خلل الشخصية..
سبب عمليات التجميل
حوار أجرته – ياسمين خلف:
ما الذي يدفع بالبعض للاتجاه لعمليات التجميل دون غيرهم؟! علي الرغم من انهم مقبولون شكليا ولا يعانون من عيوب خلقية؟! وما الذي يدفعهم للمجازفة وتعريض انفسهم لمخاطر جمة قد يعونها في بعض الأحيان وقد لا يعونها في أحيان آخري؟! وبعد إجراء تلك العمليات التجميلية، ما التغيرات النفسية التي تطرأ علي ذلك الفرد؟!
النفس البشرية عميقة وتحتاج لسبر أغوارها في احيان كثيرة إلي اختصاصيين وأطباء نفسيين، ولذلك ومن أجل الحقيقة العلمية اتجهنا بأسئلتنا هذه وغيرها إلي الدكتور محسن الطريف – استشاري في الطب النفسي، وكان لنا معه هذا الحوار:
غ الأيام: ما أسباب اتجاه البعض دون غيرهم للعمليات التجميلية؟!
ف د. محسن الطريف: نظرة الفرد لنفسه وللعضو الذي يسعي لتغيير شكله هي السبب الرئيسي لاتجاهه للجراحين التجميليين، فعدم اقتناع الفرد بشكله وبذلك العضو يدفعه الي اي طريقة لتغيير شكله وحجمه مثلا، ليصل في النهاية إلي الثقة والقناعة التامة بالعضو المتغير، ويرجع ذلك السلوك إلي خلل في نظرة الفرد لنفسه، لذا نجد ان كثيرا من الدول الاجنبية يعمد اطباؤها التجميليون الي تحويل مرضاهم الي العيادات النفسية قبل الشروع في العملية التجميلية، اذ ان الطبيب يمتنع عن اجراء مثل هذه العمليات اذا لم تكن هناك حاجة لاجرائها للمريض !
غ الأيام: وبعد العملية التجميلية هل يصل المريض إلي قناعة وتقبل لشكله الجديد؟! بمعني هل تتحسن حالته النفسية بعد اجراء العملية التجميلية؟
غ د. محسن الطريف:إ ذا كان الفرد أو المريض يعاني من خلل في النظرة الشخصية، فانه حتما لن تتغير نظرته لشكله بعد التغيير، فتظل تلك النظرة الدونية لشكله باقية، حتي وان اجري عددا من العمليات التجميلية للعضو المنبوذ بالنسبة للمريض، لذا نجد في اغلب الاحيان انهم المرضي الذين يعانون من خلل في النظرة الشخصية يرفعون قضايا في المحاكم ضد الجراحين الذين اجروا لهم تلك العملية الفاشلة في نظرهم! وان كان في حقيقة الامر ان العملية ناجحة طبيا، إلا انها فاشلة نفسيا لدي المريض.
غ الأيام: ماذا عن تلك العمليات التجميلية التي تجري للمشوهين خلقيا؟!
غ د. محسن الطريف: الأمر مختلف بالنسبة إليهم، وبالنسبة لمن يصابون بتشوهات ناجمة عن تعرض الفرد لحريق أو حادث مروي أو غيرها من الحوادث، فهم غالبا ما يكونون متقبلين لأي نتيجة تحدث لهم بعد عملية التجميل! باعتبار ان اي نتيجة حتما ستكون افضل حالا من حالتهم السابقة المشوهة ، فتجد ان لديهم درجة عالية من الرضي النفسي، واقتناع كامل بشكلهم الجديد.
غ الأيام: وبأي طريقة يمكن ان نصحح ذلك الخلل في النظرة الشخصية للمريض ؟!
غ د. محسن الطريف: تلك النظرة جاءت لاصابة المريض بالاكتئاب، ولو ازيل السبب لزالت الحاجة لمثل هذه العمليات التجميلية، والتي لا داعي لها اصلا، حتي وان كان الشخص المكتئب يعاني فعلا من عيب خلقي بسيط او حقيقي، علي القائم بالعملية التجميلية الامتناع عن اجراء تلك العملية، وان لا يبدأ فيها إلا بعد ان يتأكد ان المريض قد تعالج نفسيا وزال الاكتئاب عنه! ليتسني للمريض الفرصة لاتخاذ قراره النهائي في اجراء العملية التجميلية وهو في حالة نفسية مستقرة، وليمنع الطبيب التجميلي أي فرصة للخطأ في القرار، والذي قد يترتب عليه نتائج وخيمة، لا سيما رفع قضية ضده عبر المحاكم.
غ الأيام: ما الفرق الجوهري بين عمليات التجميل وعمليات الترقيع؟!
