ضحاياه أبرياء.. ولادخل لهم بالسياسة: 11 سبتمبر أساء للإسلام والمسلمين

استطلاع – ياسمين خلف:

صدم الملايين في اقطاب العالم في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، من خبر لم يكن يخطر علي بالهم.. خبر قصف مبنيي التوأمين لمركز التجارة، وتسمر الملايين امام شاشة التلفزيون، ولجأ البعض الي وسائل الاعلام الاخري بغية متابعة آخر تطورات الحدث ومعرفة المتسببين فيه.
والي اليوم لازالت تداعيات ذلك الحدث تلقي بظلالها علي العالم العربي، الذي لايزال يئن مما تسببه البعض.. سطرت تلك الاحداث في كتب التاريخ ولاشك، ولكن لذاكرة الناس سطور، حاولنا في هذا الاستطلاع معرفة ما اختزنته ذاكرتهم من ثلاث سنوات، وما هي آثار تلك الاحداث علي العالم العربي باعتقادهم فكانت آراؤهم هي استطلاعنا هذا، فالي سطوره..

أمريكا.. ومدينة الاشباح

كان يوما لاينسي، فقد كان موعد سفري للولايات المتحدة الامريكية، وبالتحديد لاداء وتقديم امتحان الزمالة في العلاج الطبيعي .. بتلك الحروف اعاد رئيس جمعية العلاج الطبيعي الدكتور غازي سرحان ذكرياته مع مرور ثلاث سنوات علي حادثة 11 سبتمبر، وقال مواصلا: كان موعد تقديم الامتحان في الخامس عشر من الشهر ذاته، وكان حجزي للسفر في الحادي عشر، ولما تلقينا خبر الحادث اصبت بصدمة كبيرة، خصوصا ان مستقبلي كان علي كفي عفريت فان لم اقدم الامتحان في موعده، سيؤجل الي السنة التي تليها، حاولت الاتصال بالمسئولين عن الامتحان هناك، وكانت الاتصالات صعبة جدا، الي ان تمكنت من مهاتفتهم، حاولت اقناعهم بتأخير وتأجيل الامتحان، الا انهم لم يقتنعوا، واعطوني مهلة حتي الحادي والعشرين من الشهر ذاته كحد اقصي لتقديم الامتحان.
يسكت برهة ويكمل: كما حاولت ان يكون الامتحان في ولاية اخري، فالامتحان كان عبر الكمبيوتر وفي نهاية المطاف سمحوا لي بتقديمه في ولاية بوسطن، ومع انتهائي من تلك المفاوضات، بدأت في مفاوضات اخري ومن نوع آخر مع عائلتي التي رفضت سفري ولكني اصريت علي موقفي وقررت السفر وتقديم الامتحان، وسافرت في العشرين من شهر سبتمبر ووصلت امريكا عند الساعة الثانية ظهرا وقدمت الامتحان عند الساعة السابعة مساء.
يقول الدكتور السرحان واصفا حال امريكا في تلك الايام: كانت كالمدينة النائمة او بالاحري مدينة للاشباح، وما ان تطأ قدم المسافر اليها حتي يحاصر بالاسئلة كما لو كان المرء في تحقيق كما ان الشرطة والكلاب البوليسية في كل زاوية، ولله الحمد كنت املك الفيزا قبل الاحداث، فعندما وصلت امريكا قدمت لهم جميع اوراقي الثبوتية، حتي موعد الامتحان ومكانه، وكنت وقتها قد خططت للسكن في فندق بالقرب من مسكني السابق ايام الدراسة هناك، ولكن احدي الدكاترة رفضت، وعرضت عليّ السكن معها، لسوء الاوضاع وعدم استقرارها او حتي امنها.
يواصل: قدمت الامتحان وبشكل جيد علي الرغم من سوء حالتي النفسية، وحاولت حجز موعد سفري للرجوع لارضي ووطني بعده بيوم، ورجعت بالفعل في اليوم الثالث. يضحك كما لو استرجع ذكريات باتت مضحكة فقال: كان لي احد الاصدقاء الدبلوماسيين في مدينة نيويورك، وقد حاولت الاتصال به بغية زيارته، ولما كلمته ترجاني اشد الرجاء بعدم المخاطرة والسفر اليه حتي لا اتعرض لمشاكل انا في غني عنها، خصوصا ان اي شخص من الشرق الاوسط تتم مساءلته وتفتيشه بصورة دقيقة.. اما عن اصدقائي الامريكيين فقد كانت اسئلتهم كثيرة بعد الحادث، وتمحورت اكثرها حول الاسلام، وحول حقوق المرأة. وعن ابن لادن، وكانت مشاعر الحزن والغضب ممتزجة مع الاستياء العام.

