هل تكفـــــــي مصـــــــاريف الدراســـــــة لعـــــــام واحـــــــــد فقـــــــــــــــــــــــــــط؟! .. طلبــــــة الفرنسي في أزمة!

تحقيق – ياسمين خلف:

من المسئول الحقيقي وراء مشكلة طلبة التخصص الفرنسي في جامعة البحرين؟! طلبة بتخصص يقف عند درجة الدبلوم ولا يتعداه، ولا يجدون لهم بعد ذلك في سوق العمل اي فرصة! يقفون الطلبة في مفترق طرق، كل طريق منها محفوف بمشاكل توقعهم في حيرة وندم، وقلة الحيلة، والقضية بدات عندما فتحت وزارة اتربية لالابواب علي مصراعيها لخريجي الثانوية العامة، الذين انبهروا بالتخصص الذي وكما بينوا لهم بأنه الاكثر من بين التخصصات مستقبلا، لحاجة سوق العمل له، ولقلة المتخصصين فيه، في وقت كان هاجس البقاء بعد التخرج عاطلين يراودهم، لواقع كانوا يعيشون فيه لتزاحم الطلبة علي تخصصات بعينها، مما ادي الي تشبع سوق العمل بها.
بل والادهي من ذلك كله الوعود الكلامية، التي ذرتها الرياح ولن تعود، خصوصا ان ليس هناك اثبات ودليل علي حروف طائرة في الهواء، تلك الوعود التي منوها للطلبة في يوم التهيئة، والمتمثلة في ابتعاثهم بعد الدبلوم لاكمال دراستهم ونيل شهادة البكالوريوس في جامعة Universite de franche come الفرنسية.
تلك مشكلة تبعتها مشاكل، فبعد جهد جهيد وقف الطلبة عند مشكلة اخيرة، اذا تم حلها ستنهدم كل تلك المشاكل كما يتهدم الجبل الرملي امام الامواج العالية، وائل عبدالله الفردان وعلي احمد العجوز طالبان اخرا سفرتيهما الي فرنسا! فما هي تلك المشكلة التي وقفت امامها، ولماذا لم يلتحقا بزملائهم الطلبة في رحلتهم الدراسية؟! قد تكون سطورنا التالية جديرة بالاجابة علي تلك الاسئلة وغيرها!

ضاعت سنة
دراسية دون ان اتخصص
قضي وائل الفردان 22 سنة نحو اربع سنوات من عمره في الحرم الجامعي، لينال بعدها درجة الدبلوم المشارك في الادب الفرنسي! وهو اوفر حظا من زميله علي العجوز 23 سنة الذي قضي خمس سنوات لينال ذات الدرجة.. والقصة تبدأ علي لسان وائل الذي ورغم هدوءه ابدي اصرارا علي نيل حقه في تكفل وزارة التربية والتعليم او جامعة البحرين مصاريفهم الدراسية لاتمام دراستهم ونيل شهادة البكالوريوس في احدي الجامعات الفرنسية.
يقول وهو يفرز اوراقه: اول عرقلة واجهتها مع دخولي الجامعة عدم ادراج بعض المواد الاجبارية في جدولي الدراسي، اذ ان القانون الجامعي يفرض علي من يلتحق بتخصص الادب الفرنسي دراسة ثلاث مواد باللغة الفرنسية وثلاث اخري باللغة الانجليزية، راجعتهم فما منهم الا التنصل عن المشكلة والقول وبلا خجل انها ليست بمشكلاتهم، ودفعت انا بالطبع الثمن، والذي كان غاليا، وذلك بخسارتي سنة دراسية كاملة .

