نشرت فى : مارس 29, 2008

هل تتحرك الغرفة في اتجاه إقرار الضوابط؟


ماذا يقول التجار في موسم التخفيضات؟

استطلاع أجرته ــ ياسمين خلف:

يترقب عدد ليس بقليل من المواطنين موسم التخفيضات، وما ان يبدأ حتي يتدافعون علي المحلات التجارية، ليملأوا عرباتهم وسياراتهم بما يحتاجون وما لا يحتاجون من سلع وبضائع، وفي المقابل.. ينظفون جيوبهم!!
التجار، كطرف أول في المعادلة التجارية الربحية، والذين غالباً ما يكونون الطرف الأقوي و(الأذكي)، إذا ما قورنوا بالمستهلكين وبخاصة السذج منهم يجدون ان التخفيضات لعبة يحركها ويجيدها التاجر امام المستهلك او الزبون!
وان العملية في النهاية شطارة في شطارة! فماذا قال التجار حول موسم التخفيضات؟!
العملية محسوبة لكل تاجر فليس هناك احد من اولئك التجار من يخرج من تلك اللعبة بخسارة فهي لعبته التي لم يدخلها إلا وهو واثق انه سيخرج منها رابحاً .. بهذه الكلمات بدأ ابراهيم نعمة – رجل اعمال وصاحب مفروشات العاصمة وبيت العاصمة للمفروشات – تعليقه علي مدي مصداقية التخفيضات.
وقال ان هذه اللعبة يجيدها بعض التجار ويستمتع بها بعض الزبائن علي انها فرصة كبيرة لشراء بضائع مخفضة بنسبة كبيرة ويصل نسبة الخصم الي 60%.
لا يوجد تاجر يستطيع الاستمرار في العمل التجاري وهو يبيع بضاعته بسعر التكلفة او اقل من سعر التكلفة انما هو يضع ارباحاً كبيرة فوق قيمة التكلفة ويسمح بنسبة للخصومات علي انها تبدو مغرية وفرصة فريدة للزبون (ونخص هنا الزبون غير الواعي).

مفهوم التخفيضات

مفهوم التخفيضات في كثير من دول أوروبا وأمريكا يختلف عنه في البحرين بصفة خاصة والخليج بصفة عامة ففي اوروبا وامريكا يلجأ التجار للتخفيضات في نهاية الموسم مثل بداية السنة الميلادية حيث انتهي موسم الهدايا للكرسمس والاحتفال برأس السنة حيث يكون الناس قد اكتفوا بالشراء فتأتي التخفيضات لتصفية ما تبقي بنهاية الموسم ولدخول البضائع الجديدة ببداية السنة او التخفيضات التي تأتي في نهاية موسم الشتاء حيث يتخلص كثير من التجار من الملابس الشتوية او الاجهزة الشتوية او غيرها.
اما ما يحصل في البحرين فتوجد تخفيضات طول العام وبمفهوم آخر رفع السعر ويخفض طول العام لاغراء المستهلك للشراء بالاخص موسم التخفيضات.
فنحن بعد دراسة طويلة للسوق قررنا من ثلاثة اعوام تغيير سياسة التخفيضات والخصومات لذا ما نعرضه في معارضنا اسعار غير قابلة للخصم او التخفيض ولا نشترك في موسم التخفيضات.
وزبائننا يعرفون ذلك وهم كثيرا ما أبدوا الاعجاب بهذا النهج ومصداقية اسعارنا حيث ان البضائع تباع باسعار واحدة طوال العام وننافس اسعار المنطقة لنفس العلامة التجارية والجودة. وحتي أننا ننافس بلد منشئها في اوروبا وامريكا.

القوانين مطلوبة
لحماية المستهلك

ويؤكد ابراهيم علي انه ليس هناك تاجر واحد يستمر في تجارته وهو (خسران) وليس هناك تاجر عاقل يستطيع ان يخفض اسعار السلعة بنسبة 60% او اكثر ويخسر بل لا بد من ربحه.
وحتي تلك المتاجر الصغيرة التي تبيع سلعاً بسعر 100 فلس او 200 فلس تحقق هامشاً من الربح وإلا لما استمرت. ويطالب ابراهيم نعمة بضرورة وجود رقابة من قبل وزارة التجارة علي المحلات المشاركة في التخفيضات وسن ضوابط وقوانين لعملية التخفيضات والتنزيلات حتي تصل الي درجة المنطق التي يمكن تصديقها والتأكد من انها عملية حقيقية وفيها هامش ربح معقول.
وعموما الاهم هو وعي المستهلك حيث إن العملية تعتمد علي وعي الزبون وفطنته وادراكه.
اما نحن كتجار فاللعبة نعرفها جيدا ولذلك فإن موسم التخفيضات يثير الضحك وخصوصا مع البهرجة التي يتم بها وتدافع كثير من المستهلكين عليها، كما لو كان ذلك الموسم فرصة العمر لهم.

بعض الزبائن
لا يحبذون السلع المخفضة!!

منذ أكثر من 18 عاماً لم يجارِ عبدالله عبدالرحمن يادكار – مدير معرض الصديق للاقمشة – موسم التخفيضات، ولم يعلق علي معرضه لافتات تحمل اغراءات للزبائن لتدفعهم للشراء – فمن يريد الشراء سيشتري وبالقيمة التي يعرضها، وان أراد ان يخفضه في السعر سوف يخفضه الي الحد الذي لا يتعارض مع مصلحته كتاجر كما ذكر.
ويقول: في حياتنا وفي كل شؤوننا نجد الشريف ونجد الدنيء والوضيع! والتجار منهم ولا نستثنيهم من تلكم الصفتين، فمنهم فعلاً من يخفض في أسعار سلعه للزبائن، ومنهم من يتحايل ويكذب عليهم يسكت برهة ويكمل: فمن التجار من يتخلصون من بضائعهم القديمة في هذا الموسم، ومنهم من يعرض الجديد والقديم في ان واحد ليتخلص من بعض الألوان والمقاسات التي لا تحظي برواج كبير في السوق. والخطأ لا ألقيه علي التاجر فقط، فبعض منه ألقيه علي الزبائن، فمنهم وهم شريحة ليست بقليلة لا يحبذون شراء السلع المخفضة، وذلك لاعتقادهم أنها إما قديمة او غير صالحة او بها عيب ما، ومن اجل ذلك خفض التاجر من سعرها! .
بعض الزبائن مهووسون بشراء السلع غالية الثمن، والتي وكما نقول بالعامية تطلع عليهم أغلي من بيع السوق فالذوق يلعب دوره، وكذلك القدرة الشرائية… وهناك حقيقة يجب ألا يغفلها احد، ألا وهي ان التاجر لن يضحي بمصلحته لخاطر عيون زبائنه، وأنه في كل الاحوال سوف يستفيد ويربح وينام وهو قرير العين.
ومثل ابراهيم، يطالب عبدالله بضرورة وجود رقابة صارمة من قبل غرفة التجارة علي التجار، وما يعرضونه من بضائع وسلع، واسعارها قبل التخفيضات وأثناءها وبعدها، كاجراء يحمي المستهلكين ويمنع التجار من المراوغة التي تصب في مصالحهم الربحية، علي ان تكون تلك الاجراءات القانونية وعقوبة مخالفتها رادعة وتسري علي جميع التجار دون استثناء.

يمكن للزبون أن
يقيم التخفيضات بنفسه

وعلي عكس سابقيه يري جواد الحواج – المدير العام لمحلات الحواج ان موسم التخفيضات موسم حقيقي، وان معظمها ليس في الطريق الصحيح، وذلك بتخفيض اسعار السلع عن اسعارها الحقيقية!!
ويقول في ذلك: يعمد بعض التجار في موسم أو مهرجان التخفيضات الي طرح سلع اضافية او خاصة بالموسم، ويعمد تجار آخرون الي عرض سلعهم القديمة من أجل التخلص منها، واحلال سلع جديدة محلها بعد انقضاء تلك الفترة الموسمية، وكل ذلك من أجل تحريك السوق وارضاء الزبون، والذي بامكانه ان يتحقق وبنفسه من مدي مصداقية تلك التخفيضات، عن طريق تقييمه الشخصي لاسعار السلع قبل وبعد التخفيضات.

التاجر الصادق
لا يساوم الزبون

من سابع المستحيلات أن يبيع التاجر بخسارة، وهي حقيقة يجب ان يدركها الزبائن .. بهذه الصراحة بدأ عبدالحميد عبدالجبار الكوهجي – رئيس مجلس الادارة في مجموعة عبدالجبار الكوهجي وأولاده حديثه موجهاً اللوم إلي الزبون الذي لا يقبل علي البضائع إلا اذا وجد كلمة (تخفيض) عليها! ويقول: هناك فعلاً تجار يخفضون من اسعار سلعهم، وهناك بالمقابل من لا يخفضها، ويلجأ البعض الي عملية او خدعة التخفيض طوال العام، ومنهم من يعلن عنها لفترة ويزيلها في فترة اخري، إذ ان كل ما في الامر لعبة يلعبها التجار!
من غير المعقول ان يخفض التاجر ثمن سلعة ما هي في الاصل رائجة وجديدة في السوق. وإذا قام احدهم بذلك فإن علامة استفهام كبيرة يمكن ان نضعها عليه! ويضيف الي سابق قوله: في حقيقة الامر ان مسألة التخفيضات موضة يلجأ إليها بعض التجار لجذب الزبائن، ويمكن للزبون ملاحظة تلك اللعبة إذا ما قارن سعر بعض السلع قبل وبعد موسم التخفيضات.
التخفيض في السعر قد يكون منطقيا إذا ما كان في نهاية الموسم، للتخلص من المخزون الذي لن يكون له مكان في الموسم الجديد او حتي بعده لمخالفته للموضة، ولكن لن يكون عقلانيا البتة إذا ما كانت السلعة جديدة في السوق، كأن يخفض احد التجار سعر ملابس الصيف حديثة النزول في الاسواق في موسم الصيف.
واللوم يقع كذلك علي وزارة التجارة فإذا ما رجعنا بذاكرتنا الي ما قبل 20 عاماً من الآن سنجد ان الوزارة قد سنت قانوناً يمنع وجود تخفيضات لأكثر من 30%! وكان الناس يفرحون حتي إذا كان التخفيض بنسبة 10%، أما الآن فالوزارة تحدد الحد الأدني للتخفيض بنسبة 20%، مما يدفع بالتجار للتلاعب في الاسعار.
ويدعو الكوهجي الي ضرورة وجود دراسة يشارك فيها التجار والمسئولون في وزارة التجارة للوصول الي صيغة تحمي المستهلكين من تلاعب التجار، ويقول مختتماً: التاجر الصادق في نظري من تكون اسعاره ثابتة وغير قابلة للتفاوض، فالتاجر الذي يساومني ويخفض بنسبة 20% حتماً سيخفض غيري 30%، اي ان السعر عنده يقفز ويهبط تبعاً للعلاقات الشخصية.

Catbcci
2003-09-27

ماذا يقول التجار في موسم التخفيضات؟ استطلاع أجرته ــ ياسمين خلف: يترقب عدد ليس بقليل من المواطنين موسم التخفيضات، وما ان...

إقرأ المزيد »

هل تتحسن نفسية المريض بعد العملية؟ د. محسن الطريف


خلل الشخصية..
سبب عمليات التجميل

حوار أجرته – ياسمين خلف:

