القرية التي توحشها الظلمة
هزة أرضية تضرب قرية مقابة !
استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
مقابة قرية قد يجهلها الكثيرون ونحن منهم!! إلي أن سنحت لنا الفرصة لزيارتها والتعرف علي أهلها ومشاكلهم، وأنتم كذلك ستعرفون عندما تخوضون معنا الجولة، وتتخيلون حجم معاناتهم بعد قراءتكم لاستطلاعنا خلال الأسطر القادمة، والتي هي بمثابة رحلة علي أرض هزازة، وستعرفون ان ما يعانيه أهلها علي تلك الأرض لن تكفي كلمة مأساة لوصفها، فالسيارة التي تقلك لتلك القرية حتما لن تزيد سرعتها عن 20 كيلومترا في الساعة، فالأرض غير المبلطة ستمنعك عن ذلك، وأنت كذلك حفاظا علي نفسك وحفاظا علي سيارتك من تلك المطبات.. وأية مطبات!!
البيت الهزاز كلنا لعبنا بداخله عندما كنا صغارا، ونعرف صعوبة ان يبقي المرء فيه واقفا!! فالأمر كذلك بالنسبة للشوارع ان صح لنا ان نطلقها علي تلك الأراضي في قرية مقابة ، فالقرية تخلو تماما من الشوارع المسفلتة، فيما عدا مساحة محدودة سفلتها أحد الوجهاء ليسهل عملية وصوله لأرضه الزراعية!!
لمَ اللف والدوران؟!
في اجتماع مع عدد من أهالي القرية أدركنا آمالهم التي سبقت حروفهم وكلامهم، فقالوا وكان أولهم محمد علي حميد – رئيس صندوق مقابة الخيري – حيث استرسل بقوله: قريتنا تفتقد لخدمات هي عادية بالنسبة للقري الأخري، فالمدخل العام للقرية المنفذ الوحيد مليء بالمطبات وغير مسفلت، مما يصعب علي مرتاديه الوصول إلي هدفهم في القرية، فوزارة الأشغال والإسكان ما ان تعمل في منطقة إلا وقد زادت الأرض سوءا وإن كان ذلك بالطبع فعلا غير مقصود… فنتمني لو يتم إعادة تأهيل رصف الشوارع، التي وتفاديا لمشاكلها يلزم أغلب قائدي المركبات المسار الأيسر لدخول القرية، بدلا من الأيمن علي الرغم من مخالفتهم لقوانين المرور. وكحل نطالب بفتح الشارع من الجهة الجنوبية المؤدي إلي شارع الشيخ خليفة.
وبعد تنهيدة شرحت وحدها المعاناة قال مضيفا: البعض من أهالي القرية يستخدمون الشارع الداخلي بطريقة غير رسمية للوصول إلي الشارع المؤدي إلي قرية سار اختصارا للطريق بدلا من اللف والدوران للوصول إلي شارع سار، في حين بالإمكان رصف الشارع وفتحه رسميا لمرتاديه، خصوصا ان البعض منهم كذلك يستخدمون مدخل قرية الشاخورة كمنفذ للقرية…
أين النور يا مسئولين؟!
ظلمة القبور ما بعدها ظلمة، ولكن يبدو ان ظلمتها خرجت لتحيط القرية وتذكر أهلها بالآخرة!!! ذلك ما لمسناه في حديث عبدالحسين أحمد عبدالحسين – رئيس اللجنة الإعلامية في صندوق مقابة الخيري وعضو في مركز مقابة الثقافي الذي قال بلهجة قوية: لا يوجد أي عمود إنارة في المقبرة… نعم قد يظن البعض أني أبالغ ولكن الأمر جاد ولا يحتمل الهزل، فالمقبرة مظلمة بل حالكة الظلمة.. يسكت برهة ليكمل: في السابق وقبل عدد من السنوات كانت هناك أعمدة إنارة في جانب من الجوانب المحاذية للمقبرة وتابعة لاحدي المزارع الخاصة، ولكن وبعد وفاة صاحبها.. انطفأت كما انطفأ ضوؤه عن الحياة!!
والأمر لا يقتصر علي إضاءة المقبرة، بل يتعدي الأمر إلي القرية التي تنقصها أعمدة الإنارة، وان وجدت فهي تحتاج إلي صيانة، ناهيك عن المنطقة الجديدة في القرية والتي هي الأخري يعاني قاطنوها من قلة الإنارة… والأمر قد رفعه الأهالي إلي وزارة الأشغال والإسكان، وها نحن ننتظر التطبيق الفعلي للوعود الشفافة.
