شباب البحرين: مفارفة الحجر والدبابة واضحة لكن الحق ينتصر دائماً

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
نعتقد ولا نظن اننا مخطئون ان ما من احد منا لم ير في احد وسائل الاعلام ذاك الفلسطيني الطفل في حجمه وسنه، والكبير في فعله ومقاومته، عندما يقذف العدو الاسرائيلي بحجرة حجمها لم يتعد حجم كفه، متحدياً دبابة مجهزة بأحدث تقنيات التدمير!
المفارقة كبيرة ما بين الحجر والدبابة وما من شك ان القوة المادية واضحة، وكذلك القوة المعنوية! ولكن رغم تلك القوة الظاهرة للأجهزة والمعدات لازالت قوة المقاومة وان كانت ضعيفة وبسيطة في صورتها، الا انها قوية في مدلولاتها ومعانيها لدي شبابنا الذي ومنذ نعومة أظافرهم يرون تلك المشاهد، التي وصفها البعض علي انها مشاهد تستحق فعلا انحناء واحتراماً وتقديراً لشعب ابي ان ينحني لمستعمر طاغ. في هذا الاستطلاع نري كيف ينظر الشباب البحريني الي هذه المفارقة في معادلة الحجر والدبابة.
مروة هاشم محمد والتي لم تتعد التاسعة عشرة من عمرها أدلت بدلوها في الموضوع وقالت: لا يختلف اثنان علي ان الدبابة اقوي من حيث الامكانات التدميرية، ولكن علي الرغم من ذلك فإن السلاح الذي آثر الفلسطينيون استخدامه أقوي، لانه يحمل ارادة شعب وضع بلاده في كفة ودمه في كفة اخري، فإما ان تكون بلاده ملكا له او انه سيدفع دمه ثمناً لاسترجاعها، ولان ارادتهم اقوي من كل شيء فإنهم لن يستسلموا أبدا للمحتل وإن لم يسترجعوا ارضهم ستبقي القضية معلقة وللأبد !
وتواصل: تلك العمليات الفدائية ليست انتحاراً وإنما شرف، تسعد الام فيه وتفخر عندما تسمع خبر استشهاد ابنها وتدفعه لنيل تلك الكرامة.. وذاك الطفل الذي وان هرب يوما من مواجهة المحتل، لا لخوف وانما لبراءته التي اغتصبت، حتماً سيواجه العدو وسيقف في وجهه وان كان داخل دبابته.

مشاركتي مادية ومعنوية

ويجد عبدالله جمعة رشدان – طالب حقوق ان وقوف طفل صغير امام دبابة لهو شجاعة وغيرة علي الارض والوطن، بل وغيرة علي الاسلام والقدس التي هي احد رموزه. وبصوت أخذ في الانخفاض في نبرته قال: اشعر بالحزن وبالاسي عندما أري تلك المقاومة علي شاشة التلفزيون، لإحساسي بالعجز وقلة الحيلة، فكل ما أملكه من مشاركة هي مشاركة معنوية ومادية فقط، ولو امكنني المشاركة والمقاومة للدفاع عن شرف العروبة لما ترددت! واكتفي عبدالله في نهاية حديثه بالتمني عندما قال: أتمني ان تحرر القدس يوماً علي يد العرب.

طفل أقوي من رجل عربي

يا قدس ياسيدتي معذرة، فليس لي يدان، وليس لي اسلحة وليس لي ميدان، كل الذي املكه لسان! بتلك الابيات المقتبسة من ابيات الشاعر احمد مطر بدأ هاني احمد النمر – 23 سنة حديثه معنا، وقال بعد تنهيدة، كلما رأيت مشاهد المقاومة الفلسطينية امام اليهود الاسرائيليين اتذكر هذه الابيات التي بالفعل تعبر عن واقعي وواقعنا جميعاً، والكلام، والحديث هو كل ما نملكه.
فالحجر الذي نراه بيد الاطفال ما هو الا بنض للرجولة، وبقايا للكرامة العربية، والدبابة تلك ما هي إلا سلاح قد نتفاخر نحن العرب بقدرتنا علي شرائه، ولكننا لا نحسن وللاسف استخدامه. فكل ما نحسنه هو التصفيق والتشجيع لهؤلاء الاطفال، الذين هم اقوي من الرجل العربي، وأضاف النمر ما يقوم به الاطفال والشباب علي الارض المحتلة نوع من انواع النضال والكفاح من اجل المحافظة علي الارض التي ورثوها عن آبائهم وليس ضرباً من ضروب الانتحار كما يدعي البعض !

الحجر.. سلاح بدائي

تبلدت مشاعري بعد كل هذه السنوات التي اري فيها صوراً لمآس عبر وسائل الاعلام المختلفة، ولم اعد اري من تلك الاحجار التي اعتبرتها قوة بيد الاطفال، شيئاً عدياً.. بهذه الكلمات اليائسة بدأت في الحديث زهراء علي سلمان – 21 سنة – طالبة فنون تربوية، وجاء علي لسانها: لا يحمل لي الحجر اي مدلول او معني! اتذكر انني في سنوات عمري الاولي كنت أنبهر من الحجر واعتبره رمزاً لأمور عديدة، ولكنني اليوم اراه جماداً لا فائدة من ورائه! ربما قد يحمل مدلولات عند ذاك الطفل الذي اعتاد ان يري اهله وهم يقذفون به العدو، فيكبر وهو لا يهاب ولا يخاف المحتل، ويقدم نفسه فداء للوطن فيري في الحجر رمزاً للكفاح والثورة، ولكنني اري ان قوة الدبابة بالمقارنة بقوة الحجر قوي غير متكافئة ولا يمكننا ان نضعهم في كفتي ميزان واحد.

شجاعة توازي قوة الدبابة

وتتفق رقية مهدي صالح 18 سنة – طالبة في الجامعة مع زهراء ، في كون ان الدبابة قوة، لا يمكن مقارنتها بقوة الحجارة التي وجدت لقلة الاسلحة او عدمها في ايدي المقاومين من الفلسطينيين، مشيرة الي ان رفع الحجارة في وجه العدو يحمل مدلولات عدة اهمها رفض الذل، والدفاع عن النفس والوطن، وعدم الاستسلام او التنازل او حتي السكوت عن الحق، بل وتعتبرها شجاعة توازي في قوتها قوة الدبابة والاسلحة اليهودية.
وتقول بصوت تسلل إليه الحزن اشعر بالالم والضيق عندما اري الاطفال، وهم في أحلي سني عمرهم يقاومون المحتل، ولكنني اشعر بالفخر اذا ما تمعنت في قوتهم واصرارهم في استرجاع هحهم وحق آبائهم وابنائهم في المستقبل.

قوة الضعيف .. وضعف القوة

السكوت والرضوخ هما قمة المأساة التي نعيشها، ووجود المقاومة والفدائيين، وسيلة لتحريك الشعوب العربية التي تفضل الاستسلام للعدو علي ان تقاومه بالدم! بهذه الانطلاقة بدأ محمد عبدالله علي 22 عاماً طالب في كلية الحقوق. والذي واصل بنفس الانطلاقة عندما قال: من حق اي شعب استخدام اي وسيلة في سبيل الدفاع عن ارضهم، واختيار الشعب الفلسطيني الحجارة كوسيلة وكسلاح، حق مشروع بل انهم وعلي الرغم من كونه سلاحا ضعيفا في ظاهره، الا انه اقوي من سلاح العدو، الدليل استمرار تلك المواجهة التي تدل علي قوة الضعيف وضعف القوي
فمشكلتنا نحن الشعوب العربية تثور دماؤنا وغيرتنا ليوم او يومين لتهدأ بعدها لشهور، الي ان تطفو علي سطح المقاومة قضية جديدة لنخرج بعدها في مسيرات تظاهرية سلمية تضامنية او اعتراضية، فذلك كل ما نملكه، فننسي كل تلك الدماء التي تراق مع تفكيرنا في مشاكلنا اليومية.
يجب ألا يقتصر استنكارنا ليوم واحد فقط، ولا بد من الاستمرار فيه كجزء من واجبنا تجاه مقدساتنا المحتلة، ما الذي تشعر به عندما تري صور المقاومة واطفالاً في مواجهة دبابات العدو؟ سألناه فسكت لبرهة وقال: بصراحة لا تقوي كلماتي عن التعبير، واكتفي بالتنهيد والزفرات!
أؤيد المقاومة بأي وسيلة كانت وبأي سلاح وان كان سلاحا ضعيفا كالحجارة، التي تحمل من المعاني الشيء الكثير، صحيح ان قوة السلاح والدبابة لا تقارنان بقوة الحجارة، باعتبارهما قوتين غير متكافئتين، الا انهما اسلوبان من اساليب المواجهة، ولا اظن ان تلك المقاومة ستخفت او تتوقف، حتي وان ازداد العدو قوة وعدة وعتاداً وجبروتاً، والديل علي ذلك استمرار المواجهة وتكرار مشاهد الاستشهاد، وسقوط العشرات جرحي، كل ذلك فخر وعز لحامل الحجر، بل هو وسام شرف يعلقه علي صدره، وعن نفسي احترم المقاومين وان كان الحزن يخالجني لوقوفي مكتوفة الايدي، في قضية تعتبر قضية عربية اكثر من كونها قضية شعب او وطن واحد.. كانت تلك كلمات أمل حسين سرحان – 18 سنة طالبة تكنولوجيا التعليم والمعلومات.

مقاومة تثلج الصدر

الضعف والجبن اهم خصال العدو، العزيمة وقوة الايمان، اهم صفات اصحاب الحق، وقد ذكر الله في كتابه العزيز، ان الاعداء لا يحاربون الا من وراء الحصون..، كانت هذه مقولة علي ميزرا محمد 24 عاما طالب هندسة مدنية – واسترسل بقوله: بالطبع القوة غير متكافئة ما بين الحجارة وما بين الدبابة، ولاسيما من الناحية التكنولوجية، ولكن هذا السلاح سبيل المقاومين لتحرير وطنهم، وان كان الثمن دفع ارواحهم واستشهادهم.
صحيح ان رؤية طفل في مواجهة دبابة امر مروع، خصوصا عندما ننظر الي طفولته المحرومة حتي من اللعب كأقرانه ممن هم في سنه، ولكن يثلج الصدر عندما نترجم الصورة علي انها رفض للاستسلام، وانتقام لدم الاهل الذي سفك بيد اليهود.

احترام تلك الأيدي الغضة

وبالمصادفة واثناء ما كنا نوجه اسئلتنا لزينب سلمان عيسي 22 سنة كانت تتصفح صور المقاومة الفلسطينية عبر الانترنت، وقالت بعد زفرات أطلقتها: بصراحة احس بألم في قلبي وانا اري مثل هذه الصور، خصوصا انها لعرب ومسلمين، ودفاعهم عن وطنهم واستشهادهم في سبيله، والأكبر منها مواجهة المحتل بحجارة صغيرة في حجمها، وحقيرة في شكلها، إلا أنها عظيمة في معانيها، والمثير للضحك والأسي في ذات الوقت، إن الأطفال وبأسلحتهم الحجارة يرهبون العدو الاسرائيلي المتحصن داخل ودبابته أو بخوذته وسترته الواقية.. قليل من التأمل في ذلك يجعلنا نحترم تلك الأيدي الغضة التي لم تمسك الألعاب كغيرهم من الأطفال.
وبنظرة مختلفة عن سابقيه قال أحمد عبدالحسن الصفار ـ 23 عاما وهو طالب في قسم الاعلام والعلاقات العامة ـ عندما أشاهد المقاومة الفلسطينية، أتذكر ثورة الإمام الحسين (ع)، وكيف انتصر الدم علي السيف… فالحجر وان كان ضعيفاً وصغيراً سوف ينتصر يوماً علي الدبابة، فتلك المقاومة ما هي إلا انتقام للشرف المهدور، وموقف يستحق منا احناء الرأس تكريماً للضحايا والشهداء.
واتذكر ولا أظنني سأنسي لقطة تلفزيونية، كانت لجندي يلاحق طفلاً لم يتعد العشر سنوات من عمره، وبلحظة التفت الطفل إليه وحمل حجرة، وإذا بالعدو يخاف منه ويفر هارباً، وأضاف الصفار بنبرة تحمل من الأسي الكثير: للأسف الجيوش العربية تفوق جيوش إسرائيل بل وتفوق عدد الاسرائيليين جميعا، إلا أنهم لم يتخذوا موقفاً موحداً لمواجهته، بل اننا نملك من القوة المادية لشراء الأسلحة، والتي بعضها بالفعل موجود ويصدأ لعدم استخدامه، ولكن لم يفكروا يوماً في المساهمة به لمواجهة قوة العدو الاسرائيلي.
ويستدل الصفار في ختام حديثه بمقولة للإمام علي بن أبي طالب (ع) حيث قال: الساكت عن حقه شيطان أخرس .. واختتم بقوله.. السعي للدفاع عن الحق أمر لابد منه، ولابد من استرداد الكرامة التي صدرت، والاستشهاد في سبيل الوطن قضية ترجمها الاستشهاديون… ومنهم محمد الدرة الطفل الذي زرعت صورته في ذاكرتنا جميعا.

Catarab
2004-04-17

استطلاع أجرته - ياسمين خلف: نعتقد ولا نظن اننا مخطئون ان ما من احد منا لم ير في احد وسائل الاعلام ذاك الفلسطيني الطفل في...

إقرأ المزيد »

صوت ناعم وجسم جميل.. انها صفارة الانذار:

طبول الحرب تُقرع والمواطنون مستعدون لخدمة الوطن

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
قبيل البدء بهذا الاستطلاع كنا نعتقد بأن البحرينيين قد أستعدوا بادئ ذي بدء بتخزين المواد الغذائية وإنتهاء بالتجهيزات المنزلية، لكن عبارة جميلة قالها احد المشاركين في هذا التقرير، وهي تمثل حقيقة قناعة كل شعب البحرين، اذ يُعرب عن استعداده، في السطر الاخير من هذا التقرير، لأي مساعدة في حال حاجة الوطن اليها.
وقد يكون استعداد الناس في البحرين لظروف الحرب المتوقعة، ابعدنا الله واياكم من شرورها، يختلف من شخص الي آخر، فهناك من بدأ في الاستعداد والتخزين، وآخرين لم يتحركوا حتي الآن. لكن الحقيقة تكمن بعد هذه السطور والتي تثبت بأن الحرب لم تعد تخوف البحرينيين وإن…!! هذا ما أكدته لنا فاطمة الدلال باعتبارها أول من قالت: لم نستعد للحرب.. ولم نجهز المنزل.. ولم نشتري إي مؤن غذائية.. فالحمد لله كل شيء موجود في السوق، ولا أظن إننا سنكون في مأزق من أمرنا.. تضحك وهي تكمل: صحيح إن الأمر في بالنا، ولكننا لم نتخذ إي خطوات فعلية للاستعداد للحرب !!
لم أشعر بالحرب علي لسان دلال والخوف ليس من تلك الحرب، بل الخوف علي الأطفال، فأنا أم لبنت وولد، وجل خوفي ينصب عليهما، خصوصاً اذا لا قدر الله أطلقت صفارة الانذار وهما في دوامهما المدرسي!! علي الرغم من إن المدارس أخذت كافة الاحتياطات، وقدمت إرشاداتها للأطفال، وان كان بعض المدرسين مخطئين في إرشادهم!! كمدرس ابني الذي قال لطلبته: إذا سمعتم الصفارة شيلو عليه!!! هل هذا كلام مربي فاضل؟!!

صفارة إنذار
للتـــجربة فقــــــط!!

