نشرت فى : أبريل 2015

الخليجيات والخدم

الجمعة الموافق 20/2/2014 م

 

الخليجيات والخدم

مقطع صوتي أرسلته زميلة لي عبر برنامج الواتس اب، كانت مكالمة غرامية بين آسيوي و”معزبته الخليجية”، كان بالنسبة لي صدمة كبيرة، اعتقدت في البداية أنه أحد المقاطع الصوتية الفكاهية، التي يقلد فيها رجل صوت امرأة ليخلق حوارا فكاهيا، إلا أنني صدمت بأنها مكالمة حقيقية، تجاوزت حدود الأدب إلى درجة تخدش الحياء، زميلتي كانت تضحك من دهشتي، مؤكدة بأنها ظاهرة ليست بالجديدة بل وظاهرة آخذه في التضخم، قالت: “لا تنسي الآسيويون بشر، ولهم مشاعر كغيرهم من الرجال، ولهم رغبات، وهناك في المقابل نساء يجدن متعة خاصة في مثل هذه العلاقات البعيدة عن الأنظار”!

بعض القضايا كالتابو المحرم الممنوع الاقتراب منه، والويل والثبور لمن يتجرأ ويفتح باب مناقشتها، تماماً كقضية علاقة “بعض” الخليجيات بالخدم الأجانب، رغم خطورة الظاهرة، وتأثيرها على الهوية الخليجية، وقبلها الانحدار الأخلاقي الذي قد تنزلق فيه بعض الخليجيات، إلا أن مواجهة المشكلة ضرورة، والدواء وإن كان مراً لا بد من تجرعه، لا نعمم، ولا نعمد إلى تشويه صورة أحد، فأنا خليجية، وما يمس اي خليجية من سمعة تمسني، وما يطالها من تشويه يطالني، ولكن أحياناً علينا ان نواجه الشرر منذ البداية لمنع انتشار الحريق، ولنصد النار كي لا تطال بيوتنا وتحيلها إلى خرب ورماد ودمار، إن تغاضينا عنها في البداية، لن يُسمع حينها صوتنا إن جأرنا يوماً بالشكوى، ولن ينفعنا خجلنا عندما يقع المحظور.

ما الذي يدفع بخليجية إلى إقامة علاقة عاطفية أومحرمة مع سائقها / خادمها/ طباخها/ أو حتى الزراع في بيتها؟ رغم انها تعرف أنها علاقة لن تتوج بالزواج، وانها قد تحفر قبرها بيديها بفعلتها هذه عند بعض القبائل الخليجية إن ما كشف أمرها، ما الذي ينقصها لتنجر وراء علاقات يهتز لها عرش الرحمن، وهي عن كل ذلك معززة مكرمة؟ لا بد من وجود خلل ما في الأسرة، خلل في علاقة هذه الفتاة بوالديها وأفراد عائلتها، نقص عاطفي تشبعه بطريقة متمرده على واقعها، تحد ربما للعادات والتقاليد، وربما انتقاماً من والديها اللذين بالغا في مراقبتها، والذين قد يجدان أنهما يحميانها، وتجدهما “هي” قيودا يمنعانها من العيش بحرية.

احدهم وهو خليجي يقول إنه أحب فتاة وعندما صارحها برغبته في الزواج منها، تهربت، إلى أن اعترفت بعلاقتها المحرمة مع السائق منذ أكثر من 6 سنوات!، والذي بحسبها لا يمكنها أن تقطع علاقتها به رغم انها مستسلمة لواقعها وبأنها لن تتمكن من الزواج منه، وهي فتاة كما يقول، جميلة، متعلمة، ومن عائلة محترمة، ولا ينقصها شيء، ويتمناها كل شاب! إلا أنها – كما يبدو وللأسف – بعيدة عن مراقبة الأهل فوقعت في المحرم، وقبل هذا وذاك لم تتلق التربية التي تحصنها فعلاً من اقتراف هذه الفاحشة.

ياسمينة: كونوا اصدقاء بناتكم، لا الشدة تنفع في التربية، ولا ترك الحبل على غاربه، الوسطية – في كل شيء – طوق النجاة من كل هلاك.

 

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/koEeW9hbjm

الجمعة الموافق 20/2/2014 م   الخليجيات والخدم مقطع صوتي أرسلته زميلة لي عبر برنامج الواتس اب، كانت مكالمة غرامية بي...

إقرأ المزيد »

ابحث عن فضولي

الخميس الموافق 13/2/2014 م

 

ابحث عن فضولي

في سنوات طفولتنا، كنا نبحث بشغف عن شخصية فضولي المعروفة في مجلة “ماجد”، كانت مشاعر الفرح بنشوة الانتصار على “فضولي” وكشف موقعه تجعلنا نقهقه ونرقص فرحًا، ونُسارع لرسم دائرة عليه، كدليل عن كشف مكانه والفوز عليه. لم نعد أطفالاً، ولم نعد نفرح بوجود “فضولي” هنا أو هناك، بل إن الأمر لم يعد بحاجة إلى جهد للبحث عنه، فهو وقبيلته “أكثر من الهم على القلب” كما يُقال، أعدادهم لا تُحصى، وفي كل مكان، وبدلاً من أن نبحث عنهم هم من يبحثون عنا، هذا إن لم نكن أصلاً لا نغيب عن أعينهم، فيتربصون بنا، ويعرفون كل شاردة وواردة عنا، ولا أمزح إن قلت إنهم أحيانًا يعرفون أمورًا تتعلق بنا قبلنا!

