طبول الحرب تُقرع والمواطنون مستعدون لخدمة الوطن
استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
قبيل البدء بهذا الاستطلاع كنا نعتقد بأن البحرينيين قد أستعدوا بادئ ذي بدء بتخزين المواد الغذائية وإنتهاء بالتجهيزات المنزلية، لكن عبارة جميلة قالها احد المشاركين في هذا التقرير، وهي تمثل حقيقة قناعة كل شعب البحرين، اذ يُعرب عن استعداده، في السطر الاخير من هذا التقرير، لأي مساعدة في حال حاجة الوطن اليها.
وقد يكون استعداد الناس في البحرين لظروف الحرب المتوقعة، ابعدنا الله واياكم من شرورها، يختلف من شخص الي آخر، فهناك من بدأ في الاستعداد والتخزين، وآخرين لم يتحركوا حتي الآن. لكن الحقيقة تكمن بعد هذه السطور والتي تثبت بأن الحرب لم تعد تخوف البحرينيين وإن…!! هذا ما أكدته لنا فاطمة الدلال باعتبارها أول من قالت: لم نستعد للحرب.. ولم نجهز المنزل.. ولم نشتري إي مؤن غذائية.. فالحمد لله كل شيء موجود في السوق، ولا أظن إننا سنكون في مأزق من أمرنا.. تضحك وهي تكمل: صحيح إن الأمر في بالنا، ولكننا لم نتخذ إي خطوات فعلية للاستعداد للحرب !!
لم أشعر بالحرب علي لسان دلال والخوف ليس من تلك الحرب، بل الخوف علي الأطفال، فأنا أم لبنت وولد، وجل خوفي ينصب عليهما، خصوصاً اذا لا قدر الله أطلقت صفارة الانذار وهما في دوامهما المدرسي!! علي الرغم من إن المدارس أخذت كافة الاحتياطات، وقدمت إرشاداتها للأطفال، وان كان بعض المدرسين مخطئين في إرشادهم!! كمدرس ابني الذي قال لطلبته: إذا سمعتم الصفارة شيلو عليه!!! هل هذا كلام مربي فاضل؟!!
صفارة إنذار
للتـــجربة فقــــــط!!
وعن صفارة الإنذار التجريبية قالت: كنت في طريقي للمنزل بعدما أوصلت أبنائي للمعهد عصراً وكنت أقود سيارتي، وما أن سمعت الصفارة أرتبكت ووقعت في حيرة من أمري، هل أأخذ أبنائي من المعهد، أو أواصل طريقي للمنزل؟!
فما كان مني إلا أن أفتح الراديو علي إذاعة منتوكارلو لأتأكد من الوضع في المنطقة، فقد انتابني خوف علي الرغم من علمي الأكيد بأنها صفارة للتجربة فقط!! وعندما سألت أبنائي عن شعورهما عندما سمعا الصفارة أكدوا لي بأنهم لم يسمعوها!! تعود لتقول: الخوف عندي متذبذب يزيد في لحظات خوفاً علي أبنائي، ويقل عندما أقول لنفسي ان الموته واحدة!!، أما أن نموت معاً أو نحيا معاً.. وإن الحكومة والجهات المختصة أخذت كافة احتياطاتها تجنباً لأي نقص في الأغذية.
موتة واحدة!!
وتتفق أم صفاء مع دلال بأن الخوف لم يعتريها علي نفسها، بل علي أبنائها حيث تقول: لم أحس بأي خوف من الحرب علي الرغم من يقيني بأن مخلفات الحرب كثيرة، وعلي جميع الأصعدة، والتي تدفع الدولة وبلا شك للخلف، إلا أنني لم يختلجني أدني خوف، ما عدا خوفي علي أبنائي..، ورغم كل ذلك لم أعدّ المنزل لمواجهة مثل هذه الظروف، ولم أشتري أي مواد غذائية إضافية، فالميته واحدة.. فإذا كتب لنا الموت سنموت حتي لو أغلقنا علينا الأبواب والنوافذ، أعرف أنها فترة عصيبة، وقد أفقد الصواب في التصرف السليم حين سأسمع الصفارة الأكيدة والحقيقية، إلا أننا لم نجهز أنفسنا لتلك الصفارة المعلنة عن بداية خطر حقيقي، تعلق بقولها: علي فكرة لم نسمع تلك الصفارة التجريبية، ولست أنا الوحيدة التي لم أسمعها، بل جميع معارفي وأصدقائي لم يسمعوها!!