وعن صفارة الإنذار التجريبية قالت: كنت في طريقي للمنزل بعدما أوصلت أبنائي للمعهد عصراً وكنت أقود سيارتي، وما أن سمعت الصفارة أرتبكت ووقعت في حيرة من أمري، هل أأخذ أبنائي من المعهد، أو أواصل طريقي للمنزل؟!
فما كان مني إلا أن أفتح الراديو علي إذاعة منتوكارلو لأتأكد من الوضع في المنطقة، فقد انتابني خوف علي الرغم من علمي الأكيد بأنها صفارة للتجربة فقط!! وعندما سألت أبنائي عن شعورهما عندما سمعا الصفارة أكدوا لي بأنهم لم يسمعوها!! تعود لتقول: الخوف عندي متذبذب يزيد في لحظات خوفاً علي أبنائي، ويقل عندما أقول لنفسي ان الموته واحدة!!، أما أن نموت معاً أو نحيا معاً.. وإن الحكومة والجهات المختصة أخذت كافة احتياطاتها تجنباً لأي نقص في الأغذية.

موتة واحدة!!

وتتفق أم صفاء مع دلال بأن الخوف لم يعتريها علي نفسها، بل علي أبنائها حيث تقول: لم أحس بأي خوف من الحرب علي الرغم من يقيني بأن مخلفات الحرب كثيرة، وعلي جميع الأصعدة، والتي تدفع الدولة وبلا شك للخلف، إلا أنني لم يختلجني أدني خوف، ما عدا خوفي علي أبنائي..، ورغم كل ذلك لم أعدّ المنزل لمواجهة مثل هذه الظروف، ولم أشتري أي مواد غذائية إضافية، فالميته واحدة.. فإذا كتب لنا الموت سنموت حتي لو أغلقنا علينا الأبواب والنوافذ، أعرف أنها فترة عصيبة، وقد أفقد الصواب في التصرف السليم حين سأسمع الصفارة الأكيدة والحقيقية، إلا أننا لم نجهز أنفسنا لتلك الصفارة المعلنة عن بداية خطر حقيقي، تعلق بقولها: علي فكرة لم نسمع تلك الصفارة التجريبية، ولست أنا الوحيدة التي لم أسمعها، بل جميع معارفي وأصدقائي لم يسمعوها!!

سألجأ لأقرب
مكان محكم

الحرب ليست بالأمر الجديد.. فقد مررنا بنفس التجربة ونحن صغار أثناء حرب الخليج.. وأصبح الأمر شبه عادي، لذا لم نتدافع علي شراء المواد الغذائية ولم نحكم المنزل.. ذلك ما بدأ به حسين علي إبراهيم مكملاً: إذا أطلقت صفارة الانذار سوف ألجأ الي أقرب مكان محكم وسأهاتف أهلي لطمأنّوا عليّ وأطمأنّ عليهم.
وقدم حسين شكره للملك لقيادته مؤتمر القمة في شرم الشيخ، وحكمته في إدارة المؤتمر، كما ويتمني أن تتجنب المنطقة آثار الحرب والتي وكما قال ستكون وخيمة ، وأن تحل قضية فلسطين كما ستحل إن شاء الله قضية العراق…

لم يحن
الوقت بعد

نعم.. لم يحن الوقت بعد لنستعد تلك أول الحروف التي نطق بها محمد جلال عيسي مكملاً: ولا ينتابني أي خوف من الحرب المحتملة الحدوث.. وكافة الأوضاع لدينا في المنزل طبيعية وهادئة، فلم نشتري مواد غذائية تزيد عن حاجتنا اليومية ولم نحكم إغلاق النوافذ.. وعن صفارة الانذار التجريبية قال وهو يضحك: كان صوتها ناعماً جداً ولم نسمعها ولكن اذا حدث وأن أطلقت بالفعل سوف أفتح جهاز الراديو وأتّبع كافة احتياطات السلامة التي سيقولها المذيع.
ويقترح محمد وضع خط ساخن في المدارس ليطمأن أولياء الأمور علي أبنائهم أثناء وجود أي خطر، خصوصاً ان الأطفال لن يبرحوا مدارسهم لو أطلقت تلك الصفارة، والأمر بالمثل في الملاجئ العامة، علي أن يكون هناك بث مباشر للأوضاع الداخلية ليطمئن الأهالي علي ذويهم، اذ ما كانوا خارج منازلهم.

الأطفال والنساء
وكبـــار الســـــــــــــــن

لديّ أربعة أطفال في مدارس مختلفة، اثنان منهم في الحد واثنان منهم في المحرق وذلك ما يشغل بالي ويثير في نفسي الخوف.. وان كانت المدارس قد أخذت كافة احتياطاتها وتجهيزاتها، وأمرت كذلك طلبتها بأخذ احتياطاتهم من فوط وطعام وماء، ووزعت عليهم بطاقات خاصة بها معلومات شخصية لكل منهم، إلا أن الخوف عليهم لا يبارحني.. ذلك ما أستهلت به حديثها منيرة علي أحمد مكملة: أنا لست خائفة علي نفسي، وإنما علي أبنائي، ومع ذلك لم أشتري مواد غذائية للتخزين، ولم أجهز منزلي لمواجهة أي خطر محتم الحدوث، وعن الصفارة التجريبية قالت كنت أنتظرها بعدما علمت أنها ستطلق عند الساعة الرابعة عصراً ولم أسمعها !! وتقول بحزن: أتعلمون ما الذي يحز في نفسي ويشغل تفكيري؟! الأطفال وكبار السن والنساء في العراق ما ذنبهم؟! هل كتب عليهم دفع ثمن عمل لم يرتكبوه؟!!

مستعد لأي
خدمة للوطن

سيد مرتضي محمد الكوهجي شاركنا الحديث حيث قال: أعمل في شركة ألمنيوم البحرين – ألبا – وقد أخذت الشركة كافة احتياطات السلامة، ووزعت علي موظفيها الأقنعة الواقية من الكيماوي.. وعن تجهيزات المنزل قال: لم نحتط في المنزل.. اذا إقتربت ساعة الحرب سوف نجهز ما نحتاجه، أما الآن فالوقت مبكر جداً علي تلك الاستعدادات، صحيح أنني أشتريت بطاريات وأشرطة لاصقة، ولكني لم أضعها علي نوافذ منزلي، فالأمر بيد الله سبحانه وتعالي.
الكوهجي هو الآخر لم يسمع صفارة الانذار، ويؤكد علي أنه مستعد لأي مساعدة في حال حاجة الوطن لها.

catfeat
2003-3-15

طبول الحرب تُقرع والمواطنون مستعدون لخدمة الوطن استطلاع أجرته - ياسمين خلف: قبيل البدء بهذا الاستطلاع كنا نعتقد بأن البح...

إقرأ المزيد »

ضحاياه أبرياء.. ولادخل لهم بالسياسة: 11 سبتمبر أساء للإسلام والمسلمين

استطلاع – ياسمين خلف:

صدم الملايين في اقطاب العالم في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، من خبر لم يكن يخطر علي بالهم.. خبر قصف مبنيي التوأمين لمركز التجارة، وتسمر الملايين امام شاشة التلفزيون، ولجأ البعض الي وسائل الاعلام الاخري بغية متابعة آخر تطورات الحدث ومعرفة المتسببين فيه.
والي اليوم لازالت تداعيات ذلك الحدث تلقي بظلالها علي العالم العربي، الذي لايزال يئن مما تسببه البعض.. سطرت تلك الاحداث في كتب التاريخ ولاشك، ولكن لذاكرة الناس سطور، حاولنا في هذا الاستطلاع معرفة ما اختزنته ذاكرتهم من ثلاث سنوات، وما هي آثار تلك الاحداث علي العالم العربي باعتقادهم فكانت آراؤهم هي استطلاعنا هذا، فالي سطوره..

أمريكا.. ومدينة الاشباح

كان يوما لاينسي، فقد كان موعد سفري للولايات المتحدة الامريكية، وبالتحديد لاداء وتقديم امتحان الزمالة في العلاج الطبيعي .. بتلك الحروف اعاد رئيس جمعية العلاج الطبيعي الدكتور غازي سرحان ذكرياته مع مرور ثلاث سنوات علي حادثة 11 سبتمبر، وقال مواصلا: كان موعد تقديم الامتحان في الخامس عشر من الشهر ذاته، وكان حجزي للسفر في الحادي عشر، ولما تلقينا خبر الحادث اصبت بصدمة كبيرة، خصوصا ان مستقبلي كان علي كفي عفريت فان لم اقدم الامتحان في موعده، سيؤجل الي السنة التي تليها، حاولت الاتصال بالمسئولين عن الامتحان هناك، وكانت الاتصالات صعبة جدا، الي ان تمكنت من مهاتفتهم، حاولت اقناعهم بتأخير وتأجيل الامتحان، الا انهم لم يقتنعوا، واعطوني مهلة حتي الحادي والعشرين من الشهر ذاته كحد اقصي لتقديم الامتحان.
يسكت برهة ويكمل: كما حاولت ان يكون الامتحان في ولاية اخري، فالامتحان كان عبر الكمبيوتر وفي نهاية المطاف سمحوا لي بتقديمه في ولاية بوسطن، ومع انتهائي من تلك المفاوضات، بدأت في مفاوضات اخري ومن نوع آخر مع عائلتي التي رفضت سفري ولكني اصريت علي موقفي وقررت السفر وتقديم الامتحان، وسافرت في العشرين من شهر سبتمبر ووصلت امريكا عند الساعة الثانية ظهرا وقدمت الامتحان عند الساعة السابعة مساء.
يقول الدكتور السرحان واصفا حال امريكا في تلك الايام: كانت كالمدينة النائمة او بالاحري مدينة للاشباح، وما ان تطأ قدم المسافر اليها حتي يحاصر بالاسئلة كما لو كان المرء في تحقيق كما ان الشرطة والكلاب البوليسية في كل زاوية، ولله الحمد كنت املك الفيزا قبل الاحداث، فعندما وصلت امريكا قدمت لهم جميع اوراقي الثبوتية، حتي موعد الامتحان ومكانه، وكنت وقتها قد خططت للسكن في فندق بالقرب من مسكني السابق ايام الدراسة هناك، ولكن احدي الدكاترة رفضت، وعرضت عليّ السكن معها، لسوء الاوضاع وعدم استقرارها او حتي امنها.
يواصل: قدمت الامتحان وبشكل جيد علي الرغم من سوء حالتي النفسية، وحاولت حجز موعد سفري للرجوع لارضي ووطني بعده بيوم، ورجعت بالفعل في اليوم الثالث. يضحك كما لو استرجع ذكريات باتت مضحكة فقال: كان لي احد الاصدقاء الدبلوماسيين في مدينة نيويورك، وقد حاولت الاتصال به بغية زيارته، ولما كلمته ترجاني اشد الرجاء بعدم المخاطرة والسفر اليه حتي لا اتعرض لمشاكل انا في غني عنها، خصوصا ان اي شخص من الشرق الاوسط تتم مساءلته وتفتيشه بصورة دقيقة.. اما عن اصدقائي الامريكيين فقد كانت اسئلتهم كثيرة بعد الحادث، وتمحورت اكثرها حول الاسلام، وحول حقوق المرأة. وعن ابن لادن، وكانت مشاعر الحزن والغضب ممتزجة مع الاستياء العام.

أثر الحادث علي العرب أكبر

امريكا دمرت نفسها بنفسها في ذلك اليوم، فالحفرة التي ظلت تحفر فيها وقعت في هوتها السحيقة، ومع كل ما يحيطها من هالة فانني اعتقد ان امريكا تفتقد للسياسة الحكيمة، والحكماء فيها يمشون علي قاعدة فرق تسد .. بهذه الكلمات بدأت الحديث رباب الملا ناشطة اجتماعية ، وواصلت بقولها: لا انكر اننا جميعا تأثرنا من الحادث وتأسفنا عليه، فتأثير تلك الاحداث علي الدول العربية اكبر من تأثيرها علي امريكا نفسها، والتي بدأت تزحف شيئا فشيئا علي العالم العربي تلتهمه وتقضي عليه.
وبانفعال واصلت: انظروا للكم الهائل من الحروب والاختطافات التي حدثت بعيد الحادي عشر من سبتمبر بل ان الحرب التكنولوجية والمتنقبة بوشاح التطور اثرها اعمق علي شبابنا الذي اخذ يدمر نفسه بها، فالدمار الذي لحق بالبرجين لايضاهي الدمار الذي لحق وسيلحق بالدول العربية.
واضافت الملا بقولها: الذكري بقدر ما هي مؤلمة الا انها تجدد فينا روح المساواة والتعاون والتكاتف ضد الدمار وضد التأثر بالغرب وامريكا بالذات التي تسعي بكل ما اوتيت من قوة لتفريق شمل العرب والمسلمين.

حادث مأساوي ولكن..؟!

ليلي المدني – عضو مجلس ادارة في الاتحاد البحريني للريشة الطائرة والاسكواش تصف الحادث بأنه مأساوي لما خلفه من ضحايا ابرياء من اطفال ونساء وشيوخ واناس لا دخل لهم في السياسة، وجاء علي لسانها: بغض النظر عن كون امريكا دولة ممولة لاسرائيل الا ان الحادث افجع قلوب الكثيرين وتساءلت المدني الشيء المحير هو كيف اخترق هؤلاء الدفاع الامريكي، وان كان العرب وراءه كما يزعمون فان ذلك شهادة قوية في صالحهم، لقدرتهم علي اختراق ذلك الدفاع.
بصراحة لم اتابع الاحداث اول بأول فليس لي اهتمام سياسي الكلام لايزال علي لسان – ليلي المدني ولكن مالمسته هو تأثر العرب وبخاصة المقيمين هناك او الطلبة، فمثلا صديقتي والتي تدرس في بريطانيا تأثرت كثيرا، اذ تغيرت معاملة الاجانب لها، وخاصة انها محجبة كما ان امر الحصول علي الفيزا بات صعبا، وليس بالسهولة التي كان الحصول عليها سابقا. وبالمجمل العرب هم من يتأثر عادة بتلك الاحداث وان كانت عالمية.

مع أو ضد أمريكا؟!

ومن جانبه رأي علي العسبول – موظف ان ما جري ما هو الا نتيجة سياسة بوش غير الصحيحة وغير المدروسة وقال: ذكري حادثة 11 سبتمبر ذكري انسانية مؤلمة لما آلت اليه من فقد ارواح بريئة، وكان من المفترض عقد جلسة تحليلية لاقطاب العالم للوقوف علي الاسباب الحقيقية بغض النظر عن تيار او اتجاه البعض، فما حدث كان صدمة كبيرة للعالم اجمع، بل هو ردة فعل عكسية لانتهاك امريكا لحقوق الانسان والغطرسة التي اعتادت عليها. وتمثيلها المستمر لكونها الحاكم الدولي علي الدول المختلفة، وما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
اما عن انعكاسات وآثار هذه الحادثة علي العرب فقال: امريكا بعد هذه الحادثة قسمت العالم الي قسمين مع او ضد امريكا، وليس كما كانت بين مع او ضد الحرية، وذلك المنطق وبلاشك خاطئ وسيسقط ظلاله علي الدول العربية بشكل مؤسف، وما نتمناه فعلا كشعب عربي هو عدم انصياع الحكومات العربية لاتجاهات وافكار امريكا، وان لا تسمح لها بالتدخل في شئونها الداخلية، ولا ان تكون لها تابعة باسم العلاقات الدولية.