نوصم نحن معشر الصحافيين بالفضول، ونُنعت أينما كنا بالفضوليين، ذلك صحيح ولا ننكر ذلك، فمهنتنا تُحتّم علينا أن نبحث هنا وهناك، فالصحافي إن لم يكن فضوليًا لن ينجح مهنيًا، ولكن مهلاً، فضولنا – الصحافيين – لا يعني أن نحشر أنوفنا في أمور لن تأتي علينا وعلى المجتمع بالمنفعة، فنحن نعرف أن نفرّق بين فضول سيقودنا لتقويم اعوجاج في المجتمع وبين التدخل في خصوصيات الآخرين بما ليس له داعٍ أو مبرّر، فلكل منا الحق في الاحتفاظ بخصوصيته التي يرتقي البعض منها لأن يكون أسرارًا يجب ألا يطلع عليها أحد، وإن كان فضول الصحافي مبررًا، فإنه ليس كذلك بتاتًا إن كان صادرًا من شخص لا هدف له إلا التدخل فيما لا يعنيه، ولا هدف له من الفضول إلا الفضول نفسه، مُسببًا الضيق والنفور والاستفزاز لمن حوله. فبعض الفضوليين سحبوا البساط من الصحافيين وتفوّقوا حتى على بعض وكالات الأنباء في البحث عن الأخبار ونشرها!

أستغرب حقًا ممن تستهويها مراقبة الداخل والخارج من الجيران، وكأنها غير مسؤولة عن أسرة وأطفال، ولا تملك ما تشغل به وقتها غير أن فلانة خرجت الساعة الفلانية، ورجعت الساعة الفلانية، ومع من؟ وماذا كانت تلبس؟ وما الأغراض والحاجيات التي تحملها؟ ومن زارها؟ ولمَ لم تزرها فلانة؟ والكثير من الأسئلة التي قد تحوم وتجول في بال من نصبوا أنفسهم أبراجًا للمراقبة؟ ويغيب عن بالهم قول الله تعالى “وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا”!

تذهب لإجراء معاملة، فيتلقفك فضولي آخر، لا يتركك إلا وهو جامع عنك ملفًا يصلح لأن يكون تقريرًا أو كتابًا لسيرتك الذاتية! ما الذي سيستفيد منه هذا الفضولي أو تلك الفضوليّة من نبش حياة الآخرين، ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن غيرهم!

ولأن كل شيء تطوّر، فالتجسّس هو الآخر والفضول تطوّرا كذلك، فلا يتوانى الفضولي عن مراقبة الناس عبر برنامج “الواتس اب”! دخل البرنامج الساعة الفلانية، وخرج منها الساعة الفلانية، نام متى؟ واستيقظ متى؟

ولكي نهزم “فضولي” كما نفعل عندما كنا صغارًا، علينا بالصدّ المُباشر لكل سؤال خاص يتعدّى حدود الأسئلة العادية، أو تلك التي تُعتبر طبيعيّة تعارفيّة ربما، وذلك بثلاث كلمات فقط: “ليس من شأنك” لنغلق عليهم باب الفضول، ونرسم حولهم دائرة تخجلهم، ليرتدوا عن هذه العادة المقيتة.

ياسمينة: يعجبني لقب “الحشريّة” الذي يُطلقه الشوام في لهجتهم على الفضول، لأنه يختصر ما هم عليه فعلاً، ويصفهم بما يليق بهم، والذي أعتقد أنه مشتق من لفظ “حشرة”، فهم كالحشرات التي تدخل في كل مكان، وتُسبّب الضيق للآخرين بل والتقزّز في أحايين أخرى، هذا طبعًا ناهيك عن ضررها.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/kWDU5nBbiL

الخميس الموافق 13/2/2014 م   ابحث عن فضولي في سنوات طفولتنا، كنا نبحث بشغف عن شخصية فضولي المعروفة في مجلة "ماجد"،...

إقرأ المزيد »

الصندوق الأسود

الخميس الموافق 6/2/2014 م

 

الصندوق الأسود

احترس، هناك صندوق اسود في بيتك، ربما لم تنتبه له بعد، ولكنه يقوم بدوره دون علمك، فأطفالك أشبه بهذا الصندوق المرفق في الطائرات، يسجلون كل معلومات وأسرار أهل المنزل، ويزودونها لمن يطلبها، ولا تستغرب إن ما تلقى طفلك الرشى في سبيل الحصول على هذه المعلومات، خصوصاً إن لم يتجاوز عمره اصابع اليد الواحدة، فهناك من يستل منه هذه المعلومات واسرار بيتك التي تعتقد أنها مدفونة لا يعرفها أحد، قد يكون أولئك من خارج المنزل، من الأهل المقربين، ولكن لا تتفاجأ أيها الزوج، ولا تتفاجئي ايتها الزوجة إن كان ينقل تلك الأخبار لأحدكما ضد الآخر.

