نشرت فى : أغسطس 2015

البلاء نعمة

بقلم : ياسمين خلف

ماذا يعني أنك لا تستطيع رؤية من تحب مريضاً ملازماً لفراشه الأبيض في المستشفى فلا تزوره؟، ماذا يعني أنك لا تتمكن من رؤية أيتام أخيك أو صديقك كي لا تتذكر من سكن المقابر ورحل عنك فتذرف الدمع عليه حنيناً وشوقاً فتقطع صلتك بهم؟، ماذا يعني أنك لا تحبّذ أجواء الحزن فلا تذهب لمجالس عزاء الموتى فلا تواسي أهاليهم ولا تعظم لهم الأجر في من فقدوا؟، أليس كل ذلك ترجمة لأناس أنانيين يحبون أنفسهم أكثر مما يدَّعون حبهم لأهاليهم أو أصدقائهم؟، فهم لا يريدون أن يُعرِّضوا أنفسهم لأجواء الحزن والفقد، حتى وإن اضطر الوضع ببعضهم إلى التخلي عن مسؤولياتهم، غافلين بأن الحب الحقيقي -لأي كان- هو الوقوف معه في الشدة والحزن، لا في الرخاء والفرح.

يترك أباه في المستشفى يخوض العملية تلو العملية في الغربة، يدّعي أنه لا يملك قلباً قوياً ليرى والده على فراش المرض، فيترك مسؤولية العناية به والوقوف أمام احتياجاته لغيره ولا يزوره إلا بعد أن يتماثل للشفاء!. بالله عليك، أباك هذا أهو بحاجة إليك وهو في كامل صحته أم في ضعفه ومرضه؟.

ليس من بيننا من تستهويه مجالس العزاء أو البقاء لأيام أو أشهر في المستشفيات، ولكن هناك واجبات يتحتم على الواحد منا القيام بها للوقوف سنداً لمن يقع، لا أن يكون هو والظروف عليه. فجروح النفس أقسى وأمرّ بكثير من جروح البدن، فذاك المريض يتوقع من أهله، وأبنائه وأصدقائه أن يكونوا متحلّقين حول سريره لا أن يجد نفسه وحيداً بين أجهزة وأبر تنخر جسمه، بحجة أن أبناءه وأهله ومن يدّعون صداقته وأخوته لا يقوون على رؤيته مريضاً طريحاً لفراشه!. فكم من مريض تعافى لارتفاع معنوياته بعدما وجد أحباءه حوله يشدّون من أزره وعزيمته لقهر المرض، وكم من مريض أشتد عليه مرضه، وربما فقد حياته لتسرّب اليأس والحزن إلى قلبه فهزمه المرض فأقبره!.

لا مبرّر ولا عذر لمن يشاركك في فرحك دون حزنك، ويريدك في صحتك ويبتعد عنك في مرضك. ومن يريدك للفرح وقضاء الأوقات السعيدة ويتخلى عنك في أيامك العصيبة، إنسان خسارة فيه تلك الساعات التي تقضيها معه، وخسارة فيه التربية إن كان فلذة كبدك.

ياسمينة: أحياناً البلاء نعمة، يكشف لنا من رحم المحن معادن البشر من حولنا.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/64PysuBbrhTlqj99FayHUQLom8m7NDM-efBxk0/

بقلم : ياسمين خلف ماذا يعني أنك لا تستطيع رؤية من تحب مريضاً ملازماً لفراشه الأبيض في المستشفى فلا تزوره؟، ماذا يعني أنك...

إقرأ المزيد »

قلبي وكليتيّ لمن سيحتاجها

بقلم : ياسمين خلف

ماذا لو قمنا بالوصية لأهلنا بالتبرع بأعضائنا بعد وفاتنا لمن هم ينتظرون بارقة أمل لإكمال مشوار حياتهم؟ أليس في ذلك صدقة نختم بها أعمارنا لتكون آخر أعمالنا مسكا يذكرها لنا من حولنا وخصوصاً أولئك الذين سيترحمون علينا لإنقاذنا أرواحا كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت؟

التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، فكرة قد تكون غير مستساغة خصوصاً لمن يحبوننا ويرفضون فكرة أن تستأصل أعيننا لزراعتها في أحداق إنسان آخر يتمنى يوماً أن يرى كيف هو نور الشمس الذي يتحدث عنه المبصرون ويترنم به الشعراء والأدباء؟ وكيف هي ملامح وجوههم ووجوه من حولهم؟ فكرة قد تكون مؤلمة محزنة لمن لا يتقبلون أن تُستأصل كليتي أو قلب أمهم أو أبيهم، مؤكدين بأن إكرام الميت دفنه بكامل بدنه لا نقص فيه ولا تلف. فكيف أرتضي أن تقطع أجزاء وأعضاء من أحب لأتبرع بها لإنسان آخر؟. لكن أليس من أحيا نفسياً فكأنما أحيا الناس جميعاً؟.

