هل تتحرك الغرفة في اتجاه إقرار الضوابط؟


ماذا يقول التجار في موسم التخفيضات؟

استطلاع أجرته ــ ياسمين خلف:

يترقب عدد ليس بقليل من المواطنين موسم التخفيضات، وما ان يبدأ حتي يتدافعون علي المحلات التجارية، ليملأوا عرباتهم وسياراتهم بما يحتاجون وما لا يحتاجون من سلع وبضائع، وفي المقابل.. ينظفون جيوبهم!!
التجار، كطرف أول في المعادلة التجارية الربحية، والذين غالباً ما يكونون الطرف الأقوي و(الأذكي)، إذا ما قورنوا بالمستهلكين وبخاصة السذج منهم يجدون ان التخفيضات لعبة يحركها ويجيدها التاجر امام المستهلك او الزبون!
وان العملية في النهاية شطارة في شطارة! فماذا قال التجار حول موسم التخفيضات؟!
العملية محسوبة لكل تاجر فليس هناك احد من اولئك التجار من يخرج من تلك اللعبة بخسارة فهي لعبته التي لم يدخلها إلا وهو واثق انه سيخرج منها رابحاً .. بهذه الكلمات بدأ ابراهيم نعمة – رجل اعمال وصاحب مفروشات العاصمة وبيت العاصمة للمفروشات – تعليقه علي مدي مصداقية التخفيضات.
وقال ان هذه اللعبة يجيدها بعض التجار ويستمتع بها بعض الزبائن علي انها فرصة كبيرة لشراء بضائع مخفضة بنسبة كبيرة ويصل نسبة الخصم الي 60%.
لا يوجد تاجر يستطيع الاستمرار في العمل التجاري وهو يبيع بضاعته بسعر التكلفة او اقل من سعر التكلفة انما هو يضع ارباحاً كبيرة فوق قيمة التكلفة ويسمح بنسبة للخصومات علي انها تبدو مغرية وفرصة فريدة للزبون (ونخص هنا الزبون غير الواعي).

مفهوم التخفيضات

مفهوم التخفيضات في كثير من دول أوروبا وأمريكا يختلف عنه في البحرين بصفة خاصة والخليج بصفة عامة ففي اوروبا وامريكا يلجأ التجار للتخفيضات في نهاية الموسم مثل بداية السنة الميلادية حيث انتهي موسم الهدايا للكرسمس والاحتفال برأس السنة حيث يكون الناس قد اكتفوا بالشراء فتأتي التخفيضات لتصفية ما تبقي بنهاية الموسم ولدخول البضائع الجديدة ببداية السنة او التخفيضات التي تأتي في نهاية موسم الشتاء حيث يتخلص كثير من التجار من الملابس الشتوية او الاجهزة الشتوية او غيرها.
اما ما يحصل في البحرين فتوجد تخفيضات طول العام وبمفهوم آخر رفع السعر ويخفض طول العام لاغراء المستهلك للشراء بالاخص موسم التخفيضات.
فنحن بعد دراسة طويلة للسوق قررنا من ثلاثة اعوام تغيير سياسة التخفيضات والخصومات لذا ما نعرضه في معارضنا اسعار غير قابلة للخصم او التخفيض ولا نشترك في موسم التخفيضات.
وزبائننا يعرفون ذلك وهم كثيرا ما أبدوا الاعجاب بهذا النهج ومصداقية اسعارنا حيث ان البضائع تباع باسعار واحدة طوال العام وننافس اسعار المنطقة لنفس العلامة التجارية والجودة. وحتي أننا ننافس بلد منشئها في اوروبا وامريكا.

القوانين مطلوبة
لحماية المستهلك

ويؤكد ابراهيم علي انه ليس هناك تاجر واحد يستمر في تجارته وهو (خسران) وليس هناك تاجر عاقل يستطيع ان يخفض اسعار السلعة بنسبة 60% او اكثر ويخسر بل لا بد من ربحه.
وحتي تلك المتاجر الصغيرة التي تبيع سلعاً بسعر 100 فلس او 200 فلس تحقق هامشاً من الربح وإلا لما استمرت. ويطالب ابراهيم نعمة بضرورة وجود رقابة من قبل وزارة التجارة علي المحلات المشاركة في التخفيضات وسن ضوابط وقوانين لعملية التخفيضات والتنزيلات حتي تصل الي درجة المنطق التي يمكن تصديقها والتأكد من انها عملية حقيقية وفيها هامش ربح معقول.
وعموما الاهم هو وعي المستهلك حيث إن العملية تعتمد علي وعي الزبون وفطنته وادراكه.
اما نحن كتجار فاللعبة نعرفها جيدا ولذلك فإن موسم التخفيضات يثير الضحك وخصوصا مع البهرجة التي يتم بها وتدافع كثير من المستهلكين عليها، كما لو كان ذلك الموسم فرصة العمر لهم.