سألجأ لأقرب
مكان محكم
الحرب ليست بالأمر الجديد.. فقد مررنا بنفس التجربة ونحن صغار أثناء حرب الخليج.. وأصبح الأمر شبه عادي، لذا لم نتدافع علي شراء المواد الغذائية ولم نحكم المنزل.. ذلك ما بدأ به حسين علي إبراهيم مكملاً: إذا أطلقت صفارة الانذار سوف ألجأ الي أقرب مكان محكم وسأهاتف أهلي لطمأنّوا عليّ وأطمأنّ عليهم.
وقدم حسين شكره للملك لقيادته مؤتمر القمة في شرم الشيخ، وحكمته في إدارة المؤتمر، كما ويتمني أن تتجنب المنطقة آثار الحرب والتي وكما قال ستكون وخيمة ، وأن تحل قضية فلسطين كما ستحل إن شاء الله قضية العراق…
لم يحن
الوقت بعد
نعم.. لم يحن الوقت بعد لنستعد تلك أول الحروف التي نطق بها محمد جلال عيسي مكملاً: ولا ينتابني أي خوف من الحرب المحتملة الحدوث.. وكافة الأوضاع لدينا في المنزل طبيعية وهادئة، فلم نشتري مواد غذائية تزيد عن حاجتنا اليومية ولم نحكم إغلاق النوافذ.. وعن صفارة الانذار التجريبية قال وهو يضحك: كان صوتها ناعماً جداً ولم نسمعها ولكن اذا حدث وأن أطلقت بالفعل سوف أفتح جهاز الراديو وأتّبع كافة احتياطات السلامة التي سيقولها المذيع.
ويقترح محمد وضع خط ساخن في المدارس ليطمأن أولياء الأمور علي أبنائهم أثناء وجود أي خطر، خصوصاً ان الأطفال لن يبرحوا مدارسهم لو أطلقت تلك الصفارة، والأمر بالمثل في الملاجئ العامة، علي أن يكون هناك بث مباشر للأوضاع الداخلية ليطمئن الأهالي علي ذويهم، اذ ما كانوا خارج منازلهم.
الأطفال والنساء
وكبـــار الســـــــــــــــن
لديّ أربعة أطفال في مدارس مختلفة، اثنان منهم في الحد واثنان منهم في المحرق وذلك ما يشغل بالي ويثير في نفسي الخوف.. وان كانت المدارس قد أخذت كافة احتياطاتها وتجهيزاتها، وأمرت كذلك طلبتها بأخذ احتياطاتهم من فوط وطعام وماء، ووزعت عليهم بطاقات خاصة بها معلومات شخصية لكل منهم، إلا أن الخوف عليهم لا يبارحني.. ذلك ما أستهلت به حديثها منيرة علي أحمد مكملة: أنا لست خائفة علي نفسي، وإنما علي أبنائي، ومع ذلك لم أشتري مواد غذائية للتخزين، ولم أجهز منزلي لمواجهة أي خطر محتم الحدوث، وعن الصفارة التجريبية قالت كنت أنتظرها بعدما علمت أنها ستطلق عند الساعة الرابعة عصراً ولم أسمعها !! وتقول بحزن: أتعلمون ما الذي يحز في نفسي ويشغل تفكيري؟! الأطفال وكبار السن والنساء في العراق ما ذنبهم؟! هل كتب عليهم دفع ثمن عمل لم يرتكبوه؟!!
مستعد لأي
خدمة للوطن
سيد مرتضي محمد الكوهجي شاركنا الحديث حيث قال: أعمل في شركة ألمنيوم البحرين – ألبا – وقد أخذت الشركة كافة احتياطات السلامة، ووزعت علي موظفيها الأقنعة الواقية من الكيماوي.. وعن تجهيزات المنزل قال: لم نحتط في المنزل.. اذا إقتربت ساعة الحرب سوف نجهز ما نحتاجه، أما الآن فالوقت مبكر جداً علي تلك الاستعدادات، صحيح أنني أشتريت بطاريات وأشرطة لاصقة، ولكني لم أضعها علي نوافذ منزلي، فالأمر بيد الله سبحانه وتعالي.