فترة عصيبة بكل معني الكلمة

ما ان سمعت الخبر بالحادث حتي اصبت بتوتر بالغ وتسلل الرعب في قلبي، وكلما سمعت الهاتف يرن حتي توارد علي خاطري ان هناك خبرا مفجعا في انتظاري ، بهذه الانطلاقة المؤثرة شاركتنا مني فخراوي – سكرتيرة تنفيذية – الحديث، واخذت تواصل بقولها: كل ذلك اصبت به لان ابناء عمي وابنة عمي مقيمون في نيويورك ولم تهدأ نفسيتي الا بعد ان اطمأننت عليهم، كانت فترة عصبية خصوصا اننا حاولنا الاتصال بهم عدة مرات دون جدوي فالاتصالات كانت تلك الفترة صعبة جدا، فقد كانت فترة عصيبة بكل معني الكلمة. فلا طعم للنوم الذي كانت فيه عيوننا تغفو، فالاحلام المزعجة والكوابيس حاصرتنا من كل حدب وصوب.
وبعد ان تأكدنا نحن اهلهم بأنهم بخير هدأت اعصابنا.. وبعد تنهيدة واصلت.. ولكن معاملة الغرب للعرب بعدها تغيرت وتأزمت العلاقة بينهما. بل ان تأثير هذه الاحداث طال العديد من القطاعات وبخاصة قطاع التجارة والاقتصاد، فانا في تلك السنة كنت اعمل في شركة للسياحة، ولحظت مدي التأثير الذي طال الحجوزات، بل ان مشاريع كثيرة ألغيت واجلت بعضها. ولم يتوقف الامر علي ذلك فحسب بل ان الكثير من العمال تضرروا وسرحوا من الاعمال، كل ذلك في جهة وارتفاع الاسعار من جهة اخري.

العنف لا يولد الا بالعنف

وارجع عباس عبدالله السراج – تاجر مجوهرات – سبب هذه الاحداث الي التربية والتعليم والفهم الخاطئ لتعاليم الدين والاسلام وقال في ذلك: 11 سبتمبر ذكري أليمة تحز في نفس كل فرد في العالم، والاكثر ألماً في النفس ان هناك فئة تدعي الاخذ بتعاليم الاسلام السمح وهي تذبح وتقتل الابرياء بغير حق وكل ذلك ناتج عن التعليم الخاطئ للاطفال.
فمن يخالفهم الرأي اعتبروه كافرا، ومن لا يسير معهم في معتقداتهم ودينهم اعتبروه ملحدا، فلا بد من تعليم الاطفال علي حرية الدين والمعتقد، والتسامح مع الغير، فالله في محكم كتابه يقول: انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهي آية صريحة تدعو الي السلم مع الغير وعدم اتباع العنف الذي لا يولد الا العنف.
ويواصل السراج بقوله: تأثير تلك الاحداث علي الدول العربية كان كبيرا، وبخاصة فيما يتعلق بالتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، بل وفي اهم قراراتها، اما علي صعيد الافراد، فقد تأثرت شريحة الطلبة الدارسين في الخارج اكثر من غيرهم من معاملة الغرب التي تغيرت كثيرا بحسب شهادات الكثيرين منهم، وبالمختصر المفيد الحدث اساء الي الاسلام والمسلمين.

Catpoli
2004-09-11

استطلاع - ياسمين خلف: صدم الملايين في اقطاب العالم في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، من خبر لم يكن يخطر علي بالهم.. خبر...

إقرأ المزيد »

ضحيــــة ظــــروف أم جانيــــة : قصة فتاة تقشعر لها الأبدان

كتبت – ياسمين خلف:
أثار خبر اعتداء قاصر علي ضابط شرطة بسكين دهشة القراء وامتعاضهم من تصرف تلك العاق، بالاضافة إلي تعديها بالضرب علي أبيها المسن، وأصدر البعض أحكاما كحد وعقاب لها، وان كان خارج أسوار المحكمة، ومن ألسن غير مشرعة لاصدار حكم علي الجاني إلا وهي تلك الطفلة التي لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها!! ولكن ألم يدر بخلد القراء أسباب ودوافع جرمتها تلك؟! الأيام لم تترك هذا الحدث يمر مرور الكرام، وتوقفت عنده وزارت عائلة الطفلة ف. س. م لتكشف أسرارا قد تكون هي أقرب الي حرمة البيوت، ولكنها لم تعد كذلك خصوصا مع لوك ألسنة المحيطين بهم بأقاويل قد يصح بعضها وقد تنزوي أكثرها في قائمة الشائعات التي لم ولن ترحم هذه العائلة.
مررنا بأزقة المنامة، وطرقنا مع احدي عضوات صندوق المنامة الخيري فداء العليوات باب تلك الاسرة، وفتحته والدة الطفلة، واستقبلتنا بابتسامة لم تختلف عن ابتسامة أهل المنامة، دخلنا في ذلك المنزل الأشبه بالقبر منه إلي المسكن، وفي تلك الغرفة التي امتلأت بحاجيات سكان البيت، كان والد الطفلة واختها الكبري في انتظارنا، وكان في انتظارنا كذلك مآس بكل ما يحمله الأسي من معني، فالخبر والذي سبق نشره حمل بعض المعلومات غير الدقيقة وسنعرض في أسطرنا الآتية المعلومات الأدق كما جاءت علي لسان أهل الطفلة.
ف. س الطفلة الجانية والمقيدة في الصف الثاني الاعدادي تندرج من أسرة فقيرة جدا، بل ومعدومة وترتيبها الثاني من بين ثلاث أخوات، أكبرهن في السابعة والعشرين عاما، وأصغرهن لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها، ويسكنّ مع والدهن الطاعن في السن ووالدتهن الأمية في منزل بالايجار لا يتجاوز ايجاره عن 30 دينارا وعجزوا عن دفعه من أشهر، ومهددون بالطرد في أي لحظة!!

كانت مجتهدة وليتها تكون

الأخت الكبري والتي استولت علي نصيب الأسد في الحديث قالت: كانت أختي متفوقة في دراستها وكم كنت ألحظ ذكاءها ونباهتها، وتشهد علي في ذلك مدرساتها في الصفوف الثلاثة الأولي في المرحلة الابتدائية، ولكن بدأت تتغير شيئا فشيئا، عندما صاحبت رفيقات السوء في الصف الرابع الابتدائي، فالحفلات والسهرات حتي الساعات الأولي من الصباح كانت احدي هواياتها، وتعديها بالألفاظ البذيئة علي مدرساتها احدي سلوكياتها المشينة التي تشتكي مدرساتها منها، ولله أشهد ان مدرساتها بالهيئة الادارية والتعليمية فيها يحتضّن قضيتها التي شعرن أن فيها خلل لا بد من تقويمه.
فأختي وللأسف طائشة في تصرفاتها ومتمردة ومغرورة! فهي غير متقبلة للواقع الذي نعيشه، فوالدي المسن عاطل عن العمل، ويعاني من أمراض مزمنة من قلب وضغط وسكري وضيق في التنفس، وأخي الوحيد راح ضحية لتسمم غذائي وتوفي عام 1991، وأنا ورغم حصولي علي شهادة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية أصطف في طابور العاطلين عن العمل، بمعني أدق لا مصدر لنا للدخل غير مساعدات هزيلة ممّن تجود أنفسهم علينا!! وأختي تريد أن تلبس وتخرج وتقتني الموبايل كغيرها من أقرانها الميسورات.

تسرق.. وتنكر

تستطرد الأخت الكبري في الحديث وتسرد ما يمر علي خاطرها من مواقف وقصص مع اختها وتقول: اللبس الذي ترتديه أختي لا يرضينا نحن أهلها، وهي تسير علي خطي صديقاتها المنحرفات اللواتي يتبادلن العدسات اللاصقة، ويملأن وجوههن بالمساحيق من جميع الألوان، ويصبغن شعورهن ويقصصنه مع ما يتماشي مع آخر صرعات الموضة وحدث ان استدعيت في مدرستها لملاحظة مديرتها بأنها تخرج من المدرسة وهي في كامل زينتها ومكياجها، بل انها تعمد الي سرقة والدي، وعندما نواجهها تنفي وتقول انها ادخرته من مصروفها! تسأل وتجيب علي نفسها، كيف تدخر ومصروفها زهيد جدا بالكاد يكفي وجبتها المدرسية؟! فأنا والتي أحصل علي مصروف أكثر منها باعتباري أكبر سنا، لا أستطيع أن أدخر إلا بالعسر، وعندما أردت شراء جهاز كمبيوتر اتفقت مع أختي الصغري التي تعاني من فقر الدم المنجلي سكلر علي اقتسام المبلغ والادخار لشرائه، وعرضنا الأمر علي أختي ف ولكنها رفضت مشاركتنا وقالت انها ليست مسئولة عن شراء ما تحتاجه، ووالدنا مسئول عن الصرف، وهي ان أرادت شيئا سيصلها دون أن تلجأ للادخار!!
كادت أن تقتل والدنا

وأثناء وجودنا مع العائلة، لاحظنا أثر جرح كبير علي رأس الأب، وبددت فضولنا كلمات الأخت الكبري عندما قالت انظروا الي رأس والدي، انظروا الي هذا الجرح الكبير الذي لم يوقف نزيفه الحاد الا الخياطة الجراحية، أتدرون ما هي قصته؟! ومن كان السبب فيه؟! ما قصته يا تري؟! سألناها وكان الجواب سريعا وتفصيليا: خرجت مع صديقتي عند الساعة السابعة مساء وفي طريقي للمنزل مع اقتراب عقارب الساعة من الثامنة، تلقيت مكالمة من اختي الصغري، وكانت مهلوعة وتقول ان الناس قد تجمعوا أمام المنزل والشرطة والاسعاف عند منزلنا وأمي مغمي عليها في بيت الجيران، وأبي غارق في دمه!!
انطلقت كالبرق واذا بأختي ف. س تقول انها لم تتعمد قتل والدي، ولكنها وبالخطأ أصابته في رأسه وأخذت تصرخ وتقول أنا عصبية أنا عصبية! يضحك أبوها ويستلم دفة الحديث ليقول: كانت تتعمد ازعاجي فقد كانت تضرب الابواب في المنزل بقوة شديدة، أمرتها بالتوقف ولكنها لم تصغِ لي فأخذت عصي صغيرة وضربتها علي يدها ضربة خفيفة جدا خوفا مني ان أتسبب في ايذائها، ولكنها وبسرعة خاطفة أمسكت برقبتي ودفعتني للأرض، ووضعت رجلها اليسري علي طرف جسمي والأخري فوق صدري، بحركة أشبه بحركات المصارعين في مبارياتهم، ولم أفلت منها إلا وأنا في مواجهة الباب الخارجي للمنزل، ولم أع الا بضربة قوية من خلفي، دفعتني للانبوب الحديدي المواجه لباب الجيران فأصبت في رأسي ونزفت وستبقي آثاره باقية ما بقيت.

علاقاتها مشبوهة

وبتنهيدة ترجمت نفاذ صبر الوالدة وقلة حيلتها قالت: لم نستطع أن نردع تصرفاتها المشينة، والتي منها أنها تخرج مع امرأة هندية متزوجة من مسن وتسكن المحرق، بل وحدث انها باتت خارج المنزل لستة أيام عندها، وتسكت وتتمتم لا أعرف هل هو فعلا زوجها كما تدعي أم لا، فهي تارة تقول أبيها وتارة تقول زوجها والله أعلم بالحقيقة، وفي كل الحالات ما دواعي أخذها ابنتي لمنزلها؟! كما ان لابنتي علاقة مع احدهم وهو متزوج وسبق أن أرجعها المنزل الساعة السادسة صباحا.

أرادت طعن والدي

ش. س تقاطع والدتها وتقول أختي عاق ودائما ما تتعدي علي والدي بالضرب دون اية أسباب أو مبررات، هكذا وبدون مقدمات تندفع بقوة علي والدي وتضربه، ودائما ما تردد لا أريده، أريد له الموت، جميع أهله قد ماتوا، وهو لا يزال حيا، لما لا يموت ويريحنا .
بل وفي احدي المرات لحقت بوالدي حتي المسجد، وهي رافعة عليه سكين تريد طعنه، ولما أمسكها أحد المارة ومنعها وضربها علي وجهها، رجعت الي المنزل وهي تهدد وتتوعد ذاك الرجل، وباتت والسكين تحت مخدتها وتقول انه لن يفلت منها وستطعنه اذ ما رأته في طريقها!!
تخلق المشاكل وتفتعلها، في أي مكان ومع أي كان لدرجة انني لا أحبذ الخروج معها في الشارع، وأمنع أختي الصغري من مرافقتها لئلا تتطبع بطباعها، فمرة وأثناء ما كنا في الشارع وقفت وبصقت في وجه رجل دون سبب، وتلفظت عليه بكلمات نابية، ومرة افتعلت مشكلة مع حارس الأمن في الكورنيش، وشكا عليها في مركز الشرطة واستدعيت!
والغريب انها تتفاخر أمام مدرساتها وزميلاتها كونها تدخل مراكز الشرطة، وبلغة المتحدي دائما تردد سأخرج وسأرجع لكم وسأريكم من أنا!!
بالفعل لا أجد أختي طبيعية في تصرفاتها، فنحن في المنزل نحاول قدر المستطاع تهيئة الجو لها للدراسة، ولكن دون جدوي، ففي احدي المرات قالت اغلقوا التلفاز أريد مراجعة دروسي، فأغلقناه قالت بعدها اخرجوا من الغرفة، وكان لها ما أرادت أتعلمون ما الذي فعلته بعدها؟! وضعت كاسيت وأخذت تغني وترقص بدلا من أن تدرس!!
وحدث ان أردت أن أدفعها للدراسة باغرائي لها فادخرت مصروفي واشتريت هاتفا خلويا، وقلت لها سأهديك اياه، اذا درست ونفذت شروطي، قبلت وقالت وبطاقة الهاتف، قالت لها أمي انها ستشتريها لها، ومع ذلك أخذت تشتمنا وتصرخ علينا ولم تنفذ شروطنا.
دخلت علينا بعدها اختهن الصغري وباستحياء جلست معنا، وأخذت اختها الكبري تقول: اختي هذه مريضة بالسكلر، ولا تتحمل الضرب ولذلك لا أتركها مع اختنا ف. س فمرة غرزت قلم الرصاص في صدرها، فنخاف عليها من ان تقتلها فهي حبيبتها ان ارادت منها غرضا أو حاجة، وان لم تجد منها ما تريد شتمتها وعايرتها.

تعتبرني خادمة عندها!

وبعفوية بالغة قالت الام والمصابة بمرض القلب وتحتاج الي علاج ولضيق ذات اليد لا تتلقاه: دائما ما تناديني وتطلق علي لفظ خادمة ودائما ما تثور ثائرتها اذا منعت اختها الصغري من مرافقتها خوفا علي الاخيرة من أن تسير في طريقها، تسكت برهة وتكمل: بل انها حدث ان اتصلت بي واعطت الهاتف لمن يرافقها من الشباب للحديث معي، وتقول بتباه انا الان مع شلة شباب ونشرب معا الشيشة الحلوة! بل انها تجلس أمام والدها بملابسها الداخلية، وتسرق نقوده وتتنكر بعدها وحدث ان سرقت جميع ما يملكه والدها من نقود وصرفته علي الملابس وعزومات صديقاتها.
وعندما تصفحنا صور الغائبة الحاضرة في مقالتنا هذه، التي أودعت في الاحداث لمدة اسبوع، لم تصدق أعيننا ما تراه! طفلة علي هيئة شابة تغلب علي صورها طابع الحركات المغرية، قالت ممثلة الصندوق فداء العليوات: هذا الالبوم عرضته علي منذ اليوم الأول الذي رأتني فيه، قبل ثلاثة أسابيع وهي مدة تبني صندوق المنامة الخيري لقضية هذه الاسرة، وكانت محترمة معي في حديثها وتتباهي بهذه الصور التي عرضتها كذلك علي اساتذتها من الرجال! وعن المساعدة المادية التي يقدمها الصندوق للاسرة، قالت للاسف مجلس ادارة الصندوق جديد ونسعي حاليا لاعداد ميزانية له، ونسعي كذلك للحصول ولو علي شقة من الاسكان لايواء هذه الاسرة.

