم ”ولهفوا الأكوا والماكوا”، كما نقول بالعامية واستولوا على حقوقهم، ليتركوهم يصارعون الحياة دافعين ثمن زواج لم يختاروا فيه أمهم ولا أبيهم.
الرحمة مطلوبة، فكيف بها إن كانت لمن هم من دمنا ولحمنا وتربطنا أقدس العلاقات ”علاقة الأخوة” أعرف فيمن أعرف إخوة غير أشقاء يتودد فيها الإخوة من الزوجة الثانية لإخوتهم من الزوجة الأولى يحاولون قدر المستطاع إذابة الحقد من قلوبهم ولو بكلمة أو نظرة حب، في الوقت الذي يجازون على ذلك بنعتهم بأخس الكلمات والألقاب، وتجد الإخوة الكبار من الزواج الأول قد تنعموا بخيرات والدهم الميت، وعاشوا في حلاله وتركوا إخوتهم في بيت لا يسكنه إلا الأشباح يقتاتون القليل ويلبسون أرخص الثياب، وكأنهم يعاقبونهم على ذنب يعرفون تماما بأنهم لم يقترفوه وأن كل ما في الأمر أن تلك هي ”قسمتهم في الحياة” لو أمعنوا في قوله تعالى ”ولا تزر وازرة وزر أخرى” لما كانت تلك تصرفاتهم ولما ألقوا جام غضبهم من زواج أبيهم على ”إخوتهم”.

العدد 999 السبت 17 ذو القعدة 1429 هـ – 15 نوفمبر 2008

ياسمينيات هل يشبهني أخي؟ ياسمين خلف ليس دفاعاً عن الزواج الثاني، بل دفاعاً عن ثمرة هذا الزواج، دفاعا عن الأبناء الذين لا...

إقرأ المزيد »