كتبت – ياسمين خلف:
كان يعمل.. وكان سيبدأ مشواره الدراسي في الجامعة.. الا ان ظروفا اجتماعية خاصة مر بها خلال التسعينيات، نسفت كل حلم كان قد حاول ان يحوله الي واقع! حكم عليه بالسجن اربع سنوات، وخرج بعفو ملكي.
دخل البحر بقصد العمل، وواجه اهواله وقرر ان يكمل نصف دينه، فعقد قرانه علي احدي كريمات الاسر البحرينية، ومع زيادة مسئولياته قرر العمل والدراسة معاً، فهو وكما يقول هاضماً للغة العربية التي ورثها من أبيه، الذي افني 35 سنة من حياته في تدريس هذه اللغة في وزارة التربية والتعليم، ويتقن مهارة الحديث مع فئة الصم والبكم، فتوجه حيث ظن انه سيلاقي اليد التي تقدم له العون، اولها لمحافظ منطقته الذي وعده بالوظيفة سواء بالمحافظة نفسها او في اي جهة عمل اخري.
وتوجه كذلك لوزير العمل الذي وعده هو الآخر بالوظيفة كونه يتقن لغة التفاهم مع فئة الصم والبكم. يقول ش – و وهو خريج لغة عربية من جامعة السودان وعمره ثمان وعشرون عاما، عندما تقدمت لدار الايتام للعمل، اعتذروا عن توظيفي، وطلبوا مني التطوع كوني حينها لا ازال في السنة الثالثة في الجامعة وهم لا يوظفون الا الخريجين أو علي الاقل طلبة السنة الرابعة، وقبلت التطوع، ولكني فوجئت بوجود عدد من الموظفين من حملة الشهادة الثانوية، بل والطامة الاكبر انه تم توظيف بعضهم اثناء فترة تطوعي، وهم لا يحملون الشهادة الجامعية، فهاتفت الوزير الذي كان حينها خارج البحرين، واستغرب كوني لم اوظف بعد، فامهلني فترة اسبوع ليرجع ويبحث في موضوعي، ومع ذلك فقد اصر احد المسئولين في الوزارة ان يكون انضمامي لدار التأهيل تطوعيا، علي ان يكون ذلك لمدة عام كامل بواقع ساعتين في اليوم.
قبلت بذلك وتطوعت لمدة اسبوع كامل، الا انني ادركت حينها ان تطوعي هذا سوف يمنعني من العمل في البحر لكسب الرزق، خصوصا انني خاطب ولدي مسئوليات دراسية وعائلية، يقول جازما: اكتشفت اثناء تطوعي ان العمل تحكمه الواسطات، والا فكيف يمكننا تفسير وضع شرط وجوب حمل الشهادة الجامعية، في حين هناك من يوظف في نفس الوظيفة، وهم من حملة الشهادة الثانوية او دونها في بعض الاحيان!
ومع كل ذلك انضممت لدورة في احدي الشركات، والتي وعدتني بالعمل بعد الانتهاء منها، وكنت بشهادة الجميع وحتي المدرس، الطالب المثابر المميز والمجتهد واجتزت الامتحانات النظرية بامتياز، وقبل نهاية الدورة بيوم واحد، استدعاني المدرس، وكنت وأنا اذهب اليه، كلي أمل وثقة بأني اخترت من بين الطلبة للعمل، ولكن وقعت المفاجأة علي كالصاعقة عندما طلب مني عدم الاستمرار في الدورة لاستغنائهم عني، وعندما سألته عن السبب ابدي عدم معرفته، وكلما ذهبت لمسئول حولني علي آخر، وبقيت في حيرة، وزاد همي كوني المتميز والمتفوق من بين جميع الطلاب في الدورة وهم يشهدون علي ذلك. واقسم بالله بأني وعلي الرغم من حملي لشهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة السودان الا اني لن أرفض اي عمل يقدم لي.
