حوار أجرته – ياسمين خلف:
اكد استشاري الامراض العصبية في مجمع السلمانية الطبي ورئيس رابطة العلوم العصبية الدكتور عادل الجشي معاناة نحو نصف الي 1% من سكان مملكة البحرين من الصرع، مشيرا الي ان الرجال اكثر عرضة للاصابة بالمرض مقارنة بالنساء، لزيادة تعرضهم لاصابات الرأس وحوادث السيارات والسقوط، وان معظم حالات الصرع من نوع التشنج الكامل، اذ يشكل ما نسبته 60% من عمل حالات الصرع، في الوقت الذي يشكل الصرع الجزئي النسبة الباقية، علي عكس ما اظهرته الدول الاوروبية والولايات المتحدةالامريكية من نسب! وذكر الدكتورالجشي ان دواء الكيبرا الحديث الاستخدام حقق نجاحا بالغا في علاج الحالات المستعصية، مشيرا الي ان من بين 20 مريضاً استخدم معهم الدواء شفي منهم مريضان كليا من الصرع، مشيرا الي مجانية الادوية لمرضي الصرع.. عن هذا المرض وآخر علاجاته واسبابه وطرق التعامل والتعايش معه كان لـ الأيام حوار نقرأه معا في السطور التالية:
ف بداية ما الأسباب التي تقف خلف اصابة البعض بالصرع؟!
– الصرع ينتج بسبب نقص في املاح المغنسيوم والكالسيوم لدي الشخص المصاب، والتي نادرا ما يصاب بها الطفل حديث الولادة.
ف وهل تزداد نسبة الاصابة لدي فئة عمرية دون اخري؟ او لدي جنس اكثر من آخر؟!
– معظم حالات الصرع تتمركز في العقدين الاول والثاني من العمر، بعدها تبدأ حدّة المرض في النقصان، لتزداد مرة اخري في العقدين السادس والسابع من العمر، والرجال اكثر من النساء اصابة بالمرض، نتيجة لتعرضهم لحوادث السقوط وحوادث السيارات، ناهيك عن الضربات علي الرأس التي غالبا ما ترتبط بنوع عمل الفرد.
ف من الملاحظ ان حالات الصرع تختلف من شخص لآخر، ايرجع السبب الي تعدد انواعه؟!
– بالطبع هناك انواع، فهناك التشنج الكامل وهو الاكثر شيوعا، حيث يشكل ما نسبته 60% من نسبة الصرع، وهناك التشنج الجزئي ويشكل النسبة المتبقية، وهي نسب تختلف عما هي عليه في الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية.
ف ومأ اسباب كلٍ منهما؟!
– التشنج العام او الصرع الكلي اسبابه حتي اللحظة غير معروفة، وتظهر علي الشخص بصورة سقوط مفاجئ علي الارض، وتتبعه تشنجات في اليدين والرجلين، مع صعوبة في التنفس والتبول اللاارادي وعض اللسان وارتفاع قزحية العينين للأعلي، وتستمر الحالة من دقيقتين الي 3 دقائق ليبدأ المريض بعدها بالتنفس الطبيعي، الا انه يذهب بعدها في النوم لمدة تتراوح ما بين دقائق او ساعات معدودة، وعندما يصحو المريض من نومه يشعر بألم في عضلاته وتكسر في جسمه، ناهيك عن صراع شديد قد يستمر لساعة اوساعتين من الزمن.
ف وكيف يتصرف المرافق للمريض حال حدوث النوبة؟!
– قبل كل شيء علي الاهل او المرافق للمريض عدم الخوف، اذ ان النوبة تمر بسلسلة محددة تنتهي عادة بدون مضاعفات، ولكن حال حدوث النوبة لابد من الحيطة والحذر، بأن يفرغ فم المريض من الاكل او الشراب او الاسنان الاصطناعية، ووضع قطعة من القماش بين اسنانه لمنع عض اللسان او عض الشفاة او حتي الخد من الجهة الداخلية، اذ ان عض اللسان قد يترك جرحا عميقا مؤلما لعدة ايام. كما يمكن للمرافق استدارة جسم المريض للجهة اليمني او اليسري، وابعاده عن اي خط قد يهدد حياته كسقوطه في المطبخ بالقرب من مواد حادة او مشتعلة تترك آثارها علي المريض.
