نشرت فى : أغسطس 2008

ترى كلش مو «زين» عليكم

ياسمينيات
ترى كلش مو «زين» عليكم
ياسمين خلف

ياسمين خلف لو كنا بإحدى البلدان الأجنبية لحق لعدد كبير من المواطنين الحصول على تعويضات للضرر النفسي الذي تسببه الشركات الكبرى، والتي لا هم لها في بلداننا العربية سوى الحصول على الأرباح رامية وراء ظهرها ما قد يتعرض له زبائنها من ضرر في تلك المعاملات، ولا أبالغ في ذلك لو قلت لكم أن أحد المواطنين تعرض لتلف نفسي هو وزوجته بسبب عدم دراية موظفي شركة الاتصالات «…» بالإجراءات الجديدة بالشركة، بل بالعكس زادوا ”الطين بلة” عندما قاموا بتخويفه ونصحه باللجوء للشرطة بأسرع وقت كي لا يتعرض للنصب والاحتيال، وبأنهم يخلون مسؤوليتهم عن أي حادث قد يتعرض له في المستقبل.
وحتى لا تكون أحجية، فالمواطن استيقظ على رنة هاتفه النقال، وكان في الطرف الآخر صوت آسيوية تخيره أما بالتحدث معه باللغة الإنجليزية أو الآسيوية ”تحت الطلب بعد” فاختار الإنجليزية طبعا، فطلبت منه الحصول على معلوماته الشخصية بدءا من الاسم الكامل والعنوان ورقم البطاقة الشخصية وانتهاء بحسابه البنكي، وحولته بعدها على موظف بحريني الذي أشار إليه بأنهم من شركة «…» للاتصالات ويريدون توثيق اسمه مع الرقم الذي يستخدمه، ولأن ”سكرة النومة” لا تزال تسيطر عليه أجابه بسذاجة وأغلق الهاتف.
وبعد أن أفاق من نومه بشكل تام استوعب ما قام به، تأكد من الرقم الذي استلم منه المكالمة، ليفاجأ بأن الرقم يتبع شركة الاتصالات ”بتلكو” وليست «…» استشعر بالخوف، اتصل بشركة «…» ليتأكد من تلك الإجراءات الجديدة ليصعق بأن الموظف يؤكد له بأن لا علاقة بالشركة بهذا الاتصال، وبأنه ربما وقع في فخ الاحتيال والنصب من أحدهم الذي قد يستغل معلوماته الشخصية ليسرق مثلا حسابه البنكي أو يورطه في قضية مشبوهة، ليترك المواطن وهو ”يتنافض” من الخوف، وزوجته لم تجد طريقة غير البكاء والنحيب على المشكلة التي وقعوا فيها، حاول المواطن معرفة مصدر الرقم ليتبين له بعد ذلك بأنه تابع لأحدى الشركات في المنطقة الدبلوماسية والتي تتعامل أصلا مع شركة الاتصالات «…»، وليتبين بعدها أن موظفي شركة «…» لا يعرفون أصلا بالإجراءات الجديدة في توثيق الأرقام بأسماء المتعاملين معها، أي أن المواطن وزوجته ضاع وقتهم ”وحرقة” أعصابهم نتيجة العشوائية في العمل، أليس من المفترض أن يكون الموظفون على علم ودراية بموضوع مثل هذا كي يكونوا مستعدين لاستفسارات الزبائن، خصوصا أنهم يلجأون إلى أخذ كافة المعلومات الشخصية؟ أليس من المفترض أن يعلن عن هذا الإجراء الجديد في الصحف منعا للغموض الذي يكتنف سير الإجراءات قبل تنفيذ الخطة؟ ”الحادثة وقعت قبل نشر خبر بالخصوص في الصحف” أم أن ذلك سيكون مكلفا وحرق أعصاب الناس أرخص.

العدد 923 الأحد 30 شعبان 1429 هـ – 31 أغسطس 2008

 

ياسمينيات ترى كلش مو «زين» عليكم ياسمين خلف لو كنا بإحدى البلدان الأجنبية لحق لعدد كبير من المواطنين الحصول على تعويضات...