الألوف من المرضى يعانون من الفشل الكلوي، أو تليف الكبد أو فشله، وضعف القلب، وغيرها من الأمراض، يمكن أن تكتب لهم أعمار إضافية -الأعمار بيد الله طبعاً – إن ما وجدوا من يتبرع لهم بأعضائه. وكما أن هناك من يحتاج إلى وحدات الدم هناك من يحتاج إلى عظام لاستبدال التالف منها والناقص، وهناك من يحتاج إلى قرنية العين، وهناك من يحتاج إلى قلب سليم، وبالمقابل هناك من فقدوا حياتهم وحانت آجالهم ولازالت أعضاؤهم حيوية يمكن الاستفادة منها، كمن يذهب ضحية لحوادث مرورية، ناهيك طبعاً عن أولئك الذين ماتوا دماغياً ولا أمل في شفائهم. كل أولئك يمكن أن يهبوا الحياة لغيرهم ممن لا يزالون يتنفسون ويتمنون يوماً أن يعيشوا كغيرهم طبيعيين لا يعانون من أمراض تدخلهم المستشفيات كل حين.

ثقافة التبرع بالأعضاء لاتزال تحبو بخطوات بطيئة في المجتمعات العربية مقارنة بالمجتمعات الغربية التي تتسابق للتبرع بأعضاء أفرادها لمن يحتاجها، بل وتخطوها إلى التبرع بأنفسهم لخدمة الأبحاث العلمية التي يمكن أن تفتح باباً لعلاج الملايين من البشر حول العالم، كمهندس الكمبيوتر الروسي -30 عاماً- والذي يعاني من مرض عضال في جسده لا شفاء منه، فيما يتمتع برأس ودماغ طبيعيين، فتبرع برأسه لزراعته على جسم إنسان آخر تشوه رأسه وبقى جسده طبيعياً!. راجياً أن يكون تبرعه هذا في سبيل تقدم علاج زراعة الأعضاء، وبث الأمل للملايين من البشر.

ياسمينة: كصدقة جارية، قلبي وكليتي وكل أعضائي لمن سيحتاجها بعد وفاتي.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/6mvtDehbuazYs0wplvxNNcY1t53SFnB4PBQkg0/

بقلم : ياسمين خلف ماذا لو قمنا بالوصية لأهلنا بالتبرع بأعضائنا بعد وفاتنا لمن هم ينتظرون بارقة أمل لإكمال مشوار حياتهم؟...

إقرأ المزيد »

اختيار الزوجة

بقلم : ياسمين خلف

أضحكني فعلاً ملء الفم، لأني فتاة وأعرف تماماً كيف تفكر بنات جنسي، قال إن أغلب الشباب من حوله يوكلون مهمة اختيار شريكة حياتهم إلى أمهاتهم أو أخواتهم، وغالباً إن من يتم وقوع الاختيار عليهن من فتيات إما أنهن متوسطات الجمال أو أقل حتى من مستوى جمال “المعرس”، أو بشعات – على حسب تعبيره – ولنقل إنهن أقل جمالاً وأقل مستوى اجتماعيا وعلميا من أخواتهن، وليس من بعد ذلك تفسير إلا أن أقول : “إن كيدهن عظيم”!.

مع احترامي الشديد لمن لايزال يعتمد على الأهل في اختيار رفيقة الدرب، إلا أن ما كان يصلح في الأمس ليس بالضرورة يصلح في زماننا هذا، نعم الأم وحتى الأخوات من المفترض أنهن لن يرتضين أن تكون زوجة الابن أو الأخ أي زوجة والسلام، فهي ستكون أماً لأطفال ابنهم، وستكون فرداً جديداً بينهم وستحمل اسم عائلتهم، ولكن لابد من الاعتراف أن البعض يحمل بين جنبات نفسه سوءات النفس البشرية التي منها الغيرة، ويالها من غيرة إن كانت بين النساء، وخصوصاً الأنانيات منهن ممن لا يهدأ لهن بال إلا إذا كن الأجمل، والأفضل، والأكثر حسناً ودلالا.

وبغض النظر عن كل ذلك، ولنحسن الظن، فإن ما تراه الأم ويعجبها من شكل وخصال، ليس بالضرورة يعجب ابنها، وما تجده الأخت ميزة، قد يراها الأخ أمراً غير محمود!. صحيح أن بعض الشباب قد لا يجد فرصة للاختلاط بالجنس الناعم، ومنهم من يكون أقل جرأة من أن يُقدم للتعرف على إحداهن – بقصد الزواج طبعاً – وأن النساء أعلم بمجتمع النساء وأكثر دراية بالبنات خلف الأبواب، إلا أن مسألة الارتباط ليست بالعملية التي تقتصر على الشكل بل تتعداها إلى التوافق الفكري، والتقبل النفسي، والتناغم في الميول والاهتمامات، وغيرها الكثير من الأمور التي لا يكتشفها إلا الشابان أنفسهما، ومقابلة وأخرى لن تكونا كافيتين للكشف عن كل مستور من الشخصية.