ليلة الحادثة

والكلام للأخت الكبري.. دائما ما تفتعل اختي المشاكل مع اقتراب الليل، وخاصة ليلة الجمعة من كل اسبوع! وفي يوم الحادثة التي نشر خبرها في صحيفتكم كنت أراجع لها مادة الاجتماعيات، وهي المادة الاخيرة لها في جدول امتحاناتها النهائية، وكانت قد جهزت شنطة سفرها، بعدما خططت للسفر لدولة الكويت او المملكة العربية السعودية كما قالت، وطلبت جواز سفرها من والدي الذي رفض تسليمها اياه لصغر سنها، وكانت تهدد وتتوعد بحرق المنزل والانتحار اذا لم يسلمها جواز سفرها! فقالت وبصوت مرتفع ترتج معه الابواب أكلمك بالطيب اعطني جواز سفري والا تعاملت معك بشكل مختلف.
حركاتها وتصرفاتها تلك بدأت عند ساعات الظهر وازدادت في المساء، اذ أخذت تضرب الابواب وتكسر حاجيات المنزل وتبعثرها، واثناء ثورتها كسرت الصحون ومنها ارادت الانتحار سبق وان هددت بالانتحار عدة مرات وأخذت تجرح نفسها بقطعة متكسرة من الصحون، فقمت باستدعاء الشرطة، واثناء ما كان الشرطي يريد منعها من ايذاء نفسها جرحت يده، وليس كما ذكر في الخبر والذي سبق نشره انها حاولت الاعتداء علي الشرطي.
وبغرور كانت تقول انها سترجع وستخرج بكفالة وستعود وتلقنهم درسا آخر، وهي غالبا ما تقول أنا أسب وأشتم لا ضرر ولكن لا أحد يسبني فأنا لا أغلط أبدا!!
وبكلمات أخيرة قالت الاخت الكبري بصوت مهدج، نحن جميعا نعاني من الفقر والحرمان، فأنا كذلك أتحسر علي حالي اذ ما زرت صديقاتي وقارنت حياتي بحياتهن وكذلك اختي الصغري التي ترجع وهي تبكي متمنية ان تكون لها حجرة صغيرة بها ألعاب ودمي ولكن اختي ف. س تختلف عنا ولا تقبل بهذا الوضع وترفضه، فأنا كلما ضاقت الدنيا بي وضعت همي في الدراسة وها أنا ذا أحمل الشهادة الجامعية، ولكنها كلما أحست بنقص زاد عنفها وتحطيمها لحياتها وحياتنا، وها هي قد حطمتنا جميعا وأولهم نفسها التي ضاعت..
وللمحررة كلمة

في الوقت الذي يتلقي الطلبة الطالبات هذه الايام التهاني بالنجاح، تقبع تلك الطفلة بين جدران الاحداث وقد مزجت منه بالأمس! قضيتها ليست صغيرة، وأكبر مما نتوقع، فهي بحاجة الي يد تنتشلها مما هي فيه، وتحتاج الي اخصائي نفسي يعالجها فهي مريضة كما لاحظنا من تصرفاتها ضرب أبيها مثلا وكلماتها التي تستخدمها، واسرتها وللأسف لن تستطيع لوحدها معالجة تلك المصيبة ، فهي والتي لا زالت في الثالثة من عمرها بعد العشر سنوات تقوم بتصرفات بعيدة عن الخط المستقيم، فكيف لنا أن نتوقع منها في المستقبل أن يكون لها حال أفضل مما هي عليه الآن.
بل ان اسرتها بحاجة لمساعدة لانقاذ البقية المتبقية منهم، فأختها الكبري رغم انها جامعية عاطلة وبحاجة لوظيفة لتتكفل بإعالة اسرتها، التي لا عائل لها مع وجود أب طاعن في السن وأم أمية هم بحاجة أيضاً الي مأوي صحي ولفتة صغيرة من وزارة الاشغال والاسكان فالأب كما أسلفنا الذكر يعاني من أمراض الشيخوخة من قلب وسكري وضغط وضيق في التنفس، والام تعاني من مرض القلب، ناهيك عن تلك الطفلة التي لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها وتعاني من السكلر .. لم نرد من وراء هذا النشر التشويه ونشر غسيل خلق الله، بل نطلب تبني قضية هذه الاسرة التي لا حول ولا قوة لها.

Catsocaff
2004-06-13

كتبت - ياسمين خلف: أثار خبر اعتداء قاصر علي ضابط شرطة بسكين دهشة القراء وامتعاضهم من تصرف تلك العاق، بالاضافة إلي تعديها...

إقرأ المزيد »

طالبوا بتحسين الأداء وإعادة النظر في السياسة


ماذا يريد المواطنون من إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية؟

استطلاع اجرته – ياسمين خلف:
تصوير: حميد جعفر

يبدو ان الحديث حول قضية الوقف الاسلامي وما حدث ويحدث في ادارة الاوقاف الجعفرية والشكوي من تقصير ادارة الاوقاف السنية جعلت الكثيرين يترقبون ما ستحمله الايام القادمة من تحرك نحو تصحيح الاوضاع.
ان الحديث عن الفساد المالي والاداري، هو حديث مزعج لكنه مطلوب لكشف المستور، بل ان الامر لن يقف عند هذا الحد والسلام، بل سيدفع المؤسسات الاخري ذات الصلة الي الحذر، والحذر اكثر.. اذاً ما هي آلية تحسين اداء (الوقف الاسلامي)، وكيف يمكن الاستفادة من ايرادات الوقف في التنمية الاجتماعية؟! وهل سعت كلتا الادارتين الاوقاف الجعفرية والاوقاف السنية خلال السنوات المنصرمة الي تحسين استغلال موارد تلك الاوقاف وتسخيرها في خدمة المواطنين؟.. بتلك التساؤلات توجهنا الي الشارع البحريني، والذي وكما يبدو حمل توجسا وعدم ثقة بالاوقاف الجعفرية والسنية علي السواء، فكيف عبروا عن ذلك يا تري؟!
لم يتردد عبدالحميد النجار – موظف في وزارة التربية والتعليم – من الادلاء بدلوه في الموضوع، فهو يؤكد علي ان ادارة الاوقاف السنية لم تستغل املاكها بالشكل المطلوب في خدمة المحتاجين والفقراء!! متناسية ان ذلك اهم الاهداف التي من واجبها الالتفات إليها، باعتبارها مصالح شرعية ورسمية.
يتساءل ويجيب، أيكون السبب قلة الاخبار والاعلانات المنشورة في الصحف اليومية؟! اعتقد ان الاوقاف لها انشطة واعمال خيرية إلا ان القصور الاعلامي اثر علي سمعتها سلبا، فلماذا لا تتجه الي المساجد لتوزع من خلالها المناشير والاستبانات لأخذ الرأي والرأي الآخر، والاستفادة من الاقتراحات التي سوف يطرحها المواطنون في سبيل تطوير اداء ادارة الاوقاف السنية. خصوصا ان الادارة تتبع اساليب ونظما تقليدية قديمة تفتقر الي التطوير الاداري والقوانين. فحبذا لو استفادت الاوقاف من نظيرتها في دولة الكويت الشقيقة، والتي تسبقنا بخطوات واسعة وكبيرة في مجال التطوير المستمر.

دولة الكويت خير مثال

ويبدو ان حمد جاسم حربي – طالب في كلية الشريعة والقانون ورجل اعمال – قد فقد الثقة ليس فقط بالاوقاف السنية وانما ايضا بالاوقاف الجعفرية، وربما الاخيرة بسبب اللغط الذي دار حولها في الآونة الاخيرة، والدليل علي ذلك انه يعبر عن استيائه بقوله: لا ادارة اوقاف سنية ولا ادارة اوقاف جعفرية تؤديان دورهما بالشكل المطلوب، فالهم الوحيد للقائمين علي الادارتين جمع الاموال واعتلاء الكراسي ليس إلا!! وهم في غفلة عن مصالح المواطنين!!
وجاء علي لسانه: لا نريد مراكز يتولاها البعض، بل ما نطلبه افكارا تترجم الي واقع عملي، ولعل دولة الكويت الشقيقة خير مثال يحتذي به في التطوير سواء كادارة الاوقاف او بيت الزكاة.

لا بد من محاسبة المقصرين

بما اني عضو بمجلس النواب، فان الحق وقوله واجب علي، وذلك ما سأسعي إليه بتلك الكلمات بدأ النائب محمد خالد حديثه معنا، اذ يقول: بحكم علاقتي ومعرفتي وزياراتي المستمرة لادارة الاوقاف السنية، واطلاعي علي اقسامها المختلفة، فانني وجدت انه وبعد تسلم الشيخ سلمان بن عيسي آل خليفة الادارة، وان كانت فترة بسيطة إلا انه سعي لتطويرها، وان كان الكمال لله وحده ولكنه يسعي نحو تحقيق جزء منه ما امكنه ذلك!! وعن اوجه القصور التي يلمسها قال: قد تحتاج ادارة الاوقاف السنية الي اهتمام اكبر بالمساجد بيوت الله كما تهتم بتطوير الاوقاف نفسها .
وفي تعليق له عن الوضع في ادارة الاوقاف الجعفرية قال: يبدو ان الفساد الاداري والمالي قد انتشرت رائحته، لذا من الواجب ان يقوم ديوان الرقابة المالية والادارية التابع للديوان الملكي بدوره، والتحقق في الامر، ومحاسبة المقصرين، والذين اغتصبوا حقا من حقوق الفقراء والمساكين.

الفساد واضح كوضوح الشمس

وعن افضل الطرق التي يمكن من خلالها وعبرها الاستفادة من الوقف التابع للاوقاف الجعفرية قالت مريم أم محمد – ربة منزل: يمكنهم تأجير واستثمار الاراضي والبيوت والمحلات للافراد، كما يمكنهم استغلال الاراضي البور في بناء المآتم والمساجد لخدمة المواطنين، فالفائدة حتما ستعود عليهم بالارباح الطائلة. خصوصا ان هناك عددا من الاراضي التي لم تستغل الاستغلال الصحيح.
تصمت لبرهة وتتدارك بقولها مستنكرة: الي متي لا نسمع لادارة الاوقاف الجعفرية اي صوت؟ وان خرج فهو لمصالحهم الخاصة او لفضيحة كالاخيرة؟ والتي ازالت ستارا كان يحجب تحته فسادا اداريا واضحا كوضوح الشمس!! والمشكلة تكمن في عدم وجود محاسبين، وان ارادوا محاسبة احد، فلن يجدوا اضعف من الموظف البسيط .

الكادر البشري المؤهل هو الحل

وكغيره يري يعقوب يوسف (موظف) ان ادارة الاوقاف السنية لم تحقق اي تطور خلال السنوات الاخيرة، والدليل علي ذلك كما يري، الاخبار المنشورة في الصحف!!
يصمت برهة ويكمل: الشيء الوحيد والذي يعتبر نقطة بيضاء في ملفهم تعمير المساجد ، فهم في هذا المجال نشطاء!! وعن مصادر الخلل قال: التعصب هو سبب كل مشكلة وكل تخلف او تأخر في البلد، كما ان الكادر البشري والذي هو عصب الادارة يحتاج إلي تطوير، واحلال من قبل الشباب المؤهلين اكاديميا وعمليا .
ولا انسي اساس المشاكل بل ام المشاكل (الواسطة) والتي اضع تحتها خطوطا حمراء ثلاثة، والتي ادخلت عناصر غير مؤهلة لادارة يتوقف عليها مصالح الآلاف من المواطنين.

أوقفت كل معاملاتي قبل 12 عاماً

وكما انهي يعقوب حديثه بأم المشاكل الواسطة كما وصفها، بدأ ياسين درويش 33 عاما حديثه بذات المشكلة حيث قال: المشكلة الاساسية هي الواسطة التي دخلت في جميع معاملات ادارة الاوقاف الجعفرية، وانا شخصيا واجهت مشاكل عدة معهم عندما استأجرت منهم اسطبلا للخيول!! فأوقفت كل معاملاتي معهم منذ 12 سنة ماضية، وعندما وجهنا إليه سؤالنا حول الآلية الممكن اتباعها للاستفادة من ايرادات الوقف في التنمية الاجتماعية، امتنع عن الاجابة لأسباب لم يشأ ذكرها.

إدارة ذكورية

مرت سنوات عدة ولم نر شيئا يذكر يضاف الي سمعة ادارة الاوقاف الجعفرية.. بصراحة انها ادارة ذكورية ليس للمرأة فيها نصيب، وان لجأت إليهم لم ينصفوها، بل الاضطهاد، سيكون مصيرها فلا بد ان يطال التحسين ادارتها واعادة النظر في استراتيجيتها، وافساح المجال لموظفيها للتعبير عن ارائهم والافصاح عن افكارهم لمناقشتها ودراستها، وان امكن تطبيقها علي ارض الواقع ، ذلك ما قالته بتول السيد سعيد – موظفة .

الرجل المناسب في الكرسي المناسب

والاحباط الذي ساد نفسيات الجميع من دور الاوقاف اصيبت به زهرة يوسف موظفة والتي ما ان توجهنا إليها بالسؤال حتي قالت: لم يغيروا شيئا البتة!! قد تكون هناك نظم، ولكنها وكما نستشعر لا تطبق بحذافيرها، وان طبقت فهي علي البعض دون الآخر!! وان كانت هناك نية فعلية للتغيير، فعليهم وضع الرجل المناسب في الكرسي المناسب، حينها فقط سوف تتغير الامور وسيجني الناس ثمار جهود ادارة الاوقاف (سنية وجعفرية) .
قد يكون استطلاعنا هذا مشحونا بمواقف قد تمس الحقيقة بشغافها، او قد لا تمس!!، ولكن الحقيقة الاكيدة ان كثيرا من المواطنين اهتزت ثقتهم والريبة والشك قد تخللا شغاف قلوبهم.. فهل ستغير الادارتان الاوقاف الجعفرية والسنية سياستهما لتكسبا ثقة قد هدمت بمنجل صلب، ذلك ما ستكشفه لنا الايام!!

Catisaff
2003-08-23

ماذا يريد المواطنون من إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية؟ استطلاع اجرته - ياسمين خلف: تصوير: حميد جعفر يبدو ان الحديث حول...

إقرأ المزيد »

طعمها مختلف! .. مواطنون: الواسطة مفتاح لتراجع القيم

استطلاع ـ ياسمين خلف:

اكره من اعماقي كلمة واسطة فما مررت به من تجربة قاسية جعلني اكره ان اكون وسيطا او لاجئاً لواسطة لاي كان، علي الرغم انني وبعد ان نفذت حيلتي وصبري لجأت لاستخدامها لا ايماناً بها، وانما لخوفي علي مستقبلي وخوفي من ان يمر علي قطار الزواج دون ان اقوي علي الركوب فيه!
حكاية حسن الشيخ ـ موظف علاقات عامة في وزارة الصحة نموذج لظاهرة الواسطة التي باتت عرفا بين الناس فما منا من لم يسمع او يمر عليه شخص يسأله اذ ما كان له واسطة عند الوزارة الفلانية او عند ذاك المسؤول او عند تلك المتنفذة! وما منا من لم يطرق بابه جاهل وقليل الخبرة وضعيف الكفاءة ومتدني المستوي العلمي طالبا منه توظيفه في المكان الفلاني والذي غالبا ما يحظي بفرصة، طالما حلم بها ذاك الخريج المتفوق الذي افني سنوات من عمره في سهر وتعب! والسبب الواسطة التي لاتفرق بين هذا وذاك الا بدرجة المعرفة والعلاقة الاجتماعية التي تربطهم بين اصحاب النفوذ…
للظاهرة ابعاد واسباب ادت الي بروزها علي السطح، حاولنا من خلال الاستطلاع التالي تسليط الضوء علي جوانبها والحلول الممكن استخدامها لمنع تفاقمها، حتي لا نصرخ يوما علي وضع بات من المستحيل تغييره!
وعودة الي حسن الشيخ وما مر به من تجربة وصفها بالقاسية قال: تخرجت من جامعة بونا في جمهورية الهند في تخصص اقتصاد وعلوم سياسية، ورجعت لارض الوطن وكلي امل بالوظيفة، الا ان الواقع صدمنا فمن تخرج معي في نفس الفترة تم توظيفهم بمراكز مرموقة لواسطاتهم، وانا بقيت ابحث وابحث عن العمل، متأبطا شهادتي التي لم تشفع لي، فعلي الرغم من ان والدي شخص معروف في البلد لم اشأ ان استخدم واسطاته المتعددة، فاضطررت للعمل في مصنع للالبان وعلي الرغم من ان المسمي الوظيفي كان منسق الا انني كنت انظف الرفوف واغسل! باختصار كانت وظيفتي ذات الدوامين بسيطة ولا تناسب المؤهل الاكاديمي الذي كنت احمل وبراتب لم يتجاوز الـ 120 دينارا!