أثر الحادث علي العرب أكبر

امريكا دمرت نفسها بنفسها في ذلك اليوم، فالحفرة التي ظلت تحفر فيها وقعت في هوتها السحيقة، ومع كل ما يحيطها من هالة فانني اعتقد ان امريكا تفتقد للسياسة الحكيمة، والحكماء فيها يمشون علي قاعدة فرق تسد .. بهذه الكلمات بدأت الحديث رباب الملا ناشطة اجتماعية ، وواصلت بقولها: لا انكر اننا جميعا تأثرنا من الحادث وتأسفنا عليه، فتأثير تلك الاحداث علي الدول العربية اكبر من تأثيرها علي امريكا نفسها، والتي بدأت تزحف شيئا فشيئا علي العالم العربي تلتهمه وتقضي عليه.
وبانفعال واصلت: انظروا للكم الهائل من الحروب والاختطافات التي حدثت بعيد الحادي عشر من سبتمبر بل ان الحرب التكنولوجية والمتنقبة بوشاح التطور اثرها اعمق علي شبابنا الذي اخذ يدمر نفسه بها، فالدمار الذي لحق بالبرجين لايضاهي الدمار الذي لحق وسيلحق بالدول العربية.
واضافت الملا بقولها: الذكري بقدر ما هي مؤلمة الا انها تجدد فينا روح المساواة والتعاون والتكاتف ضد الدمار وضد التأثر بالغرب وامريكا بالذات التي تسعي بكل ما اوتيت من قوة لتفريق شمل العرب والمسلمين.

حادث مأساوي ولكن..؟!

ليلي المدني – عضو مجلس ادارة في الاتحاد البحريني للريشة الطائرة والاسكواش تصف الحادث بأنه مأساوي لما خلفه من ضحايا ابرياء من اطفال ونساء وشيوخ واناس لا دخل لهم في السياسة، وجاء علي لسانها: بغض النظر عن كون امريكا دولة ممولة لاسرائيل الا ان الحادث افجع قلوب الكثيرين وتساءلت المدني الشيء المحير هو كيف اخترق هؤلاء الدفاع الامريكي، وان كان العرب وراءه كما يزعمون فان ذلك شهادة قوية في صالحهم، لقدرتهم علي اختراق ذلك الدفاع.
بصراحة لم اتابع الاحداث اول بأول فليس لي اهتمام سياسي الكلام لايزال علي لسان – ليلي المدني ولكن مالمسته هو تأثر العرب وبخاصة المقيمين هناك او الطلبة، فمثلا صديقتي والتي تدرس في بريطانيا تأثرت كثيرا، اذ تغيرت معاملة الاجانب لها، وخاصة انها محجبة كما ان امر الحصول علي الفيزا بات صعبا، وليس بالسهولة التي كان الحصول عليها سابقا. وبالمجمل العرب هم من يتأثر عادة بتلك الاحداث وان كانت عالمية.

مع أو ضد أمريكا؟!

