ذهب إلى البوسنة.. فحبس وراء القضبان:»علي«:فلأحاكم في البحرين لا في »كرواتيا«!!

كتبت – ياسمين خلف:
أخي »عبدعلي« لقد استلمنا منك رسالة بشهر مارس،ويالها من رسالة يا أخي، لقد فطرت قلبي الى نصفين، لقد اسودت الدنيا في عيني، ولم استطع اخبار امي بهكذا خبر.. خبر سجنك في البوسنة والهرسك.. تلك كانت كلمات خطتها ام موسى »فاطمة« اخت عبدعلي الزاير، السجين البحريني في كرواتيا، في رسالة بريدية ارادت ارسالها لأخيها في اراضي الغربة، وحصلت الأيام على نسخة منها.
حيث ذكرت فيها العناوين التي يمكن لأخيها ان يراسلهم عليها، وارقام الهواتف التي يمكنه ان يكلمهم عليها،خصوصا بعد ان تبدل بعضها وتغير لتغير محل اقامتهم، وتخبره فيها عن آخر اخبارهم وعن آخر مواليد استقبلتهم العائلة! وتطلب المغفرة من الله »لكذبها« على والدتها، عند سؤالها عنه، لعدم قدرتهاعلى مصارحتها بحقيقة مصير اخيها »عبدعلي« سابقا و»علي« حاليا.
مراهقته هادئة
هناك في مدينة حمد، وفي احد دواراتها الأولى، تسكن أخته – ام موسى – بدت قوية مؤمنة بقضاء الله وقدره، وان تخلل اليأس إلى نفسها من عدم تحرك أي جهة رسمية في قضية أخيها!! ارتسمت ضحكة خجولة على ملامحها السمراء، وكما لو كانت تراه امامها قالت : »كان طيبا وهادئا في طباعه، ومرت سنين مراهقته بلا مشاكل، ولا اذكر ما ازعجنا من تصرفاته غير انه اخذ خلسة مفاتيح السيارة واراد ان يقودها، مسببا حادثا بسيطا لم يتعد اصطدامه بالجدار كغيره من الاولاد في سنه، اما غير ذلك فلم يبدر منه ما يزعجنا، رغم انه كان في داخله »منزعجا« ربما لأن والدي مطلقان وكلا متزوج من آخر، فقد كان يردد دائما بأن لا أب له كغيره من الاولاد! وان كانت علاقتنا »الكلام لا يزال على لسان أم موسى« بوالدي واخواني الغير اشقاء جيدة ولا يشوبها أي شائبة، إلاانه كان يفتقد إلى الحضن الدافئ الذي يستقبله كلما أراد.
تواصل: »كان اسمه عبدعلي احمد عبدعلي محمد الزاير – وكان الوحيد الذي يحمل جوازه خطأ في اسم الجد الثاني »محمد« اذ كان مقيد على انه »حمد«، وقد قدم طلبا لوزارة العدل والشئون الاسلامية لتغيير اسمه من »عبدعلي« الى »علي« وكذلك اسم جده بالمثل، ولم يكمل تعليمه الالزامي، فقد توقف عنها في الصف الثاني ثانوي، وهنا بدأت فصول حياته في التغير.. وما قصدك في ذلك؟! سألناها فأجابت: بدأ يخرج على غير عادة من المنزل مصاحبا بعض الشباب من سنه من غير توجهه الفكري والمذهبي، كما انه اخذ يتردد على إحدى الجمعيات الدينية حتى غير مذهبه وتحول من شيعي الى سني وكان يسافر مع اصدقائه الجدد، إلى ان وصل إلى اراضي البوسنة والهرسك.
وجاء لأمي مخبرا إياها بقراره بالسفر، ورفضت امي لخوف الأم على وليدها من الهلاك في حرب ليست بأرضه الأم، بعيدا عن اهله، ولكنه كان مصرا على قراره! ابلغته امي بأن ثواب الجهاد لا يكون بالقتال فقط، ويمكن الحصول عليه عبر طرق اخرى، وان وجوده مع اسرته وفقده للأب »كالجهاد«، وبأن لا ثواب له في الجهاد وامه غير مباركة له فيه، ولكنه اصر على قراره، مدعيا بأنه لا يستطيع الوقوف كاتفا يديه او ان يتهاون والمسلمون يجاهدون في الله دفاعا عن الدين وحرمته، وبكت امي ولم يرده بكاءها فدعت له بالخير والسلامة.
وبعد سفره لتلك الاراضي تزوج من بوسنية تدعى »انيسة« وانجب منها طفلة اسمياها »عائشة«، وقد ولدت في مستشفى العدان في دولة الكويت الشقيقة، إلا انها تحمل شهادة ميلاد بحرينية، وبعد سفره وعمله هناك »كرواتيا« في التجارة، أخذ يتردد علينا مرة كل عدة اشهر، والتي لم تزد عن الخمسة اشهر، بالاضافة إلى ذلك كان يراسلنا، واخبرنا في إحدى رسائله انه سيزورنا مع زوجته وابنته »عائشة« وكان ذلك عام ٦٩٩١م، إلى ان انقطعت اخباره عام ٧٩٩١ ، ووصلتنا فيها رسالة مفجعة قصمت ظهري وابكت عيني وسهرتني الليالي، حيث أبلغني فيها بأنه حبيس الجدران والقضبان الحديدية في السجن المركزي في »كرواتيا«!