ف وما التفسير العلمي للاصابة بالصرع؟!
– للأسف البعض من الناس يرجعون السبب خطأ الي اصابة المريض بمس من الجن، وهي خرافة او اعتقاد تناقله البشر منذ آلاف السنين، وللاسف لازال البعض يؤمن بها، فيلجأ في الكثير من الاحيان الي مشايخ الدين لاخراج تلك الروح الشريرة او الجني من جسده، وبعضهم قد يلجأ للضرب لاستخراجه مما يؤدي في احيان عدة الي افاضة روح المريض كما طالعتنا الصحف، وان لم يكن بالغرب فبالاحجية والبخور وخلافه، الا ان التفسير العلمي لتلك التشنجات تشير الي انها حالة ناتجة عن صدور شرارة كهربائية من احدي المراكز في المخ، والتي قد تبقي مكانها وينتج عنها تشنج جزئي، اما اذا انتشرت الشرارة في فصي الدماغ، فإنها تظهر بصورة تشنج كامل، اما عن سبب وجود هذه الشرارة الكهربائية فهو امر غير معروف لـ 60% من الحالات، اما 40% النسبة الباقية، والتي يمكن تشخيصها عبر الاشعة المقطعية او اشعة الرنين المغناطيسي وتخطيط الدماغ، فهي تعود بعضها لامراض التليف في الدماغ او ورم سواء حميد او خبيث، او نتيجة لضربة قوية علي الدماغ او الاصابة بنزيف او جلطة دماغية.
ف وهل للمرض علاقة بالوراثة؟!
– هناك علاقة، فبعض العائلات تتوارث المرض، فـ 5 الي 10% من الحالات ترجع لاسباب وراثية، لذا ففي كثير من الاحيان قد تجد ان اكثر من شخص في العائلة الواحدة مصابون بالصرع.
ف بلغة الارقام والاحصائيات هل هناك دراسة بحرينية توضح حجم المرض في المملكة؟!
– اجريت دراسة قبل ثلاثة اعوام، ووجد ان هناك 450 مريضا بالصرع يراجعون مجمع السلمانية الطبي خلال عام واحد منهم 170 طفلا و 280 بالغا، وهي نسبة يسيرة مقارنة بالمرضي المراجعين للمراكز الصحية والعيادات والمتشفيات الخاصة بالاضافة لمجمع السلمانية الطبي، اذ ان النسبة تمثل المرضي شديدي الصرع، حيث تحول الحالات التي يتم السيطرة عليها للمراكز الصحية، وتبقي الاشد في مجمع السلمانية الطبي وهي النسبة عينة الدراسة. ووجد ان غالبية المرضي فئة الدراسة يعانون من تشنج كلي، و 30% منهم فقط تمكن معرفة الاسباب المؤدية لذلك الصرع.
ف وماذا عن العلاج المتوافر طبياً؟!
– هناك علاج دوائي مضاد للصرع، ويسيطر علي 70% من الحالات المرضية، و 30% منهم يتكرر لديهم الصرع، 15% من المجموع الكلي لمرضي الصرع يعانون من صرع شديد ومتكرر، والادوية القديمة المستخدمة في علاج الصرع، والتحديد في الثلاثينيات من القرن الماضي تعطي نتائج جيدة، ولكنها لا تخلو من المضاعفات كتضخم اللثة وملامح الوجه، وضعف في القدرة علي التركيز وضعف الذاكرة، وزيادة نسبة العصبية، نهايك عن حساسية الجلد التي يصاب بها نحو 10% من المرضي، بالاضافة الي تأثيرها بنسبة تتراوح من 5 الي 10% علي المرأة الحامل، اذ تتسبب في تشوهات خلقية لدي جنينها.