إحداهن اعترفت بأنها جندت أبناءها لأن يكونوا “صندوقا اسود” لأبيهم لصالحها، يجلسون معه، فيفضفض لهم ويتكلم معهم بأريحية، بعدها يأتي دورهم في نقل كل ما دار بينهم لها، لتتصرف بحد قولها مع أبيهم، تقول هذه الزوجة إنها تعرف انها عادة سيئة، ولكنها مضطرة إلى اللجوء إليها بعدما وصلت علاقتها الزوجية إلى مرحلة الانهيار، وكادت أن تتدمر، بعد أن فقدت الثقة في زوجها بعد عدد من الخيانات الزوجية، وإنها اليوم وبعد أن وصل أبناؤها إلى سن المراهقة باتوا يتعاونون معها كونهم خبروا المشاكل التي وقعت بين ابويهم، فقاموا بدور “المخابرات المنزلية” لنقل كل ما يتحدث به أبوهم ويفعله إليها، لدرجة أنهم باتوا ناضجين كفاية ليزنوا الأمور، ويفرقوا بين ما يمكن نقله من أخبار، وما لا يمكن نقله، وما يمكن ان يحافظ على استقرار بيتهم وما قد يضره ويهز العلاقة فيه.

تقول إنها كأي زوجة وبحكم العشرة تكشف زوجها بسهولة، سواء كان ذلك من ملامحه وتعابير وجهه، أو حتى من فلتات لسانه، والزوج يعرف ذلك تماماً، لذا فإنه يكون حريصاً جداً، وقد لا يتفوه بكلمة مع زوجته، حينها ملجأه الوحيد هو ابناؤه، فيجلس معهم ويتحدث أكثر مما قد يتحدث مع زوجته، خصوصاً مع الفتور في العلاقة الزوجية، ولا يعلم أن الأبناء “غالباً” ما يكونون في صف والدتهم، التي يستشعرون أنها الحلقة الأضعف في المنزل، فيعملون لصالحها وفي فريقها.

لا نعمم طبعاً هذا الحال، فهي وسيلة قد يلجأ لها بعض الأزواج ممن يعانون من اهتزاز في علاقاتهم الزوجية، وهي معدومة ربما في الكثير من البيوت، وقد يجدها البعض مبالغة، إلا أن الأمر بحق بحاجة إلى التفاتة، فليس من الطبيعي أن تستمر حياة زوجية على اساس “التجسس والمخابرات وتجنيد الأبناء”.

 
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال https://instagram.com/p/kDWCxahbjh

الخميس الموافق 6/2/2014 م   الصندوق الأسود احترس، هناك صندوق اسود في بيتك، ربما لم تنتبه له بعد، ولكنه يقوم بدوره د...

إقرأ المزيد »

عزيزي الحلو

الخميس الموافق 30/1/2014 م

عزيزي الحلو

كنت استغرب، وبت اليوم أضحك من الموقف أكثر مما كان يحز في نفسي، وإن كان الأمر يجري على الجنسين معاً، إلا إنني سأركز هنا على ما قد تواجهه الفتاة من مواقف، وللشباب أن يعكسوا الحال عليهم، فالأمر حَّمال أوجه.

زميل لكِ، تعاملينه ويعاملك كأخ في العمل، تشاء الصدف وتلتقينه خارج أسوار العمل، إن كان لوحده، رحب بك وهلل، وأطال الوقوف، وستحلو له الأحاديث، التي لا تعرفين من أين بدأها ومتى سينهيها، لكن إن صادف والتقيتيه مع زوجته/ خطيبته ستنتابه علامات التخبط، وعدم معرفة طريقه، وسترتسم إمارات الخوف على ملامحه التي ستتلون بالألوان الأزرق والأحمر والأخضر، إن لم يكن قوس قزح قد وجد طريقه إليه! وكأنه قد رأى “جني أزرق” وليس بتلك الزميلة التي يتحدث، ويضحك معها في العمل، ويتواصل معها عبر وسائل التواصل الاجتماعية كل حين.

لا وصف يليق بهؤلاء سوى أنهم مرضى، وضعاف شخصية، إن لم يكونوا يعانون من فصام في الشخصية، يجعلهم يظهرون بشكل في العمل، وبشكل آخر في حياتهم الاجتماعية، فلا يمكن أن أدرج هذا التصرف في خانة احترام شريكة الحياة، فمن يحترم رفيقة دربه، يكون واضحا معها وجديرا بالثقة التي أولته إياها، ومن يخاف من سلوك أو تصرف، من الأولى أن لا يقوم به أصلاً، سواء كان أمام شريكة حياته أو خلفها – هذا إن ما حاول أحدهم أن يبرر تغاضيه عن السلام على زميلته احتراماً لزوجته! – عفواً فذلك ليس باحترام، وإنما “خيانة مقنعة” واستغفال لشريكة الحياة، فحري به أن يعرف زوجته بزميلته، بدلاً من لبس نظارة الأعمى عندما تصادفه في مجمع تجاري أو في أحد الطرقات. عذراً فمن لا يعرفني بوجود أهله، لا تشرفني معرفته، ولا حتى السلام عليه.

