دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس النظامية.. فاطمة الكوهجي: التجربة أثبتت نجاحها ولدينا طلبة سعوديون ومن دول غربية

أجرت الحوار – ياسمين خلف:
يصادف أولياء أمور الأطفال الذين يعانون من اعاقات سمعية أو بصرية أو حركية ممن يعرفون بذوي الاحتياجات الخاصة بعض المشاكل المتعلقة بادماج هؤلاء الأطفال في المدارس النظامية واتاحة الفرصة أمامهم للتعلم أسوة باقرانهم الأصحاء.. وتكمن المشكلة في عدم توفر مدارس كافية لمثل هؤلاء، الي جانب اعتذار المدارس العامة عن عدم تمكنها من استقبال تلك الفئة بسبب حاجتها الي رعاية خاصة ووسائل تعليم غير متوفرة لديها.
(مدرسة حوار الدولية) الواقعة في الرفاع الشرقي هي المدرسة الوحيدة المرخصّة من قبل وزارة التربية والتعليم لدمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين ضمن مناهجها، وقد استطاعت رغم عمرها الزمني القصير والذي لا يتعدي 3 سنوات ان تؤسس لها نظاماً متقدماً لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وان تحظي بسمعة طيبة في المنطقة.
هذا ما أكدت عليه فاطمة عبدالجبار الكوهجي مديرة المدرسة عبر هذا الحوار الخاص مع الأيام.
ف كيف ولدت لديك فكرة إنشاء مدرسة تحتضن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجها مع الأطفال الأسوياء؟!.
غ جاءت الفكرة من الحاجة الي مثل هذه المدارس، لندرتها في مملكتنا رغم أهميتها. فمدرستنا هي الوحيدة المرخصة من قبل وزارة التربية والتعليم بشكل رسمي لدمج الأطفال ممن يعانون من مشاكل في التعليم كبطء التعليم ومشاكل النطق مع الأطفال العاديين. وقد مضي الآن علي افتتاح المدرسة ثلاث سنوات.
ف وهل يشرف علي المدرسة أخصائيون لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة؟!.
غ بالطبع.. فحالياً يتواجد سبعة أخصائيين وأخصائيات بحرينيين وعرب، كما يشرف علي البرنامج الدكتور محمد هويدي – وهو استاذ في كلية الخليج العربي، هذا بالاضافة الي وجود أخصائية نفسية، والتي يختلف دورها عن المشرفة الاجتماعية التي تتواجد في المدارس العادية.
إذ أنها تشخص حالة الطفل منذ دخوله المدرسة لتحدد نوع مشكلته ومدي تناسب حالته مع البرامج التي نوفرها، ونضطر أحياناً الي استبعاد بعض الحالات التي ندرك ان علاجها غير متوفر لدينا.
ف وهل هناك خطة مستقبلية لتوفير برامج أخري تناسب جميع أصحاب الاحتياجات الخاصة؟.
غ لدينا نظرة مستقبلية لتوفير أكبر قدر ممكن من الأخصائيين لمختلف المشاكل التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. إذ أن كل طفل نتعامل معه بحد ذاته – كحالة منفردة، فنضع له برنامجاً خاصاً للوصول الي أهداف معينة تتناسب مع كفاءاته وعمره ومشكلته.
ف ذكرتِ أن الطفل يتم تصنيفه تبعاً لعمره، وهذا يعني أنكم لا تصفونه تبعاً لقدراته لماذا؟.
غ لأننا بهذه الطريقة وهي التي يتم فيها الطفل في فصل مع زملاء له من نفس عمره، سنتمكن من علاج مشاكله السلوكية التي قد تبذر منه، شأنه في ذلك شأن الطفل السوي الذي قد تصدر منه سلوكيات غير محببة، كما أننا نهدف بذلك الي أن يتمكن الطفل من إنشاء علاقات اجتماعية مع أطفال في مثل عمره، وهي ظاهرة صحية للطفل.
ف وهل هناك صفوف معدة لإحتضان هذه الفئة؟!