يقتطع الحديث محمد سلمان أحمد – عضو إداري في الصندوق بقوله: نعاني كذلك من ضعف الإنارة علي الشارع الرئيسي الممتد من بداية القرية إلي نهايتها، ولأجل تسوير جزء من الأراضي أزيلت معها أعمدة الإنارة وبقيت القرية مظلمة !!
ضحايا.. بالعشرات
ذلك ما أراد توصيله عبدالله عبدالحسين عبدالله – رئيس لجنة الجباة في الصندوق إلي المعنيين في الدولة، حيث أشار إلي ان مدخل القرية والمنفذ الوحيد علي شارع البديع يحمل من المشاكل الشيء الكثير، وبخاصة فيما يتعلق بوعورته وحاجته إلي الرصف وإعادة التأهيل.
فهناك نحو 4500 نسمة يعيشون في القرية، خصوصا مع زيادة 400 وحدة سكنية فيها… مما يعني زيادة الازدحام أمام المدخل والذي وبسببه فقدت القرية عشرات الأرواح!!! وقد طالب عبدالله بضرورة فتح شارع جديد علي دوار جنوسان من الجهة الشرقية، لربط أجزاء القرية المنطقة القديمة بالجديدة من جهة، ولتخفيف حركة المرور من جهة أخري، مؤكدا علي ان الأهالي طالبوا قبل فترة بتخصيص ثلاث مسارات عند المدخل لتسهيل عملية المرور، وسفلتة الشارع للقضاء علي المطبات المعيقة للسير، ووضع إشارة ضوئية علي شارع سار عند جامع سار بالتحديد من الجهة الغربية منه، لازدحام المرور واختناقه وبخاصة عند صلاة الجماعة يوم الجمعة من كل أسبوع.
شح المياه – قسائم سكنية
وعرض سيد عمران حسين – عضو المجلس البلدي مشكلتين لمسهما لدي أهالي القرية، وقال معبرا عنهما: المياه دائما شحيحة في المنطقة، ويذوق أهلها الأمرين جراء ذلك خصوصا في فصل الصيف، حيث تزيد حاجتهم إلي استهلاك المياه… البعض منهم قد يلجأ إلي استخدام أسلوب التخزين عبر الخزان المائي ذي السعة الكبيرة، ولكن ونظرا لانخفاض المستوي المعيشي لمعظم أهالي القرية، فإن أغلبهم لا يتمكن من شراء ذلك الخزان، ويدفع ثمن ذلك صبره علي شح المياه..، وبعد هنيئة قال: هناك مجموعة من المزارع الخاصة في القرية، نتمني لو تقوم الدولة مشكورة بشرائها من أصحابها وتوزيعها كقسائم سكنية علي الشباب المقبل علي الزواج.
أرقام المنازل ليس أكثر…
في المنطقة الجديدة من القرية، والتي تضم نحو 400 قسيمة سكنية، يسكن ابراهيم سلمان حسن، وهو ساكن حديث في القرية، ولكنه تكلم عن معاناة 400 أسرة، تعيش في تلك البقعة، والتي وكما قال لا تتمتع بأي خدمات، وان احتاجوا إلي شيء السكان اضطروا إلي الذهاب إلي القرية الجزء القديم منها والذي يكلفهم في ذلك عناء لف المنطقة بالكامل، لعدم وجود منفذ أو طريق يربط المنطقة القديمة بالجديدة ويتساءل ماذا لو حدث حريق أو حادث واحتاج الأهالي في مثل هذه الحالات إلي النجدة كالمطافئ أو سيارة الإسعاف!!
كيف سيصلون قبل ان يقع الفأس في الرأس!!
يجيب علي نفسه: حتما سيفوت الفوت كما حدث في احدي المرات عندما نشب حريق في أحد الكراجات وتأخرت سيارة المطافئ لصعوبة وصولها إلي مقر نشوب الحريق.
يضحك وهو يكمل: هل يتصور أحدكم اننا لا نملك عنوانا متكاملا!! فقط أرقام منازلنا، فحتي هذه اللحظات لا يوجد لدينا أرقام طرق ولا مجمعات، مما يوقعنا في مأزق وخصوصا إذا ما أردنا إعطاء إحدي الجهات عناويننا، ونكتفي بأرقام منازلنا مما يوقعنا وتلك الجهات في حيرة!!
الأرض موجودة ولكن!!