لنترك ذاك الزميل في جانب، ونلتفت لزملاء آخرين، ممن يضحكون على أنفسهم و”يعيشون الدور”، فمهما حاولت الزميلة أن تخلق الحواجز التي تمنع أن يفكر بأنه “الفارس المغوار” و”محطم قلوب العذارى” إلا أنها تفشل في إقناعه بأنه زميل، شأنه شأن العشرات من الزملاء في العمل، وليس أقل أو أكثر من ذلك، زميل يربطهما عمل ومكان واحد، ودون ذلك فهو غير موجود إلا في عقله. فعندما تقول لك زميلة “عزيزي” ليس معنى ذلك يا “عزيزي الحلو” أنك حبيب ولقلبها قريب، فهي كلمة شأنها شأن أخي، ولكن أرادت أن تعطي الأخوة برستيجا أكبر، فقرنتها بكلمة “عزيزي”، فلا داعي للقصص الرومانسية “الوهمية” التي تنسجها بمجرد مناداتها لك بـ “عزيزي”، يا عزيزي!

ياسمينة: من المؤسف السطحية في التفكير والتصرف في جيل “نعتقد” بأنه أكثر نضجاً وتفتحاً من الأجيال التي سبقتنا.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/jx-vhxBbqj

الخميس الموافق 30/1/2014 م عزيزي الحلو كنت استغرب، وبت اليوم أضحك من الموقف أكثر مما كان يحز في نفسي، وإن كان الأمر يجري...

إقرأ المزيد »

الذئاب الناعمة

الخميس الموافق 23/1/2014 م

الذئاب الناعمة

عفواً يا بنات جنسي، لن أكون اليوم نصيرتكن، فالحق حق، ولابد أن أتمرد عليكن إن ما وجد ما يسئ لي ولكن، وسأرفع سلاحي ضدكن، ولن أسكت على ما قد يعيبني ويعيبكن. كنا نحذر الصغار والفتيات من “الذئاب البشرية”، من الرجال الذين انسلخوا من الأخلاق، وطغت عليهم الصفات الحيوانية في سلوكياتهم ورغباتهم، ولكننا اليوم وللأسف علينا أن نحذر الشباب من “الذئاب الناعمة” التي رغم شراستها تخفي تحت جلدها الناعم وابتسامتها الساحرة، أنياب ومخالب قاتلة، يمكن أن تفتك، وتجهز بهما على فريستها.

“بعض” الفتيات بتن أجرأ من الأولاد، بتن هن من يضايق الرجال ويلاحقهم، وبات الرجال يتهربون منهن، إن لم يرفعوا فعلاً بلاغات ضدهن في مراكز الشرطة، كما نسمع ونقرأ في قضايا المحاكم في الصحف، البعض منهن وصلت بهن درجة الوقاحة إلى مرحلة التجرؤ ومعاكسة الرجال بلمسهم، كذاك الذي شكا من ملاحقة فتاتين له في مجمع تجاري، لتقترب منه إحداهما وتسأله عن شعره، إن ما كان طبيعياً أو “باروكة”، لتصل بإحداهما الجرأة إلى لمس شعره، بل وشده لتتأكد من ذلك بنفسها، وسط دهشة وصدمة الرجل الذي لم يعرف -حسبما قال- ماذا يفعل أوماذا يقول! حيث لُجم لسانه، وتسمر في مكانه من هول الموقف.

شاب، وهو طالب جامعي سأل عن الكيفية التي يمكن أن يتصرف فيها مع طالبة زميلة له في الدراسة، تلاحقه أينما كان، وتتبعه في كل المحاضرات، وتحاصره بنظراتها في الممرات، وفي مواقف السيارات “أجدها أينما وقع بصري، نظراتها تخيفني” هكذا شكا، من حالته المبكية المضحكة في آن واحد، فيما يشكو آخر من مكالمات، ورسائل إحدى قريباته المتكررة والمؤذية، رغم أنه اعترف لها بأنه لا يفكر في الارتباط حالياً، كونه لا يزال على مقاعد الدراسة، ولا يزال يأخذ مصروفه من والده، ويخطط لإكمال دراساته العليا! ورغم كل ذلك لا تزال تلاحقه أينما كان ويكون.

مواقف، وقصص كثيرة، البطلات فيها رمين الحياء وراء ظهورهن، وبتبجح وجرأة يعاكسن الرجال ويتحرشن بهم، لا نبالغ إن قلنا أن الرجال يتهربون منهن، ولا نفتري عليهن إن قلنا أنهن بتن أكثر إزعاجاً من المراهقين، أو الشباب الصبيانيين! حقاً “بنات آخر زمن”، فاحذروا أيها الشباب والرجال من “الذئاب الناعمة”.

ياسمينة: ما الذي ستجنينه إن ما عرضتِ كرامتك للإهانة؟، فالرجل الشرقي لا تروق له الفتاة التي تعرض نفسها، وتتخطى حاجز الجرأة لتوصم بالوقاحة، وليكن بعلمك حتى وإن ظفرتِ بمن رميتِ عليه شباكك، ستبقين في نظره تلك التي “رمت” ورخَّصت بنفسها، فكوني تلك الغالية، صعبة المنال.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/jf6qBAhbhf

الخميس الموافق 23/1/2014 م الذئاب الناعمة عفواً يا بنات جنسي، لن أكون اليوم نصيرتكن، فالحق حق، ولابد أن أتمرد عليكن إن م...