غ خطتنا هي عدم عزل الأطفال في غرف خاصة بهم. ولكن هناك جداول معدة تمكن الاخصائية من أن تنفرد مع هؤلاء الأطفال في غرف مصادر التعلم، وذلك حتي لا يكون المسمي عاملاً يؤثر علي نفسية الطفل، لإحساسه بأن هناك فرق بينه وبين الأطفال العاديين، ويوجد حالياً 4 غرف مجهزة.
ف وكم من الوقت يحتاج الطفل للتعلم؟!.
غ كلما كان الطفل في سن أصغر كلما تمكنا من علاجه بصورة أسرع، فهناك أطفال وضعوا في البرنامج لسنة أو سنتين بعدها انتظموا في المدارس العادية. ويعتمد ذلك أيضاً علي قدرة الطفل واستعداده لتقبل التعليم. قد يأخذ الطفل الذي يعاني من مشاكل في النطق فترة أطول ولكنه يتمكن من المشكلة وبإمكانه التغلب عليها. فنحن نبدأ مع الطفل خطوة خطوة، إذ نوفر له كتب تناسب قدراته الفعلية، كما أن الامتحانات توضع بما يتناسب مع مهاراته وكفاءاته، وبالمثل بالنسبة الي واجباته، إذ ليس من العدل أن نتوقع منه ما نتوقع من الأطفال العاديين
ف وهل تجدون تفاعلاً مع الطالب؟!
غ كثيراً.. فنحن نلحظ أن الطفل يعبر عن نفسه بطريقة مريحة، لقدرته علي التفاعل مع أقرانه، الذين بدأوا يفهمونه وكذلك مدرسيه، صحيح أنه قد يجد صعوبة في التعامل مع المجتمع الخارجي ولكنه يكسر هذا الحاجز بمجرد دخوله باب المدرسة.
ف إلي أي مدي حققتم نجاحاً في عملية دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين؟!.
غ الحمد لله النجاح ملحوظ والدليل علي ذلك إن صيت المدرسة وسمعتها الطيبة وصلت للدول المجاورة، ولا سيما المملكة العربية السعودية، فهناك عدة حالات دخلت المدرسة وأصبحت اليوم أطفال عاديين في المدارس الحكومية في السعودية، ولازلنا نتابع أخبارهم، ومنهم من فضل البقاء والإقامة في البحرين لتوفير مشقة السفر يومياً، وليتمكن أطفالهم من تلقي علومهم كأقرانهم، كما أن هناك طالبين أمريكيين بدأنا في متابعة دراستهم التي بدأوها في الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع مدرسيهم هناك.
ف وهل هناك عوائق تعترضكم في سبيل وصولكم لأهدافكم؟!.
غ الإمكانات المادية هي أكبر عائق لنا، إذ أن ذلك يمنعنا من توفير البرامج التي نحتاج اليها ضمن خطننا التي تهدف للوصول إليها، صحيح أن المعلمين ذو كفاءة عالية، والكتب تضاهي في مستواها كتب المدارس الكبري، إلاّ أن ما نحتاجه هو الدعم المادي الذي يحد تطورنا كمدرسة.
ف وكم نسبة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالنسبة للأطفال العاديين؟!.
غ سياستنا تحتم علينا ألا تزيد نسبتهم عن 20%، فحالياً يوجد نحو 180 طفل سوي مقابل 31 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك أطفال علي قائمة الانتظار! فنحن لا نستطيع استقبال عدد أكبر لقلة الامكانات.
ف وما الحكمة من عدم ضم عدد أكبر منهم في المدرسة؟!.
غ إذا زاد عدد الأطفال العاديين حتماً سوف يتفوقون علي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة ملفتة، وما نريده هو أن لا يحس الطفل بذلك، وما نحتاجه هو أن يتعلم من الأطفال العاديين، فهناك نحو طفلين الي ثلاثة أطفال في كل صف دراسي، وقد لا يوجد أي منهم في صفوف أخري.
ف هل أثبت الأطفال أنفسهم في مجالات دون غيرها؟! وما هي هذه المجالات؟.