ولكنه يمكن القول ان الادوية الحديثة اثبتت فعاليتها بنسبة اكبر، حيث تسيطر علي 70 الي 80% من المرض، واعراضه الجانبية اقل، خصوصا تلك المتصلة بوظائف الدماغ وحساسية الجلد، مع فارق كبير في السعر.
ف وهل يستخدم الدواء الجديد في المملكة علي مرضي الصرع؟!
– بالتأكيد، وبدأ استخدامه منذ عام 1993، ويتوافر حاليا خمسة انواع من الادوية الجديدة، وآخر دواء مستخدم عالميا لعلاج الصرع دواء يطلق عليه اسم الكبيرا وطرح هذا الدواء للاستخدام في المملكة منذ ثلاث سنوات مضت، وسجل نسبة نجاح عالية للحالات الشديدة والمستعصية، وبحسب آخر دراسة تمت علي الدواء، واجريت علي 20 مريضاً شفي منهم مريضان كليا من المرض. احداهما امرأة عمرها 42 سنة عانت 27 سنة من حياتها من المرض، واليوم شفت منه تماما، والآخر بقي نصف عمره الذي تجاوز الثلاثين يعاني، واليوم هو الآخر ينعم بصحة ويمارس حياته كالاشخاص الطبيعيين. وعموما 10 – 11% من نسبة المصابين شفوا من المرض بعد استخدام الدواء علي الرغم من كونهم ضمن فئة الصرع المستعصي. ولا اخفي سرا ان 3% من المرضي بحسب النسب العالمية تشفي من المرض مع استخدام الدواء القديم.
ف وعلي اي اساس تصف الحالات المستعصية وغير المستعصية؟!
– الحالات المستعصية تلك التي تعاني من حدوث نوبات الصرع لاربع مرات او اكثر في الشهر الواحد، في حين الحالات المرضية العادية تعاني من نوبة واحدة فقط خلال شهرين!
ف وهل هناك دراسة محلية بعد استخدام الدواء الجديد للصرع؟!
– اجريت بنفسي دراسة كبيرة ضمت 200 مريض مصاب بالصرع، ويستخدمون العلاج الجديد، وثبت ان المرضي المستخدمين للدواء الجديد اكثر تعايشا مع الحياة مقارنة بالادوية القديمة تبعا للمعايير والمقاييس الدولية.
ف ماذا عن التدخل الجراحي لحالات الصرع؟!
– هناك علاج جراحي يستخدم في بعض الاحيان لازالة السبب الشرارة الكهربائية ، والتي قد تكون ناتجة عن استئصال ورم حميد او خبيث، وفي حالات كثيرة استئصال التليف من الدماغ الناتج عن ضربات او جلطات دماغية سابقة، وهنا يكون المريض يعاني من تشنج جزئي، ويكون موقع الشرارة واحد ، ولكن في حال تعدد مراكز صدور الشرارة، فلا بد من استئصال التليفات الناتجة، وهي عملية اصعب وادق وتجري في مراكز متخصصة لمثل هذه الجراحات كالمتواجدة في الرياض او لبنان.
ف وما المحاذير التي تنصح بها مرضي الصرع او ذويهم؟!
– اولا عليه الامتناع عن السياقة، اذ امكانية حدوث النوبة وارد في اي لحظة، مما قد يتسبب في ايذاء نفسه او الاخرين، ودوليا اتفق علي ان مرضي الصرع يمكنهم قيادة السيارات اذ تم التأكد من عدم حدوث اي نوبة لمدة عام او حتي عامين في بعض الدول. وللأسف غالبا ما يتجاهل بعض المرضي هذه النصيحة، مما يعرضهم لحوادث خطرة، ونحن في البحرين لا نخطر الجهات المعنية ادارة المرور بالاشخاص المصابين بالصرع، ونترك الخيار للمريض بعد شرح الحالة بالتفصيل له، ونعتبر ذلك من خصوصيات المريض لحفظ السرية لننال ثقة المريض التي هي من اهم الامور لدينا. ويمكن ان نزود الجهات المختصة بالمعلومات تلك حال طلبها، في الحالات التي يتطلب فيها اعداد تقرير معين عن شخص بذاته.