طالب بمحاكمته  في »البحرين«

تسكت برهة وتكمل : »لقد اتهم كما ذكر في رسالته بتهمتين احداها الهجوم مع جماعة على دورية صربية وسلب اسلحتهم، والأخرى التشابك والتصادم مع أمريكي! كما طلب من خلال رسالته من أخي »حسين« تدبير مبلغ ألف دينار تقريبا والذهاب إلى أهل زوجته البوسنية، بمعية »مترجم« للعنوان الذي ذكره عبر رسالته للوصول الى السجن المركزي لاخراجه من قضبانها، وقد وصلتنا الرسالة عن طريق جمعية الهلال الأحمر البحرينية من الصليب الأحمر وذكر انه حكم عليه بالسجن بما يقارب ٦١ عاما، وطلب التعجيل في التحرك لنقل القضية للمحاكم البحرينية للبت فيها ان كان مذنبا، لا ان يحاكم في المحاكم الكرواتية، تقول بدهشة واضحة في عينيها وصوتها : »لم نعرف نحن اهله انه متهم في كونه احد المشاركين في تنظيم القاعدة إلا قبل يومين من خلال وسائل الاعلام؟! ومستهجنة ومتسائلة كيف يكون مشاركا او زعيما في تنظيم القاعدة وقد حكم عليه وسجن في عام ٧٩٩١ ، واحداث ١١ سبتمبر لم تقم بعد؟!
تنظر الى ابنائها من حولها وتقول: لو يعود إلينا اخي »عبدعلي« لما عرفهم، فقد كبروا بعيدا عن عينيه، ناهيك عن عدم علمه بأني رزقني بطفلين جدد، وكما اعلم انه اب لطفلة واحدة، ومن المحتمل انه رزق بولد بعدها، ولكن استبعد ان يكون له ولدين كما ذكرت بعض المصادر الاعلامية عنه.

كذبت عليها مرات

ما حال والدته، وفلذة كبدها بين القضبان في الغربة؟! تنهدت وزفرت قبل ان تنبس بكلماتها لتجيب على سؤالنا : »امي.. لقد تدهور حالتها الصحية كثيرا من بعد فراقه وخضعت لعدد من العمليات الجراحية وابتليت بأمراض عدة وكبرت في السن، وهي لا تعلم بعد التفاصيل الدقيقة لقصة ابنها »علي« فكيف بها لو علمت، فهي وكما ذكرت لها »كذبا« انه ونتيجة لخلاف تشابك بالأيدي مع احدهم وحبس! وذلك بعد سنتين من حبسه، إلا انها تعتقد انه من شهرين فقط.
وتوضح لتقول :» امي دائما تسألني عن اخبار اخي وعن آخر رسائله، وانا ولعدم قدرتي على البوح لها بمكون رسالته الأخيرة، والتي ذكر فيها انه »مسجون«، دائما ما كنت اطمأنها بأنه في حالة صحية جيدة، ويسلم عليها، خوفا من ان يلحق بها مكروه ونخسرها! فهي ام وان فجعت بابنها لن يستمر تنفسها على هذه الحياة لا قدر الله، لدرجة أنها عندما تسألني عنه ألجأ إلى كتابة رسالة »مفتعلة« وامثل عليها بقراءتها »فهي امية« وتصدق المسكينة بأن ابنها هو مرسلها، وفي الحقيقة الامر اني مرسلتها لها! حتى جاءت لي يوما ووجها مسودا وكاتما من اثر الهم الذي اصابها، بعد ان علمت من احد رفاقه السابقين انه مسجون في كرواتيا، فقلت لها مطمأنه و»كاذبة« انه مسجون فقط منذ شهرين بسبب خلاف بسيط مع احد الاجانب وصدقتني في ذلك! على الرغم من مدرور سنتين على حادثة سجنه!
لا نعلم مصير الرسائل الرسمية؟!
وبكلمات مؤمنة بالله واصلت.. ربما كان السجن سبب من الله ليحميه من الحرب والموت، وبنظرات حملت الامل: تحركت على جميع الاصعدة، اتصلت هاتفيا بالجهات والوزارات المعنية، وكذلك فعل اخي الذي راسلهم عبر رسائل رسمية، حتى وصلنا الى مرحلة اليأس من عدم موجود تحرك رسمي مفعل.. ربما وكما ذكرت بعض الجهات ذات العلاقة انها لم تستلم رسائل رسمية، قد يكون صحيحا لتغير مناصب الرؤساء فيها، ولكننا وبالفعل راسلناهم ولكن لا نعلم مصير تلك الرسائل؟؟
وقبل ان نودعها متمنين لها قرة العين برجوع اخيها قالت: اتمنى ان يرجع اخي لتعود الفرحة الى قلب أمي التي صبرت صبر ايوب، ومع ذلك فاننا نحمد الله بدل المرة ألف مرة لعلمنا بأنه حي يرزق ولم يمت كغيره في الحرب البوسنية، وليغفر الله لي لكذبي على أمي وعدم افصاحي لها بحقيقة الحكم الصادر ضد أخي ومدته.