غ أثبت الطفل ذا الاحتياج الخاص نفسه في التربية الرياضية والفنية بشكل ملحوظ، حيث أبدع في الرسم والأشغال اليدوية لوحظ انهم يستفيدون من بقايا الأشياء ويخترعون ويبتكرون ألعاباً يمكن استخدامها.
ف ماذا عن القدرات اللغوية عند هذه الفئة من الطلبة؟.
غ يشارك فئة منهم في التمثيليات، وأبدي بعضهم طلاقة في الكلام، ففي موقف لن أنساه حدث العام الماضي في اليوم العالمي وهو احتفال يعمد فيه الأطفال الي ارتداء ملابس تمثل دول معينة، إذ أنهم يرقصون ويمثلون أمام ذويهم، وكان من بينهم طفل يعاني من مشاكل في النطق، فقامت مدرسة بتلقينه آيات قرآنية فقرأها وأمام الحضور في بداية الحفل!!.
ف وما أهم الأساليب التربوية المستخدمة في التعليم لديكم؟!.
غ تعزيز السلوك من أهم الأساليب، سواء كانت اللفظية منها أو المادية كالملصقات والنجوم، وهذا التعزيز لا ينحصر علي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل يشمل كذلك الأطفال الأسوياء، الذين يتعدل سلوكهم كذلك.
ف وهل تواجهون مشاكل في علاقات الأطفال بعضهم لبعض داخل الفصل الدراسي؟!.
غ الأطفال الأسوياء أخذوا يتعودون علي أقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين قد تصدر منهم سلوكيات عدوانية في بعض الأحيان.
فهم الآن يتصرفون معهم بنضج وحكمة، لدرجة أننا لم نتلق حتي الآن أية شكوي من أي أم تتعلق بخلافات مع الزملاء!.
ف أيعني ذلك إن الطفل السوي أخذ يستفيد من دمجه مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة؟!.
غ بالطبع.. فالطفل العادي ينضج فكرياً وسلوكياً جراء تعامله مع هذه الفئة، لإختلاطه بهم يومياً، كما أنه يكتسب صفة الصبر، بل أنه يتعلم كيف يساعد الغير دون انتظار مقابل! فأصبح العمل التطوعي جزءاً من تكوينه الشخصي، كما أنه يصبح بفعل إحتكاك المباشر بهم حنوناً وعطوفاً.
ف وإلي أي الأسباب تعزين نجاح البرنامج دمج الأطفال ذوي الاحتياج الخاص بالعاديين ؟!.
غ أهم عامل يمكننا أن نعول عليه هو تعاون الأطفال الأسوياء معنا، فالأخصائيين مهما قدموا من خدمات لهم، لن يتمكنوا من حل مشاكلهم اذا كان هناك أطفال يعيرون الطفل أو يستهزؤون به أمام زملائهم!.
ف في حالة معاناته من مشاكل أكاديمية كتلك التي ذكرتم، نحاول قدر الإمكان تعليمه علي الأقل الكتابة والقراءة، وبعدها نعلمه الرياضيات حتي يتمكن من أن يعتمد علي نفسه في المجتمع الذي يخالطه. ونعلمه لغة واحدة اذا استعصي عليه تعمل لغتين.
ف وهل يشارك طفل ذوي الاحتياجات الخاصة بقية الأطفال في الأنشطة التي تقيمها المدرسة؟!.
غبالتأكيد، وكمثال علي ذلك إن من ضمن أنشطة المدرسة يوم الدراجات الهوائية وكان من ضمن الأطفال، طفل مقعد رفض المشاركة في السباق، وعزم علي الغياب في يوم النشاط!.
إلاّ أننا شجعناه علي المشاركة، وقبل! وكان وجوده ضمن الأطفال مثلج للصدر، خصوصاً عندما رأينا الابتسامة مرسومة علي وجهه أثناء اإستلامه للشهادة.
ف توجد ممرضة ملمة بالمشاكل الصحية لكل طفل، ويوجد ملف صحي لكل طفل في المدرسة يضم المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة به..

