الكويتية.. وطعناتها الثلاث!

الخميس الموافق 27/12/2013 م

الكويتية.. وطعناتها الثلاث!

لم يكن ليتوقع شاب كويتي أن مغامرته باللحاق بفتاة في الشارع والتحرش بها وهي تستقل سيارتها، ستنتهي به آخر المطاف بثلاث طعنات في البطن والصدر والكتف، وتدخله سريعاً إلى المستشفى، في موقف صدمه، وصدم الشعب الكويتي وفاجأه، خصوصاً إن الفتاة لم تهرب بعد كل ذلك، ولم تصب بالذعر جراء ما قامت به من فعل متسرع وطائش، ربما أكثر طيشاً من تصرف الشاب كما يرى البعض، بل جلست على مقدمة سيارته، وأخذت تنتظر رجال الأمن الذين اقتادوها للتحقيق.

الحادثة بصراحة فتحت شهيتي لمناقشة قضية التحرش بالفتيات في المرافق العامة والشوارع، فكثيرات فقدن حياتهن بسبب تحرشات الشباب بالطرقات والشوارع السريعة، بعدما فقدن القدرة على التصرف، أثناء محاولتهن الفلات من ملاحقات الشباب! وأخبار الحوادث شاهدة على ذلك.

الفتاة في مثل هذه الحوادث غالباً ما تكون الحلقة الأضعف في المجتمعات العربية الشرقية، فأصابع الاتهام غالباً ما توجه إليها وبكل قسوة، بأنها هي السبب في حدوث تلك التحرشات، وكأنما الشباب ملائكة لا ينقصهم سوى أجنحة لتكتمل صورتهم الملائكية المعصومة من الخطأ. فتعلق تلك التصرفات اللامسؤولة والطائشة على شماعة خروج الفتاة لوحدها، أو كون ملابسها ملفتة، أو غيرها من الحجج التي تبرئ الشباب، وتلصق كل التهم على الفتيات.

لا ننكر، هناك فتيات وبصريح العبارة غير محتشمات، لا في لبس، ولا في مشية، ولا في ضحكة، ولا حتى في نظرات، ولكن هل ذلك مبرر لأن يجري الشباب وراء مثل هؤلاء الفتيات؟ إن كن يرتكبن معصية ولم يتحلين بالأخلاق، هل يعني ذلك إن ينزل الشباب لمستواهن ويرتكبوا هم الآخرون معصية وينحدروا بأخلاقهم؟ أيقابل الخطأ بخطأ؟ قالوا، ويقولون دوماً مبررين لهم كل فعل، بأن تلك أو هذه جرته لمثل هذه السلوكيات! الشاب المحترم سيحترم نفسه، ولن تجره فتاة لسلوك هو لا يريد القيام به، ألا يحمل فوق رأسه عقل يزن به الأمور، ويضبط فيه سلوكياته؟ أم أنه يساوي نفسه بمن يمشي على أربع فتتحكم فيه غرائزه لا عقله؟

قبل التسرع في ردة الفعل التي أتوقعها من الشباب للدفاع عن أنفسهم، لابد أن يواجهوا أنفسهم -المتحرشون طبعاً ولا أعمم على جميع الشباب- هل فريستهم في التحرش فقط الفتيات المتبرجات؟ وكأني بهم سيجيبون بالإيجاب، ولكن وليكونوا صادقين مع أنفسهم، فلا متحجبة، ولا منقبة، ولا متبرجة سافرة تسلم من تحرشات الشباب، بل لا فتاة في مقتبل العمر، ولا امرأة متزوجة، ولا حتى حامل يسبقها بطنها المنتفخ يسلمن من ضعاف النفوس، لنكن واقعيين وهذا ما نراه بأم أعيننا ولم يخبرنا به أحد، ولكم فيما يحدث في المجمعات التجارية خير دليل.

لن أكون متحيزة لبنات جنسي وإن كنا يستحققن أن أدافع عنهن من خلال منبري هذا، ولكن أقول ليس الشباب فقط من يتحرش، نعم هناك فتيات يتحرشن بالشباب، في مواقف تجعلك تقول بينك وبين نفسك، أنحن في آخر الزمان ليقوم النساء بالتحرش بالرجال؟ والمضحك المبكي أن الرجال يحاولن الإفلات منهن والتخلص منهن ومن معاكساتهن، وخير دليل قيام امرأة بحرينية بالتحرش برجل متزوج من خلال الهاتف، عبر إزعاجه المستمر بالرسائل النصية الغرامية، حيث سببت له مشاكل عائلية مع زوجته، والطريف إن المحكمة غرمتها بعشرين ديناراً بحرينياً!

ملف التحرشات متفرع وكبير قد لا تسع هذه السطور القليلة إيفاءه حقه، ولكن نتمنى أن تكون الشابة الكويتية قد أعطت المتحرشين درساً ليكفوا عن إزعاج “بنات الناس”.

ياسمينة: يقال إنه لكي تعرف فداحة ما تقوم به، ضع رجلك في حذاء غيرك، فهل تقبل إيها الشاب المتحرش أن يتحرش غيرك بأختك أو ابنتك، أو أمك أو حتى زميلة لك؟ وهل ستقبلين أيتها الفتاة المتحرشة أن تأتي فتاة أخرى وتتحرش بزوجك وتهدم مملكتك؟

الخميس الموافق 27/12/2013 م

الكويتية.. وطعناتها الثلاث!

