ثمنوا الخطوة وأكدوا دعمهم لها .. مواطنون: هل يمكن تطبيق الحلول المقترحة؟

كتبت – ياسمين خلف:

أثارت ورشة العمل الموسعة التي رعاها صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع رئيس مجلس التنمية الاقتصادية اهتمامات شرائح المجتمع المختلفة، ودفعت بموجة من الامل خطوات عقد عليها الامل لا يساوره شك في السعي الي التحقيق الفعلي لاصلاح سوق العمل واعادة هيكلته، بل ان كلمة سموه اثلجت قلوب من استمع اليها خصوصا انها ترجمت مدي اهتمام سموه بالمستوي الاقتصادي لعامة الشعب ومدي الثقل النفسي الذي يحمله جراء معاناة فئة ليست بقليلة من البطالة والفقر وتدني مستوي الاجور وعدم التقبل الوظيفي، فاتحا حوارا شاملا لاعداد خطة وطنية اقتصادية.. ردود الفعل وقراءات المعنيين من المواطنين لما دار في الورشة هي موضوع استطلاع مدارات .
للاسف ما حدث في ندوة نادي العروبة انسي الناس الكلام الخطير الذي قاله سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في ورشة العمل الموسعة بتلك الكلمات بدأ الحديث معنا ميرزا احمد علي ـ مستشار استثمار سابق وتابع: ومن اخطر ما قاله ان ما يؤرقه وجود عاطل من بين كل ثمانية بحرينيين ووجود 200 ألف عامل اجنبي، بحيث ان من بين كل ثلاث وظائف هناك اجنبي يحتل احداها والاجمل من هذا وذاك تأكيده علي ان التصريحات الرنانة في الصحف حول المشاريع الاقتصادية لن تكفي ان لم يستفد منها المواطن.
واضاف: ان ما طرح حول واقع البطالة والفقر في المملكة لابد ان يسعي الجهاز التنفيذي وجميع المسئولين في الدولة لتقويم الخلل وتعديل الاداء لحل جزء من تلك المشاكل من الجذور والاساس، فالواقع يحتم علينا القول ان تلك المشاكل لن تستطيع الحكومة وحدها ممثلة في وزارتي المالية والعمل في حلها، فهي بحاجة الي تضافر القطاع الخاص مع العام خصوصا ان الواقع وكما طرح من خلال الورشة يشير الي ان 40% من المواطنين تقريبا يتقاضون اجورا اقل من متوسط الدخل وبانخفاض في الاجر بنسبة 19% خلال العشر السنوات الاخيرة.

لابد من ترجمة التوصيات بإيجابية

وقال رئيس دائرة الاعلام والثقافة في جمعية الوفاق الاسلامية الدكتور عبدالجليل السنقيس: جاءت الورشة وبلا شك لتكمل الصورة التي رفض البعض ان يراها بألوانها المختلفة من فقر وبطالة وتدني اجور الطبقة العاملة، وتسليط الضوء علي هذه المشاكل القديمة ان صح التعبير امر ايجابي وما نطمح اليه هو ترجمة تلك التوصيات التي نوقشت في الورشة بشكل ايجابي عملي، لينعكس ايجابيا علي ما توصلت اليه دراسة ماكينزي، فهناك: ما زال الكلام علي لسان الدكتور السنقيس الكثير من العوائق، ولابد من اتخاذ مواقف صارمة حيالها.

لم نتوقع هذه الدرجة من الشفافية

واعتبر الامين المالي بملتقي الشباب البحريني محمد العريض الورشة بمثابة احدي المكاسب الاقتصادية التي قام بها سمو ولي العهد وقال في ذلك ان تبني سموه للملف الاقتصادي في المملكة لهو مكسب لنا جميعا كشعب خصوصا انه سيحرص علي تقصي اهم المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الشعب سعيا وراء ايجاد افضل الحلول وانسبها وبصراحة لم اتوقع ولم يتوقع احد من حولي ان تصل الورشة الي هذا الحد من الشفافية والجرأة في الطرح بمشاركة اقطاب وشخصيات مهمة من المملكة وخارجها.
ويواصل وبأسلوب ينم عن الدهشة ليقول: لم أر الفيلم الذي عرض ولكني سمعت عنه وقد آثار دهشتي كما ادهش غيري، فتلمس احد اقطاب الحكم لمشاكل الشعب بهذه الطريقة، واقع وضع القري والمدن البحرينية وتدني الحالة المعيشية لبعض الاسر لهو موضع فخر وتقدير لشخص سموه وجل ما نتنماه هو ان تدرس وترفع توصيات شركة ماكينزي وان توضع بعين الاعتبار لاصلاح الوضع الاقتصادي للشعب البحريني واعادة هيكيلة السوق البحرينية.

التخطيط للمستقبل

وتجد الدكتورة نضال عبدالرحمن خليفة ـ استشارية الامراض الجلدية ورئيسة قسم الامراض الجلدية في مجمع السلمانية الطبي ان الورشة تعبر عن خطوة جادة في طريق اصلاح المشاكل الاقتصادية كونها تنبع من سمو ولي العهد وجاء علي لسانها: سعدنا نحن كشعب بتوجيهات سموه المشجعة خصوصا انها صادرة من شخص مسئول وفي موقع سلطة، فهذا يعني ان التوجه العلمي لايجاد الحلول الايجابية عن طريق الدراسات العلمية البعيدة عن العشوائية هي الخطوة القادمة.
تسكت برهة وتكمل: بذلك يعني اننا دخلنا في مصاف الدول المخططة للمستقبل كما الدول الاجنبية حيث ان الدول العربية غالبا لا تخطط للسنوات الخمسين المقبلة وان حدث فهي نادرة، ولذلك فهي تقع في مشاكل لم تحسب لها حساب، في وقت يكون الخروج منها بحلول مجدية امرا صعبا، وايجاد حلول مقترحة ومتوقعة لمشاكل في المستقبل، كدراسة احتياجات سوق العمل والتعليم والبطالة سيوفر علينا الوقت والجهد ناهيك عن الاتقاء من الوقوع في المأزق.
وكل ذلك سيتطلب من المملكة الاعتماد علي المختصين والخبراء لوضع الخطط والتنسيق ما بين الجهات ذات العلاقة لصهر العقول والخبرات للوصول الي حلول ونتائج مرضية علي المدي البعيد، وهو سيتطلب مساهمة جميع قطاعات المجتمع كلا في مجال تخصصه كالاعلاميين والمهندسين والاطباء والمحامين وغيرهم للخروج بخطة وطنية شاملة.. وتختتم الدكتورة نضال بقولها: جميلة جدا هي الافكار التي طرحت في الورشة والتي تمثل روح المستقبل وبرؤية سمو ولي العهد والذي نفخر بوجوده في هذا الحوار ورئاسته لمجلس التنمية الاقتصادية فمعه سنضمن مستقبلنا ومستقبل ابنائنا والذين لا نتمني ان يعانوا من المشاكل التي مررنا بها.

الابتعاد عن الحلول الترقيعية

اعتقد ان سمو ولي العهد لديه رؤية واضحة لتصحيح اوضاعنا المستقبلية، وخاصة ما يتعلق بإعادة هيكلة سوق العمل والاقتصاد والتعليم والتدريب، ونحن بهذه الخطوة نقف علي الطريق السليم وما نحتاجه للخطو بخطوات للامام هو المزيد من الطرح والمناقشة مع كافة اطياف المجتمع وان اختلفت الآراء والافكار الا ان خلق الحوار والنقاش والعمل بصورة كلية سيسهم في بلورة الفكرة والتحرك للامام. ولتحقيق التميز لابد من الابتعاد عن الحلول الترقيعية والبحث عن الحلول الجذرية بمشاركة ذوي الشأن والتخصص . بتلك الكلمات شاركنا الحديث احمد البناء مدير ادارة تنمية الموارد البشرية بوزارة العمل والشئون الاجتماعية.

نحن بحاجة لمثل هذه المبادرات

وبحسب متابعة المحامية دلال الزايد للورشة عبر صفحات الجرائد والانترنت قالت: ان ما طرح من مواضيع اقتصادية لهو تعبير عن الوضع المدروس علميا لتلك المشاكل الملامسة للمواطنين بغية البحث عن الحلول لها، وقد لقت اهتماما وتفهما واسع النطاق بين المواطنين في الشارع البحريني خصوصا انها وضعت يدها علي اهم المشاكل التي تؤرقهم من بطالة وفقر وتدني للاجور وطرح طرق وبرامج حل المشاكل وقالت مواصلة تلك المبادرة طيبة ونحتاج وباستمرار لمثل هذه المبادرة خصوصا انها تخلق علاقة وطيدة بين قادة الحكومة والشعب خصوصا في عهد الشفافية والانفتاح الذي نعيشه في مملكة البحرين اليوم.

ننتظر ندوات تقييمية

ما حز في نفسي كون ان الورشة لم يعلن عنها مسبقا وجاءت مفاجئة لنا ! بهذه الانطلاقة بدأت الحديث المهندسة الزراعية زيبا الامير لتواصل: قرأت عن الورشة وكم كنت اتمني لو كنت احدي المشاركات فيها، وعلي كل حال فقد كانت ورشة ممتازة وناجحة من جميع المقاييس فهي جسدت الرؤية المستقبلية لدي ولي العهد، وما يعتبر اهم من كل شيء هو التنفيذ علي ارض الواقع، واستمرار النهج الذي بدأ به وعقد ورش وندوات مماثلة في المستقبل علي ان يعقبها ورشة او ندوة لتقييم ما انجز لدراسة المعوقات لايجاد الحلول لها، ولتفادي الاخطاء المحتملة ولتدعيم نقاط القوة وابرازها.

اعيش حسرة العاطلين

لقد كانت كلمات سموه في الورشة نابعة من قلب صادق ونابعة من خوفه علي المواطنين وعلي الوطن خصوصا انه ركز علي الفئة المعدمة الفقيرة والبائسة اليائسة من فقراء وعاطلين عن العمل وذوي الرواتب المتدنية . تلك كانت ديباجة بدأت بها رباب الملا ـ ناشطة اجتماعية واكملت بتركيزها علي اهم مسببات المشكلة الاقتصادية حيث قالت: ما طرح من مشاريع وخطط لاقت اهتماما وتأييدا واسعا ولكن هل ستفعل الوزارات والجهات ذات العلاقة والمسئولون علي قمة الهرم الوظيفي تلك التوصيات، تسأل وتجيب: هناك اكثر من 3000 عاطل تقدموا لاحدي الجمعيات، وان سألنا انفسنا هل جميعهم لا يملكون المؤهلات العلمية والاكاديمية، وهل جميعهم لا يملكون الابداع مثلا؟!
هناك جهود حكومية مبذولة لا ننكرها ساعية لتوظيف القدر المستطاع من العاطلين بخلق فرص للعمل ولكن أمورا مثل الواسطة لدي البعض في الجهات الحكومية والقطاع الخاص يحرم الكثيرين من الشباب من حقهم في العمل والعيش بكرامة، ناهيك عن تلك المنافسة التي يواجهها البحريني مع الاجنبي، الذي هو الفائز في النهاية كونه اقل اجرا وان كان يعاني من مشاكل صحية او حتي عاهات جسمية يرفضونها ان كانت موجودة لدي البحريني.
وتواصل بذات الحماس: اذا استمر الوضع علي ما هو عليه من اتجاه الشركات الخاصة لتفضيل الاجنبي علي البحريني لن نصل يوما الي حل للمشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم.. فهل يرضي بعض المسئولين ان يروا شابا جامعيا علي الارصفة في الشوارع ينتظر سيارة فارهة لينظفها؟! وان تغاضينا عن بطالة الاناث لن نتمكن من التغاضي عنها بالنسبة للشباب والذين تقع علي كواهلهم اسر وعوائل كونهم ارباب اسر فأنا وان لم ارزق بولد ولكني اعيش حسرة الشاب العاطل عن العمل.
كما لا يمكن التغاضي عن الخصخصة التي هي طامة وقعت علي رؤوس الكثير من الشباب وجعلتهم يصطفون في طوابير العاطلين ودفعت بعضهم للسرقة وارتكاب الجرائم، فلابد من تفعيل التوصيات لايجاد الحلول لكل تلك المشاكل، ولابد من توعية العاطلين عن العمل وتحفيزهم، للوقوف جنبا الي جنب مع القيادة الرشيدة لايجاد الحلول المناسبة، بشرط تشديد الرقابة علي الاجهزة الحكومية وبخاصة تلك التي تنتهج الواسطة في التوظيف.
وقد يستهجن البعض قولي وتأييدي لمساواة اجر الاجنبي بالبحريني ولكني اراه طريقا للوصول الي احلال البحريني مكان الاجنبي حتي لا يفضل ارباب العمل الاجنبي علي الشاب البحريني ولابد من بحرنة مختلف القطاعات التي يرغب فيها البحريني.