Catedu
2004-07-16

أجرت الحوار – ياسمين خلف:
يصادف أولياء أمور الأطفال الذين يعانون من اعاقات سمعية أو بصرية أو حركية ممن يعرفون بذوي الاحتياجات الخاصة بعض المشاكل المتعلقة بادماج هؤلاء الأطفال في المدارس النظامية واتاحة الفرصة أمامهم للتعلم أسوة باقرانهم الأصحاء.. وتكمن المشكلة في عدم توفر مدارس كافية لمثل هؤلاء، الي جانب اعتذار المدارس العامة عن عدم تمكنها من استقبال تلك الفئة بسبب حاجتها الي رعاية خاصة ووسائل تعليم غير متوفرة لديها.
(مدرسة حوار الدولية) الواقعة في الرفاع الشرقي هي المدرسة الوحيدة المرخصّة من قبل وزارة التربية والتعليم لدمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين ضمن مناهجها، وقد استطاعت رغم عمرها الزمني القصير والذي لا يتعدي 3 سنوات ان تؤسس لها نظاماً متقدماً لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وان تحظي بسمعة طيبة في المنطقة.
هذا ما أكدت عليه فاطمة عبدالجبار الكوهجي مديرة المدرسة عبر هذا الحوار الخاص مع الأيام.
ف كيف ولدت لديك فكرة إنشاء مدرسة تحتضن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجها مع الأطفال الأسوياء؟!.
غ جاءت الفكرة من الحاجة الي مثل هذه المدارس، لندرتها في مملكتنا رغم أهميتها. فمدرستنا هي الوحيدة المرخصة من قبل وزارة التربية والتعليم بشكل رسمي لدمج الأطفال ممن يعانون من مشاكل في التعليم كبطء التعليم ومشاكل النطق مع الأطفال العاديين. وقد مضي الآن علي افتتاح المدرسة ثلاث سنوات.
ف وهل يشرف علي المدرسة أخصائيون لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة؟!.
غ بالطبع.. فحالياً يتواجد سبعة أخصائيين وأخصائيات بحرينيين وعرب، كما يشرف علي البرنامج الدكتور محمد هويدي – وهو استاذ في كلية الخليج العربي، هذا بالاضافة الي وجود أخصائية نفسية، والتي يختلف دورها عن المشرفة الاجتماعية التي تتواجد في المدارس العادية.
إذ أنها تشخص حالة الطفل منذ دخوله المدرسة لتحدد نوع مشكلته ومدي تناسب حالته مع البرامج التي نوفرها، ونضطر أحياناً الي استبعاد بعض الحالات التي ندرك ان علاجها غير متوفر لدينا.
ف وهل هناك خطة مستقبلية لتوفير برامج أخري تناسب جميع أصحاب الاحتياجات الخاصة؟.
غ لدينا نظرة مستقبلية لتوفير أكبر قدر ممكن من الأخصائيين لمختلف المشاكل التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. إذ أن كل طفل نتعامل معه بحد ذاته – كحالة منفردة، فنضع له برنامجاً خاصاً للوصول الي أهداف معينة تتناسب مع كفاءاته وعمره ومشكلته.
ف ذكرتِ أن الطفل يتم تصنيفه تبعاً لعمره، وهذا يعني أنكم لا تصفونه تبعاً لقدراته لماذا؟.
غ لأننا بهذه الطريقة وهي التي يتم فيها الطفل في فصل مع زملاء له من نفس عمره، سنتمكن من علاج مشاكله السلوكية التي قد تبذر منه، شأنه في ذلك شأن الطفل السوي الذي قد تصدر منه سلوكيات غير محببة، كما أننا نهدف بذلك الي أن يتمكن الطفل من إنشاء علاقات اجتماعية مع أطفال في مثل عمره، وهي ظاهرة صحية للطفل.
ف وهل هناك صفوف معدة لإحتضان هذه الفئة؟!