ما الذي يدفع بالبعض للاتجاه لعمليات التجميل دون غيرهم؟! علي الرغم من انهم مقبولون شكليا ولا يعانون من عيوب خلقية؟! وما الذي يدفعهم للمجازفة وتعريض انفسهم لمخاطر جمة قد يعونها في بعض الأحيان وقد لا يعونها في أحيان آخري؟! وبعد إجراء تلك العمليات التجميلية، ما التغيرات النفسية التي تطرأ علي ذلك الفرد؟!
النفس البشرية عميقة وتحتاج لسبر أغوارها في احيان كثيرة إلي اختصاصيين وأطباء نفسيين، ولذلك ومن أجل الحقيقة العلمية اتجهنا بأسئلتنا هذه وغيرها إلي الدكتور محسن الطريف – استشاري في الطب النفسي، وكان لنا معه هذا الحوار:
غ الأيام: ما أسباب اتجاه البعض دون غيرهم للعمليات التجميلية؟!
ف د. محسن الطريف: نظرة الفرد لنفسه وللعضو الذي يسعي لتغيير شكله هي السبب الرئيسي لاتجاهه للجراحين التجميليين، فعدم اقتناع الفرد بشكله وبذلك العضو يدفعه الي اي طريقة لتغيير شكله وحجمه مثلا، ليصل في النهاية إلي الثقة والقناعة التامة بالعضو المتغير، ويرجع ذلك السلوك إلي خلل في نظرة الفرد لنفسه، لذا نجد ان كثيرا من الدول الاجنبية يعمد اطباؤها التجميليون الي تحويل مرضاهم الي العيادات النفسية قبل الشروع في العملية التجميلية، اذ ان الطبيب يمتنع عن اجراء مثل هذه العمليات اذا لم تكن هناك حاجة لاجرائها للمريض !
غ الأيام: وبعد العملية التجميلية هل يصل المريض إلي قناعة وتقبل لشكله الجديد؟! بمعني هل تتحسن حالته النفسية بعد اجراء العملية التجميلية؟
غ د. محسن الطريف:إ ذا كان الفرد أو المريض يعاني من خلل في النظرة الشخصية، فانه حتما لن تتغير نظرته لشكله بعد التغيير، فتظل تلك النظرة الدونية لشكله باقية، حتي وان اجري عددا من العمليات التجميلية للعضو المنبوذ بالنسبة للمريض، لذا نجد في اغلب الاحيان انهم المرضي الذين يعانون من خلل في النظرة الشخصية يرفعون قضايا في المحاكم ضد الجراحين الذين اجروا لهم تلك العملية الفاشلة في نظرهم! وان كان في حقيقة الامر ان العملية ناجحة طبيا، إلا انها فاشلة نفسيا لدي المريض.
غ الأيام: ماذا عن تلك العمليات التجميلية التي تجري للمشوهين خلقيا؟!
غ د. محسن الطريف: الأمر مختلف بالنسبة إليهم، وبالنسبة لمن يصابون بتشوهات ناجمة عن تعرض الفرد لحريق أو حادث مروي أو غيرها من الحوادث، فهم غالبا ما يكونون متقبلين لأي نتيجة تحدث لهم بعد عملية التجميل! باعتبار ان اي نتيجة حتما ستكون افضل حالا من حالتهم السابقة المشوهة ، فتجد ان لديهم درجة عالية من الرضي النفسي، واقتناع كامل بشكلهم الجديد.
غ الأيام: وبأي طريقة يمكن ان نصحح ذلك الخلل في النظرة الشخصية للمريض ؟!
غ د. محسن الطريف: تلك النظرة جاءت لاصابة المريض بالاكتئاب، ولو ازيل السبب لزالت الحاجة لمثل هذه العمليات التجميلية، والتي لا داعي لها اصلا، حتي وان كان الشخص المكتئب يعاني فعلا من عيب خلقي بسيط او حقيقي، علي القائم بالعملية التجميلية الامتناع عن اجراء تلك العملية، وان لا يبدأ فيها إلا بعد ان يتأكد ان المريض قد تعالج نفسيا وزال الاكتئاب عنه! ليتسني للمريض الفرصة لاتخاذ قراره النهائي في اجراء العملية التجميلية وهو في حالة نفسية مستقرة، وليمنع الطبيب التجميلي أي فرصة للخطأ في القرار، والذي قد يترتب عليه نتائج وخيمة، لا سيما رفع قضية ضده عبر المحاكم.
غ الأيام: ما الفرق الجوهري بين عمليات التجميل وعمليات الترقيع؟!
غ د. محسن الطريف:
العمليتان مختلفتان ، فعمليات الترقيع يجريها الأطباء في المستشفيات العامة أو الحكومية، لإرجاع الشكل الأصلي للمريض بقدر المستطاع، كتشوه انف المريض او فمه جراء حادث مروري مثلا.
أما عن عمليات التجميل والتي تجري علي ايدي جراحين في المستشفيات والعيادات الخاصة، والتي غالبا ما تكون بأسعار باهظة، لا يكون لها داع أو مبرر أصلا، خصوصا ان المريض يريد ان يصل إلي درجة الكمال الخلقي، علي الرغم من ان شكله مقبول لدي الآخرين.
غ الأيام: ومن هي الفئة الأكثر اقبالا علي عمليات التجميل باعتقادك؟!
غ د. محسن الطريف: لا توجد احصائيات محلية، ولكن وبشكل عام فئة الشباب، وبخاصة الفتيات والنساء، ويرجع ذلك لضغوطات المجتمع والعولمة التي نعيشها، والانفتاح علي العالم عبر الشاشة الفضية والقنوات الفضائية، والتي خلقت نوعا من العقد في نفوس الكثيرات!! واصبحت نظرتهن ان تقييم الانسان يأتي عبر شكله الخارجي، وبالطبع فان الاقبال عليها يزيد بشكل كبير في المدن اذا ما قورنت بنسبتها في القري.
والمشكلة ان الفتيات في الوقت الحاضر، يقسن الجمال وخاصة جمال الجسم بمقياس عارضات الازياء، مما يجعلهن يعتقدن انهن من فئة زائدي الوزن، وهن في حقيقة الامر جلد علي عظم! مما يدفعهن للدخول في برامج غذائية قاسية ورجيم غير طبي، ومع ذلك كلما نقصت اوزانهن تطلعن إلي اوزان اقل، وهي حالة مرضية تؤدي في بعض الأحيان إلي الوفاة.
غ الأيام: هل لنا حالات مرضية لبحرينيين؟
غ د. محسن الطريف: هناك حالات عدة، ومنها احساس الفرد ان انفه معقوف أو به التواء، فيصر علي اجراء عملية تجميلية، وهو في حقيقة الأمر انسان يعاني من مرض الوسواس القهري!! ومن الخطورة المجازفة واجراء عملية جراحية له، اذ انه لن يقتنع ابدا بالنتيجة التي ستحدث او سيصل إليها، ولذلك يتم تحويل مثل هذه الحالات من قبل الجراحين علينا كأطباء نفسانيين، إذ انهم لو اجروا تلك العملية لهم سيشعر المريض بعد تحسن حالته النفسية بالندم علي فعلته التي اقدم عليها وجعلته يغيير من شكله الطبيعي.
غ الأيام: وهل تحويل الجنس من ضمن عمليات التجميل؟!
د. محسن الطريف: بالطبع من ضمنها، فهنا نجد ان الفرد يصر علي تحويل جنسه من الذكر إلي الأنثي أو العكس، وذلك لاحساسه بأنه قد ولد بطريقة خاطئة!! ويرجع سبب ذلك في كثير من الأحيان إلي اخطاء في التربية والتنشئة الاجتماعية للطفل من قبل الأم كأن تكون تحلم ان تنجب أنثي وتلد ذكرا، فتعمد إلي معاملة مولودها كالأنثي، وتلبسه ملابس الفتيات، وتجلب له ألعابا خاصة بالفتيات كالدمي مثلا، مما يخلق شعورا متناقضا في نفسية الطفل، فيكبر وهو يشعر انه أنثي لا ذكر!!
ومن المفروض ان يمتنع الطبيب التجميلي عن اجراء مثل هذه العملية، وذلك لحاجة المريض للعلاج النفسي بصورة أكبر من كونه يحتاج إلي علاج تجميلي، وذلك لأن المريض قد تسوء حالته النفسية بل وتتضاعف خصوصا ان القليل منها من ينجح لصعوبة العملية.
غ الأيام: ولكن هناك من يجريها وتنجح، ويحس المريض بعدها بتحسن نفسي كبير؟!
غ د. محسن الطريف: ذلك صحيح بالنسبة للمرضي المولودين بأعضاء تناسلية خاطئة، قد ترجع لأسباب وراثية أو لخطأ اثناء الولادة، وهي مسئولية تقع علي الأطباء منذ ولادة الطفل، وكلما تأخرت العملية التجميلية كلما ازدادت صعوبة لتقدم الفرد في السن نسبيا.

Catsocaff
Cathealth
2003-10-11

خلل الشخصية.. سبب عمليات التجميل حوار أجرته - ياسمين خلف: ما الذي يدفع بالبعض للاتجاه لعمليات التجميل دون غيرهم؟! علي ال...

إقرأ المزيد »

هل تذكرون الحديقة المائية


كتبت – ياسمين خلف:

يجول في خاطر المرء ان يلقي نظرة فاحصة علي مكان ما.. هذه المرة، طاب للكاميرا ان تفتح عينها علي الحديقة المائية، لتفقد أخبارها، بعدما خبئت وغابت.. تري، هل ستكون خالية من الزوار، او كمقبرة مهجورة إلا من الألعاب القليلة جداً، وإن اضيفت لها بعض الألعاب التي تم نقلها من منتزه عين عذاري! لم يكن الوضع كذلك..كان هناك عدد لا بأس به من الزوار، وان كانوا أغلبهم من الاجانب وبخاصة الجالية الآسيوية، إلا أن المواطنين مازالوا يمرون علي أطلالها!
بصراحة مرت سنوات طويلة ولم نزر تلك الحديقة التي تفتقد الي عنصر النظافة والاهتمام أو حتي التشويق في ألعابها!! فهي الألعاب وان كانت تصدر أصواتاً إلا أن الأصوات كما نعتقد صادرة من ألم ما آلت إليه أوضاعها المبكية! بالفعل حال الحديقة مؤسف ومثير للشفقة… تجولنا في أرجائها وكنا ومع كل ملاحظة نلحظها، نصدر تأوهات حزينة، مملكة البحرين رائدة في مجالات عدة، بل في مجالات كثيرة، وسباقة في أغلب المشاريع، فلم لا تكون كذلك في مجال الترفيه العائلي؟! وبخاصة لفئة ذوي الدخل المحدود أو دونه، والذين لا تسعفهم ظروفهم للسفر وإمتاع فلذات أكبادهم في المنتزهات الترفيهية للدول الأخري!

قطار الغزال
يهدد سلامة مرتادية!
الألعاب الموجودة في هذا المنتزه قديمة جداً، وبعضها تعبت من الانين المستمر فتوقفت معلنة عن نهاية صلاحيتها! ومع ذلك مازالت موجودة في أحد اركان المنتزه كمخلفات لا نعلم متي سيتم ازالتها؟ خصوصاً أنها تشوه المنظر العام للحديقة! والتي لم تعد تتحمل أكثر! قطار الغزال الذي كان يستمتع رواد الحديقة به، بات اليوم عجوزاً عفا عليه الدهر وشرب و نام ! فهيكله تآكل وصدأ، بل إنه يحلم فجوات مختلفة الأحجام! والطامة الكبري أن أعمدة سكة الحديدية التي يمر عليها القطار تآكلت هي الأخري، بل ان احدها مال عن موضعه مسبباً خطراً علي مرتاديه، والذين وكما نعلم معظمهم من الأطفال!

ألعاب لا تجلب
المتعة لأطفالنا

أما عن الأوز والبط الموجودة في تلك البحيرة التي يقع القطار فوقها، أوحي إلينا منظرها كما لو كانت معاقبة، وتم عزلها وابعادها وهجرها في تلك الجزيرة المتوسطة تلك البحيرة كعقاب رادع نزل عليها لذنب قد اقترفوه! ولا نعرف بالضبط ما هي جريمتها التي قامت بها لتنال هذا العقاب الأبدي! فالبحيرة ملوثة ووجدت المخلفات فيها موطناً بينها! والقوارب الملونة بألوان الطيف، زالت ألوانها وبهتت وتغيرت وحل محلها لون بني كئيب ناتج عن الأغبره والأوساخ التي علقت بها ولا نظنها آمنه لمرتاديها! سفينة القراضة التي تم نقلها من منتزه عين عذاري إلي الحديقة المائية هيكلها هي الأخري تآكل وصدأ، شأنها في ذلك شأن بيت الأشباح الذي هو بالفعل بيت للأشباح من قدمه وليس بالمتعة التي يجلبها! ولا ننسي تلك الكبينات الخشبية الخاصة بالألعاب الكمبيوترية الأتاري والتي لا يعرف لاعبوها معني المتعة الحقيقية في الألعاب الكمبيوترية!
بيوت خشبية
خالية من الحيوانات!
مررنا بين أرجاء الحديقة، وخطانا متثاقلة مما رأيناه! ومما زاد من حسرتنا علي هذه الوضعية تلك البيوت الخشبية التي كانت تضم بداخلها حيوانات وطيوراً، والتي هي الأخري خالية اليوم باستثناء بعضها، والتي وجدنا بداخلها ديكة وطواوييس!
مشهد رأيناه قبل توديعنا للحديقة ترجم لنا الوضعيه بكل صدق، ديك واقف بالقرب من ديك آخر قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وظل واجماً مكانه لا يتحرك بأي حركة علي الرغم من وقوفنا بالقرب منه لفترة طويلة، لا نعلم بالضبط ما الذي كان يفعله، أيصلي عليه مثلاً أو يبكيه؟! ولكننا بالفعل أحسسنا بشعوره، فالشيء الوحيد الذي كان يؤنسه رفيقه ، ورفيقه قد رحل وسيبقي وحيداً في هذه الحديقة الموحشة الي أن يلحقه!!

متي يا تري؟!
متي سيتحسن وضع هذا المنتزه؟ ومتي سيكون لأطفالنا فرصة للاستمتاع بطفولتهم قبل ان تثقلهم الحياة بهمومها ومسئولياتها؟ ومتي سنفتخر بوجود منتزه ترفيهي يتسابق أهل الخليج علي زيارته؟! أتراها أمنية وحلم لا نعرف متي يتحقق؟ لا نعرف ولكننا توجهنا الي مدير ادارة الخدمات الفنية الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة بأسئلتنا، علنا نلقي أملاً يزيل تشاؤمنا الذي لم يأت هباء وإنما لما رأته أعيننا!
وجاءنا الرد منه وهذا نصه:
بالاشارة الي الموضوع أعلاه ورداً علي الكتاب المرسل من قبلك بتاريخ 2003/10/6 بخصوص الاستفسار عن بعض النقاط المتعلقة بالحديقة المائية يسرنا افادتك بما يلي:
1- ان الادارة قامت بعمل دراسة شاملة للحديقة لتحديد الاحتياجات اللازمة لعملية التطوير لكي ترتقي بالمستوي المطلوب.
2- ان المختصين بوسائل الترفيه بقسم المتنزهات والحدائق يقومون بمتابعة الألعاب الموجودة بالحديقة بصفة دورية للتأكد من مطابقتها لشروط السلامة اللازمة وعمل الصيانة لها اذا كانت بحاجة لذلك.
3- أما بخصوص البيوت الخشبية الخالية والخاصة بالحيوانات فإنها موجودة بصفة مؤقتة وهي قيد التصميم وسوف يتم تغيير موقعها حسب التصميم الجديد.

Catmun
Catsocaff
2003-11-06
C: 1

كتبت - ياسمين خلف: يجول في خاطر المرء ان يلقي نظرة فاحصة علي مكان ما.. هذه المرة، طاب للكاميرا ان تفتح عينها علي الحديقة...

إقرأ المزيد »

هل تعيدها وزارة الإسكان؟ .. نعيمة تبحث عن أرض أحلامها


كتبت – ياسمين خلف:

الواقع الذي نعيشه، طعمه مر لدي من يتجرعون قسوة الظروف، وقلة الحيلة، ونفاد الصبر! الا ان دوام الحال من المحال، ولا بد من الفرج بعد العسر! نعيمة عبدالرزاق جابر روت لنا فصلاً مؤلماً في حياتها، وما زال مستمراً، ولم توضع له نقطة نهاية، والتي كنا نأمل أن نضعها لولا بطء او نسيان او تناسي او لربما كثرة المسئوليات الملقاة علي عاتق المسئولين في وزارة الاشغال والاسكان والتي حالت دون ردهم علي بعض الاستفسارات، التي من خلالها قد نجد الحلقة المفقـــودة في قضية نعيمة !!
الفصل الأول في الرواية التي ذكرتها لنا ام نادر نعيمة يرجع الي ما قبل خمسين عاماً او اكثر بقليل من الآن، وذلك عندما وهب المغفور له الشيخ سلمان بن عيسي آل خليفة طيب الله ثراه أمير دولة البحرين آنذاك ارضاً في منطقة الحورة الي والدها عبدالرزاق ، والذي كان يعمل في أعمال حرة منها بيع الاسماك وبناء العرشان البيوت آنذاك والتي كانت تصنع من سعف النخيل ، وحدث ان الارض، والتي تقع عند شارع القصر قد اخذ جزء منها لتضم الي الشارع، ولم يُعوضوا عنها!!
وأثناء ذلك قام والدي عبدالرزاق بمراجعة ادارة الطابو، لإثبات احقيتنا بتلك الارض والكلام علي لسان ام نادر الا انهم ابلغوه بأن الملف قد ضاع! وعليه بمراجعتهم بعد اسبوع، وبعد انقضاء السبعة ايام تلك راجعهم، فأفادوه بأنهم سوف يعوضونه بأرض اخري، غير تلك الارض التي ضاعت عليه، اي تلك الارض التي هي حالياً ارض تقابل مدرسة ام ايمن الابتدائية للبنات.
أرض في البحر
وجاءنا ابي يبكي!! وما السبب يا ام نادر؟… سألناها، فأجابت بصوت حزين وهي تقول كما لو كانت تري اباها المرحوم يبكي امامها: كان ابي حزيناً ويبكي لأنهم عوضوه بأرض في البحر، وهي حالياً ارض قرب شارع المعارض خلف مركز الشرطة الحالي. وبعد فترة ليست بطويلة توفي والدي ومن بعده اختي، فأخذت والدتي تراجع ادارة الطابو علها تثبت أحقيتنا في الارض التي حصل عليها والدي، والتي هي من نصيب الورثة، الا وهي انا، الوريثة الوحيدة بعدما توفيت اختي موزه .
عوضونا بأرض في الرفاع
نعم، عوضونا بأرض في الرفاع، وتم تحويل جميع اوراقنا الي وزارة الاسكان عام 1978م، وبقيت الارض دون تسوير او تحويط لمدة قاربت السنتين، الا ان الانذار كان في انتظارنا، وهو ما حصلت عليه من قبل وزارة الاسكان، والتي طالبتني بضرورة تحويط الارض، حتي لا تمس ولا افقدها… ومن هنا دخلت في دوامة من امري، فأنا مطلقة ولا اعمل وافتقد العون والسند في هذه الحياة، فتقدمت لهم برسالة اشرح لهم فيها ظروفي وعجزي عن تحويط ارضي… واعطوني تلك المهلة، فبحثت عن عمل وحصلت عليه بعد جهد جهيد، وبراتب زهيد لم يتعدَّ 92 ديناراً كوني منظفة في وزارة الصحة، وبعدها اصبحت مساعدة ممرضة، وحتي هذه اللحظة اعمل في ذات الوظيفة.
أزالوا التحويط
وزارة الاسكان طلبت مني تحويط الارض؛ حتي لا يأخذها مني احد، فتسلفت حتي احوطها ووضعت بابا حديدياَ لكيلا افقد تلك الارض التي هي كل ما املك في هذه الحياة، وحدثت المفاجأة التي قضت مضجعي قبل ثلاث سنوات، عندما ازالت البلدية ذلك التحويط وبنت وزارة الاسكان بيتاً عليه!! راجعت الوزارة وكان الرد القاسي هو ما حصلت عليه منهم! وحتي الآن اراجعهم دون جدوي..
الدموع بانت من مقلتيها والحروف خرجت منها متقطعة واخذت تقول: رأيت في منامي يوماً قبل ان تسلب الارض مني، بأن هناك من يسرق منزلنا، واعتقد ان ما حدث لي هو تأويل ما رأيت في منامي! .
رفضوا إعادة الأرض
دون ذكر الأســـــــــــباب
نادر ابن نعيمة يقول: حاولت ان احصل علي قرض لبناء الارض قبل ان تسلب منا، الا ان طلبي رفض، فراتبي ضعيف ولا يمكنني ان آخذ اي قرض من اي بنك… راجعت وزير الاسكان، وقدمت الاوراق الثبوتية لسكرتيرته، الا انهم رفضوا اعادة الارض دون ذكر الاسباب.
وتستخرج نعيمة ورقة وقد رسم فيها بطريقة هندسية مخطط لمنزل من طابقين، وتقول والحسرة واضحة في لهجتها: رسم لنا احد المهندسين هذا المخطط للمنزل الذي كنا نحلم به!! تضحك وتكمل: فعلاً اصبح كمنزل الاحلام والذي لن يتحقق الا بنومنا! . تري هل ستري نعيمة حلمها يتحقق علي ارض الواقع؟! ذلك اقصي ما نتمناه!
يعطيك العافية…
قمنا بعدد من الاتصالات لوزارة الاسكان، والتي استمرت لأكثر من شهرين في فترات متباعدة، الا اننا وفي كل مرة نلقي الوعود الضبابية التي تعلقنا علي احبال واهية! والسبب كما ذكر لنا احد المسئولين كثرة المسئوليات الملقاة عليه.. يعطيك العافية، وان شاء الله.. فسنحصل علي الرد الشافي بأسرع وقت ممكن.