Catbusiness
2004-20-09

كتبت - ياسمين خلف: أثارت ورشة العمل الموسعة التي رعاها صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقو...

إقرأ المزيد »

جامعي مدرب يطلب أي وظيفة تنتشله من البطالة

كتبت – ياسمين خلف:

كان يعمل.. وكان سيبدأ مشواره الدراسي في الجامعة.. الا ان ظروفا اجتماعية خاصة مر بها خلال التسعينيات، نسفت كل حلم كان قد حاول ان يحوله الي واقع! حكم عليه بالسجن اربع سنوات، وخرج بعفو ملكي.
دخل البحر بقصد العمل، وواجه اهواله وقرر ان يكمل نصف دينه، فعقد قرانه علي احدي كريمات الاسر البحرينية، ومع زيادة مسئولياته قرر العمل والدراسة معاً، فهو وكما يقول هاضماً للغة العربية التي ورثها من أبيه، الذي افني 35 سنة من حياته في تدريس هذه اللغة في وزارة التربية والتعليم، ويتقن مهارة الحديث مع فئة الصم والبكم، فتوجه حيث ظن انه سيلاقي اليد التي تقدم له العون، اولها لمحافظ منطقته الذي وعده بالوظيفة سواء بالمحافظة نفسها او في اي جهة عمل اخري.
وتوجه كذلك لوزير العمل الذي وعده هو الآخر بالوظيفة كونه يتقن لغة التفاهم مع فئة الصم والبكم. يقول ش – و وهو خريج لغة عربية من جامعة السودان وعمره ثمان وعشرون عاما، عندما تقدمت لدار الايتام للعمل، اعتذروا عن توظيفي، وطلبوا مني التطوع كوني حينها لا ازال في السنة الثالثة في الجامعة وهم لا يوظفون الا الخريجين أو علي الاقل طلبة السنة الرابعة، وقبلت التطوع، ولكني فوجئت بوجود عدد من الموظفين من حملة الشهادة الثانوية، بل والطامة الاكبر انه تم توظيف بعضهم اثناء فترة تطوعي، وهم لا يحملون الشهادة الجامعية، فهاتفت الوزير الذي كان حينها خارج البحرين، واستغرب كوني لم اوظف بعد، فامهلني فترة اسبوع ليرجع ويبحث في موضوعي، ومع ذلك فقد اصر احد المسئولين في الوزارة ان يكون انضمامي لدار التأهيل تطوعيا، علي ان يكون ذلك لمدة عام كامل بواقع ساعتين في اليوم.
قبلت بذلك وتطوعت لمدة اسبوع كامل، الا انني ادركت حينها ان تطوعي هذا سوف يمنعني من العمل في البحر لكسب الرزق، خصوصا انني خاطب ولدي مسئوليات دراسية وعائلية، يقول جازما: اكتشفت اثناء تطوعي ان العمل تحكمه الواسطات، والا فكيف يمكننا تفسير وضع شرط وجوب حمل الشهادة الجامعية، في حين هناك من يوظف في نفس الوظيفة، وهم من حملة الشهادة الثانوية او دونها في بعض الاحيان!
ومع كل ذلك انضممت لدورة في احدي الشركات، والتي وعدتني بالعمل بعد الانتهاء منها، وكنت بشهادة الجميع وحتي المدرس، الطالب المثابر المميز والمجتهد واجتزت الامتحانات النظرية بامتياز، وقبل نهاية الدورة بيوم واحد، استدعاني المدرس، وكنت وأنا اذهب اليه، كلي أمل وثقة بأني اخترت من بين الطلبة للعمل، ولكن وقعت المفاجأة علي كالصاعقة عندما طلب مني عدم الاستمرار في الدورة لاستغنائهم عني، وعندما سألته عن السبب ابدي عدم معرفته، وكلما ذهبت لمسئول حولني علي آخر، وبقيت في حيرة، وزاد همي كوني المتميز والمتفوق من بين جميع الطلاب في الدورة وهم يشهدون علي ذلك. واقسم بالله بأني وعلي الرغم من حملي لشهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة السودان الا اني لن أرفض اي عمل يقدم لي.

Catsocaff
2005-05-27

كتبت - ياسمين خلف: كان يعمل.. وكان سيبدأ مشواره الدراسي في الجامعة.. الا ان ظروفا اجتماعية خاصة مر بها خلال التسعينيات،...

إقرأ المزيد »

جسر بين الطفولة والبلوغ

كل خمس دقائق ينهي شاب أو شابة حياته

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:

الآباء يتساءلون.. كيف نتعامل مع هذا التناقض الذي نلحظه علي شخصية أبنائنا؟ تقول احدي الأمهات لا أعراف ما الذي انتاب ابني فهو تارة شديد المرح والضحك وتارة أخري منزويا يفضل الوحدة والانطواء وأخري يستنجد كيف أشاهد إبني ذا الخامسة عشرة علي فهم ما يحدث له؟
وبالمقابل قال أحد الأبناء بكثير من الخجل لا أدري ما الذي يحدث لي؟ وتقول فتاة في السابعة عشرة من عمرها أحب التحدث إلي صديقاتي لفترة طويلة رغم ان ذلك يضايق والدتي ولا أعرف لماذا؟ وكثير من الأبناء يرددون عبارات أكثرها.. أعصب كثيرا ولا أعرف السبب؟ لماذا ماما تكرهني، هل أنا حقا ابنتها؟ لماذا لا أحب التعامل مع والدي؟ أعتقد انه يشك في تصرفاتي..؟!هي الفترة الحرجة.. وأكثرها تشويشا وتخبطا، فهم من يمرون بها لا يتقبلون من حولهم وخاصة أنفسهم وفي الوقت ذاته يسعون للحصول علي المديح والاطراء من قبل أصدقائهم وأقربائهم ويتعطشون لنظرات وكلمات الإعجاب وخاصة من الجنس الآخر.. هي تلك المرحلة التي يكره فيها الفرد ان تطلق عليه اسمها ألا وهي فترة المراهقة..
ففي الوقت الذي وصف فيه الكثيرون بعد وصولهم سن الثلاثين علي انها مرحلة المراهقة أكثر مراحل حياتهم قلقا وضغوطا وتخبطا وتشويشا ويأسا وصفها آخرون علي انها الفترة التي تمتعوا فيها بالحب والدفء العاطفي والاحترام المتبادل بينهم وبين ذويهم.
عائشة الشيخ المحاضرة بقسم العلوم النفسية والاجتماعية بكلية العلوم الصحية واحدي المهتمات بشئون المراهقين شاركتنا وكانت أولي حروفها التي بدأت بها: كثيرون من هم يتوقعون ان المراهق ينتقل من مرحلة الطفولة إلي مرحلة المراهقة فيتطلب منه التصرف بحكمة ونضج بينما لا يزال المراهق شعر ببعض علامات الطفولة والشقاوة وحب المرح المبالغ فيه وعدم الرغبة في تحمل المسئولية إلا ان معظم الأهالي يشددون علي أهمية الانضباط واحترام السلطة.

فأي الطرفين علي حق؟!!

يشتكي الكثير من المراهقين من معاناتهم مع ابائهم ويقولون ان الحياة مستحيلة مع أولياء أمورهم وفي الوقت ذاته يتذمر الآباء من المراهقين ويذكرون ان أولادهم متعبون، عصبيين، وفظيعين جدا وأنهم يطالبونهم بالمستحيل والأهم من ذلك يجب الوضع في الاعتبار ان بعض المراهقين ونتيجة لبعض التغيرات العقلية والهرمونية قد يكونون شديدي الحساسية هذا ما جاء علي لسان عائشة الشيخ والتي أكملت حديثها… مما يجعلهم دائمي الشك في نوايا آبائهم وقد يضخمون اهتمام الآباء ويعتبرونه تجسس وشك في تصرفاتهم مما يشعر المراهق بالاحباط مما يشكل العوائق النفسية والقلق للمراهقين وذويهم.
وفي دراسات وإحصائيات عالمية ومحلية عكست مدي المشاكل التي يواجهها المراهق ومنها تلك الإحصائيات التي عرضها علينا الدكتور علي أحمد البقارة، رئيس لجنة صحة المراهقين بوزارة الصحة والتي تؤكد ان 25% من طلبة المدارس الثانوية يدخنون وتشكل الحوادث 19% من جميع الحوادث في البحرين والغالبية من هذه الحوادث الخطرة في حين ترتفع النسبة إلي 19% بالنسبة للحوادث البسيطة.
أما فيما يتعلق بالصحة النفسية فيعتبر الاستقرار النفسي أحد المقومات الأساسية للمراهق حيث يتعرض للكثير من المشاكل النفسية والاضطرابات نتيجة إلي عدم معرفته وفهمه للتغيرات التي تطرأ علي جسمه من ناحية، والضغوطات الاجتماعية من ناحية أخري فيلجأ المراهق إلي الانتحار عند تزايد الضغوطات عليه وذلك بتأكيد من إحصائيات منظمة الصحة العالمية إذ تثير إلي ان الانتحار ثالث سبب رئيسي للموت المبكر فكل 5 دقائق ينهي شاب أوشابه حياته.

catfeat
2003-02-07

كل خمس دقائق ينهي شاب أو شابة حياته استطلاع أجرته - ياسمين خلف: الآباء يتساءلون.. كيف نتعامل مع هذا التناقض الذي نلحظه ع...

إقرأ المزيد »

حكايـــــــــــات من المنزل المهجـــــــــور

كتبت – ياسمين خلف:
يقال ان امرأة مع ابنها كانا يعيشان في منزل رقم 2017 بشارع الجزائر في مدينة عيسي، وكان الابن يعمل في احدي الشركات الخاصة.. وحدث ان تعرض لاصابة عمل، اضطر علي اثرها إلي شد رحاله والسفر إلي الهند بقصد العلاج، فالتقي في تلك الرحلة العلاجية بنصفه الآخر وتزوج.. عاد الي دياره مع زوجته الهندية ، وكثمرة لزواجهما حبلت ، واثناء ذلك ساءت حالة الزوج الصحية، فأضطر الاطباء الي بتر رجله!
بعدها وبأشهر توفي في حادث مروري، كما لم يكتب الله لابنه الحياة ولم ير النور، حيث توفي هو الآخر اثناء ولادته.. زوجته تزوجت بآخر وتركت المنزل.. وبقيت ام زوجها الأول وحيدة تصارع مر الحياة وقسوتها لمدة اثنتي عشرة عاما.. بعدها قابلت وجه بارئها، وبقي المنزل خاويا إلا من اثاثه.
ابنتها متزوجة من خليجي، وبعد وفاة والدتها اغلقت الابواب والنوافذ واوصدت الباب بالقفل والمفتاح، ورجعت من حيث اتت.. فأصبح ذلك المنزل مطمعا للنفوس الضعيفة، حيث سرق اللصوص كل الاثاث وجعله عديمو الاخلاق مأوي لهم، بل وغرزه مكانا لتعاطي المخدرات والمسكرات وبات المنزل مهجورا وباعثا بالخوف والقلق علي نفوس اهالي المنطقة.. فماذا قالوا عن ذلك المنزل المهجور؟!

المنزل اصبح حاوية للقمامة
ام عادل روت لنا هذه القصة التي تداولها الجيران، وتضيف فصلا علي تلك الرواية بقولها: بعد وفاة ابنها لم تدفع تلك المرأة العجوز اقساط المنزل لوزارة الاسكان، فهي وحيدة ولا عائل لها! الوزارة بعدما اطلعت علي ظروفها، اعفتها من دفع الاقساط، واعطتها الحق في البقاء فيه إلي ان تتوفي.. توفيت بعد سنوات، وابنتها اقفلت المنزل ورحلت عنه إلي ديار زوجها، فأصبح المنزل مطمعا للصوص الذين لم يتركوا قشة فيه إلا وسرقوها! حتي سقف المنزل لم يسلم من ايديهم النجسة، والبعض اتخذه حاوية تلتهم قمامتهم! حتي اصبح المنزل مبعثا للروائح النتنة والقوارض والحشرات التي اخذت تغزو منازلنا، تضحك وهي تكمل: حدث وان دخل علي منازلنا فأر بحجم القط الصغير، والذي زارنا من ذلك المنزل المهجور بل والادهي من ذلك ان الاطفال اشعلوا حريقا بداخله، وجاء رجال الاطفاء لاخمادها، ولاحظنا نحن الجيران انبعاث روائح كريهة اعتقدنا بادئ الامر انها روائح الرماد المتبقي من ذلك الحريق، فأبلغنا البلدية بالأمر، حتي تقوم بدورها في ازالة تلك الاوساخ، وعندما جاءوا ونظفوا ذلك المنزل من القاذورات اكتشفوا وجود جثة متعفنة! ومع ذلك لم يثن الامر ضعاف النفوس، وعادوا للمنزل ومارسوا فيه افعالهم المشينة!!

