الخميس الموافق 19/12/2013 م
لا تقتلوا أبناءكم
هو قرار واحد، إلاّ أنه كفيل بقلب حياة أبنائكم رأسًا على عقب، فيُحوّلهم من شباب متحمّس لبناء أسرهم الخاصّة، والاستقلاليّة والاعتماد على النفس، إلى شباب لا يرون أمامهم سوى الخيبة والانصياع لرغبات الوالدين، حتى وإن كانوا بمثابة حجر عثرة في طريق مستقبلهم الذي يجدون فيه سعادتهم، ألم يوصِ الله بالوالدين إحسانًا؟ حينها كيف سيُوازنون بين البرّ بالوالدين وبين تخطيطهم لمستقبلهم؟
ما زالت عقدة الحسب والنسب تقف حجر عثرة أمام الكثير من الزيجات وأمام الشباب الذين تحرّكت مشاعرهم نحو فتيات وجدنا فيهن شريكات لحياتهم المستقبليّة، يتقدّم لإحداهن فيجد الرفض إمّا من قِبل أهل الزوجة أو حتى من قِبل أهله هو، فتتحطّم آماله على صخرة الواقع المرير، الذي يرفض حتى اليوم – رغم التقدّم العلمي الذي وصلنا إليه- التخلص من هذه العقد الاجتماعيّة، لا نقول أن يقبل الأهل فتاة من عائلة ذاع صيتها بما لا يليق ويُحمد، ولا أن يقبل أهل الفتاة اقتران ابنتهم بشاب سليل عائلة عُرفت بالمشاكل وسوء الخُلق، فلا أحد منّا أصلاً سيقبل على أبنائه أو بناته أن يرتبط بشخص لا يُفخر به، فالعِرق دسّاس كما نقول، وإنما نتحدّث عن اؤلئك الذين لا يشوب أخلاقهم ولا سمعتهم شيء سوى أنهم “مش أدّ المقام” كما يقول إخوتنا المصريّون.
شاب قطري، وجدته كما يقول قد فقد الرغبة كليّاً في الزواج، رغم أنه اليوم في الواحدة والثلاثين من عمره، وكل ذلك بسبب رفض أهله لفتاة كان قد رقص قلبه حبّاً فيها، بحجّة أن عائلتها لا تتناسب في مقامها مع عائلته، لم يجد غير السمع والطاعة لهم، كي لا يكون عاقًّا فيخسر رضا الله ويخسر جنّته، تقدّم لأخرى، ليس لأنّه يُحبّها هذه المرّة، وإنّما فقط إرضاءً لأهله بعد أن وجد أنها كما قِيل عنها “ست بيت”، فلمّا وصل الأمر للماديّات لم تتفق العائلتان، فلم يُوفّق بالزواج للمرّة الثانية، وها هو اليوم قد وصل إلى مرحلة عدم الرغبة بتاتًا في الزواج ولا حتى الإنجاب، وتساءل عن الفائدة التي سيجنيها من الزواج؟ مؤكدًا أنه عفيف وصائن لنفسه، حتى إنه لم يعد ينجذب لحسناوات الوجه ولا لرائعات الجسد، وإن الرومانسيّة التي كان يتمتع بها في فتوّته قد خبت جذوتها! حتى التفكير في الذرّية وإنجاب الأطفال لم يعد ذا أهمّية عنده، خصوصًا أنه يقوم بدور والد أبناء أخته منذ سنوات، ويعترف أنه وجد في نفسه أبًا فاشلاً، لم يستطع أن يزرع فيهم الأخلاق الحميدة، فكرِه نفسه أكثر وأكثر، وكرِه فكرة الزواج وإنجاب الأبناء.