كما انصح مرضي الصرع بالابتعاد عن السباحة ودخول البحر، اذ قد يتعرضون لحوادث الغرق اذ ما اصيبوا بتشنجات اثناء السباحة، وهي حوادث حصلت بالفعل، فبعضهم قد لايدخل البحر، ولكن يجلس علي حافة السفينة بمفرده ويسقط في البحر حال حدوث التشنج ويغرق، كما عليهم الابتعاد عن اي مصدر للخطر كالاماكن المرتفعة مثلا، وان امكن اختيار مهن بعيدة عن تلك المخاطر كالاماكن العالية او استخدام المواد الحادة، والاتجاه نحو الوظائف المكتبية باعتبارها الانسب.
ومن الضروري كذلك الاستمرار في تعاطي الادوية وعدم ايقافها حتي في حالة الحمل لدي المرأة او اثناء فترة رضاعتها لطفلها، اذ ان حدوث تلك التشجنات قد يعرض المرأة الحامل وجنينها لمخاطر عدة عواقبها وخيمة.
ف وما مضاعفات الدواء علي الطفل الرضيع او الجنين؟!
– لا ننكر ان نسبة من الدواء تخرج مع الحليب الذي ترضعه الام لطفلها، الا انه لا يؤثر علي الطفل، ولا ننكر ان المضاعفات علي الجنين محتملة كاصابته بتشوهات خلقية، والتي منها شق في الشفاة او شق اعلي الحلق وعلاج تلك التشوهات بسيط، وقد ينتج عن تلك الادوية كذلك تشوهات اكبر تتمثل في فتحة في القلب او فتحة اسفل العمود الشوكي وهي حالات يمكن علاجها جراحيا ببساطة.
ف ألا يوجد دواء انسب للمرأة الحامل لتفادي حتي تلك المضاعفات التي بحسب تأكيدك بأنها سهلة في العلاج؟!
– من الادوية الخمسة الحديثة، والتي تم استخدامها منذ 15 سنة، هناك احد الادوية يمكن اعتباره الانسب للمرأة الحامل، حيث لا تتجاوز نسبة المضاعفات لدي الجنين 3% بل اقل، وهي نسبة قريبة جدا لمعدل احتمال التشوهات الجنينية لدي المرأة الطبيعية. مقارنة بالادوية السابقة التي قد تتسبب بنسبة تتراوح من 5 الي 10% من التشوهات لدي الجنين. فبحسب دراسة عالمية ضمن نحو 2800 امرأة حامل يستخدمن الدواء، وجد ان احتمال التشوهات الخلقية وصلت نسبتها 8.2% فقط وهي نسبة قريبة لدي المرأة الطبيعية، وفي دراسة اخري في الولايات المتحدة الامريكية شملت 3200 مريضة تبين كذلك ان احتمال التشوهات الخلقية لدي الاجنة وصل الي ما نسبته 3% فقط.
ف وما آخر الدراسات المتصلة بالموضوع ذاته في المملكة او في دول الخليج العربي؟!
– في دراسة لدول الخليج العربي تمت علي هذا الدواء تبين سيطرته علي التشنجات بنسبة 80% بالاضافة الي السيطرة علي نسبة التشوهات الخلقية المحتملة لدي الاجنة، وهي دراسة ضمت 75 حالة بواقع 10 حالات من كل دولة.
ف وهل توفر وزارة الصحة الادوية لمرضي الصرع؟!
– توفر الوزارة جميع الادوية مجانا لمرضاها، ثلاثة انواع موجودة، واثنان تحت الطلب، وآخر في طريقه الي صيدليات الوزارة.
