جسر بين الطفولة والبلوغ

كل خمس دقائق ينهي شاب أو شابة حياته

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:

الآباء يتساءلون.. كيف نتعامل مع هذا التناقض الذي نلحظه علي شخصية أبنائنا؟ تقول احدي الأمهات لا أعراف ما الذي انتاب ابني فهو تارة شديد المرح والضحك وتارة أخري منزويا يفضل الوحدة والانطواء وأخري يستنجد كيف أشاهد إبني ذا الخامسة عشرة علي فهم ما يحدث له؟
وبالمقابل قال أحد الأبناء بكثير من الخجل لا أدري ما الذي يحدث لي؟ وتقول فتاة في السابعة عشرة من عمرها أحب التحدث إلي صديقاتي لفترة طويلة رغم ان ذلك يضايق والدتي ولا أعرف لماذا؟ وكثير من الأبناء يرددون عبارات أكثرها.. أعصب كثيرا ولا أعرف السبب؟ لماذا ماما تكرهني، هل أنا حقا ابنتها؟ لماذا لا أحب التعامل مع والدي؟ أعتقد انه يشك في تصرفاتي..؟!هي الفترة الحرجة.. وأكثرها تشويشا وتخبطا، فهم من يمرون بها لا يتقبلون من حولهم وخاصة أنفسهم وفي الوقت ذاته يسعون للحصول علي المديح والاطراء من قبل أصدقائهم وأقربائهم ويتعطشون لنظرات وكلمات الإعجاب وخاصة من الجنس الآخر.. هي تلك المرحلة التي يكره فيها الفرد ان تطلق عليه اسمها ألا وهي فترة المراهقة..
ففي الوقت الذي وصف فيه الكثيرون بعد وصولهم سن الثلاثين علي انها مرحلة المراهقة أكثر مراحل حياتهم قلقا وضغوطا وتخبطا وتشويشا ويأسا وصفها آخرون علي انها الفترة التي تمتعوا فيها بالحب والدفء العاطفي والاحترام المتبادل بينهم وبين ذويهم.
عائشة الشيخ المحاضرة بقسم العلوم النفسية والاجتماعية بكلية العلوم الصحية واحدي المهتمات بشئون المراهقين شاركتنا وكانت أولي حروفها التي بدأت بها: كثيرون من هم يتوقعون ان المراهق ينتقل من مرحلة الطفولة إلي مرحلة المراهقة فيتطلب منه التصرف بحكمة ونضج بينما لا يزال المراهق شعر ببعض علامات الطفولة والشقاوة وحب المرح المبالغ فيه وعدم الرغبة في تحمل المسئولية إلا ان معظم الأهالي يشددون علي أهمية الانضباط واحترام السلطة.

فأي الطرفين علي حق؟!!

يشتكي الكثير من المراهقين من معاناتهم مع ابائهم ويقولون ان الحياة مستحيلة مع أولياء أمورهم وفي الوقت ذاته يتذمر الآباء من المراهقين ويذكرون ان أولادهم متعبون، عصبيين، وفظيعين جدا وأنهم يطالبونهم بالمستحيل والأهم من ذلك يجب الوضع في الاعتبار ان بعض المراهقين ونتيجة لبعض التغيرات العقلية والهرمونية قد يكونون شديدي الحساسية هذا ما جاء علي لسان عائشة الشيخ والتي أكملت حديثها… مما يجعلهم دائمي الشك في نوايا آبائهم وقد يضخمون اهتمام الآباء ويعتبرونه تجسس وشك في تصرفاتهم مما يشعر المراهق بالاحباط مما يشكل العوائق النفسية والقلق للمراهقين وذويهم.
وفي دراسات وإحصائيات عالمية ومحلية عكست مدي المشاكل التي يواجهها المراهق ومنها تلك الإحصائيات التي عرضها علينا الدكتور علي أحمد البقارة، رئيس لجنة صحة المراهقين بوزارة الصحة والتي تؤكد ان 25% من طلبة المدارس الثانوية يدخنون وتشكل الحوادث 19% من جميع الحوادث في البحرين والغالبية من هذه الحوادث الخطرة في حين ترتفع النسبة إلي 19% بالنسبة للحوادث البسيطة.
أما فيما يتعلق بالصحة النفسية فيعتبر الاستقرار النفسي أحد المقومات الأساسية للمراهق حيث يتعرض للكثير من المشاكل النفسية والاضطرابات نتيجة إلي عدم معرفته وفهمه للتغيرات التي تطرأ علي جسمه من ناحية، والضغوطات الاجتماعية من ناحية أخري فيلجأ المراهق إلي الانتحار عند تزايد الضغوطات عليه وذلك بتأكيد من إحصائيات منظمة الصحة العالمية إذ تثير إلي ان الانتحار ثالث سبب رئيسي للموت المبكر فكل 5 دقائق ينهي شاب أوشابه حياته.