الأم ليست هي من ستتزوج بل ابنها، وتلك الزوجة لن تكمل مشوار حياتها مع الأخت وإنما مع ذاك الشاب الذي طلب أن يكمل نصف دينه. والحياة اليوم لم تعد مغلقة كما السابق، الاختلاط بات جزءًا من الحياة في المدارس والعمل، والتواصل الاجتماعي فتحت كل الأبواب المغلقة وبات الجميع يعرف الجميع، ولا حاجة إلى وسطاء في أمر يترتب عليه حياة طويلة إما أن يكتب لها النجاح وإما الفشل المحفوف بتصدع أسر وتشريد أطفال.

 

ياسمينة: أنت من سيتزوج وليست أمك أو أختك فأحسن ودقق في الاختيار.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

https://instagram.com/p/6UKrbGhbryFCSjSBz0gtBPb5IJHRQbtOtjNw40/

بقلم : ياسمين خلف أضحكني فعلاً ملء الفم، لأني فتاة وأعرف تماماً كيف تفكر بنات جنسي، قال إن أغلب الشباب من حوله يوكلون مه...

إقرأ المزيد »

“بعبع” اسمه الحماة

بقلم : ياسمين خلف

ماري منيب، ربما هي الحماة الأشهر على الإطلاق في السينما العربية، والتي شكلت اللبنة الأولى لتصوير مدى شراسة وفضول أم الزوجة في الحياة الزوجية لابنتها، وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة في حياتها، بل وتسببها في المشاكل بينها وبين زوجها، لدرجة أنها لا تتركهما إلا بعد أن تتسبب في انهيار تلك العلاقة أو تصدعها! حتى تكونت صورة ذهنية للشباب بأن أم الزوج هي “البعبع” الذي ينتظره بعد دخوله القفص الذهبي، وأن عليه الحذر منها وتجنبها قدر الإمكان لكف شرها وأذيتها عنه. فماري منيب، ورغم أدوارها الفكاهية إلا أنها تمكنت من أن تؤثر على أفكار أجيال متعاقبة.

هذه الصورة الظالمة التي عُممت على كل أمهات الزوجات، وبالمثل أدوار أخرى صورت أم الزوج عدوة يجب اتقاء شرها، و”ضرة” أو زوجة أخرى لزوجها تنافسها في حبها له. أسهمتا في خلق فجوة بين الأزواج وبين أمهات أزواجهم، تحفظاً منهم، وتطبيقاً للمثل الذي يقول “روح بعيد تعال سالم”! بدلاً من خلق صورة أنهما أم ثانية يظفر بها الزوج أو الزوجة بعد زواجهما.

الزوجة الذكية هي من تجعل من أم زوجها أما أو خالة في معزتها وقربها، لتنال ليس فقط حب زوجها لها، بل تتمكن من أن تجعل منها سنداً ومدافعاً عنها متى ما احتاجت إلى ذلك السند أو العون. صحيح أنه ابنها، ولكن المرأة أدرى بمشاعر المرأة وحاجاتها، ومتى ما كانت زوجة الابن قريبة من أم زوجها ستتخذها بنتاً جديدة وستدافع عنها كما لو كانت إحدى بناتها، حتى لو كان ذلك على حساب ابنها، وسيخشى بالتالي الزوج من ظلم زوجته تحسباً لردة فعل أمه قبل أن يضع لأهلها حسابا ويخشاهم. والأمر ذاته ينطبق على الزوج إن ما كان قريباً من أم زوجته، التي ستوليه الحب والاهتمام، ليضع ابنتها في عينيه.

البشر ليسوا متشابهين، وكذلك هم أمهات الأزواج، فبدلاً من أن يعمم على أنهن “بعبع” يخيف ويؤذي، لم لا نلتفت إلى أولئك اللواتي أغدقن أزواج بناتهن أو زوجات أبنائهم بالحب والعطف والحنان، لا ننفي بأن بعضهن لا يُعاشر، وقد يكن فعلاً باباً للمشاكل التي لا تنتهي بتدخلهن في حياة أبنائهن بطريقة منفرة، ولكن هذا لا يعني أبداً أن هناك على النقيض أمهات كن سبباً في استمرار حياة أبنائهن، لحكمتهن وقدرتهن على امتصاص الغضب بين الزوجين.

 

ياسمينة: الأم امرأة في النهاية، والغيرة جزء من كينونتها، ولكي لا تحرقك بغيرتها لخوفها من ابتعاد ابنها/ ابنتها عنها، اقتربوا منها وضعوها في مكانة الأم لتغدقكم بحبها.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/6CMb4uBbrNhowhS9Fa65ofjexEth1LUuqoA6c0/

بقلم : ياسمين خلف ماري منيب، ربما هي الحماة الأشهر على الإطلاق في السينما العربية، والتي شكلت اللبنة الأولى لتصوير مدى ش...

إقرأ المزيد »