من الأجدي استفادة عائلة بحرينية منه
تلتقط خيط الحديث ابنتها حنان محمد علي لتقول: في شهر الله، شهر رمضان، ينشط اولئك المتسكعون، ويزداد ارتيادهم للمنزل بقصد تعاطي المخدرات وشرب الخمر! لجأنا لوزارة الاسكان والبلدية من أجل إزالة المنزل واستغلال مساحته لبناء منزل آخر تستفيد منه عائلة بحرينية.. ولكن دون جدوي فمازال المنزل قابعا مكانه!

حوصر مخمور بداخل المنزل!
أم علاء منزلها مقابل للمنزل المهجور.. والخوف علي اطفالها يملأ قلبها كما تقول، وجاءعلي لسانها : المنزل يمثل خطرا علي اولادنا، خصوصا ان عديمي الاخلاق يجدون بين جدرانه الأمان! فأنا شخصيا لا اسمح لابنائي الخروج في الليل لكيلا يستدرجهم احد إلي داخله لا سمح الله، وحتي الخادمة امنعها من الاقتراب منه خشية حدوث ما لا تحمد عقباه.. تسكت برهة وتكمل وهي تخفض من نبرة صوتها وكأنها خائفة من ان يسمعها البعض وهي تقول: بعد وفاتها رحمها الله، دخل الغرباء منزلها، واتخذوا من ملابسها ستارا علي النوافذ، يحجب عيون الناس عنهم! ويكفي ان تعلموا ان في شهر رمضان الماضي تم محاصرة احد المخمورين ! في المنزل حتي الساعة الثانية صباحا.

بيوت الآسيويين مصانع للخمور!
زوجها محمد عبدالرسول يؤكد كلام زوجته ويضيف: المنزل يشوه المنظر العام للمنطقة، ولتحقيق المصلحة العامة علي جميع الجيران التكاتف ووضع ايديهم واحدة للتصدي لمثل هذه السلوكيات الغير اخلاقية! ولا نستثني كذلك البيوت التي تجمع بداخلها عزاب آسيويين معظمهم غير مسلمين يمثل وجودهم بيننا خطرا علي اطفالنا ونسائنا! خصوصا انهم يتخذون من تلك المنازل مصانع لانتاج الخمور!!
بقاء مكان المنزل خاليا افضل من وجوده
هناك من أراد شراء المنزل، إلا ان ورثته غير موجودين في البلاد!! وبقاؤه هكذا خاليا إلا من القاذورات والاشجار المقطعة والاخشاب والصناديق الخالية والحيوانات الميتة يشكل خطرا محدقا بالجيران وخاصة الاطفال كما حدث عندما شبوا حريقا بداخله! وازالة المنزل وبقاء الارض خالية افضل بكثير فنحن لدينا بنات ونخاف عليهن من ذلك المنزل.. تلك كلمات شيخة يعقوب عبدالله التي تمنت لو يعطي المنزل مواطنا يكون في أمس الحاجة الي السكن والمأوي بدلا من بقائه خربا لا صاحب له. كما يؤكد يوسف عيسي يوسف علي ان المنزل يتجمع فيه المخمورون، وان اللصوص دائما ما يجدونه ستارا لهم ، ويقول مختتما: حدث وان سرقت سيارة وبقيت امام المنزل يومين دون ان يكتشف وجودها احد!!
نحتاج إلي عريضة مطالبة بإزالة المنزل
نقلنا المشكلة برمتها إلي وزارة الاسكان، واكد محمد المضحكي رئيس قسم العلاقات العامة علي ان الوزارة ستباشر البت في موضوع إزالة المنزل فور وصول قائمة أو عريضة تشمل اسماء أهالي المنطقة المتضررين والمطالبين بازالة المنزل.

Catsocaff
2003-12-14

كتبت - ياسمين خلف: يقال ان امرأة مع ابنها كانا يعيشان في منزل رقم 2017 بشارع الجزائر في مدينة عيسي، وكان الابن يعمل في ا...

إقرأ المزيد »

حين تحلم طفلة بسرير ودب صغير


أسرة بحرينية يحاصرها الفقر والمرض الغـــريب
كتبت – ياسمين خلف:
كلنا نحلم بلا استثناء ولكن تختلف تلك الأحلام من شخص لشخص آخر، فقد تصل أحلام البعض السحاب والبعض الآخر قد لا تتعدي أحلامهم السنتيمترات!! أيتصور أحدكم ان هناك من يحلم بسرير وعليه دب صغير؟!! ذلك هو حلم (زينب) ابنة السبعة أعوام التي فقدت وستفقد أجمل سنين عمرها في الحرمان!! فما هي أحلام أهلها؟! وكيف لهم أن يواجهوا ضنك الحياة وقسوتها بـ 260 دينارا هو راتب الزوج الذي ينفقه علي 13 شخصا هم من يسكنون في ذلك المنزل الأقرب الي الخربة منه إلي المسكن.
دخلنا ممرا ضيقا أوصلنا الي منزل (عبدالجليل) الكائن في قرية عذاري، نوه علينا أحد الجيران بأن ما سنراه جزءا من التراث كناية علي قدم المنزل.. استقبلنا الأطفال بابتسامة خجولة وبدأنا نتقاسم المعاناة معهم..
(أم محمود) – فوزية عباس زبيل أم لثلاثة أولاد، وأربع بنات وذلك ليس بالأمر الغريب، ولكن الغريب انهم جميعا (مرضي)!! بل والأغرب من ذلك انهم لا يعانون من مرض واحد لنقول عنه بأنه مرض وراثي، بل انهم يعانون من أمراض مختلفة!! حاولنا كتم استغرابنا إلا انه كان أقوي مما كنا نعتقد، فبدي استغرابنا واضحا في عيوننا قبل أحرفنا فماذا قالت (أم محمود)؟!

لولا رحمة الله

أول ما قالته: (كنت قد أملت خيرا بما سيرزقني الله، ولا اعتراض علي حكمته، ولكني ذقت وتجرعت مر الحياة من كأس الأمراض التي يعاني منها أبنائي، فإبني ذو التسعة عشر ربيعا (ابني البكر) أصيب بنزيف داخلي في المخ، مما أثر سلبا علي رجليه، وانتهي به المطاف الي ان يكون في صفوف المعاقين اليوم، وبسبب تلك الاعاقة يرفض الخروج من المنزل ويرفض مقابلة الآخرين خجلا مما آلت اليه رجلاه.
ابني الآخر (جعفر) وهو يصغر محمود بعام واحد يعاني من مرض غريب أعراضه الانتفاخ في أجزاء الجسم وتقيح ونزيف تلك الانتفاخات وتركها علامات علي جسمه وهي باقية حتي اليوم، تقتطع الحديث عمته (فاطمة) لتقول: (عاني ابن أخي كثيرا جراء هذا المرض لدرجة انه يبقي طريح الفراش في المستشفي لثلاثة أشهر متواصلة في بعض الاحيان، حتي ان طبيبه المعالج (جزاه الله خيرا) كان يأخذه معه اذ ما صادف وان مرت أيام العيد وهو في المستشفي خوفا عليه من حدوث اي مضاعفات وهو بعيد عن أعين الاطباء المختصين.
تعود الأم لتقول وبغصة: أما عن ابني الأصغر ذي الاثني عشر عاما فهو يعاني من تخلف عقلي، ولهذا السبب فهو مقيد في ادارة الرعاية والتأهيل الاجتماعي خلافا لاقرانه المقيدين في المدارس الحكومية.
(رحمة الله وسعت كل شيء) تلك الآية القرآنية مرت علي خاطرنا ونحن نسمع ونري تلك الأمراض التي يعاني منها أطفال وشباب تخلفوا عن ركب أقرانهم، تقتطع سرحاننا كلمات الأم التي نمت عن حرقة في قلبها، لم ولن تنطفئ بسهولة، وان كانت ستخفف، ستخففها رحمة الله لتقول مكملة: (انظروا الي هذه الطفلة الصغيرة(رقية) ذات العام الواحد، أيصدق أحدكم انها اقتربت من الموت عندما دخلت لغرفة العمليات لاجراء عملية ازالة غدد وورم في بطنها.. واختها الكبري (خديجة) ذات الاربعة عشر عاما كانت تعاني ولفترة من طفولتها من تقرحات وانتفاخات غزت رأسها وأدت الي تساقط شعرها (تاج المرأة) وتوقفت عندما كبرت أما عن تلك الطفلة الشقية بطبعها (زينب) فهي تعاني من التهابات في العظام وكم من المرات التي تنام فيها في المستشفي لأشهر طويلة وابنتي الاخري (بيان) كذلك لم تسلم من المرض فأبنائي جميعا مرضي ما أن يخرج احدهم من المستشفي الذي أصبح كبيتهم حتي دخل الآخر محله.. فغدي كل من في المستشفي يعرف أبنائي.. فإحساسي هو ان اجنحتي قد تكسرت فأبنائي من كنت أعول عليهم آمالي خذلوني لا بسببهم وانما بأمراضهم!!
ولم يقتصر المرض علي أبنائي، بل تعداه الي (أخو زوجي) الذي عاني لفترة من الفشل الكلوي، وتقدمت له أيدي رجال الخير فساعدته علي السفر والعلاج في الخارج وتمت زراعة الكلي له، إلا انه وبسبب اصابته بداء السكري قطعت علي أثره رجله واحدي أصابع يديه وها هو اليوم يعيش معنا في هذه الخربة التي ترونها!!

ليس المرض وحده!!

كنا نعتقد ان ما تجأر به (أم محمود) من شكوي لطلب العلاج لأبنائها ولكنها قالت: (ليس الهم الوحيد الذي يجثم فوق صدري أمراض أبنائي، بل بقاءنا جميعا في هذا البيت غير الصحي، والذي قد يدركنا البعض بعدما يسقط علينا!!

ما الحكاية
يا (أم محمود)؟!

ذلك ما سألناها، وردت بصوت تخنقه العبرة، أرفعوا بصركم قليلا وانظروا الي المنزل دون أن أنبس ببتة شفة ستدركون بلا شك مدي قسوة الحياة التي نعيشها في كنف هذا المنزل المتهالك.. حكايتنا حكاية، فأنا تزوجت قبل عشرين عاما ودخلت عروسا لهذا المنزل الذي توارثه الأبناء عن الآباء والآباء عن الأجداد، حتي هذه اللحظة التي نعيشها تحت ظله المتهالك قد يعتقد السامع اننا نملكه ولكن ذلك ليس بواقع فالمنزل لورثة قد يصل عددهم الثلاثون أو أكثر، وإن طالبوا في هذه اللحظات بحقهم، سنكون جميعاً متشردين في الشوارع..

نقودنا ذهبت أدراج الرياح

تضحك ضحكة المغلوب علي أمره وتواصل حديثها: (حدث وإن حصلنا علي بيت من وزارة الإسكان في مدينة حمد، دوار 22، ولظروف زوجي وعدم امتلاكه لمواصلات خاصة تقله للعمل لم ننتقل فيه، فظللنا ندفع إيجار المنزل لفترة تقترب من الأربع سنوات، يفسر (الزوج) الأمر بقوله: (لقد دفعت 46 دينارا شهرياً لفترة سنتين متواصلتين، و48 ديناراً شهرياً لسنة و7 أشهر، كنت أدفع الإيجار بانتظام، لعل وعسي تتحسن الظروف وأملك (سيارة) لتسهل علي مشقة الذهاب للعمل، ولأزور أبي وجدي وجدتي المرضي في هذا المنزل إذا ما أنفصلت عنهم في بيت آخر، بل لأقلّ أبنائي المرضي من وإلي المستشفي خصوصاً مع حاجتهم اليومية لمراجعة الأطباء نظرا لسوء حالتهم الصحية.