بعض الزبائن
لا يحبذون السلع المخفضة!!

منذ أكثر من 18 عاماً لم يجارِ عبدالله عبدالرحمن يادكار – مدير معرض الصديق للاقمشة – موسم التخفيضات، ولم يعلق علي معرضه لافتات تحمل اغراءات للزبائن لتدفعهم للشراء – فمن يريد الشراء سيشتري وبالقيمة التي يعرضها، وان أراد ان يخفضه في السعر سوف يخفضه الي الحد الذي لا يتعارض مع مصلحته كتاجر كما ذكر.
ويقول: في حياتنا وفي كل شؤوننا نجد الشريف ونجد الدنيء والوضيع! والتجار منهم ولا نستثنيهم من تلكم الصفتين، فمنهم فعلاً من يخفض في أسعار سلعه للزبائن، ومنهم من يتحايل ويكذب عليهم يسكت برهة ويكمل: فمن التجار من يتخلصون من بضائعهم القديمة في هذا الموسم، ومنهم من يعرض الجديد والقديم في ان واحد ليتخلص من بعض الألوان والمقاسات التي لا تحظي برواج كبير في السوق. والخطأ لا ألقيه علي التاجر فقط، فبعض منه ألقيه علي الزبائن، فمنهم وهم شريحة ليست بقليلة لا يحبذون شراء السلع المخفضة، وذلك لاعتقادهم أنها إما قديمة او غير صالحة او بها عيب ما، ومن اجل ذلك خفض التاجر من سعرها! .
بعض الزبائن مهووسون بشراء السلع غالية الثمن، والتي وكما نقول بالعامية تطلع عليهم أغلي من بيع السوق فالذوق يلعب دوره، وكذلك القدرة الشرائية… وهناك حقيقة يجب ألا يغفلها احد، ألا وهي ان التاجر لن يضحي بمصلحته لخاطر عيون زبائنه، وأنه في كل الاحوال سوف يستفيد ويربح وينام وهو قرير العين.
ومثل ابراهيم، يطالب عبدالله بضرورة وجود رقابة صارمة من قبل غرفة التجارة علي التجار، وما يعرضونه من بضائع وسلع، واسعارها قبل التخفيضات وأثناءها وبعدها، كاجراء يحمي المستهلكين ويمنع التجار من المراوغة التي تصب في مصالحهم الربحية، علي ان تكون تلك الاجراءات القانونية وعقوبة مخالفتها رادعة وتسري علي جميع التجار دون استثناء.

يمكن للزبون أن
يقيم التخفيضات بنفسه

وعلي عكس سابقيه يري جواد الحواج – المدير العام لمحلات الحواج ان موسم التخفيضات موسم حقيقي، وان معظمها ليس في الطريق الصحيح، وذلك بتخفيض اسعار السلع عن اسعارها الحقيقية!!
ويقول في ذلك: يعمد بعض التجار في موسم أو مهرجان التخفيضات الي طرح سلع اضافية او خاصة بالموسم، ويعمد تجار آخرون الي عرض سلعهم القديمة من أجل التخلص منها، واحلال سلع جديدة محلها بعد انقضاء تلك الفترة الموسمية، وكل ذلك من أجل تحريك السوق وارضاء الزبون، والذي بامكانه ان يتحقق وبنفسه من مدي مصداقية تلك التخفيضات، عن طريق تقييمه الشخصي لاسعار السلع قبل وبعد التخفيضات.