وكغيره من الشباب الحريصين علي طاقات وأوقات الشباب، تكلم محمد عبدالله سنكيس – رئيس مركز مقابة الثقافي – بحرقة وقال: نحن شباب ونتمني لو يتم إمدادنا بأبسط حقوقنا ألا وهو مقر للمركز، فالأرض متوفرة وينقصها المعمار… سألناه عن مقر تجمعهم الذي يحمل اسم المركز فأجاب: نتجمع في بيوتنا!!
وشبابنا يطالب بملعب يضمهم تحت فريق واحد يحمل اسم القرية، لا ان يتفرقوا في تلك القرية أو تلك.. فمع عدم توفر ملعب أو نادٍ ستنطمر قدرات معظم الشباب، وستفقد الدولة طاقات قد تكون هي من سيرفع اسم مملكة البحرين عاليا… فقط ان أتيحت لهم الفرصة والإمكانيات. مشيرا إلي أن القرية تتوفر فيها بعض الأراضي التي يمكن تأهيلها كملعب، ويمكن استئجارها من أصحابها من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
النظافة.. الهم الأكبر!!
بين الطرقات وأثناء جولتنا في القرية.. تأفف أهاليها وأشاروا بأصابعهم إلي أكوام القمامة التي غطت أراضيها بدلا من الزراعة والخضرة وقالوا باتهام حاد: تلك نتائج الخصخصة، فالقمامة تملأ الطرقات والحاويات قليلة، وان وجدت فهي لا تفرغ من محتوياتها إلا بعد أيام، أي بعد ان يطلب الأهالي النجدة.
وقال محمد علي حميد كنا قبل الخصخصة نستطيع ان نناقش أية مشكلة مع البلدية، باعتبارها الجهة المسئولة… واليوم الشتات هو ما نشعر به بعد الخصخصة، فلا توجد أية جهة مباشرة يمكن للمواطنين اللجوء إليها… يقول واصفا للوضع المزري: العمال التابعون لتلك الشركة لا يقومون بدورهم بالشكل المطلوب، فهم وان أزالوا كيسي قمامة، تركوا الثالث لتعبث فيه القطط، بل انهم عندما يزيلون كيسا سبق وان عبثت فيه القطط لا يكنسون ما يتساقط منه من بقايا الأطعمة.. ويتركونه إلي ان يجف ويتكدس علي الأرض.
يضحك ويقول: نحن الأهالي من يقوم اليوم بتنظيف الأرض من تلك القاذورات كما فعل العراقيون بعد سقوط صدام !!
ويقترح عبدالحسين أحمد التنسيق ما بين البلدية وأصحاب البيوت الآيلة للسقوط لإعادة ترميمها تفاديا لوقوعها علي أصحابها.. واقتطع حديثه ابراهيم سلمان حسن الذي تساءل مؤكدا ان تساؤله هذا يتردد علي لسان جميع أهالي القرية ومفاده، هل هناك متابعة علي الشركات التي تعمل في القرية من قبل الوزارة المعنية؟!!
طارحا مثالا علي ذلك وجود بعض البلاعات في مستوي منخفض والأخري في مستوي مرتفع، مما يؤثر علي سطح الأرض ويعيق بدوره سير العربات المارة فيه.
أحمد أحد المواطنين كان جالسا بالقرب من منزله، لمحنا فأسرع إلينا، ناقلا مشكلة تؤرقه وتؤرق أهالي مقابة ، آملا ان يوجد لها حل حيث قال: نحن سكنة مجمع 507 نعاني من عدم وجود شبكة للمجاري، تقدمنا بطلب لوزارة الأشغال والإسكان، وكان ردهم ان الأمر قيد الدراسة، والمخطط ليس ضمن الميزانية، متسائلا كالمترجي: من إذاً سينظر لمشكلتنا بعين الجدية؟.. تركناه نعم، ولكن أملنا بوجود صدي لكلماته كبير… وأثناء ما كنا نتابع رحلتنا الهزازة رفع عبدالله عبدالحسين رأسه للأعمدة الخشبية وعلق بقوله: بعد إزالة الأسلاك الكهربائية منها بقيت عارية إلا انها واقفة تواجه مر الزمان دون ان يكون لها فائدة تذكر.. يتساءل ويجيب في ذات الوقت.. ما الجدوي منها؟! انها تشوه المنظر العام للقرية والأجدر من ذلك إنشاء حديقة ولو صغيرة لأهالي القرية ليقضوا فيها أوقات فراغهم وليروحوا عن أنفسهم فيها..
catfeat
26-05-2003
القرية التي توحشها الظلمة
هزة أرضية تضرب قرية مقابة !
استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
مقابة قرية قد يجهلها الكثيرون ونحن منهم!! إلي أن سنحت لنا الفرصة لزيارتها والتعرف علي أهلها ومشاكلهم، وأنتم كذلك ستعرفون عندما تخوضون معنا الجولة، وتتخيلون حجم معاناتهم بعد قراءتكم لاستطلاعنا خلال الأسطر القادمة، والتي هي بمثابة رحلة علي أرض هزازة، وستعرفون ان ما يعانيه أهلها علي تلك الأرض لن تكفي كلمة مأساة لوصفها، فالسيارة التي تقلك لتلك القرية حتما لن تزيد سرعتها عن 20 كيلومترا في الساعة، فالأرض غير المبلطة ستمنعك عن ذلك، وأنت كذلك حفاظا علي نفسك وحفاظا علي سيارتك من تلك المطبات.. وأية مطبات!!
البيت الهزاز كلنا لعبنا بداخله عندما كنا صغارا، ونعرف صعوبة ان يبقي المرء فيه واقفا!! فالأمر كذلك بالنسبة للشوارع ان صح لنا ان نطلقها علي تلك الأراضي في قرية مقابة ، فالقرية تخلو تماما من الشوارع المسفلتة، فيما عدا مساحة محدودة سفلتها أحد الوجهاء ليسهل عملية وصوله لأرضه الزراعية!!
لمَ اللف والدوران؟!
في اجتماع مع عدد من أهالي القرية أدركنا آمالهم التي سبقت حروفهم وكلامهم، فقالوا وكان أولهم محمد علي حميد – رئيس صندوق مقابة الخيري – حيث استرسل بقوله: قريتنا تفتقد لخدمات هي عادية بالنسبة للقري الأخري، فالمدخل العام للقرية المنفذ الوحيد مليء بالمطبات وغير مسفلت، مما يصعب علي مرتاديه الوصول إلي هدفهم في القرية، فوزارة الأشغال والإسكان ما ان تعمل في منطقة إلا وقد زادت الأرض سوءا وإن كان ذلك بالطبع فعلا غير مقصود… فنتمني لو يتم إعادة تأهيل رصف الشوارع، التي وتفاديا لمشاكلها يلزم أغلب قائدي المركبات المسار الأيسر لدخول القرية، بدلا من الأيمن علي الرغم من مخالفتهم لقوانين المرور. وكحل نطالب بفتح الشارع من الجهة الجنوبية المؤدي إلي شارع الشيخ خليفة.
وبعد تنهيدة شرحت وحدها المعاناة قال مضيفا: البعض من أهالي القرية يستخدمون الشارع الداخلي بطريقة غير رسمية للوصول إلي الشارع المؤدي إلي قرية سار اختصارا للطريق بدلا من اللف والدوران للوصول إلي شارع سار، في حين بالإمكان رصف الشارع وفتحه رسميا لمرتاديه، خصوصا ان البعض منهم كذلك يستخدمون مدخل قرية الشاخورة كمنفذ للقرية…
أين النور يا مسئولين؟!
ظلمة القبور ما بعدها ظلمة، ولكن يبدو ان ظلمتها خرجت لتحيط القرية وتذكر أهلها بالآخرة!!! ذلك ما لمسناه في حديث عبدالحسين أحمد عبدالحسين – رئيس اللجنة الإعلامية في صندوق مقابة الخيري وعضو في مركز مقابة الثقافي الذي قال بلهجة قوية: لا يوجد أي عمود إنارة في المقبرة… نعم قد يظن البعض أني أبالغ ولكن الأمر جاد ولا يحتمل الهزل، فالمقبرة مظلمة بل حالكة الظلمة.. يسكت برهة ليكمل: في السابق وقبل عدد من السنوات كانت هناك أعمدة إنارة في جانب من الجوانب المحاذية للمقبرة وتابعة لاحدي المزارع الخاصة، ولكن وبعد وفاة صاحبها.. انطفأت كما انطفأ ضوؤه عن الحياة!!
والأمر لا يقتصر علي إضاءة المقبرة، بل يتعدي الأمر إلي القرية التي تنقصها أعمدة الإنارة، وان وجدت فهي تحتاج إلي صيانة، ناهيك عن المنطقة الجديدة في القرية والتي هي الأخري يعاني قاطنوها من قلة الإنارة… والأمر قد رفعه الأهالي إلي وزارة الأشغال والإسكان، وها نحن ننتظر التطبيق الفعلي للوعود الشفافة.
