استطلاع ـ ياسمين خلف:
اكره من اعماقي كلمة واسطة فما مررت به من تجربة قاسية جعلني اكره ان اكون وسيطا او لاجئاً لواسطة لاي كان، علي الرغم انني وبعد ان نفذت حيلتي وصبري لجأت لاستخدامها لا ايماناً بها، وانما لخوفي علي مستقبلي وخوفي من ان يمر علي قطار الزواج دون ان اقوي علي الركوب فيه!
حكاية حسن الشيخ ـ موظف علاقات عامة في وزارة الصحة نموذج لظاهرة الواسطة التي باتت عرفا بين الناس فما منا من لم يسمع او يمر عليه شخص يسأله اذ ما كان له واسطة عند الوزارة الفلانية او عند ذاك المسؤول او عند تلك المتنفذة! وما منا من لم يطرق بابه جاهل وقليل الخبرة وضعيف الكفاءة ومتدني المستوي العلمي طالبا منه توظيفه في المكان الفلاني والذي غالبا ما يحظي بفرصة، طالما حلم بها ذاك الخريج المتفوق الذي افني سنوات من عمره في سهر وتعب! والسبب الواسطة التي لاتفرق بين هذا وذاك الا بدرجة المعرفة والعلاقة الاجتماعية التي تربطهم بين اصحاب النفوذ…
للظاهرة ابعاد واسباب ادت الي بروزها علي السطح، حاولنا من خلال الاستطلاع التالي تسليط الضوء علي جوانبها والحلول الممكن استخدامها لمنع تفاقمها، حتي لا نصرخ يوما علي وضع بات من المستحيل تغييره!
وعودة الي حسن الشيخ وما مر به من تجربة وصفها بالقاسية قال: تخرجت من جامعة بونا في جمهورية الهند في تخصص اقتصاد وعلوم سياسية، ورجعت لارض الوطن وكلي امل بالوظيفة، الا ان الواقع صدمنا فمن تخرج معي في نفس الفترة تم توظيفهم بمراكز مرموقة لواسطاتهم، وانا بقيت ابحث وابحث عن العمل، متأبطا شهادتي التي لم تشفع لي، فعلي الرغم من ان والدي شخص معروف في البلد لم اشأ ان استخدم واسطاته المتعددة، فاضطررت للعمل في مصنع للالبان وعلي الرغم من ان المسمي الوظيفي كان منسق الا انني كنت انظف الرفوف واغسل! باختصار كانت وظيفتي ذات الدوامين بسيطة ولا تناسب المؤهل الاكاديمي الذي كنت احمل وبراتب لم يتجاوز الـ 120 دينارا!
ولجأت للواسطة
ويكمل: استمريت في هذا العمل لمدة ثلاث سنوات الا ان الخوف علي مستقبلي جعل القلق يتسلل الي اعماقي، خصوصا اني كنت اري سنوات عمري تمضي وانا عاجز عن تكوين حياتي الخاصة بالزواج وتكوين عائلة، ولو كنت حينها اصغر سناً مما كنت عليه لربما صبرت، ولكني وللاسف وجدت نفسي اخضع للواسطة، واطلبها من والدي لاسابق العمر قبل ان يسبقني، فلجأ والدي بدوره لرجل متنفذ فحصلت علي وظيفة بأسهل من شرب فنجان القهوة فطعمها حقا مختلف…
وبتنهيدة اكمل: ولكني ارفض رفضا قاطعا ان يعامل الانسان بمبدأ ماله من واسطة، التي هي الطريق نحو الفساد الاداري وعدم الانتاجية، فالواسطة تنتشر بالدول العربية خاصة والدول النامية عامة بشكل غير موجود باعتقادي في الدول الاجنبية، بل ان الواسطة لاترتبط فقط بالمعاملات اذ تتجاوزها حتي في العلاقات الانسانية، فقد اعامل زيدا لانني اعرفه افضل من عمرو لانني لا اعرفه!
وفي كل ذلك يلقي بظلاله السوداء علي مجتمعنا الذي وتفشت فيه الواسطة والذي سيزداد فيه الفساد الاداري والعمالة المقنعة، التي ومعها ستكدس موظفين لا حاجة لوجودهم فقط لزجهم في الوظائف كرمان لعيونهم علي حد قول اللبنانيين!
وعن الحلول التي يطرحها الشيخ اشار الي ضرورة اتاحة الفرصة للاكفاء، واختيار الشخص المناسب للمكان المناسب وسن قانون وفرض نظام لمحاسبة الموظفين والمتنفذين الممارسين للواسطة، وخلق ثقافة في المجتمع عبر وسائل الاعلام لمحاربة هذه الآفة.