Cathealth
2005-05-27
حوار أجرته – ياسمين خلف:
اكد استشاري الامراض العصبية في مجمع السلمانية الطبي ورئيس رابطة العلوم العصبية الدكتور عادل الجشي معاناة نحو نصف الي 1% من سكان مملكة البحرين من الصرع، مشيرا الي ان الرجال اكثر عرضة للاصابة بالمرض مقارنة بالنساء، لزيادة تعرضهم لاصابات الرأس وحوادث السيارات والسقوط، وان معظم حالات الصرع من نوع التشنج الكامل، اذ يشكل ما نسبته 60% من عمل حالات الصرع، في الوقت الذي يشكل الصرع الجزئي النسبة الباقية، علي عكس ما اظهرته الدول الاوروبية والولايات المتحدةالامريكية من نسب! وذكر الدكتورالجشي ان دواء الكيبرا الحديث الاستخدام حقق نجاحا بالغا في علاج الحالات المستعصية، مشيرا الي ان من بين 20 مريضاً استخدم معهم الدواء شفي منهم مريضان كليا من الصرع، مشيرا الي مجانية الادوية لمرضي الصرع.. عن هذا المرض وآخر علاجاته واسبابه وطرق التعامل والتعايش معه كان لـ الأيام حوار نقرأه معا في السطور التالية:
ف بداية ما الأسباب التي تقف خلف اصابة البعض بالصرع؟!
– الصرع ينتج بسبب نقص في املاح المغنسيوم والكالسيوم لدي الشخص المصاب، والتي نادرا ما يصاب بها الطفل حديث الولادة.
ف وهل تزداد نسبة الاصابة لدي فئة عمرية دون اخري؟ او لدي جنس اكثر من آخر؟!
– معظم حالات الصرع تتمركز في العقدين الاول والثاني من العمر، بعدها تبدأ حدّة المرض في النقصان، لتزداد مرة اخري في العقدين السادس والسابع من العمر، والرجال اكثر من النساء اصابة بالمرض، نتيجة لتعرضهم لحوادث السقوط وحوادث السيارات، ناهيك عن الضربات علي الرأس التي غالبا ما ترتبط بنوع عمل الفرد.
ف من الملاحظ ان حالات الصرع تختلف من شخص لآخر، ايرجع السبب الي تعدد انواعه؟!
– بالطبع هناك انواع، فهناك التشنج الكامل وهو الاكثر شيوعا، حيث يشكل ما نسبته 60% من نسبة الصرع، وهناك التشنج الجزئي ويشكل النسبة المتبقية، وهي نسب تختلف عما هي عليه في الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية.
ف ومأ اسباب كلٍ منهما؟!
– التشنج العام او الصرع الكلي اسبابه حتي اللحظة غير معروفة، وتظهر علي الشخص بصورة سقوط مفاجئ علي الارض، وتتبعه تشنجات في اليدين والرجلين، مع صعوبة في التنفس والتبول اللاارادي وعض اللسان وارتفاع قزحية العينين للأعلي، وتستمر الحالة من دقيقتين الي 3 دقائق ليبدأ المريض بعدها بالتنفس الطبيعي، الا انه يذهب بعدها في النوم لمدة تتراوح ما بين دقائق او ساعات معدودة، وعندما يصحو المريض من نومه يشعر بألم في عضلاته وتكسر في جسمه، ناهيك عن صراع شديد قد يستمر لساعة اوساعتين من الزمن.
ف وكيف يتصرف المرافق للمريض حال حدوث النوبة؟!
– قبل كل شيء علي الاهل او المرافق للمريض عدم الخوف، اذ ان النوبة تمر بسلسلة محددة تنتهي عادة بدون مضاعفات، ولكن حال حدوث النوبة لابد من الحيطة والحذر، بأن يفرغ فم المريض من الاكل او الشراب او الاسنان الاصطناعية، ووضع قطعة من القماش بين اسنانه لمنع عض اللسان او عض الشفاة او حتي الخد من الجهة الداخلية، اذ ان عض اللسان قد يترك جرحا عميقا مؤلما لعدة ايام. كما يمكن للمرافق استدارة جسم المريض للجهة اليمني او اليسري، وابعاده عن اي خط قد يهدد حياته كسقوطه في المطبخ بالقرب من مواد حادة او مشتعلة تترك آثارها علي المريض.