يقتطع الحديث محمد سلمان أحمد – عضو إداري في الصندوق بقوله: نعاني كذلك من ضعف الإنارة علي الشارع الرئيسي الممتد من بداية القرية إلي نهايتها، ولأجل تسوير جزء من الأراضي أزيلت معها أعمدة الإنارة وبقيت القرية مظلمة !!
ضحايا.. بالعشرات
ذلك ما أراد توصيله عبدالله عبدالحسين عبدالله – رئيس لجنة الجباة في الصندوق إلي المعنيين في الدولة، حيث أشار إلي ان مدخل القرية والمنفذ الوحيد علي شارع البديع يحمل من المشاكل الشيء الكثير، وبخاصة فيما يتعلق بوعورته وحاجته إلي الرصف وإعادة التأهيل.
فهناك نحو 4500 نسمة يعيشون في القرية، خصوصا مع زيادة 400 وحدة سكنية فيها… مما يعني زيادة الازدحام أمام المدخل والذي وبسببه فقدت القرية عشرات الأرواح!!! وقد طالب عبدالله بضرورة فتح شارع جديد علي دوار جنوسان من الجهة الشرقية، لربط أجزاء القرية المنطقة القديمة بالجديدة من جهة، ولتخفيف حركة المرور من جهة أخري، مؤكدا علي ان الأهالي طالبوا قبل فترة بتخصيص ثلاث مسارات عند المدخل لتسهيل عملية المرور، وسفلتة الشارع للقضاء علي المطبات المعيقة للسير، ووضع إشارة ضوئية علي شارع سار عند جامع سار بالتحديد من الجهة الغربية منه، لازدحام المرور واختناقه وبخاصة عند صلاة الجماعة يوم الجمعة من كل أسبوع.
شح المياه – قسائم سكنية
وعرض سيد عمران حسين – عضو المجلس البلدي مشكلتين لمسهما لدي أهالي القرية، وقال معبرا عنهما: المياه دائما شحيحة في المنطقة، ويذوق أهلها الأمرين جراء ذلك خصوصا في فصل الصيف، حيث تزيد حاجتهم إلي استهلاك المياه… البعض منهم قد يلجأ إلي استخدام أسلوب التخزين عبر الخزان المائي ذي السعة الكبيرة، ولكن ونظرا لانخفاض المستوي المعيشي لمعظم أهالي القرية، فإن أغلبهم لا يتمكن من شراء ذلك الخزان، ويدفع ثمن ذلك صبره علي شح المياه..، وبعد هنيئة قال: هناك مجموعة من المزارع الخاصة في القرية، نتمني لو تقوم الدولة مشكورة بشرائها من أصحابها وتوزيعها كقسائم سكنية علي الشباب المقبل علي الزواج.
أرقام المنازل ليس أكثر…
في المنطقة الجديدة من القرية، والتي تضم نحو 400 قسيمة سكنية، يسكن ابراهيم سلمان حسن، وهو ساكن حديث في القرية، ولكنه تكلم عن معاناة 400 أسرة، تعيش في تلك البقعة، والتي وكما قال لا تتمتع بأي خدمات، وان احتاجوا إلي شيء السكان اضطروا إلي الذهاب إلي القرية الجزء القديم منها والذي يكلفهم في ذلك عناء لف المنطقة بالكامل، لعدم وجود منفذ أو طريق يربط المنطقة القديمة بالجديدة ويتساءل ماذا لو حدث حريق أو حادث واحتاج الأهالي في مثل هذه الحالات إلي النجدة كالمطافئ أو سيارة الإسعاف!!
كيف سيصلون قبل ان يقع الفأس في الرأس!!
يجيب علي نفسه: حتما سيفوت الفوت كما حدث في احدي المرات عندما نشب حريق في أحد الكراجات وتأخرت سيارة المطافئ لصعوبة وصولها إلي مقر نشوب الحريق.
يضحك وهو يكمل: هل يتصور أحدكم اننا لا نملك عنوانا متكاملا!! فقط أرقام منازلنا، فحتي هذه اللحظات لا يوجد لدينا أرقام طرق ولا مجمعات، مما يوقعنا في مأزق وخصوصا إذا ما أردنا إعطاء إحدي الجهات عناويننا، ونكتفي بأرقام منازلنا مما يوقعنا وتلك الجهات في حيرة!!
الأرض موجودة ولكن!!