Catsocaff
Cathouse
2003-09-30

كتبت - ياسمين خلف: الواقع الذي نعيشه، طعمه مر لدي من يتجرعون قسوة الظروف، وقلة الحيلة، ونفاد الصبر! الا ان دوام الحال من...

إقرأ المزيد »

هل تكفـــــــي مصـــــــاريف الدراســـــــة لعـــــــام واحـــــــــد فقـــــــــــــــــــــــــــط؟! .. طلبــــــة الفرنسي في أزمة!

تحقيق – ياسمين خلف:

من المسئول الحقيقي وراء مشكلة طلبة التخصص الفرنسي في جامعة البحرين؟! طلبة بتخصص يقف عند درجة الدبلوم ولا يتعداه، ولا يجدون لهم بعد ذلك في سوق العمل اي فرصة! يقفون الطلبة في مفترق طرق، كل طريق منها محفوف بمشاكل توقعهم في حيرة وندم، وقلة الحيلة، والقضية بدات عندما فتحت وزارة اتربية لالابواب علي مصراعيها لخريجي الثانوية العامة، الذين انبهروا بالتخصص الذي وكما بينوا لهم بأنه الاكثر من بين التخصصات مستقبلا، لحاجة سوق العمل له، ولقلة المتخصصين فيه، في وقت كان هاجس البقاء بعد التخرج عاطلين يراودهم، لواقع كانوا يعيشون فيه لتزاحم الطلبة علي تخصصات بعينها، مما ادي الي تشبع سوق العمل بها.
بل والادهي من ذلك كله الوعود الكلامية، التي ذرتها الرياح ولن تعود، خصوصا ان ليس هناك اثبات ودليل علي حروف طائرة في الهواء، تلك الوعود التي منوها للطلبة في يوم التهيئة، والمتمثلة في ابتعاثهم بعد الدبلوم لاكمال دراستهم ونيل شهادة البكالوريوس في جامعة Universite de franche come الفرنسية.
تلك مشكلة تبعتها مشاكل، فبعد جهد جهيد وقف الطلبة عند مشكلة اخيرة، اذا تم حلها ستنهدم كل تلك المشاكل كما يتهدم الجبل الرملي امام الامواج العالية، وائل عبدالله الفردان وعلي احمد العجوز طالبان اخرا سفرتيهما الي فرنسا! فما هي تلك المشكلة التي وقفت امامها، ولماذا لم يلتحقا بزملائهم الطلبة في رحلتهم الدراسية؟! قد تكون سطورنا التالية جديرة بالاجابة علي تلك الاسئلة وغيرها!

ضاعت سنة
دراسية دون ان اتخصص
قضي وائل الفردان 22 سنة نحو اربع سنوات من عمره في الحرم الجامعي، لينال بعدها درجة الدبلوم المشارك في الادب الفرنسي! وهو اوفر حظا من زميله علي العجوز 23 سنة الذي قضي خمس سنوات لينال ذات الدرجة.. والقصة تبدأ علي لسان وائل الذي ورغم هدوءه ابدي اصرارا علي نيل حقه في تكفل وزارة التربية والتعليم او جامعة البحرين مصاريفهم الدراسية لاتمام دراستهم ونيل شهادة البكالوريوس في احدي الجامعات الفرنسية.
يقول وهو يفرز اوراقه: اول عرقلة واجهتها مع دخولي الجامعة عدم ادراج بعض المواد الاجبارية في جدولي الدراسي، اذ ان القانون الجامعي يفرض علي من يلتحق بتخصص الادب الفرنسي دراسة ثلاث مواد باللغة الفرنسية وثلاث اخري باللغة الانجليزية، راجعتهم فما منهم الا التنصل عن المشكلة والقول وبلا خجل انها ليست بمشكلاتهم، ودفعت انا بالطبع الثمن، والذي كان غاليا، وذلك بخسارتي سنة دراسية كاملة .

حلم فرنسا الذي راودنا
كان نفسي طويلا، واصررت علي التخصص، ومر ذلك العام الذي اخذت فيه موادا مشتركة بطيئا قاتلا وفي السنة الثانية، وفي يوم التهيئة بالتحديد كان كلامهم جميلا وباعثا للأمل، انه تخصص جديد، وسوق العمل سيحتضنكم وبكل قوة، وبعد ان تنهوا الدبلوم سنبعثكم لاكمال درجة البكالوريوس في احدي الجامعات الفرنسية تلك كانت كلماتهم الرنانة، والتي سار علي نهجها حتي الدكاترة في القسم، والذين ما ان نخطأ في لفظ او تهجؤ كلمة او حل تمرين لغوي، حتي ترتفع اصواتهم بالتأنيب، ماذا سيكون حالكم اذن في فرنسا !!
لقد خلقوا وبنوا لنا حلم فرنسا منذ ان خطت اقدامنا العتبات الاولي في القسم!!

لا عمل لنا
مع هذه الشهادة
وبدأ علي العجوز في إلقاء اللوم علي وزارة التربية والتعليم وذلك عندما اخذ يقول: تلك مشكلة لم يدركها المسئولون في وزارة التربية والتعليم الا بعد فوات الاوان، فهناك قبلها اربع دفعات دراسية، ومصيرهم كمصيرنا .. يسكت برهة ويكمل: الدبلوم المشارك كشهادة نستلمها ولا نعرف اين نصرفها، وفي اي سوق عمل؟! وذلك ما لمسناه خلال بحثنا عن عمل ما بهذه الشهادة، وبعدما قدمنا اوراقنا للشركات المشاركة في يوم المهن في الجامعة!! لقد تحملنا وقع المشكلة علينا وانتظمنا في كورسات مكثفة كانت قد نظمتها الجامعة، كحل مؤقت للمشكلة وتذليلها .
رئيسة الجامعة كانت لنا ومازالت أما حنون وكلمة حق تقال بذلت رئيسة الجامعة قصاري جهدها لحل المشكلة، والتي كانت لنا بمثابة الام الحنون التي تخاف علي مستقبل ابنائها، الا ان المشكلة وكما نراها معقدة، وحلها يتطلب تكاتف الجهود.. ونحن بدورنا لم نكتف بتلك التحركات، وتحركنا بانفسنا، وطرقنا كل باب امكننا طرقه، وكان احدها باب وزير التربية والتعليم، وطرقت الجامعة نفس الباب، كما وطرقت باب وزير الخارجية، ولكن دون جدوي فقانون وزارة التربية يحتم عدم ابتعاث من يحملون شهادة الدبلوم! وما كان لنا الا الدراسة وعلي حسابنا الخاص، وتلك مشكلة زرعت لنا في الطريق.

لكل مدرس
قاعدة مختلفة!!
ويلتقط خيط الحديث وائل ليقول: وبعد وقوعنا في تلك الحفرة العميقة، اوقفت جامعة البحرين هذا التخصص لكيلا يزيد عدد الطلبة وتكبر المشكلة .
يسكت لوهلة وعيناه فيهما نوع من الندم ويواصل: في كل عام دراسي نجبر علي اخذ مواد يدرسها لنا مدرسون فرنسيون متدربون، وقد يكون الامر لدي من يسمع ذلك امرا عاديا ولا يعد مشكلة، ولكن الصورة تتضح عندما يعلمون ان كل واحد منهم المدرسين المتدربين له قوانين وقواعد لغوية تختلف عن زميله المتدرب، يتساءل او ليس للغة الفرنسية لغة لها قواعدها المحددة شأنها شأن اللغات الاخري؟ حتما الاجابة بديهية، اذن كيف لكل منهم قاعدة؟ واذا ناقشناهم في الامر قالوا: عليكم انتم الطلبة ان تجيبوا علي اسئلة كل مدرس بالشكل الذي يراه، لتضمنوا النجاح!!

المصاريف
الدراسية تؤرقنا
وبغض النظر عن كل ما رأيناه من اهوال الجامعة، الا ان المشكلة التي تؤرقنا وتواجهنا اليوم، بعدما تم قبولنا في الجامعة الفرنسية المصاريف الدراسية والتي تصل الي 3900 دينار بحريني في السنة الواحدة، وهي اقل المصاريف، باعتبار اننا اخترنا السكن المشترك لرخصه بالمقارنة به مع غيره من انواع السكن الموجودة في فرنسا، كما اننا سنكون في مدينة بيزنزوا وهي مدينة معروفة بتسهيلاتها المختلفة للطلبة، اذ ان كل الخدمات المعروضة، عليها خصم خاص للطلبة.

أمنا مصاريف
هذا العام ولكن؟!
رحلتنا الدراسية تستمر لثلاث سنوات، احداها في معهد الجامعة والاخيرتين في الجامعة وما امناه من تكاليف تكفي لعام دراسي واحد، وما نفكر فيه هو كيف سنواصل الدراسة هناك بعد هذا العام؟! وهذه المشكلة كم من الطلبة يعانون منها كان ذلك سؤالنا، فاجابنا الفردان بقوله: نحن نحو سبعة طلبة، طالبتان تكفل المجلس الاعلي للمرأة بمصاريفهما وسافرتا في الرابع والعشرون من الشهر الماضي، وطالب وطالبة حصلا علي بعثات من قبل الحكومة الفرنسية، وطالبة اخري تكفل بنك باريس بمصاريف دراستها، ولم يبق غيرنا نحن الاثنين امام زوبعة المصاريف الدراسية غير المعقولة ومن غير معين او كفيل.
الدراسة في الخارج ومن ضمنها في فرنسا تكلف الكثير الكثير، ولا يقوي عليها الا المقتدر، توجهنا الي الشركات والبنوك والتجار وفاعلي الخير لمساعدتنا في تكبد كل تلك المصاريف، وحصلنا علي بعضها امنت لنا المسكن لمدة شهر ورسوم الجامعة، وتذكرة سفر مجانية لخط واحد من قبل شركة طيران الخليج بواسطة السفارة الفرنسية بالاضافة الي استصدار تأشيرة دخول فيزا مجانية لنا وفي النهاية استطعنا ان نوفر تكاليف الدراسة، الا انها وكما ذكرنا سالفا لعام دراسي واحد.. والمستقبل من بعد هذا العام غامض ومثير للخوف والريبة في نفوسنا.. والمبكي ان المشكلة التي نحن محاصرون بداخلها لم تجنها ايدينا، فالمشكلة خلقتها لنا وزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين، ومن واجبهما انتشالنا من الورطة التي وقعنا فيها.

الوزارة لا
تبتعث طلبة الدبلوم
حاولا ان نجد اي طريقة لانتشال هذين الطالبين من محنتهما واتجهنا في سبيل ذلك الي الاستفسار عن الطرق التي يمكن لجامعة البحرين او وزارة التربية والتعليم ان تنتهجها لتحقيق ذات الغرض الا وهو تكفل المصاريف الدراسية للطلبة في فرنسا، وكان لنا رد من الدكتور عبدالله يوسف المطوع – مدير ادارة الشئون الثقافية والبعثات، الذي اكد علي ان امر ابتعاث الطلبة ممن يحملون شهادة الدبلوم امر مستحيل ومخالف للقوانين الوزارية!!
ومشيرا في ذلك السياق الي ان الوزارة تبتعث فقط طلبة خريجي الثانوية العامة والحاصلين علي درجات عالية تؤهلهم لمنافسة زملائهم المتفوقين، بالاضافة الي موظفي وزارة التربية والتعليم اذا ما استوفوا الشروط والمعايير المحددة سلفا، او اذا احتاجت الوزارة لاحد التخصصات.

علي وزارة التربية
والتعليم احتضانهم مستقبلا!
وتعلق عائشة العامر – مديرة ادارة الخدمات الطلابية في عمادة شئون الطلبة في جامعة البحرين علي الموضوع باعتبارها مرافقة للطلبة في الكورس الصيفي في رحلتهم الي فرنسا بقولها: الحياة في فرنسا غالية جدا، ويحتاج الطلبة الي من يدعمهم ماديا لاكمال السنوات الدراسية المتبقية لهم، كما يتطلب من الطلبة ان يجتهدوا ويثابروا لانهاء دراستهم في اقصي وقت ممكن لتقليص المصروفات الدراسية ان امكن.
والهواجس لا تقف عند خط الدراسة فحسب، بل تمتد الي ما بعد الدراسة وما بعد تخرجهم من الجامعة، فان لم تبادر وزارة التربية والتعليم باحتضانهم كمدرسين للغة الفرنسية في المدارس التابعة لها باعتبار ان اعدادهم قليلة وسهل دمجهم في المدارس الحكومية بدلا من الاجانب الذين يكلفون الوزارة ميزانية مضاعفة، سيكونون عالة وعاطلين بشهاداتهم الجامعية، اذ ان فرص العمل ضيقة امام حملة شهادة اللغة الفرنسية في مملكة البحرين.
قانون الجامعة
لا يسمح بابتعاثهم

رئيسة الجامعة ودكتور محمد قدومي – رئيس قسم اللغات في الجامعة قدما ما بوسعهما لمساعدة الطلبة اصحاب القضية، والجامعة وبحسب قوانينها لا يمكنها ابتعاثهم او اعتبارهم طلبة مبتعثين ليتمتعوا بمميزات الابتعاث، فالجامعة ومنذ ان افتتحت شعبة ادب اللغة الفرنسية كان علي درجة الدبلوم! ولا ننفي كذلك ان هناك طلبة ماجستير يدرسون علي حساب جامعة البحرين في فرنسا، وذلك لحاجة الجامعة لباحثين ولاستيفائهم للشروط والتي اهمها ان يكون الطالب متفوقا ومعدله التراكمي ثلاث نقاط او اكثر في شهادة البكالوريوس، وفي حقيقة الامر الجامعة حاليا غير محتاجة لعدد اكبر من الباحثين الاكاديميين! تسكت برهة وتكمل: نحن معهم قلبا وقالبا في انهم بحاجة الي من يدعمهم ماديا لينهوا دراستهم في ربوع الجامعة الفرنسية، ولكن ليس بيدنا حيلة، فالقانون قانون ويسري علي الجميع بتلك الكلمات اختتمت فاطمة مصطفي – رئيسة قسم الميزانية في جامعة البحرين تحقيقنا، وكلنا امل في ان يجد هذان الطالبان من يعينهما علي مرارة الغربة وقسوتها، وخصوصا اذا كانت المشكلة مادية .