ولجأت للواسطة

ويكمل: استمريت في هذا العمل لمدة ثلاث سنوات الا ان الخوف علي مستقبلي جعل القلق يتسلل الي اعماقي، خصوصا اني كنت اري سنوات عمري تمضي وانا عاجز عن تكوين حياتي الخاصة بالزواج وتكوين عائلة، ولو كنت حينها اصغر سناً مما كنت عليه لربما صبرت، ولكني وللاسف وجدت نفسي اخضع للواسطة، واطلبها من والدي لاسابق العمر قبل ان يسبقني، فلجأ والدي بدوره لرجل متنفذ فحصلت علي وظيفة بأسهل من شرب فنجان القهوة فطعمها حقا مختلف…
وبتنهيدة اكمل: ولكني ارفض رفضا قاطعا ان يعامل الانسان بمبدأ ماله من واسطة، التي هي الطريق نحو الفساد الاداري وعدم الانتاجية، فالواسطة تنتشر بالدول العربية خاصة والدول النامية عامة بشكل غير موجود باعتقادي في الدول الاجنبية، بل ان الواسطة لاترتبط فقط بالمعاملات اذ تتجاوزها حتي في العلاقات الانسانية، فقد اعامل زيدا لانني اعرفه افضل من عمرو لانني لا اعرفه!
وفي كل ذلك يلقي بظلاله السوداء علي مجتمعنا الذي وتفشت فيه الواسطة والذي سيزداد فيه الفساد الاداري والعمالة المقنعة، التي ومعها ستكدس موظفين لا حاجة لوجودهم فقط لزجهم في الوظائف كرمان لعيونهم علي حد قول اللبنانيين!
وعن الحلول التي يطرحها الشيخ اشار الي ضرورة اتاحة الفرصة للاكفاء، واختيار الشخص المناسب للمكان المناسب وسن قانون وفرض نظام لمحاسبة الموظفين والمتنفذين الممارسين للواسطة، وخلق ثقافة في المجتمع عبر وسائل الاعلام لمحاربة هذه الآفة.

ظاهرة لابد من دراستها

وتجد الدكتورة عائشة الشيخ ـ محاضرة بقسم العلوم النفسية والاجتماعية في كلية العلوم الصحية ان الواسطة ظاهرة علي الرغم من كونها عرفا اجتماعيا لم تاخذ حقها من الدراسة والبحث، كونها ظاهرة غير ملموسة كما هو حال الرشوة التي هي جزء من الواسطة ولكنها ملموسة كونها توسط المعرفة للحصول علي فائدة بمقابل مادي، وجاء علي لسانها: قد يلجأ احدهم لمسئول ما للحصول علي وظيفة . فان كان ذا كفاءة وحاملا لمؤهل اكاديمي فان تلك ليست بواسطة خصوصا ان ليست هناك فائدة متبادلة حيث ان طالب الوظيفة يريد فقط توصيل مؤهلاته وليس استغلال المسؤول الفلاني للحصول علي وظيفة اصلا غير اهل لها مستغلا معرفته الشخصية بذاك المسئول.
واكملت الدكتورة عائشة: ذلك نوع من الفساد الاداري ولا بد من محاربته في جميع الوزارات فلو تعين كل موظف بحسب مؤهلاته وكفاءته لانتفت الواسطة، ولو تمت الخدمات تبعا لاستيفاء الشروط لما دخلت الواسطات، فكل ما يحدث هو نتاج اعتبارات شخصية لا علاقة لها بالموضوعية وعليه تهضم الحقوق ويهضم اصحاب الكفاءات حقوقهم، ومن وجهة نظري كوني اولا انسانة معايشة للمشاكل الاجتماعية وثانيا اكاديمية فانني غالبا ما يمر علي شباب يعانون من مشكلة البطالة والسبب افتقادهم للواسطة علي الرغم من كونهم ذوي مؤهلات علمية، وذلك حقا يغيظني، فلو كان هناك عدل اجتماعي لما انتشرت هذه الظاهرة.
ودعت الدكتورة الشيخ الي ضرورة تناول الظاهرة الواسطة بالدراسة والبحث لتنبيه الناس للمشكلة وبيان مدي انتشارها في المجتمع، ،بناء علي النتائج توضع الحلول للقضاء عليها والامر لا يقف عن هذا الحد بل لابد من اصدار قرار قانوني من شأنه أن يحاسب السلطات المفسدة، وبنظرة اكثر تفحصا فاننا نلحظ هذه الظاهرة في الدول العربية اكثر من الاجنبية ومن باب اولي ان نحارب هذه الافة كدول اسلامية لتطبيق العدل في المعاملات الانسانية والاجتماعية.

الواسطة وهجرة العقول

الواسطة والمحسوبية مفروضة علينا في حياتنا اليوم، والمشكلة ان تلك الظاهرة ساهمت في هجرة العقول المحلية الي خارج البلاد. بهذه المقدمة بدأ حديثه حمد بن جاسم حربي ـ اعمال حرة ـ وقال مكملا: لعدم التفات المسؤلين لبعض الكوادر البحرينية سواء كتاب ومفكرين ،اطباء واصحاب شهادات جعلهم يفرون هاربين لوضع افضل، فهؤلاء كالجواهر بل اغلي حتي من ثروات النفط نفسها وبخروجهم تخسر البلاد ثروة ما بعدها ثروة. ومن سوف يستقطبهم حتما سيجني ثمرة من ثمرات وطننا. فلو درس اي شخص لا يملك الواسطة وتربي وشرب وتنفس في بلده ويريد من يصفق له بعد مسيرة من الجهد والعطاء لا ان تغلق الابواب امامه وسيبحث حقا عن يد تنتشله وان كانت خارج وطنه والا فان طريق الانتحار قد يكون طريقه، وهذا ما يخلق الشرخ بين صاحب الواسطة والمواطن قليل الحيلة.
وعن الحلول المقترحة قال: لابد من وجود اسس وقواعد علي اساسها يتم اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، وان لا يتم تقييم الناس علي اسس عنصرية او طائفية او مادية والا سندخل في متاهة.
وتجد الدكتورة سرور قاروني ـ عضو مجلس ادارة جمعية البحرين النسائية ـ واستشارية اولي تطوير الطاقات الانسانية ان الواسطة والمسحوبة نتاج طبيعي لتراجع القيم في اي مجتمع، مؤكدة علي انها ظاهرة منبوذة بالفطرة الانسانية وانها تبدأ افرادا حتي تتفشي وتصبح عادة في اخلاقهم. وقالت مضيفة: الواسطة مع مرور الوقت تصبح ضرورة للحصول علي حق، مما يجعل اصحاب القيم في كثير من الاحيان وتحت الضغوط يلجأون للواسطة كردة فعل علي الواقع ونتيجة للظروف التي تقهرهم وتحتم عليهم استخدامها فتكون تلك الخطوة الاولي في طريق الخطأ، ومع زيادة اعداد المعتمدين علي الواسطة يزداد الفساد في المجتمع وقد لا يكون ايذاء شخص ما هو القصد ولكنه حتما سيكون نتيجة لاخذ حق شخص هو اكفأ واهل لتلك المنفعه.
وتواصل الدكتورة قاروني بنفس الحماس الذي بدأت به: كل ذلك سيكون عاملا في تسرب الاحباط في نفوس اولئك الذين لا يملكون الواسطة فالطالب علي سبيل المثال لن يثابر ولن يبذل قصاري جهده في الدراسة اذ كان يؤمن بانه بغير الواسطة لن يدخل التخصص الجامعي الذي يرغب فيه، وكذلك الموظف سيصاب بالخمول وقلة الانتاجية اذا ما كان الترقي فرصة لغيره وليس له باعتباره شخصا نكرة لا يملك من الواسطة شيئا فالمجتمعات الاقل استخداما للواسطة والمحاسبة لمن يستخدمها تجد ان اداء الناس فيها مختلف عن المجتمعات التي تعاني من تخمة في الواسطات.
وتجد الدكتورة سرور ان كلما كانت مشكلة الواسطة علي قمة الهرم ومتمركزة في المجتمع كلما كان حلها وعملية القضاء عليها اصعب مؤكده علي ضرورة محاسبة المتوسطين وخاصة اولئك الذين بسلوكهم هذا يسلبون الغير حقوقهم كالموظفين الذين يحرمون من ترقياتهم والسبب ان غيرهم وهم من اصحاب الواسطات قد ادرجوا عليها.
مختتمة باقتراح بوضع آلية للنظر في مثل هذه القضايا في المحاكم حتي تكون رادعة لكل من تسول له نفسه اللجوء اليها. ولتكون خطوة في سبيل القضاء علي هذه الظاهرة.

Catsocaff
2005-03-19

استطلاع ـ ياسمين خلف: اكره من اعماقي كلمة واسطة فما مررت به من تجربة قاسية جعلني اكره ان اكون وسيطا او لاجئاً لواسطة لاي...

إقرأ المزيد »

مؤكداً فعالية الدواء الجديد وانخفاض مضاعفاته.. الدكتور الجشي: 1% من سكان البحرين يعانون من الصرع