ظاهرة لابد من دراستها
وتجد الدكتورة عائشة الشيخ ـ محاضرة بقسم العلوم النفسية والاجتماعية في كلية العلوم الصحية ان الواسطة ظاهرة علي الرغم من كونها عرفا اجتماعيا لم تاخذ حقها من الدراسة والبحث، كونها ظاهرة غير ملموسة كما هو حال الرشوة التي هي جزء من الواسطة ولكنها ملموسة كونها توسط المعرفة للحصول علي فائدة بمقابل مادي، وجاء علي لسانها: قد يلجأ احدهم لمسئول ما للحصول علي وظيفة . فان كان ذا كفاءة وحاملا لمؤهل اكاديمي فان تلك ليست بواسطة خصوصا ان ليست هناك فائدة متبادلة حيث ان طالب الوظيفة يريد فقط توصيل مؤهلاته وليس استغلال المسؤول الفلاني للحصول علي وظيفة اصلا غير اهل لها مستغلا معرفته الشخصية بذاك المسئول.
واكملت الدكتورة عائشة: ذلك نوع من الفساد الاداري ولا بد من محاربته في جميع الوزارات فلو تعين كل موظف بحسب مؤهلاته وكفاءته لانتفت الواسطة، ولو تمت الخدمات تبعا لاستيفاء الشروط لما دخلت الواسطات، فكل ما يحدث هو نتاج اعتبارات شخصية لا علاقة لها بالموضوعية وعليه تهضم الحقوق ويهضم اصحاب الكفاءات حقوقهم، ومن وجهة نظري كوني اولا انسانة معايشة للمشاكل الاجتماعية وثانيا اكاديمية فانني غالبا ما يمر علي شباب يعانون من مشكلة البطالة والسبب افتقادهم للواسطة علي الرغم من كونهم ذوي مؤهلات علمية، وذلك حقا يغيظني، فلو كان هناك عدل اجتماعي لما انتشرت هذه الظاهرة.
ودعت الدكتورة الشيخ الي ضرورة تناول الظاهرة الواسطة بالدراسة والبحث لتنبيه الناس للمشكلة وبيان مدي انتشارها في المجتمع، ،بناء علي النتائج توضع الحلول للقضاء عليها والامر لا يقف عن هذا الحد بل لابد من اصدار قرار قانوني من شأنه أن يحاسب السلطات المفسدة، وبنظرة اكثر تفحصا فاننا نلحظ هذه الظاهرة في الدول العربية اكثر من الاجنبية ومن باب اولي ان نحارب هذه الافة كدول اسلامية لتطبيق العدل في المعاملات الانسانية والاجتماعية.
الواسطة وهجرة العقول
الواسطة والمحسوبية مفروضة علينا في حياتنا اليوم، والمشكلة ان تلك الظاهرة ساهمت في هجرة العقول المحلية الي خارج البلاد. بهذه المقدمة بدأ حديثه حمد بن جاسم حربي ـ اعمال حرة ـ وقال مكملا: لعدم التفات المسؤلين لبعض الكوادر البحرينية سواء كتاب ومفكرين ،اطباء واصحاب شهادات جعلهم يفرون هاربين لوضع افضل، فهؤلاء كالجواهر بل اغلي حتي من ثروات النفط نفسها وبخروجهم تخسر البلاد ثروة ما بعدها ثروة. ومن سوف يستقطبهم حتما سيجني ثمرة من ثمرات وطننا. فلو درس اي شخص لا يملك الواسطة وتربي وشرب وتنفس في بلده ويريد من يصفق له بعد مسيرة من الجهد والعطاء لا ان تغلق الابواب امامه وسيبحث حقا عن يد تنتشله وان كانت خارج وطنه والا فان طريق الانتحار قد يكون طريقه، وهذا ما يخلق الشرخ بين صاحب الواسطة والمواطن قليل الحيلة.
وعن الحلول المقترحة قال: لابد من وجود اسس وقواعد علي اساسها يتم اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، وان لا يتم تقييم الناس علي اسس عنصرية او طائفية او مادية والا سندخل في متاهة.