Catuob
Catsocaff
2003-10-07

تحقيق - ياسمين خلف: من المسئول الحقيقي وراء مشكلة طلبة التخصص الفرنسي في جامعة البحرين؟! طلبة بتخصص يقف عند درجة الدبلوم...

إقرأ المزيد »

هل ستأتي الفكرة بعد ….؟!

أخطاء الأطباء.. لا يغفرها المرضي!!
تحقيق ـ ياسمين خلف:
قد يوجه الينا البعض اصابع الاتهام واللوم علي طرحنا هذا الموضوع، وقد يظن فريق آخر اننا نبالغ !! وان ما جاء في سياق هذا التحقيق لايخلو من التهويل!! لكن آراء اخري تعتقد ان مثل هذه المواضيع الصحفية مفيدة!!.. توقف هذا الموضوع قبل ان يري النور لاكثر من مرة، ولاكثر من سبب!! المهم.. اننا نريد الاصلاح لا التشهير كما يعتقد فريق من الناس.
امرأة تجاوزت حاجز الخمسين بقليل..، احست ببعض الالام في معدتها.. رفضت الذهاب الي مجمع السلمانية الطبي، لاعتقادها بان ما ان يدخله احد الا وخرج وهو محمول علي اربع ، رفضت، ورفضت الا ان ابناءها اصروا علي دخولها للعلاج.. وهي هناك.. علي فراشها الابيض ذكرتهم باعتقادها.. وصدق الاعتقاد.. فقد خرجت وهي محمولة علي اربع !!
فهل بات ذلك المجمع الطبي يشبه ….. كما ذكر احدهم، لكثرة الاخطاء الطبية التي كان ضحيتها عدد لايستهان به من الناس علي اختلاف اعمارهم واجناسهم؟! ذلك ما سنعرفه في الاسطر القادمة.
إلي.. المستشـ… !!

لم اكن لاتوقع انه وبدلا من ان احمل ابنتي واضعها في حضني، احملها لاسلمها لوالدها ليضعها في احضان الارض ليدفنها بكل ما للحرقة والالم من معني نطقت هذه الكلمات نرجس جعفر – 25 سنة ، التي تجرعت مر الحرمان لمدة سبع سنوات، وبعدها تجرعت القهر والحسرة علي ابنتها التي بقت في احشائها ستة اشهر.. زوجها علي صالح الحداد يقسم بانه لا يطلب تعويضاً علي فلذة كبده التي فقدها، وانما تعويضه من الله سبحانه وتعالي، وانما صوته ها هنا من اجل وضع الامور في نصابها، وايقاف التجاوزات علي حد قوله التي تحصل في مجمع السلمانية الطبي، واولئك الذين ينتظرون رواتبهم آخر الشهر، ونسوا ذلك القسم الذي اقسموه بالمحافظة علي شرف المهنة؟!
تعود نرجس الزوجة بسرد معاناتها فتقول: حدث الحمل الذي طالما انتظرته سبع سنوات مريرة من عمري، قضيتها في العلاج المستمر، الي ان قرر الاطباء اجراء عملية ربط للمحافظة علي الجنين، فبقيت في المستشفي ثمانية ايام، واكد لي الاطباء والممرضات خلالها بان الجنين في حالة جيدة، وتوالت المواعيد في مركز الفاتح بمجمع السلمانية الطبي، تسكت برهة لتكمل: والغريب بان الدكتورة المسئولة عن حالتي لا تفحصني وانما تكتفي بسؤالي هل انت حامل؟! وبعد ذلك الموعد بيومين اصبت بتعب، نقلت علي اثره لقسم الحوادث و الطوارئ فقرروا ادخالي للمكوث في المستشفي للراحة ، زوجها يستلم دفة الحديث: سألتهم اذا ما كانت هي أو الجنين يعانيان من اي مشاكل، فاكدوا لي بان بقاءها في المستشفي للراحة فقط، وقد وضعت زوجتي في سرير تحت اشراف الدكتورة (…..) والتي لم ارها ولم ترها زوجتي لمدة 9 ايام، علما بان زوجتي كانت تعاني من نزيف، وكلما استفسرت من الممرضات عن حالتها يخبرنني بانها في حالة جيدة!!
وكلما اردت ان أسال الدكتورة (…..) عن حالة زوجتي الصحية لا اجدها!! فهي دائما غير موجودة الحيرة كانت تتلقفني فمن اين النزيف؟ وكيف حدث؟ أسال من؟ الدكتورة غير موجودة!! وزوجتي علي ما اظن في خطر والجنين كذلك!! الخوف اخذ ينتابني خصوصا ان جميع من اصادفهم يبدون تذمرهم من التهاون في الرعاية في المستشفي، وقبل مغادرتي ذلك اليوم من المستشفي الكلام مازال علي لسان الزوج كنت قد وضعت يدي علي بطن زوجتي وكنت احس بحركات الجنين.
في صيحة اليوم التالي.. الهاتف يرن وعلي الطرف الثاني زوجتي تطلب مني المجيء للمستشفي لاجراء فحص للدم؟! المفاجأة اعترتني!!، ما فائدة الفحص والجنين في شهره السادس، اجابتني بانها لاتعلم السبب وهو ما طلبه الاطباء منها دخلت علي زوجتي لتزف لي الخبر المر، لتقول لي وبدون اي مقدمات العوض علي الله وضعت بنتا، خذ ابنتك وادفنها، خبر قلب كياني، كيف حدث ذلك؟ وانا بنفسي قد رأيت الجنين في جهاز التصوير التلفزيوني، والممرضات اكدن لي بانه في حالة جيدة!!
جن جنوني، طلبت من الممرضات سببا لما حدث، فقلن بانه يحتمل ان يكون الربط غير سليم وانفتح من جهة اخري، فذهبت لزوجتي لاسألها عما حدث فقالت بان الممرضة الآسيوية كانت تبكي، والدكتورة تقول: لا استطيع فعل شيء!!
يقول الزوج بأسي: من المسئول عن موت تلك الطفلة؟ واين كانت الدكتورة المشرفة علي زوجتي والتي لم نرها؟ وكيف انفتح الربط؟ علما بأني استفسرت من كذا طبيب عن عملية الربط، واكدوا لي بانه لو كانت العملية صحيحة لما نزل الجنين!! وكيف يضعون اسم دكتورة علي سرير المريضة دون ان تراجعها؟ وعندما يستدعونها عن طريق الهاتف أو البليب لا ترد!!
الزوجة نرجس تعبر عن خوفها من الحمل مرة اخري حتي لا تتعرض لنفس السيناريو، وتقول: لم اجد أدني رعاية أو اهتمام في المستشفي، فقد كنت اتألم واضغط علي جرس الانذار ولا من مجيب!! تصوروا كنت اتناول حبوب كلوميد التي نصحني بها الطبيب والتي عرفت بعدما راجعت الاطباء في المانيا، بانها تسبب تضخم في المبيض وانفجاره في حالات معينة، بل والعقم لدي الكثير من السيدات اضافة الي ازدياد نمو الشعر وانتفاخ في البطن، تختتم نرجس معاناتها بقولها حسبنا الله ونعم الوكيل .

دسك في رقبتي

الزوج علي الحداد يكمل بعض معاناته في المستشفي بقوله: اصبت بالدسك في رقبتي – شبه شلل نصفي وبقيت اعاني من الالم مدة، ومكثت في المستشفي ثلاثة ايام بعدها طلبوا مني المغادرة بحجة انني في حالة جيدة لا تستدعي مكوثي اكثر، علي الرغم بانني لم أكن استطيع المشي أو الكلام، ولم اكن قادرا علي السيطرة علي جسمي، فظللت اتناول المهدئات لمدة ستة اشهر، دون اي فائدة تذكر وبعد نصيحة احدهم لي بالعلاج في الطب الخاص، دخلت علي احد الاطباء، والذي فحصني ونصحني باجراء عملية فورية، فسألته عن نسبة النجاح، فرفض الاجابة واردف ليقول لي: لا تسألني عن نسبة النجاح أو الفشل، فقد اجريت الكثير من العمليات ولم يسألني احدهم عن نسبة النجاح، فطلبت منه شرح ما سيقوم به في جسمي فقال بانه سيقطع نصف قطر من الرقبة وسيجري عملية اخري في الحوض، وسيأخذ قطعة من العظم ويضعها في الرقبة، واستفسرت منه عما سيتركه الجرح من آثار علي جسمي، فأجابني بسؤال يحمل من السخرية والغضب الكثير هل انت متزوج؟! فأجبته بالايجاب فقال: لا داعي اذن للاسئلة، فقد اجريت العملية لنساء ولم يسئلنني عن الاثر، ولا عن نسبة النجاح!! ويكمل علي لم اتجرأ ان اضع نفسي في ايدي هؤلاء الاطباء فذهبت الي ألمانيا للعلاج، وكان قراري صائبا فمشكلة ستة اشهر انتهت في ساعة ونصف فقط وبضمان نجاح العملية 9.99%!!
اسئلة من قلب مملوء بالألم والحرقة يوجهها علي الحداد لمن يهمه الامر ليقول:
ف هل هناك واحد في المليون وليس بالمائة يخرج من مجمع السلمانية الطبي وهو راض عما يجري فيها من مصائب؟
ف هل وزير الصحة راض عما يحدث من ماسٍ وهل يتابع معاناة المواطنين التي تعرض بعضها علي صفحات الجرائد؟!
ف لماذا جمعية الاطباء ترفض التعرض لسمعة الاطباء وما هو الواجب الذي يقصدونه من وراء الدفاع عنهم؟ فهل من المعقول ان يري المرضي بلاءهم علي الاطباء بدون داعٍ أو سبب؟!
ف هل حدث ولو بالغلط محاسبة طبيب علي خطأ ارتكبه؟!
ف لماذا يترك طلبة الجامعة يطبقون ما تعلموه علي اجساد المرضي؟! فهل حياة المرضي ارخص من حياة فئران التجارب؟!!

صرخة.. أعلنت من بداية مشكلة

للوهلة الأولي التي تنظر بعينك لاصبع، محمد الطفل ذي الاربع سنوات، قد تتخيل ان ناراً حامية قد سلطت عليها، ولكن الامر مختلف تماما.. فبحكم سنه الصغير وحركته التي لا تختلف عن سائر الاطفال، انغلق باب الغرفة علي اصبعه فاصيبت برضوض ، امه دفعها الخوف والهلع علي ابنها المصاب ان تجر اذيالها الي قسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، علها تجد ما يسكن ألم ابنها الذي لم يتوقف عن البكاء، فماذا وجدت هناك؟!
سلمان حسن العرادي – والد الطفل محمد ، يسرد الاحداث وبالتفصيل فيقول: في تاريخ 17 – فبراير عام 2002م، اصيبت اصبع ابني برضوض خفيفة جدا، فأخذته والدته للطوارئ بسرعة، وهناك وقبل ان تدخل علي الطبيب انتظرت نحو ساعة كاملة، وما ان دخلت علي الطبيبة المعالجة، حتي تعذرت الاخيرة بوجود حالة طارئة لطفل حرارته فاقت 40 درجة!!، وحولت حالة ابني لطبيب آخر، وبعد اجراء الاشعة علي اصبع ابني تبين عدم اصابتها باي كسر وتم ارساله للممرضات حتي يقمن بلف الاصبع بالضماد. يتنفس الصعداء ويكمل: ما ان وضعوا المرهم علي اصبع ابني حتي صرخ صرخة اعلنت عن بداية مشكلة كبيرة، لانزال نعاني منها الامرين.. تصوروا تسأل زوجتي عن موعد تغيير الضماد ويقولون لها الحالة لا تستدعي حتي تغيير الضماد، فاصبعه ستكون بخير يوم غد، ولا يحتاج غير ادول كمسكن!!

قلب الأم دليلها

ويضيف العرادي زوجتي اصرت علي الذهاب لمركز مدينة عيسي الصحي في اليوم التالي لتغيير الضماد.. وما ان فتحت الممرضة الرباط حتي تفاجأت بالغرغرينا .. رفضت الطبيبة معالجته.. وارسلته مباشرة لمستشفي السلمانية.. اذ انها قالت: انه وكما هو واضح انه اصيب بتسمم، وانا غير مسئولة عن هذا الخطأ !!
وعندما وصلنا لقسم الحوادث والطوارئ تم ابلاغ طبيب العظام بالحالة، وجاء مسرعا ليتفقد طفلي محمد ، وتم ارساله للجناح ليمكث في المستشفي، يقول العرادي متسائلا: ايعقل ان الممرضات لا يعرفن كيف يغرزن حتي حقن السيلان بالشكل المناسب؟! لدرجة انهن غرزن الابرة عدة غرزات وابني يتألم ويصرخ!!! ولا انكر كذلك ان الطبيب لما رآهن وهن يحاولن غرزها بالقوة عنفهم وامرهم بعدم تكرار هذا التصرف!!