ف وما التفسير العلمي للاصابة بالصرع؟!
– للأسف البعض من الناس يرجعون السبب خطأ الي اصابة المريض بمس من الجن، وهي خرافة او اعتقاد تناقله البشر منذ آلاف السنين، وللاسف لازال البعض يؤمن بها، فيلجأ في الكثير من الاحيان الي مشايخ الدين لاخراج تلك الروح الشريرة او الجني من جسده، وبعضهم قد يلجأ للضرب لاستخراجه مما يؤدي في احيان عدة الي افاضة روح المريض كما طالعتنا الصحف، وان لم يكن بالغرب فبالاحجية والبخور وخلافه، الا ان التفسير العلمي لتلك التشنجات تشير الي انها حالة ناتجة عن صدور شرارة كهربائية من احدي المراكز في المخ، والتي قد تبقي مكانها وينتج عنها تشنج جزئي، اما اذا انتشرت الشرارة في فصي الدماغ، فإنها تظهر بصورة تشنج كامل، اما عن سبب وجود هذه الشرارة الكهربائية فهو امر غير معروف لـ 60% من الحالات، اما 40% النسبة الباقية، والتي يمكن تشخيصها عبر الاشعة المقطعية او اشعة الرنين المغناطيسي وتخطيط الدماغ، فهي تعود بعضها لامراض التليف في الدماغ او ورم سواء حميد او خبيث، او نتيجة لضربة قوية علي الدماغ او الاصابة بنزيف او جلطة دماغية.
ف وهل للمرض علاقة بالوراثة؟!
– هناك علاقة، فبعض العائلات تتوارث المرض، فـ 5 الي 10% من الحالات ترجع لاسباب وراثية، لذا ففي كثير من الاحيان قد تجد ان اكثر من شخص في العائلة الواحدة مصابون بالصرع.
ف بلغة الارقام والاحصائيات هل هناك دراسة بحرينية توضح حجم المرض في المملكة؟!
– اجريت دراسة قبل ثلاثة اعوام، ووجد ان هناك 450 مريضا بالصرع يراجعون مجمع السلمانية الطبي خلال عام واحد منهم 170 طفلا و 280 بالغا، وهي نسبة يسيرة مقارنة بالمرضي المراجعين للمراكز الصحية والعيادات والمتشفيات الخاصة بالاضافة لمجمع السلمانية الطبي، اذ ان النسبة تمثل المرضي شديدي الصرع، حيث تحول الحالات التي يتم السيطرة عليها للمراكز الصحية، وتبقي الاشد في مجمع السلمانية الطبي وهي النسبة عينة الدراسة. ووجد ان غالبية المرضي فئة الدراسة يعانون من تشنج كلي، و 30% منهم فقط تمكن معرفة الاسباب المؤدية لذلك الصرع.
ف وماذا عن العلاج المتوافر طبياً؟!
– هناك علاج دوائي مضاد للصرع، ويسيطر علي 70% من الحالات المرضية، و 30% منهم يتكرر لديهم الصرع، 15% من المجموع الكلي لمرضي الصرع يعانون من صرع شديد ومتكرر، والادوية القديمة المستخدمة في علاج الصرع، والتحديد في الثلاثينيات من القرن الماضي تعطي نتائج جيدة، ولكنها لا تخلو من المضاعفات كتضخم اللثة وملامح الوجه، وضعف في القدرة علي التركيز وضعف الذاكرة، وزيادة نسبة العصبية، نهايك عن حساسية الجلد التي يصاب بها نحو 10% من المرضي، بالاضافة الي تأثيرها بنسبة تتراوح من 5 الي 10% علي المرأة الحامل، اذ تتسبب في تشوهات خلقية لدي جنينها.