لم يكن ليتوقع شاب كويتي أن مغامرته باللحاق بفتاة في الشارع والتحرش بها وهي تستقل سيارتها، ستنتهي به آخر المطاف بثلاث طعنات في البطن والصدر والكتف، وتدخله سريعاً إلى المستشفى، في موقف صدمه، وصدم الشعب الكويتي وفاجأه، خصوصاً إن الفتاة لم تهرب بعد كل ذلك، ولم تصب بالذعر جراء ما قامت به من فعل متسرع وطائش، ربما أكثر طيشاً من تصرف الشاب كما يرى البعض، بل جلست على مقدمة سيارته، وأخذت تنتظر رجال الأمن الذين اقتادوها للتحقيق.

الحادثة بصراحة فتحت شهيتي لمناقشة قضية التحرش بالفتيات في المرافق العامة والشوارع، فكثيرات فقدن حياتهن بسبب تحرشات الشباب بالطرقات والشوارع السريعة، بعدما فقدن القدرة على التصرف، أثناء محاولتهن الفلات من ملاحقات الشباب! وأخبار الحوادث شاهدة على ذلك.

الفتاة في مثل هذه الحوادث غالباً ما تكون الحلقة الأضعف في المجتمعات العربية الشرقية، فأصابع الاتهام غالباً ما توجه إليها وبكل قسوة، بأنها هي السبب في حدوث تلك التحرشات، وكأنما الشباب ملائكة لا ينقصهم سوى أجنحة لتكتمل صورتهم الملائكية المعصومة من الخطأ. فتعلق تلك التصرفات اللامسؤولة والطائشة على شماعة خروج الفتاة لوحدها، أو كون ملابسها ملفتة، أو غيرها من الحجج التي تبرئ الشباب، وتلصق كل التهم على الفتيات.

لا ننكر، هناك فتيات وبصريح العبارة غير محتشمات، لا في لبس، ولا في مشية، ولا في ضحكة، ولا حتى في نظرات، ولكن هل ذلك مبرر لأن يجري الشباب وراء مثل هؤلاء الفتيات؟ إن كن يرتكبن معصية ولم يتحلين بالأخلاق، هل يعني ذلك إن ينزل الشباب لمستواهن ويرتكبوا هم الآخرون معصية وينحدروا بأخلاقهم؟ أيقابل الخطأ بخطأ؟ قالوا، ويقولون دوماً مبررين لهم كل فعل، بأن تلك أو هذه جرته لمثل هذه السلوكيات! الشاب المحترم سيحترم نفسه، ولن تجره فتاة لسلوك هو لا يريد القيام به، ألا يحمل فوق رأسه عقل يزن به الأمور، ويضبط فيه سلوكياته؟ أم أنه يساوي نفسه بمن يمشي على أربع فتتحكم فيه غرائزه لا عقله؟

قبل التسرع في ردة الفعل التي أتوقعها من الشباب للدفاع عن أنفسهم، لابد أن يواجهوا أنفسهم -المتحرشون طبعاً ولا أعمم على جميع الشباب- هل فريستهم في التحرش فقط الفتيات المتبرجات؟ وكأني بهم سيجيبون بالإيجاب، ولكن وليكونوا صادقين مع أنفسهم، فلا متحجبة، ولا منقبة، ولا متبرجة سافرة تسلم من تحرشات الشباب، بل لا فتاة في مقتبل العمر، ولا امرأة متزوجة، ولا حتى حامل يسبقها بطنها المنتفخ يسلمن من ضعاف النفوس، لنكن واقعيين وهذا ما نراه بأم أعيننا ولم يخبرنا به أحد، ولكم فيما يحدث في المجمعات التجارية خير دليل.

لن أكون متحيزة لبنات جنسي وإن كنا يستحققن أن أدافع عنهن من خلال منبري هذا، ولكن أقول ليس الشباب فقط من يتحرش، نعم هناك فتيات يتحرشن بالشباب، في مواقف تجعلك تقول بينك وبين نفسك، أنحن في آخر الزمان ليقوم النساء بالتحرش بالرجال؟ والمضحك المبكي أن الرجال يحاولن الإفلات منهن والتخلص منهن ومن معاكساتهن، وخير دليل قيام امرأة بحرينية بالتحرش برجل متزوج من خلال الهاتف، عبر إزعاجه المستمر بالرسائل النصية الغرامية، حيث سببت له مشاكل عائلية مع زوجته، والطريف إن المحكمة غرمتها بعشرين ديناراً بحرينياً!

ملف التحرشات متفرع وكبير قد لا تسع هذه السطور القليلة إيفاءه حقه، ولكن نتمنى أن تكون الشابة الكويتية قد أعطت المتحرشين درساً ليكفوا عن إزعاج “بنات الناس”.

ياسمينة: يقال إنه لكي تعرف فداحة ما تقوم به، ضع رجلك في حذاء غيرك، فهل تقبل إيها الشاب المتحرش أن يتحرش غيرك بأختك أو ابنتك، أو أمك أو حتى زميلة لك؟ وهل ستقبلين أيتها الفتاة المتحرشة أن تأتي فتاة أخرى وتتحرش بزوجك وتهدم مملكتك؟

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.