مركز الوفاء تنقصه أمور والمبني في العام المقبل
استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
رغم كل ما يعانون منه، ورغم الألم يستقبلونك بابتسامة تحمل من البراءة الكثير، كما لو كانت تقول بين طياتها: الا استحق أن يفهمني من حولي؟! تعاونكم معي وصبركم علي جل ما اتمني .
هذا هو دستور كل من يزور مركز الوفاء التأهيلي ولعل الزائر يتمني ضمن ما يتمني لهم في مساعدة هذه الفئة من الأطفال الذين يتعلقون مع ذويهم بالأمل.
في مركز الوفاء المدرسات او المدربات يحملن قلباً يسع كل طفل، كما لو كانوا قد حملوه في أرحامهن تسعاً، فهن يحملن مشاعر الأمومة وان لم يكن فعلاً أمهاتهم، انطلب منهم اكثر من ذلك؟! ولكن مالذي ينقص هذا المركز ليكون نموذجياً، ومالذي يحتاجه هؤلاء الاطفال المتوحدون؟! في هذا الاستطلاع يسلط الضوء علي ما يحتاجه المركز الذي سيتم نقله الي موقع جديد مع مطلع العام المقبل، والذي بدأ فعلياً العمل فيه في شهر ديسمبر الماضي، ولو أن تكاليفه المتوقعة 250 الف دينار لم يتم توفيرها بعد!!
نعلمهم
الاعتماد علي أنفسهم
تري رحيمة العباسي مدرسة بالمركز منذ اربع سنوات أن المركز يحتاج الي الكثير من التجهيزات التي تيسر وتبسط التعامل مع الاطفال المتوحدين، بالاضافة الي حاجة المركز الي توسعة تتيح المجال للطفل التحرك بسهولة ويسر.
أما عن طرق تعاملها مع الأطفال المتوحدين قالت: نقضي مع الاطفال كل يوم اربع ساعات متواصلة، من الثامنة صباحاً وحتي الثانية عشرة ظهراً، نحاول خلالها ان نعلمهم سبل التواصل مع الاخرين وكيفية الاعتماد علي انفسهم في أمورهم الشخصية، ورغم ما يواجهونه من صعوبة في التعليم الاكاديمي الا انهم يستطيعون ان يعيدوا الارقام الحسابية بل والقراءة بمستوي الصف الأول الابتدائي، وهم في الحادية عشرة من اعمارهم ، وأضافت: بعض الاهالي متعاونين معنا، الا ان البعض الآخر ليس لهم دور يذكر في تأهيل أبنائهم المتوحدين.
المشكلة في الأهل!
وتستخدم سبنزيا الواريز مدرسة آسيوية الجنسية نظام ءء الأمريكي ، في تدريب وتعليم الاطفال المتوحدين، والذي عن طريقه يتم تعزيز سلوك الطفل المتوحد بالألعاب، وهو برنامج يستخدم للأطفال في سن الثالثة وحتي السابعة من أعمارهم، وتقول معلقة علي الوضع الحالي في المركز: يعاني المركز من قلة المدرسات ففي بعض الدول الغربية توجد مدرسة لكل طفل متوحد .
تسكت برهة وهي تنظر للأطفال وهم يلعبون في الحديقة: المشكلة التي نعاني منها فعلاً مرتبطة بأولياء أمور الاطفال الذين يفقد بعضهم الأمل، ويعتقدون خطأ ان الطفل المتوحد يفتقد للتواصل! وذلك له الأثر السلبي طبعاً، فالطفل المتوحد قادر علي التواصل اذا ما وجد تعاون المحيطين به.
يعتدل سلوك
المتوحد تدريجياً
بالفعل نحتاج لمركز جيد وذلك سيتحقق قريباً، ولكن نتمني ان يشتمل علي الموافق التي يحتاجها الطفل المتوحد، وتسهل اندماجه مع الآخرين .
بتلك الكلمات بدأت أيمان محمد مبارك حديثها وهي مدرسة ايضاً بالمركز منذ ست سنوات، وأضافت: اتمني ان يتم فصل الأطفال المتوحدين عن اولئك المتخلفين عقلياً، متي يسهل علي المدرسات التعامل معهم بالطرق التي تناسب كل فئة منهم، والذين يختلفون فيما بينهم من حيث الفترة الزمنية التي يحتاجونها لتحسين قدرتهم علي التواصل.