ومن جانبه رأي علي العسبول – موظف ان ما جري ما هو الا نتيجة سياسة بوش غير الصحيحة وغير المدروسة وقال: ذكري حادثة 11 سبتمبر ذكري انسانية مؤلمة لما آلت اليه من فقد ارواح بريئة، وكان من المفترض عقد جلسة تحليلية لاقطاب العالم للوقوف علي الاسباب الحقيقية بغض النظر عن تيار او اتجاه البعض، فما حدث كان صدمة كبيرة للعالم اجمع، بل هو ردة فعل عكسية لانتهاك امريكا لحقوق الانسان والغطرسة التي اعتادت عليها. وتمثيلها المستمر لكونها الحاكم الدولي علي الدول المختلفة، وما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
اما عن انعكاسات وآثار هذه الحادثة علي العرب فقال: امريكا بعد هذه الحادثة قسمت العالم الي قسمين مع او ضد امريكا، وليس كما كانت بين مع او ضد الحرية، وذلك المنطق وبلاشك خاطئ وسيسقط ظلاله علي الدول العربية بشكل مؤسف، وما نتمناه فعلا كشعب عربي هو عدم انصياع الحكومات العربية لاتجاهات وافكار امريكا، وان لا تسمح لها بالتدخل في شئونها الداخلية، ولا ان تكون لها تابعة باسم العلاقات الدولية.

فترة عصيبة بكل معني الكلمة

ما ان سمعت الخبر بالحادث حتي اصبت بتوتر بالغ وتسلل الرعب في قلبي، وكلما سمعت الهاتف يرن حتي توارد علي خاطري ان هناك خبرا مفجعا في انتظاري ، بهذه الانطلاقة المؤثرة شاركتنا مني فخراوي – سكرتيرة تنفيذية – الحديث، واخذت تواصل بقولها: كل ذلك اصبت به لان ابناء عمي وابنة عمي مقيمون في نيويورك ولم تهدأ نفسيتي الا بعد ان اطمأننت عليهم، كانت فترة عصبية خصوصا اننا حاولنا الاتصال بهم عدة مرات دون جدوي فالاتصالات كانت تلك الفترة صعبة جدا، فقد كانت فترة عصيبة بكل معني الكلمة. فلا طعم للنوم الذي كانت فيه عيوننا تغفو، فالاحلام المزعجة والكوابيس حاصرتنا من كل حدب وصوب.
وبعد ان تأكدنا نحن اهلهم بأنهم بخير هدأت اعصابنا.. وبعد تنهيدة واصلت.. ولكن معاملة الغرب للعرب بعدها تغيرت وتأزمت العلاقة بينهما. بل ان تأثير هذه الاحداث طال العديد من القطاعات وبخاصة قطاع التجارة والاقتصاد، فانا في تلك السنة كنت اعمل في شركة للسياحة، ولحظت مدي التأثير الذي طال الحجوزات، بل ان مشاريع كثيرة ألغيت واجلت بعضها. ولم يتوقف الامر علي ذلك فحسب بل ان الكثير من العمال تضرروا وسرحوا من الاعمال، كل ذلك في جهة وارتفاع الاسعار من جهة اخري.

العنف لا يولد الا بالعنف

وارجع عباس عبدالله السراج – تاجر مجوهرات – سبب هذه الاحداث الي التربية والتعليم والفهم الخاطئ لتعاليم الدين والاسلام وقال في ذلك: 11 سبتمبر ذكري أليمة تحز في نفس كل فرد في العالم، والاكثر ألماً في النفس ان هناك فئة تدعي الاخذ بتعاليم الاسلام السمح وهي تذبح وتقتل الابرياء بغير حق وكل ذلك ناتج عن التعليم الخاطئ للاطفال.
فمن يخالفهم الرأي اعتبروه كافرا، ومن لا يسير معهم في معتقداتهم ودينهم اعتبروه ملحدا، فلا بد من تعليم الاطفال علي حرية الدين والمعتقد، والتسامح مع الغير، فالله في محكم كتابه يقول: انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهي آية صريحة تدعو الي السلم مع الغير وعدم اتباع العنف الذي لا يولد الا العنف.
ويواصل السراج بقوله: تأثير تلك الاحداث علي الدول العربية كان كبيرا، وبخاصة فيما يتعلق بالتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، بل وفي اهم قراراتها، اما علي صعيد الافراد، فقد تأثرت شريحة الطلبة الدارسين في الخارج اكثر من غيرهم من معاملة الغرب التي تغيرت كثيرا بحسب شهادات الكثيرين منهم، وبالمختصر المفيد الحدث اساء الي الاسلام والمسلمين.