وتجد الدكتورة سرور قاروني ـ عضو مجلس ادارة جمعية البحرين النسائية ـ واستشارية اولي تطوير الطاقات الانسانية ان الواسطة والمسحوبة نتاج طبيعي لتراجع القيم في اي مجتمع، مؤكدة علي انها ظاهرة منبوذة بالفطرة الانسانية وانها تبدأ افرادا حتي تتفشي وتصبح عادة في اخلاقهم. وقالت مضيفة: الواسطة مع مرور الوقت تصبح ضرورة للحصول علي حق، مما يجعل اصحاب القيم في كثير من الاحيان وتحت الضغوط يلجأون للواسطة كردة فعل علي الواقع ونتيجة للظروف التي تقهرهم وتحتم عليهم استخدامها فتكون تلك الخطوة الاولي في طريق الخطأ، ومع زيادة اعداد المعتمدين علي الواسطة يزداد الفساد في المجتمع وقد لا يكون ايذاء شخص ما هو القصد ولكنه حتما سيكون نتيجة لاخذ حق شخص هو اكفأ واهل لتلك المنفعه.
وتواصل الدكتورة قاروني بنفس الحماس الذي بدأت به: كل ذلك سيكون عاملا في تسرب الاحباط في نفوس اولئك الذين لا يملكون الواسطة فالطالب علي سبيل المثال لن يثابر ولن يبذل قصاري جهده في الدراسة اذ كان يؤمن بانه بغير الواسطة لن يدخل التخصص الجامعي الذي يرغب فيه، وكذلك الموظف سيصاب بالخمول وقلة الانتاجية اذا ما كان الترقي فرصة لغيره وليس له باعتباره شخصا نكرة لا يملك من الواسطة شيئا فالمجتمعات الاقل استخداما للواسطة والمحاسبة لمن يستخدمها تجد ان اداء الناس فيها مختلف عن المجتمعات التي تعاني من تخمة في الواسطات.
وتجد الدكتورة سرور ان كلما كانت مشكلة الواسطة علي قمة الهرم ومتمركزة في المجتمع كلما كان حلها وعملية القضاء عليها اصعب مؤكده علي ضرورة محاسبة المتوسطين وخاصة اولئك الذين بسلوكهم هذا يسلبون الغير حقوقهم كالموظفين الذين يحرمون من ترقياتهم والسبب ان غيرهم وهم من اصحاب الواسطات قد ادرجوا عليها.
مختتمة باقتراح بوضع آلية للنظر في مثل هذه القضايا في المحاكم حتي تكون رادعة لكل من تسول له نفسه اللجوء اليها. ولتكون خطوة في سبيل القضاء علي هذه الظاهرة.
Catsocaff
2005-03-19
استطلاع ـ ياسمين خلف:
اكره من اعماقي كلمة واسطة فما مررت به من تجربة قاسية جعلني اكره ان اكون وسيطا او لاجئاً لواسطة لاي كان، علي الرغم انني وبعد ان نفذت حيلتي وصبري لجأت لاستخدامها لا ايماناً بها، وانما لخوفي علي مستقبلي وخوفي من ان يمر علي قطار الزواج دون ان اقوي علي الركوب فيه!
حكاية حسن الشيخ ـ موظف علاقات عامة في وزارة الصحة نموذج لظاهرة الواسطة التي باتت عرفا بين الناس فما منا من لم يسمع او يمر عليه شخص يسأله اذ ما كان له واسطة عند الوزارة الفلانية او عند ذاك المسؤول او عند تلك المتنفذة! وما منا من لم يطرق بابه جاهل وقليل الخبرة وضعيف الكفاءة ومتدني المستوي العلمي طالبا منه توظيفه في المكان الفلاني والذي غالبا ما يحظي بفرصة، طالما حلم بها ذاك الخريج المتفوق الذي افني سنوات من عمره في سهر وتعب! والسبب الواسطة التي لاتفرق بين هذا وذاك الا بدرجة المعرفة والعلاقة الاجتماعية التي تربطهم بين اصحاب النفوذ…
للظاهرة ابعاد واسباب ادت الي بروزها علي السطح، حاولنا من خلال الاستطلاع التالي تسليط الضوء علي جوانبها والحلول الممكن استخدامها لمنع تفاقمها، حتي لا نصرخ يوما علي وضع بات من المستحيل تغييره!
وعودة الي حسن الشيخ وما مر به من تجربة وصفها بالقاسية قال: تخرجت من جامعة بونا في جمهورية الهند في تخصص اقتصاد وعلوم سياسية، ورجعت لارض الوطن وكلي امل بالوظيفة، الا ان الواقع صدمنا فمن تخرج معي في نفس الفترة تم توظيفهم بمراكز مرموقة لواسطاتهم، وانا بقيت ابحث وابحث عن العمل، متأبطا شهادتي التي لم تشفع لي، فعلي الرغم من ان والدي شخص معروف في البلد لم اشأ ان استخدم واسطاته المتعددة، فاضطررت للعمل في مصنع للالبان وعلي الرغم من ان المسمي الوظيفي كان منسق الا انني كنت انظف الرفوف واغسل! باختصار كانت وظيفتي ذات الدوامين بسيطة ولا تناسب المؤهل الاكاديمي الذي كنت احمل وبراتب لم يتجاوز الـ 120 دينارا!