وكغيره من الشباب الحريصين علي طاقات وأوقات الشباب، تكلم محمد عبدالله سنكيس – رئيس مركز مقابة الثقافي – بحرقة وقال: نحن شباب ونتمني لو يتم إمدادنا بأبسط حقوقنا ألا وهو مقر للمركز، فالأرض متوفرة وينقصها المعمار… سألناه عن مقر تجمعهم الذي يحمل اسم المركز فأجاب: نتجمع في بيوتنا!!
وشبابنا يطالب بملعب يضمهم تحت فريق واحد يحمل اسم القرية، لا ان يتفرقوا في تلك القرية أو تلك.. فمع عدم توفر ملعب أو نادٍ ستنطمر قدرات معظم الشباب، وستفقد الدولة طاقات قد تكون هي من سيرفع اسم مملكة البحرين عاليا… فقط ان أتيحت لهم الفرصة والإمكانيات. مشيرا إلي أن القرية تتوفر فيها بعض الأراضي التي يمكن تأهيلها كملعب، ويمكن استئجارها من أصحابها من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
النظافة.. الهم الأكبر!!
بين الطرقات وأثناء جولتنا في القرية.. تأفف أهاليها وأشاروا بأصابعهم إلي أكوام القمامة التي غطت أراضيها بدلا من الزراعة والخضرة وقالوا باتهام حاد: تلك نتائج الخصخصة، فالقمامة تملأ الطرقات والحاويات قليلة، وان وجدت فهي لا تفرغ من محتوياتها إلا بعد أيام، أي بعد ان يطلب الأهالي النجدة.
وقال محمد علي حميد كنا قبل الخصخصة نستطيع ان نناقش أية مشكلة مع البلدية، باعتبارها الجهة المسئولة… واليوم الشتات هو ما نشعر به بعد الخصخصة، فلا توجد أية جهة مباشرة يمكن للمواطنين اللجوء إليها… يقول واصفا للوضع المزري: العمال التابعون لتلك الشركة لا يقومون بدورهم بالشكل المطلوب، فهم وان أزالوا كيسي قمامة، تركوا الثالث لتعبث فيه القطط، بل انهم عندما يزيلون كيسا سبق وان عبثت فيه القطط لا يكنسون ما يتساقط منه من بقايا الأطعمة.. ويتركونه إلي ان يجف ويتكدس علي الأرض.
يضحك ويقول: نحن الأهالي من يقوم اليوم بتنظيف الأرض من تلك القاذورات كما فعل العراقيون بعد سقوط صدام !!
ويقترح عبدالحسين أحمد التنسيق ما بين البلدية وأصحاب البيوت الآيلة للسقوط لإعادة ترميمها تفاديا لوقوعها علي أصحابها.. واقتطع حديثه ابراهيم سلمان حسن الذي تساءل مؤكدا ان تساؤله هذا يتردد علي لسان جميع أهالي القرية ومفاده، هل هناك متابعة علي الشركات التي تعمل في القرية من قبل الوزارة المعنية؟!!
طارحا مثالا علي ذلك وجود بعض البلاعات في مستوي منخفض والأخري في مستوي مرتفع، مما يؤثر علي سطح الأرض ويعيق بدوره سير العربات المارة فيه.
أحمد أحد المواطنين كان جالسا بالقرب من منزله، لمحنا فأسرع إلينا، ناقلا مشكلة تؤرقه وتؤرق أهالي مقابة ، آملا ان يوجد لها حل حيث قال: نحن سكنة مجمع 507 نعاني من عدم وجود شبكة للمجاري، تقدمنا بطلب لوزارة الأشغال والإسكان، وكان ردهم ان الأمر قيد الدراسة، والمخطط ليس ضمن الميزانية، متسائلا كالمترجي: من إذاً سينظر لمشكلتنا بعين الجدية؟.. تركناه نعم، ولكن أملنا بوجود صدي لكلماته كبير… وأثناء ما كنا نتابع رحلتنا الهزازة رفع عبدالله عبدالحسين رأسه للأعمدة الخشبية وعلق بقوله: بعد إزالة الأسلاك الكهربائية منها بقيت عارية إلا انها واقفة تواجه مر الزمان دون ان يكون لها فائدة تذكر.. يتساءل ويجيب في ذات الوقت.. ما الجدوي منها؟! انها تشوه المنظر العام للقرية والأجدر من ذلك إنشاء حديقة ولو صغيرة لأهالي القرية ليقضوا فيها أوقات فراغهم وليروحوا عن أنفسهم فيها..
catfeat
26-05-2003
أحدث التعليقات