وحدث ما لم
يكن في الحسبان

بالفعل.. حدث ما لم يكن في الحسبان ولا الخاطر، تفاجئنا بقرار من وزارة الاشغال والاسكان بسحب ذلك المنزل لعدم السكني فيه، حاولنا استعطاف قلوب المسئولين دون جدوي!
ومما زاد حرقة قلوبنا ان أحد المسئولين علق علي الموضوع بقوله: (أعتبر نفسك كنت تدفع إيجار شقة وقد خرجت منها، وإن تلك الدنانير قد ذهبت لصاحب الشقة!).
جده وهبه منزلاً

وبعد تلك الحادثة غير المتوقعة تقدمنا بطلب جديد لوزارة الأشغال والاسكان وكان ذلك قبل 12 سنة من الآن، وحدث وإن صادفت تلك الفترة، إن (جد زوجي) بعدما عاش معنا وألتمس حاجتنا الماسة للسكن لإيواء أبنائي المرضي، وهب زوجي منزله الصغير القديم الآيل للسقوط لعل وعسي يكون عوناً لنا في محنتنا.. وبعدما تم تسجيله باسم زوجي ألغت وزارة الاسكان طلبنا لعدم أحقيتنا في الطلب ما دمنا نملك بيتاً.. وإي بيت هذا؟! خربة تعث فيها الفئران والقطط الضالة، وإن أردنا بناءه أو ترميمة، من إين لنا الميزانية لذلك، فراتب زوجي بالكاد يسد أفواه من يعيلهم.
عين عذاري في بيتنا

وخلال جولتنا في المنزل والتقاط (مجيد) أحد الجيران الصور لنا قالت العمة (فاطمة) المنزل مكون من ست غرف، اثنتين منهن فقط نستخدمهما، لعدم صلاحية الباقي للسكن، خصوصا ان السقف قد يسقط في أي لحظة كانت، ولا نحتمل وقوع فاجعة يكفينا الهم الذي نعيشه.
بل إن أحدي الغرف تنعدم فيها الإنارة، والسبب يرجع الي تلك الأسلاك غير الصالحة للتشغيل، كما ان المراوح ما ان نضع احدها تعطب وتتوقف لتسرب الامطار داخلها، فنضطر أن نغيرها سبع مرات تقريباً كل عام.
تضحك خجلاً تريد الإكمال ولكن حياءها يمنعها، إلا أنها أستجمعت أعصابها وقالت: (عندما تسقط الأمطار نبكي، لا أكذب عليكم ولا أمزح، بالفعل نحسب ألف حساب قبل أن تسقط الأمطار، التي هي خير علي الجميع عدانا، فنحن نبكي علي حالنا إذا تساقطت الأمطار، فالغرفة التي نتجمع فيها وتأوينا تتحول الي (عين عذاري)، فهي كالبركة جراء تلك المياه التي ترتفع حتي أقدامنا، فكثيراً ما نستيقظ من النوم ونحن وسط مياه الامطار المتسربة، حينها يكون دورنا إفراغ الغرفة من تلك المياه، علي الرغم من إننا دفعنا فيها ما استطعنا لترميمها.. أيتصور أحدكم إننا عشنا لسنوات لم نستطع فيها دفع ثمن ستارة لنافذة الغرفة!! بل ان منزلنا هذا بقي دون (باب) يحمينا ويستر علينا فترة طويلة، حتي وضعنا واحداً قديماً استغني عنه أحد الجيران!!
تقتطع (الأم) الحديث لتسترسل وتقول: (الشمس تلهب أجساد أطفالي صيفاً، وتجمدهم الرياح شتاء عندما يخرجون من الغرفة الي الفناء الخارجي داخل المنزل، فالمكان الوحيد الذي يمكنهم البقاء فيه هو تلك الغرفة التي هي لكل شيء للنوم والأكل والدراسة والمعيشة، فهل يعقل أن أحبسهم داخل أربعة طوف؟! وذلك من المستحيل!!
متفرقات
عبدالجليل جعفر علي – 46 عاماً (الأب) والذي بدي منهكاً، يعمل في دائرة الكهرباء (التبردات) راتبه 260 ديناراً فقط، يتمني لو يسمح له وزير الاشغال والإسكان مقابلته ليشرح له ظروفه القاهرة!
فوزية (الأم) تقول بكل ثقة: (أعرف جيداً إن الملك المفدي لو يقرأ ما ستنشرونه حتماً لن يتواني عن مساعدتنا، فهو يرفض المهانة والذل لرعيته، فهل يقبل مثلاً أن ننام جميعاً في غرفتين، وفي زاوية صغيرة من إحداها تنام (جدة زوجي) المسنة! وهل يصدق أحدكم إن ابنتي الصغيرة لا تملك حتي خزانة لملابسها، فأضعهم في كيس أسود (خاص للنفايات)!
فاطمة (العمة) تقول: (حتي علاج محمود ابن أختي توقفنا عن مواصلته لعدم إمكانيتنا دفع إجره التاكسي من وإلي المستشفي يومياً! (زينب) ابنة السبعة أعوام تحلم بالسرير وعليه دب صغير! وأوصتنا قبل مغادرتنا منزلهم توصيل سلامها وشكرها لـ (بابا حمد)..

catfeat
18062003

أسرة بحرينية يحاصرها الفقر والمرض الغـــريب كتبت - ياسمين خلف: كلنا نحلم بلا استثناء ولكن تختلف تلك الأحلام من شخص لشخص...

إقرأ المزيد »

حين يصرخ الطفل لوالديه ويقول:


أبي.. هناك من يتحرش بي!!
كتبت – ياسمين خلف:
تم التحرش بابن السبع سنوات مرتين، من قبل نفس الشخص!! وهو بنغالي الجنسية، وبالقرب من منزلنا، وحق ابني مسلوب ولم أستطع حتي الآن استرداده!! ذلك هو ملخص معاناة مواطن ملأت صدره الحرقة علي ما حدث لابنه.

صَفَعْتهُ وأبلغتُ الأمن

يقول الأب وهو يعيد شريط الأحداث إلي ما قبل أربعة أشهر تقريبا، ان ابنه والمقيد بالصف الثالث الابتدائي قد جاءه شاكيا علي أحد البالغين القاطنين بالقرب من منزلنا، في أحد البيوت القريبة إلي ان تكون خربة، والمملوكة لأحد المواطنين، الذي أجّر المنزل للعمالة السائبة فري فيزا والذين يعاقرون الخمرة في أحيان كثيرة، يقول بعد ان اشتدت حدة لهجته: لم أتمالك نفسي عندما سمعت من فلذة كبدي بانه قد تعرض لتحرش وللمرة الثانية من ذلك البنغالي فذهبت إليه مباشرة وقمت بصفعه ، وبعدها قمت باستدعاء الأمن له، ولكن للأسف وقبل ان تأتي الشرطة إليه، جاءني صاحب المنزل البحريني ووجه لي سيلا من الإهانات والكلمات النابية، بل والطامة الكبري حدثت عندما طلبت الشرطة كفيل البنغالي وكان مسافرا وعلي الرغم من ذلك خرج من الحبس بكفالة صاحب المنزل الذي يحتل منصب …. وله نفوذ، والمضحك المبكي انني وحتي هذا اليوم في المحاكم، ولم أسترجع حق ابني المسلوب.
مكملاً حديثه: هناك أربعة بيوت، وفي كل بيت نحو 20 آسيويا، ويسببون قلقا دائما للمواطنين القاطنين بالقرب منهم، خصوصا ان ابني ليس الطفل الوحيد الذي تعرض لتحرش، فقد سبق وان تعرض عدد من الفتيات الصغيرات لتحرشات من قبلهم، والكارثة ان أهاليهن لم يبلغوا عن تلك الجرائم التي ارتكبت في حق بناتهن.

الانحرافات السلوكية في تزايد مستمر

نادر الملاح أخصائي تربوي يؤكد علي ان الاعتداءات والانحرافات السلوكية في المجتمعات عامة، وفي مجتمع البحرين خاصة في تزايد مستمر، الأمر الذي يؤدي إلي بروز حالة نفسية وتربوية واجتماعية غير صحية مبعثها الأساسي هو عدم الشعور بالأمن، فالشعور بالأمن والأمان أحد الحاجات النفسية الضرورية لأي فرد من أفراد المجتمع، بغض النظر عن سنه أو جنسيته، والافتقار لهذا الشعور يؤدي قطعا إلي حدوث حالات من الاضطراب النفسي والاجتماعي الذي يمكن ان يبرز في صور وأشكال متعددة، ويترك آثارا تربوية سلبية يمكن ان يدفع المجتمع وأفراده ثمنها باهظا.
ضحايا الاعتداءات والتحرشات الجنسية

ويحدد الملاح الأطفال الأكثر عرضة للوقوع كضحايا للاعتداءات والتحرشات الجنسية: أطفال ضحايا الاهمال الأسري بغض النظر عن دوافع ومسببات هذا الإهمال، كالانشغال الدائم من قبل الأبوين أو أحدهما، مما يترك فراغا تربويا في الجو الأسري، أو الجهل بالأساليب التربوية السليمة وعدم تحمل أحد الأبوين أو كلاهما للمسئوليات التربوية المنوطة بهما، مما يؤدي إلي افتقار الطفل الي الكثير من الخبرات والمعارف التي من المفترض ان يحصل عليها أو علي الأقل أهم أساسياتها، سواء من الوالدين أو من أحد أفراد الأسرة، فعدم وجود تلك الخبرات أو المعارف سوف يجعل منه فريسة سهلة للقوع في شرك المنحرفين وأصحاب الشذوذ السلوكي.
ويقع في المرصاد كذلك ضحايا التفكك الأسري طلاق، هجر، انفصال عاطفي بين الزوجين ، مما يترك آثارا نفسية وتربوية سلبية في نفس الطفل، فيلجأ لتعويض تلك السلوكيات الشاذة له بالمرصاد!!
وأبناء الأسر التي يضعف فيها الوازع الديني أيضا علي قائمة الضحايا فقد ثبت من خلال الدراسات والاحصاءات التي أجريت مؤخرا من قبل بعض المختصين في مملكة البحرين، ان الاعتداءات أو التحرش الجنسي الصادر من الأقارب يعود أهم أسبابه إلي ضعف الوازع الديني في الأسر، مما يقلل من الحشمة في المنزل، وينشر الأفكار التحررية ذات الأبعاد والمضامين المحركة للغريزة الجنسية في نفوس الأطفال والمراهقين، مما يجعل أمر الانحراف أو الوقوع ضحية للاعتداء أو التحرش أمرا سهلا وواردا!!
ويضيف الملاح : ولا أستثني أطفال الأسر التي تعاني من ضعف الوعي الاجتماعي والتربوي لإنتاجهم أسالب خاطئة في التربوية كالتدليل أو القسوة المفرطة أو التسلط الزائد أو ما شابه ذلك من أساليب تربية تدفع بالطفل للهروب من جو المنزل ولتتلقفه الأيدي النهمة، وقد تدفع الحاجة الماسة والفقر المدقع إلي ان يكون الطفل ضحية لمثل هذه السلوكيات الشاذة، لاستغلال حاجته للمال فهذه الفئات هي الأكثر عرضة للاعتداءات وان كانت هناك فئات أخري معرضة للاعتداء.

الأسرة.. ما المطلوب منها؟!

ومن أهم الإجراءات الوقائية والعلاجية التي للأسر دور كبير فيها: التعرف علي الاحتياجات الجسمية والنفسية الأساسية للطفل والمراهق واشباعها بالشكل السليم، والالتزام العملي للوالدين بالدين وتعزيز الوازع الديني في الأبناء ففاقد الشيء لا يعطيه ، ومن الضروري متابعة تصرفات الأبناء وسلوكياتهم داخل وخارج المنزل، مع عدم المساس بالحرية الشخصية التي يجب ان يتمتع بها الفرد، حتي يتسني للوالدين التنبه لأي بوادر شذوذ أو انحراف لدي الابن أو الابنة، فالاكتشاف المبكر يسهم بشكل إيجابي في علاج الحالة، مع عدم التردد في استشارة المختصين وأهل الخبرة، وعدم التواري وراء ستار العار أو الخجل المعززة للسلوك المنحرف والتي يطبع الطفل بطابع الانحراف والشذوذ، أو تدفع الأسرة لأن تجتهد في اتباع أساليب علاجية قد تكون خاطئة في الكم والكيف أو حتي التوقيت فتكون عواقبها وخيمة.

معتدي عليه.. كيف تعرف ذلك؟!