غ د. محسن الطريف:
العمليتان مختلفتان ، فعمليات الترقيع يجريها الأطباء في المستشفيات العامة أو الحكومية، لإرجاع الشكل الأصلي للمريض بقدر المستطاع، كتشوه انف المريض او فمه جراء حادث مروري مثلا.
أما عن عمليات التجميل والتي تجري علي ايدي جراحين في المستشفيات والعيادات الخاصة، والتي غالبا ما تكون بأسعار باهظة، لا يكون لها داع أو مبرر أصلا، خصوصا ان المريض يريد ان يصل إلي درجة الكمال الخلقي، علي الرغم من ان شكله مقبول لدي الآخرين.
غ الأيام: ومن هي الفئة الأكثر اقبالا علي عمليات التجميل باعتقادك؟!
غ د. محسن الطريف: لا توجد احصائيات محلية، ولكن وبشكل عام فئة الشباب، وبخاصة الفتيات والنساء، ويرجع ذلك لضغوطات المجتمع والعولمة التي نعيشها، والانفتاح علي العالم عبر الشاشة الفضية والقنوات الفضائية، والتي خلقت نوعا من العقد في نفوس الكثيرات!! واصبحت نظرتهن ان تقييم الانسان يأتي عبر شكله الخارجي، وبالطبع فان الاقبال عليها يزيد بشكل كبير في المدن اذا ما قورنت بنسبتها في القري.
والمشكلة ان الفتيات في الوقت الحاضر، يقسن الجمال وخاصة جمال الجسم بمقياس عارضات الازياء، مما يجعلهن يعتقدن انهن من فئة زائدي الوزن، وهن في حقيقة الامر جلد علي عظم! مما يدفعهن للدخول في برامج غذائية قاسية ورجيم غير طبي، ومع ذلك كلما نقصت اوزانهن تطلعن إلي اوزان اقل، وهي حالة مرضية تؤدي في بعض الأحيان إلي الوفاة.
غ الأيام: هل لنا حالات مرضية لبحرينيين؟
غ د. محسن الطريف: هناك حالات عدة، ومنها احساس الفرد ان انفه معقوف أو به التواء، فيصر علي اجراء عملية تجميلية، وهو في حقيقة الأمر انسان يعاني من مرض الوسواس القهري!! ومن الخطورة المجازفة واجراء عملية جراحية له، اذ انه لن يقتنع ابدا بالنتيجة التي ستحدث او سيصل إليها، ولذلك يتم تحويل مثل هذه الحالات من قبل الجراحين علينا كأطباء نفسانيين، إذ انهم لو اجروا تلك العملية لهم سيشعر المريض بعد تحسن حالته النفسية بالندم علي فعلته التي اقدم عليها وجعلته يغيير من شكله الطبيعي.
غ الأيام: وهل تحويل الجنس من ضمن عمليات التجميل؟!
د. محسن الطريف: بالطبع من ضمنها، فهنا نجد ان الفرد يصر علي تحويل جنسه من الذكر إلي الأنثي أو العكس، وذلك لاحساسه بأنه قد ولد بطريقة خاطئة!! ويرجع سبب ذلك في كثير من الأحيان إلي اخطاء في التربية والتنشئة الاجتماعية للطفل من قبل الأم كأن تكون تحلم ان تنجب أنثي وتلد ذكرا، فتعمد إلي معاملة مولودها كالأنثي، وتلبسه ملابس الفتيات، وتجلب له ألعابا خاصة بالفتيات كالدمي مثلا، مما يخلق شعورا متناقضا في نفسية الطفل، فيكبر وهو يشعر انه أنثي لا ذكر!!
ومن المفروض ان يمتنع الطبيب التجميلي عن اجراء مثل هذه العملية، وذلك لحاجة المريض للعلاج النفسي بصورة أكبر من كونه يحتاج إلي علاج تجميلي، وذلك لأن المريض قد تسوء حالته النفسية بل وتتضاعف خصوصا ان القليل منها من ينجح لصعوبة العملية.
غ الأيام: ولكن هناك من يجريها وتنجح، ويحس المريض بعدها بتحسن نفسي كبير؟!
غ د. محسن الطريف: ذلك صحيح بالنسبة للمرضي المولودين بأعضاء تناسلية خاطئة، قد ترجع لأسباب وراثية أو لخطأ اثناء الولادة، وهي مسئولية تقع علي الأطباء منذ ولادة الطفل، وكلما تأخرت العملية التجميلية كلما ازدادت صعوبة لتقدم الفرد في السن نسبيا.
Catsocaff
Cathealth
2003-10-11
خلل الشخصية..