بتر الاصبع

ويكمل قصة عذابه وعذاب ابنه بقوله: بقي ابني اسبوعين علي سريره، واراد الاطباء بتر الاصبع.. ولكني رفضت وبقوة قطعها!! كما واصيب ابني بفيروس بالدم والخلايا!! فتم اعطاؤه مضاداً في الدم للقضاء علي الفيروس فالمرهم وكما اعتقد لم يكن مناسبا لجلد ابني!!، قدمت شكواي من بعد الله الي وزير الصحة ووكيل الوزارة ووكيلها المساعد لعلاج ابني، فالتعويض لن يفيدني فاصبع ابني هي الاهم.. وللاسف لم اجد اذن احدهم تسمع نداي!!
وبآهة تبعتها آهات واصل الاب قوله: الاطفال يعيرونه بوصبعة حالة ابني يرثي لها.. اصبعه السبابة مختلفة، بل واصبحت مختلفة وسمينة، لدرجة ان ذلك يؤثر كثيرا علي جمال يده الغضة، فالاطفال يعيرونه ويطلقون عليه لقب بو صبعه ، ناهيك عن ان ذلك يؤثر علي حركة يده الطبيعية، فلم يعد يستطيع ان يمسك القلم بيده، خصوصا انه عسماوي ويستخدم يده اليسري المصابة في قضاء حاجاته واعماله.. وانا خائف جدا علي مستقبله المهني، فقد تفوته فرصة بل وفرص كثيرة، والسبب اصبعه التي لم تعد طبيعية!!
ويقول مواصلا.. اذا اعدت ذاكرتي للحظات العصيبة التي مررت بها، يصيبي الهم والغم بل و الضجر ، فمثلا طريقة ازالة اللف من علي اصبع ابني وحشية بل وهمجية، لدرجة اصابتها بالنزيف الحاد!! بل ان عملية انتقال طفلي من طبيب لآخر، لا يعرف حالته الصحية السابقة، امر في غاية الفوضوية وعدم الاكتراث، بل ان بعضا من الاطباء ما ان يروا ابني يتهربون من معالجته!! اردت رفع قضية لايزال الكلام علي لسان العرادي في المحكمة علي الطبيبة التي تسببت في كارثة ضحيتها ابني، فطلب مني تقرير من طبيب محايد ، الا ان الاطباء جميعهم رفضوا اعطائي ذلك التقرير!!
وعن آخر ما يطلبه العرادي هو علاج لابنه سواء في مملكة البحرين أو خارجها!! ومعاقبة المخطئ، لا ان يترك في عمله ليواصل جرائمه في حق الابرياء، ويبقي ملفه ابيض خالياً من اي نقطة سوداء في الوقت الذي تركت اثرا للابد علي اصبع ابنه، كما يطالب بوجود مكتب للجنة حقوق الانسان في مستشفي السلمانية الطبي لاحتضان المتضررين وتسهيل اجراءاتهم وتظلماتهم، خصوصا ان حالة ابنه ليست الأولي، بل ان طفلة اخري تعرضت لذات الحادث، ومن يعلم كم طفل وطفلة كانوا أو سيكونون ضحايا الاخطاء الطبية من يعلم ؟!!

catfeat
2003-1-26

أخطاء الأطباء.. لا يغفرها المرضي!! تحقيق ـ ياسمين خلف: قد يوجه الينا البعض اصابع الاتهام واللوم علي طرحنا هذا الموضوع، و...

إقرأ المزيد »

هل يجد المتوحد من يحتضنه؟


مركز الوفاء تنقصه أمور والمبني في العام المقبل

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
رغم كل ما يعانون منه، ورغم الألم يستقبلونك بابتسامة تحمل من البراءة الكثير، كما لو كانت تقول بين طياتها: الا استحق أن يفهمني من حولي؟! تعاونكم معي وصبركم علي جل ما اتمني .
هذا هو دستور كل من يزور مركز الوفاء التأهيلي ولعل الزائر يتمني ضمن ما يتمني لهم في مساعدة هذه الفئة من الأطفال الذين يتعلقون مع ذويهم بالأمل.
في مركز الوفاء المدرسات او المدربات يحملن قلباً يسع كل طفل، كما لو كانوا قد حملوه في أرحامهن تسعاً، فهن يحملن مشاعر الأمومة وان لم يكن فعلاً أمهاتهم، انطلب منهم اكثر من ذلك؟! ولكن مالذي ينقص هذا المركز ليكون نموذجياً، ومالذي يحتاجه هؤلاء الاطفال المتوحدون؟! في هذا الاستطلاع يسلط الضوء علي ما يحتاجه المركز الذي سيتم نقله الي موقع جديد مع مطلع العام المقبل، والذي بدأ فعلياً العمل فيه في شهر ديسمبر الماضي، ولو أن تكاليفه المتوقعة 250 الف دينار لم يتم توفيرها بعد!!

نعلمهم
الاعتماد علي أنفسهم

تري رحيمة العباسي مدرسة بالمركز منذ اربع سنوات أن المركز يحتاج الي الكثير من التجهيزات التي تيسر وتبسط التعامل مع الاطفال المتوحدين، بالاضافة الي حاجة المركز الي توسعة تتيح المجال للطفل التحرك بسهولة ويسر.
أما عن طرق تعاملها مع الأطفال المتوحدين قالت: نقضي مع الاطفال كل يوم اربع ساعات متواصلة، من الثامنة صباحاً وحتي الثانية عشرة ظهراً، نحاول خلالها ان نعلمهم سبل التواصل مع الاخرين وكيفية الاعتماد علي انفسهم في أمورهم الشخصية، ورغم ما يواجهونه من صعوبة في التعليم الاكاديمي الا انهم يستطيعون ان يعيدوا الارقام الحسابية بل والقراءة بمستوي الصف الأول الابتدائي، وهم في الحادية عشرة من اعمارهم ، وأضافت: بعض الاهالي متعاونين معنا، الا ان البعض الآخر ليس لهم دور يذكر في تأهيل أبنائهم المتوحدين.

المشكلة في الأهل!

وتستخدم سبنزيا الواريز مدرسة آسيوية الجنسية نظام ءء الأمريكي ، في تدريب وتعليم الاطفال المتوحدين، والذي عن طريقه يتم تعزيز سلوك الطفل المتوحد بالألعاب، وهو برنامج يستخدم للأطفال في سن الثالثة وحتي السابعة من أعمارهم، وتقول معلقة علي الوضع الحالي في المركز: يعاني المركز من قلة المدرسات ففي بعض الدول الغربية توجد مدرسة لكل طفل متوحد .
تسكت برهة وهي تنظر للأطفال وهم يلعبون في الحديقة: المشكلة التي نعاني منها فعلاً مرتبطة بأولياء أمور الاطفال الذين يفقد بعضهم الأمل، ويعتقدون خطأ ان الطفل المتوحد يفتقد للتواصل! وذلك له الأثر السلبي طبعاً، فالطفل المتوحد قادر علي التواصل اذا ما وجد تعاون المحيطين به.

يعتدل سلوك
المتوحد تدريجياً

بالفعل نحتاج لمركز جيد وذلك سيتحقق قريباً، ولكن نتمني ان يشتمل علي الموافق التي يحتاجها الطفل المتوحد، وتسهل اندماجه مع الآخرين .
بتلك الكلمات بدأت أيمان محمد مبارك حديثها وهي مدرسة ايضاً بالمركز منذ ست سنوات، وأضافت: اتمني ان يتم فصل الأطفال المتوحدين عن اولئك المتخلفين عقلياً، متي يسهل علي المدرسات التعامل معهم بالطرق التي تناسب كل فئة منهم، والذين يختلفون فيما بينهم من حيث الفترة الزمنية التي يحتاجونها لتحسين قدرتهم علي التواصل.
وتشير إيمان الي ان اولياء الأمور يمكنهم ملاحظة مدي التغيير الواضح الذي يطرأ علي أبنائهم المتوحدين بعد الانضمام للمركز، فالطفل المتوحد عندما يأتي لنا يتميز بالنشاط الزائد والسلوك العدواني، وبعد فترة زمنية متفاوته ما بين طفل وآخر يتعدل سلوكه وتتطور قدراته الكلامية، بل يصبح قادراً علي الاعتماد علي نفسه في اكله وفي ارتداء ملابسه، بل حتي في الاعتناء بنظافته الشخصية.

الدورات
ضرورية لتأهيلنا

وتؤكد شويبة الصباغ مدرسة انخرطت في مجال تأهيل المعاقين منذ العام 1995 وفي مجال التوحد منذ العام 1997 علي كلام زميلاتها، وتطالب بضرورة تكثيف الدوارت التدريبية التي وكما ذكرت سيكون لها دوراً كبيراً في تطوير قدراتهم العلاجية والتأهيلية، كما تطالب بضرورة توفير اخصائيي نطق في مجال مرض التوحد.
وتوفير طبيب نفسي في المركز، وجاء علي لسانها: نحتاج الي طبيب اطفال في النمو النفسي لما له من دور بالغ الأهمية في تسيير عملية تأهيل الأطفال المتوحدين .
وتدعو الصباغ الأهل الي سرعة تشخيص ابنائهم لتيسير عملية تأهيلهم وتقول في ذلك: التشخيص المبكر مهم في مثل هذه الامراض، والذي نراه جلياً في بعض الحالات التي يصل فيها الطفل الي عمر الحادية عشرة وهو لا يزال يستخدم الحفاظات ، ولو كان هناك تعاون مع الأهل بالاضافة الي التشخيص المبكر لحالته لأمكن تأهيله وتعليمه كيفية الاعتناء بنظافته الشخصية، وهو في سن اصغر من ذلك بكثير.

نحتاج لغرفة
العلاج الحسي

وتجد فاطمة هاشم قضت 4 سنوات في مجال تأهيل المتوحدين ان بعض الاهالي متعاونين مع المدرسات، في حين ان البعض الآخر يعتبرون المركز مكاناً او ملجأً لابنائهم يتيح لهم فرصة التفرغ لأنفسهم! وباستغراب واضح قالت: اتعجب من بعض الأمهات اللواتي يجلبن ابناءهن المتوحدين للمركز وهم مرضي يعانون من ارتفاع درجة الحرارة او ألم حاد في البطن!! فنحن نجد صعوبة في معرفة ما يعاني الطفل منه، فالأجدي منهن اخبارنا علي الاقل بحالة الطفل الصحية، لنتمكن من التعامل معه وان كان عليهم أخذه للمركز الصحي لعلاجه!
وتصف فاطمة الحالات التي تتعامل معها بقولها: الفئة التي أهتم بها فئة التوحد العميق وهي ،كما هو واضح من تسميتها صعبة في التعامل، خصوصاً ان بعضهم لا يحسن التصرف في حالة الحاجة الي دورات المياه، فنجدهم وقد وسخوا ملابسهم! صحيح أننا تأقلمنا مع الوضع الا ان الأهل عليهم التعاون معنا لنصل في النهاية لما هو في مصلحة أطفالهم، وتضيف: نسعي وباستمرار لعقد يوم مفتوح بيننا وبين الأهالي للوقوف علي الخطة التي نعدها، ونتمني تجاوبهم معنا.
وعن أهم ما يجب توافره في المركز الجديد قالت: أتمني أن يشمل المركز علي غرفة للعلاج الحسي، وحديقة متكاملة بالأضافة الي ادوات رياضية تناسب الاطفال المتوحدين.
تحسنت حالته
خلال شهرين

ومن بين المدرسات لفت الانتباه تواجد أم حسين وهي جدة أحد الاطفال المتوحدين، التي ترافقه يومياً للمركز بسبب انشغال والدته في عملها، وتقول معلقة: الحمد لله أجد تحسناً واضحاً في سلوك حفيدي، فقبل انضمامه للمركز كان يتميز بالسلوك العدواني في تعامله مع الآخرين، وكذلك عند تعامله مع الأدوات التي يتلفها غالباً، وقد تستغربون اذا ما علمتم انه قضي في المركز الآن نحو شهرين فقط الا انه تحسنت حالته وأصبح طفلاً هادئاً وأخذ يتواصل لفظياً مع غيره بعدما انقطع عنها لفترة.

Catsocaff
2004-03-25

مركز الوفاء تنقصه أمور والمبني في العام المقبل استطلاع أجرته - ياسمين خلف: رغم كل ما يعانون منه، ورغم الألم يستقبلونك با...

إقرأ المزيد »

هوس عمليات التجميل: .. الوعي بالمخاطر.. دون المستوي!!

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
تصوير – حميد جعفر:

هوس عمليات التجميل الذي وصلت سهامه الي فئة ليست بقليلة من الناس، خلال السنوات العشر الاخيرة، ألقت بعدد من المشاكل، والتي كان من الممكن تلافيها او التقليل من مخاطرها لو استشار المريض طبيبا او استشاريا متخصصا، فعدد العمليات التجميلية في تزايد مطرد، وبالمقابل وعي الناس بمخاطرها مازال دون المستوي. علي الرغم من ان الغالبية العظمي منهم متعلمون ومثقفون.
فالمشكلة هي قلة الوعي الطبي والرغبة في الوصول الي الكمال الخلقي.!!
الاطباء لا ينفكون من التحذير منها، والمرضي يتسابقون عليها، حتي وان كانت تجري في الصالونات التجميلية، علي ايدي عاملات آسيويات غير مؤهلات، ويبتعدون عن الطب عشرات بل آلالاف الاميال، ولا يعرفون منه سوي اسمه!! فماذا قال اهل الطب في ذلك، وبماذا ينصحون؟! ذلك ما ستقرأونه معنا في هذا الاستطلاع.
وكعطبيعة الحال الجنس الناعم اكثر اقبالاً علي عمليات التجميل بكافة انواعها، ومن ضمنها جمال الاسنان، ومن هذا المنطلق توجهنا لعيادة الدكتور حسن الصددي اخصائي علاج الاسنان الترميمي والتجميلي، لنطلع عن قرب علي انواع العمليات التجميلية ومخاطرها، ويقول في ذلك: اسنان المرء واجهتة اما الآخرين، وكلما كانت بيضاء ناصعة ونظيفة، كلما زادت ثقته بنفسه، ودفعته للمشاركة الاجتماعية بصورة اكبر، فالاسنان عنوان الصحة والجمال.

الليزر أحدث وأغلي
طـــرق تبييض الأسنـــان

وعمليات التجميل المرتبطة بالاسنان مختلفة ومتنوعة، وتتفاوت ما بين البسيطة والمعقدة، والتي تأخذ وقتاً قصيراً او طويلاً بحسب حالة اسنان المريض، ومدي المشاكل التي يعاني منها، ويمكن اعتبار عملية تبييض الاسنان من ابسط أنواع العمليات وارخصها، وان كانت بعضها تأخذ وقتاً طويلاً لدي بعض المرضي، وفي مثل هذه الحالة نستخدم نحن كأطباء مواد كيميائية لا تؤثر علي اسنان المريض او لثته.
وعن الفترة الزمنية التي تستغرقها مثل هذه العمليات يقول مضيفاً: تستغرق عملية التبييض اسبوعين او عشرة ايام، يستخدم المريض خلالها بعض المواد خلال تواجده في المنزل، وهذه الطريقة الكيميائية تختلف عن الميكانيكية حك الاسنان لإزالة جزء المينا ، والتي اصبحت من الطرق القديمة والقليلة الاستخدام .
وكآخر واحدث الطرق نستخدم الليزر في التبيض وهي عملية ناجحة جداً ومأمونة، الا ان كلفتها عالية نسبياً اذ ما قورنت بغيرها من الطرق، اما عن الآثار الجانبية لعملية التبيض، فهي لا تتعدي الحسياسية المؤقتة لدي البعض

الأحجار الكريمة
لتزيـــــــين الأســــــــنان

اما عن الحشوات التجميلية والتي استخدمت من قبل 150 عاماً ولازالت يقول الدكتور الصددي : الذهب من اقدم الحشوات التي استخدمها الاطباء في حشو الاسنان، ويراجع استخدامها مع اتجاههم المرضي الي المادة الفضية الفضة وهي حشوة مناسبة لجميع الناس بغض النظر عن السن، وقد يصاب المريض بألم بسيط لفترة قليلة سرعان ما تنتهي تبعاً لحالة الضرس .
وكآخر الصرغات التجميلية للاسنان يقول مضيفاً: آخر تلك الموضات تتمثل في وضع الاحجار الكريمة والألماس علي الاسنان الأمامية، وهي وان كانت متوافرة في مملكة البحرين الا ان المرضي لا يسألون عنها، ولا يطلبونها، فالقليل منهم يعرف هذه الصرعة ، والذين غالباً ما يكونوا ممن يسافرون للدول الاوروبية او من هواة الافلام الاجنبية.

