الخميس الموافق 2/1/2014 م
يا رب أبدأ بي أنا
جميل ما نادى به أهل الكتاب في قداسهم في كنيسة الإرسالية الأمريكية في العاصمة المنامة في حفلهم لاستقبال العام الجديد، كلمات تختصر دعوات ومؤتمرات ولجان تقام على مستوى الدول، وتصرف عليها المبالغ الفلانية في أرقى الفنادق والقاعات، ومع ذلك لا يصلون في النهاية إلى أي تغيير، سوى توصيات ترص في أوراق، مصيرها أدراج مقفلة، وسلات القمامة.
جاء في رسالتهم.. “يتساءل الوحي المقدس في رسالة الرسول يعقوب، من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا: من لذاتكم المحاربة في أعضائكم؟ يع 1:4” عندما نقف أمام الله، ونصلي، فعادة نصلي أن يغير الرب الأحداث، ويبطل الحروب، وينهي العنف الموجود في كل مكان، شيء جيد، ولكني أود أن نغير طريقة صلواتنا من يارب غير الأحداث إلى يارب غير الأشخاص، لأن الحروب والعنف والكراهية لا تصنع نفسها، بل الذي يصنعها هو الإنسان. لذلك نحن نحتاج للتغيير، تغيير القلب والذهن فيكونان مصدرا للسلام، والحب، والتسامح والتعايش، وقبل أن تصلي ليغير الله الآخرين ابدأ بنفسك أولاً، فلتكن صلواتك إلى الله “يا رب غير الآخرين وابدأ بي أنا، آمين يا رب العالمين”.
لنواجه أنفسنا، حتى وإن كنا قاسين في المواجهة، فالله عز وجل لا يظلم الخلق، وما نحن فيه من سوء الحال، وخراب الديار، ما هو إلا من صنع الإنسان وحده، فلو واصلنا ليلنا بنهارنا بالدعاء والصلاة لأن تقف الحروب والأحداث المؤسفة التي تعصف ببلداننا العربية، لما توقفت! فما دام البشر ينهشون في لحوم بعضهم البعض، وما دامت أفكارهم ومعتقداتهم تكفيرية، دموية، فلن تقف الحروب، ولن تهدأ الشوارع، كيف تهدأ وهي التي رُبت على أن كل من يختلف عنها يستحق القتل والإبادة، حتى وإن كان طفلاً صغيراً، أو شيخاً كبيراً، أو امرأة لا حول لها ولا قوة، المهم هو التصفية لكل من له معتقدات ومذاهب وأفكار مغايرة عنهم. كيف تتبدل أحوالنا وتستقر شوارعنا، وهناك من يسعى للظلم، والقهر، وسرقة الأموال، والبحار، والأراضي، وتحقيق المصالح والغايات الشخصية على المصالح العامة؟
نتمنى من الأعوام الجديدة أن تكون أفضل حالا من سابقاتها، وكأن السنوات تأتي كالهدايا المغلفة التي تفاجئنا بما هو بداخلها، الأعوام لا شأن لها بما يصنعه الإنسان، وما يسهم في تشكيل أحداثها، نحن من يقرر ما تكون عليه أعوامنا الجديدة، لو أن كل فرد منا سعى لأن يكون مسالماً، محباً لغيره، محترماً لمذاهب وشعائر ومعتقدات من يعيشون حوله، ساعياً لتطوير نفسه، متسامحاً مع من يعيشون معه، لما حدثت المواجهات، ولم تقم الحروب والنزاعات،ولعاش كل فرد منا مرتاح الضمير، مطمئن البال. ويكفي أن نتذكر بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ياسمينة: كل عام وأنتم بخير أحبتي
الخميس الموافق 2/1/2014 م
يا رب أبدأ بي أنا
جميل ما نادى به أهل الكتاب في قداسهم في كنيسة الإرسالية الأمريكية في العاصمة المنامة في حفلهم لاستقبال العام الجديد، كلمات تختصر دعوات ومؤتمرات ولجان تقام على مستوى الدول، وتصرف عليها المبالغ الفلانية في أرقى الفنادق والقاعات، ومع ذلك لا يصلون في النهاية إلى أي تغيير، سوى توصيات ترص في أوراق، مصيرها أدراج مقفلة، وسلات القمامة.
جاء في رسالتهم.. “يتساءل الوحي المقدس في رسالة الرسول يعقوب، من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا: من لذاتكم المحاربة في أعضائكم؟ يع 1:4” عندما نقف أمام الله، ونصلي، فعادة نصلي أن يغير الرب الأحداث، ويبطل الحروب، وينهي العنف الموجود في كل مكان، شيء جيد، ولكني أود أن نغير طريقة صلواتنا من يارب غير الأحداث إلى يارب غير الأشخاص، لأن الحروب والعنف والكراهية لا تصنع نفسها، بل الذي يصنعها هو الإنسان. لذلك نحن نحتاج للتغيير، تغيير القلب والذهن فيكونان مصدرا للسلام، والحب، والتسامح والتعايش، وقبل أن تصلي ليغير الله الآخرين ابدأ بنفسك أولاً، فلتكن صلواتك إلى الله “يا رب غير الآخرين وابدأ بي أنا، آمين يا رب العالمين”.
لنواجه أنفسنا، حتى وإن كنا قاسين في المواجهة، فالله عز وجل لا يظلم الخلق، وما نحن فيه من سوء الحال، وخراب الديار، ما هو إلا من صنع الإنسان وحده، فلو واصلنا ليلنا بنهارنا بالدعاء والصلاة لأن تقف الحروب والأحداث المؤسفة التي تعصف ببلداننا العربية، لما توقفت! فما دام البشر ينهشون في لحوم بعضهم البعض، وما دامت أفكارهم ومعتقداتهم تكفيرية، دموية، فلن تقف الحروب، ولن تهدأ الشوارع، كيف تهدأ وهي التي رُبت على أن كل من يختلف عنها يستحق القتل والإبادة، حتى وإن كان طفلاً صغيراً، أو شيخاً كبيراً، أو امرأة لا حول لها ولا قوة، المهم هو التصفية لكل من له معتقدات ومذاهب وأفكار مغايرة عنهم. كيف تتبدل أحوالنا وتستقر شوارعنا، وهناك من يسعى للظلم، والقهر، وسرقة الأموال، والبحار، والأراضي، وتحقيق المصالح والغايات الشخصية على المصالح العامة؟
نتمنى من الأعوام الجديدة أن تكون أفضل حالا من سابقاتها، وكأن السنوات تأتي كالهدايا المغلفة التي تفاجئنا بما هو بداخلها، الأعوام لا شأن لها بما يصنعه الإنسان، وما يسهم في تشكيل أحداثها، نحن من يقرر ما تكون عليه أعوامنا الجديدة، لو أن كل فرد منا سعى لأن يكون مسالماً، محباً لغيره، محترماً لمذاهب وشعائر ومعتقدات من يعيشون حوله، ساعياً لتطوير نفسه، متسامحاً مع من يعيشون معه، لما حدثت المواجهات، ولم تقم الحروب والنزاعات،ولعاش كل فرد منا مرتاح الضمير، مطمئن البال. ويكفي أن نتذكر بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ياسمينة: كل عام وأنتم بخير أحبتي
أحدث التعليقات