الكوهجي هو الآخر لم يسمع صفارة الانذار، ويؤكد علي أنه مستعد لأي مساعدة في حال حاجة الوطن لها.
catfeat
2003-3-15
طبول الحرب تُقرع والمواطنون مستعدون لخدمة الوطن
استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
قبيل البدء بهذا الاستطلاع كنا نعتقد بأن البحرينيين قد أستعدوا بادئ ذي بدء بتخزين المواد الغذائية وإنتهاء بالتجهيزات المنزلية، لكن عبارة جميلة قالها احد المشاركين في هذا التقرير، وهي تمثل حقيقة قناعة كل شعب البحرين، اذ يُعرب عن استعداده، في السطر الاخير من هذا التقرير، لأي مساعدة في حال حاجة الوطن اليها.
وقد يكون استعداد الناس في البحرين لظروف الحرب المتوقعة، ابعدنا الله واياكم من شرورها، يختلف من شخص الي آخر، فهناك من بدأ في الاستعداد والتخزين، وآخرين لم يتحركوا حتي الآن. لكن الحقيقة تكمن بعد هذه السطور والتي تثبت بأن الحرب لم تعد تخوف البحرينيين وإن…!! هذا ما أكدته لنا فاطمة الدلال باعتبارها أول من قالت: لم نستعد للحرب.. ولم نجهز المنزل.. ولم نشتري إي مؤن غذائية.. فالحمد لله كل شيء موجود في السوق، ولا أظن إننا سنكون في مأزق من أمرنا.. تضحك وهي تكمل: صحيح إن الأمر في بالنا، ولكننا لم نتخذ إي خطوات فعلية للاستعداد للحرب !!
لم أشعر بالحرب علي لسان دلال والخوف ليس من تلك الحرب، بل الخوف علي الأطفال، فأنا أم لبنت وولد، وجل خوفي ينصب عليهما، خصوصاً اذا لا قدر الله أطلقت صفارة الانذار وهما في دوامهما المدرسي!! علي الرغم من إن المدارس أخذت كافة الاحتياطات، وقدمت إرشاداتها للأطفال، وان كان بعض المدرسين مخطئين في إرشادهم!! كمدرس ابني الذي قال لطلبته: إذا سمعتم الصفارة شيلو عليه!!! هل هذا كلام مربي فاضل؟!!
صفارة إنذار
للتـــجربة فقــــــط!!
وعن صفارة الإنذار التجريبية قالت: كنت في طريقي للمنزل بعدما أوصلت أبنائي للمعهد عصراً وكنت أقود سيارتي، وما أن سمعت الصفارة أرتبكت ووقعت في حيرة من أمري، هل أأخذ أبنائي من المعهد، أو أواصل طريقي للمنزل؟!
فما كان مني إلا أن أفتح الراديو علي إذاعة منتوكارلو لأتأكد من الوضع في المنطقة، فقد انتابني خوف علي الرغم من علمي الأكيد بأنها صفارة للتجربة فقط!! وعندما سألت أبنائي عن شعورهما عندما سمعا الصفارة أكدوا لي بأنهم لم يسمعوها!! تعود لتقول: الخوف عندي متذبذب يزيد في لحظات خوفاً علي أبنائي، ويقل عندما أقول لنفسي ان الموته واحدة!!، أما أن نموت معاً أو نحيا معاً.. وإن الحكومة والجهات المختصة أخذت كافة احتياطاتها تجنباً لأي نقص في الأغذية.
موتة واحدة!!
وتتفق أم صفاء مع دلال بأن الخوف لم يعتريها علي نفسها، بل علي أبنائها حيث تقول: لم أحس بأي خوف من الحرب علي الرغم من يقيني بأن مخلفات الحرب كثيرة، وعلي جميع الأصعدة، والتي تدفع الدولة وبلا شك للخلف، إلا أنني لم يختلجني أدني خوف، ما عدا خوفي علي أبنائي..، ورغم كل ذلك لم أعدّ المنزل لمواجهة مثل هذه الظروف، ولم أشتري أي مواد غذائية إضافية، فالميته واحدة.. فإذا كتب لنا الموت سنموت حتي لو أغلقنا علينا الأبواب والنوافذ، أعرف أنها فترة عصيبة، وقد أفقد الصواب في التصرف السليم حين سأسمع الصفارة الأكيدة والحقيقية، إلا أننا لم نجهز أنفسنا لتلك الصفارة المعلنة عن بداية خطر حقيقي، تعلق بقولها: علي فكرة لم نسمع تلك الصفارة التجريبية، ولست أنا الوحيدة التي لم أسمعها، بل جميع معارفي وأصدقائي لم يسمعوها!!