وتشير إيمان الي ان اولياء الأمور يمكنهم ملاحظة مدي التغيير الواضح الذي يطرأ علي أبنائهم المتوحدين بعد الانضمام للمركز، فالطفل المتوحد عندما يأتي لنا يتميز بالنشاط الزائد والسلوك العدواني، وبعد فترة زمنية متفاوته ما بين طفل وآخر يتعدل سلوكه وتتطور قدراته الكلامية، بل يصبح قادراً علي الاعتماد علي نفسه في اكله وفي ارتداء ملابسه، بل حتي في الاعتناء بنظافته الشخصية.
الدورات
ضرورية لتأهيلنا
وتؤكد شويبة الصباغ مدرسة انخرطت في مجال تأهيل المعاقين منذ العام 1995 وفي مجال التوحد منذ العام 1997 علي كلام زميلاتها، وتطالب بضرورة تكثيف الدوارت التدريبية التي وكما ذكرت سيكون لها دوراً كبيراً في تطوير قدراتهم العلاجية والتأهيلية، كما تطالب بضرورة توفير اخصائيي نطق في مجال مرض التوحد.
وتوفير طبيب نفسي في المركز، وجاء علي لسانها: نحتاج الي طبيب اطفال في النمو النفسي لما له من دور بالغ الأهمية في تسيير عملية تأهيل الأطفال المتوحدين .
وتدعو الصباغ الأهل الي سرعة تشخيص ابنائهم لتيسير عملية تأهيلهم وتقول في ذلك: التشخيص المبكر مهم في مثل هذه الامراض، والذي نراه جلياً في بعض الحالات التي يصل فيها الطفل الي عمر الحادية عشرة وهو لا يزال يستخدم الحفاظات ، ولو كان هناك تعاون مع الأهل بالاضافة الي التشخيص المبكر لحالته لأمكن تأهيله وتعليمه كيفية الاعتناء بنظافته الشخصية، وهو في سن اصغر من ذلك بكثير.
نحتاج لغرفة
العلاج الحسي
وتجد فاطمة هاشم قضت 4 سنوات في مجال تأهيل المتوحدين ان بعض الاهالي متعاونين مع المدرسات، في حين ان البعض الآخر يعتبرون المركز مكاناً او ملجأً لابنائهم يتيح لهم فرصة التفرغ لأنفسهم! وباستغراب واضح قالت: اتعجب من بعض الأمهات اللواتي يجلبن ابناءهن المتوحدين للمركز وهم مرضي يعانون من ارتفاع درجة الحرارة او ألم حاد في البطن!! فنحن نجد صعوبة في معرفة ما يعاني الطفل منه، فالأجدي منهن اخبارنا علي الاقل بحالة الطفل الصحية، لنتمكن من التعامل معه وان كان عليهم أخذه للمركز الصحي لعلاجه!
وتصف فاطمة الحالات التي تتعامل معها بقولها: الفئة التي أهتم بها فئة التوحد العميق وهي ،كما هو واضح من تسميتها صعبة في التعامل، خصوصاً ان بعضهم لا يحسن التصرف في حالة الحاجة الي دورات المياه، فنجدهم وقد وسخوا ملابسهم! صحيح أننا تأقلمنا مع الوضع الا ان الأهل عليهم التعاون معنا لنصل في النهاية لما هو في مصلحة أطفالهم، وتضيف: نسعي وباستمرار لعقد يوم مفتوح بيننا وبين الأهالي للوقوف علي الخطة التي نعدها، ونتمني تجاوبهم معنا.
وعن أهم ما يجب توافره في المركز الجديد قالت: أتمني أن يشمل المركز علي غرفة للعلاج الحسي، وحديقة متكاملة بالأضافة الي ادوات رياضية تناسب الاطفال المتوحدين.
تحسنت حالته
خلال شهرين
ومن بين المدرسات لفت الانتباه تواجد أم حسين وهي جدة أحد الاطفال المتوحدين، التي ترافقه يومياً للمركز بسبب انشغال والدته في عملها، وتقول معلقة: الحمد لله أجد تحسناً واضحاً في سلوك حفيدي، فقبل انضمامه للمركز كان يتميز بالسلوك العدواني في تعامله مع الآخرين، وكذلك عند تعامله مع الأدوات التي يتلفها غالباً، وقد تستغربون اذا ما علمتم انه قضي في المركز الآن نحو شهرين فقط الا انه تحسنت حالته وأصبح طفلاً هادئاً وأخذ يتواصل لفظياً مع غيره بعدما انقطع عنها لفترة.