زراعة الأسنان
لا تناسب المدخنين !!

ماذا عن تآكل الأسنان؟! سألنا فأجابنا الدكتور الصددي : لتآكلها نضع طبقة من البورسلين علي السن المنكسر، أو ذو اللون غير المرغوب فيه، والبورسلين طبقة صلبة ناصعة البياض، يتم نحتها لتكون طبقة رقيقة علي طبقة المينا، وهي غالباً صالحة للجميع ولا ترتبط بسن معين.
كما لم تعد مشكلة اذا كانت اسنان الفرد زائدة او متسلقة علي بعضها البعض، سواء لاسباب وراثية او لضيق مساحة فم المريض في كثير من الاحيان فعملية تقويم الاسنان عملية سهلة جداً ومتطورة وناجحة، وقليلة المضاعفات وان كانت بعض الشيء معقدة لدي بعض المرضي ما زال الكلام علي لسان الدكتور الصددي ويكمل: اما في حالة زراعة الاسنان والتي تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة، فإننا لا نجريها علي المدخنين او المصابين بداء السكري لعدم تناسبها مع حالتهم الصحية.

توقعات المريض تحدد
نسبــــــة نجــــاح العمليــــــة

وعن مدي نجاح العمليات التجميلية للأسنان يقول: هو امر مرتبط بتوقعات المريض، فإذا كانت التوقعات عالية والنتيجة اقل منها نسبياً، فإن المريض حتماً ستكون العملية بالنسبة اليه غير ناجحة! علي عكس المريض الذي يحمل توقعات متواضعة، ويري اسنانه بعد اجراء العملية بشكل لم يتوقعه، او بمعني آخر يراها مذهلة، حتماً ستكون العملية بالنسبة اليه ناجحة جداً، ونحن كأطباء نسعي وباستمرار للوصول الي التوقعات لإرضاء المرضي.

الليزر لإزالة
الشعر بصورة دائمة!!

عالم المرأة عالم قد يجده الرجال غامضاً، ولكنه ليس كذلك بالنسبة لبني جنسها! ولذلك توجهنا مباشرة الي الدكتورة سميرة المتروك اخصائية جلدية وتناسلية، لنعرف عن اكثر العمليات التجميلية التي تشغل بال حواء وتقول الدكتورة المتروك في ذلك: اهم ما يؤرق بال المرأة، زيادة نمو الشعر في مواضع غير مرغوبة، وازالته وبصورة دائمة اكثر ما يتهجن اليه، وخاصة في منطقة اليديين والساقين وما تحت اليديين، خصوصاً لذا فئة من يعانين من تغيرات هرمونية تؤدي الي زيادة نمو الشعر في الوجه او بقائة تحت الجلد .
وفي الآونة الاخيرة زاد الإقبال علي عملية ازالة الشعر بالليزر، لاهتمام المرأة بصورة اكبر بجمالها خصوصاً مع زخم القنوات الفضائية، والتي اتاحت للمرأة فرصة مشاهدة الجميلات من العارضات، بل انها وقعت تحت مقارنة مخيفة من قبل زوجها دفعها لمثل هذه العمليات التجميلية، كما ان وجود الانترنت اتاح لهن الفرصة للإطلاع علي ايجابيات ومضاعفات استخدام الليزر سكتت برهة وتكمل وان كانت نسبة المرضي المترددين علي العيادة 95% نساء، الا ان النسبة الباقية الا وهي 5% منها رجال، والذين غالباً ما يهتمون بإزالة الشعر الزائد من الرقبة واللحية والظهر.
وماهي الاستخدامات الأخري لليزر في عمليات التجميل ذلك ما تبادر الي ذهننا وكانت الاجابة علي لسان الدكتورة المتروك : ازالة الوشم، والتي اصبحت مع استخدام الليزر عملية سهلة، وكذلك الامر بالنسبة لازالة النمش وحبات الخال والتي قد تكون غير مرغوبة لدي البعض، خصوصاً اذا كانت في اماكن لا يحبذها المريض، فقد كانت عملية ازالتها تحتاج الي فتح الجلد وخياطته، الا انه وبعد تطور العلم واستخدام الليزر فهي تختفي خلال ايام وتترك لوناً خفيفاً غير ملاحظ، كما ويستخدم الليزر في علاج مرض البهاق والصدفية، والذي يستغرق علاجة بعض اسابيع بعدما كان يطول لسنوات!!

عمليات تستغرق
دقائـــــــق فقـــــــــط!!

وماذا عن العمليات التجميلية الاخري؟! تجيب الدكتورة سميرة المتروك: سنفرة البشرة، وهي من اهم اساليب تنعيم البشرة، كما انها سهلة ولا تستغرق سوي دقائق، يمكن للمرأة بعدها الذهاب للعمل مباشرة بدون ان تخلف ورائها اي مضاعفات.
كما نستخدم جهاز الأندرمولوجي لعلاج السيلوليت وترهلات الجلد وتمزقه نتجة الحمل والسمنة، وفي حالة ازالة التجاعيد حول العينين والجبهة، نستخدم حقنة البوتكس، اما عن الخطوط الموجودة حول الفم فنستخدم حقنة البرلين، ولإزالة الكلف والبقع الناتجة عن حب الشباب نلجأ للتقشير الكيميائي.

1% من المرضي
يتأثــــــــرون سلـــــــــباً

ولكن ما قالت الدكتورة المتروك عن الآثار الجانبية المترتبة علي مثل هذه العمليات؟! الأجهزة المستخدمة في العيادات في البحرين متطورة جداً، فهي بأسعار خيالية لا توفرها معظم الدول الاخري علي الرغم من الامكانيات البسيطة لمملكة البحرين اذ ما قورنت بها. ويمكننا ان نقول ان 1% فقط من المرضي يتأثرون سلباً جراء هذه العمليات، كإصابة مستخدم الليزر في ازالة الشعر الزائد باحمرار بسيط او بقع وبثور موضعية، تزول بعد فترة بسيطة من العلاج والتي لا تتعدي الأيام، فأجهزة الليزر من أأمن الاجهزة التجميلية في العالم، كما انها آمنه للمرأة للحامل والمرضع، ويمكن استخدامها لإزالة البهق لدي الرضع! فلا سن محدد لاستخدام الليزر ذلك ما قالته الدكتورة سميرة المتروك في ختام حديثها.

عمليات التجميل
بأسعـــــــار مناسبـــــــة

وكما تري الدكتورة المتروك ان الفضائيات ساهمت كثيراً في اتجاه المرأة البحرينية للاهتمام بمظهرها وبالعمليات التجميلية، تؤكد الامر ذاته الدكتور نضال عبدالرحمن خليفة استشارية امراض جلدية وعلاج الجلد التجميلي في مجمع السلمانية الطبي اذ تقول: يلجأ المرضي عادة للمتخصصين في الامراض الجلدية او المتخصصين في الجراحة التجميلية لاجراء بعض العمليات التجميلية علي الجلد، وهي متفاوته تبدأ من استخدام مستحضرات تجميلية كالكريمات الموضعية وتنتهي عند العمليات التجميلية الجراحة الكبيرة، والاهتمام بمثل هذه العمليات ازداد في الآونة الاخيرة مع دخول القنوات الفضائية البيوت، وتشجيع الازواج لزوجاتهم لمثل هذه العميلات ليصبحن بمظهر اولئك المذيعات الفاتنات! او لرغبة الفتاة ان تكون نسخة منهن لتزيد ثقتها بنفسها اما الآخرين.
ففي الخمس السنوات الاخيرة ازداد اهتمام عامة الناس بالتجميل، بعدما كانت محصورة لدي فئة محددة، وهي الاكثر سفراً للدول الاجنبية وذات الامكانيات المادية العالية، وبعد توفر الاجهزة في البحرين ودول الخليج العربي وحتي دول الوطن العربي لم تعد هناك مشكلة، ولم تعد هناك حاجة للسفر وتكبد الخسائر في سبيل الجمال لتوافرها وبأسعار مناسبة وفي متناول شريحة عريضة من المواطنين علي ارض الوطن.
والمشكلة في هذا التوجه كما ذكرت الدكتورة نضال هو اصابة الشخص بالهوس وتضرب مثالاً علي ذلك بالمغنية ساندي جاكسن والتي بدأت بعملية تجميلية واحدة تبعتها عدد من العمليات، الي ان اصبحت بشكل مختلف تماماً عن شكلها الرباني ، وان كانت الدكتورة نضال تنفي ان يكون هناك من اصيب بالهوس التجميلي في البحرين، الا انها تحذر منه، وتدعو الي استشارة الاطباء في اي منها، للتقيليل من مضاعفاتها او تجنب احتمال خطئها.

بشرة الأوروبيات
تختلف عن بشـرةالبحرينيـات

وتقول مضيفة: الجمال نسبي ومتفاوت، ومعاييره تختلف من فرد الي آخر ، تضحك وهي تكمل: المشكلة ان الكثيرات يقسن الجمال ببياض البشرة، ويسعين لإكساب بشرتهم السمراء او الحنطية اللون الابيض، بطرق تبييض البشرة، وذلك الامر مخالفاً لطبيعة الجلد التي تفرز ذلك اللون! فألوان البشرة تتدرج من الواحد الي الستة، واغلب البحرينيات يقعن ضمن التصنيف الرابع و الخامس، اذ ان البشرة تكون بها كمية أكبر من مادة الملانيين، وهي مادة مفيدة تحمي البشرة من اشعة الشمس الضارة.
ويكفي ان نعلم ان الاوروبيات ذوات البشرة البيضاء، قبل ردحاً من الزمن لم يكن يعانين من سرطانات الجلد، وبعد هجرتهن لبعض الدول والقارات، فضلن لون البشرة السمراء علي بشرتهن، فاتجهن لاستخدام الكريمات الموضعية وحمامات الشمس، مما تسببن لانفسهن بأمراض جلدية خطيرة وبخاصة السرطانات، ولذا نجدهن قد اتجهن في الوقت الحاضر الي التقليل من تعرضهن لأشعة الشمس، ولبس الأكمام الطويلة، وارتداء ثياب البحر التي تحمي الجلد من الاشعة الشمسية التي لا تتحملها بشرتهم الرقيقة البيضاء.

خلطات التبييض
ضـــــــــــارة بالبشــــــــرة

وتحذر الدكتورة خليفة من الآثار الجانبية لخلطات تبييض البشرة، والتي انتشرت وبكثرة في مملكة البحرين بين الفتيات والنسوة، وتقول في ذلك: يخلط البعض ثلاث مواد لتبييض البشرة، تدخل فيها مادة الكورتزون، بدون وصفة طبية! ويري المستخدم أو المريض ان بشرته قد اكتسبت لوناً افتح ويفرح! وللأسف لا يعلم ان اسباب بياضه المفاجئ، يرجع الي ظهور الآثار الجانبية لكثرة استخدام مادة الكورتزون علي البشرة، والذي يؤدي الي فقدان البشرة لونها الطبيعي، واكتسابها احمراراً، مع ظهور بثور تشبه الي حد كبير بثور حب الشباب، وتزداد تلك المضاعفات مع توقف استخدام تلك المادة! والحمد لله ان وزارة الصحة قد التفتت لهذا التصرف غير المسئول من قبل البعض، واوقفت صرف تلك المواد من الصيدليات.. كخطوة جريئة زعلت البعض ولكنها حتماً تصب في مصلحتهم!!
ويكفي ان يعلم المستخدم لمثل هذه الخلطات ان اي كريم تنتهي صلاحيته بعد فتحه بثلاثة اسابيع فقط، وهو يستخدم تلك الخلطة لأكثر من شهر او ربما لعدة اشهر! كما ان عملية الخلط لتلك المواد عملية خطرة، ولا يجيدها اي شخص حتي وان كان صيدلانياً، فالعملية تحتاج الي صيدلاني محترف.
وفيما يتعلق بتقشير البشرة تقول: كلمة التقشير كلمة عائمة وكبيرة، وان كانت تجري في صالونات التجميل الا اننا ننصح المرضي بإجرائها لدي طبيب متخصص، خصوصاً ان عمليات التقشير ثلاثة انواع، وهي سطحية، متوسطة وعميقة، وما يجري من تقشير للبشرة في الصالونات لا يتعدي كونه للطبقة السطحية، للأسف ان المريض يتوقع ان تزول البقع والكلف عن طريقها،! فالتقشير السطحي ليس له تأثير سحري علي البشرة، خصوصاً اذا كانت البشرة مشوهة، ففي مثل هذه الحالة انصح المرضي بالتوجه للطبيب المتخصص بدلاً من تعريض بشرتهم لمشاكل هي في غني عنها!!
الخلفية الطبية
لدي المريض مهمة

العلاج التجميلي علاج طبي، وليس بالامر السهل الذي يمكن التهاون فيه، ولابد من توافر خلفية طبية لدي المقبل عليها، ولا يقوم بإجرائها الا لحاجته الماسة اليها، علي ان تكون علي ايدي خبراء مضمونين، مع تبادل وجهات النظر بين الطبيب والمريض، فالطبيب الحق هو من يعطي المريض فرصة كافية للتفكير في العملية قبل الشروع فيها.
ليطلع المريض علي مدي فعالية العملية واضرارها ومضاعفاتها.
خصوصاً ان عمليات التجميل تتطلب بنج وتخدير، وهو امر لا يستهان به بتاتاً، لذا من الواجب ان يكون المريض علي علم بحالته قبل وبعد العلاج التجميلي.
التقشير يؤدي
إلي الاسمرار الدائم

وتؤكد الدكتورة خليفة علي ان اي عملية لها آثار ومضاعفات علي المريض، لذا يجب ان تكون الصورة كاملة وواضحة لدي المقبل علي العملية قبل الشروع فيها، فالتقبل لتلك المضاعفات يمثل نصف العلاج… وتقول: اتخاذ قرار العملية لابد ان يكون مشتركاً بين المريض والطبيب وللأسف يترك الغالبية العظمي من المرضي امر اتخاذ القرار للطبيب وحده، وكل ذلك يرجع الي تعودهم علي هذا الأسلوب.
والامر لا يقتصر فقط علي حسن اختيار المريض للطبيب المناسب لإجراء العملية، ولكن الامر يرتبط كذلك بحسن اختيار المريض المناسب للعملية من قبل الطبيب، وتضرب مثالاً علي ذلك بقولها: ليس كل من يريد اجراء عملية شفط الدهون يقوم الطبيب بإجراء العملية له، فتلك العملية تناسب فقط من يعانون من زيادة نسبة الدهون في مناطق محددة في الجسم كالبطن مثلاً او الارداف
وتختتم الدكتورة نضال الخليفة حديثها بالقول: ان المشاكل التي تحدث بين الطبيب والمريض ليست متعلقة بالاخطاء بقدر ما هي متعلقة بقلة التواصل ما بين الطرفين، خصوصاً اذا لم يكن المريض متوقعاً للنتائج، فعلي سبيل المثال يعتقد الكثيرون ان كثرة التقشير للبشرة يؤدي الي بياضها، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فكثرة التقشير يؤدي الي اسمرار البشرة بصورة دائمة.

Catsocaff
Cathealth
2003-10-11

استطلاع أجرته - ياسمين خلف: تصوير - حميد جعفر: هوس عمليات التجميل الذي وصلت سهامه الي فئة ليست بقليلة من الناس، خلال الس...

إقرأ المزيد »

واقع القرية البحرينية


القرية التي توحشها الظلمة
هزة أرضية تضرب قرية مقابة !