حلم فرنسا الذي راودنا
كان نفسي طويلا، واصررت علي التخصص، ومر ذلك العام الذي اخذت فيه موادا مشتركة بطيئا قاتلا وفي السنة الثانية، وفي يوم التهيئة بالتحديد كان كلامهم جميلا وباعثا للأمل، انه تخصص جديد، وسوق العمل سيحتضنكم وبكل قوة، وبعد ان تنهوا الدبلوم سنبعثكم لاكمال درجة البكالوريوس في احدي الجامعات الفرنسية تلك كانت كلماتهم الرنانة، والتي سار علي نهجها حتي الدكاترة في القسم، والذين ما ان نخطأ في لفظ او تهجؤ كلمة او حل تمرين لغوي، حتي ترتفع اصواتهم بالتأنيب، ماذا سيكون حالكم اذن في فرنسا !!
لقد خلقوا وبنوا لنا حلم فرنسا منذ ان خطت اقدامنا العتبات الاولي في القسم!!

لا عمل لنا
مع هذه الشهادة
وبدأ علي العجوز في إلقاء اللوم علي وزارة التربية والتعليم وذلك عندما اخذ يقول: تلك مشكلة لم يدركها المسئولون في وزارة التربية والتعليم الا بعد فوات الاوان، فهناك قبلها اربع دفعات دراسية، ومصيرهم كمصيرنا .. يسكت برهة ويكمل: الدبلوم المشارك كشهادة نستلمها ولا نعرف اين نصرفها، وفي اي سوق عمل؟! وذلك ما لمسناه خلال بحثنا عن عمل ما بهذه الشهادة، وبعدما قدمنا اوراقنا للشركات المشاركة في يوم المهن في الجامعة!! لقد تحملنا وقع المشكلة علينا وانتظمنا في كورسات مكثفة كانت قد نظمتها الجامعة، كحل مؤقت للمشكلة وتذليلها .
رئيسة الجامعة كانت لنا ومازالت أما حنون وكلمة حق تقال بذلت رئيسة الجامعة قصاري جهدها لحل المشكلة، والتي كانت لنا بمثابة الام الحنون التي تخاف علي مستقبل ابنائها، الا ان المشكلة وكما نراها معقدة، وحلها يتطلب تكاتف الجهود.. ونحن بدورنا لم نكتف بتلك التحركات، وتحركنا بانفسنا، وطرقنا كل باب امكننا طرقه، وكان احدها باب وزير التربية والتعليم، وطرقت الجامعة نفس الباب، كما وطرقت باب وزير الخارجية، ولكن دون جدوي فقانون وزارة التربية يحتم عدم ابتعاث من يحملون شهادة الدبلوم! وما كان لنا الا الدراسة وعلي حسابنا الخاص، وتلك مشكلة زرعت لنا في الطريق.

لكل مدرس
قاعدة مختلفة!!
ويلتقط خيط الحديث وائل ليقول: وبعد وقوعنا في تلك الحفرة العميقة، اوقفت جامعة البحرين هذا التخصص لكيلا يزيد عدد الطلبة وتكبر المشكلة .
يسكت لوهلة وعيناه فيهما نوع من الندم ويواصل: في كل عام دراسي نجبر علي اخذ مواد يدرسها لنا مدرسون فرنسيون متدربون، وقد يكون الامر لدي من يسمع ذلك امرا عاديا ولا يعد مشكلة، ولكن الصورة تتضح عندما يعلمون ان كل واحد منهم المدرسين المتدربين له قوانين وقواعد لغوية تختلف عن زميله المتدرب، يتساءل او ليس للغة الفرنسية لغة لها قواعدها المحددة شأنها شأن اللغات الاخري؟ حتما الاجابة بديهية، اذن كيف لكل منهم قاعدة؟ واذا ناقشناهم في الامر قالوا: عليكم انتم الطلبة ان تجيبوا علي اسئلة كل مدرس بالشكل الذي يراه، لتضمنوا النجاح!!

المصاريف
الدراسية تؤرقنا
وبغض النظر عن كل ما رأيناه من اهوال الجامعة، الا ان المشكلة التي تؤرقنا وتواجهنا اليوم، بعدما تم قبولنا في الجامعة الفرنسية المصاريف الدراسية والتي تصل الي 3900 دينار بحريني في السنة الواحدة، وهي اقل المصاريف، باعتبار اننا اخترنا السكن المشترك لرخصه بالمقارنة به مع غيره من انواع السكن الموجودة في فرنسا، كما اننا سنكون في مدينة بيزنزوا وهي مدينة معروفة بتسهيلاتها المختلفة للطلبة، اذ ان كل الخدمات المعروضة، عليها خصم خاص للطلبة.