إقرأ المزيد »

أنتم ملائكة ونحن شياطين

الخميس الموافق 16/1/2014 م

أنتم ملائكة ونحن شياطين

ماذا لو كانت الجَنّة والنّار بأيدي البشر؟ أتظنون أنّ الجنّة ستمتلئ بالنّاس، وستخلو النّار من البشر؟ نظرة قد لا تروق للبعض، ولكن لنترك لأنفسنا عنان الخيال، لنعرف ما نحن عليه من حال! لو كان الأمر كذلك، صدّقوني لمُلِئت النار عن آخرها بالناس، وخَلت الجنّة، إلا لمن كان بيده قرار دخول أو خروج الناس منها، فرحمةً بنا كان الأمرُ بيد ربّ البشر دون سواه.

استغرب من حال الناس حولنا، الذين أخذوا وظيفة الله عزّ وجلّ، وقسموا الناس على أهوائهم، هذا سيخلد في النار، وهذا له الجنّة ونعيمها!، فكل واحد منهم يعتقد أنه دون البشر، يملك جناحين غير مرئيّين أشبه بالملاك، ويرى من حوله شياطين من غير ذيل أو قرون، يعتقد أنه الوحيد بلا أخطاء، وأنه المعصوم، الذي لا يأتيه الباطل من ورائه، ولا من خلفه ولا من بين يديه، وأن جميع الناس من حوله كفرة، عاصون، مذنبون غارقون في آثامهم حدّ الأذنين إن لم يكونوا قد غرقوا فعلاً وبحاجة إلى من ينقذهم من الهلاك.

عجبي من يتصيّد زلات غيره، وعن زلاته أعمى، ينصح ويزبد ويرعد في توجيه نصائحه وتحذير غيره من يوم الحساب، وينسى أن النصيحة لا تكون بالفضيحة، وأنّه “لو كنت فظًا غليظ القلب لانفضّوا من حولك”، يعتقد أن الناس كما كانوا قبل مئات السنين، ينخدعون بالمظهر، فينكّسون رؤوسهم إلى كلّ من اتّخذ من لباس رجال الدين ستارًا، أو من الحجاب وقارًا يخفي ما لا يعلمه إلا الله ستار العيوب، الناس لم تعد ساذجة، وصكوك الجنّة والنّار لو كانت بأيدينا – بأيدي البشر- لما خلق الله يوم الحساب، حيث تمحّص القلوب، ويجزي كلاً بنيّته وبما قدّمت يداه، فله وحده الحُكمُ لأنه الحَكم.

كفانا حكمًا على غيرنا، وكفانًا غرورًا بأنفسنا، فلا يعلم سرائر البشر، إلا الله جلّ جلاله، فحتّى عبدك، وخادمك، لا تقلل من شأنه، فلا تعلم قد يكون هو أقرب إلى الله منك، فلا تهزأ به ولا تحطّ من قدره. وبدلاً من الانشغال بعيوب الناس، وغفلاتهم، انشغلوا بأنفسكم، وقوّموا من أخلاقكم، واتركوا محاسبة الناس لخالقكم وخالقهم.

ياسمينة: تأملوا جيدًا آيات الله عزّ وجلّ في مُحكم كتابه، في سورة “ص” عندم قال: “ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار (62) اتخذناهم سخريًّا أم زاغت عنهم الأبصار (63) إن ذلك لحقّ تخاصم أهل النار(64) صدق الله العلي العظيم.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/jN6PdZhbu2

الخميس الموافق 16/1/2014 م أنتم ملائكة ونحن شياطين ماذا لو كانت الجَنّة والنّار بأيدي البشر؟ أتظنون أنّ الجنّة ستمتلئ با...

إقرأ المزيد »

متى نتأدب؟

الخميس الموافق 9/1/2014 م

متى نتأدب؟                                           

هناك من الناس من تقول بينك وبين نفسك لو كان “أبكماً” لكان خيراً له وخيراً لمن حوله، فليس هناك أكثر ألماً من أن ترى من لا يزن كلامه، يحرج من أمامه، وليت الأمر يقف عند الإحراج وكفى، بل يتعداه إلى جرح الأحاسيس والمشاعر، وتقليب المواجع، التي بعضها لها فعل السكاكين في القلب، وفعل رش الملح على الجرح، فيترك الأخير ينزف، وهو يضحك دون مبالاة ويمضي، كمن رمى سهماً ونسيه!

الإحساس بالآخرين نعمة، بل هو خُلق عظيم، فما الذي سيجنيه المرء إن سأل من تأخر في الإنجاب عن عدم إنجابه للأطفال؟ وما الذي ستجنيه فلانة إن سألت عزباء في حفل زفاف متى سترتبط ؟ ولِما تأخرت عن بنات جيلها في الزواج؟ وكأن مقادير الله وحكمته في يدها! أو أن تسأل رجلاً عاطلاً عن العمل في مجلس للرجال “وأنت ليش ما تشتغل”؟ فيذهب ماء وجهه، ويحط من قدره وكرامته. أو أن تسأل أماً ثُكلى كيف مات ابنك؟ وأين كنتِ حينها؟ فيكفيها من الوجع والألم اللذين حرماها من لذة النوم والعيش بعده، وتقليب مواجعها، يذبحها ويعيد شعور الفقد لديها كما لو كانت للتو تتلقى خبر موته.

احفظوا ألسنتكم ولا داعي لأن تسألوا مشوهاً أو صاحب ندبة في الوجه عن سببها، فالوجه موضع العزة، فبلاشك حاول إخفاءها، وربما حفت قدماه من طبيب لآخر، ولكن دون جدوى! وإن لاقيتم يتيماً وعرفتم بذلك، فلا داعي لأن تطلقوا العنان لفضولكم وتسألوه عن سبب موتهما، ولا داعي للحديث عن آبائكم وأمهاتكم في حضرته، فيكفيه الحرمان والحنين لهما.