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:

مقابة قرية قد يجهلها الكثيرون ونحن منهم!! إلي أن سنحت لنا الفرصة لزيارتها والتعرف علي أهلها ومشاكلهم، وأنتم كذلك ستعرفون عندما تخوضون معنا الجولة، وتتخيلون حجم معاناتهم بعد قراءتكم لاستطلاعنا خلال الأسطر القادمة، والتي هي بمثابة رحلة علي أرض هزازة، وستعرفون ان ما يعانيه أهلها علي تلك الأرض لن تكفي كلمة مأساة لوصفها، فالسيارة التي تقلك لتلك القرية حتما لن تزيد سرعتها عن 20 كيلومترا في الساعة، فالأرض غير المبلطة ستمنعك عن ذلك، وأنت كذلك حفاظا علي نفسك وحفاظا علي سيارتك من تلك المطبات.. وأية مطبات!!
البيت الهزاز كلنا لعبنا بداخله عندما كنا صغارا، ونعرف صعوبة ان يبقي المرء فيه واقفا!! فالأمر كذلك بالنسبة للشوارع ان صح لنا ان نطلقها علي تلك الأراضي في قرية مقابة ، فالقرية تخلو تماما من الشوارع المسفلتة، فيما عدا مساحة محدودة سفلتها أحد الوجهاء ليسهل عملية وصوله لأرضه الزراعية!!

لمَ اللف والدوران؟!

في اجتماع مع عدد من أهالي القرية أدركنا آمالهم التي سبقت حروفهم وكلامهم، فقالوا وكان أولهم محمد علي حميد – رئيس صندوق مقابة الخيري – حيث استرسل بقوله: قريتنا تفتقد لخدمات هي عادية بالنسبة للقري الأخري، فالمدخل العام للقرية المنفذ الوحيد مليء بالمطبات وغير مسفلت، مما يصعب علي مرتاديه الوصول إلي هدفهم في القرية، فوزارة الأشغال والإسكان ما ان تعمل في منطقة إلا وقد زادت الأرض سوءا وإن كان ذلك بالطبع فعلا غير مقصود… فنتمني لو يتم إعادة تأهيل رصف الشوارع، التي وتفاديا لمشاكلها يلزم أغلب قائدي المركبات المسار الأيسر لدخول القرية، بدلا من الأيمن علي الرغم من مخالفتهم لقوانين المرور. وكحل نطالب بفتح الشارع من الجهة الجنوبية المؤدي إلي شارع الشيخ خليفة.
وبعد تنهيدة شرحت وحدها المعاناة قال مضيفا: البعض من أهالي القرية يستخدمون الشارع الداخلي بطريقة غير رسمية للوصول إلي الشارع المؤدي إلي قرية سار اختصارا للطريق بدلا من اللف والدوران للوصول إلي شارع سار، في حين بالإمكان رصف الشارع وفتحه رسميا لمرتاديه، خصوصا ان البعض منهم كذلك يستخدمون مدخل قرية الشاخورة كمنفذ للقرية…

أين النور يا مسئولين؟!

ظلمة القبور ما بعدها ظلمة، ولكن يبدو ان ظلمتها خرجت لتحيط القرية وتذكر أهلها بالآخرة!!! ذلك ما لمسناه في حديث عبدالحسين أحمد عبدالحسين – رئيس اللجنة الإعلامية في صندوق مقابة الخيري وعضو في مركز مقابة الثقافي الذي قال بلهجة قوية: لا يوجد أي عمود إنارة في المقبرة… نعم قد يظن البعض أني أبالغ ولكن الأمر جاد ولا يحتمل الهزل، فالمقبرة مظلمة بل حالكة الظلمة.. يسكت برهة ليكمل: في السابق وقبل عدد من السنوات كانت هناك أعمدة إنارة في جانب من الجوانب المحاذية للمقبرة وتابعة لاحدي المزارع الخاصة، ولكن وبعد وفاة صاحبها.. انطفأت كما انطفأ ضوؤه عن الحياة!!
والأمر لا يقتصر علي إضاءة المقبرة، بل يتعدي الأمر إلي القرية التي تنقصها أعمدة الإنارة، وان وجدت فهي تحتاج إلي صيانة، ناهيك عن المنطقة الجديدة في القرية والتي هي الأخري يعاني قاطنوها من قلة الإنارة… والأمر قد رفعه الأهالي إلي وزارة الأشغال والإسكان، وها نحن ننتظر التطبيق الفعلي للوعود الشفافة.
يقتطع الحديث محمد سلمان أحمد – عضو إداري في الصندوق بقوله: نعاني كذلك من ضعف الإنارة علي الشارع الرئيسي الممتد من بداية القرية إلي نهايتها، ولأجل تسوير جزء من الأراضي أزيلت معها أعمدة الإنارة وبقيت القرية مظلمة !!

ضحايا.. بالعشرات

ذلك ما أراد توصيله عبدالله عبدالحسين عبدالله – رئيس لجنة الجباة في الصندوق إلي المعنيين في الدولة، حيث أشار إلي ان مدخل القرية والمنفذ الوحيد علي شارع البديع يحمل من المشاكل الشيء الكثير، وبخاصة فيما يتعلق بوعورته وحاجته إلي الرصف وإعادة التأهيل.
فهناك نحو 4500 نسمة يعيشون في القرية، خصوصا مع زيادة 400 وحدة سكنية فيها… مما يعني زيادة الازدحام أمام المدخل والذي وبسببه فقدت القرية عشرات الأرواح!!! وقد طالب عبدالله بضرورة فتح شارع جديد علي دوار جنوسان من الجهة الشرقية، لربط أجزاء القرية المنطقة القديمة بالجديدة من جهة، ولتخفيف حركة المرور من جهة أخري، مؤكدا علي ان الأهالي طالبوا قبل فترة بتخصيص ثلاث مسارات عند المدخل لتسهيل عملية المرور، وسفلتة الشارع للقضاء علي المطبات المعيقة للسير، ووضع إشارة ضوئية علي شارع سار عند جامع سار بالتحديد من الجهة الغربية منه، لازدحام المرور واختناقه وبخاصة عند صلاة الجماعة يوم الجمعة من كل أسبوع.

شح المياه – قسائم سكنية

وعرض سيد عمران حسين – عضو المجلس البلدي مشكلتين لمسهما لدي أهالي القرية، وقال معبرا عنهما: المياه دائما شحيحة في المنطقة، ويذوق أهلها الأمرين جراء ذلك خصوصا في فصل الصيف، حيث تزيد حاجتهم إلي استهلاك المياه… البعض منهم قد يلجأ إلي استخدام أسلوب التخزين عبر الخزان المائي ذي السعة الكبيرة، ولكن ونظرا لانخفاض المستوي المعيشي لمعظم أهالي القرية، فإن أغلبهم لا يتمكن من شراء ذلك الخزان، ويدفع ثمن ذلك صبره علي شح المياه..، وبعد هنيئة قال: هناك مجموعة من المزارع الخاصة في القرية، نتمني لو تقوم الدولة مشكورة بشرائها من أصحابها وتوزيعها كقسائم سكنية علي الشباب المقبل علي الزواج.

أرقام المنازل ليس أكثر…

في المنطقة الجديدة من القرية، والتي تضم نحو 400 قسيمة سكنية، يسكن ابراهيم سلمان حسن، وهو ساكن حديث في القرية، ولكنه تكلم عن معاناة 400 أسرة، تعيش في تلك البقعة، والتي وكما قال لا تتمتع بأي خدمات، وان احتاجوا إلي شيء السكان اضطروا إلي الذهاب إلي القرية الجزء القديم منها والذي يكلفهم في ذلك عناء لف المنطقة بالكامل، لعدم وجود منفذ أو طريق يربط المنطقة القديمة بالجديدة ويتساءل ماذا لو حدث حريق أو حادث واحتاج الأهالي في مثل هذه الحالات إلي النجدة كالمطافئ أو سيارة الإسعاف!!
كيف سيصلون قبل ان يقع الفأس في الرأس!!
يجيب علي نفسه: حتما سيفوت الفوت كما حدث في احدي المرات عندما نشب حريق في أحد الكراجات وتأخرت سيارة المطافئ لصعوبة وصولها إلي مقر نشوب الحريق.
يضحك وهو يكمل: هل يتصور أحدكم اننا لا نملك عنوانا متكاملا!! فقط أرقام منازلنا، فحتي هذه اللحظات لا يوجد لدينا أرقام طرق ولا مجمعات، مما يوقعنا في مأزق وخصوصا إذا ما أردنا إعطاء إحدي الجهات عناويننا، ونكتفي بأرقام منازلنا مما يوقعنا وتلك الجهات في حيرة!!

الأرض موجودة ولكن!!

وكغيره من الشباب الحريصين علي طاقات وأوقات الشباب، تكلم محمد عبدالله سنكيس – رئيس مركز مقابة الثقافي – بحرقة وقال: نحن شباب ونتمني لو يتم إمدادنا بأبسط حقوقنا ألا وهو مقر للمركز، فالأرض متوفرة وينقصها المعمار… سألناه عن مقر تجمعهم الذي يحمل اسم المركز فأجاب: نتجمع في بيوتنا!!
وشبابنا يطالب بملعب يضمهم تحت فريق واحد يحمل اسم القرية، لا ان يتفرقوا في تلك القرية أو تلك.. فمع عدم توفر ملعب أو نادٍ ستنطمر قدرات معظم الشباب، وستفقد الدولة طاقات قد تكون هي من سيرفع اسم مملكة البحرين عاليا… فقط ان أتيحت لهم الفرصة والإمكانيات. مشيرا إلي أن القرية تتوفر فيها بعض الأراضي التي يمكن تأهيلها كملعب، ويمكن استئجارها من أصحابها من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
النظافة.. الهم الأكبر!!

بين الطرقات وأثناء جولتنا في القرية.. تأفف أهاليها وأشاروا بأصابعهم إلي أكوام القمامة التي غطت أراضيها بدلا من الزراعة والخضرة وقالوا باتهام حاد: تلك نتائج الخصخصة، فالقمامة تملأ الطرقات والحاويات قليلة، وان وجدت فهي لا تفرغ من محتوياتها إلا بعد أيام، أي بعد ان يطلب الأهالي النجدة.
وقال محمد علي حميد كنا قبل الخصخصة نستطيع ان نناقش أية مشكلة مع البلدية، باعتبارها الجهة المسئولة… واليوم الشتات هو ما نشعر به بعد الخصخصة، فلا توجد أية جهة مباشرة يمكن للمواطنين اللجوء إليها… يقول واصفا للوضع المزري: العمال التابعون لتلك الشركة لا يقومون بدورهم بالشكل المطلوب، فهم وان أزالوا كيسي قمامة، تركوا الثالث لتعبث فيه القطط، بل انهم عندما يزيلون كيسا سبق وان عبثت فيه القطط لا يكنسون ما يتساقط منه من بقايا الأطعمة.. ويتركونه إلي ان يجف ويتكدس علي الأرض.
يضحك ويقول: نحن الأهالي من يقوم اليوم بتنظيف الأرض من تلك القاذورات كما فعل العراقيون بعد سقوط صدام !!
ويقترح عبدالحسين أحمد التنسيق ما بين البلدية وأصحاب البيوت الآيلة للسقوط لإعادة ترميمها تفاديا لوقوعها علي أصحابها.. واقتطع حديثه ابراهيم سلمان حسن الذي تساءل مؤكدا ان تساؤله هذا يتردد علي لسان جميع أهالي القرية ومفاده، هل هناك متابعة علي الشركات التي تعمل في القرية من قبل الوزارة المعنية؟!!
طارحا مثالا علي ذلك وجود بعض البلاعات في مستوي منخفض والأخري في مستوي مرتفع، مما يؤثر علي سطح الأرض ويعيق بدوره سير العربات المارة فيه.
أحمد أحد المواطنين كان جالسا بالقرب من منزله، لمحنا فأسرع إلينا، ناقلا مشكلة تؤرقه وتؤرق أهالي مقابة ، آملا ان يوجد لها حل حيث قال: نحن سكنة مجمع 507 نعاني من عدم وجود شبكة للمجاري، تقدمنا بطلب لوزارة الأشغال والإسكان، وكان ردهم ان الأمر قيد الدراسة، والمخطط ليس ضمن الميزانية، متسائلا كالمترجي: من إذاً سينظر لمشكلتنا بعين الجدية؟.. تركناه نعم، ولكن أملنا بوجود صدي لكلماته كبير… وأثناء ما كنا نتابع رحلتنا الهزازة رفع عبدالله عبدالحسين رأسه للأعمدة الخشبية وعلق بقوله: بعد إزالة الأسلاك الكهربائية منها بقيت عارية إلا انها واقفة تواجه مر الزمان دون ان يكون لها فائدة تذكر.. يتساءل ويجيب في ذات الوقت.. ما الجدوي منها؟! انها تشوه المنظر العام للقرية والأجدر من ذلك إنشاء حديقة ولو صغيرة لأهالي القرية ليقضوا فيها أوقات فراغهم وليروحوا عن أنفسهم فيها..

catfeat
26-05-2003

القرية التي توحشها الظلمة هزة أرضية تضرب قرية مقابة ! استطلاع أجرته - ياسمين خلف: مقابة قرية قد يجهلها الكثيرون ونحن منه...

إقرأ المزيد »

وإن اختلف في الماضي عن الحاضر:دور خطيب الجمعة لا يستهان به

استطلاع – ياسمين خلف:
لخطيب المسجد هيبة لدى الاغلبية الساحقة، تحيطه هالة روحانية في مخيلة الكثيرين، فيتقبلون منه ما لا يتقبلونه من غيره من نصح وارشاد وتوجيه وحتى الاوامر!! فالبعض ينتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر للجلوس على سجادة المسجد، والاستماع وبكل شغف لكلمات الخطيب، والتي تجعلهم يعيشون دقائق روحانية، بعيدا عن زحمة الحياة ومتطلباتها، وان كان بعض خطباء المساجد انغمس في قضايا المجتمع!
بالامس القريب كان الاب يحرص كل الحرص على ان يأخذ ابناءه معه الى المسجد يوم الجمعة من كل اسبوع لاداء صلاة الجماعة والاستماع الى خطبة الامام،، وتخلف الابناء عن الحضور والمشاركة يعني مخالفة امر الوالد، والتي بلا شك ستجلب لهم عقابا، يختلف باختلاف اسلوب الآباء في انتهاج طرق العقاب، فيحرص الابناء على المشاركة ولو لتجنب العقاب.
واليوم لم يعد اكثر الاباء يبالون او يكترثون بحضور ابنائهم لصلاة الجمعة، وما يتبعها من خطبة! بل حتى اسلوب نقلها لم يتوقف عند سماعة وجدران المسجد، فوسائل الاتصال الحديثة من اذاعة وتلفزيون وانترنت لعبت دورا في نقلها، ولم يعد من الضروري تكبد العناء لسماعها.
المواطنون ماذا يريدون من تلك الخطب؟! وماذا يقترحون لتطويرها؟! ومن اكثر الفئات تأثرا بها؟ وهل لها دور في تغيير اتجاهات وافكار المتلقين؟ وما مدى اهميتها وخطورتها؟! ذلك ما حاولنا استطلاعه من البعض، والذين اتفقوا على ان الخطب لابد ان تكون معتدلة لا متطرفة، ولا تدفع بالمجتمع نحو الهاوية، لما للتطرف من آثار، ولما للخطب من دور لا يستهان به على الشباب!
فمشعل البقشي (اخصائي شئون مجتمع) يرى ان لخطيب يوم الجمعة دور لا يستهان به، لتناوله محاور تمس حياة الافراد الاقتصادية والاجتماعية والاسرية والدينية، وعليه يرى ضرورة ان يطرح الخطيب الحلول للمشاكل والظواهر التي تمر على الافراد، لا ان يطرحها لمجردالطرح والعلم، فما يحتاجه الناس هو معرفة المخارج والحلول لما يواجهونه من مشاكل.. وقال مضيفا: ومع تسليط الخطيب الضوء على تلك الجوانب والتي وبلاشك مهمة الا انه وكما ارى انه من الافضل ان يهتم الخطيب بالقضايا الاجتماعية بشكل اعمق وبشكل تفصيلي، وترك القضايا الاخرى التي يمكن ان تطرح عبر وسائل الاعلام والتي هي اكثر وسيلة مجندة لشرائح عريضة من الناس.
ولابد من ان يبتعد الخطيب في خطبته عن اثارة الجمهور من المصلين او المستمعين للخطبة، والتي قد تكون آثارها سلبية، كنشر العنف بين الناس، وان كانت مرة واحدة في الاسبوع الا ان تأثيرها سميتد لفترات طويلة تبعا لنوع القضية المطروحة. ويكمل »البقشي« رأيه ليقول: ومن على المبنر يمكن للخطيب ان يتطرق للقضايا الاقليمية والعالمية، لا ان يحصر نفسه في قالب محلي لارتباط الاحداث بعضها ببعض وسرعة تداعياتها وديناميكيتها، والتي وبلا شك سيصلنا تأثيرها، ولابد من مواجهة تلك الحقيقة.