أمنا مصاريف
هذا العام ولكن؟!
رحلتنا الدراسية تستمر لثلاث سنوات، احداها في معهد الجامعة والاخيرتين في الجامعة وما امناه من تكاليف تكفي لعام دراسي واحد، وما نفكر فيه هو كيف سنواصل الدراسة هناك بعد هذا العام؟! وهذه المشكلة كم من الطلبة يعانون منها كان ذلك سؤالنا، فاجابنا الفردان بقوله: نحن نحو سبعة طلبة، طالبتان تكفل المجلس الاعلي للمرأة بمصاريفهما وسافرتا في الرابع والعشرون من الشهر الماضي، وطالب وطالبة حصلا علي بعثات من قبل الحكومة الفرنسية، وطالبة اخري تكفل بنك باريس بمصاريف دراستها، ولم يبق غيرنا نحن الاثنين امام زوبعة المصاريف الدراسية غير المعقولة ومن غير معين او كفيل.
الدراسة في الخارج ومن ضمنها في فرنسا تكلف الكثير الكثير، ولا يقوي عليها الا المقتدر، توجهنا الي الشركات والبنوك والتجار وفاعلي الخير لمساعدتنا في تكبد كل تلك المصاريف، وحصلنا علي بعضها امنت لنا المسكن لمدة شهر ورسوم الجامعة، وتذكرة سفر مجانية لخط واحد من قبل شركة طيران الخليج بواسطة السفارة الفرنسية بالاضافة الي استصدار تأشيرة دخول فيزا مجانية لنا وفي النهاية استطعنا ان نوفر تكاليف الدراسة، الا انها وكما ذكرنا سالفا لعام دراسي واحد.. والمستقبل من بعد هذا العام غامض ومثير للخوف والريبة في نفوسنا.. والمبكي ان المشكلة التي نحن محاصرون بداخلها لم تجنها ايدينا، فالمشكلة خلقتها لنا وزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين، ومن واجبهما انتشالنا من الورطة التي وقعنا فيها.

الوزارة لا
تبتعث طلبة الدبلوم
حاولا ان نجد اي طريقة لانتشال هذين الطالبين من محنتهما واتجهنا في سبيل ذلك الي الاستفسار عن الطرق التي يمكن لجامعة البحرين او وزارة التربية والتعليم ان تنتهجها لتحقيق ذات الغرض الا وهو تكفل المصاريف الدراسية للطلبة في فرنسا، وكان لنا رد من الدكتور عبدالله يوسف المطوع – مدير ادارة الشئون الثقافية والبعثات، الذي اكد علي ان امر ابتعاث الطلبة ممن يحملون شهادة الدبلوم امر مستحيل ومخالف للقوانين الوزارية!!
ومشيرا في ذلك السياق الي ان الوزارة تبتعث فقط طلبة خريجي الثانوية العامة والحاصلين علي درجات عالية تؤهلهم لمنافسة زملائهم المتفوقين، بالاضافة الي موظفي وزارة التربية والتعليم اذا ما استوفوا الشروط والمعايير المحددة سلفا، او اذا احتاجت الوزارة لاحد التخصصات.

علي وزارة التربية
والتعليم احتضانهم مستقبلا!
وتعلق عائشة العامر – مديرة ادارة الخدمات الطلابية في عمادة شئون الطلبة في جامعة البحرين علي الموضوع باعتبارها مرافقة للطلبة في الكورس الصيفي في رحلتهم الي فرنسا بقولها: الحياة في فرنسا غالية جدا، ويحتاج الطلبة الي من يدعمهم ماديا لاكمال السنوات الدراسية المتبقية لهم، كما يتطلب من الطلبة ان يجتهدوا ويثابروا لانهاء دراستهم في اقصي وقت ممكن لتقليص المصروفات الدراسية ان امكن.
والهواجس لا تقف عند خط الدراسة فحسب، بل تمتد الي ما بعد الدراسة وما بعد تخرجهم من الجامعة، فان لم تبادر وزارة التربية والتعليم باحتضانهم كمدرسين للغة الفرنسية في المدارس التابعة لها باعتبار ان اعدادهم قليلة وسهل دمجهم في المدارس الحكومية بدلا من الاجانب الذين يكلفون الوزارة ميزانية مضاعفة، سيكونون عالة وعاطلين بشهاداتهم الجامعية، اذ ان فرص العمل ضيقة امام حملة شهادة اللغة الفرنسية في مملكة البحرين.
قانون الجامعة
لا يسمح بابتعاثهم