حاولوا الامساك بالخط..

هذا رقم بيتي في البوسنة، مع العلم بأنه صعب جدا الامساك بالخط مع البحرين، ولكن حاولوا بعد ان تطلبوا فتح خط البوسنة، اتصلوا وقولوا نريد »علي« ونحن نتصل من البحرين، ثم اغلقوا السماعة واتصلوا بعد ٠١ دقائق سوف اكون على الخط معكم..«.
بتلك الكلمات التي خطاها »علي« في احد رسائله المرسلة الى اهله، الركيكة في اسلوبها والعميقة في معناها نختتم مقالنا هذا، متمنين تحرك الجهات المعنية ليعود »علي« أو »عبدعلي« كما يحلو له ولهم، الى حضن امه قبل ان تودع الحياة، وفي قلبها غصة على ابنها »ابو عائشة«.

كتبت – ياسمين خلف:
أخي »عبدعلي« لقد استلمنا منك رسالة بشهر مارس،ويالها من رسالة يا أخي، لقد فطرت قلبي الى نصفين، لقد اسودت الدنيا في عيني، ولم استطع اخبار امي بهكذا خبر.. خبر سجنك في البوسنة والهرسك.. تلك كانت كلمات خطتها ام موسى »فاطمة« اخت عبدعلي الزاير، السجين البحريني في كرواتيا، في رسالة بريدية ارادت ارسالها لأخيها في اراضي الغربة، وحصلت الأيام على نسخة منها.
حيث ذكرت فيها العناوين التي يمكن لأخيها ان يراسلهم عليها، وارقام الهواتف التي يمكنه ان يكلمهم عليها،خصوصا بعد ان تبدل بعضها وتغير لتغير محل اقامتهم، وتخبره فيها عن آخر اخبارهم وعن آخر مواليد استقبلتهم العائلة! وتطلب المغفرة من الله »لكذبها« على والدتها، عند سؤالها عنه، لعدم قدرتهاعلى مصارحتها بحقيقة مصير اخيها »عبدعلي« سابقا و»علي« حاليا.
مراهقته هادئة
هناك في مدينة حمد، وفي احد دواراتها الأولى، تسكن أخته – ام موسى – بدت قوية مؤمنة بقضاء الله وقدره، وان تخلل اليأس إلى نفسها من عدم تحرك أي جهة رسمية في قضية أخيها!! ارتسمت ضحكة خجولة على ملامحها السمراء، وكما لو كانت تراه امامها قالت : »كان طيبا وهادئا في طباعه، ومرت سنين مراهقته بلا مشاكل، ولا اذكر ما ازعجنا من تصرفاته غير انه اخذ خلسة مفاتيح السيارة واراد ان يقودها، مسببا حادثا بسيطا لم يتعد اصطدامه بالجدار كغيره من الاولاد في سنه، اما غير ذلك فلم يبدر منه ما يزعجنا، رغم انه كان في داخله »منزعجا« ربما لأن والدي مطلقان وكلا متزوج من آخر، فقد كان يردد دائما بأن لا أب له كغيره من الاولاد! وان كانت علاقتنا »الكلام لا يزال على لسان أم موسى« بوالدي واخواني الغير اشقاء جيدة ولا يشوبها أي شائبة، إلاانه كان يفتقد إلى الحضن الدافئ الذي يستقبله كلما أراد.
تواصل: »كان اسمه عبدعلي احمد عبدعلي محمد الزاير – وكان الوحيد الذي يحمل جوازه خطأ في اسم الجد الثاني »محمد« اذ كان مقيد على انه »حمد«، وقد قدم طلبا لوزارة العدل والشئون الاسلامية لتغيير اسمه من »عبدعلي« الى »علي« وكذلك اسم جده بالمثل، ولم يكمل تعليمه الالزامي، فقد توقف عنها في الصف الثاني ثانوي، وهنا بدأت فصول حياته في التغير.. وما قصدك في ذلك؟! سألناها فأجابت: بدأ يخرج على غير عادة من المنزل مصاحبا بعض الشباب من سنه من غير توجهه الفكري والمذهبي، كما انه اخذ يتردد على إحدى الجمعيات الدينية حتى غير مذهبه وتحول من شيعي الى سني وكان يسافر مع اصدقائه الجدد، إلى ان وصل إلى اراضي البوسنة والهرسك.