catfeat
2003-02-07

كل خمس دقائق ينهي شاب أو شابة حياته

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:

الآباء يتساءلون.. كيف نتعامل مع هذا التناقض الذي نلحظه علي شخصية أبنائنا؟ تقول احدي الأمهات لا أعراف ما الذي انتاب ابني فهو تارة شديد المرح والضحك وتارة أخري منزويا يفضل الوحدة والانطواء وأخري يستنجد كيف أشاهد إبني ذا الخامسة عشرة علي فهم ما يحدث له؟
وبالمقابل قال أحد الأبناء بكثير من الخجل لا أدري ما الذي يحدث لي؟ وتقول فتاة في السابعة عشرة من عمرها أحب التحدث إلي صديقاتي لفترة طويلة رغم ان ذلك يضايق والدتي ولا أعرف لماذا؟ وكثير من الأبناء يرددون عبارات أكثرها.. أعصب كثيرا ولا أعرف السبب؟ لماذا ماما تكرهني، هل أنا حقا ابنتها؟ لماذا لا أحب التعامل مع والدي؟ أعتقد انه يشك في تصرفاتي..؟!هي الفترة الحرجة.. وأكثرها تشويشا وتخبطا، فهم من يمرون بها لا يتقبلون من حولهم وخاصة أنفسهم وفي الوقت ذاته يسعون للحصول علي المديح والاطراء من قبل أصدقائهم وأقربائهم ويتعطشون لنظرات وكلمات الإعجاب وخاصة من الجنس الآخر.. هي تلك المرحلة التي يكره فيها الفرد ان تطلق عليه اسمها ألا وهي فترة المراهقة..
ففي الوقت الذي وصف فيه الكثيرون بعد وصولهم سن الثلاثين علي انها مرحلة المراهقة أكثر مراحل حياتهم قلقا وضغوطا وتخبطا وتشويشا ويأسا وصفها آخرون علي انها الفترة التي تمتعوا فيها بالحب والدفء العاطفي والاحترام المتبادل بينهم وبين ذويهم.
عائشة الشيخ المحاضرة بقسم العلوم النفسية والاجتماعية بكلية العلوم الصحية واحدي المهتمات بشئون المراهقين شاركتنا وكانت أولي حروفها التي بدأت بها: كثيرون من هم يتوقعون ان المراهق ينتقل من مرحلة الطفولة إلي مرحلة المراهقة فيتطلب منه التصرف بحكمة ونضج بينما لا يزال المراهق شعر ببعض علامات الطفولة والشقاوة وحب المرح المبالغ فيه وعدم الرغبة في تحمل المسئولية إلا ان معظم الأهالي يشددون علي أهمية الانضباط واحترام السلطة.

فأي الطرفين علي حق؟!!

يشتكي الكثير من المراهقين من معاناتهم مع ابائهم ويقولون ان الحياة مستحيلة مع أولياء أمورهم وفي الوقت ذاته يتذمر الآباء من المراهقين ويذكرون ان أولادهم متعبون، عصبيين، وفظيعين جدا وأنهم يطالبونهم بالمستحيل والأهم من ذلك يجب الوضع في الاعتبار ان بعض المراهقين ونتيجة لبعض التغيرات العقلية والهرمونية قد يكونون شديدي الحساسية هذا ما جاء علي لسان عائشة الشيخ والتي أكملت حديثها… مما يجعلهم دائمي الشك في نوايا آبائهم وقد يضخمون اهتمام الآباء ويعتبرونه تجسس وشك في تصرفاتهم مما يشعر المراهق بالاحباط مما يشكل العوائق النفسية والقلق للمراهقين وذويهم.
وفي دراسات وإحصائيات عالمية ومحلية عكست مدي المشاكل التي يواجهها المراهق ومنها تلك الإحصائيات التي عرضها علينا الدكتور علي أحمد البقارة، رئيس لجنة صحة المراهقين بوزارة الصحة والتي تؤكد ان 25% من طلبة المدارس الثانوية يدخنون وتشكل الحوادث 19% من جميع الحوادث في البحرين والغالبية من هذه الحوادث الخطرة في حين ترتفع النسبة إلي 19% بالنسبة للحوادث البسيطة.
أما فيما يتعلق بالصحة النفسية فيعتبر الاستقرار النفسي أحد المقومات الأساسية للمراهق حيث يتعرض للكثير من المشاكل النفسية والاضطرابات نتيجة إلي عدم معرفته وفهمه للتغيرات التي تطرأ علي جسمه من ناحية، والضغوطات الاجتماعية من ناحية أخري فيلجأ المراهق إلي الانتحار عند تزايد الضغوطات عليه وذلك بتأكيد من إحصائيات منظمة الصحة العالمية إذ تثير إلي ان الانتحار ثالث سبب رئيسي للموت المبكر فكل 5 دقائق ينهي شاب أوشابه حياته.

catfeat
2003-02-07

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.