التاجر الصادق
لا يساوم الزبون

من سابع المستحيلات أن يبيع التاجر بخسارة، وهي حقيقة يجب ان يدركها الزبائن .. بهذه الصراحة بدأ عبدالحميد عبدالجبار الكوهجي – رئيس مجلس الادارة في مجموعة عبدالجبار الكوهجي وأولاده حديثه موجهاً اللوم إلي الزبون الذي لا يقبل علي البضائع إلا اذا وجد كلمة (تخفيض) عليها! ويقول: هناك فعلاً تجار يخفضون من اسعار سلعهم، وهناك بالمقابل من لا يخفضها، ويلجأ البعض الي عملية او خدعة التخفيض طوال العام، ومنهم من يعلن عنها لفترة ويزيلها في فترة اخري، إذ ان كل ما في الامر لعبة يلعبها التجار!
من غير المعقول ان يخفض التاجر ثمن سلعة ما هي في الاصل رائجة وجديدة في السوق. وإذا قام احدهم بذلك فإن علامة استفهام كبيرة يمكن ان نضعها عليه! ويضيف الي سابق قوله: في حقيقة الامر ان مسألة التخفيضات موضة يلجأ إليها بعض التجار لجذب الزبائن، ويمكن للزبون ملاحظة تلك اللعبة إذا ما قارن سعر بعض السلع قبل وبعد موسم التخفيضات.
التخفيض في السعر قد يكون منطقيا إذا ما كان في نهاية الموسم، للتخلص من المخزون الذي لن يكون له مكان في الموسم الجديد او حتي بعده لمخالفته للموضة، ولكن لن يكون عقلانيا البتة إذا ما كانت السلعة جديدة في السوق، كأن يخفض احد التجار سعر ملابس الصيف حديثة النزول في الاسواق في موسم الصيف.
واللوم يقع كذلك علي وزارة التجارة فإذا ما رجعنا بذاكرتنا الي ما قبل 20 عاماً من الآن سنجد ان الوزارة قد سنت قانوناً يمنع وجود تخفيضات لأكثر من 30%! وكان الناس يفرحون حتي إذا كان التخفيض بنسبة 10%، أما الآن فالوزارة تحدد الحد الأدني للتخفيض بنسبة 20%، مما يدفع بالتجار للتلاعب في الاسعار.
ويدعو الكوهجي الي ضرورة وجود دراسة يشارك فيها التجار والمسئولون في وزارة التجارة للوصول الي صيغة تحمي المستهلكين من تلاعب التجار، ويقول مختتماً: التاجر الصادق في نظري من تكون اسعاره ثابتة وغير قابلة للتفاوض، فالتاجر الذي يساومني ويخفض بنسبة 20% حتماً سيخفض غيري 30%، اي ان السعر عنده يقفز ويهبط تبعاً للعلاقات الشخصية.

Catbcci
2003-09-27


ماذا يقول التجار في موسم التخفيضات؟

استطلاع أجرته ــ ياسمين خلف:

يترقب عدد ليس بقليل من المواطنين موسم التخفيضات، وما ان يبدأ حتي يتدافعون علي المحلات التجارية، ليملأوا عرباتهم وسياراتهم بما يحتاجون وما لا يحتاجون من سلع وبضائع، وفي المقابل.. ينظفون جيوبهم!!
التجار، كطرف أول في المعادلة التجارية الربحية، والذين غالباً ما يكونون الطرف الأقوي و(الأذكي)، إذا ما قورنوا بالمستهلكين وبخاصة السذج منهم يجدون ان التخفيضات لعبة يحركها ويجيدها التاجر امام المستهلك او الزبون!
وان العملية في النهاية شطارة في شطارة! فماذا قال التجار حول موسم التخفيضات؟!
العملية محسوبة لكل تاجر فليس هناك احد من اولئك التجار من يخرج من تلك اللعبة بخسارة فهي لعبته التي لم يدخلها إلا وهو واثق انه سيخرج منها رابحاً .. بهذه الكلمات بدأ ابراهيم نعمة – رجل اعمال وصاحب مفروشات العاصمة وبيت العاصمة للمفروشات – تعليقه علي مدي مصداقية التخفيضات.
وقال ان هذه اللعبة يجيدها بعض التجار ويستمتع بها بعض الزبائن علي انها فرصة كبيرة لشراء بضائع مخفضة بنسبة كبيرة ويصل نسبة الخصم الي 60%.
لا يوجد تاجر يستطيع الاستمرار في العمل التجاري وهو يبيع بضاعته بسعر التكلفة او اقل من سعر التكلفة انما هو يضع ارباحاً كبيرة فوق قيمة التكلفة ويسمح بنسبة للخصومات علي انها تبدو مغرية وفرصة فريدة للزبون (ونخص هنا الزبون غير الواعي).