ولجأت للواسطة
ويكمل: استمريت في هذا العمل لمدة ثلاث سنوات الا ان الخوف علي مستقبلي جعل القلق يتسلل الي اعماقي، خصوصا اني كنت اري سنوات عمري تمضي وانا عاجز عن تكوين حياتي الخاصة بالزواج وتكوين عائلة، ولو كنت حينها اصغر سناً مما كنت عليه لربما صبرت، ولكني وللاسف وجدت نفسي اخضع للواسطة، واطلبها من والدي لاسابق العمر قبل ان يسبقني، فلجأ والدي بدوره لرجل متنفذ فحصلت علي وظيفة بأسهل من شرب فنجان القهوة فطعمها حقا مختلف…
وبتنهيدة اكمل: ولكني ارفض رفضا قاطعا ان يعامل الانسان بمبدأ ماله من واسطة، التي هي الطريق نحو الفساد الاداري وعدم الانتاجية، فالواسطة تنتشر بالدول العربية خاصة والدول النامية عامة بشكل غير موجود باعتقادي في الدول الاجنبية، بل ان الواسطة لاترتبط فقط بالمعاملات اذ تتجاوزها حتي في العلاقات الانسانية، فقد اعامل زيدا لانني اعرفه افضل من عمرو لانني لا اعرفه!
وفي كل ذلك يلقي بظلاله السوداء علي مجتمعنا الذي وتفشت فيه الواسطة والذي سيزداد فيه الفساد الاداري والعمالة المقنعة، التي ومعها ستكدس موظفين لا حاجة لوجودهم فقط لزجهم في الوظائف كرمان لعيونهم علي حد قول اللبنانيين!
وعن الحلول التي يطرحها الشيخ اشار الي ضرورة اتاحة الفرصة للاكفاء، واختيار الشخص المناسب للمكان المناسب وسن قانون وفرض نظام لمحاسبة الموظفين والمتنفذين الممارسين للواسطة، وخلق ثقافة في المجتمع عبر وسائل الاعلام لمحاربة هذه الآفة.
ظاهرة لابد من دراستها
وتجد الدكتورة عائشة الشيخ ـ محاضرة بقسم العلوم النفسية والاجتماعية في كلية العلوم الصحية ان الواسطة ظاهرة علي الرغم من كونها عرفا اجتماعيا لم تاخذ حقها من الدراسة والبحث، كونها ظاهرة غير ملموسة كما هو حال الرشوة التي هي جزء من الواسطة ولكنها ملموسة كونها توسط المعرفة للحصول علي فائدة بمقابل مادي، وجاء علي لسانها: قد يلجأ احدهم لمسئول ما للحصول علي وظيفة . فان كان ذا كفاءة وحاملا لمؤهل اكاديمي فان تلك ليست بواسطة خصوصا ان ليست هناك فائدة متبادلة حيث ان طالب الوظيفة يريد فقط توصيل مؤهلاته وليس استغلال المسؤول الفلاني للحصول علي وظيفة اصلا غير اهل لها مستغلا معرفته الشخصية بذاك المسئول.
واكملت الدكتورة عائشة: ذلك نوع من الفساد الاداري ولا بد من محاربته في جميع الوزارات فلو تعين كل موظف بحسب مؤهلاته وكفاءته لانتفت الواسطة، ولو تمت الخدمات تبعا لاستيفاء الشروط لما دخلت الواسطات، فكل ما يحدث هو نتاج اعتبارات شخصية لا علاقة لها بالموضوعية وعليه تهضم الحقوق ويهضم اصحاب الكفاءات حقوقهم، ومن وجهة نظري كوني اولا انسانة معايشة للمشاكل الاجتماعية وثانيا اكاديمية فانني غالبا ما يمر علي شباب يعانون من مشكلة البطالة والسبب افتقادهم للواسطة علي الرغم من كونهم ذوي مؤهلات علمية، وذلك حقا يغيظني، فلو كان هناك عدل اجتماعي لما انتشرت هذه الظاهرة.