غ خطتنا هي عدم عزل الأطفال في غرف خاصة بهم. ولكن هناك جداول معدة تمكن الاخصائية من أن تنفرد مع هؤلاء الأطفال في غرف مصادر التعلم، وذلك حتي لا يكون المسمي عاملاً يؤثر علي نفسية الطفل، لإحساسه بأن هناك فرق بينه وبين الأطفال العاديين، ويوجد حالياً 4 غرف مجهزة.
ف وكم من الوقت يحتاج الطفل للتعلم؟!.
غ كلما كان الطفل في سن أصغر كلما تمكنا من علاجه بصورة أسرع، فهناك أطفال وضعوا في البرنامج لسنة أو سنتين بعدها انتظموا في المدارس العادية. ويعتمد ذلك أيضاً علي قدرة الطفل واستعداده لتقبل التعليم. قد يأخذ الطفل الذي يعاني من مشاكل في النطق فترة أطول ولكنه يتمكن من المشكلة وبإمكانه التغلب عليها. فنحن نبدأ مع الطفل خطوة خطوة، إذ نوفر له كتب تناسب قدراته الفعلية، كما أن الامتحانات توضع بما يتناسب مع مهاراته وكفاءاته، وبالمثل بالنسبة الي واجباته، إذ ليس من العدل أن نتوقع منه ما نتوقع من الأطفال العاديين
ف وهل تجدون تفاعلاً مع الطالب؟!
غ كثيراً.. فنحن نلحظ أن الطفل يعبر عن نفسه بطريقة مريحة، لقدرته علي التفاعل مع أقرانه، الذين بدأوا يفهمونه وكذلك مدرسيه، صحيح أنه قد يجد صعوبة في التعامل مع المجتمع الخارجي ولكنه يكسر هذا الحاجز بمجرد دخوله باب المدرسة.
ف إلي أي مدي حققتم نجاحاً في عملية دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين؟!.
غ الحمد لله النجاح ملحوظ والدليل علي ذلك إن صيت المدرسة وسمعتها الطيبة وصلت للدول المجاورة، ولا سيما المملكة العربية السعودية، فهناك عدة حالات دخلت المدرسة وأصبحت اليوم أطفال عاديين في المدارس الحكومية في السعودية، ولازلنا نتابع أخبارهم، ومنهم من فضل البقاء والإقامة في البحرين لتوفير مشقة السفر يومياً، وليتمكن أطفالهم من تلقي علومهم كأقرانهم، كما أن هناك طالبين أمريكيين بدأنا في متابعة دراستهم التي بدأوها في الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع مدرسيهم هناك.
ف وهل هناك عوائق تعترضكم في سبيل وصولكم لأهدافكم؟!.
غ الإمكانات المادية هي أكبر عائق لنا، إذ أن ذلك يمنعنا من توفير البرامج التي نحتاج اليها ضمن خطننا التي تهدف للوصول إليها، صحيح أن المعلمين ذو كفاءة عالية، والكتب تضاهي في مستواها كتب المدارس الكبري، إلاّ أن ما نحتاجه هو الدعم المادي الذي يحد تطورنا كمدرسة.
ف وكم نسبة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالنسبة للأطفال العاديين؟!.
غ سياستنا تحتم علينا ألا تزيد نسبتهم عن 20%، فحالياً يوجد نحو 180 طفل سوي مقابل 31 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك أطفال علي قائمة الانتظار! فنحن لا نستطيع استقبال عدد أكبر لقلة الامكانات.
ف وما الحكمة من عدم ضم عدد أكبر منهم في المدرسة؟!.
غ إذا زاد عدد الأطفال العاديين حتماً سوف يتفوقون علي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة ملفتة، وما نريده هو أن لا يحس الطفل بذلك، وما نحتاجه هو أن يتعلم من الأطفال العاديين، فهناك نحو طفلين الي ثلاثة أطفال في كل صف دراسي، وقد لا يوجد أي منهم في صفوف أخري.
ف هل أثبت الأطفال أنفسهم في مجالات دون غيرها؟! وما هي هذه المجالات؟.