Catsocaff
2005-05-27
كتبت – ياسمين خلف:
كان يعمل.. وكان سيبدأ مشواره الدراسي في الجامعة.. الا ان ظروفا اجتماعية خاصة مر بها خلال التسعينيات، نسفت كل حلم كان قد حاول ان يحوله الي واقع! حكم عليه بالسجن اربع سنوات، وخرج بعفو ملكي.
دخل البحر بقصد العمل، وواجه اهواله وقرر ان يكمل نصف دينه، فعقد قرانه علي احدي كريمات الاسر البحرينية، ومع زيادة مسئولياته قرر العمل والدراسة معاً، فهو وكما يقول هاضماً للغة العربية التي ورثها من أبيه، الذي افني 35 سنة من حياته في تدريس هذه اللغة في وزارة التربية والتعليم، ويتقن مهارة الحديث مع فئة الصم والبكم، فتوجه حيث ظن انه سيلاقي اليد التي تقدم له العون، اولها لمحافظ منطقته الذي وعده بالوظيفة سواء بالمحافظة نفسها او في اي جهة عمل اخري.
وتوجه كذلك لوزير العمل الذي وعده هو الآخر بالوظيفة كونه يتقن لغة التفاهم مع فئة الصم والبكم. يقول ش – و وهو خريج لغة عربية من جامعة السودان وعمره ثمان وعشرون عاما، عندما تقدمت لدار الايتام للعمل، اعتذروا عن توظيفي، وطلبوا مني التطوع كوني حينها لا ازال في السنة الثالثة في الجامعة وهم لا يوظفون الا الخريجين أو علي الاقل طلبة السنة الرابعة، وقبلت التطوع، ولكني فوجئت بوجود عدد من الموظفين من حملة الشهادة الثانوية، بل والطامة الاكبر انه تم توظيف بعضهم اثناء فترة تطوعي، وهم لا يحملون الشهادة الجامعية، فهاتفت الوزير الذي كان حينها خارج البحرين، واستغرب كوني لم اوظف بعد، فامهلني فترة اسبوع ليرجع ويبحث في موضوعي، ومع ذلك فقد اصر احد المسئولين في الوزارة ان يكون انضمامي لدار التأهيل تطوعيا، علي ان يكون ذلك لمدة عام كامل بواقع ساعتين في اليوم.
قبلت بذلك وتطوعت لمدة اسبوع كامل، الا انني ادركت حينها ان تطوعي هذا سوف يمنعني من العمل في البحر لكسب الرزق، خصوصا انني خاطب ولدي مسئوليات دراسية وعائلية، يقول جازما: اكتشفت اثناء تطوعي ان العمل تحكمه الواسطات، والا فكيف يمكننا تفسير وضع شرط وجوب حمل الشهادة الجامعية، في حين هناك من يوظف في نفس الوظيفة، وهم من حملة الشهادة الثانوية او دونها في بعض الاحيان!
ومع كل ذلك انضممت لدورة في احدي الشركات، والتي وعدتني بالعمل بعد الانتهاء منها، وكنت بشهادة الجميع وحتي المدرس، الطالب المثابر المميز والمجتهد واجتزت الامتحانات النظرية بامتياز، وقبل نهاية الدورة بيوم واحد، استدعاني المدرس، وكنت وأنا اذهب اليه، كلي أمل وثقة بأني اخترت من بين الطلبة للعمل، ولكن وقعت المفاجأة علي كالصاعقة عندما طلب مني عدم الاستمرار في الدورة لاستغنائهم عني، وعندما سألته عن السبب ابدي عدم معرفته، وكلما ذهبت لمسئول حولني علي آخر، وبقيت في حيرة، وزاد همي كوني المتميز والمتفوق من بين جميع الطلاب في الدورة وهم يشهدون علي ذلك. واقسم بالله بأني وعلي الرغم من حملي لشهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة السودان الا اني لن أرفض اي عمل يقدم لي.
Catsocaff
2005-05-27
أحدث التعليقات