رئيسة الجامعة ودكتور محمد قدومي – رئيس قسم اللغات في الجامعة قدما ما بوسعهما لمساعدة الطلبة اصحاب القضية، والجامعة وبحسب قوانينها لا يمكنها ابتعاثهم او اعتبارهم طلبة مبتعثين ليتمتعوا بمميزات الابتعاث، فالجامعة ومنذ ان افتتحت شعبة ادب اللغة الفرنسية كان علي درجة الدبلوم! ولا ننفي كذلك ان هناك طلبة ماجستير يدرسون علي حساب جامعة البحرين في فرنسا، وذلك لحاجة الجامعة لباحثين ولاستيفائهم للشروط والتي اهمها ان يكون الطالب متفوقا ومعدله التراكمي ثلاث نقاط او اكثر في شهادة البكالوريوس، وفي حقيقة الامر الجامعة حاليا غير محتاجة لعدد اكبر من الباحثين الاكاديميين! تسكت برهة وتكمل: نحن معهم قلبا وقالبا في انهم بحاجة الي من يدعمهم ماديا لينهوا دراستهم في ربوع الجامعة الفرنسية، ولكن ليس بيدنا حيلة، فالقانون قانون ويسري علي الجميع بتلك الكلمات اختتمت فاطمة مصطفي – رئيسة قسم الميزانية في جامعة البحرين تحقيقنا، وكلنا امل في ان يجد هذان الطالبان من يعينهما علي مرارة الغربة وقسوتها، وخصوصا اذا كانت المشكلة مادية .

Catuob
Catsocaff
2003-10-07

تحقيق – ياسمين خلف:

من المسئول الحقيقي وراء مشكلة طلبة التخصص الفرنسي في جامعة البحرين؟! طلبة بتخصص يقف عند درجة الدبلوم ولا يتعداه، ولا يجدون لهم بعد ذلك في سوق العمل اي فرصة! يقفون الطلبة في مفترق طرق، كل طريق منها محفوف بمشاكل توقعهم في حيرة وندم، وقلة الحيلة، والقضية بدات عندما فتحت وزارة اتربية لالابواب علي مصراعيها لخريجي الثانوية العامة، الذين انبهروا بالتخصص الذي وكما بينوا لهم بأنه الاكثر من بين التخصصات مستقبلا، لحاجة سوق العمل له، ولقلة المتخصصين فيه، في وقت كان هاجس البقاء بعد التخرج عاطلين يراودهم، لواقع كانوا يعيشون فيه لتزاحم الطلبة علي تخصصات بعينها، مما ادي الي تشبع سوق العمل بها.
بل والادهي من ذلك كله الوعود الكلامية، التي ذرتها الرياح ولن تعود، خصوصا ان ليس هناك اثبات ودليل علي حروف طائرة في الهواء، تلك الوعود التي منوها للطلبة في يوم التهيئة، والمتمثلة في ابتعاثهم بعد الدبلوم لاكمال دراستهم ونيل شهادة البكالوريوس في جامعة Universite de franche come الفرنسية.
تلك مشكلة تبعتها مشاكل، فبعد جهد جهيد وقف الطلبة عند مشكلة اخيرة، اذا تم حلها ستنهدم كل تلك المشاكل كما يتهدم الجبل الرملي امام الامواج العالية، وائل عبدالله الفردان وعلي احمد العجوز طالبان اخرا سفرتيهما الي فرنسا! فما هي تلك المشكلة التي وقفت امامها، ولماذا لم يلتحقا بزملائهم الطلبة في رحلتهم الدراسية؟! قد تكون سطورنا التالية جديرة بالاجابة علي تلك الاسئلة وغيرها!