هذا الشاب القطري، يجد أنه إذا تزوّج زواجًا على مقاس وتفصيل أهله، لن تجني من تكون زوجته إلاّ خيبة الأمل، وأنه لن يكون إلا “سترًا” لها ليس أكثر، وتساءل إن كان زواجه سيكون فقط لخدمة فتاة لم تجد زوجًا غيره لتتخلص من لقب “عانس” فيكسب من ورائها الثواب و الأجر؟ أعرفتم كيف أنكم تقتلون أبناءكم دون إسالة لدم ودون أن يُوارى التراب؟
ياسمينة: ألم يحن الوقت للتخلص من عادات الجاهليّة الأولى ؟
الخميس الموافق 19/12/2013 م
لا تقتلوا أبناءكم
هو قرار واحد، إلاّ أنه كفيل بقلب حياة أبنائكم رأسًا على عقب، فيُحوّلهم من شباب متحمّس لبناء أسرهم الخاصّة، والاستقلاليّة والاعتماد على النفس، إلى شباب لا يرون أمامهم سوى الخيبة والانصياع لرغبات الوالدين، حتى وإن كانوا بمثابة حجر عثرة في طريق مستقبلهم الذي يجدون فيه سعادتهم، ألم يوصِ الله بالوالدين إحسانًا؟ حينها كيف سيُوازنون بين البرّ بالوالدين وبين تخطيطهم لمستقبلهم؟
ما زالت عقدة الحسب والنسب تقف حجر عثرة أمام الكثير من الزيجات وأمام الشباب الذين تحرّكت مشاعرهم نحو فتيات وجدنا فيهن شريكات لحياتهم المستقبليّة، يتقدّم لإحداهن فيجد الرفض إمّا من قِبل أهل الزوجة أو حتى من قِبل أهله هو، فتتحطّم آماله على صخرة الواقع المرير، الذي يرفض حتى اليوم – رغم التقدّم العلمي الذي وصلنا إليه- التخلص من هذه العقد الاجتماعيّة، لا نقول أن يقبل الأهل فتاة من عائلة ذاع صيتها بما لا يليق ويُحمد، ولا أن يقبل أهل الفتاة اقتران ابنتهم بشاب سليل عائلة عُرفت بالمشاكل وسوء الخُلق، فلا أحد منّا أصلاً سيقبل على أبنائه أو بناته أن يرتبط بشخص لا يُفخر به، فالعِرق دسّاس كما نقول، وإنما نتحدّث عن اؤلئك الذين لا يشوب أخلاقهم ولا سمعتهم شيء سوى أنهم “مش أدّ المقام” كما يقول إخوتنا المصريّون.
شاب قطري، وجدته كما يقول قد فقد الرغبة كليّاً في الزواج، رغم أنه اليوم في الواحدة والثلاثين من عمره، وكل ذلك بسبب رفض أهله لفتاة كان قد رقص قلبه حبّاً فيها، بحجّة أن عائلتها لا تتناسب في مقامها مع عائلته، لم يجد غير السمع والطاعة لهم، كي لا يكون عاقًّا فيخسر رضا الله ويخسر جنّته، تقدّم لأخرى، ليس لأنّه يُحبّها هذه المرّة، وإنّما فقط إرضاءً لأهله بعد أن وجد أنها كما قِيل عنها “ست بيت”، فلمّا وصل الأمر للماديّات لم تتفق العائلتان، فلم يُوفّق بالزواج للمرّة الثانية، وها هو اليوم قد وصل إلى مرحلة عدم الرغبة بتاتًا في الزواج ولا حتى الإنجاب، وتساءل عن الفائدة التي سيجنيها من الزواج؟ مؤكدًا أنه عفيف وصائن لنفسه، حتى إنه لم يعد ينجذب لحسناوات الوجه ولا لرائعات الجسد، وإن الرومانسيّة التي كان يتمتع بها في فتوّته قد خبت جذوتها! حتى التفكير في الذرّية وإنجاب الأطفال لم يعد ذا أهمّية عنده، خصوصًا أنه يقوم بدور والد أبناء أخته منذ سنوات، ويعترف أنه وجد في نفسه أبًا فاشلاً، لم يستطع أن يزرع فيهم الأخلاق الحميدة، فكرِه نفسه أكثر وأكثر، وكرِه فكرة الزواج وإنجاب الأبناء.
هذا الشاب القطري، يجد أنه إذا تزوّج زواجًا على مقاس وتفصيل أهله، لن تجني من تكون زوجته إلاّ خيبة الأمل، وأنه لن يكون إلا “سترًا” لها ليس أكثر، وتساءل إن كان زواجه سيكون فقط لخدمة فتاة لم تجد زوجًا غيره لتتخلص من لقب “عانس” فيكسب من ورائها الثواب و الأجر؟ أعرفتم كيف أنكم تقتلون أبناءكم دون إسالة لدم ودون أن يُوارى التراب؟
ياسمينة: ألم يحن الوقت للتخلص من عادات الجاهليّة الأولى ؟
أحدث التعليقات