Catpoli
2004-09-11

استطلاع – ياسمين خلف:

صدم الملايين في اقطاب العالم في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، من خبر لم يكن يخطر علي بالهم.. خبر قصف مبنيي التوأمين لمركز التجارة، وتسمر الملايين امام شاشة التلفزيون، ولجأ البعض الي وسائل الاعلام الاخري بغية متابعة آخر تطورات الحدث ومعرفة المتسببين فيه.
والي اليوم لازالت تداعيات ذلك الحدث تلقي بظلالها علي العالم العربي، الذي لايزال يئن مما تسببه البعض.. سطرت تلك الاحداث في كتب التاريخ ولاشك، ولكن لذاكرة الناس سطور، حاولنا في هذا الاستطلاع معرفة ما اختزنته ذاكرتهم من ثلاث سنوات، وما هي آثار تلك الاحداث علي العالم العربي باعتقادهم فكانت آراؤهم هي استطلاعنا هذا، فالي سطوره..

أمريكا.. ومدينة الاشباح

كان يوما لاينسي، فقد كان موعد سفري للولايات المتحدة الامريكية، وبالتحديد لاداء وتقديم امتحان الزمالة في العلاج الطبيعي .. بتلك الحروف اعاد رئيس جمعية العلاج الطبيعي الدكتور غازي سرحان ذكرياته مع مرور ثلاث سنوات علي حادثة 11 سبتمبر، وقال مواصلا: كان موعد تقديم الامتحان في الخامس عشر من الشهر ذاته، وكان حجزي للسفر في الحادي عشر، ولما تلقينا خبر الحادث اصبت بصدمة كبيرة، خصوصا ان مستقبلي كان علي كفي عفريت فان لم اقدم الامتحان في موعده، سيؤجل الي السنة التي تليها، حاولت الاتصال بالمسئولين عن الامتحان هناك، وكانت الاتصالات صعبة جدا، الي ان تمكنت من مهاتفتهم، حاولت اقناعهم بتأخير وتأجيل الامتحان، الا انهم لم يقتنعوا، واعطوني مهلة حتي الحادي والعشرين من الشهر ذاته كحد اقصي لتقديم الامتحان.
يسكت برهة ويكمل: كما حاولت ان يكون الامتحان في ولاية اخري، فالامتحان كان عبر الكمبيوتر وفي نهاية المطاف سمحوا لي بتقديمه في ولاية بوسطن، ومع انتهائي من تلك المفاوضات، بدأت في مفاوضات اخري ومن نوع آخر مع عائلتي التي رفضت سفري ولكني اصريت علي موقفي وقررت السفر وتقديم الامتحان، وسافرت في العشرين من شهر سبتمبر ووصلت امريكا عند الساعة الثانية ظهرا وقدمت الامتحان عند الساعة السابعة مساء.
يقول الدكتور السرحان واصفا حال امريكا في تلك الايام: كانت كالمدينة النائمة او بالاحري مدينة للاشباح، وما ان تطأ قدم المسافر اليها حتي يحاصر بالاسئلة كما لو كان المرء في تحقيق كما ان الشرطة والكلاب البوليسية في كل زاوية، ولله الحمد كنت املك الفيزا قبل الاحداث، فعندما وصلت امريكا قدمت لهم جميع اوراقي الثبوتية، حتي موعد الامتحان ومكانه، وكنت وقتها قد خططت للسكن في فندق بالقرب من مسكني السابق ايام الدراسة هناك، ولكن احدي الدكاترة رفضت، وعرضت عليّ السكن معها، لسوء الاوضاع وعدم استقرارها او حتي امنها.
يواصل: قدمت الامتحان وبشكل جيد علي الرغم من سوء حالتي النفسية، وحاولت حجز موعد سفري للرجوع لارضي ووطني بعده بيوم، ورجعت بالفعل في اليوم الثالث. يضحك كما لو استرجع ذكريات باتت مضحكة فقال: كان لي احد الاصدقاء الدبلوماسيين في مدينة نيويورك، وقد حاولت الاتصال به بغية زيارته، ولما كلمته ترجاني اشد الرجاء بعدم المخاطرة والسفر اليه حتي لا اتعرض لمشاكل انا في غني عنها، خصوصا ان اي شخص من الشرق الاوسط تتم مساءلته وتفتيشه بصورة دقيقة.. اما عن اصدقائي الامريكيين فقد كانت اسئلتهم كثيرة بعد الحادث، وتمحورت اكثرها حول الاسلام، وحول حقوق المرأة. وعن ابن لادن، وكانت مشاعر الحزن والغضب ممتزجة مع الاستياء العام.