إقرأ المزيد »

ارحموهم قبل بدء الدراسة

ياسمينيات
ارحموهم قبل بدء الدراسة
ياسمين خلف

ياسمين خلف حالة من التذمر الواضح بين أهالي طلبة المدارس، الذين ربما أفسدوا عليهم حتى متعة الإجازة الصيفية وهم يفكرون في وضعهم ووضع أبنائهم في شهر رمضان الذي سيتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، مطالبين وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في التوقيت وتأجيل الدراسة إلى ما بعد عيد الفطر المبارك تماما كما أعلنت عن ذلك كل من الكويت والسعودية الشقيقتين.
بصراحة هم محقون في ذلك، ولنكن أقرب إلى الصورة على وزارة التربية والتعليم أن تكون حليمة معنا في المبررات حتى النهاية، فبدء العام الدراسي يعني تغير روتين حياة الطلبة 100%، بمعنى أدق أن الطلبة في الصيف أغلبهم يسهرون حتى الفجر وينامون الصباح، وهي حقيقة لا يمكن نكرانها أو حتى إيقافها، إذ يفشل معظم الأهالي في إيقاف هذه العادة التي تتناقلها الأجيال ”هل نسينا أنفسنا”، وإن كان هذا لا يبرر أبدا تأجيل الدراسة لشهر كامل، فهذه العادة تتكرر كل عام ويتأقلم الطلبة بعدها بالدوام المدرسي فينامون ليلهم ويستيقظون في الصباح الباكر، ولكن ما أردت الوصول إليه هو أن عدداً من التغيرات ستحدث مرة واحدة هذا العام، إذ أن الطلبة سيبدؤون عامهم الدراسي وهم صائمون والإنهاك سيكون مضاعفاً مع تغير الساعة البيولوجية في أجسادهم، ناهيك عن الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، وهذا كله سينعكس على مدى قدرتهم على الاستيعاب والتفكير، وإن كانت الأيام الأولى تضيع هكذا من دون بدء فعلي في العملية التعليمية، فما بالك مع صيامهم.
والوضع سيكون أصعب بالنسبة لأؤلئك الطلبة ممن سيكلفون بالصوم لأول مرة في حياتهم، أي الطالبات في الصف الثالث الابتدائي ”9 سنوات” والطلبة في الصف الثالث الإعدادي ”15 سنة” وإن كان أغلبهم مروا في السنوات الماضية بفترة تجريب أو تدريب على الصيام كما يحلو للبعض تسميته، وكلنا يذكر كيف نصوم حينها، أما لنصف يوم، أو نشرب الماء إن عطشنا بعيداً عن أعين أهالينا، ولكن أن يبدأوا بالصوم الكامل يعني مجهوداً لم يعتادوا عليه، فالصيام مباشرة مع بدء مرحلة دراسية جديدة حتماً سيكون مرهقاً، أم لطفلة أكدت بأنها تحمل هم طفلتها أكثر من أي شيء آخر، فعليها إيقاظها للسحور وعليها تدريسها بعد الفطور خصوصا أن فترة ما بعد الدوام المدرسي تذهب هكذا مع انشغال الأمهات في الإعداد للأكلات الرمضانية ونوم الطلبة بعد يوم دراسي ”بالغصب يخلص”.
المرونة مطلوبة في كل أمر في حياتنا، فما الضير في تأجيل الدراسة لما بعد عيد الفطر على أن يعوض هذا الشهر نهاية الفصل الدراسي أي بدلا من أن تبدأ العطلة في الأول من فبراير/ شباط، تبدأ مطلع شهر مارس/ آذار وهكذا، بمعنى أنه لن تقلص مدة الدراسة أبدا وإنما تؤجل مراعاة للطلبة في المقام الأول وأهاليهم في المقام التالي، ولا أعتقد أن ذلك سيكبد الوزارة خسائر من أي نوع كان، ولنا في الجامعات الخاصة التي أجلت الدوام لما بعد العيد أسوة حسنة.

العدد 916 الأحد 23 شعبان 1429 هـ – 24 أغسطس 2008

ياسمينيات ارحموهم قبل بدء الدراسة ياسمين خلف حالة من التذمر الواضح بين أهالي طلبة المدارس، الذين ربما أفسدوا عليهم حتى م...