مفهوم التخفيضات

مفهوم التخفيضات في كثير من دول أوروبا وأمريكا يختلف عنه في البحرين بصفة خاصة والخليج بصفة عامة ففي اوروبا وامريكا يلجأ التجار للتخفيضات في نهاية الموسم مثل بداية السنة الميلادية حيث انتهي موسم الهدايا للكرسمس والاحتفال برأس السنة حيث يكون الناس قد اكتفوا بالشراء فتأتي التخفيضات لتصفية ما تبقي بنهاية الموسم ولدخول البضائع الجديدة ببداية السنة او التخفيضات التي تأتي في نهاية موسم الشتاء حيث يتخلص كثير من التجار من الملابس الشتوية او الاجهزة الشتوية او غيرها.
اما ما يحصل في البحرين فتوجد تخفيضات طول العام وبمفهوم آخر رفع السعر ويخفض طول العام لاغراء المستهلك للشراء بالاخص موسم التخفيضات.
فنحن بعد دراسة طويلة للسوق قررنا من ثلاثة اعوام تغيير سياسة التخفيضات والخصومات لذا ما نعرضه في معارضنا اسعار غير قابلة للخصم او التخفيض ولا نشترك في موسم التخفيضات.
وزبائننا يعرفون ذلك وهم كثيرا ما أبدوا الاعجاب بهذا النهج ومصداقية اسعارنا حيث ان البضائع تباع باسعار واحدة طوال العام وننافس اسعار المنطقة لنفس العلامة التجارية والجودة. وحتي أننا ننافس بلد منشئها في اوروبا وامريكا.

القوانين مطلوبة
لحماية المستهلك

ويؤكد ابراهيم علي انه ليس هناك تاجر واحد يستمر في تجارته وهو (خسران) وليس هناك تاجر عاقل يستطيع ان يخفض اسعار السلعة بنسبة 60% او اكثر ويخسر بل لا بد من ربحه.
وحتي تلك المتاجر الصغيرة التي تبيع سلعاً بسعر 100 فلس او 200 فلس تحقق هامشاً من الربح وإلا لما استمرت. ويطالب ابراهيم نعمة بضرورة وجود رقابة من قبل وزارة التجارة علي المحلات المشاركة في التخفيضات وسن ضوابط وقوانين لعملية التخفيضات والتنزيلات حتي تصل الي درجة المنطق التي يمكن تصديقها والتأكد من انها عملية حقيقية وفيها هامش ربح معقول.
وعموما الاهم هو وعي المستهلك حيث إن العملية تعتمد علي وعي الزبون وفطنته وادراكه.
اما نحن كتجار فاللعبة نعرفها جيدا ولذلك فإن موسم التخفيضات يثير الضحك وخصوصا مع البهرجة التي يتم بها وتدافع كثير من المستهلكين عليها، كما لو كان ذلك الموسم فرصة العمر لهم.

بعض الزبائن
لا يحبذون السلع المخفضة!!

منذ أكثر من 18 عاماً لم يجارِ عبدالله عبدالرحمن يادكار – مدير معرض الصديق للاقمشة – موسم التخفيضات، ولم يعلق علي معرضه لافتات تحمل اغراءات للزبائن لتدفعهم للشراء – فمن يريد الشراء سيشتري وبالقيمة التي يعرضها، وان أراد ان يخفضه في السعر سوف يخفضه الي الحد الذي لا يتعارض مع مصلحته كتاجر كما ذكر.
ويقول: في حياتنا وفي كل شؤوننا نجد الشريف ونجد الدنيء والوضيع! والتجار منهم ولا نستثنيهم من تلكم الصفتين، فمنهم فعلاً من يخفض في أسعار سلعه للزبائن، ومنهم من يتحايل ويكذب عليهم يسكت برهة ويكمل: فمن التجار من يتخلصون من بضائعهم القديمة في هذا الموسم، ومنهم من يعرض الجديد والقديم في ان واحد ليتخلص من بعض الألوان والمقاسات التي لا تحظي برواج كبير في السوق. والخطأ لا ألقيه علي التاجر فقط، فبعض منه ألقيه علي الزبائن، فمنهم وهم شريحة ليست بقليلة لا يحبذون شراء السلع المخفضة، وذلك لاعتقادهم أنها إما قديمة او غير صالحة او بها عيب ما، ومن اجل ذلك خفض التاجر من سعرها! .
بعض الزبائن مهووسون بشراء السلع غالية الثمن، والتي وكما نقول بالعامية تطلع عليهم أغلي من بيع السوق فالذوق يلعب دوره، وكذلك القدرة الشرائية… وهناك حقيقة يجب ألا يغفلها احد، ألا وهي ان التاجر لن يضحي بمصلحته لخاطر عيون زبائنه، وأنه في كل الاحوال سوف يستفيد ويربح وينام وهو قرير العين.
ومثل ابراهيم، يطالب عبدالله بضرورة وجود رقابة صارمة من قبل غرفة التجارة علي التجار، وما يعرضونه من بضائع وسلع، واسعارها قبل التخفيضات وأثناءها وبعدها، كاجراء يحمي المستهلكين ويمنع التجار من المراوغة التي تصب في مصالحهم الربحية، علي ان تكون تلك الاجراءات القانونية وعقوبة مخالفتها رادعة وتسري علي جميع التجار دون استثناء.