أثر الحادث علي العرب أكبر

امريكا دمرت نفسها بنفسها في ذلك اليوم، فالحفرة التي ظلت تحفر فيها وقعت في هوتها السحيقة، ومع كل ما يحيطها من هالة فانني اعتقد ان امريكا تفتقد للسياسة الحكيمة، والحكماء فيها يمشون علي قاعدة فرق تسد .. بهذه الكلمات بدأت الحديث رباب الملا ناشطة اجتماعية ، وواصلت بقولها: لا انكر اننا جميعا تأثرنا من الحادث وتأسفنا عليه، فتأثير تلك الاحداث علي الدول العربية اكبر من تأثيرها علي امريكا نفسها، والتي بدأت تزحف شيئا فشيئا علي العالم العربي تلتهمه وتقضي عليه.
وبانفعال واصلت: انظروا للكم الهائل من الحروب والاختطافات التي حدثت بعيد الحادي عشر من سبتمبر بل ان الحرب التكنولوجية والمتنقبة بوشاح التطور اثرها اعمق علي شبابنا الذي اخذ يدمر نفسه بها، فالدمار الذي لحق بالبرجين لايضاهي الدمار الذي لحق وسيلحق بالدول العربية.
واضافت الملا بقولها: الذكري بقدر ما هي مؤلمة الا انها تجدد فينا روح المساواة والتعاون والتكاتف ضد الدمار وضد التأثر بالغرب وامريكا بالذات التي تسعي بكل ما اوتيت من قوة لتفريق شمل العرب والمسلمين.

حادث مأساوي ولكن..؟!

ليلي المدني – عضو مجلس ادارة في الاتحاد البحريني للريشة الطائرة والاسكواش تصف الحادث بأنه مأساوي لما خلفه من ضحايا ابرياء من اطفال ونساء وشيوخ واناس لا دخل لهم في السياسة، وجاء علي لسانها: بغض النظر عن كون امريكا دولة ممولة لاسرائيل الا ان الحادث افجع قلوب الكثيرين وتساءلت المدني الشيء المحير هو كيف اخترق هؤلاء الدفاع الامريكي، وان كان العرب وراءه كما يزعمون فان ذلك شهادة قوية في صالحهم، لقدرتهم علي اختراق ذلك الدفاع.
بصراحة لم اتابع الاحداث اول بأول فليس لي اهتمام سياسي الكلام لايزال علي لسان – ليلي المدني ولكن مالمسته هو تأثر العرب وبخاصة المقيمين هناك او الطلبة، فمثلا صديقتي والتي تدرس في بريطانيا تأثرت كثيرا، اذ تغيرت معاملة الاجانب لها، وخاصة انها محجبة كما ان امر الحصول علي الفيزا بات صعبا، وليس بالسهولة التي كان الحصول عليها سابقا. وبالمجمل العرب هم من يتأثر عادة بتلك الاحداث وان كانت عالمية.

مع أو ضد أمريكا؟!