وجاء علي لسان الملاح هناك مجموعة من الأعراض الأولية التي يمكن للأسرة ان تتبين تعرض الطفل للاعتداء الجنسي لا سيما إذا كان الأمر قد وقع بالإكراه:
1- حدوث التغيرات السلوكية لدي الطفل بشكل عام بما يلفت النظر، وجود خلل أو تصرف غير معتاد من قبل الطفل.
2- ميل الطفل إلي العنف والعصبية والتوتر والهيجان لأبسط الأسباب علي غير عادته.
3- قد يلجأ الطفل لا شعوريا للبكاء دون وجود سبب ظاهر يستدعي بكاءه.
4- في بعض الحالات، يميل الطفل الضحية إلي العزلة والسكوت وعدم الرغبة في الاختلاط بالآخرين.
5- قد يلجأ بعض الأطفال إلي الهروب من المنزل لأكبر وقت ممكن كأن يقضي معظم يومه في الشارع أو مع أصحابه تحاشيا للالتقاء بأفراد الأسرة.
6- في بعض الحالات قد تظهر أعراض مرضية جسمية دون وجود خلل عضوي كالاضطرابات المعوية أو الصداع أو التعرق الشديد أو ما شابه ذلك وهي ما يعرف علميا باسم سيكوسوماتيك ديسيز وذلك نتيجة الكبت النفسي.
7- زيادة حالة القلق وعدم القدرة علي التركيز والتبول المستمر في الفراش علي غير عادة أي بمعني ان الطفل لم يكن يعاني بالأساس من مشكلة التبول في الفراش، وإنما تظهر هذه الحالة بصورة مفاجئة، هذا بالإضافة إلي اضطراب النوم.
وللمحامية فاطمة الحواج رأي، فهي تري ان تشديد العقوبة وحدها غير رادع، بل يجب ان تضييق حالة اسقاط العقوبة أو وقف تنفيذها أو اسقاط الحق العام فيها، ولا سيما ان قانون الإجراءات الجنائية الجديد، والذي سيعمل به في الأول من فبراير من العام الجاري 2003 أجاز فيه تنازل المجني عليه عن الجريمة، في حين ان قانون أصول المحاكمات الحالي يعتبره حق عام لا يجوز التنازل عنها. أما قانون المحاكمات الجزائية لعام 1966 فقد قررت المادة (125) من القانون المذكور مبدأ عدم جواز الأخذ بشهادة الطفل المجني عليه إلا إذا أيدت ببينة مستقلة مسترسلة بقولها: لقد نحي المشروع بعدم الاعتداد بشهادة الطفل الحدث منحي متشددا ما لم تتأيد ببينة مستقلة أخري، وهو أمر بلا شك يعيق إصدار أحكام بالإدانة ضد كثير من الجناة الذين لا تتوافر ضدهم أدلة أخري غير شهادة المجني عليه، معتبرين الشهادة في القانون بأنها مضمون الإدراك الحسي للشاهد بالنسبة للواقعة التي يشهد عليها، ومن هنا قد تكون شهادة مرئية أو سمعية أو ذوقية أو شمية، تبعا لإدراك الشاهد، فنحن لا ندرك فقط بحواسنا، ولكن هناك بعض العوامل التي تتداخل وتشارك الإدراك للحصول علي الصورة السليمة أو المهزوزة، فحالتا الإرهاق أو تقبل المزاج لهما نصيب كبير في الحصول علي الصورة الملاحظة، فيجب عند سماع الشهادة مراعاة سن المجني عليه، وكذا فان استعمال حاسة ما تخضع من جهة أخري للصحة العامة للفرد ولصحة العضو الحاس ذاته.

الاعتقاد الخاطيء

وتضيف المحامية فاطمة الحواج : ومن الاعتقادات الخاطئة ان الحقيقة تخرج من فم الأطفال، وذلك صحيح إذا ما كانوا يتحدثون عما يحدث في الحياة اليومية العائلية بقصد التسلية ولفت الأنظار إليهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بالشهادة فان ذلك يختلف تماما إذ يجب ان نحترس من أقوالهم، إذ ان حصيلة اطلاعات الطفل في حياته الأولي تكون لا تقدم له سوي صورة خادعة وهمية لعالم غير حقيقي، خصوصا ان ذاكرته تختلط بالخيال، فلذا فهو لا يكذب بقصد الكذب، وإنما يخطئ، لذا فان لخبرة وتجارب الأطفال دور هام في الشهادة، كما ان للبينة تأثير في تكوين الطفل.
فالسيئ منها له نتائج علي كثير من النواحي الأخلاقية والصحية والنفسية.

الأطفال يختارون ضحيتهم بالصدفة

ونتيجة لوجود الأطفال تحت تأثير المحيطين بهم والرأي العام الموجه ضد شخص معين، نتيجة للاستجابات العديدة التي لم يراعِ فيها المحقق اختيار دقة أسئلته وحالة الطفل النفسية، فان ذلك قد يؤدي إلي ان يختار الطفل ضحيته بالصدفة التي يبنونها علي ما سمعوه منهم. إلا ان ذكاء القاضي، وفطنته وإلمامه بقواعد علم النفس فيه ضمانة كبري كي يستطيع ان يميز بين الشهادة الصحيحة والكاذبة، وبين الشهادة الطبيعية والملفقة التي يدلي بها الأطفال أمام المحقق. إلا انه وإنصافا للحق فان هذا لا يعني ان الطفل لا يستطيع ان يدلي بشهادة علي جانب كبير من الدقة لهذا من الضروري الاستعانة بالأخصائي النفساني للشهادة، لفحص أقواله في ضوء معايير الحقيقة.
وتؤكد المحامية الحواج إلي ان ظاهرة إساءة معاملة الأطفال وعلي الأخص الاعتداء الجنسي ظاهرة ليست حديثة في المجتمعات، بل كانت موجودة منذ القدم، إلا ان الحرية العامة الموجودة في الدولة بُعيد الإصلاحات جعلت ما هو ممنوع مباحا، كما وان الصحافة لعبت ولا زالت تلعب دورا في إظهاراها علي السطح.
ومن المؤسف عدم وجود دراسة تعطي معلومات أو مؤشرات عن حجم المشكلة، ولكن العاملين في مجال الطب النفسي وطب الأطفال وأقسام الحوادث ومراكز الشرطة والقضاء والقانونيين يلتمسون حجم المشكلة من خلال الحالات المحمولة إليهم. وقد حاولت لا يزال الكلام علي لسان المحامية فاطمة الحواج : حصر عدد القضايا المقيدة لدي وزارة العدل فوجدتها لا تمثل ظاهرة في عددها ولا في أحكامها بالإدانة، بل هناك العديد من القضايا التي أخذت أحكام البراءة وهذا يترتب عليه استبعادها من قضايا الاعتداء الجنسي تطبيقا لمبدأ المتهم بريء حتي تثبت إدانته وحتي نصل إلي أرقام حقيقية يتطلب تكاتف جهود كل المؤسسات الحكومية والمؤسسات غير الحكومية حتي يتم حصرها حصرا دقيقا، علما بان هناك العديد من القضايا التي لا تصل إلي الجهات المعنية لخوف الأهل من الفضيحة وكل ذلك يرجع لغياب وعي الأسرة.

الأولاد الأكثر تعرضا للاعتداءات

نعم.. الأولاد أكثر تعرضا للاعتداءات والتحرشات فهذه الجرائم منتشرة وبشكل مخيف في المدارس الحكومية لغياب الرقابة الحقيقية عليهم، كما ان خلط مدارس الأطفال الابتدائية مع الإعدادية سبب هام لانتشار هذه الجريمة فيما بينهم، إلي جانب العوامل الأساسية كالتفكك الأسري وصحبة السوء، والكارثة الأكبر ان أكثر الاعتداءات تكون من أقرباء الأطفال والذين من المفترض ان يكون الأطفال في مأمن معهم. لذلك شدد المشرع العقاب عليهم.

إلي متي؟

نعم إلي متي نسمع عن هذه القصص التي تقشعر لها الأبدان؟! إلي متي يتقمص الكثيرون وضع النعامة ليخبئوا وجوههم في الرمل ويدعون ان هذه الجرائم قليلة ولا تستدعي كل هذا اللغط؟! نريده فعلا تظافر الجهود للحد من هذه الجرائم، حتي لا يكون أحد أبنائنا لا سمح الله ضحية!!، حينها لن ينفع الصوت ما دام الفأس قد وقع علي الرأس!!

catfeat
2003-01-20

أبي.. هناك من يتحرش بي!! كتبت - ياسمين خلف: تم التحرش بابن السبع سنوات مرتين، من قبل نفس الشخص!! وهو بنغالي الجنسية، وبا...

إقرأ المزيد »

دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس النظامية.. فاطمة الكوهجي: التجربة أثبتت نجاحها ولدينا طلبة سعوديون ومن دول غربية

