عزيزي الحلو

الخميس الموافق 30/1/2014 م

عزيزي الحلو

كنت استغرب، وبت اليوم أضحك من الموقف أكثر مما كان يحز في نفسي، وإن كان الأمر يجري على الجنسين معاً، إلا إنني سأركز هنا على ما قد تواجهه الفتاة من مواقف، وللشباب أن يعكسوا الحال عليهم، فالأمر حَّمال أوجه.

زميل لكِ، تعاملينه ويعاملك كأخ في العمل، تشاء الصدف وتلتقينه خارج أسوار العمل، إن كان لوحده، رحب بك وهلل، وأطال الوقوف، وستحلو له الأحاديث، التي لا تعرفين من أين بدأها ومتى سينهيها، لكن إن صادف والتقيتيه مع زوجته/ خطيبته ستنتابه علامات التخبط، وعدم معرفة طريقه، وسترتسم إمارات الخوف على ملامحه التي ستتلون بالألوان الأزرق والأحمر والأخضر، إن لم يكن قوس قزح قد وجد طريقه إليه! وكأنه قد رأى “جني أزرق” وليس بتلك الزميلة التي يتحدث، ويضحك معها في العمل، ويتواصل معها عبر وسائل التواصل الاجتماعية كل حين.

لا وصف يليق بهؤلاء سوى أنهم مرضى، وضعاف شخصية، إن لم يكونوا يعانون من فصام في الشخصية، يجعلهم يظهرون بشكل في العمل، وبشكل آخر في حياتهم الاجتماعية، فلا يمكن أن أدرج هذا التصرف في خانة احترام شريكة الحياة، فمن يحترم رفيقة دربه، يكون واضحا معها وجديرا بالثقة التي أولته إياها، ومن يخاف من سلوك أو تصرف، من الأولى أن لا يقوم به أصلاً، سواء كان أمام شريكة حياته أو خلفها – هذا إن ما حاول أحدهم أن يبرر تغاضيه عن السلام على زميلته احتراماً لزوجته! – عفواً فذلك ليس باحترام، وإنما “خيانة مقنعة” واستغفال لشريكة الحياة، فحري به أن يعرف زوجته بزميلته، بدلاً من لبس نظارة الأعمى عندما تصادفه في مجمع تجاري أو في أحد الطرقات. عذراً فمن لا يعرفني بوجود أهله، لا تشرفني معرفته، ولا حتى السلام عليه.

لنترك ذاك الزميل في جانب، ونلتفت لزملاء آخرين، ممن يضحكون على أنفسهم و”يعيشون الدور”، فمهما حاولت الزميلة أن تخلق الحواجز التي تمنع أن يفكر بأنه “الفارس المغوار” و”محطم قلوب العذارى” إلا أنها تفشل في إقناعه بأنه زميل، شأنه شأن العشرات من الزملاء في العمل، وليس أقل أو أكثر من ذلك، زميل يربطهما عمل ومكان واحد، ودون ذلك فهو غير موجود إلا في عقله. فعندما تقول لك زميلة “عزيزي” ليس معنى ذلك يا “عزيزي الحلو” أنك حبيب ولقلبها قريب، فهي كلمة شأنها شأن أخي، ولكن أرادت أن تعطي الأخوة برستيجا أكبر، فقرنتها بكلمة “عزيزي”، فلا داعي للقصص الرومانسية “الوهمية” التي تنسجها بمجرد مناداتها لك بـ “عزيزي”، يا عزيزي!

ياسمينة: من المؤسف السطحية في التفكير والتصرف في جيل “نعتقد” بأنه أكثر نضجاً وتفتحاً من الأجيال التي سبقتنا.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/jx-vhxBbqj

الخميس الموافق 30/1/2014 م

عزيزي الحلو

كنت استغرب، وبت اليوم أضحك من الموقف أكثر مما كان يحز في نفسي، وإن كان الأمر يجري على الجنسين معاً، إلا إنني سأركز هنا على ما قد تواجهه الفتاة من مواقف، وللشباب أن يعكسوا الحال عليهم، فالأمر حَّمال أوجه.

زميل لكِ، تعاملينه ويعاملك كأخ في العمل، تشاء الصدف وتلتقينه خارج أسوار العمل، إن كان لوحده، رحب بك وهلل، وأطال الوقوف، وستحلو له الأحاديث، التي لا تعرفين من أين بدأها ومتى سينهيها، لكن إن صادف والتقيتيه مع زوجته/ خطيبته ستنتابه علامات التخبط، وعدم معرفة طريقه، وسترتسم إمارات الخوف على ملامحه التي ستتلون بالألوان الأزرق والأحمر والأخضر، إن لم يكن قوس قزح قد وجد طريقه إليه! وكأنه قد رأى “جني أزرق” وليس بتلك الزميلة التي يتحدث، ويضحك معها في العمل، ويتواصل معها عبر وسائل التواصل الاجتماعية كل حين.

لا وصف يليق بهؤلاء سوى أنهم مرضى، وضعاف شخصية، إن لم يكونوا يعانون من فصام في الشخصية، يجعلهم يظهرون بشكل في العمل، وبشكل آخر في حياتهم الاجتماعية، فلا يمكن أن أدرج هذا التصرف في خانة احترام شريكة الحياة، فمن يحترم رفيقة دربه، يكون واضحا معها وجديرا بالثقة التي أولته إياها، ومن يخاف من سلوك أو تصرف، من الأولى أن لا يقوم به أصلاً، سواء كان أمام شريكة حياته أو خلفها – هذا إن ما حاول أحدهم أن يبرر تغاضيه عن السلام على زميلته احتراماً لزوجته! – عفواً فذلك ليس باحترام، وإنما “خيانة مقنعة” واستغفال لشريكة الحياة، فحري به أن يعرف زوجته بزميلته، بدلاً من لبس نظارة الأعمى عندما تصادفه في مجمع تجاري أو في أحد الطرقات. عذراً فمن لا يعرفني بوجود أهله، لا تشرفني معرفته، ولا حتى السلام عليه.

لنترك ذاك الزميل في جانب، ونلتفت لزملاء آخرين، ممن يضحكون على أنفسهم و”يعيشون الدور”، فمهما حاولت الزميلة أن تخلق الحواجز التي تمنع أن يفكر بأنه “الفارس المغوار” و”محطم قلوب العذارى” إلا أنها تفشل في إقناعه بأنه زميل، شأنه شأن العشرات من الزملاء في العمل، وليس أقل أو أكثر من ذلك، زميل يربطهما عمل ومكان واحد، ودون ذلك فهو غير موجود إلا في عقله. فعندما تقول لك زميلة “عزيزي” ليس معنى ذلك يا “عزيزي الحلو” أنك حبيب ولقلبها قريب، فهي كلمة شأنها شأن أخي، ولكن أرادت أن تعطي الأخوة برستيجا أكبر، فقرنتها بكلمة “عزيزي”، فلا داعي للقصص الرومانسية “الوهمية” التي تنسجها بمجرد مناداتها لك بـ “عزيزي”، يا عزيزي!

ياسمينة: من المؤسف السطحية في التفكير والتصرف في جيل “نعتقد” بأنه أكثر نضجاً وتفتحاً من الأجيال التي سبقتنا.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/jx-vhxBbqj

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.