نشرت فى : مارس 2017

وقلبه عليّ حجر

بكم من الريالات والدنانير يمكن أن نعوض الأم منذ ظهور أعراض الحمل عليها من غثيان، ودوخة، وحالة من التعب والإرهاق وربما الاكتئاب، إلى مرورها بالأشهر التسعة من الحمل وما يصاحبه من ألم في حزام الحوض ومشاكل صحية كارتفاع ضغط الدم، والإصابة بسكر الحمل، أو فقر الدم، وتمزق الجلد وتمدده بل وترهله بعد الولادة، والتعرض لهشاشة العظام؟ ما هي التعويضات التي يمكن أن تُطالب بها أي أم أبنائها على رضاعتها إياهم حولين كاملين، وعلى سهرها الليالي الطوال على راحتهم، وتربيتهم، وتدريسهم، ووو…، حتى ليعجز الواحد منا عن حصر ما تقوم به الأمهات لأبنائهن إلى أن يشتد عودهم ويستقلوا بحياتهم، وإن كان الأغلبية العظمى منهم لا يستغنون عن خدمات أمهاتهم حتى بعد زواجهم وقيامهم بأدوار الأمهات والآباء. ليست بمزحة، ولا هي شطحة من شطحات الخيال، فعلاً. ما هي حجم التعويضات التي يمكن أن نقدرها للأم على تضحياتها، وتعبها، وخدماتها اللامحدودة؟ بالله عليكم هل حفنة من الريالات أو الدنانير يمكن أن تعوض أي أم على ما تبذله في سبيل أبنائها؟ سؤال على قدر سذاجته وغير واقعيته إلا أنه يفرض نفسه بقوة عندما نسمع إن أحدهم – في دولة خليجية – رغم تعديه الخمسين من عمره قد طالب أمه السبعينية أمام المحكمة بأن تعوضه بمبلغ مالي نتيجة الأضرار النفسية التي تعرض لها هو وزوجته وأطفاله بعدما زُج به بالسجن لمدة شهر واحد بعد توقيفه على ذمة قضية. والقضية إن هذا الرجل -إن كان فعلاً يمكننا أن نطلق عليه هذا اللفظ أصلاً- قد دفع أمه التي توجهت إليه لمعانقته فأوقعها أرضاً مما أدى لإصابتها بإصابات طفيفة! يا الله، أمه تريد معانقته فيدفعها ويوقعها أرضاً ويسبب لها بعض الإصابات! غضب باقي أبنائها «إخوته» فدفعوها للبلاغ ضده في مركز الشرطة، والتي بدورها رفعت القضية للنيابة العامة باعتبارها تهمة اعتداء على سلامة جسم الغير، فأوقف على ذمة التحقيق، إلا أن قلب الأم لم يرتض له ذلك فعادت لتبرئ ابنها، وتدعي أنها هي من سقطت من تلقاء نفسها، وأن ابنها لم يدفعها أرضا. وبعد براءة الابن جاء لينتقم من أمه فطالبها بتعويض مالي أمام القاضي الذي باغته بسؤاله: وإن عجزت عن دفعه، هل ستطالب بحبسها؟ رغم إجابته بالنفي، إلا أن الطعنة التي وجهها إلى قلب أمه وإن لم تنزف منها دماً، قد قتلها بها، ليكتب اسمه من العاقين، الذين لم يثمر فيهم خيرا، فبكم يعوض الأبناء أمهاتهم؟. 

ياسمينة: الأم أمان، وفقدانها حرمان، لن يعرف الأبناء معنى ذلك إلا بعد أن يتبع اسمها برحمها الله. 
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BRz0kq9jp1NC0f306EPWq0I8tA2w8RKNnnhSyY0/

بكم من الريالات والدنانير يمكن أن نعوض الأم منذ ظهور أعراض الحمل عليها من غثيان، ودوخة، وحالة من التعب والإرهاق وربما ال...

إقرأ المزيد »

!سؤال محظور ومستفز 

​من أكثر الأسئلة إحراجاً للنساء عموماً وممن تخطين حاجز الثلاثين عاماً خصوصاً سؤالهن عن أعمارهن، فتجدهن يراوغن إن لم يتهربن من الإجابة عن هذا السؤال الأكثر مقتاً لديهن. وإن لم يكن بُداً من الإجابة، فهن غالباً ما يكذبن، متحملات وزر كذبهن على أن يعترفن بأعمارهن الحقيقية؛ فالمرأة بطبيعتها تتمنى أن تبقى طيلة سنوات حياتها صغيرة في السن لما يقترن صُغر السن بالجمال والنضارة والقوة. فتراهن يتشبثن بالشباب محاولات قدر استطاعتهن أن يبدين يافعات صغيرات مهما بدت عليهن علامات التقدم في السن، ويتوجسن خيفة من مرحلة الشيخوخة التي ترعبهن وتقضي على مضاجعهن. 