ولكنه يمكن القول ان الادوية الحديثة اثبتت فعاليتها بنسبة اكبر، حيث تسيطر علي 70 الي 80% من المرض، واعراضه الجانبية اقل، خصوصا تلك المتصلة بوظائف الدماغ وحساسية الجلد، مع فارق كبير في السعر.
ف وهل يستخدم الدواء الجديد في المملكة علي مرضي الصرع؟!
– بالتأكيد، وبدأ استخدامه منذ عام 1993، ويتوافر حاليا خمسة انواع من الادوية الجديدة، وآخر دواء مستخدم عالميا لعلاج الصرع دواء يطلق عليه اسم الكبيرا وطرح هذا الدواء للاستخدام في المملكة منذ ثلاث سنوات مضت، وسجل نسبة نجاح عالية للحالات الشديدة والمستعصية، وبحسب آخر دراسة تمت علي الدواء، واجريت علي 20 مريضاً شفي منهم مريضان كليا من المرض. احداهما امرأة عمرها 42 سنة عانت 27 سنة من حياتها من المرض، واليوم شفت منه تماما، والآخر بقي نصف عمره الذي تجاوز الثلاثين يعاني، واليوم هو الآخر ينعم بصحة ويمارس حياته كالاشخاص الطبيعيين. وعموما 10 – 11% من نسبة المصابين شفوا من المرض بعد استخدام الدواء علي الرغم من كونهم ضمن فئة الصرع المستعصي. ولا اخفي سرا ان 3% من المرضي بحسب النسب العالمية تشفي من المرض مع استخدام الدواء القديم.
ف وعلي اي اساس تصف الحالات المستعصية وغير المستعصية؟!
– الحالات المستعصية تلك التي تعاني من حدوث نوبات الصرع لاربع مرات او اكثر في الشهر الواحد، في حين الحالات المرضية العادية تعاني من نوبة واحدة فقط خلال شهرين!
ف وهل هناك دراسة محلية بعد استخدام الدواء الجديد للصرع؟!
– اجريت بنفسي دراسة كبيرة ضمت 200 مريض مصاب بالصرع، ويستخدمون العلاج الجديد، وثبت ان المرضي المستخدمين للدواء الجديد اكثر تعايشا مع الحياة مقارنة بالادوية القديمة تبعا للمعايير والمقاييس الدولية.
ف ماذا عن التدخل الجراحي لحالات الصرع؟!
– هناك علاج جراحي يستخدم في بعض الاحيان لازالة السبب الشرارة الكهربائية ، والتي قد تكون ناتجة عن استئصال ورم حميد او خبيث، وفي حالات كثيرة استئصال التليف من الدماغ الناتج عن ضربات او جلطات دماغية سابقة، وهنا يكون المريض يعاني من تشنج جزئي، ويكون موقع الشرارة واحد ، ولكن في حال تعدد مراكز صدور الشرارة، فلا بد من استئصال التليفات الناتجة، وهي عملية اصعب وادق وتجري في مراكز متخصصة لمثل هذه الجراحات كالمتواجدة في الرياض او لبنان.
ف وما المحاذير التي تنصح بها مرضي الصرع او ذويهم؟!
– اولا عليه الامتناع عن السياقة، اذ امكانية حدوث النوبة وارد في اي لحظة، مما قد يتسبب في ايذاء نفسه او الاخرين، ودوليا اتفق علي ان مرضي الصرع يمكنهم قيادة السيارات اذ تم التأكد من عدم حدوث اي نوبة لمدة عام او حتي عامين في بعض الدول. وللأسف غالبا ما يتجاهل بعض المرضي هذه النصيحة، مما يعرضهم لحوادث خطرة، ونحن في البحرين لا نخطر الجهات المعنية ادارة المرور بالاشخاص المصابين بالصرع، ونترك الخيار للمريض بعد شرح الحالة بالتفصيل له، ونعتبر ذلك من خصوصيات المريض لحفظ السرية لننال ثقة المريض التي هي من اهم الامور لدينا. ويمكن ان نزود الجهات المختصة بالمعلومات تلك حال طلبها، في الحالات التي يتطلب فيها اعداد تقرير معين عن شخص بذاته.
