البرزخ الدنيوي

الأربعاء 18 يوليو 2018

الطوارئ رحلة قاسية لوحدها، يصل مريض فقر الدم المنجلي “السكلر” إلى القسم، فإن كانت الدعوات تحفه سيوفق ويجد سريراً شاغراً ليرمي عليه جسده المنهك، وإن لم تحفه تلك الدعوات فعليه أن يصبر على مر الانتظار على كرسيه، تتراص الأسرة بعضها جنب بعض، حتى تكاد تجد في أحايين كثيرة الأسرة وقد وضعت في الممر، لا خصوصية للمريض، ولا بيئة علاجية ولا صحية ولا هم يحزنون، الصرخات تدوي في الحجرات، هذه تطلب جرعة المورفين، وذاك يطلب استبدال المغذي الوريدي “السيلان”، وتلك تترجى الممرضة أن تجد الاستشاري ليكتب لها جرعتها المسكنة، وتلك تبكي من شدة الألم، ليأتي لها صوت الممرضة الآسيوية بأن عليها الانتظار فلم تمر على تواجدها في “الطوارئ” ثماني ساعات، أي المدة المقررة للمرضى ضمن البروتوكول الذي ابتدعته وزارة الصحة في يوم أسود.

وحانت ساعة الفرج، بمرور ثلث يوم على الألم المبرح، لتبدأ معاناة أخرى عند غرز الإبر في أجساد أولئك المرضى، فحتى ذاك الجهاز المتنقل الذي سمعنا عنه مراراً وتكراراً بأنه يكشف موضع العروق بسهولة رغم ما دُفع فيه من أموال لم يتم استخدامه! ولو ألقيت نظرة على أجساد مرضى السكلر فلن تجد موضعاً إلا وازرق وتورم من كثرة الغرز المتكرر.

البقاء في قسم الطوارئ يعني أنك في “البرزخ الدنيوي” إلى أن يحين دورك وتجد سريراً شاغراً في الأجنحة، وهو بقاء تطول مدته وقد يصل إلى 10 أيام، وعليك طوال تلك الفترة أن تتحمل بالإضافة إلى الألم، السرير القاسي، الذي يخلو من وسادة، وإن كنت تسأل عن الاستشاري أو الطبيب المناوب فعليك، أو على أحد من أفراد عائلتك أن يبحث عنه هنا وهناك.

ياسمينة:

هل هذه معايير الصحة والسلامة في قسم للطوارئ في مجمع بحجم مجمع السلمانية الطبي، وفي دولة خليجية؟

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BlZ4pbRBMMv/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=14lnv38kac89r

الأربعاء 18 يوليو 2018

الطوارئ رحلة قاسية لوحدها، يصل مريض فقر الدم المنجلي “السكلر” إلى القسم، فإن كانت الدعوات تحفه سيوفق ويجد سريراً شاغراً ليرمي عليه جسده المنهك، وإن لم تحفه تلك الدعوات فعليه أن يصبر على مر الانتظار على كرسيه، تتراص الأسرة بعضها جنب بعض، حتى تكاد تجد في أحايين كثيرة الأسرة وقد وضعت في الممر، لا خصوصية للمريض، ولا بيئة علاجية ولا صحية ولا هم يحزنون، الصرخات تدوي في الحجرات، هذه تطلب جرعة المورفين، وذاك يطلب استبدال المغذي الوريدي “السيلان”، وتلك تترجى الممرضة أن تجد الاستشاري ليكتب لها جرعتها المسكنة، وتلك تبكي من شدة الألم، ليأتي لها صوت الممرضة الآسيوية بأن عليها الانتظار فلم تمر على تواجدها في “الطوارئ” ثماني ساعات، أي المدة المقررة للمرضى ضمن البروتوكول الذي ابتدعته وزارة الصحة في يوم أسود.

وحانت ساعة الفرج، بمرور ثلث يوم على الألم المبرح، لتبدأ معاناة أخرى عند غرز الإبر في أجساد أولئك المرضى، فحتى ذاك الجهاز المتنقل الذي سمعنا عنه مراراً وتكراراً بأنه يكشف موضع العروق بسهولة رغم ما دُفع فيه من أموال لم يتم استخدامه! ولو ألقيت نظرة على أجساد مرضى السكلر فلن تجد موضعاً إلا وازرق وتورم من كثرة الغرز المتكرر.

البقاء في قسم الطوارئ يعني أنك في “البرزخ الدنيوي” إلى أن يحين دورك وتجد سريراً شاغراً في الأجنحة، وهو بقاء تطول مدته وقد يصل إلى 10 أيام، وعليك طوال تلك الفترة أن تتحمل بالإضافة إلى الألم، السرير القاسي، الذي يخلو من وسادة، وإن كنت تسأل عن الاستشاري أو الطبيب المناوب فعليك، أو على أحد من أفراد عائلتك أن يبحث عنه هنا وهناك.

ياسمينة:

هل هذه معايير الصحة والسلامة في قسم للطوارئ في مجمع بحجم مجمع السلمانية الطبي، وفي دولة خليجية؟

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BlZ4pbRBMMv/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=14lnv38kac89r

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.