ضاعت سنة
دراسية دون ان اتخصص
قضي وائل الفردان 22 سنة نحو اربع سنوات من عمره في الحرم الجامعي، لينال بعدها درجة الدبلوم المشارك في الادب الفرنسي! وهو اوفر حظا من زميله علي العجوز 23 سنة الذي قضي خمس سنوات لينال ذات الدرجة.. والقصة تبدأ علي لسان وائل الذي ورغم هدوءه ابدي اصرارا علي نيل حقه في تكفل وزارة التربية والتعليم او جامعة البحرين مصاريفهم الدراسية لاتمام دراستهم ونيل شهادة البكالوريوس في احدي الجامعات الفرنسية.
يقول وهو يفرز اوراقه: اول عرقلة واجهتها مع دخولي الجامعة عدم ادراج بعض المواد الاجبارية في جدولي الدراسي، اذ ان القانون الجامعي يفرض علي من يلتحق بتخصص الادب الفرنسي دراسة ثلاث مواد باللغة الفرنسية وثلاث اخري باللغة الانجليزية، راجعتهم فما منهم الا التنصل عن المشكلة والقول وبلا خجل انها ليست بمشكلاتهم، ودفعت انا بالطبع الثمن، والذي كان غاليا، وذلك بخسارتي سنة دراسية كاملة .

حلم فرنسا الذي راودنا
كان نفسي طويلا، واصررت علي التخصص، ومر ذلك العام الذي اخذت فيه موادا مشتركة بطيئا قاتلا وفي السنة الثانية، وفي يوم التهيئة بالتحديد كان كلامهم جميلا وباعثا للأمل، انه تخصص جديد، وسوق العمل سيحتضنكم وبكل قوة، وبعد ان تنهوا الدبلوم سنبعثكم لاكمال درجة البكالوريوس في احدي الجامعات الفرنسية تلك كانت كلماتهم الرنانة، والتي سار علي نهجها حتي الدكاترة في القسم، والذين ما ان نخطأ في لفظ او تهجؤ كلمة او حل تمرين لغوي، حتي ترتفع اصواتهم بالتأنيب، ماذا سيكون حالكم اذن في فرنسا !!
لقد خلقوا وبنوا لنا حلم فرنسا منذ ان خطت اقدامنا العتبات الاولي في القسم!!

لا عمل لنا
مع هذه الشهادة
وبدأ علي العجوز في إلقاء اللوم علي وزارة التربية والتعليم وذلك عندما اخذ يقول: تلك مشكلة لم يدركها المسئولون في وزارة التربية والتعليم الا بعد فوات الاوان، فهناك قبلها اربع دفعات دراسية، ومصيرهم كمصيرنا .. يسكت برهة ويكمل: الدبلوم المشارك كشهادة نستلمها ولا نعرف اين نصرفها، وفي اي سوق عمل؟! وذلك ما لمسناه خلال بحثنا عن عمل ما بهذه الشهادة، وبعدما قدمنا اوراقنا للشركات المشاركة في يوم المهن في الجامعة!! لقد تحملنا وقع المشكلة علينا وانتظمنا في كورسات مكثفة كانت قد نظمتها الجامعة، كحل مؤقت للمشكلة وتذليلها .
رئيسة الجامعة كانت لنا ومازالت أما حنون وكلمة حق تقال بذلت رئيسة الجامعة قصاري جهدها لحل المشكلة، والتي كانت لنا بمثابة الام الحنون التي تخاف علي مستقبل ابنائها، الا ان المشكلة وكما نراها معقدة، وحلها يتطلب تكاتف الجهود.. ونحن بدورنا لم نكتف بتلك التحركات، وتحركنا بانفسنا، وطرقنا كل باب امكننا طرقه، وكان احدها باب وزير التربية والتعليم، وطرقت الجامعة نفس الباب، كما وطرقت باب وزير الخارجية، ولكن دون جدوي فقانون وزارة التربية يحتم عدم ابتعاث من يحملون شهادة الدبلوم! وما كان لنا الا الدراسة وعلي حسابنا الخاص، وتلك مشكلة زرعت لنا في الطريق.

