الصندوق الأسود

الخميس الموافق 6/2/2014 م

 

الصندوق الأسود

احترس، هناك صندوق اسود في بيتك، ربما لم تنتبه له بعد، ولكنه يقوم بدوره دون علمك، فأطفالك أشبه بهذا الصندوق المرفق في الطائرات، يسجلون كل معلومات وأسرار أهل المنزل، ويزودونها لمن يطلبها، ولا تستغرب إن ما تلقى طفلك الرشى في سبيل الحصول على هذه المعلومات، خصوصاً إن لم يتجاوز عمره اصابع اليد الواحدة، فهناك من يستل منه هذه المعلومات واسرار بيتك التي تعتقد أنها مدفونة لا يعرفها أحد، قد يكون أولئك من خارج المنزل، من الأهل المقربين، ولكن لا تتفاجأ أيها الزوج، ولا تتفاجئي ايتها الزوجة إن كان ينقل تلك الأخبار لأحدكما ضد الآخر.

إحداهن اعترفت بأنها جندت أبناءها لأن يكونوا “صندوقا اسود” لأبيهم لصالحها، يجلسون معه، فيفضفض لهم ويتكلم معهم بأريحية، بعدها يأتي دورهم في نقل كل ما دار بينهم لها، لتتصرف بحد قولها مع أبيهم، تقول هذه الزوجة إنها تعرف انها عادة سيئة، ولكنها مضطرة إلى اللجوء إليها بعدما وصلت علاقتها الزوجية إلى مرحلة الانهيار، وكادت أن تتدمر، بعد أن فقدت الثقة في زوجها بعد عدد من الخيانات الزوجية، وإنها اليوم وبعد أن وصل أبناؤها إلى سن المراهقة باتوا يتعاونون معها كونهم خبروا المشاكل التي وقعت بين ابويهم، فقاموا بدور “المخابرات المنزلية” لنقل كل ما يتحدث به أبوهم ويفعله إليها، لدرجة أنهم باتوا ناضجين كفاية ليزنوا الأمور، ويفرقوا بين ما يمكن نقله من أخبار، وما لا يمكن نقله، وما يمكن ان يحافظ على استقرار بيتهم وما قد يضره ويهز العلاقة فيه.

تقول إنها كأي زوجة وبحكم العشرة تكشف زوجها بسهولة، سواء كان ذلك من ملامحه وتعابير وجهه، أو حتى من فلتات لسانه، والزوج يعرف ذلك تماماً، لذا فإنه يكون حريصاً جداً، وقد لا يتفوه بكلمة مع زوجته، حينها ملجأه الوحيد هو ابناؤه، فيجلس معهم ويتحدث أكثر مما قد يتحدث مع زوجته، خصوصاً مع الفتور في العلاقة الزوجية، ولا يعلم أن الأبناء “غالباً” ما يكونون في صف والدتهم، التي يستشعرون أنها الحلقة الأضعف في المنزل، فيعملون لصالحها وفي فريقها.

لا نعمم طبعاً هذا الحال، فهي وسيلة قد يلجأ لها بعض الأزواج ممن يعانون من اهتزاز في علاقاتهم الزوجية، وهي معدومة ربما في الكثير من البيوت، وقد يجدها البعض مبالغة، إلا أن الأمر بحق بحاجة إلى التفاتة، فليس من الطبيعي أن تستمر حياة زوجية على اساس “التجسس والمخابرات وتجنيد الأبناء”.

 
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال https://instagram.com/p/kDWCxahbjh

الخميس الموافق 6/2/2014 م

 

الصندوق الأسود

احترس، هناك صندوق اسود في بيتك، ربما لم تنتبه له بعد، ولكنه يقوم بدوره دون علمك، فأطفالك أشبه بهذا الصندوق المرفق في الطائرات، يسجلون كل معلومات وأسرار أهل المنزل، ويزودونها لمن يطلبها، ولا تستغرب إن ما تلقى طفلك الرشى في سبيل الحصول على هذه المعلومات، خصوصاً إن لم يتجاوز عمره اصابع اليد الواحدة، فهناك من يستل منه هذه المعلومات واسرار بيتك التي تعتقد أنها مدفونة لا يعرفها أحد، قد يكون أولئك من خارج المنزل، من الأهل المقربين، ولكن لا تتفاجأ أيها الزوج، ولا تتفاجئي ايتها الزوجة إن كان ينقل تلك الأخبار لأحدكما ضد الآخر.

إحداهن اعترفت بأنها جندت أبناءها لأن يكونوا “صندوقا اسود” لأبيهم لصالحها، يجلسون معه، فيفضفض لهم ويتكلم معهم بأريحية، بعدها يأتي دورهم في نقل كل ما دار بينهم لها، لتتصرف بحد قولها مع أبيهم، تقول هذه الزوجة إنها تعرف انها عادة سيئة، ولكنها مضطرة إلى اللجوء إليها بعدما وصلت علاقتها الزوجية إلى مرحلة الانهيار، وكادت أن تتدمر، بعد أن فقدت الثقة في زوجها بعد عدد من الخيانات الزوجية، وإنها اليوم وبعد أن وصل أبناؤها إلى سن المراهقة باتوا يتعاونون معها كونهم خبروا المشاكل التي وقعت بين ابويهم، فقاموا بدور “المخابرات المنزلية” لنقل كل ما يتحدث به أبوهم ويفعله إليها، لدرجة أنهم باتوا ناضجين كفاية ليزنوا الأمور، ويفرقوا بين ما يمكن نقله من أخبار، وما لا يمكن نقله، وما يمكن ان يحافظ على استقرار بيتهم وما قد يضره ويهز العلاقة فيه.

تقول إنها كأي زوجة وبحكم العشرة تكشف زوجها بسهولة، سواء كان ذلك من ملامحه وتعابير وجهه، أو حتى من فلتات لسانه، والزوج يعرف ذلك تماماً، لذا فإنه يكون حريصاً جداً، وقد لا يتفوه بكلمة مع زوجته، حينها ملجأه الوحيد هو ابناؤه، فيجلس معهم ويتحدث أكثر مما قد يتحدث مع زوجته، خصوصاً مع الفتور في العلاقة الزوجية، ولا يعلم أن الأبناء “غالباً” ما يكونون في صف والدتهم، التي يستشعرون أنها الحلقة الأضعف في المنزل، فيعملون لصالحها وفي فريقها.

لا نعمم طبعاً هذا الحال، فهي وسيلة قد يلجأ لها بعض الأزواج ممن يعانون من اهتزاز في علاقاتهم الزوجية، وهي معدومة ربما في الكثير من البيوت، وقد يجدها البعض مبالغة، إلا أن الأمر بحق بحاجة إلى التفاتة، فليس من الطبيعي أن تستمر حياة زوجية على اساس “التجسس والمخابرات وتجنيد الأبناء”.

 
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال https://instagram.com/p/kDWCxahbjh

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.