حوار أجرته – ياسمين خلف:
اكد استشاري الامراض العصبية في مجمع السلمانية الطبي ورئيس رابطة العلوم العصبية الدكتور عادل الجشي معاناة نحو نصف الي 1% من سكان مملكة البحرين من الصرع، مشيرا الي ان الرجال اكثر عرضة للاصابة بالمرض مقارنة بالنساء، لزيادة تعرضهم لاصابات الرأس وحوادث السيارات والسقوط، وان معظم حالات الصرع من نوع التشنج الكامل، اذ يشكل ما نسبته 60% من عمل حالات الصرع، في الوقت الذي يشكل الصرع الجزئي النسبة الباقية، علي عكس ما اظهرته الدول الاوروبية والولايات المتحدةالامريكية من نسب! وذكر الدكتورالجشي ان دواء الكيبرا الحديث الاستخدام حقق نجاحا بالغا في علاج الحالات المستعصية، مشيرا الي ان من بين 20 مريضاً استخدم معهم الدواء شفي منهم مريضان كليا من الصرع، مشيرا الي مجانية الادوية لمرضي الصرع.. عن هذا المرض وآخر علاجاته واسبابه وطرق التعامل والتعايش معه كان لـ الأيام حوار نقرأه معا في السطور التالية:
ف بداية ما الأسباب التي تقف خلف اصابة البعض بالصرع؟!
– الصرع ينتج بسبب نقص في املاح المغنسيوم والكالسيوم لدي الشخص المصاب، والتي نادرا ما يصاب بها الطفل حديث الولادة.
ف وهل تزداد نسبة الاصابة لدي فئة عمرية دون اخري؟ او لدي جنس اكثر من آخر؟!
– معظم حالات الصرع تتمركز في العقدين الاول والثاني من العمر، بعدها تبدأ حدّة المرض في النقصان، لتزداد مرة اخري في العقدين السادس والسابع من العمر، والرجال اكثر من النساء اصابة بالمرض، نتيجة لتعرضهم لحوادث السقوط وحوادث السيارات، ناهيك عن الضربات علي الرأس التي غالبا ما ترتبط بنوع عمل الفرد.
ف من الملاحظ ان حالات الصرع تختلف من شخص لآخر، ايرجع السبب الي تعدد انواعه؟!
– بالطبع هناك انواع، فهناك التشنج الكامل وهو الاكثر شيوعا، حيث يشكل ما نسبته 60% من نسبة الصرع، وهناك التشنج الجزئي ويشكل النسبة المتبقية، وهي نسب تختلف عما هي عليه في الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية.
ف ومأ اسباب كلٍ منهما؟!
– التشنج العام او الصرع الكلي اسبابه حتي اللحظة غير معروفة، وتظهر علي الشخص بصورة سقوط مفاجئ علي الارض، وتتبعه تشنجات في اليدين والرجلين، مع صعوبة في التنفس والتبول اللاارادي وعض اللسان وارتفاع قزحية العينين للأعلي، وتستمر الحالة من دقيقتين الي 3 دقائق ليبدأ المريض بعدها بالتنفس الطبيعي، الا انه يذهب بعدها في النوم لمدة تتراوح ما بين دقائق او ساعات معدودة، وعندما يصحو المريض من نومه يشعر بألم في عضلاته وتكسر في جسمه، ناهيك عن صراع شديد قد يستمر لساعة اوساعتين من الزمن.
ف وكيف يتصرف المرافق للمريض حال حدوث النوبة؟!
– قبل كل شيء علي الاهل او المرافق للمريض عدم الخوف، اذ ان النوبة تمر بسلسلة محددة تنتهي عادة بدون مضاعفات، ولكن حال حدوث النوبة لابد من الحيطة والحذر، بأن يفرغ فم المريض من الاكل او الشراب او الاسنان الاصطناعية، ووضع قطعة من القماش بين اسنانه لمنع عض اللسان او عض الشفاة او حتي الخد من الجهة الداخلية، اذ ان عض اللسان قد يترك جرحا عميقا مؤلما لعدة ايام. كما يمكن للمرافق استدارة جسم المريض للجهة اليمني او اليسري، وابعاده عن اي خط قد يهدد حياته كسقوطه في المطبخ بالقرب من مواد حادة او مشتعلة تترك آثارها علي المريض.
ف وما التفسير العلمي للاصابة بالصرع؟!
– للأسف البعض من الناس يرجعون السبب خطأ الي اصابة المريض بمس من الجن، وهي خرافة او اعتقاد تناقله البشر منذ آلاف السنين، وللاسف لازال البعض يؤمن بها، فيلجأ في الكثير من الاحيان الي مشايخ الدين لاخراج تلك الروح الشريرة او الجني من جسده، وبعضهم قد يلجأ للضرب لاستخراجه مما يؤدي في احيان عدة الي افاضة روح المريض كما طالعتنا الصحف، وان لم يكن بالغرب فبالاحجية والبخور وخلافه، الا ان التفسير العلمي لتلك التشنجات تشير الي انها حالة ناتجة عن صدور شرارة كهربائية من احدي المراكز في المخ، والتي قد تبقي مكانها وينتج عنها تشنج جزئي، اما اذا انتشرت الشرارة في فصي الدماغ، فإنها تظهر بصورة تشنج كامل، اما عن سبب وجود هذه الشرارة الكهربائية فهو امر غير معروف لـ 60% من الحالات، اما 40% النسبة الباقية، والتي يمكن تشخيصها عبر الاشعة المقطعية او اشعة الرنين المغناطيسي وتخطيط الدماغ، فهي تعود بعضها لامراض التليف في الدماغ او ورم سواء حميد او خبيث، او نتيجة لضربة قوية علي الدماغ او الاصابة بنزيف او جلطة دماغية.
ف وهل للمرض علاقة بالوراثة؟!
– هناك علاقة، فبعض العائلات تتوارث المرض، فـ 5 الي 10% من الحالات ترجع لاسباب وراثية، لذا ففي كثير من الاحيان قد تجد ان اكثر من شخص في العائلة الواحدة مصابون بالصرع.
ف بلغة الارقام والاحصائيات هل هناك دراسة بحرينية توضح حجم المرض في المملكة؟!
– اجريت دراسة قبل ثلاثة اعوام، ووجد ان هناك 450 مريضا بالصرع يراجعون مجمع السلمانية الطبي خلال عام واحد منهم 170 طفلا و 280 بالغا، وهي نسبة يسيرة مقارنة بالمرضي المراجعين للمراكز الصحية والعيادات والمتشفيات الخاصة بالاضافة لمجمع السلمانية الطبي، اذ ان النسبة تمثل المرضي شديدي الصرع، حيث تحول الحالات التي يتم السيطرة عليها للمراكز الصحية، وتبقي الاشد في مجمع السلمانية الطبي وهي النسبة عينة الدراسة. ووجد ان غالبية المرضي فئة الدراسة يعانون من تشنج كلي، و 30% منهم فقط تمكن معرفة الاسباب المؤدية لذلك الصرع.
ف وماذا عن العلاج المتوافر طبياً؟!
– هناك علاج دوائي مضاد للصرع، ويسيطر علي 70% من الحالات المرضية، و 30% منهم يتكرر لديهم الصرع، 15% من المجموع الكلي لمرضي الصرع يعانون من صرع شديد ومتكرر، والادوية القديمة المستخدمة في علاج الصرع، والتحديد في الثلاثينيات من القرن الماضي تعطي نتائج جيدة، ولكنها لا تخلو من المضاعفات كتضخم اللثة وملامح الوجه، وضعف في القدرة علي التركيز وضعف الذاكرة، وزيادة نسبة العصبية، نهايك عن حساسية الجلد التي يصاب بها نحو 10% من المرضي، بالاضافة الي تأثيرها بنسبة تتراوح من 5 الي 10% علي المرأة الحامل، اذ تتسبب في تشوهات خلقية لدي جنينها.
ولكنه يمكن القول ان الادوية الحديثة اثبتت فعاليتها بنسبة اكبر، حيث تسيطر علي 70 الي 80% من المرض، واعراضه الجانبية اقل، خصوصا تلك المتصلة بوظائف الدماغ وحساسية الجلد، مع فارق كبير في السعر.
ف وهل يستخدم الدواء الجديد في المملكة علي مرضي الصرع؟!
– بالتأكيد، وبدأ استخدامه منذ عام 1993، ويتوافر حاليا خمسة انواع من الادوية الجديدة، وآخر دواء مستخدم عالميا لعلاج الصرع دواء يطلق عليه اسم الكبيرا وطرح هذا الدواء للاستخدام في المملكة منذ ثلاث سنوات مضت، وسجل نسبة نجاح عالية للحالات الشديدة والمستعصية، وبحسب آخر دراسة تمت علي الدواء، واجريت علي 20 مريضاً شفي منهم مريضان كليا من المرض. احداهما امرأة عمرها 42 سنة عانت 27 سنة من حياتها من المرض، واليوم شفت منه تماما، والآخر بقي نصف عمره الذي تجاوز الثلاثين يعاني، واليوم هو الآخر ينعم بصحة ويمارس حياته كالاشخاص الطبيعيين. وعموما 10 – 11% من نسبة المصابين شفوا من المرض بعد استخدام الدواء علي الرغم من كونهم ضمن فئة الصرع المستعصي. ولا اخفي سرا ان 3% من المرضي بحسب النسب العالمية تشفي من المرض مع استخدام الدواء القديم.
ف وعلي اي اساس تصف الحالات المستعصية وغير المستعصية؟!
– الحالات المستعصية تلك التي تعاني من حدوث نوبات الصرع لاربع مرات او اكثر في الشهر الواحد، في حين الحالات المرضية العادية تعاني من نوبة واحدة فقط خلال شهرين!
ف وهل هناك دراسة محلية بعد استخدام الدواء الجديد للصرع؟!
– اجريت بنفسي دراسة كبيرة ضمت 200 مريض مصاب بالصرع، ويستخدمون العلاج الجديد، وثبت ان المرضي المستخدمين للدواء الجديد اكثر تعايشا مع الحياة مقارنة بالادوية القديمة تبعا للمعايير والمقاييس الدولية.
ف ماذا عن التدخل الجراحي لحالات الصرع؟!
– هناك علاج جراحي يستخدم في بعض الاحيان لازالة السبب الشرارة الكهربائية ، والتي قد تكون ناتجة عن استئصال ورم حميد او خبيث، وفي حالات كثيرة استئصال التليف من الدماغ الناتج عن ضربات او جلطات دماغية سابقة، وهنا يكون المريض يعاني من تشنج جزئي، ويكون موقع الشرارة واحد ، ولكن في حال تعدد مراكز صدور الشرارة، فلا بد من استئصال التليفات الناتجة، وهي عملية اصعب وادق وتجري في مراكز متخصصة لمثل هذه الجراحات كالمتواجدة في الرياض او لبنان.
ف وما المحاذير التي تنصح بها مرضي الصرع او ذويهم؟!
– اولا عليه الامتناع عن السياقة، اذ امكانية حدوث النوبة وارد في اي لحظة، مما قد يتسبب في ايذاء نفسه او الاخرين، ودوليا اتفق علي ان مرضي الصرع يمكنهم قيادة السيارات اذ تم التأكد من عدم حدوث اي نوبة لمدة عام او حتي عامين في بعض الدول. وللأسف غالبا ما يتجاهل بعض المرضي هذه النصيحة، مما يعرضهم لحوادث خطرة، ونحن في البحرين لا نخطر الجهات المعنية ادارة المرور بالاشخاص المصابين بالصرع، ونترك الخيار للمريض بعد شرح الحالة بالتفصيل له، ونعتبر ذلك من خصوصيات المريض لحفظ السرية لننال ثقة المريض التي هي من اهم الامور لدينا. ويمكن ان نزود الجهات المختصة بالمعلومات تلك حال طلبها، في الحالات التي يتطلب فيها اعداد تقرير معين عن شخص بذاته.
كما انصح مرضي الصرع بالابتعاد عن السباحة ودخول البحر، اذ قد يتعرضون لحوادث الغرق اذ ما اصيبوا بتشنجات اثناء السباحة، وهي حوادث حصلت بالفعل، فبعضهم قد لايدخل البحر، ولكن يجلس علي حافة السفينة بمفرده ويسقط في البحر حال حدوث التشنج ويغرق، كما عليهم الابتعاد عن اي مصدر للخطر كالاماكن المرتفعة مثلا، وان امكن اختيار مهن بعيدة عن تلك المخاطر كالاماكن العالية او استخدام المواد الحادة، والاتجاه نحو الوظائف المكتبية باعتبارها الانسب.
ومن الضروري كذلك الاستمرار في تعاطي الادوية وعدم ايقافها حتي في حالة الحمل لدي المرأة او اثناء فترة رضاعتها لطفلها، اذ ان حدوث تلك التشجنات قد يعرض المرأة الحامل وجنينها لمخاطر عدة عواقبها وخيمة.
ف وما مضاعفات الدواء علي الطفل الرضيع او الجنين؟!
– لا ننكر ان نسبة من الدواء تخرج مع الحليب الذي ترضعه الام لطفلها، الا انه لا يؤثر علي الطفل، ولا ننكر ان المضاعفات علي الجنين محتملة كاصابته بتشوهات خلقية، والتي منها شق في الشفاة او شق اعلي الحلق وعلاج تلك التشوهات بسيط، وقد ينتج عن تلك الادوية كذلك تشوهات اكبر تتمثل في فتحة في القلب او فتحة اسفل العمود الشوكي وهي حالات يمكن علاجها جراحيا ببساطة.
ف ألا يوجد دواء انسب للمرأة الحامل لتفادي حتي تلك المضاعفات التي بحسب تأكيدك بأنها سهلة في العلاج؟!
– من الادوية الخمسة الحديثة، والتي تم استخدامها منذ 15 سنة، هناك احد الادوية يمكن اعتباره الانسب للمرأة الحامل، حيث لا تتجاوز نسبة المضاعفات لدي الجنين 3% بل اقل، وهي نسبة قريبة جدا لمعدل احتمال التشوهات الجنينية لدي المرأة الطبيعية. مقارنة بالادوية السابقة التي قد تتسبب بنسبة تتراوح من 5 الي 10% من التشوهات لدي الجنين. فبحسب دراسة عالمية ضمن نحو 2800 امرأة حامل يستخدمن الدواء، وجد ان احتمال التشوهات الخلقية وصلت نسبتها 8.2% فقط وهي نسبة قريبة لدي المرأة الطبيعية، وفي دراسة اخري في الولايات المتحدة الامريكية شملت 3200 مريضة تبين كذلك ان احتمال التشوهات الخلقية لدي الاجنة وصل الي ما نسبته 3% فقط.
ف وما آخر الدراسات المتصلة بالموضوع ذاته في المملكة او في دول الخليج العربي؟!
– في دراسة لدول الخليج العربي تمت علي هذا الدواء تبين سيطرته علي التشنجات بنسبة 80% بالاضافة الي السيطرة علي نسبة التشوهات الخلقية المحتملة لدي الاجنة، وهي دراسة ضمت 75 حالة بواقع 10 حالات من كل دولة.
ف وهل توفر وزارة الصحة الادوية لمرضي الصرع؟!
– توفر الوزارة جميع الادوية مجانا لمرضاها، ثلاثة انواع موجودة، واثنان تحت الطلب، وآخر في طريقه الي صيدليات الوزارة.

Cathealth
2005-05-27

حوار أجرته - ياسمين خلف: اكد استشاري الامراض العصبية في مجمع السلمانية الطبي ورئيس رابطة العلوم العصبية الدكتور عادل الج...

إقرأ المزيد »

ماذا يحدث في العيادة المشتركة كل شهر؟! .. تحرير الأطفال الصم من الصمت المطبق

كتبت – ياسمين خلف:
تحسبهم للوهلة الاولي كسائر الاطفال، فلا تنقصهم الشقاوة ولا يفتقدون البسمة، ولكنهم لا يجدون غير الصمت المطبق الذي اعتادوا عليه، بل هو الوضع الذي لم يعيشوا غيره! الحزن المخيم في قلوب اهاليهم تسلل ووجد طريقه الي ملامحهم، بل تستشعره في صوتهم المتهدج وان تحدثوا اليك فأعينهم لن تبرح حركات طفلهم الاصم!
مشروع زراعة القوقعة الالكترونية، الذي جدد الامل لدي الكثيرين في عهد وزيرة الصحة الدكتورة ندي حفاظ اعاد البسمة الي قلوب الكثير من الاهالي فالعملية الواحدة لا تقل تكلفتها عن 25 الف دينار شاملة للتدريب علي النطق ان ما اجريت في الخارج! وبحسبه بسيطة سنجد عجز البحريني عن تكبد تلك التكاليف التي يجدها اغلبهم مستحيلة في ظل تدني مستوي المعيشة!!
في العيادات الخارجية، وبالتحديد في عيادة الاذن والانف والحنجرة في مجمع السلمانية الطبي تفتح الابواب علي مصراعيها مرتان في الشهر، يتجمع الاهالي واطفالهم الصم كخلية للنحل، متوجهين عاقدين الامل علي زراعة قوقعة لطفلهم الاصم، هي السبيل الي فهمه للعالم، بعد ان اضناهم الحزن علي حاله المختلفة عن اقرانه، وهناك لا يبخل الاستشاريون ولا الاخصائون عن تقديم ما يلزم من متابعة وفحص واستشارة.. من هناك رصدت الايام خلال يوم كامل الحالات المترددة علي العيادة وعمل الفريق الطبي، فإلي هناك لنعيش لحظات ممزوجة بالالم والامل..

لم تستثره الاصوات العالية
اعتقد من حولها بأنها وسواسية، وان شكها لا داعي له ولا خوفها، ولكنها ورغم تجربتها الاولي مع تربية الاطفال، خالجها الشعور بان طفلها يعاني من مشكلة في سمعه، فالاصوات العالية لا تستثير طفلها ذي الستة اشهر، فهرعت الي مجمع السلمانية الطبي، لتقطع شكها باليقين وبالفعل تبين بعد فحصه بانه يعاني من ضعف في السمع تقول ام سيد هاشم سيد باقر الذي تجاوز عمره اليوم السنة و8 اشهر ان طفلها اصيب بارتفاع في درجة حرارته ووصلت الي 40 درجة مئوية عندما كان رضيعا واستخدمت معه المضادات الحيوية بعدها بدأت تلاحظ ضعف سمع طفلها، مشيرة الي انه بعد ان لبس طفلها السماعة بدأ يتعلم بعض الكلمات البسيطة وان كان لا يعرف معني اكثرها، وان بعض الاحرف لا يسمعها كحرفي السين و الشين.
واضافت بان ابنها خضع لعملية زراعة القوقعة الالكترنية بعدها سيخضع للتدريب السمعي ليفرق بين الاصوات مثمنة خطوة الوزارة في اعادة برنامج زراعة القوقعة مؤكدة بان ارتفاع تكلفة العملية يضع الكثير من الاهالي في دائرة الحيرة وفقدان الامل.

هي واثنان من اخوانها يعانون
ساهرة صالح احمد – هي الاخري فقدت سمعها بالتدرج، وهي نتاج زواج الاقارب، اصيبت وهي في الصف الثالث الابتدائي بحصبة شديدة ومنها تدهور سمعها بشكل ملفت، حتي انهت المرحلة الثانوية بمشقة وعناء، من بين اخوتها الثمانية يعاني اخوان من ضعف السمع، قادرة علي قراءة الشفاه والفهم، ولكن بعد فحص الاطباء لها لاصرارها علي خوض عملية زراعة القوقعة، اكدوا بأنها بحاجة الي سماعة غير تلك التي تستخدمها حاليا، وبحاجة الي التدريب علي الكلام!

ابني وابن أخي لهم نفس المشكلة!!
حسين احمد الماجد – مراهق في الثالثة عشرة من عمره، يدرس في مدرسة الخليل بن احمد الاعدادية للبنين وعضو بمركز جمعية البحرين لتنمية الطفولة وله قدرة عالية علي التعلم الذاتي وله مهارات حسابية وعبقري علي حد تعبير والده في التعامل مع الكمبيوتر، بل ويعلم ابناء عمومه علي استخدامه، ولكن يعاني كما جاء علي لسان والده من عدم مراعاة بعض المدرسين له في المدرسة لحالته الخاصة. مطالبا وزارة التربية والتعليم بمراعاة هذه الفئة بتقليل المقرر او اختصاره لهم وبخاصة المواد التي تعتمد علي اللغة بشكل اساسي كاللغة العربية والانجليزية، مبديا تخوفه من المراحل الدراسية اللاحقة وكيف سينهي ابنه تعليمه، مؤكدا دور علاقاته الشخصية مع المدرسين التي اسهمت في تسيير عقبات عدة مرت عليه، يسكت برهة ويتذكر طفولة ابنه ويقول اكتشف عدم تجاوب ابني معي وعدم قدرته علي سماع الاصوات وهو في شهره التاسع، قبلها كان كثيرا ما يعاني من ارتفاع درجة الحرارة وكلما اخذته لطبيب قال لي انه طبيعي ولا خطب يعاني منه حتي بلغ سنه العامين ونصف العام، ولم يكن يعاني من اي مشاكل صحية اخري ولكن حادثة اتذكرها دائما وارجع سبب ما يعاني منه ابني اليها، حيث كان نائما في المأتم وفجأة اخذ يصرخ بشدة عندما اعتلي صوت مكبر الصوت!!
يقول انا ووالدته نرجع سبب ضعف سمعه الي المرض الذي عاني منه ارتفاع درجة الحرارة ولكن الاطباء يرجعونه للعامل الوراثي حيث والدته هي ابنة عمي. ولكن ابن اخي هو الآخر يعاني من ذات المشكلة!!