سألجأ لأقرب
مكان محكم
الحرب ليست بالأمر الجديد.. فقد مررنا بنفس التجربة ونحن صغار أثناء حرب الخليج.. وأصبح الأمر شبه عادي، لذا لم نتدافع علي شراء المواد الغذائية ولم نحكم المنزل.. ذلك ما بدأ به حسين علي إبراهيم مكملاً: إذا أطلقت صفارة الانذار سوف ألجأ الي أقرب مكان محكم وسأهاتف أهلي لطمأنّوا عليّ وأطمأنّ عليهم.
وقدم حسين شكره للملك لقيادته مؤتمر القمة في شرم الشيخ، وحكمته في إدارة المؤتمر، كما ويتمني أن تتجنب المنطقة آثار الحرب والتي وكما قال ستكون وخيمة ، وأن تحل قضية فلسطين كما ستحل إن شاء الله قضية العراق…
لم يحن
الوقت بعد
نعم.. لم يحن الوقت بعد لنستعد تلك أول الحروف التي نطق بها محمد جلال عيسي مكملاً: ولا ينتابني أي خوف من الحرب المحتملة الحدوث.. وكافة الأوضاع لدينا في المنزل طبيعية وهادئة، فلم نشتري مواد غذائية تزيد عن حاجتنا اليومية ولم نحكم إغلاق النوافذ.. وعن صفارة الانذار التجريبية قال وهو يضحك: كان صوتها ناعماً جداً ولم نسمعها ولكن اذا حدث وأن أطلقت بالفعل سوف أفتح جهاز الراديو وأتّبع كافة احتياطات السلامة التي سيقولها المذيع.
ويقترح محمد وضع خط ساخن في المدارس ليطمأن أولياء الأمور علي أبنائهم أثناء وجود أي خطر، خصوصاً ان الأطفال لن يبرحوا مدارسهم لو أطلقت تلك الصفارة، والأمر بالمثل في الملاجئ العامة، علي أن يكون هناك بث مباشر للأوضاع الداخلية ليطمئن الأهالي علي ذويهم، اذ ما كانوا خارج منازلهم.
الأطفال والنساء
وكبـــار الســـــــــــــــن
لديّ أربعة أطفال في مدارس مختلفة، اثنان منهم في الحد واثنان منهم في المحرق وذلك ما يشغل بالي ويثير في نفسي الخوف.. وان كانت المدارس قد أخذت كافة احتياطاتها وتجهيزاتها، وأمرت كذلك طلبتها بأخذ احتياطاتهم من فوط وطعام وماء، ووزعت عليهم بطاقات خاصة بها معلومات شخصية لكل منهم، إلا أن الخوف عليهم لا يبارحني.. ذلك ما أستهلت به حديثها منيرة علي أحمد مكملة: أنا لست خائفة علي نفسي، وإنما علي أبنائي، ومع ذلك لم أشتري مواد غذائية للتخزين، ولم أجهز منزلي لمواجهة أي خطر محتم الحدوث، وعن الصفارة التجريبية قالت كنت أنتظرها بعدما علمت أنها ستطلق عند الساعة الرابعة عصراً ولم أسمعها !! وتقول بحزن: أتعلمون ما الذي يحز في نفسي ويشغل تفكيري؟! الأطفال وكبار السن والنساء في العراق ما ذنبهم؟! هل كتب عليهم دفع ثمن عمل لم يرتكبوه؟!!
مستعد لأي
خدمة للوطن
سيد مرتضي محمد الكوهجي شاركنا الحديث حيث قال: أعمل في شركة ألمنيوم البحرين – ألبا – وقد أخذت الشركة كافة احتياطات السلامة، ووزعت علي موظفيها الأقنعة الواقية من الكيماوي.. وعن تجهيزات المنزل قال: لم نحتط في المنزل.. اذا إقتربت ساعة الحرب سوف نجهز ما نحتاجه، أما الآن فالوقت مبكر جداً علي تلك الاستعدادات، صحيح أنني أشتريت بطاريات وأشرطة لاصقة، ولكني لم أضعها علي نوافذ منزلي، فالأمر بيد الله سبحانه وتعالي.
الكوهجي هو الآخر لم يسمع صفارة الانذار، ويؤكد علي أنه مستعد لأي مساعدة في حال حاجة الوطن لها.
catfeat
2003-3-15
أحدث التعليقات