لابد أن يفتح »باباً« للمناقشة

واقترحت رباب الملا – ناشطة اجتماعية – ان يناقش المستمعون للخطبة »الخطيب« في القضايا التي يطرحها، وعن ذلك قالت وباسترسال: اجد انه ومن الضروري ولمسايرة التطور الذي لحق كل جانب من حياتنا ان يتم تطوير طرق تلقي الناس لخطبة يوم الجمعة، خصوصا ان الشباب اليوم يختلفون عن شباب الامس، والذين هم اليوم آباء، فلابد ان يطرح الخطيب عنوان الخطبة او موضوعها على الناس قبل طرحها على المنبر مباشرة، ليكون لهم خلفية مسبقة لما سيخطب فيه، كما اقترح بان يخصص جزء من وقت الخطبة لمناقشة الخطيب فيما يطرحه، وان لم يكن ذلك في وقت يوم الخطبة، يكون في الخطبة التالية في يوم الجمعة التالي.
فبذلك سيستفيد الشباب وبصورة اكبر من موضوع الخطبة، وسنحقق توجهاتهم، والتي تتركز وبشكل كبير هذه الايام حول حرية ابداء الرأي والتعبير المطلق… قد يرفض الكثيرون هذا الاقتراح لكونه اسلوب جديد في الطرح مغاير لخطب الجمعة التي تعود عليها الناس ولكن لو طبق هذا الاسلوب لاحس الكثيرون بفعاليته، خصوصا انه سيبدد الممل الذي قد يداهم الكثيرين ممن يشاركون الحضور في الخطبة وبخاصة صغار السن، كما ان الاستفادة ستكون اكبر وذات نكهة وطعم مختلف، فالاستفادة لن تقتصر على الحضور، وانما حتى الخطيب نفسه سيستفيد من الاطروحات التي قد تفتح افاق لمواضيع يناقشها في خطبه التالية.
وباسترجاع للماضي قالت مواصلة: هناك اختلاف كبير بين عادات الماضي والحاضر، فالاباء بالامس يصطحبون ابناءهم معهم لصلاة الجمعة والاستماع الى خطبة الخطيب، واليوم نجد الامر ليس ذا اهمية تذكر لدى الكثيريون من الاباء، كما ان مواضيع الخطبة »ايام زمان« كانت تتمحور حول الدين والديانة وامور الآخرة من عذاب وعقاب وثواب، ولكنها اليوم اخذت تتوسع لتشمل جميع قضايا الناس وبالذات الاجتماعية منها، فدور خطب الجمعة اليوم اقوى وذو منفعة للناس بصورة اكبر.
وتساءلت »الملا« بقولها: ولكن هل الحاضرون او المستمعون للخطبة يتقيدون بما يطرح فيها، ويطبقونه في حياتهم، تجيب على نفسها: للاسف الاغلبية العظمى تسمع ولا تطبق وذلك ما لا نطلبه او نتمناه! فمثلا تجد الشباب يهزون رؤوسهم بالايجاب عند سماعهم للآيات القرآنية او الاحاديث الشريفة التي يستشهد بها الخطيب والتي تحثهم بالالتزام الديني ولكنهم وما ان يخرجوا من باب المسجد حتى وجدت سلوكهم يختلف تماما عما وافقوا امام المسجد عليه. فالامر لا يتوقف عند الصلاة وراء الامام والاستماع للخطبة وانما التطبيق الفعلي هو الهدف الاساسي الذي يدعو اليه الخطباء.
وواصلت لتختتم: للخطبة دور لا يستهان به، وبخاصة على فئة الشباب او من هم في مقتبل العمر، فبعضهم ينقلها لاصحابه ومعارفه في المجالس، وبعضهم يتداولها عبر الانترنت او عبر شرائط الكاسيت، ولكن لابد من الالتفات الى قضية ذات اهمية الا وهي ان ليست كل المواضيع يمكن طرحها على المنبر، ولابد من تدارس القضايا وبدقة لتحقيق الاستفادة القصوى منها، تسكت برهة وتضحك لتقول: اتذكر كيف كان بالامس ينتظر الناس خطبة الجمعة، وفي اليوم ذاته تجدهم يسرعون الخطى زرافات زرافات كأنهم في زفة عرس او حفل زفاف متجهين للمسجد فرحين لاداء الصلاة وسماع الخطبة، وكيف كان للخطيب هيبة والتي هي اكبر مما هي عليه اليوم بكثير..

 عبر وسائل الإعلام

وبالمثل يرى محمد خليل جواهري (مستثمر بحريني) ان تأثير خطبة الجمعة لها وقع كبير على الشباب »خاصة« والناس على اختلاف اعمارهم »عامة« مطالبا بالاعتدال في الطرح وتقديم النصائح دون التطرف في الاتجاهات والافكار، وجاء على لسانه: الدين الاسلامي يحث على التسامح والاعتدال في كل شيء وعملية تأليب المشاعر والاتجاهات ضد طرف من الاطراف او ضد دولة من الدول امر لا تجني الدول منه ثمار غير »الطالح منه« كالنزاعات والشقاقات في المجتمع، بل هو اهدار في وقت الافراد والمجتمع، كان من الممكن ان يستثمر في حل المشاكل وطرح القضايا التي تمس الناس.واكمل »الجواهري« تسييس الخطب امر لا يمكن ان يعود بالنفع على احد، والاصلاح يبدأ من الداخل ومن انفسنا، وعلى خطباء المساجد دعوة الشباب لتعديل انفسهم ونفسياتهم وتعديل اوضاعهم بنصحهم بطرق محببة، ودعوتهم لاستثمار اوقاتهم بالعمل الجاد الذي يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم، وعدم تضييعه فيما لا يفيدهم كاللهو والانغماس في الملذات، واشار »الجواهري« في ختام حديثه الى انه قليل الحضور للخطب لكنه يتابعها عبر وسائل الاعلام من اذاعة وتلفزيون.

لها موقع السهم في القلب

»لخطبة يوم الجمعة اثر كبير على الناس، وتزداد اثرا اذا ما صدرت من خطباء لهم مكانة في نفوس المتلقين، فتأثير كلماته حتما ستكون اسرع واعمق واقوى كموقع السهم في القلب«، بتلك الكلمات بدأت الحديث معنا منى زين الدين (مدرسة لغة عربية) واكملت بقولها: لا ينكر احد مدى الفائدة التي يحصل عليها المرء من الخطب في يوم الجمعة، وخصوصا اولئك ممن يتزودون بثقافتهم واخبار العالم منها، ناهيك عن كونه »المسجد« مكانا يلتقي فيه مشارب الناس من مختلف مناطق البحرين، فالخطب تمثل مصدر للوعي الثقافي والسياسي لعدد لا بأس به من الناس في مجتمعنا البحريني، حيث تناقش فيه قضايا محلية واقليمية وعالمية.وعن القضايا والمواضيع التي تتمنى »منى« ان يتطرق لها خطباء المنابر في يوم الجمعة اشارت الى ضرورة التعمق في طرح قضايا الشباب وبخاصة سلبياتهم وسلبيات سلوكهم ومناقشتها بشكل متجرد لوضع اليد على الجرح لتدهور سلوكيات الشباب على حد تعبيرها.وعن درجة متابعتها للخطب قالت: اتابع الخطب عبر الكتيبات وعبر الانترنت باللغتين العربية والانجليزية وبخاصة خطب سيد عبدالله الغريفي، كما اتابع خطب قناتي المنار والايرانية وبخاصة مع تجدد القضايا العربية والقومية والعالمية.

ألف ليلة وليلة

»الذات الالهية من اكثر المواضيع اثارة ولو ركز خطيب الجمعة عليها ومنطلقا منها ومتفرع لقضايا اخرى لاستطاع ان يجذب اكثر الناس، فعملية الخوض والعمق في الذات الالهية، وفي الله سبحانه وتعالى كرب وإله، عملية وقضية يقشعر لها بدن كل من يسمعها، بل »وتجمد الانسان في مكانه« باعتبارها قضية مبهمة لاكثرنا، والخطباء اليوم بعضهم ان لم يكن جميعهم يركزون على العبادات وما يتصل بها من قضايا«.. بهذه الانطلاقة شاركنا الحديث محمد طاهر – (موظف في بنك).وقال »ابو نوح« مكملا: وان كنت لا اداوم على حضور خطبة الجمعة الا انني اتابعها في كثير من الاحيان عبر الشاشة الفضية، ولكن ما يلفت الانتباه هو تركيز الخطباء على امور ذاتها، ويكررون ذات المواضيع والقضايا حتى اصبنا بالملل منها، فلا قضايا غير العبادات كالصلاة والصوم والزكاة حتى بتنا نحفظها عن ظهر قلب والتي اصبحت بالنسبة الينا قضايا بديهية! وكل ما نحتاج اليه ونطلبه هو التجديد والتغيير والتطرق لقضايا معاصرة، كتأثير كرة القدم على الناس مثلا، والتي قد تكون سببا لعدم اداء فريضة الصلاة للكثيرين لانشغالهم في متابعتها، وخصوصا عندما يلعب المنتخب البحريني، وبالمثل مع فتح ابواب المجمعات التجارية في اوقات الصلاة، والقصد هنا انه لابد ان يربط الخطيب امور الدين بالدنيا لتكون اقرب الى القلب والعقل.
وعن اكثر الشرائح تأثرا بخطبة الجمعة قال: اكثر المواظبين عليها والمعتقدين بها هم من المؤمنين والملتزمين دينيا، اما غيرهم من هم اقل تدينا فهم بعيدين عنها، وان كانوا هم اكثر الناس حاجة اليها. كما ان 50٪ من المواظبين عليها، اصبحت لديهم عادة ولذلك هم ملتزمون بالحضور كل اسبوع و50٪ منهم يطلبون الثقافة والعلم من الخطباء.
واقترح »ابو نوح« ان تكون الخطب بأسلوب تسلسلي، كأسلوب قصة ألف ليلة وليلة، والتي وعن طريقها يستطيع الخطيب ان يربط المستمع بالخطبة ذهنيا، وجاء على لسانه: لم لا يتعلم الخطباء من الاسلوب الدرامي والذي به كم من التشويق المراد منه تحقيق اقصى استفادة ممكنة، فعن طريق هذا الاسلوب سيتشوق المرء للخطبة وسيحرص على حضور الخطب التالية ليعرف نهاية القصص، والتي تأتي متتابعة ومتسلسلة ومتصلة بعضها ببعض.

اقتراح لوزارة العدل

ولا تؤيد آمال الصفار – (مشرفة خدمات في وزارة الصحة) تسييس خطب الجمعة لاثارتها للنزعات الداخلية وتهديدها للامن، وتجده تخلفا لا تحضرا لمساهمته في تردي حالة الوضع المجتمعي، وقالت في ذلك: لا اؤيد اطلاقا تسييس الخطب، او ربط الدين بالقضايا السياسية، وعلى الخطباء تقوية شوكة البلاد داخليا لا زعزعتها، فللخطباء دور لا يستهان به في تشكيل الافكار والاتجاهات وخاصة للشباب، لذا يجب استغلال ذلك في توجيههم والقضاء على سلبياتهم وسلوكياتهم التي اخذت في التدهور.
واقترح – والكلام لا يزال على لسان الصفار – ان تقام في المؤسسات والشركات وحتى الوزارات التي يرتبط موظفوها بالعمل يوم الجمعة »مساجد« ولو صغيرة فيها امام ليصلي بالموظفين ويخطب فيهم، فالكثير من الموظفين يخسرون يوم الجمعة وما له من فضل كبير، لوجودهم في مقار عملهم وهذا اقتراح اتمنى ان توليه وزارة الشئون الاسلامية الاهتمام او السماح للموظفين بأخذ فترة راحة للصلاة في اقرب جامع او مسجد.وقالت مضيفة: بصراحة لا اتابع الخطب دائما ولكني ما ان تتاح لي الفرصة انتهزها لاستمع للخطبة عبر اثير الاذاعة وبخاصة الشيخ عدنان القطان، وخطبة امام مكة التي اتابعها عبر التلفزيون، فللخطب فائدتان دينية ودنيوية وتأثيرهما كبير على الناس لذا يجب استغلال ذلك في مناقشة القضايا الاجتماعية لايجاد الحلول للمشاكل التي يتعرض لها الافراد في حياتهم.

 حضور الخطبة

»يحث علماء وفقهاء المذهب الشيعي على ان تتضمن الخطبة عدة ابعاد منها الدينية والاجتماعية ويحبذ السياسية، لذا فان الخطباء يسهبون في قضايا الدين من صلاة وصيام وزكاة وحج، وما يرتبط بهم من اصول واحكام، ويتطرقون للاخلاق والمعاملات والعلاقات الاجتماعية والاسرية بالاضافة للقضايا السياسية لربط الناس بما يدور حولهم من قضايا ومتغيرات حياتية.
فأنا شخصيا احرص كل الحرص على الصلاة جماعة يوم الجمعة والاستماع لخطبة الخطيب، كما اسمعها من التلفزيون وبخاصة خطبة امام مكة التي افضلها عن غيرها من الخطب، فيوم الجمعة يوم المسلمين ولها من الاجر والثواب العظيم، ودعى اليها الله في محكم كتابه العزيز بقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم »يأيها الذين آمنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خيرلكم ان كنتم تعلمون«. صدق الله العلي العظيم. فالتفرغ للصلاة يوم الجمعة وخطبتها امر محمود واجره عظيم. بتلك الكلمات التي قالها رئيس جمعية السنابس التعاونية الاستهلاكية عبدعلي الحمالي نختتم استطلاعنا هذا.

استطلاع - ياسمين خلف: لخطيب المسجد هيبة لدى الاغلبية الساحقة، تحيطه هالة روحانية في مخيلة الكثيرين، فيتقبلون منه ما لا ي...

إقرأ المزيد »