بحاجة الي تدريب علي النطق
الطفلة الخجولة زهراء علي عيسي ذات الخمس اعوام ونصف تعاني كسابقيها من ضعف السمع، واكتشفت حالتها مع بلوغها الستة اشهر، كما كان الامر ذاته بالنسبة لاختها التي تخرجت هذا العام من المرحلة الثانوية بامتياز زهراء قادرة علي لفظ اسمها وكتابته ولكنها غير قادة علي نطق اسم والدها، ذكاؤها طبيعي كما ذكر الاطباء، ويستخدم اهلها معها لغة الشفاه في التعامل واكد اخصائي النطق حاجتها للتدريب علي النطق لمدة تتراوح ما بين 3 – 4 اشهر.

يتواصل عبر لغة الشفاه
الطفل سيد موسي الموسوي ذو العشر سنوات هو الآخر يعاني من ضعف شديد في السمع وله اخ يعاني من ضعف بسيط في السمع ووالدتاه اقارب، لاحظ والداه منذ كان رضيعا عدم فزعه من الاصوات العالية، كما يحدث كأمر طبيعي فعرضوه علي الاطباء وبعد عدة اختبارات تبين انه يعاني من مشكلة في السمع بذل والده جهدا في تعويده علي التواصل عبر حركة الشفاه حتي بات اليوم لا يعاني من مشكلة في التواصل اللفظي اوالكتابي يقول والده انه كان توأما لجنين آخر توفي قبل الولادة بأسبوع وولدته امه بعد عملية قيصرية! بعد كل تلك الحالات نترك اهل العلم ليسلطوا الضوء علي المشكلة بعين مجهرية.
فريق العمل والمكون من استشاري جراحة الاذن والانف والحنجرة ورئيس الفريق الجراحي لزراعة القوقعة الالكترونية الدكتور احمد جاسم جمال ورئيس دائرة الانف والاذن والحنجرة بمجمع السلمانية الطبي الدكتور عبدالرحمن غريب وطبيبة الاطفال الدكتورة رحاب المرزوق والدكتور كريم بوعلاي اخصائي طب السمع واخصائي النطق الدكتورة رجاء العيد وعمر ياسين الشريف يجتمعون تحت سقف واحد مرتين في الشهر لمتابعة حالات الاطفال كأول فريق من نوعه وخلال 4 ساعات قضتها الايام في العيادة مرت علي الفريق 5 حالات جدد و4 حالات تم قبولها ضمن مشروع زراعة القوقعة، وحالتين قديمتان، وحالتان لا يمكن ادراجهما ضمن مشروع الزراعة باعتبار ان الطفل الاول عمره 7 سنوات ولا توجد لديه اي قدرة كلامية ويستخدم لغة الاشارة والحالة الثانية لشابة عمرها 25 سنة وتستخدم سماعة للاذن ويمكن ان تستمر حياتها باستخدامها، بالاضافة الي حالتين لاطفال زرعت لهم القوقعة وتتم متابعة حالتهما، وبحسب الدكتور احمد جاسم جمال فان الطبيب يقضي بما لا يقل عن نصف ساعة مع كل مريض، مشيرا الي ان الطفل يخضع لفحص عبر جهاز الاشعة المقطعية لفحص اذا ما كانت القوقعة طبيعية اولا، وشكل الاذن، والعظمة الواقعة وراء الاذن، بهدف تحديد الاذن الانسب لاجراء العملية كما يخضع المريض لفحص عبر جهاز الرنين المغناطيسي لمعرفة اذا كان هناك عصب من عدمه، او اذا كان هناك ماء في القوقعة او لا، اذ ان الحالات التي لا يوجد فيها ماء في القوقعة لا تحقق نجاحا اذ ما اجريت لهم العملية. مضيفا بانه كلما قلت وضعفت قنوات الاتصال بالمخ كلما كانت نتائج العملية افضل.
وذكر بان هناك نحو 7 – 10 حالات جديدة سنويا تعاني من مشاكل السمع، مشيرا الي انها نسب عالية اذا ما قورنت بالدول الاجنية، ولكنها ضمن النسب الطبيعية، اذا ما قيست علي الدول النامية مرجعا سبب الاصابة لـ 60% من الحالات الي زواج الاقارب و40% منها لسبب وراثي فيما تشكل النسبة كون السبب وراثيا 30%.
وعن المراحل التي يمر بها تشخيص الطفل المصاب اشار الي انها 5 مراحل تبدأ من الشك في الحالة من قبل المركز الصحي وتقييمها، بعدها يتم تحويل الحالة لعيادة الانف والاذن والحنجرة او لعيادة اطفال الصم، المرحلة الثالثة والاطول يتم تحويل الطفل فيها الي العيادة المشتركة، بعدها ترشح الحالات المستحقة لاجراء عملية القوقعة والمرحلة الاخيرة تجري العملية تحت ايدي جراحين دكتور عبدالرحمن غريب د. احمد جمال بعدها تتم متابعة الحالات في العيادة المشتركة وتدريب الاطفال علي النطق في مجمع السلمانية الطبي وجمعية تنمية الطفولة في مركز الامير سلطان.
واشار الي ان المتابعة تستمر مدي الحياة، وان بطاريات جهاز القوقعة توفرها وزارة الصحة بواقع ثلاث بطاريات كل ثلاثة ايام لكل مريض تكلف الوزارة نحو 200 دينار لكل شخص سنويا مضيفا بان تكلفة جهاز القوقعة نحو 12 الف دينار في البحرين وبما لا يقل عن 25 الف دينار خارجها مع التدريب علي النطق، اي ان وزارة الصحة انفقت نحو 164 الف دينار لعلاج 12 حالة لتبقي 24 حالة علي قائمة الانتظار.
يستلم خيط الحديث رئيس دائرة الانف والاذن والحنجرة الدكتور عبدالرحمن غريب ليؤكد قلة الفرق الطبية المتكاملة في وزارة الصحة، مشيرا الي ان مشروع زراعة القوقعة الالكترونية اظهر التكامل في الخدمات الطبية، داعيا القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني للمساهمة في المشروع لتغطية كافة الحالات المحتاجة الي سماع الاصوات والتعبير عن شعورهم .
وتتابع استشارية طب الاطفال وتطور النمو الدكتورة رحاب المرزوق الحالات التي يتم تحويلها قسم الاطفال بمجمع السلمانية الطبي لتقييم مدي قدرة الطفل علي التعلم ومدي استجابتهم للزراعة والاستفادة المستقبلية والادراكية وتحول بعض الحالات للطب النفسي، مشيرة الي انه خلال يومين في الشهر يمر عليها الاطفال الصم وضعيفو السمع من خلال عيادة التطور والنمو، فيما يقوم الدكتور عبدالكريم بوعلاي في عيادة الاطفال الصم كل سبت من كل اسبوع بمتابعة حالات الاطفال تمهيدا لتحويلها للعيادة المشتركة لتحضير الحالات المناسبة لعملية زراعة القوقعة. وقال: كما ان الاطفال في سن التطعيم لابد لهم من اخذ تلك الجرعات التطعيمية للتقليل من خطر الاصابة بالامراض بعد العملية مؤكدة دور التدخل المبكر في تحقيق نجاح العملية.
واكدت الاخصائية الاولي لعلاج النطق واللغة الدكتورة رجاء العيد صعوبة تعلم الطفل بعد سن الخامسة للنطق خصوصا اولئك ممن لا يملكون قدرة علي قراءة الشفاه واشار اخصائي النطق عمر ياسين الشريف الي ان عملية البرمجة تتم بعد شهر من زراعة القوقعة لتبدأ من بعدها جلسات التأهيل السمعي والنطقي، مضيفا بان من اهم العوائق التي تواجههم كفريق علاجي عدم تعاون الاهل وعدم متابعتهم للمراحل العلاجية بل حتي حتي عدم انتظامهم في مواعيد المستشفي، مؤكدا اهتمام الفريق العلاجي بتعليم الاهل طريقة التدريب للطفل خلال وجوده معهم في المنزل.

Cathealth
2005-07-30

كتبت - ياسمين خلف: تحسبهم للوهلة الاولي كسائر الاطفال، فلا تنقصهم الشقاوة ولا يفتقدون البسمة، ولكنهم لا يجدون غير الصمت...

إقرأ المزيد »

مجلس التعاون الخليجي في عيون الشباب .. سمعنا عن مشاريع… ولم نرها!

استطلاع ـ ياسمين خلف:

للشباب دائماً نظرة تفاؤلية تختلف عن غيرهم. متمردون بعض الشيء نعم! ولكن يبقي تمردهم نتاج الطموح اللامحدود… وشباب اليوم ليس كسابقيهم، آمالهم تعدت الحدود، وتطلعاتهم كسرت كل الحواجز. نادوا بضرورة ايجاد موقع للشباب علي خارطة قمة مجلس التعاون الخليجي الذي لم يحسب لهم أي حساب كما أشار أغلبهم! واقترحوا إنشاء تجمعات شبابية تبحث قضايا الشباب الخليجي، وتوحد اتجاهاتهم، ولم تقف اقتراحاتهم عند ذلك، وهذا ما سنقرأه وأكثر في استطلاعنا هذا، الذي وبالمجهر نظر داخل عيون الشباب البحريني وعرف كيف هي نظرتهم لقمة مجلس التعاون الخليجي.
بإنطلاقة شبابية قال رئيس اللجنة التحضيرية في جمعية التصوير سيد عدنان سيد جلال ـ لن أطلق عليه اسم مجلس التعاون الخليجي بل سأسميه الحلم الخليجي وعن السبب أشار إلي انه لم يحقق بعد طموحه وآماله وقارنه بالاتحاد الأوروبي وقال: لو قسنا عليه تجربة الاتحاد الأوروبي الحديث بالنسبة لقمة مجلس التعاون الخليجي لوجدنا إنه حقق ما لم يحققه مجلسنا، ومع ذلك فنحن كشباب بحريني نعول عليه الكثير، وبخاصة فيما يتعلق بتوحيد العملة الجوازات.
ويواصل: أتمني اليوم الذي يكون فيه الخليج العربي، خليج بلا حدود أو فواصل، تنفتح معها الشعوب علي بعضها البعض وينفتح معها الشباب، قد تكون هناك برامج لذات الهدف ولكنها لا تزال خجولة وبسيطة، ولم ترتق إلي مستويات لها ذكر وصيت، نعم جسدت بطولة كأس الخليج البعض من هذه الآمال، خصوصاً انها احتضت ثلاث لعبات بالإضافة إلي كرة القدم، اليد، الطائرة، والسلة، مما سينتج عنه تجمع شبابي كبير ناهيك عن الأجواء الايجابية التي سيتمخض عنها هذا اللقاء الرياضي.
وبأمنية أخيرة قال: أتمني أن تفعل عملية توحيد العملة ولا تؤجل أو تجمد، فهي خطوة نحو تكسير الحواجز الخليجية وتقطع مشواراً كبيراً في بناء علاقات ايجابية بين مواطني دول الخليج العربي.

سفينة شباب الخليج

وبرأي مخالف لسيد عدنان رأت زينب الحلواجي ـ مدرسة لغة فرنسية ـ في مدرسة القلب المقدس ان عملية توحيد العملة وجوازات السفر ليست بعملية ايجابية، كونها ستقضي علي خصوصية كل دولة وقالت: أحب أن تكون لكل دولة كينونتها، فأنا أحب أن أقول أنا بحرينية أكثر من أن أقول أنا خليجية ، وعملية توحيد العملة ستلحق التجار بخسارة لأنها ستقضي علي الفروق في العملة.
وتابعت: أما عن نظرتي لما حققة مجلس التعاون الخليجي فأنا وكوني شابة فأري أنه لابد أن يكون للشباب موقع معترف به من مناقشاتهم، قد يكون المجلس حقق شوطاً لا يستهان به في المشوار السياسي والاقتصادي والاجتماعي… الخ ولكنه لا يزال لا يعطي القضايا الشبابية الحق الذي تستحقه. تضحك وهي تقول: هناك سفينة شباب العالم، فلم لا تكون هناك أخري باسم سفينة شباب الخليج لتكون ملتقي خليجي شبابي، تجمع الشباب وتدفعهم للحوار العقلاني الهدف؟

مشاريع لابد من تفعيلها

لم يحقق مجلس التعاون الخليجي ما يتمناه الخليجيون فعلاً… وأهم ما كان يتطلع إليه من توحيد التعرفة الجمركية وحرية التنقل بين دول مجلس التعاون دون حواجز عبر توحيد جوازات السفر الخليجية، فمنذ متي ونحن نسمع عن هذه المشاريع التي باتت كالأحلام؟! فهي اجتماعات دون أفعال ملموسة .. كلمات بدأت بها الحديث جهينة الشهابي ـ فنية كمبيوتر في مدرسة قرطبة الإعدادية للبنات.
وواصلت: يمكن أن نقول إن المجلس وفي السنوات الأخيرة بدأ يهتم بالشباب، وان كانت الجهود مبعثرة، وكل دولة تطبق المشاريع بشكل منفرد.
والأمر بالمثل بالنسبة للمقررات الدراسية والتي توحدت وان اختلفت في المرحلة الدراسية!.. وتقترح الشهابي أن يكون مركز الموهوبين ملتقي للموهوبين في دول الخليج العربي، ليكون منارة يضرب بها المثل علي مستوي الدول العربية أو حتي العالمية.

اتحاد خليجي شبابي

ويتفق أحمد عنان ـ طالب جامعي مع جهينة الشهابي كون ان المجلس لم يحقق طموح الشباب قائلاً: لم نر شيئاً يذكر علي مستوي الشباب، ونأمل ان يسعي المجلس لتأهيل الكوادر الشبابية للمشاركة السياسية، كونهم رجال المستقبل المعول عليهم رفع لواء الوطن، ولن يتحقق ذلك إلا بالوقفة الصارمة وتوفير مساحة كافية من الحرية لنأخذ نحن الشباب قراراتنا بشكل مستقل، لا أن نكون متفرجين ويأخذ الساسة عن القرارات المحددة لمصير الآلاف من الشباب.
ويتطلع عنان إلي تكوين اتحاد خليجي شبابي يسمح للشباب اتخاذ القرارات بشكل مستقل، وإنشاء تجمعات شبابية خليجية تستثمر الطاقات ليس فقط علي مستوي الألعاب الرياضية وإنما علي جميع الأصعدة والمجالات الحياتية.

استثمار العقول الخليجية

لم يحقق المجلس ما يطمح إليه الشباب، وما نحلم به توحيد القرارات الخليجية الداعمة للشباب مادياً ومعنوياً، فلابد من إعادة النظر في قضية الأجور المتدنية، وزيادة فرص العمل، والدعم المادي للمقبلين من الشباب علي الزواج، وتوحيد الأجور علي مستوي دول الخليج العربي، والقضاء علي الواسطات، لخلق شباب غير اتكالي معتمد علي نفسه، ولابد من استفاضة الدراسة في أي مشروع قبل تطبيقه لتقليص السلبيات الممكنة قدر المستطاع، والأهم من ذلك استثمار العقول الخليجية ودعمها لما هو في مصلحة دول الخليج كافة … كان ذلك رأي جهان بهمن.

مجلس تعاون شبابي

وكغيره من الشباب يري ـ يوسف العليوات ـ عضو جمعية ملتقي الشباب البحريني ان قمة مجلس التعاون الخليجي لم تحقق شيئاً للشباب، وجاء علي لسانه: ننتظر ما تحققه لجنة الشباب التابعة لمؤسسة الشباب والرياضة، قبل أن نتطلع إلي ما سيحققه مجلس التعاون للشباب الخليجي كافة.
وبنظرة تفاؤلية قال العليوات مكملاً نحلم بمجلس تعاون خليجي شباب، يجمع تحت قبته المنظمات والجمعيات الشبابية، ليتوسع بعدها ويشمل الدول العربية، ينظم المؤتمرات وورش العمل لخلق كوادر شبابية قيادية واعية وملمة بالثقافة السياسية.