أجرت الحوار – ياسمين خلف:
يصادف أولياء أمور الأطفال الذين يعانون من اعاقات سمعية أو بصرية أو حركية ممن يعرفون بذوي الاحتياجات الخاصة بعض المشاكل المتعلقة بادماج هؤلاء الأطفال في المدارس النظامية واتاحة الفرصة أمامهم للتعلم أسوة باقرانهم الأصحاء.. وتكمن المشكلة في عدم توفر مدارس كافية لمثل هؤلاء، الي جانب اعتذار المدارس العامة عن عدم تمكنها من استقبال تلك الفئة بسبب حاجتها الي رعاية خاصة ووسائل تعليم غير متوفرة لديها.
(مدرسة حوار الدولية) الواقعة في الرفاع الشرقي هي المدرسة الوحيدة المرخصّة من قبل وزارة التربية والتعليم لدمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين ضمن مناهجها، وقد استطاعت رغم عمرها الزمني القصير والذي لا يتعدي 3 سنوات ان تؤسس لها نظاماً متقدماً لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وان تحظي بسمعة طيبة في المنطقة.
هذا ما أكدت عليه فاطمة عبدالجبار الكوهجي مديرة المدرسة عبر هذا الحوار الخاص مع الأيام.
ف كيف ولدت لديك فكرة إنشاء مدرسة تحتضن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجها مع الأطفال الأسوياء؟!.
غ جاءت الفكرة من الحاجة الي مثل هذه المدارس، لندرتها في مملكتنا رغم أهميتها. فمدرستنا هي الوحيدة المرخصة من قبل وزارة التربية والتعليم بشكل رسمي لدمج الأطفال ممن يعانون من مشاكل في التعليم كبطء التعليم ومشاكل النطق مع الأطفال العاديين. وقد مضي الآن علي افتتاح المدرسة ثلاث سنوات.
ف وهل يشرف علي المدرسة أخصائيون لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة؟!.
غ بالطبع.. فحالياً يتواجد سبعة أخصائيين وأخصائيات بحرينيين وعرب، كما يشرف علي البرنامج الدكتور محمد هويدي – وهو استاذ في كلية الخليج العربي، هذا بالاضافة الي وجود أخصائية نفسية، والتي يختلف دورها عن المشرفة الاجتماعية التي تتواجد في المدارس العادية.
إذ أنها تشخص حالة الطفل منذ دخوله المدرسة لتحدد نوع مشكلته ومدي تناسب حالته مع البرامج التي نوفرها، ونضطر أحياناً الي استبعاد بعض الحالات التي ندرك ان علاجها غير متوفر لدينا.
ف وهل هناك خطة مستقبلية لتوفير برامج أخري تناسب جميع أصحاب الاحتياجات الخاصة؟.
غ لدينا نظرة مستقبلية لتوفير أكبر قدر ممكن من الأخصائيين لمختلف المشاكل التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. إذ أن كل طفل نتعامل معه بحد ذاته – كحالة منفردة، فنضع له برنامجاً خاصاً للوصول الي أهداف معينة تتناسب مع كفاءاته وعمره ومشكلته.
ف ذكرتِ أن الطفل يتم تصنيفه تبعاً لعمره، وهذا يعني أنكم لا تصفونه تبعاً لقدراته لماذا؟.
غ لأننا بهذه الطريقة وهي التي يتم فيها الطفل في فصل مع زملاء له من نفس عمره، سنتمكن من علاج مشاكله السلوكية التي قد تبذر منه، شأنه في ذلك شأن الطفل السوي الذي قد تصدر منه سلوكيات غير محببة، كما أننا نهدف بذلك الي أن يتمكن الطفل من إنشاء علاقات اجتماعية مع أطفال في مثل عمره، وهي ظاهرة صحية للطفل.
ف وهل هناك صفوف معدة لإحتضان هذه الفئة؟!
غ خطتنا هي عدم عزل الأطفال في غرف خاصة بهم. ولكن هناك جداول معدة تمكن الاخصائية من أن تنفرد مع هؤلاء الأطفال في غرف مصادر التعلم، وذلك حتي لا يكون المسمي عاملاً يؤثر علي نفسية الطفل، لإحساسه بأن هناك فرق بينه وبين الأطفال العاديين، ويوجد حالياً 4 غرف مجهزة.
ف وكم من الوقت يحتاج الطفل للتعلم؟!.
غ كلما كان الطفل في سن أصغر كلما تمكنا من علاجه بصورة أسرع، فهناك أطفال وضعوا في البرنامج لسنة أو سنتين بعدها انتظموا في المدارس العادية. ويعتمد ذلك أيضاً علي قدرة الطفل واستعداده لتقبل التعليم. قد يأخذ الطفل الذي يعاني من مشاكل في النطق فترة أطول ولكنه يتمكن من المشكلة وبإمكانه التغلب عليها. فنحن نبدأ مع الطفل خطوة خطوة، إذ نوفر له كتب تناسب قدراته الفعلية، كما أن الامتحانات توضع بما يتناسب مع مهاراته وكفاءاته، وبالمثل بالنسبة الي واجباته، إذ ليس من العدل أن نتوقع منه ما نتوقع من الأطفال العاديين
ف وهل تجدون تفاعلاً مع الطالب؟!
غ كثيراً.. فنحن نلحظ أن الطفل يعبر عن نفسه بطريقة مريحة، لقدرته علي التفاعل مع أقرانه، الذين بدأوا يفهمونه وكذلك مدرسيه، صحيح أنه قد يجد صعوبة في التعامل مع المجتمع الخارجي ولكنه يكسر هذا الحاجز بمجرد دخوله باب المدرسة.
ف إلي أي مدي حققتم نجاحاً في عملية دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين؟!.
غ الحمد لله النجاح ملحوظ والدليل علي ذلك إن صيت المدرسة وسمعتها الطيبة وصلت للدول المجاورة، ولا سيما المملكة العربية السعودية، فهناك عدة حالات دخلت المدرسة وأصبحت اليوم أطفال عاديين في المدارس الحكومية في السعودية، ولازلنا نتابع أخبارهم، ومنهم من فضل البقاء والإقامة في البحرين لتوفير مشقة السفر يومياً، وليتمكن أطفالهم من تلقي علومهم كأقرانهم، كما أن هناك طالبين أمريكيين بدأنا في متابعة دراستهم التي بدأوها في الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع مدرسيهم هناك.
ف وهل هناك عوائق تعترضكم في سبيل وصولكم لأهدافكم؟!.
غ الإمكانات المادية هي أكبر عائق لنا، إذ أن ذلك يمنعنا من توفير البرامج التي نحتاج اليها ضمن خطننا التي تهدف للوصول إليها، صحيح أن المعلمين ذو كفاءة عالية، والكتب تضاهي في مستواها كتب المدارس الكبري، إلاّ أن ما نحتاجه هو الدعم المادي الذي يحد تطورنا كمدرسة.
ف وكم نسبة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالنسبة للأطفال العاديين؟!.
غ سياستنا تحتم علينا ألا تزيد نسبتهم عن 20%، فحالياً يوجد نحو 180 طفل سوي مقابل 31 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك أطفال علي قائمة الانتظار! فنحن لا نستطيع استقبال عدد أكبر لقلة الامكانات.
ف وما الحكمة من عدم ضم عدد أكبر منهم في المدرسة؟!.
غ إذا زاد عدد الأطفال العاديين حتماً سوف يتفوقون علي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة ملفتة، وما نريده هو أن لا يحس الطفل بذلك، وما نحتاجه هو أن يتعلم من الأطفال العاديين، فهناك نحو طفلين الي ثلاثة أطفال في كل صف دراسي، وقد لا يوجد أي منهم في صفوف أخري.
ف هل أثبت الأطفال أنفسهم في مجالات دون غيرها؟! وما هي هذه المجالات؟.
غ أثبت الطفل ذا الاحتياج الخاص نفسه في التربية الرياضية والفنية بشكل ملحوظ، حيث أبدع في الرسم والأشغال اليدوية لوحظ انهم يستفيدون من بقايا الأشياء ويخترعون ويبتكرون ألعاباً يمكن استخدامها.
ف ماذا عن القدرات اللغوية عند هذه الفئة من الطلبة؟.
غ يشارك فئة منهم في التمثيليات، وأبدي بعضهم طلاقة في الكلام، ففي موقف لن أنساه حدث العام الماضي في اليوم العالمي وهو احتفال يعمد فيه الأطفال الي ارتداء ملابس تمثل دول معينة، إذ أنهم يرقصون ويمثلون أمام ذويهم، وكان من بينهم طفل يعاني من مشاكل في النطق، فقامت مدرسة بتلقينه آيات قرآنية فقرأها وأمام الحضور في بداية الحفل!!.
ف وما أهم الأساليب التربوية المستخدمة في التعليم لديكم؟!.
غ تعزيز السلوك من أهم الأساليب، سواء كانت اللفظية منها أو المادية كالملصقات والنجوم، وهذا التعزيز لا ينحصر علي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل يشمل كذلك الأطفال الأسوياء، الذين يتعدل سلوكهم كذلك.
ف وهل تواجهون مشاكل في علاقات الأطفال بعضهم لبعض داخل الفصل الدراسي؟!.
غ الأطفال الأسوياء أخذوا يتعودون علي أقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين قد تصدر منهم سلوكيات عدوانية في بعض الأحيان.
فهم الآن يتصرفون معهم بنضج وحكمة، لدرجة أننا لم نتلق حتي الآن أية شكوي من أي أم تتعلق بخلافات مع الزملاء!.
ف أيعني ذلك إن الطفل السوي أخذ يستفيد من دمجه مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة؟!.
غ بالطبع.. فالطفل العادي ينضج فكرياً وسلوكياً جراء تعامله مع هذه الفئة، لإختلاطه بهم يومياً، كما أنه يكتسب صفة الصبر، بل أنه يتعلم كيف يساعد الغير دون انتظار مقابل! فأصبح العمل التطوعي جزءاً من تكوينه الشخصي، كما أنه يصبح بفعل إحتكاك المباشر بهم حنوناً وعطوفاً.
ف وإلي أي الأسباب تعزين نجاح البرنامج دمج الأطفال ذوي الاحتياج الخاص بالعاديين ؟!.
غ أهم عامل يمكننا أن نعول عليه هو تعاون الأطفال الأسوياء معنا، فالأخصائيين مهما قدموا من خدمات لهم، لن يتمكنوا من حل مشاكلهم اذا كان هناك أطفال يعيرون الطفل أو يستهزؤون به أمام زملائهم!.
ف في حالة معاناته من مشاكل أكاديمية كتلك التي ذكرتم، نحاول قدر الإمكان تعليمه علي الأقل الكتابة والقراءة، وبعدها نعلمه الرياضيات حتي يتمكن من أن يعتمد علي نفسه في المجتمع الذي يخالطه. ونعلمه لغة واحدة اذا استعصي عليه تعمل لغتين.
ف وهل يشارك طفل ذوي الاحتياجات الخاصة بقية الأطفال في الأنشطة التي تقيمها المدرسة؟!.
غبالتأكيد، وكمثال علي ذلك إن من ضمن أنشطة المدرسة يوم الدراجات الهوائية وكان من ضمن الأطفال، طفل مقعد رفض المشاركة في السباق، وعزم علي الغياب في يوم النشاط!.
إلاّ أننا شجعناه علي المشاركة، وقبل! وكان وجوده ضمن الأطفال مثلج للصدر، خصوصاً عندما رأينا الابتسامة مرسومة علي وجهه أثناء اإستلامه للشهادة.
ف توجد ممرضة ملمة بالمشاكل الصحية لكل طفل، ويوجد ملف صحي لكل طفل في المدرسة يضم المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة به..

Catedu
2004-07-16

أجرت الحوار - ياسمين خلف: يصادف أولياء أمور الأطفال الذين يعانون من اعاقات سمعية أو بصرية أو حركية ممن يعرفون بذوي الاحت...

إقرأ المزيد »

ديوان الخدمة المدنية: إن وجدت المبررات.. فلن نتوانى في تغييره

 أجرت الحوار ــ ياسمين خلف:
من منظار الكثير من الاقتصاديين والمحللين الماليين، يرون أنه ومع ازدياد النمو والنشاط الاقتصادي في المملكة، واتساع شريحة المستفيدين من الخدمات في مختلف القطاعات جعل من امر الدوام الرسمي الذي يبدأ عند الساعة السابعة صباحا وينتهي في الثانية من بعد الظهر، مع تطبيق نظام الاجازة ليومين متتالين لم يعد مناسبا، وان فكرة تغيير الدوام الرسمي باتت مطلباً لابد من وضعه على طاولة النقاش لتحقيق المصلحة العامة، لارتباط الدوام الرسمي مع المتغيرات الاجتماعية وسوق العمل.
فبأي منظار يرى ديوان الخدمة المدنية هذه الأفكار، وهل سيأتي يوم يقر فيه »ديوان الخدمة المدنية« تغيير الدوام الرسمي في الاجهزة الحكومية، لتميزه بمميزات قد غفلها في ظرف من الظروف؟!
لقاؤنا مع جدير بالاجابة على بعض التساؤلات، وان لم تكن جميعها، فلربما الوقت لم يحن بعد لرؤية الامور بمنظار ذي ثلاثة ابعاد!!
[
الأيام: متى ولماذا تم تغيير نظام العمل في الاجهزة الحكومية، خصوصا بعدما كان العمل يستمر لسته أيام في الاسبوع؟!
لقد جاء قرار الحكومة بتغيير نظام العمل من ستة ايام في الاسبوع الى خمسة ايام في ٣ فبراير ٠٩٩١م، نظراً للمميزات العديدة التي يتمتع بها، وبعد دراسة مستفيضة لتأثيره على تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين، وكذلك على النواحي الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، كما تم في هذا الصدد ايضا استطلاع آراء الموظفين حول هذا الموضوع من خلال استبيان تضمن عدة نقاط أهمها ان تكون ساعات العمل الاسبوعية ٦٣ ساعة، أي كما كانت عليه في السابق، وان يكون الدوام الرسمي من الساعة السابعة صباحا الى الثانية والربع ظهراً، عدا يوم الاربعاء حيث ينتهي الدوام في الساعة الثانية ظهرا، وان يكون يوما الخميس والجمعة هما يومي العطلة الاسبوعية، وان النظام المقترح يتلاءم مع الظروف الخاصة بالموظف وطبيعة عمله، وقد اظهرت نتائج هذا الاستبيان تأييداً من معظم الموظفين لتطبيق هذا النظام.
[
الأيام:وهل تبع تغيير النظام لخمسة ايام اي خطوات ايجابية؟!
حرص الديوان عند تطبيق نظام العمل من خمسة ايام في الاسبوع على ايجاد دورات عمل مختلفة يتم تطبيقها في بعض الحالات، والتي تقتضي ظروف عملها الدوام على مدار الساعة او الاستمرار في العمل لليوم السادس، وكذلك امكانية تجزئة الدوام الى فترتين بحسب متطلبات العمل، مما يساعد على تقديم الخدمات لجميع القطاعات في المملكة، هذا مع استمرار النظر وتطوير هذا الجانب إذا دعت الحاجة الى ذلك لتلبية احتياجات العمل وبما يتلاءم مع المستجدات والتطورات التي يمكن ان تطرأ على المجتمع.
[
الأيام: البحوث والدراسات الميدانية، هل هي مدرجة في جدول ديوان الخدمة المدنية؟!
الديوان يجري وباستمرار تقييما للسياسات والانظمة المعمول بها في الخدمة المدنية سواء تلك المتعلقة بتحسين اوضاع الموظفين المالية او التنسيق مع الاجهزة الحكومية لتطوير اجراءات الخدمات التي تقدمها للمواطنين، لضمان حصولهم على مستوى أفضل من هذه الخدمات وبأسرع وقت ممكن، وذلك تنفيذا لتوجيهات القيادة الرشيدة بتطوير العمل في الجهاز الحكومي وتحسين الخدمات التي يقدمها لجميع القطاعات في المملكة، ويعزز التوجهات والتطورات السياسية ومتطلبات المرحلة التي نعيشها، وليساهم كذلك في تعزيز الخطوات التي تتخذها الحكومة لابراز المملكة كمركز اقليمي متميز في الجوانب الاقتصادية والمالية.
[
الأيام: النظام المعمول به حالياً تدور حوله بعض التهم، هل هناك نية لتباحث الوضع لتغييره بما هو أفضل؟!
طرح امكانية تغيير لنظام العمل الحالي على بساط البحث يتطلب وجود المبررات التي تدعو الى ذلك، كتأثر الخدمات التي يتم تقديمها للمواطنين، أو تأثر حقوق الموظفين والفوائد التي يجنونها، والتي حرصت الحكومة منذ بدء تطبيق هذا النظام على عدم المساس بها، أو بروز بعض المشاكل والصعوبات الملموسة التي تعيق اداء العمل بالشكل المطلوب، او لها تأثير كبير على المرافق الحيوية والنشاطات المالية والاقتصادية في المملكة، والديوان على أتم الاستعداد للنظر في أي ملاحظات او اقتراحات تبديها مختلف القطاعات في المملكة وتهدف الى تطوير العمل في القطاع الحكومي.   Catcsb2003-112-27

 أجرت الحوار ــ ياسمين خلف: من منظار الكثير من الاقتصاديين والمحللين الماليين، يرون أنه ومع ازدياد النمو والنشاط الاقتصا...