وإن أردت أن تتصدق وتساعد فقيراً، لا تسأله إن كان يريد نقوداً أم لا؟ إما أن تتحدث بالحسنى، وإما أن تفعل الخير وأنت صامت، ولا داعي للتجريح كأن تقول لما لا تذهب وتعمل بدلاً من أن تعيش على مساعدات غيرك؟ حتى ضيفك لا تسأله إن كان يريد شراباً أو طعاماً، ضيّفه دونما سؤال، فإن سألته فقد حرمته. وإياك إياك أن تُضحك الآخرين على صديق أو رفيق، فلا تستظرف دمك على حساب مشاعر غيرك، فبعض الجروح لا تندمل، والشروخ لا تخفى كلياً مهما فعلنا.

وإن رأيت معاقاً، أو مريضاً، فلا داعي لنظرات الشفقة التي لن تساعده، بل ستحطمه، وحاول أنك لا تطيل النظر إليه، وإن حدثته، حدثه كأي إنسان طبيعي لا يعاني من أي مشكلة، كي لا يشعر بالنقص.

لا تتدخل في حياة الآخرين، فلكل شخص – كما أنت- خصوصيات لا يحب أن يتطفل الآخرون عليها، وقبل أن تسأل لتكن ألفاظك مهذبة، وأسلوبك محترماً، كي لا تكون فظاً، منبوذاً، ثقيلاً في المجالس والحضور، فمتى نتأدب ونزن ألفاظنا، وكلماتنا، وحتى نظراتنا، لنرتقي بأخلاقنا، متى؟

ياسمينة: يُقال “لا تسأل المرأة عن عمرها، ولا تسأل الرجل عن راتبه”.

الخميس الموافق 9/1/2014 م متى نتأدب؟                                            هناك من الناس من تقول بينك وبين نفسك لو...

إقرأ المزيد »

يا رب أبدأ بي أنا

                                                                                                                     

الخميس الموافق 2/1/2014 م

يا رب أبدأ بي أنا

جميل ما نادى به أهل الكتاب في قداسهم في كنيسة الإرسالية الأمريكية في العاصمة المنامة في حفلهم لاستقبال العام الجديد، كلمات تختصر دعوات ومؤتمرات ولجان تقام على مستوى الدول، وتصرف عليها المبالغ الفلانية في أرقى الفنادق والقاعات، ومع ذلك لا يصلون في النهاية إلى أي تغيير، سوى توصيات ترص في أوراق، مصيرها أدراج مقفلة، وسلات القمامة.

جاء في رسالتهم.. “يتساءل الوحي المقدس في رسالة الرسول يعقوب، من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا: من لذاتكم المحاربة في أعضائكم؟ يع 1:4” عندما نقف أمام الله، ونصلي، فعادة نصلي أن يغير الرب الأحداث، ويبطل الحروب، وينهي العنف الموجود في كل مكان، شيء جيد، ولكني أود أن نغير طريقة صلواتنا من يارب غير الأحداث إلى يارب غير الأشخاص، لأن الحروب والعنف والكراهية لا تصنع نفسها، بل الذي يصنعها هو الإنسان. لذلك نحن نحتاج للتغيير، تغيير القلب والذهن فيكونان مصدرا للسلام، والحب، والتسامح والتعايش، وقبل أن تصلي ليغير الله الآخرين ابدأ بنفسك أولاً، فلتكن صلواتك إلى الله “يا رب غير الآخرين وابدأ بي أنا، آمين يا رب العالمين”.

لنواجه أنفسنا، حتى وإن كنا قاسين في المواجهة، فالله عز وجل لا يظلم الخلق، وما نحن فيه من سوء الحال، وخراب الديار، ما هو إلا من صنع الإنسان وحده، فلو واصلنا ليلنا بنهارنا بالدعاء والصلاة لأن تقف الحروب والأحداث المؤسفة التي تعصف ببلداننا العربية، لما توقفت! فما دام البشر ينهشون في لحوم بعضهم البعض، وما دامت أفكارهم ومعتقداتهم تكفيرية، دموية، فلن تقف الحروب، ولن تهدأ الشوارع، كيف تهدأ وهي التي رُبت على أن كل من يختلف عنها يستحق القتل والإبادة، حتى وإن كان طفلاً صغيراً، أو شيخاً كبيراً، أو امرأة لا حول لها ولا قوة، المهم هو التصفية لكل من له معتقدات ومذاهب وأفكار مغايرة عنهم. كيف تتبدل أحوالنا وتستقر شوارعنا، وهناك من يسعى للظلم، والقهر، وسرقة الأموال، والبحار، والأراضي، وتحقيق المصالح والغايات الشخصية على المصالح العامة؟

نتمنى من الأعوام الجديدة أن تكون أفضل حالا من سابقاتها، وكأن السنوات تأتي كالهدايا المغلفة التي تفاجئنا بما هو بداخلها، الأعوام لا شأن لها بما يصنعه الإنسان، وما يسهم في تشكيل أحداثها، نحن من يقرر ما تكون عليه أعوامنا الجديدة، لو أن كل فرد منا سعى لأن يكون مسالماً، محباً لغيره، محترماً لمذاهب وشعائر ومعتقدات من يعيشون حوله، ساعياً لتطوير نفسه، متسامحاً مع من يعيشون معه، لما حدثت المواجهات، ولم تقم الحروب والنزاعات،ولعاش كل فرد منا مرتاح الضمير، مطمئن البال. ويكفي أن نتذكر بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

ياسمينة: كل عام وأنتم بخير أحبتي

                                                                                                                      ال...