غ أثبت الطفل ذا الاحتياج الخاص نفسه في التربية الرياضية والفنية بشكل ملحوظ، حيث أبدع في الرسم والأشغال اليدوية لوحظ انهم يستفيدون من بقايا الأشياء ويخترعون ويبتكرون ألعاباً يمكن استخدامها.
ف ماذا عن القدرات اللغوية عند هذه الفئة من الطلبة؟.
غ يشارك فئة منهم في التمثيليات، وأبدي بعضهم طلاقة في الكلام، ففي موقف لن أنساه حدث العام الماضي في اليوم العالمي وهو احتفال يعمد فيه الأطفال الي ارتداء ملابس تمثل دول معينة، إذ أنهم يرقصون ويمثلون أمام ذويهم، وكان من بينهم طفل يعاني من مشاكل في النطق، فقامت مدرسة بتلقينه آيات قرآنية فقرأها وأمام الحضور في بداية الحفل!!.
ف وما أهم الأساليب التربوية المستخدمة في التعليم لديكم؟!.
غ تعزيز السلوك من أهم الأساليب، سواء كانت اللفظية منها أو المادية كالملصقات والنجوم، وهذا التعزيز لا ينحصر علي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل يشمل كذلك الأطفال الأسوياء، الذين يتعدل سلوكهم كذلك.
ف وهل تواجهون مشاكل في علاقات الأطفال بعضهم لبعض داخل الفصل الدراسي؟!.
غ الأطفال الأسوياء أخذوا يتعودون علي أقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين قد تصدر منهم سلوكيات عدوانية في بعض الأحيان.
فهم الآن يتصرفون معهم بنضج وحكمة، لدرجة أننا لم نتلق حتي الآن أية شكوي من أي أم تتعلق بخلافات مع الزملاء!.
ف أيعني ذلك إن الطفل السوي أخذ يستفيد من دمجه مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة؟!.
غ بالطبع.. فالطفل العادي ينضج فكرياً وسلوكياً جراء تعامله مع هذه الفئة، لإختلاطه بهم يومياً، كما أنه يكتسب صفة الصبر، بل أنه يتعلم كيف يساعد الغير دون انتظار مقابل! فأصبح العمل التطوعي جزءاً من تكوينه الشخصي، كما أنه يصبح بفعل إحتكاك المباشر بهم حنوناً وعطوفاً.
ف وإلي أي الأسباب تعزين نجاح البرنامج دمج الأطفال ذوي الاحتياج الخاص بالعاديين ؟!.
غ أهم عامل يمكننا أن نعول عليه هو تعاون الأطفال الأسوياء معنا، فالأخصائيين مهما قدموا من خدمات لهم، لن يتمكنوا من حل مشاكلهم اذا كان هناك أطفال يعيرون الطفل أو يستهزؤون به أمام زملائهم!.
ف في حالة معاناته من مشاكل أكاديمية كتلك التي ذكرتم، نحاول قدر الإمكان تعليمه علي الأقل الكتابة والقراءة، وبعدها نعلمه الرياضيات حتي يتمكن من أن يعتمد علي نفسه في المجتمع الذي يخالطه. ونعلمه لغة واحدة اذا استعصي عليه تعمل لغتين.
ف وهل يشارك طفل ذوي الاحتياجات الخاصة بقية الأطفال في الأنشطة التي تقيمها المدرسة؟!.
غبالتأكيد، وكمثال علي ذلك إن من ضمن أنشطة المدرسة يوم الدراجات الهوائية وكان من ضمن الأطفال، طفل مقعد رفض المشاركة في السباق، وعزم علي الغياب في يوم النشاط!.
إلاّ أننا شجعناه علي المشاركة، وقبل! وكان وجوده ضمن الأطفال مثلج للصدر، خصوصاً عندما رأينا الابتسامة مرسومة علي وجهه أثناء اإستلامه للشهادة.
ف توجد ممرضة ملمة بالمشاكل الصحية لكل طفل، ويوجد ملف صحي لكل طفل في المدرسة يضم المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة به..

Catedu
2004-07-16

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.