سبب عمليات التجميل
حوار أجرته – ياسمين خلف:
ما الذي يدفع بالبعض للاتجاه لعمليات التجميل دون غيرهم؟! علي الرغم من انهم مقبولون شكليا ولا يعانون من عيوب خلقية؟! وما الذي يدفعهم للمجازفة وتعريض انفسهم لمخاطر جمة قد يعونها في بعض الأحيان وقد لا يعونها في أحيان آخري؟! وبعد إجراء تلك العمليات التجميلية، ما التغيرات النفسية التي تطرأ علي ذلك الفرد؟!
النفس البشرية عميقة وتحتاج لسبر أغوارها في احيان كثيرة إلي اختصاصيين وأطباء نفسيين، ولذلك ومن أجل الحقيقة العلمية اتجهنا بأسئلتنا هذه وغيرها إلي الدكتور محسن الطريف – استشاري في الطب النفسي، وكان لنا معه هذا الحوار:
غ الأيام: ما أسباب اتجاه البعض دون غيرهم للعمليات التجميلية؟!
ف د. محسن الطريف: نظرة الفرد لنفسه وللعضو الذي يسعي لتغيير شكله هي السبب الرئيسي لاتجاهه للجراحين التجميليين، فعدم اقتناع الفرد بشكله وبذلك العضو يدفعه الي اي طريقة لتغيير شكله وحجمه مثلا، ليصل في النهاية إلي الثقة والقناعة التامة بالعضو المتغير، ويرجع ذلك السلوك إلي خلل في نظرة الفرد لنفسه، لذا نجد ان كثيرا من الدول الاجنبية يعمد اطباؤها التجميليون الي تحويل مرضاهم الي العيادات النفسية قبل الشروع في العملية التجميلية، اذ ان الطبيب يمتنع عن اجراء مثل هذه العمليات اذا لم تكن هناك حاجة لاجرائها للمريض !
غ الأيام: وبعد العملية التجميلية هل يصل المريض إلي قناعة وتقبل لشكله الجديد؟! بمعني هل تتحسن حالته النفسية بعد اجراء العملية التجميلية؟
غ د. محسن الطريف:إ ذا كان الفرد أو المريض يعاني من خلل في النظرة الشخصية، فانه حتما لن تتغير نظرته لشكله بعد التغيير، فتظل تلك النظرة الدونية لشكله باقية، حتي وان اجري عددا من العمليات التجميلية للعضو المنبوذ بالنسبة للمريض، لذا نجد في اغلب الاحيان انهم المرضي الذين يعانون من خلل في النظرة الشخصية يرفعون قضايا في المحاكم ضد الجراحين الذين اجروا لهم تلك العملية الفاشلة في نظرهم! وان كان في حقيقة الامر ان العملية ناجحة طبيا، إلا انها فاشلة نفسيا لدي المريض.
غ الأيام: ماذا عن تلك العمليات التجميلية التي تجري للمشوهين خلقيا؟!
غ د. محسن الطريف: الأمر مختلف بالنسبة إليهم، وبالنسبة لمن يصابون بتشوهات ناجمة عن تعرض الفرد لحريق أو حادث مروي أو غيرها من الحوادث، فهم غالبا ما يكونون متقبلين لأي نتيجة تحدث لهم بعد عملية التجميل! باعتبار ان اي نتيجة حتما ستكون افضل حالا من حالتهم السابقة المشوهة ، فتجد ان لديهم درجة عالية من الرضي النفسي، واقتناع كامل بشكلهم الجديد.
غ الأيام: وبأي طريقة يمكن ان نصحح ذلك الخلل في النظرة الشخصية للمريض ؟!
غ د. محسن الطريف: تلك النظرة جاءت لاصابة المريض بالاكتئاب، ولو ازيل السبب لزالت الحاجة لمثل هذه العمليات التجميلية، والتي لا داعي لها اصلا، حتي وان كان الشخص المكتئب يعاني فعلا من عيب خلقي بسيط او حقيقي، علي القائم بالعملية التجميلية الامتناع عن اجراء تلك العملية، وان لا يبدأ فيها إلا بعد ان يتأكد ان المريض قد تعالج نفسيا وزال الاكتئاب عنه! ليتسني للمريض الفرصة لاتخاذ قراره النهائي في اجراء العملية التجميلية وهو في حالة نفسية مستقرة، وليمنع الطبيب التجميلي أي فرصة للخطأ في القرار، والذي قد يترتب عليه نتائج وخيمة، لا سيما رفع قضية ضده عبر المحاكم.
غ الأيام: ما الفرق الجوهري بين عمليات التجميل وعمليات الترقيع؟!