إقرأ المزيد »

الكويتية.. وطعناتها الثلاث!

الخميس الموافق 27/12/2013 م

الكويتية.. وطعناتها الثلاث!

لم يكن ليتوقع شاب كويتي أن مغامرته باللحاق بفتاة في الشارع والتحرش بها وهي تستقل سيارتها، ستنتهي به آخر المطاف بثلاث طعنات في البطن والصدر والكتف، وتدخله سريعاً إلى المستشفى، في موقف صدمه، وصدم الشعب الكويتي وفاجأه، خصوصاً إن الفتاة لم تهرب بعد كل ذلك، ولم تصب بالذعر جراء ما قامت به من فعل متسرع وطائش، ربما أكثر طيشاً من تصرف الشاب كما يرى البعض، بل جلست على مقدمة سيارته، وأخذت تنتظر رجال الأمن الذين اقتادوها للتحقيق.

الحادثة بصراحة فتحت شهيتي لمناقشة قضية التحرش بالفتيات في المرافق العامة والشوارع، فكثيرات فقدن حياتهن بسبب تحرشات الشباب بالطرقات والشوارع السريعة، بعدما فقدن القدرة على التصرف، أثناء محاولتهن الفلات من ملاحقات الشباب! وأخبار الحوادث شاهدة على ذلك.

الفتاة في مثل هذه الحوادث غالباً ما تكون الحلقة الأضعف في المجتمعات العربية الشرقية، فأصابع الاتهام غالباً ما توجه إليها وبكل قسوة، بأنها هي السبب في حدوث تلك التحرشات، وكأنما الشباب ملائكة لا ينقصهم سوى أجنحة لتكتمل صورتهم الملائكية المعصومة من الخطأ. فتعلق تلك التصرفات اللامسؤولة والطائشة على شماعة خروج الفتاة لوحدها، أو كون ملابسها ملفتة، أو غيرها من الحجج التي تبرئ الشباب، وتلصق كل التهم على الفتيات.

لا ننكر، هناك فتيات وبصريح العبارة غير محتشمات، لا في لبس، ولا في مشية، ولا في ضحكة، ولا حتى في نظرات، ولكن هل ذلك مبرر لأن يجري الشباب وراء مثل هؤلاء الفتيات؟ إن كن يرتكبن معصية ولم يتحلين بالأخلاق، هل يعني ذلك إن ينزل الشباب لمستواهن ويرتكبوا هم الآخرون معصية وينحدروا بأخلاقهم؟ أيقابل الخطأ بخطأ؟ قالوا، ويقولون دوماً مبررين لهم كل فعل، بأن تلك أو هذه جرته لمثل هذه السلوكيات! الشاب المحترم سيحترم نفسه، ولن تجره فتاة لسلوك هو لا يريد القيام به، ألا يحمل فوق رأسه عقل يزن به الأمور، ويضبط فيه سلوكياته؟ أم أنه يساوي نفسه بمن يمشي على أربع فتتحكم فيه غرائزه لا عقله؟

قبل التسرع في ردة الفعل التي أتوقعها من الشباب للدفاع عن أنفسهم، لابد أن يواجهوا أنفسهم -المتحرشون طبعاً ولا أعمم على جميع الشباب- هل فريستهم في التحرش فقط الفتيات المتبرجات؟ وكأني بهم سيجيبون بالإيجاب، ولكن وليكونوا صادقين مع أنفسهم، فلا متحجبة، ولا منقبة، ولا متبرجة سافرة تسلم من تحرشات الشباب، بل لا فتاة في مقتبل العمر، ولا امرأة متزوجة، ولا حتى حامل يسبقها بطنها المنتفخ يسلمن من ضعاف النفوس، لنكن واقعيين وهذا ما نراه بأم أعيننا ولم يخبرنا به أحد، ولكم فيما يحدث في المجمعات التجارية خير دليل.

لن أكون متحيزة لبنات جنسي وإن كنا يستحققن أن أدافع عنهن من خلال منبري هذا، ولكن أقول ليس الشباب فقط من يتحرش، نعم هناك فتيات يتحرشن بالشباب، في مواقف تجعلك تقول بينك وبين نفسك، أنحن في آخر الزمان ليقوم النساء بالتحرش بالرجال؟ والمضحك المبكي أن الرجال يحاولن الإفلات منهن والتخلص منهن ومن معاكساتهن، وخير دليل قيام امرأة بحرينية بالتحرش برجل متزوج من خلال الهاتف، عبر إزعاجه المستمر بالرسائل النصية الغرامية، حيث سببت له مشاكل عائلية مع زوجته، والطريف إن المحكمة غرمتها بعشرين ديناراً بحرينياً!

ملف التحرشات متفرع وكبير قد لا تسع هذه السطور القليلة إيفاءه حقه، ولكن نتمنى أن تكون الشابة الكويتية قد أعطت المتحرشين درساً ليكفوا عن إزعاج “بنات الناس”.