يمكن للزبون أن
يقيم التخفيضات بنفسه

وعلي عكس سابقيه يري جواد الحواج – المدير العام لمحلات الحواج ان موسم التخفيضات موسم حقيقي، وان معظمها ليس في الطريق الصحيح، وذلك بتخفيض اسعار السلع عن اسعارها الحقيقية!!
ويقول في ذلك: يعمد بعض التجار في موسم أو مهرجان التخفيضات الي طرح سلع اضافية او خاصة بالموسم، ويعمد تجار آخرون الي عرض سلعهم القديمة من أجل التخلص منها، واحلال سلع جديدة محلها بعد انقضاء تلك الفترة الموسمية، وكل ذلك من أجل تحريك السوق وارضاء الزبون، والذي بامكانه ان يتحقق وبنفسه من مدي مصداقية تلك التخفيضات، عن طريق تقييمه الشخصي لاسعار السلع قبل وبعد التخفيضات.

التاجر الصادق
لا يساوم الزبون

من سابع المستحيلات أن يبيع التاجر بخسارة، وهي حقيقة يجب ان يدركها الزبائن .. بهذه الصراحة بدأ عبدالحميد عبدالجبار الكوهجي – رئيس مجلس الادارة في مجموعة عبدالجبار الكوهجي وأولاده حديثه موجهاً اللوم إلي الزبون الذي لا يقبل علي البضائع إلا اذا وجد كلمة (تخفيض) عليها! ويقول: هناك فعلاً تجار يخفضون من اسعار سلعهم، وهناك بالمقابل من لا يخفضها، ويلجأ البعض الي عملية او خدعة التخفيض طوال العام، ومنهم من يعلن عنها لفترة ويزيلها في فترة اخري، إذ ان كل ما في الامر لعبة يلعبها التجار!
من غير المعقول ان يخفض التاجر ثمن سلعة ما هي في الاصل رائجة وجديدة في السوق. وإذا قام احدهم بذلك فإن علامة استفهام كبيرة يمكن ان نضعها عليه! ويضيف الي سابق قوله: في حقيقة الامر ان مسألة التخفيضات موضة يلجأ إليها بعض التجار لجذب الزبائن، ويمكن للزبون ملاحظة تلك اللعبة إذا ما قارن سعر بعض السلع قبل وبعد موسم التخفيضات.
التخفيض في السعر قد يكون منطقيا إذا ما كان في نهاية الموسم، للتخلص من المخزون الذي لن يكون له مكان في الموسم الجديد او حتي بعده لمخالفته للموضة، ولكن لن يكون عقلانيا البتة إذا ما كانت السلعة جديدة في السوق، كأن يخفض احد التجار سعر ملابس الصيف حديثة النزول في الاسواق في موسم الصيف.
واللوم يقع كذلك علي وزارة التجارة فإذا ما رجعنا بذاكرتنا الي ما قبل 20 عاماً من الآن سنجد ان الوزارة قد سنت قانوناً يمنع وجود تخفيضات لأكثر من 30%! وكان الناس يفرحون حتي إذا كان التخفيض بنسبة 10%، أما الآن فالوزارة تحدد الحد الأدني للتخفيض بنسبة 20%، مما يدفع بالتجار للتلاعب في الاسعار.
ويدعو الكوهجي الي ضرورة وجود دراسة يشارك فيها التجار والمسئولون في وزارة التجارة للوصول الي صيغة تحمي المستهلكين من تلاعب التجار، ويقول مختتماً: التاجر الصادق في نظري من تكون اسعاره ثابتة وغير قابلة للتفاوض، فالتاجر الذي يساومني ويخفض بنسبة 20% حتماً سيخفض غيري 30%، اي ان السعر عنده يقفز ويهبط تبعاً للعلاقات الشخصية.

Catbcci
2003-09-27

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.