لكل مدرس
قاعدة مختلفة!!
ويلتقط خيط الحديث وائل ليقول: وبعد وقوعنا في تلك الحفرة العميقة، اوقفت جامعة البحرين هذا التخصص لكيلا يزيد عدد الطلبة وتكبر المشكلة .
يسكت لوهلة وعيناه فيهما نوع من الندم ويواصل: في كل عام دراسي نجبر علي اخذ مواد يدرسها لنا مدرسون فرنسيون متدربون، وقد يكون الامر لدي من يسمع ذلك امرا عاديا ولا يعد مشكلة، ولكن الصورة تتضح عندما يعلمون ان كل واحد منهم المدرسين المتدربين له قوانين وقواعد لغوية تختلف عن زميله المتدرب، يتساءل او ليس للغة الفرنسية لغة لها قواعدها المحددة شأنها شأن اللغات الاخري؟ حتما الاجابة بديهية، اذن كيف لكل منهم قاعدة؟ واذا ناقشناهم في الامر قالوا: عليكم انتم الطلبة ان تجيبوا علي اسئلة كل مدرس بالشكل الذي يراه، لتضمنوا النجاح!!

المصاريف
الدراسية تؤرقنا
وبغض النظر عن كل ما رأيناه من اهوال الجامعة، الا ان المشكلة التي تؤرقنا وتواجهنا اليوم، بعدما تم قبولنا في الجامعة الفرنسية المصاريف الدراسية والتي تصل الي 3900 دينار بحريني في السنة الواحدة، وهي اقل المصاريف، باعتبار اننا اخترنا السكن المشترك لرخصه بالمقارنة به مع غيره من انواع السكن الموجودة في فرنسا، كما اننا سنكون في مدينة بيزنزوا وهي مدينة معروفة بتسهيلاتها المختلفة للطلبة، اذ ان كل الخدمات المعروضة، عليها خصم خاص للطلبة.

أمنا مصاريف
هذا العام ولكن؟!
رحلتنا الدراسية تستمر لثلاث سنوات، احداها في معهد الجامعة والاخيرتين في الجامعة وما امناه من تكاليف تكفي لعام دراسي واحد، وما نفكر فيه هو كيف سنواصل الدراسة هناك بعد هذا العام؟! وهذه المشكلة كم من الطلبة يعانون منها كان ذلك سؤالنا، فاجابنا الفردان بقوله: نحن نحو سبعة طلبة، طالبتان تكفل المجلس الاعلي للمرأة بمصاريفهما وسافرتا في الرابع والعشرون من الشهر الماضي، وطالب وطالبة حصلا علي بعثات من قبل الحكومة الفرنسية، وطالبة اخري تكفل بنك باريس بمصاريف دراستها، ولم يبق غيرنا نحن الاثنين امام زوبعة المصاريف الدراسية غير المعقولة ومن غير معين او كفيل.
الدراسة في الخارج ومن ضمنها في فرنسا تكلف الكثير الكثير، ولا يقوي عليها الا المقتدر، توجهنا الي الشركات والبنوك والتجار وفاعلي الخير لمساعدتنا في تكبد كل تلك المصاريف، وحصلنا علي بعضها امنت لنا المسكن لمدة شهر ورسوم الجامعة، وتذكرة سفر مجانية لخط واحد من قبل شركة طيران الخليج بواسطة السفارة الفرنسية بالاضافة الي استصدار تأشيرة دخول فيزا مجانية لنا وفي النهاية استطعنا ان نوفر تكاليف الدراسة، الا انها وكما ذكرنا سالفا لعام دراسي واحد.. والمستقبل من بعد هذا العام غامض ومثير للخوف والريبة في نفوسنا.. والمبكي ان المشكلة التي نحن محاصرون بداخلها لم تجنها ايدينا، فالمشكلة خلقتها لنا وزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين، ومن واجبهما انتشالنا من الورطة التي وقعنا فيها.