ياسمينة: يقال إنه لكي تعرف فداحة ما تقوم به، ضع رجلك في حذاء غيرك، فهل تقبل إيها الشاب المتحرش أن يتحرش غيرك بأختك أو ابنتك، أو أمك أو حتى زميلة لك؟ وهل ستقبلين أيتها الفتاة المتحرشة أن تأتي فتاة أخرى وتتحرش بزوجك وتهدم مملكتك؟

الخميس الموافق 27/12/2013 م الكويتية.. وطعناتها الثلاث! لم يكن ليتوقع شاب كويتي أن مغامرته باللحاق بفتاة في الشارع والتح...

إقرأ المزيد »

لا تقتلوا أبناءكم

الخميس الموافق 19/12/2013 م

لا تقتلوا أبناءكم

هو قرار واحد، إلاّ أنه كفيل بقلب حياة أبنائكم رأسًا على عقب، فيُحوّلهم من شباب متحمّس لبناء أسرهم الخاصّة، والاستقلاليّة والاعتماد على النفس، إلى شباب لا يرون أمامهم سوى الخيبة والانصياع لرغبات الوالدين، حتى وإن كانوا بمثابة حجر عثرة في طريق مستقبلهم الذي يجدون فيه سعادتهم، ألم يوصِ الله بالوالدين إحسانًا؟ حينها كيف سيُوازنون بين البرّ بالوالدين وبين تخطيطهم لمستقبلهم؟

ما زالت عقدة الحسب والنسب تقف حجر عثرة أمام الكثير من الزيجات وأمام الشباب الذين تحرّكت مشاعرهم نحو فتيات وجدنا فيهن شريكات لحياتهم المستقبليّة، يتقدّم لإحداهن فيجد الرفض إمّا من قِبل أهل الزوجة أو حتى من قِبل أهله هو، فتتحطّم آماله على صخرة الواقع المرير، الذي يرفض حتى اليوم – رغم التقدّم العلمي الذي وصلنا إليه- التخلص من هذه العقد الاجتماعيّة، لا نقول أن يقبل الأهل فتاة من عائلة ذاع صيتها بما لا يليق ويُحمد، ولا أن يقبل أهل الفتاة اقتران ابنتهم بشاب سليل عائلة عُرفت بالمشاكل وسوء الخُلق، فلا أحد منّا أصلاً سيقبل على أبنائه أو بناته أن يرتبط بشخص لا يُفخر به، فالعِرق دسّاس كما نقول، وإنما نتحدّث عن اؤلئك الذين لا يشوب أخلاقهم ولا سمعتهم شيء سوى أنهم “مش أدّ المقام” كما يقول إخوتنا المصريّون.

شاب قطري، وجدته كما يقول قد فقد الرغبة كليّاً في الزواج، رغم أنه اليوم في الواحدة والثلاثين من عمره، وكل ذلك بسبب رفض أهله لفتاة كان قد رقص قلبه حبّاً فيها، بحجّة أن عائلتها لا تتناسب في مقامها مع عائلته، لم يجد غير السمع والطاعة لهم، كي لا يكون عاقًّا فيخسر رضا الله ويخسر جنّته، تقدّم لأخرى، ليس لأنّه يُحبّها هذه المرّة، وإنّما فقط إرضاءً لأهله بعد أن وجد أنها كما قِيل عنها “ست بيت”، فلمّا وصل الأمر للماديّات لم تتفق العائلتان، فلم يُوفّق بالزواج للمرّة الثانية، وها هو اليوم قد وصل إلى مرحلة عدم الرغبة بتاتًا في الزواج ولا حتى الإنجاب، وتساءل عن الفائدة التي سيجنيها من الزواج؟ مؤكدًا أنه عفيف وصائن لنفسه، حتى إنه لم يعد ينجذب لحسناوات الوجه ولا لرائعات الجسد، وإن الرومانسيّة التي كان يتمتع بها في فتوّته قد خبت جذوتها! حتى التفكير في الذرّية وإنجاب الأطفال لم يعد ذا أهمّية عنده، خصوصًا أنه يقوم بدور والد أبناء أخته منذ سنوات، ويعترف أنه وجد في نفسه أبًا فاشلاً، لم يستطع أن يزرع فيهم الأخلاق الحميدة، فكرِه نفسه أكثر وأكثر، وكرِه فكرة الزواج وإنجاب الأبناء.

هذا الشاب القطري، يجد أنه إذا تزوّج زواجًا على مقاس وتفصيل أهله، لن تجني من تكون زوجته إلاّ خيبة الأمل، وأنه لن يكون إلا “سترًا” لها ليس أكثر، وتساءل إن كان زواجه سيكون فقط لخدمة فتاة لم تجد زوجًا غيره لتتخلص من لقب “عانس” فيكسب من ورائها الثواب و الأجر؟ أعرفتم كيف أنكم تقتلون أبناءكم دون إسالة لدم ودون أن يُوارى التراب؟

ياسمينة: ألم يحن الوقت للتخلص من عادات الجاهليّة الأولى ؟

الخميس الموافق 19/12/2013 م لا تقتلوا أبناءكم هو قرار واحد، إلاّ أنه كفيل بقلب حياة أبنائكم رأسًا على عقب، فيُحوّلهم من...

إقرأ المزيد »