غ د. محسن الطريف:
العمليتان مختلفتان ، فعمليات الترقيع يجريها الأطباء في المستشفيات العامة أو الحكومية، لإرجاع الشكل الأصلي للمريض بقدر المستطاع، كتشوه انف المريض او فمه جراء حادث مروري مثلا.
أما عن عمليات التجميل والتي تجري علي ايدي جراحين في المستشفيات والعيادات الخاصة، والتي غالبا ما تكون بأسعار باهظة، لا يكون لها داع أو مبرر أصلا، خصوصا ان المريض يريد ان يصل إلي درجة الكمال الخلقي، علي الرغم من ان شكله مقبول لدي الآخرين.
غ الأيام: ومن هي الفئة الأكثر اقبالا علي عمليات التجميل باعتقادك؟!
غ د. محسن الطريف: لا توجد احصائيات محلية، ولكن وبشكل عام فئة الشباب، وبخاصة الفتيات والنساء، ويرجع ذلك لضغوطات المجتمع والعولمة التي نعيشها، والانفتاح علي العالم عبر الشاشة الفضية والقنوات الفضائية، والتي خلقت نوعا من العقد في نفوس الكثيرات!! واصبحت نظرتهن ان تقييم الانسان يأتي عبر شكله الخارجي، وبالطبع فان الاقبال عليها يزيد بشكل كبير في المدن اذا ما قورنت بنسبتها في القري.
والمشكلة ان الفتيات في الوقت الحاضر، يقسن الجمال وخاصة جمال الجسم بمقياس عارضات الازياء، مما يجعلهن يعتقدن انهن من فئة زائدي الوزن، وهن في حقيقة الامر جلد علي عظم! مما يدفعهن للدخول في برامج غذائية قاسية ورجيم غير طبي، ومع ذلك كلما نقصت اوزانهن تطلعن إلي اوزان اقل، وهي حالة مرضية تؤدي في بعض الأحيان إلي الوفاة.
غ الأيام: هل لنا حالات مرضية لبحرينيين؟
غ د. محسن الطريف: هناك حالات عدة، ومنها احساس الفرد ان انفه معقوف أو به التواء، فيصر علي اجراء عملية تجميلية، وهو في حقيقة الأمر انسان يعاني من مرض الوسواس القهري!! ومن الخطورة المجازفة واجراء عملية جراحية له، اذ انه لن يقتنع ابدا بالنتيجة التي ستحدث او سيصل إليها، ولذلك يتم تحويل مثل هذه الحالات من قبل الجراحين علينا كأطباء نفسانيين، إذ انهم لو اجروا تلك العملية لهم سيشعر المريض بعد تحسن حالته النفسية بالندم علي فعلته التي اقدم عليها وجعلته يغيير من شكله الطبيعي.
غ الأيام: وهل تحويل الجنس من ضمن عمليات التجميل؟!
د. محسن الطريف: بالطبع من ضمنها، فهنا نجد ان الفرد يصر علي تحويل جنسه من الذكر إلي الأنثي أو العكس، وذلك لاحساسه بأنه قد ولد بطريقة خاطئة!! ويرجع سبب ذلك في كثير من الأحيان إلي اخطاء في التربية والتنشئة الاجتماعية للطفل من قبل الأم كأن تكون تحلم ان تنجب أنثي وتلد ذكرا، فتعمد إلي معاملة مولودها كالأنثي، وتلبسه ملابس الفتيات، وتجلب له ألعابا خاصة بالفتيات كالدمي مثلا، مما يخلق شعورا متناقضا في نفسية الطفل، فيكبر وهو يشعر انه أنثي لا ذكر!!
ومن المفروض ان يمتنع الطبيب التجميلي عن اجراء مثل هذه العملية، وذلك لحاجة المريض للعلاج النفسي بصورة أكبر من كونه يحتاج إلي علاج تجميلي، وذلك لأن المريض قد تسوء حالته النفسية بل وتتضاعف خصوصا ان القليل منها من ينجح لصعوبة العملية.
غ الأيام: ولكن هناك من يجريها وتنجح، ويحس المريض بعدها بتحسن نفسي كبير؟!
غ د. محسن الطريف: ذلك صحيح بالنسبة للمرضي المولودين بأعضاء تناسلية خاطئة، قد ترجع لأسباب وراثية أو لخطأ اثناء الولادة، وهي مسئولية تقع علي الأطباء منذ ولادة الطفل، وكلما تأخرت العملية التجميلية كلما ازدادت صعوبة لتقدم الفرد في السن نسبيا.
Catsocaff
Cathealth
2003-10-11
أحدث التعليقات