الوزارة لا
تبتعث طلبة الدبلوم
حاولا ان نجد اي طريقة لانتشال هذين الطالبين من محنتهما واتجهنا في سبيل ذلك الي الاستفسار عن الطرق التي يمكن لجامعة البحرين او وزارة التربية والتعليم ان تنتهجها لتحقيق ذات الغرض الا وهو تكفل المصاريف الدراسية للطلبة في فرنسا، وكان لنا رد من الدكتور عبدالله يوسف المطوع – مدير ادارة الشئون الثقافية والبعثات، الذي اكد علي ان امر ابتعاث الطلبة ممن يحملون شهادة الدبلوم امر مستحيل ومخالف للقوانين الوزارية!!
ومشيرا في ذلك السياق الي ان الوزارة تبتعث فقط طلبة خريجي الثانوية العامة والحاصلين علي درجات عالية تؤهلهم لمنافسة زملائهم المتفوقين، بالاضافة الي موظفي وزارة التربية والتعليم اذا ما استوفوا الشروط والمعايير المحددة سلفا، او اذا احتاجت الوزارة لاحد التخصصات.

علي وزارة التربية
والتعليم احتضانهم مستقبلا!
وتعلق عائشة العامر – مديرة ادارة الخدمات الطلابية في عمادة شئون الطلبة في جامعة البحرين علي الموضوع باعتبارها مرافقة للطلبة في الكورس الصيفي في رحلتهم الي فرنسا بقولها: الحياة في فرنسا غالية جدا، ويحتاج الطلبة الي من يدعمهم ماديا لاكمال السنوات الدراسية المتبقية لهم، كما يتطلب من الطلبة ان يجتهدوا ويثابروا لانهاء دراستهم في اقصي وقت ممكن لتقليص المصروفات الدراسية ان امكن.
والهواجس لا تقف عند خط الدراسة فحسب، بل تمتد الي ما بعد الدراسة وما بعد تخرجهم من الجامعة، فان لم تبادر وزارة التربية والتعليم باحتضانهم كمدرسين للغة الفرنسية في المدارس التابعة لها باعتبار ان اعدادهم قليلة وسهل دمجهم في المدارس الحكومية بدلا من الاجانب الذين يكلفون الوزارة ميزانية مضاعفة، سيكونون عالة وعاطلين بشهاداتهم الجامعية، اذ ان فرص العمل ضيقة امام حملة شهادة اللغة الفرنسية في مملكة البحرين.
قانون الجامعة
لا يسمح بابتعاثهم

رئيسة الجامعة ودكتور محمد قدومي – رئيس قسم اللغات في الجامعة قدما ما بوسعهما لمساعدة الطلبة اصحاب القضية، والجامعة وبحسب قوانينها لا يمكنها ابتعاثهم او اعتبارهم طلبة مبتعثين ليتمتعوا بمميزات الابتعاث، فالجامعة ومنذ ان افتتحت شعبة ادب اللغة الفرنسية كان علي درجة الدبلوم! ولا ننفي كذلك ان هناك طلبة ماجستير يدرسون علي حساب جامعة البحرين في فرنسا، وذلك لحاجة الجامعة لباحثين ولاستيفائهم للشروط والتي اهمها ان يكون الطالب متفوقا ومعدله التراكمي ثلاث نقاط او اكثر في شهادة البكالوريوس، وفي حقيقة الامر الجامعة حاليا غير محتاجة لعدد اكبر من الباحثين الاكاديميين! تسكت برهة وتكمل: نحن معهم قلبا وقالبا في انهم بحاجة الي من يدعمهم ماديا لينهوا دراستهم في ربوع الجامعة الفرنسية، ولكن ليس بيدنا حيلة، فالقانون قانون ويسري علي الجميع بتلك الكلمات اختتمت فاطمة مصطفي – رئيسة قسم الميزانية في جامعة البحرين تحقيقنا، وكلنا امل في ان يجد هذان الطالبان من يعينهما علي مرارة الغربة وقسوتها، وخصوصا اذا كانت المشكلة مادية .

Catuob
Catsocaff
2003-10-07

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.