إقرأ المزيد »

المدارس و«رمضان» والعيد

ياسمينيات
المدارس و«رمضان» والعيد
ياسمين خلف

ياسمين خلف سكينة ليست الأم البحرينية الوحيدة التي لجأت إلى شراء اللوازم المدرسية لأبنائها مباشرة بعد الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الماضي، فهي تعرف سلفا أن العام الدراسي الجديد سيبدأ مطلع شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وهذا يعني أنه سيتزامن مع شهر رمضان المبارك الذي ورغم خيراته إلا أنه وحده بحاجة إلى ميزانية مختلفة عن باقي أشهر السنة، ليأتي من بعده العيد بمصاريفه التي لا تقل عن سابقيه، وهذا كله يجعل الأسر البحرينية عموما في مأزق لا يعرفون المخرج منه سوى أولئك الذين أعدوا العدة ”وبرزوا الدوه قبل الفلعه”؛ لمواجهة هذه المصاريف التي سيكون وقعها هذا العام أكبر بكثير من الأعوام السابقة مع موجة الغلاء التي تحرق الراتب قبل حتى أن يصل إلى الجيوب.
ما قامت به هذه الأم المدبرة هو ما يجب أن تقوم به جميع الأسر كي لا تضع يدها على خدها محتارة أو تضرب كفا بكف حسرة على عدم التفكير بهذه الطريقة خصوصا من يضع السفر والاستجمام في الصيف أول أولوياته ما أن تبدأ الإجازة الصيفية، حتى وأن كانت سفرة إلى سوريا أو إيران عبر الحملات الرخيصة، لا أقول أبدا أن عليهم الصبر على لاهوب البحرين، ويبقون مدفونين في همومهم الحياتية، ولكن تدبير الأمور قد يخفف عنهم لهيب القلب عندما يشتعل قهرا من قلة الحيلة أمام مصاريف لا يستطيع أبدا أي منهم أن يقول عنها كمالية أو يمكن الاستغناء عنها، هل سيذهب أطفاله من دون زي مدرسي أو من دون دفاتر وأقلام مثلا؟ أم أنه ”سيعوف” الهريس والكباب وسيغلق داره حتى لا يأتيه جيرانه بالأكلات الرمضانية ويضطر حينها إلى إعادة الصحون ”مليانة”؟ أم أنه سيملك القدرة على تحمل دموع أطفاله دون ملابس جديدة في العيد؟ إن استطاع فعل كل ذلك، فهو أما أب قاسٍ، أم أن الظروف المادية قاهرة لدرجة لا يملك حينها إلا الصبر على بلاء الدنيا.
قبل أن أختم أتركوني أحلم قليلا لأرى القطاعين الحكومي والخاص وقد أحس بمأزق الشعب في ظل ثالوث الأزمات ”السبتمبرية” – نسبة إلى شهر سبتمبر – فرق قلبهما على ذاك الموظف وهموم مصاريف المدارس ورمضان والعيد، فصرفت له راتبين إضافيين مع دخول هذا الشهر على أن يسدده على دفعات أربع بواقع نصف راتب كل شهر بدءا من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، أي بعد ثلاثة أشهر من الأزمة ” يعني قرض صغير وليست مكرمة”، هل أستمر في الحلم أم استيقظ منه كي لا يتحول عليّ إلى كابوس، وأتهم بتعريض الموظفين على أرباب العمل؟

 العدد 906 الخميس 13 شعبان 1429 هـ – 14 أغسطس 2008

ياسمينيات المدارس و«رمضان» والعيد ياسمين خلف سكينة ليست الأم البحرينية الوحيدة التي لجأت إلى شراء اللوازم المدرسية لأبنا...