أكثر ما قد يفرح المرأة أن يتوقع الآخرون بأنها أصغر بكثير من عمرها الحقيقي، وكم تحنق على ذاك الذي يُخمن بأنها أكبر من عمرها البيولوجي، فتعتبرها إهانة إن لم تعتبره سباً وذماً لا تغتفر ذنبه. 

وليس من المستغرب ابداً أن تجد من تجاوزت الستين من عمرها، تؤكد وبإصرار على أنها لم تصل إلى الأربعين من عمرها! أليس من بيننا نساء يؤكدن بأنهن في الخامسة والثلاثون منذ عشر سنوات وأكثر! هي حقيقة لا تُخفى على أحد، فتلك طبيعة أغلب النساء، وان لا ننفي الشواذ منهن ممن لا يجدن أي غضاضة أو حرج من الاعتراف وبكل صدق عن أعمارهن.

ولأننا جميعاً ندرك هذه الحقيقة لما لا نحترم خصوصية المرأة ونراعي مشاعرها، فليس من الذوق ولا من الأدب أن يسأل رجل امرأة عن عمرها إن لم يكن السؤال ضرورياً لإجراءات رسمية. وإن يكن، فحتى مع الحاجة إلى الرقم الشخصي أو ضرورة الحصول على تلك المعلومة لإنهاء بعض المعاملات الرسمية لما لا يُطلب من المرأة كتابة الرقم على ورقة لتسلمها للموظف المعني بالأمر بدلاً من الإعلان وبصوت مرتفع يسمعه القاصي والداني عن عمرها الذي تتكتم عليه وتخفيه، فتُحرج المرأة وتضطر مرغمة على كشف شأن خاص بها، تعتبره سراً لا تود إطلاع الآخرين عليه. 

ومع ذلك ولنعترف جميعاً، لم تعد النساء وحدهن يعتبرن أعمارهن سراً يجب عدم البوح به، أو السؤال عنه، فالرجال اليوم يحرصون كل الحرص على عدم الإفصاح عن أعمارهم شأنهم بذلك شأن النسوة، فالأمر بات اليوم سيان. فلنحفظ تلك الخصوصية التي لن تكلفنا شيئاً بل ستزيدنا وداً واحترام. 

ياسمينة: الأعمار عند النساء تحسب بطرح السنين لا بجمعها، كما يقول أحد الفلاسفة.
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BRiO8xvjwGfU1zllBwx2OXL4_qOuprrzZIArRA0/

​من أكثر الأسئلة إحراجاً للنساء عموماً وممن تخطين حاجز الثلاثين عاماً خصوصاً سؤالهن عن أعمارهن، فتجدهن يراوغن إن لم يتهر...

إقرأ المزيد »

ما الداعي للدروس الخصوصية؟

بقلم: ياسمين خلف

سوف آخذ ابني «للتوشن» بعد تناوله وجبة الغذاء مباشرة. عند أي معلمة تأخذين ابنتك للمراجعة عصراً؟ أتعرفين أحداً يراجع للطلبة؟ وأسئلة من هذا القبيل تجدها حاضرة منذ الأسابيع الأولى من بدء الدراسة، ليدخل الطالب وأهله في دوامة من الواجبات المنزلية، والدروس الإضافية والمشاريع الطلابية، حتى لا يكاد لهم جميعاً تنفس الصعداء، إلا وقد حل الليل وأرخى سدوله ليستعدوا للنوم، وليستعدوا ليوم حافل يبدأ وينتهي بالدراسة والواجبات التي لا تنتهي، وكأن الحياة فقط دراسة ولا شيء آخر غير الدراسة. 
بالله عليكم، ألم تعد الدروس الخصوصية جزءًا لا يتجزأ من حياة أغلب إن لم يكن السواد الأعظم من الطلبة؟ ألا يدل ذلك على قصور في المدارس ومدرسيها؟ إن كان المدرس يقوم بواجبه في تعليم الطلبة بأمانة فهل سيحتاج الطلبة إلى دروس خاصة عصراً؟ لا خلاف هناك طلبة مستوياتهم الدراسية أقل من أقرانهم وبحاجة إلى تقوية، وهم وحدهم من يحتاج إلى دروس خصوصية إن تطلب الأمر، لا أن يكون الأمر سواء بالنسبة لجميع الطلبة على اختلاف مستوياتهم الدراسية، فحتى الشاطر منهم تجده بحاجة إلى تلك الدروس لتأدية ما يصعب عليه من فروض، فأين إذن دور المدرس في المدرسة؟ أليست تلك وظيفته؟ حتى أولئك المتدنون دراسياً من واجب المدرسة أن تخصص لهم حصصاً للتقوية لا أن تدفع بهم إلى أخذ دروس خاصة عصراً، مرهقة للطالب أكثر مما قد تنفعه، وترهق أهله مادياً. 
قائل سيقول وأين الأم إذن؟ فعليها مهمة تدريس ابنائها، وأقول ليس تلك وظيفتها، فليست كل أم ملمة بالمناهج الجديدة، وليست كل أم متقنة للغة الإنجليزية التي هي اللغة المستخدمة في مدارس اليوم، كما أنها لم تكن يوماً معلمة لتجيد عملية تدريس الأطفال كما هو الوضع بالنسبة للمدرسين الذين قضوا سنوات في الدراسة الجامعية للتأهل لعملية التعليم، ويتقاضون اليوم أجراً على مهمتهم تلك، ناهيك عن أن الأم وخصوصاً من لها عدة أبناء وفي صفوف ومراحل دراسية مختلفة- بطبيعة الحال- كيف لها أن تتفرغ لتدريس جميع المواد لجميع أولئك الأبناء؟ والطامة الكبرى إن كان لدى كل واحد منهم امتحان أو اثنان في يوم واحد. فليقم كل بدوره ليرتاح الجميع. 