نطمح للكثير… ولكن!

ليس للشباب موقع في هذه القمة بهذه النظرة قيمت المجلس مهبان جوادي ـ عضوة في ملتقي شباب البحرين وقالت متسائلة: هل سيلتفت مجلس التعاون الخليجي هذه المرة لفئة الشباب؟! فإن طالبنا بالمردود الايجابي للشباب فإننا نطمح للكثير، فليس للشباب موقع في القمم المنعقدة، وبنظرة عامة فالمجلس لابد أن يضع الحروف الأخيرة علي المشاريع التي سمعنا عنها ولم نر منها ما يفعل، كإزالة الحواجز بين دول الخليج وتوحيد العملة وإزالة الضرائب الجمركية.
بعد ذلك يمكننا أن نرفع أصواتنا لتسمع طموحاتنا وأحلامنا الشبابية، كإقرار التجنيد الاجباري للشباب، وخفض سن الانتخاب، وتطوير مستوي التعليم، وحل المشاكل الشبابية علي جميع الأصعدة.
وقال حسين الصباغ ـ عضو في مجلس طلبة جامعة البحرين: هناك عدة إنجازات تحسب في صالح قمة مجلس التعاون الخليجي، وبخاصة علي مستوي توحيد المواقف السياسية، ولكن ورغم مرور أكثر من 20 عاماً علي تأسيس المجلس لم نر خطوات جادة علي المستوي الاقتصادي، ولو بصورة جزئية، كما أخفق في تأسيس تآخي رسمي بالصورة المرجوة لدي شعوب دول الخليج العربي!! وتبقي تجربة المجلس مازالت في بداياتها وتحتاج إلي تحريك عجلة العمل فيها والوثوق بأهميتها ونتاجها المستقبلي.
شعوب المنطقة تهدف إلي وحدة حقيقية تجمعهم بعضهم البعض، كما هي وحدتهم في اللغة والدين والعادات والتقاليد، فنحن عندما نتحدث عن الوحدة لا نعني بالضرورة الوحدة السياسية فقط، فهناك وحدة السوق والعملة والأنظمة العامة، وقوانين العمل الرئيسية ووحدة المواطنة، وهو المشروع الأهم، وينتظره كما أعتقد الجميع، ليكون مجلس التعاون لأبناء المنطقة لا غير.

Catgs
2004-12-18

استطلاع ـ ياسمين خلف: للشباب دائماً نظرة تفاؤلية تختلف عن غيرهم. متمردون بعض الشيء نعم! ولكن يبقي تمردهم نتاج الطموح الل...

إقرأ المزيد »

محامون: القانون ينصف المرأة لكن المجتمع..

كتبت – ياسمين خلف:

خاضت المرأة البحرينية، وبكل جدارة معترك الحياة السياسية، واثبتت لأخيها الرجل انها قادرة علي أن تأخذ مكانها بينه، وأرادت ان تفعل كل ذلك بخطوات أملت أن يكون لها مكان واقعي يحسب لها من بين النساء الخليجيات في المنطقة، الا ان هزالة الدفع والمساندة النسوية خانتها وجعلتها تبتعد عن مواقع اصدار القرار، ولكنها وكما هو جلي مازالت المرأة البحرينية تسهم بشكل أو بآخر في الحياة السياسية، فما اسباب عدم تفعيل حقوق المرأة السياسية؟! وما مدي قصور الدعم المجتمعي في استفادة المرأة من حقوقها السياسية، وما دور المجلس الأعلي للمرأة في دعم تلك الحقوق؟! وما مدي تأثير جائزة الشيخة سبيكة بنت ابراهيم في دعم وتعزيز مكانة المرأة؟! ذلك ما اردنا معرفته من المحاميين ضيفي مدارات هنا.
وباسترسال قال المحامي محمد المطوع: عانت المرأة في العالم الثالث عامة وفي الشرق الاوسط خاصة من مجموعة قوانين كبلتها وحرمتها حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، الا القليل منهن في العقود الأربعة الأخيرة، وبعد انتهاء المد الثوري وتحرر معظم المستعمرات نهج الثوار أبان ثوراتهم وبعدها نهج اشراك المرأة وتقريبها من مراكز صنع القرار، ونهجت الدول الآسيوية ودول أمريكا اللاتينية علي اشراك المرأة في الشأن العام، حتي وصلت في الفلبين الي رئاسة الجمهورية وفي الهند وبنجلاديش وسيلان الي رئاسة الحكومة.
أما الوطن العربي بشكل عام ودول الخليج العربي بشكل خاص فبقيت فيه المرأة بعيدة عن مراكز صنع القرار الي زمن قريب.
وقد تميزت البحرين دون دول الخليج بإشراك المرأة في الشأن العام، ويضرب المطوع مثلاً ويقول: فقد شاركت المرأة البحرينية في الانتخابات البلدية في الخمسينيات الا ان تلك المسيرة لم يكتب لها النجاح، رغم تحقيق شعب البحرين مكسباً هاماً في قيام المجلس التأسيسي، الذي جاء في دستور دولة البحرين، ومن ثم المجلس الوطني دون مشاركة المرأة، الا ان مساحة الحرية ضاقت كثيراً بعد حل البرلمان، وتعليق بعض مواد الدستور واصدار قانون أمن الدولة، واستمر الوضع العام علي سوئه منذ عام 1975 حتي مجيء المشروع الاصلاحي لجلالة الملك والذي بشر به ميثاق العمل الوطني، والذي بدوره مهد لمشاركة المرأة البحرينية في العمل السياسي العام.
وفي الدستور…

وبلغة القوانين قال مكملاً: في البند ه من المادة الأولي، في الباب الأول من دستور البحرين الصادر في عام 2002 المواطنون -رجالاً ونساء- لهم حق المشاركة في الشئون العامة والتمتع بالحقوق السياسية بما فيها حق الانتخاب والترشيح وفقاً لهذا الدستور وبالشروط والأوضاع التي بينها القانون ولا يجوز ان يحرم أحد من المواطنين من حق الانتخاب أو الترشيح الا وفقاً للقانون .
كما نصت المادة 18 من الدستور في الباب الثالث علي ان الناس سواسية في الكرامة الانسانية ويتساوي المواطنون لدي القانون في الحقوق والواجبات العامة ورغم أن الدستور يؤكد علي عدم جواز أن ينال اي قانون من جوهر الحق أو الحرية في الدستور الا ان الكثير من القوانين المتعلقة بالحقوق والحريات نالت من تلك الحقوق في شكلها وجوهرها مثل قانون الحقوق السياسية الصادر بمرسوم رقم 14 لسنة 2002، وقانون السلطة القضائية وقانون المرافعات الجنائية وقانون العقوبات ومقترخ قانون الصحافة وقانون 56 كل هذه القوانين علي سبيل المثال لا الحصر قلصت من مساحة الحرية والحقوق وأوجدت لدينا مجلساً وطنياً يحلو للبعض ان يطلق عليه اسم الظاهرة الصوتية ، أما المرسوم بقانون رقم 14 لسنة 2002 بشأن مباشرة الحقوق السياسية فقد جاء فيه بنص المادة الأولي من الفصل الأول علي يتمتع المواطنون- رجالاً ونساء-، بمباشرة الحقوق السياسية الآتية أ- ابداء الرأي في كل استفتاء يجري طبقاً لأحكام الدستور، ب- انتخاب اعضاء مجلس النواب .
وتؤكد المادة علي ان المواطنين يباشرون تلك الحقوق السياسية بأنفسهم لا عبر جمعياتهم أو احزابهم مما يعني قصر العمل السياسي في اضيق حدوده ويحرم علي المواطنين رجالاً ونساءً تشكيل الأحزاب أو الجمعيات السياسية، كما يحرمهم من تشكيل حكومة الأغلبية الي انتخاب الحكومة في نظم الممالك الدستورية، أما في الشأن البلدي فقد نصت المادة 7 من المرسوم 35 لسنة 2001 من قانون البلديات علي تشترط فيمن يرشح نفسه عضواً بالمجلس البلدي ذكراً كان او أنثي ما يلي: أي ان القانون اعطي المرأة الحق في المشاركة في الانتخابات البلدية.

وظفت المرأة ضد المرأة

ويواصل المطوع كل ما ذكرته آنفاً شكل معوقاً عاماً وفيصلاً لممارسة العمل السياسي، فما ينسحب علي الرجل ينسحب علي المرأة فهما مواطنان متساويان في الحقوق والواجبات، الا ان الاعراف السائدة في المجتمع العربي والاسلامي، بتاريخهما وتراثهما، حال وبشكل قوي دون أن تلعب المرأة دوراً فاعلاً في الحياة العامة، فبرغم وجود نص دستوري وتشريع يعطي الحق للمرأة في المشاركة السياسية، الا ان الأعراق المجتمعية بالاضافة الي فعل بعض التيارات الأصولية الاسلامية المتشددة تجاه حقوق المرأة حالت دون ان تلعب دورها مع أخيها الرجل، وقد برهنت الانتخابات البلدية البرلمانية كيف وظفت التيارات المرأة لخدمة الرجل علي حساب أخته المرأة.
لقد حاولت بعض الجمعيات السياسية الليبرالية دفع المرأة للعمل السياسي من خلال الترشيح الي المجالس البلدية، ومجلس النواب الا ان ضآلة حجم الكتلة الانتخابية لتلك الجمعيات حالت دون وصول أي امرأة، أما الجميعات المحسوبة علي التيار الديني فقد عملت هي الأخري علي اقناع المرأة علي دعم الرجل علي حسابها، وقد ساعد علي ذلك الأساس التربوي والتراثي، انطلاقاً من ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة .
أما المستقبل المنظور، والذي قد يكون صورة من الأمس القريب، فلن يتغير كثيراً، اذ ان الوعي العام في البحرين ينحصر في فئة مثقفة يغلب عليها العنصر الرجولي في العمل السياسي، وبالتالي يتطلب الأمر للتغلب علي هذه المشكلة تفعيل دور المجلس الأعلي للمرأة كجهة رسمية وكرافعة اجتماعية للدفع في الحد الأدني بإقناع القيادة السياسية علي قبول مشروع الكوتا النسوية في البرلمان والمجالس البلدية لدفع المرأة للتصويت لبنت جنسها الي ان ترتقي بالمرأة سياسياً، كما ان منظمات المجتمع المدني وعلي رأسهم الاتحاد النسائي تحت التأسيس يدفع وبشكل ايجابي بتقديم مشروع بقانون لتدريس مادة الحقوق السياسية في المناهج التعليمية للمرحلتين الاعدادية والثانوية والجامعة بجانب مادة حقوق الانسان خصوصاً وان الدولة تطالعنا بين الحين والآخر بنيتها التصديق علي العهدين الدوليين للحقوق وأهمه الحقوق السياسية والاجتماعية.

المرأة تتساوي في الأحكام

أما عن اذا ما كانت هناك قوانين مجحفة في حق المرأة وأخري منصفة قال المطوع : بالتأكيد هناك ولكن ليست في قانون مباشرة الحقوق السياسية او الوظائف العامة، فالمرأة تتساوي مع أخيها الرجل في أحكام هذه القوانين وفي مساحة الحرية الممنوحة، الا ان التقاليد والأعراف تحول دون تولي المرأة بعض الوظائف العامة حتي الآن، وأهمها القضاء رغم وجود عناصر نسوية جيدة تشغل هذا المنصب علي الأقل في القضاء المدني والجنائي، أما القوانين التي تميز بها الرجل علي حساب المرأة فهي الحدود الشرعية وقانون العقوبات الجنائية، مختتماً بإشادته بخطوة المجلس الأعلي للمرأة في وضع جائزة تقديرية لدعم الناشطات في حقوق المرأة، باعتبارها ستحفز بعض النسوة علي الوفاء مؤكداً علي ضرورة ان تكون هناك آلية لمنح الجائزة لمستحقاتها فعلاً.

تلازم التشريعي بالفكري

وبصوت نسوي قالت المحامية وفاء الحلو: منذ أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات وفي عز الفكر والمطالبات الثورية، اقتحمت المرأة البحرينية معترك الحياة السياسية بكل جرأة وثبات، فقد شاركت في المظاهرات والحركات السرية، وكان لتعليم الفتيات البحرينيات وابتعاثهن للدراسة في الخارج أثره الكبير في نضوج التجرية السياسية للمرأة البحرينية، وزيادة طموحها السياسي.
واذا انتقلنا من الماضي الي الحاضر نجد ان الدستور في بعض مواده أكد علي أن للمواطنين -رجالاً ونساء- حق المشاركة في الشئون العامة والتمتع بالحقوق السياسية بما فيها حق الانتخاب والترشيح ولا يجوز ان يحرم أحد المواطنين من حق الانتخاب او الترشيح، الا وفقاً للقانون ، وكذا الأمر بالنسبة للحقوق السياسية.
وبعد الانفتاح السياسي شهدت المملكة حركة تشريعية متطورة، ولكن ليس بالضرورة ان يتلازم التطور التشريعي مع التطور الفكري والاجتماعي السائد في المجتمع.

الاستفادة من التطور التشريعي

وتستدل المحامية الحلو بما حدث في الانتخابات النيابية رغم وجود قوانين تجيز للمرأة المشاركة في الشأن العام، وتقول ان الفكر الذكوري السائد في المجتمع حال دون وصول اي امرأة الي المجلس النيابي، فقد وصل الفكر عند بعض الناخبين الي التصويت لرجل غير كفؤ لكونه ذكراً، وبالمقابل اسقاط المرأة الكفؤة لمجرد انها انثي.
وتقول مكملة: انني علي يقين انه سيأتي اليوم الذي تلعب المرأة فيه دوراً قيادياً علي الصعيد السياسي ولكن لابد للمرأة ان تحدد الذين يريدون تقليص دورها، ومن الأهمية بمكان استغلال التطور التشريعي الذي يعترف بالمرأة انها كاملة الأهلية ومساوية للرجل في جميع الحقوق والواجبات، والأهم من ذلك ان تنظر المرأة الي نفسها بإيجابية كبيرة.
وعودة للقوانين قالت: انشاء المجلس الأعلي للمرأة بأمر أميري رقم 44 لسنة 2001، يختص بناء علي المادة الثالثة منه بما يلي: اقتراح السياسة العامة في مجال التنمية وتطوير المرأة، وإدماجها في برامج التنمية الشاملة، وتفعيل المواد الواردة في ميثاق العمل الوطني، وتقديم الاقتراحات بالتعديلات، أو ابداء الرأي في مشروعات القوانين، وتمثيل المرأة البحرينية في المحافل الدولية وغيرها من الاختصاصات التي تصب في المصلحة العامة للوطن.
فالمجلس جهاز رسمي تترأسه الشيخة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة، ويتبع المجلس لصاحب الجلالة، وهذا يعطي المجلس امكانيات هائلة في التحرك السريع والايجابي في كل ما يخص شئون المرأة في الجانب السياسي او القانوني او الثقافي او غيرها من الجوانب الأخري، والأمل معقود في خروج المجلس الأعلي من البيروقراطية التي تعاني منها الجهات التي تعمل في حقول المرأة، فجميع الامكانيات متاحة أمام المجلس لدعم المرأة البحرينية في كافة المجالات.

Catwomen
2004-12-11

كتبت - ياسمين خلف: خاضت المرأة البحرينية، وبكل جدارة معترك الحياة السياسية، واثبتت لأخيها الرجل انها قادرة علي أن تأخذ م...

إقرأ المزيد »