إقرأ المزيد »

أعانكِ الله يا «رولا»

ياسمينيات
أعانكِ الله يا «رولا»
ياسمين خلف

ياسمين خلف في الوقت الذي ستقرأون هذه السطور ستكون رئيسة جمعية التمريض البحرينية رولا الصفار محاطة بلجنة تحقيق وزارية تدينها تماما، كما لو كانت مجرمة من أرباب السوابق وارتكبت جريمة لمصلحة شخصية، بل جريمة لا تغتفر لدرجة أن وزارة الصحة تشكل لجنة تحقيق بسرعة البرق وكأنها أخيرا قد وجدت كبش الفداء الذي من خلاله تلقن أيا من موظفيها درسا في الخنوع وعدم المطالبة بالحقوق ”المشروعة”، ضاربة الديمقراطية التي تتشدق بها البلاد عرض الحائط وترفع ضمنيا شعار ”أنا ومن بعدي الطوفان”. المتتبع لهذه الأزمة التمريضية يستشعر كما لو كانت جميع أطرافها ”الجمعية ووزارتي الصحة والتنمية والخدمة المدنية” في وضعية تأهب واستعداد للانقضاض، اللهجة بدأت تستعر والوضع في تأزم مستمر ما لم تترو وزارة الصحة وتتخذ خطوات من شأنها أن تطلق سراح ”كادر التمريض”، الذي بقي لسنوات محبوسا رغم المطالبات المستمرة والمماطلات بل والتمطيط في إقراره. ممرضونا لا يطالبون بالمستحيل كي يواجهوا بالإرهاب لإرعابهم، يطالبون بتعديل أوضاعهم الوظيفية قبل حتى المعيشية، يطالبون بعلاوة خطر وعلاوة التخصص ليشعروا بالتقدير، الذي هو من حقهم ”كيف لا وهم من دون زملائهم الممرضين حتى في دول الخليج يحملون الشهادات التخصصية في التمريض بل وإن بعضهم يحمل البكالوريوس والماجستير”! يطالبون بحمايتهم من الأمراض التي قد تهاجمهم لترميهم كغيرهم من المرضى من دون أن يسأل عنهم أحد – أليسوا الأقرب إلى المرضى وأكثر احتكاكا بهم ولاسيما مرضى الأمراض المعدية والخطيرة؟ حتى عندما طالبوا بتوفير خدمة تعقيم الملابس الرسمية قوبل طلبهم بالرفض، فيضطرون مجبرين غير أبطال للعودة بها للمنزل معرضين أسرهم بالكامل للخطر، هل فكر أحدكم أن الأمهات منهن قد يرفعن أطفالهن على كتوفهن فتنتقل إليهم ما صغر وتنوع من الجراثيم ومن يعلم ما الأمراض التي سيصابون بها. بعيدا عن التفاصيل وأكثر قربا للوضع المتأزم فإن الممرضين ومن اليوم سيعلقون شارات حمر على صدورهم، ستتحول إلى سوداء بعد أسبوع ما لم يجد الكادر طريقه إلى التحرر من القيود، بل إنهم سيدعون إلى اعتصام جماهيري مرخص بعدها بأسبوع سيدعون إليه جميع الجمعيات الحقوقية والمهنية كأسلوب حضاري للمطالبة بحقوقهم بعيدا عن إرباك سير العمل الذي لم يفكروا به قط. ما حز في نفوس الممرضين فعلا كما قالوا، إن زملاءهم من ضباط الممرضين استعملوا معهم أسلوب القمع والترهيب والتهديد والوعيد بعد أن علقوا الشارات على صدورهم، في الوقت الذي تضامن معهم الأطباء في ذلك، بالله عليكم ما الضير في تعليق شارة تحمل شعار ”أطلقوا سراح الكادر” هل سيعطل العمل أم سيتسبب في موت المرضى وتوقف الأجهزة؟ أنصل لهذه الدرجة من الرجعية، العالم يركض نحو الديمقراطية ونحن نكتفي بالهمس بها بل ودعسها بأرجلنا إن طولبنا بها في الواقع، أتمنى مع نهاية قراءتكم لسطوري هذه تنتهي الأزمة وتعود البسمة على شفاه ملائكة الرحمة.

العدد 892 الخميس 27 رجب 1429 هـ – 31 يوليو 2008

ياسمينيات أعانكِ الله يا «رولا» ياسمين خلف في الوقت الذي ستقرأون هذه السطور ستكون رئيسة جمعية التمريض البحرينية رولا الص...

إقرأ المزيد »