وجاء لأمي مخبرا إياها بقراره بالسفر، ورفضت امي لخوف الأم على وليدها من الهلاك في حرب ليست بأرضه الأم، بعيدا عن اهله، ولكنه كان مصرا على قراره! ابلغته امي بأن ثواب الجهاد لا يكون بالقتال فقط، ويمكن الحصول عليه عبر طرق اخرى، وان وجوده مع اسرته وفقده للأب »كالجهاد«، وبأن لا ثواب له في الجهاد وامه غير مباركة له فيه، ولكنه اصر على قراره، مدعيا بأنه لا يستطيع الوقوف كاتفا يديه او ان يتهاون والمسلمون يجاهدون في الله دفاعا عن الدين وحرمته، وبكت امي ولم يرده بكاءها فدعت له بالخير والسلامة.
وبعد سفره لتلك الاراضي تزوج من بوسنية تدعى »انيسة« وانجب منها طفلة اسمياها »عائشة«، وقد ولدت في مستشفى العدان في دولة الكويت الشقيقة، إلا انها تحمل شهادة ميلاد بحرينية، وبعد سفره وعمله هناك »كرواتيا« في التجارة، أخذ يتردد علينا مرة كل عدة اشهر، والتي لم تزد عن الخمسة اشهر، بالاضافة إلى ذلك كان يراسلنا، واخبرنا في إحدى رسائله انه سيزورنا مع زوجته وابنته »عائشة« وكان ذلك عام ٦٩٩١م، إلى ان انقطعت اخباره عام ٧٩٩١ ، ووصلتنا فيها رسالة مفجعة قصمت ظهري وابكت عيني وسهرتني الليالي، حيث أبلغني فيها بأنه حبيس الجدران والقضبان الحديدية في السجن المركزي في »كرواتيا«!

طالب بمحاكمته  في »البحرين«

تسكت برهة وتكمل : »لقد اتهم كما ذكر في رسالته بتهمتين احداها الهجوم مع جماعة على دورية صربية وسلب اسلحتهم، والأخرى التشابك والتصادم مع أمريكي! كما طلب من خلال رسالته من أخي »حسين« تدبير مبلغ ألف دينار تقريبا والذهاب إلى أهل زوجته البوسنية، بمعية »مترجم« للعنوان الذي ذكره عبر رسالته للوصول الى السجن المركزي لاخراجه من قضبانها، وقد وصلتنا الرسالة عن طريق جمعية الهلال الأحمر البحرينية من الصليب الأحمر وذكر انه حكم عليه بالسجن بما يقارب ٦١ عاما، وطلب التعجيل في التحرك لنقل القضية للمحاكم البحرينية للبت فيها ان كان مذنبا، لا ان يحاكم في المحاكم الكرواتية، تقول بدهشة واضحة في عينيها وصوتها : »لم نعرف نحن اهله انه متهم في كونه احد المشاركين في تنظيم القاعدة إلا قبل يومين من خلال وسائل الاعلام؟! ومستهجنة ومتسائلة كيف يكون مشاركا او زعيما في تنظيم القاعدة وقد حكم عليه وسجن في عام ٧٩٩١ ، واحداث ١١ سبتمبر لم تقم بعد؟!
تنظر الى ابنائها من حولها وتقول: لو يعود إلينا اخي »عبدعلي« لما عرفهم، فقد كبروا بعيدا عن عينيه، ناهيك عن عدم علمه بأني رزقني بطفلين جدد، وكما اعلم انه اب لطفلة واحدة، ومن المحتمل انه رزق بولد بعدها، ولكن استبعد ان يكون له ولدين كما ذكرت بعض المصادر الاعلامية عنه.