ومن جانبه رأي علي العسبول – موظف ان ما جري ما هو الا نتيجة سياسة بوش غير الصحيحة وغير المدروسة وقال: ذكري حادثة 11 سبتمبر ذكري انسانية مؤلمة لما آلت اليه من فقد ارواح بريئة، وكان من المفترض عقد جلسة تحليلية لاقطاب العالم للوقوف علي الاسباب الحقيقية بغض النظر عن تيار او اتجاه البعض، فما حدث كان صدمة كبيرة للعالم اجمع، بل هو ردة فعل عكسية لانتهاك امريكا لحقوق الانسان والغطرسة التي اعتادت عليها. وتمثيلها المستمر لكونها الحاكم الدولي علي الدول المختلفة، وما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
اما عن انعكاسات وآثار هذه الحادثة علي العرب فقال: امريكا بعد هذه الحادثة قسمت العالم الي قسمين مع او ضد امريكا، وليس كما كانت بين مع او ضد الحرية، وذلك المنطق وبلاشك خاطئ وسيسقط ظلاله علي الدول العربية بشكل مؤسف، وما نتمناه فعلا كشعب عربي هو عدم انصياع الحكومات العربية لاتجاهات وافكار امريكا، وان لا تسمح لها بالتدخل في شئونها الداخلية، ولا ان تكون لها تابعة باسم العلاقات الدولية.

فترة عصيبة بكل معني الكلمة

ما ان سمعت الخبر بالحادث حتي اصبت بتوتر بالغ وتسلل الرعب في قلبي، وكلما سمعت الهاتف يرن حتي توارد علي خاطري ان هناك خبرا مفجعا في انتظاري ، بهذه الانطلاقة المؤثرة شاركتنا مني فخراوي – سكرتيرة تنفيذية – الحديث، واخذت تواصل بقولها: كل ذلك اصبت به لان ابناء عمي وابنة عمي مقيمون في نيويورك ولم تهدأ نفسيتي الا بعد ان اطمأننت عليهم، كانت فترة عصبية خصوصا اننا حاولنا الاتصال بهم عدة مرات دون جدوي فالاتصالات كانت تلك الفترة صعبة جدا، فقد كانت فترة عصيبة بكل معني الكلمة. فلا طعم للنوم الذي كانت فيه عيوننا تغفو، فالاحلام المزعجة والكوابيس حاصرتنا من كل حدب وصوب.
وبعد ان تأكدنا نحن اهلهم بأنهم بخير هدأت اعصابنا.. وبعد تنهيدة واصلت.. ولكن معاملة الغرب للعرب بعدها تغيرت وتأزمت العلاقة بينهما. بل ان تأثير هذه الاحداث طال العديد من القطاعات وبخاصة قطاع التجارة والاقتصاد، فانا في تلك السنة كنت اعمل في شركة للسياحة، ولحظت مدي التأثير الذي طال الحجوزات، بل ان مشاريع كثيرة ألغيت واجلت بعضها. ولم يتوقف الامر علي ذلك فحسب بل ان الكثير من العمال تضرروا وسرحوا من الاعمال، كل ذلك في جهة وارتفاع الاسعار من جهة اخري.

العنف لا يولد الا بالعنف

وارجع عباس عبدالله السراج – تاجر مجوهرات – سبب هذه الاحداث الي التربية والتعليم والفهم الخاطئ لتعاليم الدين والاسلام وقال في ذلك: 11 سبتمبر ذكري أليمة تحز في نفس كل فرد في العالم، والاكثر ألماً في النفس ان هناك فئة تدعي الاخذ بتعاليم الاسلام السمح وهي تذبح وتقتل الابرياء بغير حق وكل ذلك ناتج عن التعليم الخاطئ للاطفال.
فمن يخالفهم الرأي اعتبروه كافرا، ومن لا يسير معهم في معتقداتهم ودينهم اعتبروه ملحدا، فلا بد من تعليم الاطفال علي حرية الدين والمعتقد، والتسامح مع الغير، فالله في محكم كتابه يقول: انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهي آية صريحة تدعو الي السلم مع الغير وعدم اتباع العنف الذي لا يولد الا العنف.
ويواصل السراج بقوله: تأثير تلك الاحداث علي الدول العربية كان كبيرا، وبخاصة فيما يتعلق بالتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، بل وفي اهم قراراتها، اما علي صعيد الافراد، فقد تأثرت شريحة الطلبة الدارسين في الخارج اكثر من غيرهم من معاملة الغرب التي تغيرت كثيرا بحسب شهادات الكثيرين منهم، وبالمختصر المفيد الحدث اساء الي الاسلام والمسلمين.

Catpoli
2004-09-11

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.