كما انصح مرضي الصرع بالابتعاد عن السباحة ودخول البحر، اذ قد يتعرضون لحوادث الغرق اذ ما اصيبوا بتشنجات اثناء السباحة، وهي حوادث حصلت بالفعل، فبعضهم قد لايدخل البحر، ولكن يجلس علي حافة السفينة بمفرده ويسقط في البحر حال حدوث التشنج ويغرق، كما عليهم الابتعاد عن اي مصدر للخطر كالاماكن المرتفعة مثلا، وان امكن اختيار مهن بعيدة عن تلك المخاطر كالاماكن العالية او استخدام المواد الحادة، والاتجاه نحو الوظائف المكتبية باعتبارها الانسب.
ومن الضروري كذلك الاستمرار في تعاطي الادوية وعدم ايقافها حتي في حالة الحمل لدي المرأة او اثناء فترة رضاعتها لطفلها، اذ ان حدوث تلك التشجنات قد يعرض المرأة الحامل وجنينها لمخاطر عدة عواقبها وخيمة.
ف وما مضاعفات الدواء علي الطفل الرضيع او الجنين؟!
– لا ننكر ان نسبة من الدواء تخرج مع الحليب الذي ترضعه الام لطفلها، الا انه لا يؤثر علي الطفل، ولا ننكر ان المضاعفات علي الجنين محتملة كاصابته بتشوهات خلقية، والتي منها شق في الشفاة او شق اعلي الحلق وعلاج تلك التشوهات بسيط، وقد ينتج عن تلك الادوية كذلك تشوهات اكبر تتمثل في فتحة في القلب او فتحة اسفل العمود الشوكي وهي حالات يمكن علاجها جراحيا ببساطة.
ف ألا يوجد دواء انسب للمرأة الحامل لتفادي حتي تلك المضاعفات التي بحسب تأكيدك بأنها سهلة في العلاج؟!
– من الادوية الخمسة الحديثة، والتي تم استخدامها منذ 15 سنة، هناك احد الادوية يمكن اعتباره الانسب للمرأة الحامل، حيث لا تتجاوز نسبة المضاعفات لدي الجنين 3% بل اقل، وهي نسبة قريبة جدا لمعدل احتمال التشوهات الجنينية لدي المرأة الطبيعية. مقارنة بالادوية السابقة التي قد تتسبب بنسبة تتراوح من 5 الي 10% من التشوهات لدي الجنين. فبحسب دراسة عالمية ضمن نحو 2800 امرأة حامل يستخدمن الدواء، وجد ان احتمال التشوهات الخلقية وصلت نسبتها 8.2% فقط وهي نسبة قريبة لدي المرأة الطبيعية، وفي دراسة اخري في الولايات المتحدة الامريكية شملت 3200 مريضة تبين كذلك ان احتمال التشوهات الخلقية لدي الاجنة وصل الي ما نسبته 3% فقط.
ف وما آخر الدراسات المتصلة بالموضوع ذاته في المملكة او في دول الخليج العربي؟!
– في دراسة لدول الخليج العربي تمت علي هذا الدواء تبين سيطرته علي التشنجات بنسبة 80% بالاضافة الي السيطرة علي نسبة التشوهات الخلقية المحتملة لدي الاجنة، وهي دراسة ضمت 75 حالة بواقع 10 حالات من كل دولة.
ف وهل توفر وزارة الصحة الادوية لمرضي الصرع؟!
– توفر الوزارة جميع الادوية مجانا لمرضاها، ثلاثة انواع موجودة، واثنان تحت الطلب، وآخر في طريقه الي صيدليات الوزارة.
Cathealth
2005-05-27
أحدث التعليقات