كذبت عليها مرات

ما حال والدته، وفلذة كبدها بين القضبان في الغربة؟! تنهدت وزفرت قبل ان تنبس بكلماتها لتجيب على سؤالنا : »امي.. لقد تدهور حالتها الصحية كثيرا من بعد فراقه وخضعت لعدد من العمليات الجراحية وابتليت بأمراض عدة وكبرت في السن، وهي لا تعلم بعد التفاصيل الدقيقة لقصة ابنها »علي« فكيف بها لو علمت، فهي وكما ذكرت لها »كذبا« انه ونتيجة لخلاف تشابك بالأيدي مع احدهم وحبس! وذلك بعد سنتين من حبسه، إلا انها تعتقد انه من شهرين فقط.
وتوضح لتقول :» امي دائما تسألني عن اخبار اخي وعن آخر رسائله، وانا ولعدم قدرتي على البوح لها بمكون رسالته الأخيرة، والتي ذكر فيها انه »مسجون«، دائما ما كنت اطمأنها بأنه في حالة صحية جيدة، ويسلم عليها، خوفا من ان يلحق بها مكروه ونخسرها! فهي ام وان فجعت بابنها لن يستمر تنفسها على هذه الحياة لا قدر الله، لدرجة أنها عندما تسألني عنه ألجأ إلى كتابة رسالة »مفتعلة« وامثل عليها بقراءتها »فهي امية« وتصدق المسكينة بأن ابنها هو مرسلها، وفي الحقيقة الامر اني مرسلتها لها! حتى جاءت لي يوما ووجها مسودا وكاتما من اثر الهم الذي اصابها، بعد ان علمت من احد رفاقه السابقين انه مسجون في كرواتيا، فقلت لها مطمأنه و»كاذبة« انه مسجون فقط منذ شهرين بسبب خلاف بسيط مع احد الاجانب وصدقتني في ذلك! على الرغم من مدرور سنتين على حادثة سجنه!
لا نعلم مصير الرسائل الرسمية؟!
وبكلمات مؤمنة بالله واصلت.. ربما كان السجن سبب من الله ليحميه من الحرب والموت، وبنظرات حملت الامل: تحركت على جميع الاصعدة، اتصلت هاتفيا بالجهات والوزارات المعنية، وكذلك فعل اخي الذي راسلهم عبر رسائل رسمية، حتى وصلنا الى مرحلة اليأس من عدم موجود تحرك رسمي مفعل.. ربما وكما ذكرت بعض الجهات ذات العلاقة انها لم تستلم رسائل رسمية، قد يكون صحيحا لتغير مناصب الرؤساء فيها، ولكننا وبالفعل راسلناهم ولكن لا نعلم مصير تلك الرسائل؟؟
وقبل ان نودعها متمنين لها قرة العين برجوع اخيها قالت: اتمنى ان يرجع اخي لتعود الفرحة الى قلب أمي التي صبرت صبر ايوب، ومع ذلك فاننا نحمد الله بدل المرة ألف مرة لعلمنا بأنه حي يرزق ولم يمت كغيره في الحرب البوسنية، وليغفر الله لي لكذبي على أمي وعدم افصاحي لها بحقيقة الحكم الصادر ضد أخي ومدته.

حاولوا الامساك بالخط..

هذا رقم بيتي في البوسنة، مع العلم بأنه صعب جدا الامساك بالخط مع البحرين، ولكن حاولوا بعد ان تطلبوا فتح خط البوسنة، اتصلوا وقولوا نريد »علي« ونحن نتصل من البحرين، ثم اغلقوا السماعة واتصلوا بعد ٠١ دقائق سوف اكون على الخط معكم..«.
بتلك الكلمات التي خطاها »علي« في احد رسائله المرسلة الى اهله، الركيكة في اسلوبها والعميقة في معناها نختتم مقالنا هذا، متمنين تحرك الجهات المعنية ليعود »علي« أو »عبدعلي« كما يحلو له ولهم، الى حضن امه قبل ان تودع الحياة، وفي قلبها غصة على ابنها »ابو عائشة«.

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.