إقرأ المزيد »

ذهب إلى البوسنة.. فحبس وراء القضبان:»علي«:فلأحاكم في البحرين لا في »كرواتيا«!!

كتبت – ياسمين خلف:
أخي »عبدعلي« لقد استلمنا منك رسالة بشهر مارس،ويالها من رسالة يا أخي، لقد فطرت قلبي الى نصفين، لقد اسودت الدنيا في عيني، ولم استطع اخبار امي بهكذا خبر.. خبر سجنك في البوسنة والهرسك.. تلك كانت كلمات خطتها ام موسى »فاطمة« اخت عبدعلي الزاير، السجين البحريني في كرواتيا، في رسالة بريدية ارادت ارسالها لأخيها في اراضي الغربة، وحصلت الأيام على نسخة منها.
حيث ذكرت فيها العناوين التي يمكن لأخيها ان يراسلهم عليها، وارقام الهواتف التي يمكنه ان يكلمهم عليها،خصوصا بعد ان تبدل بعضها وتغير لتغير محل اقامتهم، وتخبره فيها عن آخر اخبارهم وعن آخر مواليد استقبلتهم العائلة! وتطلب المغفرة من الله »لكذبها« على والدتها، عند سؤالها عنه، لعدم قدرتهاعلى مصارحتها بحقيقة مصير اخيها »عبدعلي« سابقا و»علي« حاليا.
مراهقته هادئة
هناك في مدينة حمد، وفي احد دواراتها الأولى، تسكن أخته – ام موسى – بدت قوية مؤمنة بقضاء الله وقدره، وان تخلل اليأس إلى نفسها من عدم تحرك أي جهة رسمية في قضية أخيها!! ارتسمت ضحكة خجولة على ملامحها السمراء، وكما لو كانت تراه امامها قالت : »كان طيبا وهادئا في طباعه، ومرت سنين مراهقته بلا مشاكل، ولا اذكر ما ازعجنا من تصرفاته غير انه اخذ خلسة مفاتيح السيارة واراد ان يقودها، مسببا حادثا بسيطا لم يتعد اصطدامه بالجدار كغيره من الاولاد في سنه، اما غير ذلك فلم يبدر منه ما يزعجنا، رغم انه كان في داخله »منزعجا« ربما لأن والدي مطلقان وكلا متزوج من آخر، فقد كان يردد دائما بأن لا أب له كغيره من الاولاد! وان كانت علاقتنا »الكلام لا يزال على لسان أم موسى« بوالدي واخواني الغير اشقاء جيدة ولا يشوبها أي شائبة، إلاانه كان يفتقد إلى الحضن الدافئ الذي يستقبله كلما أراد.
تواصل: »كان اسمه عبدعلي احمد عبدعلي محمد الزاير – وكان الوحيد الذي يحمل جوازه خطأ في اسم الجد الثاني »محمد« اذ كان مقيد على انه »حمد«، وقد قدم طلبا لوزارة العدل والشئون الاسلامية لتغيير اسمه من »عبدعلي« الى »علي« وكذلك اسم جده بالمثل، ولم يكمل تعليمه الالزامي، فقد توقف عنها في الصف الثاني ثانوي، وهنا بدأت فصول حياته في التغير.. وما قصدك في ذلك؟! سألناها فأجابت: بدأ يخرج على غير عادة من المنزل مصاحبا بعض الشباب من سنه من غير توجهه الفكري والمذهبي، كما انه اخذ يتردد على إحدى الجمعيات الدينية حتى غير مذهبه وتحول من شيعي الى سني وكان يسافر مع اصدقائه الجدد، إلى ان وصل إلى اراضي البوسنة والهرسك.
وجاء لأمي مخبرا إياها بقراره بالسفر، ورفضت امي لخوف الأم على وليدها من الهلاك في حرب ليست بأرضه الأم، بعيدا عن اهله، ولكنه كان مصرا على قراره! ابلغته امي بأن ثواب الجهاد لا يكون بالقتال فقط، ويمكن الحصول عليه عبر طرق اخرى، وان وجوده مع اسرته وفقده للأب »كالجهاد«، وبأن لا ثواب له في الجهاد وامه غير مباركة له فيه، ولكنه اصر على قراره، مدعيا بأنه لا يستطيع الوقوف كاتفا يديه او ان يتهاون والمسلمون يجاهدون في الله دفاعا عن الدين وحرمته، وبكت امي ولم يرده بكاءها فدعت له بالخير والسلامة.
وبعد سفره لتلك الاراضي تزوج من بوسنية تدعى »انيسة« وانجب منها طفلة اسمياها »عائشة«، وقد ولدت في مستشفى العدان في دولة الكويت الشقيقة، إلا انها تحمل شهادة ميلاد بحرينية، وبعد سفره وعمله هناك »كرواتيا« في التجارة، أخذ يتردد علينا مرة كل عدة اشهر، والتي لم تزد عن الخمسة اشهر، بالاضافة إلى ذلك كان يراسلنا، واخبرنا في إحدى رسائله انه سيزورنا مع زوجته وابنته »عائشة« وكان ذلك عام ٦٩٩١م، إلى ان انقطعت اخباره عام ٧٩٩١ ، ووصلتنا فيها رسالة مفجعة قصمت ظهري وابكت عيني وسهرتني الليالي، حيث أبلغني فيها بأنه حبيس الجدران والقضبان الحديدية في السجن المركزي في »كرواتيا«!

طالب بمحاكمته  في »البحرين«

تسكت برهة وتكمل : »لقد اتهم كما ذكر في رسالته بتهمتين احداها الهجوم مع جماعة على دورية صربية وسلب اسلحتهم، والأخرى التشابك والتصادم مع أمريكي! كما طلب من خلال رسالته من أخي »حسين« تدبير مبلغ ألف دينار تقريبا والذهاب إلى أهل زوجته البوسنية، بمعية »مترجم« للعنوان الذي ذكره عبر رسالته للوصول الى السجن المركزي لاخراجه من قضبانها، وقد وصلتنا الرسالة عن طريق جمعية الهلال الأحمر البحرينية من الصليب الأحمر وذكر انه حكم عليه بالسجن بما يقارب ٦١ عاما، وطلب التعجيل في التحرك لنقل القضية للمحاكم البحرينية للبت فيها ان كان مذنبا، لا ان يحاكم في المحاكم الكرواتية، تقول بدهشة واضحة في عينيها وصوتها : »لم نعرف نحن اهله انه متهم في كونه احد المشاركين في تنظيم القاعدة إلا قبل يومين من خلال وسائل الاعلام؟! ومستهجنة ومتسائلة كيف يكون مشاركا او زعيما في تنظيم القاعدة وقد حكم عليه وسجن في عام ٧٩٩١ ، واحداث ١١ سبتمبر لم تقم بعد؟!
تنظر الى ابنائها من حولها وتقول: لو يعود إلينا اخي »عبدعلي« لما عرفهم، فقد كبروا بعيدا عن عينيه، ناهيك عن عدم علمه بأني رزقني بطفلين جدد، وكما اعلم انه اب لطفلة واحدة، ومن المحتمل انه رزق بولد بعدها، ولكن استبعد ان يكون له ولدين كما ذكرت بعض المصادر الاعلامية عنه.

كذبت عليها مرات

ما حال والدته، وفلذة كبدها بين القضبان في الغربة؟! تنهدت وزفرت قبل ان تنبس بكلماتها لتجيب على سؤالنا : »امي.. لقد تدهور حالتها الصحية كثيرا من بعد فراقه وخضعت لعدد من العمليات الجراحية وابتليت بأمراض عدة وكبرت في السن، وهي لا تعلم بعد التفاصيل الدقيقة لقصة ابنها »علي« فكيف بها لو علمت، فهي وكما ذكرت لها »كذبا« انه ونتيجة لخلاف تشابك بالأيدي مع احدهم وحبس! وذلك بعد سنتين من حبسه، إلا انها تعتقد انه من شهرين فقط.
وتوضح لتقول :» امي دائما تسألني عن اخبار اخي وعن آخر رسائله، وانا ولعدم قدرتي على البوح لها بمكون رسالته الأخيرة، والتي ذكر فيها انه »مسجون«، دائما ما كنت اطمأنها بأنه في حالة صحية جيدة، ويسلم عليها، خوفا من ان يلحق بها مكروه ونخسرها! فهي ام وان فجعت بابنها لن يستمر تنفسها على هذه الحياة لا قدر الله، لدرجة أنها عندما تسألني عنه ألجأ إلى كتابة رسالة »مفتعلة« وامثل عليها بقراءتها »فهي امية« وتصدق المسكينة بأن ابنها هو مرسلها، وفي الحقيقة الامر اني مرسلتها لها! حتى جاءت لي يوما ووجها مسودا وكاتما من اثر الهم الذي اصابها، بعد ان علمت من احد رفاقه السابقين انه مسجون في كرواتيا، فقلت لها مطمأنه و»كاذبة« انه مسجون فقط منذ شهرين بسبب خلاف بسيط مع احد الاجانب وصدقتني في ذلك! على الرغم من مدرور سنتين على حادثة سجنه!
لا نعلم مصير الرسائل الرسمية؟!
وبكلمات مؤمنة بالله واصلت.. ربما كان السجن سبب من الله ليحميه من الحرب والموت، وبنظرات حملت الامل: تحركت على جميع الاصعدة، اتصلت هاتفيا بالجهات والوزارات المعنية، وكذلك فعل اخي الذي راسلهم عبر رسائل رسمية، حتى وصلنا الى مرحلة اليأس من عدم موجود تحرك رسمي مفعل.. ربما وكما ذكرت بعض الجهات ذات العلاقة انها لم تستلم رسائل رسمية، قد يكون صحيحا لتغير مناصب الرؤساء فيها، ولكننا وبالفعل راسلناهم ولكن لا نعلم مصير تلك الرسائل؟؟
وقبل ان نودعها متمنين لها قرة العين برجوع اخيها قالت: اتمنى ان يرجع اخي لتعود الفرحة الى قلب أمي التي صبرت صبر ايوب، ومع ذلك فاننا نحمد الله بدل المرة ألف مرة لعلمنا بأنه حي يرزق ولم يمت كغيره في الحرب البوسنية، وليغفر الله لي لكذبي على أمي وعدم افصاحي لها بحقيقة الحكم الصادر ضد أخي ومدته.

حاولوا الامساك بالخط..

هذا رقم بيتي في البوسنة، مع العلم بأنه صعب جدا الامساك بالخط مع البحرين، ولكن حاولوا بعد ان تطلبوا فتح خط البوسنة، اتصلوا وقولوا نريد »علي« ونحن نتصل من البحرين، ثم اغلقوا السماعة واتصلوا بعد ٠١ دقائق سوف اكون على الخط معكم..«.
بتلك الكلمات التي خطاها »علي« في احد رسائله المرسلة الى اهله، الركيكة في اسلوبها والعميقة في معناها نختتم مقالنا هذا، متمنين تحرك الجهات المعنية ليعود »علي« أو »عبدعلي« كما يحلو له ولهم، الى حضن امه قبل ان تودع الحياة، وفي قلبها غصة على ابنها »ابو عائشة«.

كتبت - ياسمين خلف: أخي »عبدعلي« لقد استلمنا منك رسالة بشهر مارس،ويالها من رسالة يا أخي، لقد فطرت قلبي الى نصفين، لقد اسو...

إقرأ المزيد »

ذوو الدخل المحدود والمقتدرون علي حد سواء في التجهيز


ميزانية العام الدراسي تقطعها البرايات وتمسحها المحاياتاستطلاع اجرته – ياسمين خلف:
تصوير: حميد جعفر

لا شيء يفرح الطلبة، وخاصة اولئك المستجدين الذين سيخطون اولي خطواتهم في حياتهم الدراسية، كالقرطاسية المزركشة بالألوان وبالرسومات التي تحمل شخصيات كرتونية محببة الي قلوبهم كأبطال الديجتال ديجمون، وباربي التي ملكت وتملك وستملك قلوب الآنسات الصغيرات، فيستقبلون مرحلتهم الدراسية بابتسامة ممزوجة بفرحِ شرائهم واقتنائهم قرطاسية واقلاماً وحقائب جديدة يتفاخرون بها بين اصدقائهم واقرانهم في المدرسة.
ذلك هو شعور الطلبة، ولكن كيف هو الحال بالنسبة لأولياء الامور الذين تشكل تلك القرطاسية (همّاً) يضاف الي الهموم الحياتية، وبخاصة للاسر ذات الدخل المحدود، او دونها؟
فكيف يستعد الاهل للعام الدراسي الجديد؟! وهل يتركون فرصة اختيار تلك المستلزمات الدراسية لأبنائهم، باعتبارهم المستهلك الاول لها؟! وهل تقطع تلك الميزانية نصيباً وفيراً من كعكة الراتب، والتي هي حتما كعكة صغيرة، ورغم ذلك تقطع ألف قطعة لتقدم للمستلزمات الحياتية الكثيرة؟!!