ياسمينة: لو قام كل مدرس بوظيفته كما ينبغي لما اضطر الأهالي إلى اللجوء للدروس الخصوصية. 


وصلة فيديو المقال 


https://www.instagram.com/p/BRQQb1sDrUzdKlZ1OcefizZ_i0X5w0RC-IhktI0/

​بقلم: ياسمين خلف سوف آخذ ابني «للتوشن» بعد تناوله وجبة الغذاء مباشرة. عند أي معلمة تأخذين ابنتك للمراجعة عصراً؟ أتعرفين...

إقرأ المزيد »

ارحموا اعصابنا 

بقلم: ياسمين خلف

بقصد أو دون قصد، قد يقوم الواحد منا بأفعال أو يقول أخبارا تضر أطرافا أكثر مما تنفعهم، فبعض الكلمات لها وقع السيوف فتقتل. فإن هي صدرت عن جاهل فسنعذره، ولكن أن تصدر من أناس من المفترض أنهم في مواقع مسؤولية فلا عذر لهم ولا مبرر، ولابد من توجيههم للالتفات إلى ما قد سهوا عنه، ومعاقبتهم إن لزم الأمر إذا تجاهلوا تلك الممارسات وأصروا عليها مستكبرين. 
المرضى، وخصوصاً أولئك الذين لزموا أسرتهم البيضاء لفترة لمعاناتهم من الأمراض المزمنة أو الميؤوس منها فأقعدتهم في المشافي أكثر مما أبقتهم في منازلهم، مرضى بالإضافة إلى معاناتهم الجسدية يعانون من هشاشة نفسياتهم التي غدت أقل قدرة على احتمال أية أخبار أو قصص مؤلمة، فما قد يحتمله الإنسان الطبيعي لا يحتمله ذاك المريض أسير السرير، المحصور بين جدران أربعة تفترسه الآلام كل حين. ودور الأطباء ممن يشرفون على علاجهم، والممرضين ممن يتابعون أدويتهم كبير في رفع معنوياتهم ومساعدتهم لأن يفكروا بإيجابية لمقاومة المرض والتغلب عليه، لا أن يكون دورهم عكسيا يزيد من إحباطهم ويبث اليأس في نفوسهم. 
فما الداعي أو المبرر الذي يدفع بممرض أن ينقل لمريض خبر موت زميل له يعاني من ذات المرض؟ وما الذي سيجنيه هذا الطبيب إن أخبر مريضة أن تلك التي تجاورها الغرفة أصيبت بانتكاسة مفاجئة أدخلتها العناية القصوى وأن حالتها ميؤوس منها وأن الموت أقرب إليها من العودة للحياة، أمثل هذه الأخبار تُنقل لمريض يصارع المرض أو ربما الموت؟ أمثل تلك الأخبار تتداول أمام مريض الأجهزة من حوله والإبر تغرز في كل أنحاء جسمه؟ ما الرسالة التي يريد ذاك الطبيب أو الممرض أن يرسلها للمريض؟ أن دوره قد اقترب، وأن مصيره كمصير زميله الذي يعاني مثله من المرض، والموت ينتظره أمام الباب؟ أهذا الذي يريدون إيصاله لهم؟ حتى وإن لم تكن تلك الرسالة التي يقصدون أن يوصلوها، فذلك ما سيصل المريض أو ذاك ما سيفهمه المريض تلقائياً فستسوء حالته الصحية وستتأخر استجابته للعلاج وسيقبع في دائرة من اليأس والكآبة. 
إن لم تكن قوانين المستشفى تلزم العاملين فيها من أطباء وممرضين بضرورة مراعاة نوع الأحاديث المتداولة أمام المرضى، فعلى المرء مهما كان دوره في المستشفى حتى وإن كان زائراً للمريض أن يحفظ لسانه، ويزن أقواله ويكون عوناً للمريض وسنداً له، لا سبباً في تدهور حالته النفسية. 



ياسمينة: الإحساس بالغير نعمة وجزء من الذوق والتربية الحسنة.


وصلة فيديو المقال 


https://www.instagram.com/p/BQ9_t1zjPEA3dyeQGPE6uOUtjYLLldtdml1qv40/

​بقلم: ياسمين خلف بقصد أو دون قصد، قد يقوم الواحد منا بأفعال أو يقول أخبارا تضر أطرافا أكثر مما تنفعهم، فبعض الكلمات لها...

إقرأ المزيد »