Catsocaff
2004-03-25
مركز الوفاء تنقصه أمور والمبني في العام المقبل
استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
رغم كل ما يعانون منه، ورغم الألم يستقبلونك بابتسامة تحمل من البراءة الكثير، كما لو كانت تقول بين طياتها: الا استحق أن يفهمني من حولي؟! تعاونكم معي وصبركم علي جل ما اتمني .
هذا هو دستور كل من يزور مركز الوفاء التأهيلي ولعل الزائر يتمني ضمن ما يتمني لهم في مساعدة هذه الفئة من الأطفال الذين يتعلقون مع ذويهم بالأمل.
في مركز الوفاء المدرسات او المدربات يحملن قلباً يسع كل طفل، كما لو كانوا قد حملوه في أرحامهن تسعاً، فهن يحملن مشاعر الأمومة وان لم يكن فعلاً أمهاتهم، انطلب منهم اكثر من ذلك؟! ولكن مالذي ينقص هذا المركز ليكون نموذجياً، ومالذي يحتاجه هؤلاء الاطفال المتوحدون؟! في هذا الاستطلاع يسلط الضوء علي ما يحتاجه المركز الذي سيتم نقله الي موقع جديد مع مطلع العام المقبل، والذي بدأ فعلياً العمل فيه في شهر ديسمبر الماضي، ولو أن تكاليفه المتوقعة 250 الف دينار لم يتم توفيرها بعد!!
نعلمهم
الاعتماد علي أنفسهم
تري رحيمة العباسي مدرسة بالمركز منذ اربع سنوات أن المركز يحتاج الي الكثير من التجهيزات التي تيسر وتبسط التعامل مع الاطفال المتوحدين، بالاضافة الي حاجة المركز الي توسعة تتيح المجال للطفل التحرك بسهولة ويسر.
أما عن طرق تعاملها مع الأطفال المتوحدين قالت: نقضي مع الاطفال كل يوم اربع ساعات متواصلة، من الثامنة صباحاً وحتي الثانية عشرة ظهراً، نحاول خلالها ان نعلمهم سبل التواصل مع الاخرين وكيفية الاعتماد علي انفسهم في أمورهم الشخصية، ورغم ما يواجهونه من صعوبة في التعليم الاكاديمي الا انهم يستطيعون ان يعيدوا الارقام الحسابية بل والقراءة بمستوي الصف الأول الابتدائي، وهم في الحادية عشرة من اعمارهم ، وأضافت: بعض الاهالي متعاونين معنا، الا ان البعض الآخر ليس لهم دور يذكر في تأهيل أبنائهم المتوحدين.
المشكلة في الأهل!
وتستخدم سبنزيا الواريز مدرسة آسيوية الجنسية نظام ءء الأمريكي ، في تدريب وتعليم الاطفال المتوحدين، والذي عن طريقه يتم تعزيز سلوك الطفل المتوحد بالألعاب، وهو برنامج يستخدم للأطفال في سن الثالثة وحتي السابعة من أعمارهم، وتقول معلقة علي الوضع الحالي في المركز: يعاني المركز من قلة المدرسات ففي بعض الدول الغربية توجد مدرسة لكل طفل متوحد .
تسكت برهة وهي تنظر للأطفال وهم يلعبون في الحديقة: المشكلة التي نعاني منها فعلاً مرتبطة بأولياء أمور الاطفال الذين يفقد بعضهم الأمل، ويعتقدون خطأ ان الطفل المتوحد يفتقد للتواصل! وذلك له الأثر السلبي طبعاً، فالطفل المتوحد قادر علي التواصل اذا ما وجد تعاون المحيطين به.
يعتدل سلوك
المتوحد تدريجياً
بالفعل نحتاج لمركز جيد وذلك سيتحقق قريباً، ولكن نتمني ان يشتمل علي الموافق التي يحتاجها الطفل المتوحد، وتسهل اندماجه مع الآخرين .
بتلك الكلمات بدأت أيمان محمد مبارك حديثها وهي مدرسة ايضاً بالمركز منذ ست سنوات، وأضافت: اتمني ان يتم فصل الأطفال المتوحدين عن اولئك المتخلفين عقلياً، متي يسهل علي المدرسات التعامل معهم بالطرق التي تناسب كل فئة منهم، والذين يختلفون فيما بينهم من حيث الفترة الزمنية التي يحتاجونها لتحسين قدرتهم علي التواصل.