ودعت الدكتورة الشيخ الي ضرورة تناول الظاهرة الواسطة بالدراسة والبحث لتنبيه الناس للمشكلة وبيان مدي انتشارها في المجتمع، ،بناء علي النتائج توضع الحلول للقضاء عليها والامر لا يقف عن هذا الحد بل لابد من اصدار قرار قانوني من شأنه أن يحاسب السلطات المفسدة، وبنظرة اكثر تفحصا فاننا نلحظ هذه الظاهرة في الدول العربية اكثر من الاجنبية ومن باب اولي ان نحارب هذه الافة كدول اسلامية لتطبيق العدل في المعاملات الانسانية والاجتماعية.
الواسطة وهجرة العقول
الواسطة والمحسوبية مفروضة علينا في حياتنا اليوم، والمشكلة ان تلك الظاهرة ساهمت في هجرة العقول المحلية الي خارج البلاد. بهذه المقدمة بدأ حديثه حمد بن جاسم حربي ـ اعمال حرة ـ وقال مكملا: لعدم التفات المسؤلين لبعض الكوادر البحرينية سواء كتاب ومفكرين ،اطباء واصحاب شهادات جعلهم يفرون هاربين لوضع افضل، فهؤلاء كالجواهر بل اغلي حتي من ثروات النفط نفسها وبخروجهم تخسر البلاد ثروة ما بعدها ثروة. ومن سوف يستقطبهم حتما سيجني ثمرة من ثمرات وطننا. فلو درس اي شخص لا يملك الواسطة وتربي وشرب وتنفس في بلده ويريد من يصفق له بعد مسيرة من الجهد والعطاء لا ان تغلق الابواب امامه وسيبحث حقا عن يد تنتشله وان كانت خارج وطنه والا فان طريق الانتحار قد يكون طريقه، وهذا ما يخلق الشرخ بين صاحب الواسطة والمواطن قليل الحيلة.
وعن الحلول المقترحة قال: لابد من وجود اسس وقواعد علي اساسها يتم اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، وان لا يتم تقييم الناس علي اسس عنصرية او طائفية او مادية والا سندخل في متاهة.
وتجد الدكتورة سرور قاروني ـ عضو مجلس ادارة جمعية البحرين النسائية ـ واستشارية اولي تطوير الطاقات الانسانية ان الواسطة والمسحوبة نتاج طبيعي لتراجع القيم في اي مجتمع، مؤكدة علي انها ظاهرة منبوذة بالفطرة الانسانية وانها تبدأ افرادا حتي تتفشي وتصبح عادة في اخلاقهم. وقالت مضيفة: الواسطة مع مرور الوقت تصبح ضرورة للحصول علي حق، مما يجعل اصحاب القيم في كثير من الاحيان وتحت الضغوط يلجأون للواسطة كردة فعل علي الواقع ونتيجة للظروف التي تقهرهم وتحتم عليهم استخدامها فتكون تلك الخطوة الاولي في طريق الخطأ، ومع زيادة اعداد المعتمدين علي الواسطة يزداد الفساد في المجتمع وقد لا يكون ايذاء شخص ما هو القصد ولكنه حتما سيكون نتيجة لاخذ حق شخص هو اكفأ واهل لتلك المنفعه.
وتواصل الدكتورة قاروني بنفس الحماس الذي بدأت به: كل ذلك سيكون عاملا في تسرب الاحباط في نفوس اولئك الذين لا يملكون الواسطة فالطالب علي سبيل المثال لن يثابر ولن يبذل قصاري جهده في الدراسة اذ كان يؤمن بانه بغير الواسطة لن يدخل التخصص الجامعي الذي يرغب فيه، وكذلك الموظف سيصاب بالخمول وقلة الانتاجية اذا ما كان الترقي فرصة لغيره وليس له باعتباره شخصا نكرة لا يملك من الواسطة شيئا فالمجتمعات الاقل استخداما للواسطة والمحاسبة لمن يستخدمها تجد ان اداء الناس فيها مختلف عن المجتمعات التي تعاني من تخمة في الواسطات.
وتجد الدكتورة سرور ان كلما كانت مشكلة الواسطة علي قمة الهرم ومتمركزة في المجتمع كلما كان حلها وعملية القضاء عليها اصعب مؤكده علي ضرورة محاسبة المتوسطين وخاصة اولئك الذين بسلوكهم هذا يسلبون الغير حقوقهم كالموظفين الذين يحرمون من ترقياتهم والسبب ان غيرهم وهم من اصحاب الواسطات قد ادرجوا عليها.
مختتمة باقتراح بوضع آلية للنظر في مثل هذه القضايا في المحاكم حتي تكون رادعة لكل من تسول له نفسه اللجوء اليها. ولتكون خطوة في سبيل القضاء علي هذه الظاهرة.
Catsocaff
2005-03-19
أحدث التعليقات