المفاجأة كانت من نصيب كمال نور وزوجته نادية رفيع عندما جاء ابنهما مزهوا بنفسه وهو يحمل كارتونا مملوءا بالاقلام والمساحات والبرايات تكفي (علي حد قولهم) طلاب فصل دراسي كامل فـ بدر ابنهما الذي سينتقل الي الصف الثاني الاعدادي في مدرسة خاصة، يهوي اقتناء القرطاسية والاقلام وتوابع ذلك لدرجة الهوس.
وعن ذلك قال كمال: کكنا وقبل دقائق نناقش امر ابننا الذي يعشق الادوات المدرسية، فالمدارس ستطرق ابوابنا بعد ايام قليلة والمتطلبات هي الاخري قريبة.. صحيح ان ابننا لديه ما يكفيه منها، إلا انه ولجنونه اللامعقول بتلك الادوات يطلبها حتي تتوافق مع الموضة، وليجاري آخر صرعاتها، زوجتي تريد ان تشتري له بعضا منها، ولكنني افضل تأجيل ذلك الأمر إلي ما بعد ان تفتح المدارس ابوابها، حتي يحدد كل مدرس مطلبه، وحتي لا نشتري ما يزيد عن الحاجة.
وعما اذا كانت تلك المستلزمات تقطع جزءا لا بأس به من ميزانية الاسرة قالت نادية: کبالفعل ما دامت هناك مشتريات جديدة سيكون هناك اقتطاع من الميزانية، وان كانت ليست بكبيرة جدا بالنسبة لنا، باعتبار ان ابننا وحيدنا إلا انها كذلك بالنسبة لباقي الاسر، وخصوصا تلك التي لديها طلبة يدرسون في مراحل دراسية مختلفة، فموسم المدارس، موسم مرعب للبعض.
وهل انتظام ابنك في المدرسة يزيل جزءا من عنائك معه في المنزل؟! كان ذلك سؤالنا، فضحكت الام وقالت: کابني لا يشكل عناء كبيرا بالنسبة لي، فهو كبير الآن، بل ان دخوله المدرسة هو العناء، والسبب زحمة الشوارع صباحا، وابتعاده عن رعايتي اثناء تواجده علي مقاعد الدراسة. ويقترح کكمالŒ علي المدارس بيع القرطاسية التي تحمل اسم المدرسة، لتوحيدها بين الطلبة، وحتي لا يشعر احدهم بالنقص، خصوصا إذا ما كان احدهم يقتني ما يبهر اعينهم البريئة ويقول: کقد يكون اقتراحي يثير حفيظة بعض المنافسين ولكنه حتما سيريح معظم الاسر ذات الدخل المحدود.
ويكمل : صحيح ان اسعار القرطاسية انخفضت بشكل ملحوظ خلال السنوات الاخيرة، مع زيادة العرض وتوافرها في كل مكان، إلا ان الفرق في الاسعار واضح من مكتبة لأخري.
وتلتقط خيط الحديث زوجته کناديةŒ لتقول: کمشكلة القرطاسية ازلية مع ابني، الذي لا يشبع منها ابدا، لدرجة انه يكذب علينا ويقول انها نفدت ويحتاج الي بعض منها، وفي واقع الامر انه يخزنها وان كان لا داعي لها، فعلي سبيل المثال، يجمع ابني انواعاً من البلانكو بكل اشكالها وألوانها لا لحاجته إليها، بل لطمعه وعشقه لاقتنائها.
ويختتم كمال بقوله : ولكنني وقفت له بالمرصاد ولم اسمح له بشراء أي منها خلال سفرتنا الاخيرة لدولة الامارات العربية المتحدة.
مستلزمات
تكفي لفصلين دراسيين

واثناء جولتنا بين الدفاتر التي خطفت انظارنا بألوانها الزاهية، التقينا بإبراهيم عيسي – الذي كان يختار بعضا من القرطاسية لأخت زوجته!! وهي طالبة في الصف الخامس الابتدائي.. تساءلنا لمَ يختار کلطفلة قد يكون لها ذوقها الخاص؟ فأجاب: هي لا تشترط انواعاً بعينها، ونحن بدورنا نختار لها الافضل خصوصا اننا نشتري لها الادوات الاساسية التي تكفيها لفصلين دراسيين، ونترك لها فرصة اختيار الكماليات.
وعن الوقت الذي يجهز لها تلك الادوات والقرطاسية قال: کكل عام في مثل هذا الوقت نجهز لها ما تحتاج سواء القرطاسية او زيها المدرسي، حتي لا يضيق بنا الوقت، خصوصا مع زحمة المترددين علي المكتبات ومحلات الخياطة.
أعرف بالضبط
ما يحتاجه أبنائي

ام مازن ام لثلاثة اولاد وبنتين، ثلاثة منهم في مراحل دراسية مختلفة ابتدائي – اعدادي – وثانوي، مع نهاية شهر اغسطس من كل عام تبدأ مشوارها في تجهيز مستلزمات ابنائها المدرسية، بدءا من القرطاسية ومرورا بالادوات الكتابية وانتهاء بزيهم المدرسي، اما اذا قرروا السفر في الاجازة الصيفية فهي تجهز كل تلك المستلزمات قبل السفر بمدة.
وتترك ام مازن اطفالها يختارون ما يعجبهم من حقائب ومقالم، اما عن القرطاسية فهي تقوم باختيارها وتقول في ذلك: اعرف بالضبط ما يحتاجونه.. لذا اقوم بمعية زوجي في اختيارها، والتي تكفي لفصلين دراسيين أو أكثر فهم أطفالها يهدرون وقتا طويلا في اختيارها، والتي غالبا ما تكون غير مناسبة علي حد قولها. وتعلق بقولها: کبداية العام الدراسي الجديد، صفحة جديدة نبدأها مع اطفالنا، وغالبا ما تكون صفحة حلوة، خصوصا انني من هواة التسوق، وعما اذا كانت تحدد ميزانية محددة للقرطاسية قالت: غالبا لا تكون هناك ميزانية محددة لمثل هذه المستلزمات والاحتياجات فأنا اذا ما تبضعت لمستلزمات تكفي لفصلين دراسيين مثلا، والتي غالبا ما تكفي لسنة اخري حتما ستكون المصروفات في السنة التالية أقل!!.
وكأنما يتبادر الي ذهنها حدث ما، جعلها تضحك وتقول: في كثير من الاحيان اشتري بعض الدفاتر التي لا تلقي القبول النفسي لدي اطفالي، فيستخدمونها کللمسودة أو اهديها لبعض الاسر المحتاجة.

أنا مدرسة وأعرف
ما يحتاجه الطلبة

ولسيد محسن الشرخات وزوجته ايمان علي الدرازي اربعة اولاد، ثلاثة منهم في مراحل دراسية مختلفة، وكمبدأ النساء أولا الليديز فيرست قالت زوجته وهي مدرسة: کكل عام، ومع بداية شهر اغسطس اذهب مع زوجي للسوق لأوفر لأبنائي ما يحتاجونه من قرطاسية، تفادياً للزحمة التي تحدث جراء اندفاع الناس مع بداية العام الدراسي الجديد علي المكتبات، ونفضل ان يكون تبضعنا في وقت يكون فيه اغلب الناس بعيدين عن السوق، خصوصا عند انتهاء الراتب او مشارفته علي الانتهاء.. ونحن نحدد ميزانية خاصة لتلك المستلزمات حتي وان كان السفر مدرجاً في جدولنا.
ويشاركنا الشرخات في الحديث بقوله: کنقوم بشراء الاحتياجات الاساسية من القرطاسية، والتي غالبا ما تكون سادة أي بها لون واحد فقط، او تحمل صور لاعبين، باعتبارها المفضلة لدي الاولاد، ونبتعد كليا عن تلك المزركشة والملونة وخاصة باللون الوردي، التي تكون مفضلة لدي البنات دون الاولاد. اما الشنط والمقالم فنتركها لذوق ابنائنا.
وتقول الدرازي :کانا مدرسة واعرف بالضبط ما يحتاجه الطلبة، وما يطلبه المدرسون في المدرسة، لذا فأنا اختار المستلزمات التي لا يرفضها المدرسون، خصوصا وان خزانات المدارس ضيقة ولا تستوعب الدفاتر الكبيرة مثلا، ناهيك عن تلك الدفاتر التي تحمل بين دفتيها 200 ورقة، والتي تزيد عن حاجة الطالب وترهق ميزانية الاسرة دون اي داعٍ.
وعن اطرف حدث مر عليها اثناء استعدادها لاستقبال العام الدراسي، قالت والضحكة قد غلبتها وخرجت رغماً عنها: بالامس واثناء اصطحابي لأطفالي للمكتبة، ليختاروا الشنط التي تعجبهم، ركض ابني الصغير، الذي سيدرس في الصف الاول الابتدائي هذا العام الي ركن الألعاب بدلا من ركن الشنط، واخذ يقول لنا وهو متجه للألعاب، لا بأس اشتروا لي ما يعجبكم منها!!.

أستكشف السوق أولاً!!

هذا العام لم نسافر خلال اجازتنا الصيفية، ولهذا السبب استعدادنا للمستلزمات المدرسية جاء مبكرا علي غير العادة، كانت تلك اول الكلمات التي شاركتنا بها نيرة احمد سعيد من جمهورية مصر العربية، وولية امر بنت وولد، احدهما في المرحلة الثانوية، والآخر في المرحلة الاعدادية، وبعد سؤالنا عن الولد والبنت اللذين -كما كان ملاحظا- ليسا موجودين معها قالت: کانهما نائمان في المنزل.. فأنا وقبل ان اصطحبهما معي استكشف السوق والبضائع التي توفرها المكتبات، واشتري الاحتياجات الاساسية واترك الباقي لاختيارهما، فهما وكما عودتهما يشتريان ما يحتاجانه، وفيما ندر يشتريان ما يحتاجان منها وان كانت تخرج عن حاجتهما، ولكن في نهاية المطاف لي الحق في الموافقة عليها أو رفضها!!.

طلبات المدرسين مرهقة

بداية العام الدراسي الجديد، بداية هم وقلق بالنسبة لهدي عبدالمنعم، وهي ام لبنتين وولدين، احدهم في المرحلة الابتدائية، واثنان منهما في المرحلة الاعدادية والاخير في المرحلة الثانوية، وهي الاخري من الجالية المصرية في مملكة البحرين، لارتباط الامر كما ذكرت بالمذاكرة والامتحانات وضرورة المتابعة مع الاولاد، وخاصة اولئك الذين اذا لم يركض ولي الامر وراءهم لن يعيروا المذاكرة اي اهتمام.
وتقول بشأن تجهيزها للمستلزمات المدرسية هذه السنة : جهزتها قبل فترة من افتتاح المدارس لعدم سفري هذا العام لبلدي الام کمصر، وتفاديا للزحمة اشتريها في الفترة الصباحية، سواء لوحدي او مع ابنتي، فالاولاد لن يمثل لهم الامر هما يدققون فيه الفتيات.
ولا تحدد هدي ميزانية لتلك المستلزمات، وتقول في هذا الشأن: اشتري كمية تكفي لفصلين دراسيين، كما وأني حريصة كل الحرص علي ان لا اشتري ما لا يحتاجه ابنائي. وتلقي هدي الضوء علي جزئية تري أنها ترهق كاهل الاسرة اقتصاديا، ألا وهي طلب المدرسين دفاتر جديدة مع بداية كل فصل دراسي جديد، علي الرغم من كفاية بعض الدفاتر الخاصة بالفصل الدراسي الأول وخاصة تلك التي عدد اوراقها 200 ورقة، وتقول في هذا الصدد: اتمني من المدرسين مراعاة أولياء الامور وعدم فرض استخدام دفاتر جديدة، خصوصا اذا كان الامر لا داعي له، مع توافر اوراق تتعدي المائة في كثير من الاحيان. Catedu2003-09-06

ميزانية العام الدراسي تقطعها البرايات وتمسحها المحاياتاستطلاع اجرته - ياسمين خلف: تصوير: حميد جعفر لا شيء يفرح الطلبة، و...

إقرأ المزيد »