وتشير إيمان الي ان اولياء الأمور يمكنهم ملاحظة مدي التغيير الواضح الذي يطرأ علي أبنائهم المتوحدين بعد الانضمام للمركز، فالطفل المتوحد عندما يأتي لنا يتميز بالنشاط الزائد والسلوك العدواني، وبعد فترة زمنية متفاوته ما بين طفل وآخر يتعدل سلوكه وتتطور قدراته الكلامية، بل يصبح قادراً علي الاعتماد علي نفسه في اكله وفي ارتداء ملابسه، بل حتي في الاعتناء بنظافته الشخصية.
الدورات
ضرورية لتأهيلنا
وتؤكد شويبة الصباغ مدرسة انخرطت في مجال تأهيل المعاقين منذ العام 1995 وفي مجال التوحد منذ العام 1997 علي كلام زميلاتها، وتطالب بضرورة تكثيف الدوارت التدريبية التي وكما ذكرت سيكون لها دوراً كبيراً في تطوير قدراتهم العلاجية والتأهيلية، كما تطالب بضرورة توفير اخصائيي نطق في مجال مرض التوحد.
وتوفير طبيب نفسي في المركز، وجاء علي لسانها: نحتاج الي طبيب اطفال في النمو النفسي لما له من دور بالغ الأهمية في تسيير عملية تأهيل الأطفال المتوحدين .
وتدعو الصباغ الأهل الي سرعة تشخيص ابنائهم لتيسير عملية تأهيلهم وتقول في ذلك: التشخيص المبكر مهم في مثل هذه الامراض، والذي نراه جلياً في بعض الحالات التي يصل فيها الطفل الي عمر الحادية عشرة وهو لا يزال يستخدم الحفاظات ، ولو كان هناك تعاون مع الأهل بالاضافة الي التشخيص المبكر لحالته لأمكن تأهيله وتعليمه كيفية الاعتناء بنظافته الشخصية، وهو في سن اصغر من ذلك بكثير.
نحتاج لغرفة
العلاج الحسي
وتجد فاطمة هاشم قضت 4 سنوات في مجال تأهيل المتوحدين ان بعض الاهالي متعاونين مع المدرسات، في حين ان البعض الآخر يعتبرون المركز مكاناً او ملجأً لابنائهم يتيح لهم فرصة التفرغ لأنفسهم! وباستغراب واضح قالت: اتعجب من بعض الأمهات اللواتي يجلبن ابناءهن المتوحدين للمركز وهم مرضي يعانون من ارتفاع درجة الحرارة او ألم حاد في البطن!! فنحن نجد صعوبة في معرفة ما يعاني الطفل منه، فالأجدي منهن اخبارنا علي الاقل بحالة الطفل الصحية، لنتمكن من التعامل معه وان كان عليهم أخذه للمركز الصحي لعلاجه!
وتصف فاطمة الحالات التي تتعامل معها بقولها: الفئة التي أهتم بها فئة التوحد العميق وهي ،كما هو واضح من تسميتها صعبة في التعامل، خصوصاً ان بعضهم لا يحسن التصرف في حالة الحاجة الي دورات المياه، فنجدهم وقد وسخوا ملابسهم! صحيح أننا تأقلمنا مع الوضع الا ان الأهل عليهم التعاون معنا لنصل في النهاية لما هو في مصلحة أطفالهم، وتضيف: نسعي وباستمرار لعقد يوم مفتوح بيننا وبين الأهالي للوقوف علي الخطة التي نعدها، ونتمني تجاوبهم معنا.
وعن أهم ما يجب توافره في المركز الجديد قالت: أتمني أن يشمل المركز علي غرفة للعلاج الحسي، وحديقة متكاملة بالأضافة الي ادوات رياضية تناسب الاطفال المتوحدين.
تحسنت حالته
خلال شهرين
ومن بين المدرسات لفت الانتباه تواجد أم حسين وهي جدة أحد الاطفال المتوحدين، التي ترافقه يومياً للمركز بسبب انشغال والدته في عملها، وتقول معلقة: الحمد لله أجد تحسناً واضحاً في سلوك حفيدي، فقبل انضمامه للمركز كان يتميز بالسلوك العدواني في تعامله مع الآخرين، وكذلك عند تعامله مع الأدوات التي يتلفها غالباً، وقد تستغربون اذا ما علمتم انه قضي في المركز الآن نحو شهرين فقط الا انه تحسنت حالته وأصبح طفلاً هادئاً وأخذ يتواصل لفظياً مع غيره بعدما انقطع عنها لفترة.
Catsocaff
2004-03-25
أحدث التعليقات